منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
الجيش والثورة من الميدان إلي الإنتصار - 1بقلم الكاتب الكبير /مصطفى بكرى.. >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
الجيش والثورة من الميدان إلي الإنتصار - 1بقلم الكاتب الكبير /مصطفى بكرى.. >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 الجيش والثورة من الميدان إلي الإنتصار - 1بقلم الكاتب الكبير /مصطفى بكرى..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سلطان سيد سلطان
لاعب محترف
لاعب محترف



اسم العضو : سلطان
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 241
تاريخ الميلاد : 15/10/1994
تاريخ التسجيل : 15/06/2011
العمر : 29
المزاج رايق

الجيش والثورة من الميدان إلي الإنتصار - 1بقلم الكاتب الكبير /مصطفى بكرى.. Empty
مُساهمةموضوع: الجيش والثورة من الميدان إلي الإنتصار - 1بقلم الكاتب الكبير /مصطفى بكرى..   الجيش والثورة من الميدان إلي الإنتصار - 1بقلم الكاتب الكبير /مصطفى بكرى.. I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 26, 2011 6:48 am

الجيش والثورة من الميدان إلي الإنتصار - 1
يكتبها علي حلقات: مصطفي بكري

الحلقة الاولي..
تنشر.. 'الأسبوع' بالتزامن مع صحيفة 'الأخبار
الجيش والثورة من الميدان إلي الإنتصار - 1بقلم الكاتب الكبير /مصطفى بكرى.. Gh1

الجيش والثورة


تنشر..
'الأسبوع' بالتزامن مع صحيفة 'الأخبار' علي حلقات كتاباً تحت الطبع للكاتب
الصحفي مصطفي بكري يحمل عنوان 'الجيش والثورة - قصة المواجهة بين


الرئيس
والمشير' ويتناول الكتاب الذي سوف يصدر قريبًا أخطر الأسرار حول دور الجيش
المصري في مناصرة ثورة 25 يناير وحمايتها وتفهم مطالبها المشروعة..
ويتناول الكتاب في حلقاته التي سوف تنشر تباعاً يوم الاثنين من كل أسبوع
تفاصيل ما جري في الفترة من نزول الجيش إلي الشارع في 28 يناير وحتي تنحي
الرئيس
السابق حسني مبارك عن الحكم وتسليم القيادة للقوات المسلحة في 11فبراير.
ويتضمن الكتاب أحداثًا مهمة للتطورات التي شهدتها مصر والأسباب
التي دفعت القوات المسلحة لاتخاذ موقفها المساند للثورة وتفاعلات الرأي
العام مع هذه الأحداث. وترصد الحلقات وقائع الأحداث التي كانت سببًا وراء
اندلاع الثورة والدور الذي لعبته سوزان مبارك ونجلها جمال وأنس الفقي
وأحمد عز وبعض الأطراف الفاعلة في السلطة في دفع الأمور باتجاه الاحتقان
ودفع الرئيس السابق بعيدًا عن صنع القرار.

كانت كلماته واضحة، ومحددة، تحدث المشير حسين طنطاوي وسط جمع من قادة
وضباط الجيش الثالث الميداني، قالها بصراحة ووضوح: 'إن القوات المسلحة هي
التي حمت الثورة ولولا الجيش ما كان قد كتب لها النجاح، إنها ثورة شعب
ونحن جزء من هذا الشعب'.
دوّي التصفيق عاليًا في القاعة الرئيسية التي عقد بها اللقاء في نهاية شهر
يوليو الماضي، كانت السعادة تبدو علي وجوه الحاضرين، بينما كان الفريق
سامي عنان رئيس الأركان يتمني لو باح المشير بأسرار هذه اللحظات الصعبة
التي واجهها قادة القوات المسلحة بكل شجاعة وإخلاص..
في الخامسة من مساء الجمعة 28 يناير، كانت أرتال من دبابات القوات المسلحة
قد بدأت الزحف نحو وسط العاصمة المصرية بعد انهيار جهاز الشرطة وفرار
ضباطه وأفراده من مسرح الأحداث.
كان رئيس الجمهورية آنذاك بوصفه الحاكم العسكري قد أصدر بعدها بقليل
قرارًا يقضي بفرض حظر التجول من السادسة مساء وحتي السابعة صباحًا، كانت
الأجواء ملبدة بالغيوم، سحب الدخان تغطي الميادين الرئيسية في العديد من
المحافظات، وكان ميدان التحرير قد شهد منذ قليل معركة حامية الوطيس بين
قوات الشرطة والمتظاهرين، سقط خلالها المئات من الشهداء والجرحي.
كان حبيب العادلي يجلس في مكتبه بوزارة الداخلية في هذا الوقت، لقد أجري
اتصالاً منذ قليل برئيس الجمهورية، أبلغه خلاله بأن الوضع أصبح خارج
السيطرة وأن قوات الأمن لم تعد قادرة علي التصدي للملايين التي زحفت إلي
الشوارع والميادين المصرية.
كان الرئيس علي ثقة من أن المظاهرات لن تستمر طويلاً وأن الوزير يبالغ في
الأمر ولذلك بادره بالقول: 'وماذا تريدني أن أفعل؟' فرد عليه وزير
الداخلية 'خيارنا الوحيد هو في نزول الجيش'.
وافق مبارك علي الاقتراح بعد أن تردد في البداية، طلب من حبيب العادلي أن
يتولي بنفسه إبلاغ المشير طنطاوي بالأمر، أبدي وزير الداخلية دهشته، أدرك
ساعتها أن الرئيس لا يقدر خطورة ما يجري، غير أنه أمسك بالهاتف وأبلغ
المشير مضمون الرسالة، كان المشير في حيرة من الأمر، أجري اتصالاً
بالرئيس، ثم أصدر أوامره علي الفور للواء حسن الرويني قائد المنطقة
المركزية بنزول قوات الجيش إلي الشارع.

