تاريخ التسجيل : 31/12/1969
| موضوع: السياسة احمد الجار الله يكتب.. اغفر لهم سيادة الرئيس الخميس فبراير 03, 2011 2:53 pm | |
| السياسة احمد الجار الله يكتب.. اغفر لهم سيادة الرئيسلا يمكن ان تترك مصائر الدول رهينة للفورات الشعبية العشوائية, وترمى فى المجهول لأن البعض يرفض الاستماع الى لغة العقل أو يريد تغيير سنن الحياة بطرفة عين, خصوصا إذا تعلق الأمر بمصائر الأمم, التى تمثل أمانة فى أعناق الحكام, وأى تفريط بهذه الأمانة تحت ضغط الشارع من دون تأمين البدائل, يؤدى الى الفوضى كما جرى فى تونس وبعض الدول التى انزلقت إلى جنون العنف ويكون ذلك خيانة أمانة من القادة الذين يتحملون وزر المسؤولية امام الله والوطن... هذا ما أراد الرئيس المصرى حسنى مبارك قوله فى خطابه الأخير, وهو يسعى الى وضع مصر فى الايدى الوطنية الأمينة التى يختارها الشعب فى الانتخابات الرئاسية المقبلة, تاركا للتاريخ أن يحكم له أو عليه. حسنى مبارك الذى خاطب شعبه بكل شفافية, ايقظ الروح وجعل الدموع تنهمر حارة من المآقي, لعل تلك الدموع تغسل أدران سفاهة البعض الذين تحركهم نوازع السوء ولعلها تمسح الأخطاء والبذاءات التى اطلقها أولئك البعض الذين لا يشكلون إلا القلة من شعب مصر, وليس بالضرورة أن تجسد مطالبهم مواقف ال¯ 85 مليونا الذين ذرفت غالبيتهم الدموع معتذرة من رئيسها عما فعله السفهاء ومن اندس بينهم.
اعذرهم يا سيادة الرئيس, فهؤلاء لا يعرفون ماذا يفعلون, وان عرفوا فمعرفتهم قاصرة وملتبسة او مشوهة وغير يقينية, هؤلاء لم يتذكروا ماذا قدمت لهم من انجازات وكيف غيرت الصورة النمطية التى انطبعت فى الأذهان عن الشعب المصرى منذ ثورة عام ,1952 فأنت من فتح أبواب الاستثمار فى مصر, وأنت من اقنع المستثمرين العرب والاجانب والمصريين ان يبنوا المشاريع ويؤمنوا فرص العمل لمئات الآلاف, وأنت الذى أتحت لهم كل وسائل العصر الحديثة ليتمتع بها الشعب, وأطلقت مسيرة الديمقراطية, وحرية التعبير وسمحت لهؤلاء ان يتظاهروا, لكن بعضهم تفوه بكلام بذيء وتجرأ على كتابة تلك البذاءات على دبابات الجيش التى انتشرت فى الشوارع والميادين لحمايتهم وليس لقتلهم, هذه الحرية التى مارسها شعبك إلى أقصى الحدود بشرط ألا تؤذى أحداً, استغلها أصحاب الأجندات المشبوهة وفعلوا ما فعلوا.
اعذرهم يا سيادة الرئيس فالبعض لم يستوعب عظمة انجازاتك رغم الامكانيات المحدودة. لقد جعلت مصر قوة اقتصادية اقليمية مؤثرة, وأعدت إليها دورها العربى الكبير. نعم, أنت من حافظ على مصر الكبيرة بحنكتك السياسية, وأنت الذى وقفت إلى جانب الحق الكويتى انطلاقا من معدنك العربى الأصيل واستجابة لرغبات شعبك الذى تجمعنا به علاقات تاريخية راسخة جذورها المحبة والاحترام, وإذا صدرت أصوات نشاز من هنا أو هناك فهى لا تعبر عن الكويت ودول التعاون الخليجي, بل تعبر عن أصحابها فقط.اعذرهم يا سيادة الرئيس, لقد قسا بعض السفهاء عليك ولم يدركوا أنهم يقسون على أنفسهم, وعلى مصر كلها. فهؤلاء الجاحدون اعماهم وهْمُ تكبرهم على وطنهم فلم يرأفوا به.
نحن نعرف مسارك طوال 30 عاما, ونعرف كم أنت كبير النفس والخلق ولست ممن يحقدون, ولست ممن تحنى العواصف العابرة قاماتهم, ولذلك وقفت كالطود أمام شعبك وقلت بكبرياء الرجال الشجعان إنك من ارض الكنانة وإليها ستعود, وإنك لن تهرب من حمل الأمانة وانك ستسلمها لمن سيخلفك. لقد فهم شعبك الوفى الرسالة وعبر عن ذلك بتلك الاندفاعة الى تأكيد امتنانه لما قدمت لمصر, وترجمه بالدموع المنهمرة اعترافاً بالجميل, وبتظاهرات مؤيدة لوقفتك ولاستقرار مصر.
اعذرهم يا سيادة الرئيس, فهم لم يتذكروا الظروف الصعبة التى وصلت من خلالها إلى سدة الرئاسة, وهى ظروف لا يغبطك عليها احد, فأنت دخلت بثوب نقى وستخرج بثوب أكثر نقاء, أنت العفيف الذى حمل مصر فى قلبه ووجدانه وستخرج فارسا بإرادتك, كما يترجل كبار الفرسان.
نعم, ستترجل فارسا, ميدانك حبك لمصر وأهلها متوجاً بأمانتك وحبك لأطفال وشباب وشيوخ ونساء أرض الكنانة, ولن تترك مصر فى مهب نزوات الذين توهموا أن الوقت قد حان لينقضوا على الحكم وعلى الاستقرار, وحاشا ان تسمح لهم, لأنهم قتلة ولصوص واصحاب اجندات خارجية, ورغم ذلك صبرت عليهم وعلى إفكهم وبهتانهم واضعاً مصر ومستقبلها نصب عينيك, فيما هم كانوا سفهاء, حاولوا استغلال انتفاضة الشباب المتحمس, لقطف ثمار تلك الاصوات العفوية التى لم تكن تمانع, فى يوم من الأيام, سماعها, بل أنت من هيأها لتقول كلمتها بحماسة.
اعذرهم يا سيادة الرئيس عن كل تلك الترهات التى جاء بها ناكرو الجميل, فنحن عزاؤنا هنا فى الكويت والخليج أن أمة العرب كلها رأت فى دموع شعبك كل الوفاء لك ولمصر, هذا الشعب العظيم الذى لم ينس سنواتك معه, ولم ينس كم هى عظيمة مواقفك الوطنية والعربية.
أنا لست من شعبك, لكننى عشت إنجازاتك وكنت قريباً من مشاعرك تجاه وطنك وأمتك, وأتذكر دائما موقفك عندما غزا صدام حسين الكويت, حيث توهم حينذاك, ان الزعامة التاريخية تشترى, لكنك أثبت زيف وهمه ولقنته درساً بأن الزعامة لا تشترى ولا تباع, بل تصنعها المواقف المشرفة للقادة الانقياء الشجعان الأحرار.
شعب مصر يعرف انه اتعبك وأنت تعبت معه ايضا, وحانت ساعة الراحة. والله من حقك يا سيادة الرئيس ان ترتاح والتاريخ سيحكم بما لك وما عليك, وسيجد أن ما لك أكثر مما عليك... فاعذرنا أيها الفارس... الكبير | |
|