Adel Ansary
...............................
#خواطرى_حول_السكرى
الحلقة 29 .. ----- (( مضاعفات مرض السكري))
★هذه المقالة مهمة جداً للسكريين★
♥ كما فهمتُ و أرجو المعذرة إن كان فهمي خطأ من إحدى الأخوات المتتبعات لأخبار السكري بأنها ترغب أكثر في رؤية مواضيع عن سُبل علاج مرض السكري "الحديثة" و العمل على توفيرها في منطقتنا العربية ؛ بدلاً من الحديث عن: "الواجبات التي تقع على عاتق المصاب بالسكري ، و أفعل و لا تفعل ، و عن خطورة مرض السكري" .. حيث أنها تشعر بأن مرضى السكري مهضوم حقهم في الحصول على الرعاية الصحية كما ينبغي لهم ، و أننا كمسؤلين على توفير الرعاية الصحية للمصابين بالسكري ؛ مقصرين في حقهم من حيث توفير العلاجات الحديثة "مثل الخلايا الجذعية و الحقنة الإسبوعية" .
♥ في الحقيقة لم أكن مستغرب من مثل هذه الإنفعالات و الشعور بالإحباط و الملل تجاه ما نقوم به من توصيات و إعطاء النصائح بخصوص التعامل مع مرض السكري ؛ فالنفس "بطبيعتها" لا تحب النصائح و خاصةً تلك التي بها "أفعل .. لا تفعل" .. و لكن ما العمل؟ فمرض السكري بنوعيه الأول و الثاني ليس لهما علاج شافٍ ليومنا هذا ! ؛ و المريض يريد "علاج شافٍ"
♥ و لكن أقول و أكرر أنه لا يوجد علاج شافٍ لكلى النوعين ؛ فالخلايا الجذعية لا زالت فى طور الأبحاث "رغم ظهور نتائج واعدة" ، و الحقنة الإسبوعية بدأت بعض الدول العربية كالإمارات العربية بتوفيرها .. و لكن هل يريد المصاب بالسكري عند بداية تشخيص المرض أن يقول له الطبيب:-
1- السكري لديك بسيط !!
2- السكري "مرض العصر" !!
3- السكري يُعتبر صديق الإنسان !!
4- حافظ على الأكل و الرياضة و إستخدم الدواء !!
5- مضاعفات السكري نادرة الحدوث و كل شيء سهل !!
6- كثير من المرضى عندهم السكري و عايشين تمام التمام !!
7- لا تفكر كثيراً في السكري ؛ لأنه يحتاج تجنب الإنفعالات و التوتر !!
♥ فإذا كنت تعتقد أن هذا هو مرض السكري ؛ فأنظر إلى هذه الأرقام "العلمية" ، و تأملها (و هي بالمناسبة أرقام إحصائية من الواقع الأمريكي) ؛ حيث الرعاية الصحية الجيدة:-
☆ مرض السكري في المرتبة الخامسة كمسبب لوفاة البشر ؛ و حالياً مرض السكري ليس له دواء شافي .. و الدواء المستخدم حالياً ؛ هو لمحاولة الحد من مضاعفاته و العمل على توفير حياة صحية أفضل.
☆ منذ سنة 1987 معدل الوفيات نتيجة أمراض السكري زادت بنسبة 45 % ؛ بينما معدل الوفيات لأسباب أخرى مثل جلطة الرأس ، أو أمراض القلب ، أو السرطانات (الأورام) .. كلها في نقصان.
☆ على مستوى العالم يوجد هناك حوالي 246 مليون نسمة مصاب بمرض السكري ، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 380 مليون نسمة بحلول العام 2020.
☆ في أمريكا و بالتحديد في سنة 2002 تم إنفاق مصاريف على علاج مرضى السكري بقيمة 92 مليار دولار ؛ كمصاريف مباشرة لعلاج مرضى السكري .. إجمالى المصاريف في الحقيقة لسنة 2002 كان 132 مليار دولار ؛ فبالإضافة إلى 92 مليار دولار كمصاريف مباشرة ، أُنفق حوالي 40 مليار دولار كمصاريف غير مباشرة مثل ثأثير الإعاقات على الإنتاج ، فقد الوظائف ، و الموت المبكر.
☆ السكرى هو السبب الأول في فقد البصر لدى الأعمار التي تتراوح من 20 – 74 سنة ؛ نتيجة ((عدم التحكم الجيد)) في مرض السكري.
☆ السكرى هو السبب الأول في الفشل الكلوي هو نتيجة ((عدم التحكم الجيد)) في مرض السكري.
☆ نسبة الوفاة نتيجة أمراض القلب حوالي 2 - 4 أضعاف المرات للكبار المصابون بمرض السكري ؛ إذا قورنت بنسبة الوفاة لغير المصابون بمرض السكري.
♥ أرجو المعذرة .. و لكن بالرغم من هذه الإحصائيات المؤلمة ، إلا أن الأمل في الحد من هذه المخاطر قائم ، و يعتبر مرض السكري من الأمراض الخطيرة ((و القليلة)) التي بإمكاننا أن نسيطر عليها و نحد من خطورتها ؛ بل و الوقاية منها.
♥ إختي الفاضلة ...