كان الفريق سامي عنان رئيس الأركان قد غادر القاهرة في الرابع والعشرين من
يناير في زيارة مهمة إلي الولايات المتحدة، تتعلق بسبل التعاون العسكري
بين البلدين، وكان الفريق مسافرًا علي رأس وفد عسكري رفيع المستوي، وكان
برنامج الزيارة حافلاً باللقاءات مع كبار المسئولين في البنتاجون..
تعطلت الطائرة التي كان يتوقع أن يسافر عليها الفريق عنان إلي الولايات
المتحدة مباشرة، فاضطر إلي السفر إلي العاصمة الفرنسية باريس أولاً ومنها
إلي واشنطن.
ومن أمريكا كان الفريق يتابع الأحداث عن كثب، ولم يكن هو أو غيره يدرك أن
الأوضاع سوف تصل إلي هذا الحد من التدهور السريع، وبينما كان يتناول
إفطاره مع اثنين من العسكريين الأمريكيين القدامي صباح الثامن والعشرين من
يناير، تلقي اتصالاً هاتفيًا من المشير، يبلغه بضرورة قطع زيارته والعودة
سريعًا إلي القاهرة.
وعلي الفور طلب الفريق من الملحق العسكري للسفارة المصرية بواشنطن إجراء
الاتصالات اللازمة للحجز له علي طائر ة مصر للطيران المتجهة إلي القاهرة،
وقبيل أن يغادر الفريق ليستقل الطائرة المصرية، حضر إليه رئيس القيادة
المركزية الأمريكية بتكليف من الرئيس الأمريكي باراك أوباما في قاعدة
'أندروز' ليوجه إليه سؤالاً واحدًا ووحيدًا.. 'هل سيستخدم الجيش المصري
القوة ضد المتظاهرين؟'، وكانت إجابة الفريق سامي عنان قاطعة 'الجيش لن
يستخدم القوة أبدًا ضد الشعب، مهمتنا هي حماية المتظاهرين وليس الاعتداء
عليهم'.
كان خبر الإعلان عن نزول الجيش قد أثار قلق الإدارة الأمريكية، وكانت
المعلومات التي لدي واشنطن في هذا الوقت تشير إلي أن رئيس الجمهورية بوصفه
القائد الأعلي للقوات المسلحة سوف يطلب من الجيش مواجهة المتظاهرين وفض
الاعتصام بميدان التحرير عبر استخدام القوة.
وفي الطائرة المتجهة إلي القاهرة، تقدم مضيف الطائرة المصري الجنسية من
الفريق سامي عنان، وقال له: 'سيادتك تتابع قطعًا ما يحدث في مصر'، فرد
الفريق: نعم أتابع ما يجري. فقال المضيف: 'الآن وبعد أن نزل الجيش إلي
الشارع، هل تسمح لي أن أوجه إلي سيادتك ثلاثة أسئلة؟'، تلقي الفريق الأمر
برحابة صدر، وقال له تفضل:
> قال المضيف سؤالي الأول: هل سيضرب الجيش المتظاهرين؟!
- هنا رد الفريق: أبدًا: هذا لن يحدث إطلاقًًا.
> قال: - سؤالي الثاني: ماذا إذا أصدر رئيس الجمهورية أمراً للقوات المسلحة باستخدام العنف ضد المتظاهرين؟!
- رد الفريق عنان: لن ننفذ الأمر، القوات المسلحة هي جزء من الشعب ولا
يمكن أن تقبل بذلك . مهمتنا هي حماية المتظاهرين والمنشآت العامة.
> وطرح المضيف سؤاله الثالث: وماذا إذا اعتدي المتظاهرون علي القوات التي نزلت إلي الشارع؟!
- أجاب الفريق: سوف نتمسك بضبط النفس وسوف نمد يدنا للمتظاهرين ولن نقف ضدهم أبدًا.

عندما هبطت طائرة مصر للطيران في مطار القاهرة، كان هناك وفد من المراسم
العسكرية في انتظار الفريق سامي عنان صباح السبت التاسع والعشرين من
يناير، اتجه الفريق علي الفور إلي مقر وزارة الدفاع، حيث كان المشير حسين
طنطاوي يقيم وأعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة إقامة دائمة لمتابعة
تطورات الأحداث.
كان الرئيس مبارك قد التقي المشير طنطاوي في مساء الجمعة الثامن والعشرين
من يناير، ليعرض عليه تولي منصب رئيس الوزراء خلفًا لرئيس الوزراء أحمد
نظيف الذي قرر الرئيس إقالته في هذا اليوم. أكد مبارك أنه سيمنح المشير
كافة الصلاحيات في اختيار الوزراء الذين يرغب في ترشيحهم للحكومة الجديدة.
أدرك المشير أن هناك محاولة لابعاده من الجيش، وأن الأنباء التي وصلت إلي
مسامعه حول اختيار قائد الحرس الجمهوري اللواء نجيب وزيرًا للدفاع لم تكن
مجرد شائعات!!
كان جمال مبارك يتابع الموقف عن كثب، وكانت الخطة التي جري الاتفاق عليها
مع والده تقضي بأنه إذا رفض المشير منصب رئيس الوزراء، يعرض عليه منصب
نائب الرئيس، وهذا ما فعله الرئيس مبارك، غير أنه فوجئ برفض المشير لمنصب
نائب رئيس الجمهورية أيضًا، وهنا بادره الرئيس: وكيف يمكن أن تقبل بمنصب
وزير الدفاع في حكومة يرأسها فريق، وأنت رتبتك العسكرية 'مشير'؟!
وكان مبارك يقصدبذلك 'الفريق أحمد شفيق' الذي كان قد أعده لرئاسة الحكومة
الجديدة حال اعتذار المشير أو رفض قبوله لمنصب نائب الرئيس..
لقد استطاع جمال أن يقنع والده بإبعاد المشير عن وزارة الدفاع، لأنه كان
يدرك أن المشير لن يصدر أية قرارات بمواجهة المتظاهرين، كان يعلم سخطه
الشديد علي الأوضاع في البلاد، وكان يعرف أنه يقف عقبة أمام مشروع
التوريث، وأنه مادام في موقعه، فإن القوات المسلحة سوف تبقي مناوئة
لتطلعاته!!
ولم تكن ظنون جمال مبارك في غير محلها، لقد كان يدرك تمامًا رفض المشير
للأوضاع السائدة في البلاد ورفضه لتوريث الحكم، لأنه كان يعتبر ذلك إهانة
للشعب وللقوات المسلحة!!
لقد كشف موقع 'ويكليكس' الإلكتروني عن وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية
بالقاهرة في إبريل 2007 أكدت معارضة المشير حسين طنطاوي واللواء عمر
سليمان لملف التوريث الذي كان مبارك يسعي من خلاله لنقل السلطة إلي نجله
جمال.
وأوردت الوثيقة ملخص اجتماع بين شخصيات أمريكية بارزة وأحد قيادات
البرلمان المصري تم الرمز له بعلامة 'X' حيث تم خلاله مناقشة إمكانية تولي
جمال مبارك الحكم خلفًا لوالده، واتضح أن جمال مبارك يري أن المشير حسين
طنطاوي واللواء عمر سليمان يمثلان خطرًا علي طموحه الرئاسي.
وقال البرلماني المصري: 'إن المشير ذكر له مؤخرًا أنه يشعر بالاحباط
الشديد تجاه جمال مبارك'، وأشار حسب الوثيقة إلي انه يري أن حزمة
التعديلات الدستورية التي تم التصديق عليها في البرلمان تهدف بشكل محدد
إلي ضمان تولي جمال الرئاسة خلفًا لوالده، كما يتضح أن جمال وزمرته لديهم
الكثير من الثقة بحتمية خلافته للرئاسة، وأنهم يحاولون إزالة أحجار العثرة
التي تقف أمام تحقيق هذا الهدف.
ووصفت الوثيقة الأمريكية الخلافة الرئاسية في مصر بأنها معضلة سياسية
كبري، فعلي الرغم من المناقشات والأحاديث الجانبية غير المتوقفة، فلا يملك
أي شخص أدني فكرة عمن سيخلف مبارك أو كيف يمكن لهذه الخلافة أن تجري!!
وأوردت الوثيقة إشارة للقيادي البرلماني بوجود توقعات وسط دوائر النخبة
بالقاهرة بوجود تعديل وزاري قريب إما في مايو وإما في يونيو 2007، حيث يتم
إبعاد وزير الدفاع المشير طنطاوي ومدير المخابرات العامة اللواء عمر
سليمان، لأن هذين الاثنين يراهما جمال وحاشيته خطرًا كبيرًا، ومن ثم فإن
جمال يدفع والده إلي أن يتخلص منهما لكي لا يمثلا له أي مشكلات في مشهد
الخلافة.
وكانت سوزان مبارك تتفق مع نجلها علي أن المشير طنطاوي يمثل العقبة
الرئيسية التي تقف حائلاً دون اتمام مخططها في التوريث وكانت لديها قناعة
بأن موقف المشير ليس فرديًا، بل هو ذاته موقف الفريق سامي عنان وموقف
أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة.
لقد كان المشير طنطاوي عازفًا عن السلطة، وكثيرًا ما أبدي معارضة شديدة
داخل مجلس الوزراء في مواجهة الخصخصة وانتشار الفساد وزواج السلطة
والثروة، وأذكر أنني كنت أؤدي واجب العزاء في وفاة أحد الأصدقاء بمسجد عمر
مكرم، وهناك تقابلت بمحض الصدفة مع أحد الوزراء، الذي ما أن رآني حتي
انتحي بي جانبًا وقال لي والسعادة تبدو علي وجهه: هل سمعت ماذا فعل المشير
طنطاوي أول أمس في اجتماع مجلس الوزراء؟ واستكمل حديثه: 'لقد اعترض بشدة
علي بيع بنك القاهرة واتهم نظيف وشلته ببيع مصر للأجانب'.
وقال الوزير: لقد كان المشير حادًا وحاسمًا ووجه إليهم ما يشبه الإنذار
للتوقف عن هذا العبث وقال بلغة تهديدية: 'إن القوات المسلحة لن تقبل ببيع
صناعة مصر وبنوك مصر للأجانب والنصابين'.
لم تكن هذه الرواية غريبة عني، فأنا شخصيًا استمعت من المشير أكثر من مرة
انتقادات واسعة لشلة جمال مبارك ولحكومة نظيف. لقد كان يردد دومًا القول:
'إن البلد أصبحت في يد مجموعة من الأولاد العابثين الذين لا يقدرون مصلحة
البلد والذين نهبوها وخربوها'.
كنت أشفق علي المشير كثيرًا، فقد كان يشعر بأن الوطن يضيع أمام عينيه،
وكثيرًا ما كان يقول: إنه يريد أن يمضي بعيدًا عن هذا الفساد الذي استشري
في البلاد'.

