“جهاد” النكاح
كتبت/ أحلام رمضان
وكان العميد محمد الغصرى، الناطق الرسمى باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص، التابعة للمجلس الرئاسى الليبى قد أكد منذ أسبوعين أن عناصر نسائية تابعة لتنظيم داعش، يرتدين الخمار ويربطن أحزمة ناسفة حول أجسادهن، حاولن الاقتراب من قوات البنيان المرصوص فى الحى السكنى الثانى بوسط مدينة سرت، وأوضح الغصرى فى تصريح صحفى، أنه لأول مرة يجرى التعامل مع نساء داعشيات يرتدين أحزمة ناسفة.بدوره قال العميد المتقاعد التونسى على الزرمدينى، إن معلومات المخابرات التونسية تؤكد منذ زمن بعيد أن تنظيم داعش الإرهابى يركز على تجنيد الأطفال والنساء لدعم صفوف التنظيم، مؤكدا أن عشرات من السيدات يقاتلن فى صفوف كتيبتى «الخنساء وأم مريم»، فى مدينة سرت الليبية، وتحملن الجنسيات التونسية والجزائرية والمصرية وأفارقة.
وأكد «الزرمدينى»، أن الاستعانة بالعنصر النسائى يمنح الحافز المعنوى والنفسى لدفع الارهابيين للقتال بشراسة، موضحا أن العمليات الإرهابية التى تم تنفيذها فى تونس تمت عبر ارتداء العناصر المتطرفة للنقاب، وهو ما دفع المجتمع المدنى التونسى للإصرار على حظر النقاب.
وأضاف أن دور المرأة تحول للتدريب على استخدام الأسلحة والدفع بها للقتال، وذلك عبر إغراءات جنسية ومادية، ويتم تشجيعها على تولى دور قتالى كى تتبوأ مكانة فى الجنة، موضحا أن الصراعات داخل المجتمعات التى يضيع فيها حق المرأة الاجتماعى والمادى قد تدفعها للقيام بأى مغامرة.
وكشف الخبير الأمنى التونسى عن وجود توجه لدى تنظيم داعش لاستقطاب العنصر الإفريقى للقتال فى صفوفه، مؤكدا سعى التنظيم لضم الكفاءات الطبية والعلمية، وهو ما كشفته عدد من السجينات التونسيات صاحبات الخبرة العلمية واللاتى تم اعتقالهن فى تونس، مشيرا إلى أن مفهوم المعركة الجارية فى ليبيا سيدفع دول الجوار لمنع عودة العناصر المقاتلة إلى أراضيها لأن تلك الجماعات لديها عقيدة التوسع والانتشار فى أى مكان.
بدوره قال عضو المجلس البلدى لمدينة مصراتة أبو بكر هريش، إن عناصر تنظيم داعش بمدينة سرت الليبية، ترافقها مجموعات تقاتل إلى جانب التنظيم المتطرف وتحمل الجنسيات الأفريقية وغالبيتهم من نيجيريا ومالى. وأكد عضو المجلس البلدى لمصراتة، أن الحادثة الأولى التى ظهرت خلالها سيدة فى عمليات داعش الإرهابية كانت فى الحى الثانى خلال وجودها فى سيارة يقودها انتحارى قام بتفجيرها فى صفوف قوات البنيان المرصوص، مشيرا إلى أن القوات الليبية ألقت القبض على عنصر داعشى ترافقه سيدتان تقاتلان إلى جانب التنظيم المتطرف.
ومن جانبها كشفت الدكتورة بدرة قعلول، رئيسة المركز الدولى للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية بتونس، عن كتيبة نسائية تقاتل إلى جانب تنظيم داعش فى ليبيا تسمى «الداعيات»، مؤكدة أن الكتيبة فرع من فروع كتيبة الخنساء الموجودة فى مدينة الرقة السورية، مشيرة لضم الكتيبة عدد كبير النساء من جنسيات مختلفة أكثرها عددا السودانية والفلسطينية والتونسية والجزائرية.
وأكدت «قعلول»، أن كتيبة الداعيات لها عدة أدوار فى الشرطة النسائية والحسابات ومعلمات القوانين الإسلامية للمقاتلات والسجانات، مشيرة لوجود فرع دوره تدريب المقاتلات على السلاح وتنفيذ العمليات الانتحارية والقتال، مشيرة إلى أن خطورة بأنه لا توجد معلومات كافية عن النساء التونسيات على وجه التحديد المنخرطات فى صفوف التنظيم.
وأشارت رئيسة المركز الدولى للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية بتونس لانضمام لعدد كبير من السيدات التونسيات عبر الحدود المفتوحة مع ليبيا أو الذهاب بعقود عمل، محذرة من إمكانية تواصل تلك العناصر مع الإرهابيين فى تونس ونقل لهم خطط للقيام بعمليات تفجيرية فى البلاد، مؤكدة أن الكتيبة تشكل خطرا داهما على دول الجوار ولاسيما تونس ومصر والجزائر.
وحذرت «قعلول» من إمكانية إعطاء «داعش» المبادرة الفردية للمقاتلات فى صفوفه للقيام بتفجير مكان معين أو القيام بعمل إرهابى دون الرجوع للقيادات حال توفر المساحة والأرضية الجاهزة لتنفيذ العمليات، مؤكدا أن دور النساء يكون أخطر من الرجال الذين يمكن توقيفهم وتقزيم دورها خلاف المرأة، مشيرة لشرعنة المقاتلات عبر منتدياتهن لفرضية خلع الحجاب لعدم لفت الانتباه خلال تنفيذ العمليات الإرهابية.
وأكدت أن دوافع انضمام السيدات للتنظيمات الإرهابية تأتي إما عن طريق الزج بهن من قبل ذويهن “السلفيين” أو الرغبة فى الهروب من واقعهن والبحث عن الذات والبحث عن بديل أمام واقع مفعم بالهموم والمشاكل لا أمل فيه ولا مستقبل حسب اعتقادهن، موضحة أن ضعف الشخصية التى تمارس عليها الضغط الاجتماعى والعائلية والتسلط الذكورى يجعلها تميل إلى ممارسة السلطة وتكون لها ملامح الشخصية المضطربة نفسيا واجتماعيا، مشيرة إلى أن وجود نزعة العنف والتعذيب والانتقام وهى عملية إسقاط لما سلط عليها فى عائلتها أو المحيط الاجتماعى يدفعها للانضمام للتنظيمات المتطرفة.
وأوضحت أن المرأة فى التنظيم عادة ما تكون حارسة فى تنفيذ القوانين، وأن عنف الشرطة النسائية والحسابات والداعيات التى تكونت فى ليبيا تقوم بأعمال وحشية ضد المرأة نفسها ولديهن استعداد كبير لتنفيذ عمليات الانتحارية والقتل، لأن لديهن اعتقادا بأن الرجل المقتول على يد المرأة لا يدخل الجنة مهما كان رجلا تقيا، مشيرة إلى أن الانتقام من الرجال برمزية قتله على يد امرأة وليس رجل تعد إهانة للرجل.