☆ مرض السكري يختلف عن بقية الأمراض ؛ فهناك الكثير من العوامل المتغيرة للمصابين بالسكري مثل وجود ((السكرى الطفل و السكرى البالغ و السكرى الكبير ، السكرى الرجل و السكرى المرأة ، المرأة السكرية الحامل و المرأة السكرية غير الحامل ، السكرى الكثير السفر و السكرى المقيم ، السكرى المثقف و السكرى الغير مثقف ، السكرى المهتم بصحته و السكرى الغير مهتم بصحته ، السكرى الكثير الحركة بطبيعة عمله و السكرى القليل الحركة ... إلخ))
☆ إن مرض السكري يختلف عن بقية الأمراض ؛ فكل عامل من العوامل المذكورة (و هي أمثلة فقط) له تأثير مباشر على كيفية السيطرة على مرض السكري ، و لا توجد "طريقة واحدة" ملائمة لكل هذه الفئات .. و حتى يزداد الأمر وضوحاً:
- لنفترض أن هؤلاء لديهم إلتهاب رئوي (و هو مرض مهم) ؛ فالطريقة المناسبة و الفعالة لكل هذه الفئات "واحدة" و هو المضاد الحيوي عن طريق الوريد لمدة عشرة أيام أو إسبوعين و أنتهي الأمر ؛ أليس كذلك؟ ..
- و لكن لعلاج مرض السكري لهذه الفئات من المجتمع ، فإنك لن تجد طريقة واحدة لعلاجهم ؛ فكل مريض من مرضى السكري بحاجة إلى أن تبحث له عن "رعاية تناسبه هو" و ذلك بالأخذ في الإعتبار عدة أمور مثل العوامل المذكورة أعلاه.
♥ أختي الفاضلة...
☆ إن هدف علاج مرض السكري حالياً هو "الوقاية من حدوث المضاعفات ... أُعيد و أكرر الوقاية .. الوقاية .. الوقاية".
☆ عندما تتمكن المضاعفات المزمنة من الشخص المصاب بالسكري مثل (الفشل الكلوي أو قصور الشرايين التاجية أو فقد البصر) ؛ فإنه لا يصبح لدينا إلاّ القليل لتقديمه للمصاب بالسكري من حيث العلاج المتوفر حاليا.
☆ بالطبع بعض المرضى الذين "يقرأون عن خطورة السكري و عن النصائح الواجب إتباعها" قد يعتقدون إن هذا أمر له مردود سلبي على صحة المريض (كالخوف و الإحباط) بدلاً من المردود الإيجابي الذي نأمله و الذي ثبث علمياً ..
- لمثل هؤلاء نقول له: "إذهبوا إلى قسم غسيل الكلى و مراكز زراعة الكلى ، و أذهبوا إلى قسم العلاج بالليزر للعيون ، و أذهبوا إلى قسم القسطرة للقلب و الشرايين ..
- ثم أسألوا عن المصابين بالسكري هناك" .. و اسألوا هؤلاء السكريين: "هل عندما تم تشخيص مرض السكري لديكم ؛ قمتم بالبحث عن الطرق العلمية للتعامل مع مرض السكري؟!
- و أسألوهم: "هل قمتم بتعلم المهارات الأساسية للتعامل مع مرض السكري حتى تتفادوا هذه المضاعفات؟!"
☆ سيقولون لك: "يا ليتنا وجدنا من يعلمنا ، و يا ليتنا وجدنا من يؤنبنا على إهمالنا و تقصيرنا في التعامل مع السكري ، يا ليتنا وجدنا من يُرهبنا و يخوفنا من السكري" ... هذا ما سيقولنه لكِ.
♥ نقطة أخيرة بخصوص هذا المقال
☆ صحيح في الدول المتقدمة هناك العديد من الخيارات العلاجية الغير متوفرة لدى المصابين بالسكري في الدول العربية (على الأقل هنا في مصر) ؛ مثل مضخات الإنسولين بأنواعها ، و بعض الأدوية الحديثة ، و مستوى الرعاية الصحية و المعيشية ككل يُعتبر متدني .. و لكن الخبر المفرح للمصابين بالسكري في منطقتنا هو وجود و توفير الإنسولين البشري و الإنسولين الشبيه و أجهزة قياس السكر بالدم كذلك موجودة.
☆ و قد أثبثت الأبحاث العلمية أنه باستخدام هذه الوسائل "فقط" (أي دون الحاجة إلى المضخات و الأدوية الحديثة الأخرى) ؛ فإنه يمكنك التحكم بالسكري بدرجة جيدة جداً و تفادي معظم المضاعفات المزمنة.
☆ فمريض السكري يجب أن يُركز على كيفية الإستفادة "القصوى" بما هو متاح له .. حتى عندما يحين الوقت لإستخدام أشياء حديثة أو سُبل علاجية شافيه ؛ فإنه يجد نفسه مؤهلاً للإستفادة منها
☆ أمّا إذا أهمل نفسه الآن بحجة أنه لا توجد رعاية صحية و لا توجد أدوية حديثة و لا توجد مضخات ؛ فإنني أعتقد بأنه لن يكون مؤهلاً لإستخدام العلاجات الشافية المستقبلية "إن وُجدت .. و هذا ما نأمله" لأنه سيكون قد سبق السيف العذل و قد تمكنت مضاعفات السكري منه لدرجة أنه لم تعد هناك أية فائدة من أية وسيلة علاجية.