لقد نشرت هذه المعلومات التي أدلي بها الوزير وصدرت صحيفة 'الأسبوع' لتحمل
مانشيتًا رئيسيًا يقول: 'وزير سيادي يتهم حكومة نظيف ببيع مصر للأجانب'
ويومها قامت الدنيا ولم تقعد، وثار أحمد نظيف وطلب من وزير الداخلية معرفة
اسم المصدر الذي أمدني بهذه المعلومات، ولكن الداخلية فشلت في ذلك. وعندما
التقيت المشير طنطاوي في وقت لاحق بادرني بالقول: ' عملت مشكلة كبيرة
بالمعلومات التي نشرتها'.
كنت أعرف أن الرئيس السابق لم يكن راضيًا عن مواقف المشير وقد عاتبه أثناء
افتتاح فندق 'الفورسيزونز' بالإسكندرية، طالبًا منه أن يبتعد عن الملف
الاقتصادي، وعندما حاول المشير توضيح خطورة ما يجري، بدا أن الرئيس غير
مكترث!!
كان العام الأخير حاسمًا، الآن اكتملت الخطة، لم يعد هناك من خيار سوي أن
يرشح الرئيس نفسه مرة أخري، أو يأتي بالوريث المنتظر لتولي عرش مصر، أما
الحديث عن خيار ثالث فهذا غير وارد علي الإطلاق!!
كان المصريون يدركون ويعرفون أن التعديلات التي طرأت علي المادة 76 من
الدستور، مقصود بها فتح الطريق أمام تولي جمال مبارك حكم مصر، وكانت سوزان
مبارك تسعي بكل ما تملك لتحقيق الحلم المنتظر..
لقد وصل الصراع إلي قمته بين سوزان ونجلها جمال من جانب، وبين الرئيس من
جانب آخر، لقد قالت له أكثر من مرة: 'إن مصير الأسرة كله في يدك، لو حدث
لك مكروه فسوف نحاكم جميعًا، حتي ولو تم اختيار أقرب الناس إليك رئيسًا'!!
لم يكن مبارك راغبًا في أن يترك السلطة، وعندما كانت الضغوط العائلية
تتزايد في مواجهته، كان يترك القصر الرئاسي بالقاهرة ويمضي إلي شرم الشيخ
بعيدًا عن 'النكد' اليومي للسيدة الأولي، التي كانت توصف بأنها 'لحوحة
وعنيدة'.
لم يكن مبارك يرفض التوريث حرصًا علي مصالح البلاد، وإنما خوفًا علي نجله
أيضًا، فقد كان يدرك أنه لن يستطيع تحمل عبء المسئولية، وأن الشعب والجيش
لن يقبلا به أيضًا.
لقد حاول مبارك إقناع زوجته ونجله بذلك الأمر كثيرًا، ولكنه فشل، فقد كانت
السيدة الأولي مصممة علي تحقيق الحلم مهما يكن الثمن، ولذلك سعت إلي تكوين
مجموعة عمل من خلف ظهر الرئيس مهمتها الوحيدة تهيئة الأجواء لتولي نجلها
عرش الحكم في البلاد.
كان من أبرز رجالات هذه المجموعة: 'حبيب العادلي وزير الداخلية وأنس الفقي
وزير الإعلام وأحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني الحاكم' بينما كان
زكريا عزمي يقف علي مسافة واحدة بين الجانبين الرئيس ونجله.. وكانت قرينة
الرئيس تردد دائمًا أن الجيش ليس معنا لكن الشرطة معنا، ويجب تسليحها
بأحدث الأسلحة لاستخدامها وقت الحاجة إليها!!
كانت سوزان تمتلك من القدرة والقوة ما يجعلها تتحدي الرئيس بل وتواجهه
بعنف في كثير من الأحيان، كانت تحرض ضده أفراد الأسرة جميعًا، خاصة أن
نفوذ نجلها بدأ يمتد إلي البنوك وعصب الاقتصاد والأمن والحرس الجمهوري،
وأصبح قوة نافذة في البلاد، وراح يتردد بشكل مستمر علي مبني وزارة
الداخلية ويلتقي العادلي بشكل أسبوعي بعيدًا عن الأعين ليطلعه علي جميع
التطورات والتسجيلات.
لقد سعت سوزان إلي تمكين نجلها من قيادة الحزب الوطني الديمقراطي وإبعاد
صفوت الشريف خلال المؤتمر العام للحزب في عام 2007 ولكنها فشلت في ذلك
فحاولت الإتيان بالدكتور عليّ الدين هلال ليتولي المهمة ولكن مبارك فاجأها
وفاجأ الجميع باختيار صفوت الشريف لمنصب الأمين العام للحزب الحاكم لفترة
جديدة.
وعندما حاولت سوزان ونجلها جمال إعادة تشكيل المكتب السياسي للحزب - وهو
المعنيّ باختيار مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية - تدخل الرئيس في اللحظات
الأخيرة ليدفع بعدد من رجال الحرس القديم في مقدمتهم يوسف والي وكمال
الشاذلي وآخرين إلي عضوية المكتب السياسي، وكأنه أراد أن يبعث برسالة
للحزب الجديد الذي يقوده نجله يقول له فيها: 'لا تنس أنني مازلت أحكم مصر،
وأنني صاحب القرار الوحيد في هذا البلد، غير أن الصورة تغيرت فيما بعد،
حتي بدا الرئيس خانعًا مستسلمًا لرغبات الأسرة.
لقد كانت سوزان مبارك تقول للمقربين إليها دومًا: 'إن جمال منحها جزءًا من
نخاعه وأنها تشعر تجاهه بالذنب، ولذلك لن يهدأ لها بال إلا عندما تجلسه
علي كرسي الحكم في مصر'، غير أن الأمر كان أكبر من الوفاء أو رد الجميل
علي حساب الوطن. لقد كانت القضية تعني لسوزان مبارك أجندة كاملة:
الاستمرار في الحكم، الحفاظ علي الأسرة بعيدًا عن المساءلة، ضمان
استمرارية النهب المنظم للبلاد، خدمة الأجندة الغربية لتغيير المجتمع
وثقافته ومواقفه من العقيدة الدينية. وهي الأجندة التي سعت إلي تنفيذها
وتمريرها عنوة في البرلمان.

لقد تعاظمت سلطة سوزان مبارك، وبدا الرئيس، وتحديدًا بعد وفاة حفيده محمد
علاء، عاجزًا عن الحكم، فترك لها العنان هي ونجلها جمال لإدارة الأمور في
البلاد، فسعي جمال إلي محاولة التمدد داخل القوات المسلحة والتقرب من
المشير طنطاوي والفريق عنان، ولكنه لم يجد آذانًا صاغية.
وفي إحدي المرات تلقي المشير طنطاوي اتصالاً من رئيس ديوان رئيس الجمهورية
يبلغه بتحديد موعد للقائه مع رئيس الجمهورية، وعندما ذهب المشير في الوقت
المحدد، فوجئ بمن يبلغه أن جمال مبارك في انتظاره، قبل أن يستقبله رئيس
الجمهورية.
نظر المشير إلي محدثه نظرة لا تخلو من معني، وتركه ومضي إلي مكتب الرئيس
مباشرة، وعندما سأله مبارك: هل مررت علي مكتب جمال مبارك بالقصر؟ قال
المشير بكل حسم: 'الحقيقة انني جئت لمقابلة القائد الأعلي، هكذا أُبلغت'
فهم الرئيس معني الرسالة والتزم الصمت.

كان الرئيس قد طلب من المشير وضع حد لما يجري في ميدان التحرير وغيره من
الميادين، لم يكن مبارك مصدقًا أن الأمر قد خرج عن السيطرة. كان يظن حتي
هذا الوقت أنها هوجة وستمضي، هكذا أبلغوه قبيل اندلاع شرارة الثورة في
الخامس والعشرين من يناير. لقد طلب مبارك من حكومة نظيف تقديم استقالتها،
وكلف الفريق أحمد شفيق بتشكيل الحكومة الجديدة، في وقت متأخر من المساء.
وفي العاشرة والنصف من صباح اليوم التالي كان أعضاء الحكومة القديمة قد
احتشدوا في مبني مجلس الوزراء لتقديم استقالاتهم، وفجأة رن جرس الموبايل
الخاص بوزير الثقافة المستقيل فاروق حسني، وجاء حرس الوزير ليبلغه أن
الرياسة علي الخط، كان المتحدث علي الجانب الآخر هو رئيس الجمهورية، سأله
علي الفور، ايه أخبار معرض الكتاب يا فاروق؟!
كان السؤال مفاجئًا لفاروق حسني فقال له: المعرض اتلغي، اليوم كان
الافتتاح يا سيادة الرئيس. فرد عليه مبارك: 'طب خلاص روح انت وافتتح
المعرض'.
تزايدت حدة الدهشة لدي وزير الثقافة والذي بادره بالقول: 'معرض ايه يا
افندم، دي البلد مولعة، وأنا وصلت لمجلس الوزراء بالعافية، وكمان أغلب
الناشرين عادوا إلي بلادهم من جديد، وبعدين أنا قدمت استقالتي يا ريس،
حضرتك أقلت الحكومة امبارح'، صمت مبارك لبعض الوقت وقال: 'طيب، كده يبقي
معرض الكتاب اتلغي'!!
لم يصدق فاروق حسني ما سمعه من الرئيس منذ قليل، لقد أدرك أن مبارك مغيب
عن حقائق ما يجري في الشوارع والميادين العامة، أنه يظن أن الأمر ليس أكثر
من وقفة احتجاجية سرعان ما ستنتهي وتعود الأمور إلي وضعها الطبيعي!!

منذ قليل كان الفريق سامي عنان قد وصل إلي مكتبه بوزارة الدفاع، لقد كان
علي موعد عاجل مع المشير، كان اللقاء مقصورًا عليهما فقط، قبل أن يعقدا
اجتماعات موسعة مع أعضاء بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة، وكان السؤال:
ماذا سنفعل إذا صمم مبارك علي سحق المتظاهرين؟!!


يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع



عدل سابقا من قبل سلطان سيد سلطان في السبت نوفمبر 26, 2011 7:00 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلطان سيد سلطان
لاعب محترف
لاعب محترف



اسم العضو : سلطان
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 241
تاريخ الميلاد : 15/10/1994
تاريخ التسجيل : 15/06/2011
العمر : 29
المزاج رايق

الجيش والثورة من الميدان إلي الإنتصار - 1بقلم الكاتب الكبير /مصطفى بكرى.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجيش والثورة من الميدان إلي الإنتصار - 1بقلم الكاتب الكبير /مصطفى بكرى..   الجيش والثورة من الميدان إلي الإنتصار - 1بقلم الكاتب الكبير /مصطفى بكرى.. I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 26, 2011 6:48 am

الجيش والثورة من الميدان إلي الانتصار - 2
الحلقة الثانية..
يكتبها علي حلقات: مصطـفي بكـري

في الحلقة الثانية من كتاب ' الجيش والثورة.. من الميدان إلي الانتصار ' يروي الكاتب الصحفي مصطفي بكري قصة البيان الأول الذي أصدرته

القيادة
العامة للقوات المسلحة في الأول من شهر فبراير الماضي وأعلنت فيه تفهمها
للمطالب المشروعة للثورة ورفضها اطلاق النار علي المتظاهرين, وهو البيان
الذي تسبب في أزمة حقيقية بين رئيس الجمهورية وبين المشير ورئيس الأركان.
وتتضمن الحلقة تفاصيل الصراع داخل القصر الرئاسي بين الرئيس ونجله جمال
حول من كان سيتولي حكم البلاد, وكذلك الدور الذي كان يقوم به أحمد عز أمين
التنظيم بالحزب الوطني في تسويق الوريث لحكم مصر, والسعي لاثارة الفتنة
بين مبارك واللواء عمر سليمان.. وتتناول الحلقة أيضًا, تفاصيل الأيام
الصعبة التي عاشتها القوات المسلحة منذ نزولها إلي الشارع 27/يناير28
يناير وحتي صدار بيانها الخطير في الأول من فبراير, وهي الفترة التي
انتشرت فيها عمليات البلطجة وحرق اقسام الشرطة واقتحام السجون.

في أواخر مايو 2010 التقي رئيس الوزراء أحمد نظيف بعدد من رؤساء تحرير
الصحف الحزبية والخاصة وضمن ما قاله في هذا الاجتماع ' انه لا يوجد بديل
لمبارك يصلح لقيادة البلاد ', يومها تلقي نظيف عتابًا شديدًا من جمال
مبارك, وبخه فيه علي هذه الكلمات, وقال له: ' انت تقف في صف واحد مع
المشير طنطاوي ضدي '!!
لم يكن أحمد نظيف منحازًا تمامًا إلي الرئيس في مواجهة نجله, ولكنه ادرك
معني مقولة مبارك أمام مجلس الشعب بأنه سيظل يعطي طالما بقي فيه قلب
ينبض.. كان نظيف علي اطلاع بتفاصيل الصراع المنزلي حول الخلافة, غير أنه
كان يظن في هذا الوقت أن جناح مبارك قد انتصر, وأن الأمر قد حسم لمصلحة
استمرار الرئيس.
كانت المؤسسة العسكرية تراقب الأوضاع عن كثب, لكنها نأت بنفسها عن
الصراعات التي كان يتردد صداها, غير أن المشير ورئيس الأركان تعهدا في هذا
الوقت بافشال مشروع التوريث مهما كان الثمن في المقابل.
لقد جري وضع خطة عسكرية لمواجهة تداعيات الأوضاع حال قيام مبارك بإعلان
التوريث في البلاد خلال شهر مايو من عام 2011, كانت التوقعات تشير إلي
حالة انفجار شعبي كبير, ولكن قادة الجيش كانوا قد تعهدوا بعدم اطلاق
الرصاص والانحياز إلي مطالب المصريين في مواجهة التوريث, انها نفس الخطة
التي جري تطبيقها مع نزول الجيش في 28 يناير الماضي, وهي الخطة التي أبهرت
العديد من الدوائر العسكرية الإقليمية والدولية !
كان الحرس الجديد قد أعد عدته, ويبدو أن مبارك اقتنع في اللحظات الأخيرة
بالتخلي عن السلطة في الرابع من مايو2011, وهو اليوم الذي يناسب عيد
ميلاده الثالث والثمانين, وكانت الحجة هي تردي الحالة الصحية للرئيس.
يومها ووفقًا للسيناريو الجديد كان مبارك سيعلن التخلي عن السلطة ويدعو
إلي انتخابات رئاسية مبكرة في البلاد, وكان سيدعو الأحزاب إلي تقديم
مرشحيها وفقًا للتعديلات التي جرت مؤخرًا علي المادة 76 من الدستور والتي
تسمح لمرشحي الأحزاب بالترشح دونا عن المستقلين. وتضع شروطًا جائرة, تفتح
الطريق أمام فوز مرشح الحزب الحاكم دون أي جهد يذكر, كان الحرس القديم
يعارض هذه الخطة ويمارس ضغوطه حتي اللحظة الأخيرة علي الرئيس للاستمرار في
حكم البلاد لفترة انتخابية جديدة, فقد كانوا يدركون انه لا مستقبل لهم في
ظل حكم التوريث.

في هذا الوقت كان أحمد عز قد بدأ يفكر جديًا في الترويج لحملة جمال مبارك,
وشارك في ذلك د.إبراهيم كامل رجل الأعمال المعروف والذي خرج علي شاشة
التليفزيون أكثر من مرة يروج لتولي جمال مبارك خلافة الحكم في مصر, ولقد
أبدي الكثيرون دهشتهم وهم يشاهدون إبراهيم كامل يطل من إحدي شاشات القنوات
الخاصة خلال شهر ديسمبر من العام الماضي وبدا في الحديث وكأنه يقدم حيثيات
اختيار جمال مبارك لحكم مصر, في الوقت الذي كان صفوت الشريف وبعض رجالات
الحرس القديم يؤكدون أن ترشح الرئيس لولاية جديدة في حكم البلاد بات قاب
قوسين أو أدني..
لقد جري الاتفاق مع بعض العناصر لاطلاق حملة لتسويق جمال مبارك عبر وسائل
دعاية متعددة, قدمت خلالها ملايين الجنيهات ثمنًا لعملية التسويق, وعندما
كان يبدي البعض معارضته ويشير إلي أن هذه الحملة ترعاها شخصيات حزبية
وسياسية نافذة, كان الرد يأتي علي لسان جمال مبارك بأنه لا يعرف شيئًا عن
الحملة وعن الذين يروجون لها, وكان جمال يعرف بالقطع كل شيء, وقد وافق علي
اقتراح أحمد عز باطلاق هذه الحملة كبالون اختبار, وأيضًا كأداة ضغط في
مواجهة الرئيس لاجباره علي التراجع عن الترشح لدورة جديدة.
في هذا الوقت خففت واشنطن من حدة رفضها لقضية التوريث واشترطت مجموعة من
الاستحقاقات للموافقة علي نقل السلطة إلي جمال مبارك من خلال انتخابات
حرة, ومن بين هذه الشروط تعديل المادتين76, 77 من الدستور واتخاذ إجراءات
اصلاحية وضمان التطبيع الساخن مع إسرائيل والانخراط في اطار المشروع
الأمريكي للمنطقة العربية.
وعندما قام الرئيس مبارك بزيارة سريعة إلي الولايات المتحدة في العام
الماضي, كانت هذه القضية واحدة من القضايا المطروحة علي مائدة الحوار,
وفوجئ الرأي العام خلال زيارة مبارك إلي واشنطن بانتشار ملصقات في مناطق
المعادي وإمبابة والجيزة ومصر الجديدة تدعو لانتخاب اللواء عمر سليمان
رئيسًا للجمهورية.!!
انتشر الخبر كالنار في الهشيم وتحرك جهاز الأمن القومي بالاتفاق مع وزارة
الداخلية للبحث عن العناصر التي كانت وراء إثارة البلبلة ومحاولة الوقيعة
بين مبارك وعمر سليمان والذي كان برفقته خلال زيارته للولايات المتحدة,
وكانت الاجابة التي تم التوصل إليها في سرية أن ' أحمد عز وحبيب العادلي
يقفان وراء ما جري ', وكان الهدف معروفًا بالقطع وهو التخلص من اللواء عمر
سليمان الذي بدا للبعض وكأنه مرشح بديل يمكن اللجوء إليه لخلافة الرئيس
مبارك, خاصة أن الجميع كان يعرف عزوف المشير طنطاوي عن الحكم ورفضه أي
مناصب أخري غير الموقع الذي كان يتبوأه..!!
انزعج عمر سليمان كثيرًا من هذه ' التحركات ' وطلب من جهاز الأمن القومي
الاتصال بكافة الصحف ومنع نشر هذا الخبر, وبالفعل جري اعدام عشرات الألوف
من صحيفتي المصري اليوم والدستور اللتين كانتا قد بدأتا الطباعة متضمنة
هذا الخبر..
وعندما ذهب عمر سليمان ليبلغ الرئيس بأن هناك من يسعي للوقيعة بينهما قال له مبارك ' ولا يهمك أناعارف همه بيعملوا كده ليه '!!.

كانت الأوضاع في البلاد قد وصلت إلي حد من التفاقم لم نشهد له مثيلاً:
برلمان مزور, وأزمة اقتصادية خانقة, أوضاع اجتماعية متردية, وانتشار واسع
للفساد, ارتفاع كبير في حجم الديون, بطالة متزايدة, قهر وتعذيب, مصادرة
للحريات, زواج للمال بالسلطة, استهانة بالشعب وتعمد إهانته !!
كانت الجماهير تئن, وكانت الأصوات تعلو, لكن رئيس الدولة كان قد صم أذنيه
ووقع أسيرًا لمطالب نجله وقرينته, بينما انطلق أحمد عز وأنس الفقي وحبيب
العادلي لوضع اللمسات الأخيرة لمشروع التوريث في الموعد المحدد.
لقد استطاع أحمد عز أن يقنع الرئيس, خلال لقاء غير معلن جري بينهما في
حضور نجله جمال ان انتخابات البرلمان عام 2010 كانت انتخابات بلا أخطاء,
وأن الشعب هو الذي اسقط المعارضين, وأن ذلك يعني أن الناس قد ملت من '
جعجعة ' المعادين للحزب الحاكم, والذي استطاع بضربة معلم أن يسترد المقاعد
التي سلبت منه في انتخابات 2005!!
لقد بدا الرئيس مقتنعًا بهذا الطرح, ولذلك عندما القي خطابه في مستهل
الدورة البرلمانية الجديدة, أدرك الناس أن رئيس الدولة سقط في قبضة أحمد
عز ومجموعة الحرس الجديد, وأنه يردد ذات ادعاءاتهم.
لقد قال مبارك: ' إن الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب بما كشفت عنه من
إيجابيات وسلبيات هي خطوة مهمة علي الطريق, وكل انتخابات نجريها, إنما
تضيف لتجربتنا الديمقراطية, وتطرح دروسًا للتمعن فيها والاستفادة منها '!!
كان كلامًا غريبًا يتناقض مع الواقع ويستهين بمشاعر المصريين ويتجني علي
الحقيقة.. لقد صفق نواب البرلمان ' المزور ' للرئيس اثناء إلقائه هذا
الخطاب ٤٢ مرة, وكأنهم يخرجون بذلك لسانهم للشعب الذي كان ساخطًا وغاضبًا
من نتائج هذه الانتخابات المزورة والتي قصد من ورائها اقصاء المعارضة
والمستقلين.
وعندما تحدث مبارك عن التحرك الموازي في ذات الخطاب, عقب قائلاً في سخرية
اثارت السخط ' مش برلمان موازي, احنا معندناش برلمان مواز خليهم يتسلوا
'.!!
كان الرئيس يرد بذلك علي فكرة البرلمان الموازي الذي جري تأسيسه في مكتب
النائب علاء عبدالمنعم عضو مجلس الشعب بحضور عدد من النواب الذين تم
اسقاطهم في الانتخابات ومن بينهم د. محمد البلتاجي وسعد عبود وجمال زهران
وحمدين صباحي ومحمد العمدة ومصطفي الجندي ومحمد مصطفي شردي ومحسن راضي
ومصطفي بكري وآخرون, وكانت كلمة ' خليهم يتسلوا ' هي نقطة الفصل في صراع
استمر لسنوات طوال بين النظام ومعارضيه.
كانت الأجواء مهيأة للثورة في البلاد, لقد وصل الحال بالنظام إلي
الاستهانة بأحكام القضاء معلنًا رفضه تنفيذ الأحكام التي أصدرها مجلس
الدولة, وتحديدًا الحكم التاريخي الذي أصدره المستشار مجدي العجاتي رئيس
المحكمة الإدارية العليا والذي قضي ببطلان الانتخابات البرلمانية في ٩٩
دائرة, والذي أقر بأن مجلس الشعب الحالي يشوبه البطلان.
لم يكن مبارك مستعدًا للتراجع أو التنازل عن جبروته, كان عنيدًا للغاية في
مواجهة المطالب الشعبية, لكنه وياللعجب كان في المقابل خانعًا ومستجيبًا
لجميع المطالب الأمريكية والإسرائيلية, ولا يجد غضاضة في أن يعلن ذلك,
لأنه كان في حاجة ماسة إلي المساندة من أمريكا وإسرائيل لتمرير مشروع
التوريث ومساندة حكمه في مواجهة ما كان يسميه بالتطرف الديني وسعي الإخوان
المسلمين للسيطرة علي السلطة.
كانت القوات المسلحة تموج غضبًا من جراء تردي الأوضاع وانهيارها في
البلاد, لكنها ظلت حتي هذا الوقت ملتزمة بالحياد المعلن, حتي وإن كانت
تنتظر اللحظة المناسبة لاعلان موقفها!!.

في التاسع والعشرين من يناير, كانت مصر تموج بالمظاهرات بعد ليلة دامية
سقط خلالها الكثيرون من الشهداء والجرحي, خاصة هذه الرصاصات التي انطلقت
من فوق اسطح مباني ميدان التحرير عبر عدد من القناصة الذين كانوا يمتلكون
أسلحة قنص بالليزر..
لم تستغرق المسافة من المطار إلي مبني وزارة الدفاع كثيرًا من الوقت, الآن
وصل الفريق سامي عنان, علي الفور تم عقد لقاء علي جانب كبير من الأهمية
بينه وبين المشير, تناول الأوضاع والتطورات التي شهدتها البلاد منذ الخامس
والعشرين من يناير.. كانت كلمات المشير حاسمة ' لن نطلق الرصاص أبدًا علي
المتظاهرين, سنحمي الثورة وندافع عنها مهما كان الثمن '.
كان الفريق سامي عنان يعرف حقيقة موقف المشير جيدًا, لقد كان يدرك منذ
البداية أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة كله علي قلب رجل واحد, حيث جري
الاتفاق في هذا الوقت علي عدم التصدي للمتظاهرين مهما كانت درجة التصعيد
في المقابل.

كان التحدي الكبير الذي يواجه القوات المسلحة والذي تحدث عنه المشير
تفصيلاً هو انهيار السيطرة الأمنية الكاملة علي الأوضاع في البلاد,
وانتشار عمليات البلطجة والنهب والسلب, وكان قد جري الاتفاق علي أن يقيم
الفريق سامي عنان إقامة كاملة بمركز العمليات الرئيسي للقوات المسلحة
لمتابعة الأوضاع والتطورات والبلاغات أولاً بأول.
كانت الملايين التي زحفت في جمعة الغضب إلي الشوارع والميادين مصممة علي
عدم العودة إلا بعد سقوط النظام, لقد نجح المتظاهرون في السيطرة الكاملة
علي مدينتي الإسكندرية والسويس بعد أن قاموا باحراق أغلب مراكز الشرطة في
الإسكندرية وكذا قسم الأربعين في السويس وبعض المواقع الأمنية الأخري مما
اضطر قوات الشرطة إلي الانسحاب من المدينتين تمامًا.
وفي القاهرة جرت عمليات اقتحام واسعة لاقسام الشرطة ومقرات الحزب الوطني
وامتدت المظاهرات إلي غالبية أحياء العاصمة, وقام مجهولون بإحراق المقر
الرئيسي للحزب الواقع علي كورنيش النيل, وتمت محاصرة مبني التليفزيون
ومقار الحكومة والبرلمان ووزارة الداخلية.
ومع تردي الأوضاع وانتشار الفوضي انهارت البورصة المصرية وسجلت خسائر
فادحة في هذا اليوم بلغت نحو ٢٧ مليار جنيه, حتي بدا الأمر وكأن البلاد
علي شفا انهيار كبير.

حتي هذا الوقت لم يكن أحد يظن أن الأمور سوف تتصاعد إلي هذه الدرجة
الخطيرة.. لقد صحوت مبكرًا في صباح هذا اليوم ' الجمعة 28 يناير ' ومضيت
أنا وشقيقي محمود للصلاة بمسجد الأزهر والمشاركة في تظاهرات جمعة الغضب,
كانت قوات الأمن المركزي محتشدة في الشوارع الرئيسية, وأمام المسجد كانت
تعليمات الشرطة تفتيش المصلين ومنع التصوير, ورفض دخول كل من تقل اعمارهم
عن الخمسين عامًا إلي ساحة المسجد.
وعندما بدأ خطيب الأزهر يلقي خطبته وسط حشد كبير من المواطنين فإنه لم يأت
علي أي ذكر للثورة, بل كان يتحدث عن طاعة ولي الأمر, وراح يضرب الأمثلة
تباعًا حتي ظهر الضجر علي الحاضرين, وما ان انتهت الصلاة حتي انفجر الوضع
داخل الأزهر وانطلقنا في تظاهرة كبيرة حال الأمن دون وصولها إلي ميدان
التحرير.!!
في هذا اليوم كانت التعليمات قد صدرت من وزير الداخلية حبيب العادلي بقطع
اتصالات المحمول والانترنت ظنًا منه أن ذلك من شأنه أن يحد من التظاهرات
التي راحت تعم البلاد, وكان الرئيس مبارك قد وافق شخصيِا علي هذا الإجراء
الذي حاز علي انتقادات واسعة داخل البلاد وخارجها..
كانت مهمة الجيش ثقيلة وكانت هناك أياد تعبث من خلف ستار, اقتحمت السجون
وأطلقت أكثر من ٣٢ ألف سجين, ثم سرقة كميات هائلة من الأسلحة, وحاولت
مجموعات من اللصوص والبلطجية اقتحام المتحف المصري, وسرقة اثاره, لولا
تصدي قوات الجيش والتفاف المتظاهرين الذين اقاموا حاجزًا بشريًا حول
المتحف.
وبعد منتصف ليل الثامن والعشرين من يناير كان مبارك يلقي خطابًا أثار
الغضب في نفوس المصريين, فقد طفح بالعجرفة الشديدة والغباء السياسي الحاد,
حيث رفض فيه الاستجابة لمطالب الجماهير وقرر فقط إقالة الحكومة وتعيين
اللواء عمر سليمان نائبًا لرئيس الجمهورية.!!
قبلها بساعات قليلة كان صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي
يعلن في تصريحات استفزت مشاعر المصريين بأنه لا صحة للشائعات التي ترددت
عن تعديل وزاري مرتقب وراح يعلن التحدي بالقول: ' إن الحزب الوطني لديه
الثقة في سياساته وفيما تحقق من إنجازات, وأنه لا توجد بطحة نخاف منها لأن
عطاءنا كله للوطن وسوف نظل واثقين شامخين '!!
أدرك الناس أن النظام لم يتعلم ولن يتعلم وتصاعد سقف المطالب وصمم
المتظاهرون علي رحيل النظام بأسره, وراح مئات الآلاف يزحفون إلي الشوارع
والميادين مصممين علي الاستمرار.
كان حبيب العادلي قد ترك مكتبه بالوزارة يوم الجمعة 28 يناير بعد أن تم
اخراجه في دبابة تابعة للقوات المسلحة ثم توجه إلي مكتبه بمقر مباحث أمن
الدولة بمدينة نصر, ثم إلي مقر أمن الدولة بالشيخ زايد, ثم عاد لمكتبه
بوزارة الداخلية مرة أخري, قبيل أن يتم ابعاده من الوزارة والتحفظ عليه
ليحل بدلا منه اللواء محمود وجدي. وقد جاء تشكيل الحكومة مخيبًا للآمال إذ
خرج منها 15 وزيرًا أبرزهم العادلي وغالي والمغربي ورشيد والجبلي وجرانة,
غير أن التشكيل الجديد ظل محتفظًا بالعديد من الوزراء القدامي كان من
أبرزهم أنس الفقي وسيد مشعل وسامح فهمي وأحمد أبوالغيط وعائشة عبدالهادي
وممدوح مرعي ومشيرة خطاب وهاني هلال وأيمن أبوالحديد ومفيد شهاب وغيرهم !!
وفي الاجتماع الذي عقد برئاسة الرئيس مبارك يوم الاثنين 31 يناير مع
الحكومة الجديدة بحضور اللواء عمر سليمان نائب الرئيس خرج المشير من هذا
اللقاء غاضبًا, فقد أدرك أن الأمور تمضي نحو الانهيار والرئيس لم يتعلم من
الدروس بعد, لقد أدرك المشير وفق ما صرح به لعدد من أعضاء المجلس الأعلي
للقوات المسلحة أن جمال وشلة المنتفعين لا ينقلون الصورة بشكلها الحقيقي
لرئيس الدولة وأن هناك اصراراً علي تصوير ما يحدث علي أنه مجرد أعمال شغب
مدفوعة من قوي خارجية وداخلية لا تريد الاستقرار لهذا البلد, وأن ذلك من
شأنه أن يدفع الرئيس إلي الاستمرار في سياسته ورفض الاستجابة لمطالب
المصريين.

في القاعة المجاورة لمكتب المشير بوزارة الدفاع عقد اجتماع برئاستة وبحضور
رئيس الأركان الفريق سامي عنان وعدد من قادة الأفرع الرئيسية وبعض اعضاء
المجلس الأعلي.. ودار حوار طويل بدأه المشير بالحديث عن أن الفترة الحالية
هي فترة حاسمة في تاريخ مصر, وأن القوات المسلحة حسمت خيارها إلي جوار
الشعب وثورته وأنه مهما كان الثمن فلابد من إصدار بيان نحدد فيه موقف
الجيش, وأن يظل هذا البيان سريًا إلي أن تجري إذاعته من التليفزيون المصري.
وبالفعل تم الاتفاق علي مضمون البيان علي الفور والذي تضمن نصًا تاريخيًا
يقول: ' إلي شعب مصر العظيم.. إن قواتكم المسلحة إداركاً منها بمشروعية
مطالب الشعب وحرصًا منها علي القيام لمسئوليتها في حماية الوطن والمواطنين
كما عهدتموها دائمًا تؤكد الآتي:-
أولاً: إن حرية التعبير بالطرق السلمية مكفولة للجميع.
وثانيًا: عدم الاقدام علي أي عمل من شأنه الإخلال بأمن وسلامة الوطن وتخريب المصالح العامة والخاصة.
ثالثًا: إن اقدام فئة من الخارجين علي القانون علي إرهاب وترويع المواطنين
الآمنين أمر غير مقبول ولن تسمح القوات المسلحة به أو بالاخلال بأمن
وسلامة الوطن.
رابعًا: حافظوا علي مقدرات وممتلكات شعبكم العظيم وقاوموا أعمال تخريبها سواء كانت عامة أو خاصة.
خامسًا: إن القوات المسلحة علي وعي ودراية بالمطالب المشروعة للمواطنين الشرفاء.
سادسًا: إن تواجد القوات المسلحة في الشارع المصري من أجلكم وحرصًا علي
أمنكم وسلامتكم, وقواتكم المسلحة لم ولن تلجأ إلي استخدام القوة ضد هذا
الشعب العظيم الذي لم يبخل علي دعمها في جميع مراحل تاريخه المجيد.
وأكد البيان أن القوات المسلحة هي الدرع الواقية والحصن الأمين لهذا الشعب
العظيم وحمايته من الأخطار المحيطة به, وأن تراب هذا البلد ممزوج بدماء
المصريين علي مر التاريخ.
كان البيان قويًا وحاسمًا, ولكن بقيت مشكلة إذاعته, لقد جري تكليف اللواء
إسماعيل عتمان عضو المجلس الأعلي ومدير الشئون المعنوية للقوات المسلحة
بإذاعة هذا البيان ولكن دون عرضه علي وزير الاعلام أنس الفقي, المعروف
بعلاقته الوثيقة بمجموعة التوريث وتحديدًا جمال وسوزان مبارك.. انه لن
يتردد في الابلاغ فورًا, وهذا من شأنه أن يعرقل إذاعة البيان, وربما يدفع
رئيس الدولة والقائد الأعلي للقوات المسلحة إلي اتخاذ إجراءات وخطوات قوية
ضد قيادة الجيش.
تم تسجيل البيان بمبني وزارة الدفاع, ومضي به اللواء إسماعيل عتمان إلي
مبني اتحاد الاذاعة والتليفزيون, وهناك التقي عبداللطيف المناوي رئيس قطاع
الأخبار بالتليفزيون وأطلعه علي البيان, وطلب منه إذاعته فورًا دون إطلاع
وزير الاعلام أو أي جهة أخري عليه, لم يتردد عبداللطيف المناوي في اتخاذ
القرار المناسب, وبالفعل أصدر تعليماته بإذاعة البيان علي الفور وكانت
مفاجأة كبيرة للوزير الذي أبدي غضبه الشديد من تصرف عبداللطيف المناوي,
وسعي إلي اثارة مشكلة حقيقية معه, خاصة بعد أن تلقي اتصالاً هاتفيًا
غاضبًا من جمال مبارك ومن الرئيس شخصيًا..!!
لقد عبر اللواء إسماعيل عتمان في تصريح إعلامي لاحق عن تقدير القوات
المسلحة للدور الذي قام به عبداللطيف المناوي, إلا أنه لم يكشف تفاصيل هذا
الدور الذي كان له أبلغ الأثر في ابلاغ الشارع المصري بموقف القوات
المسلحة ومحاصرة النظام بهذا الموقف الذي لا رجعة فيه.
أحدث البيان الصادر عن القوات المسلحة ردود فعل ايجابية في الشارع المصري,
أدرك المتظاهرون أن الجيش قد حسم موقفه بشكل معلن, تعالت الهتافات في
الميادين العامة, صعد المواطنون إلي ظهور الدبابات والمعدات وراحوا يقدمون
الورود للجنود ويهتفون سويًا ' الجيش والشعب إيد واحدة '..
لقد تعمد المشير طنطاوي قبل إصدار هذا البيان بيوم واحد أن يقوم بزيارة
الجنود الموجودين أمام مبني التليفزيون والمناطق القريبة في اعقاب زيارة
مبارك لمركز العمليات الرئيسية للقوات المسلحة, وكأنه أراد أن يقول للشارع
المصري إن القوات المسلحة معكم ومع الثورة, وأن زيارة مبارك لمركز
العمليات والتي بثها التليفزيون وأراد أن يبعث عبرها برسالة إلي الشعب بأن
القوات المسلحة معه هو موقف غير صحيح.
يومها رصد التليفزيون المشير طنطاوي وهو يربت علي اكتاف الجنود أمام مبني
ماسبيرو قائلاً لهم ' مصر محتاجة لكم ' وكأنه بذلك يقول إن اللحظة قد حانت.
لقد كان المشير ورئيس الأركان ومعهما المجلس الأعلي يتخذون مواقف هي أقرب
إلي المغامرة, لأنها كانت تعلن الانحياز للثوار الذين كانوا يهتفون باسقاط
مبارك وكان الجيش يؤكد في بياناته أنه يتفهم المطالب المشروعة للمتظاهرين.
كانت المعلومات التي تصل إلي مبارك في هذا الوقت تشير إلي ان عناصر من
الجيش تشجع المتظاهرين علي الاستمرار في ثورتهم ضد النظام, وكان الرئيس
حانقًا علي موقف المشير ورئيس الأركان.

كان الرئيس قد أعد خطابًا قام بصياغته أنس الفقي وجمال مبارك, وكان الهدف
من الخطاب هو استدرار عطف المصريين, خاصة عندما تحدث الرئيس عن أنه لن
يرشح نفسه مرة أخري لحكم البلاد وأنه لن يغادر مصر وأن كل أمنيته هو أن
يدفن في تراب الوطن, لقد قام الرئيس بتسجيل الخطاب الذي تقررت إذاعته في
وقت متأخر من مساء ذات اليوم وكان مبارك يراهن علي أن هذا الخطاب سوف ينهي
كل شيء, بل ويدفع المصريين إلي الانقلاب علي المتظاهرين ومواجهتهم.
وبعد أن انتهي مبارك من تسجيل خطابه الجديد طلب من وزير الاعلام الاتصال
بجميع الفضائيات المصرية والعربية لبثه فور إذاعته من التليفزيون المصري
فقد كان الرئيس علي ثقة بأنه بذلك سينهي الأمر بالضربة القاضية.
في هذا الوقت تحديدًا اتصل د. زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية بمكتب
المشير ورئيس الأركان للابلاغ عن لقاء سيعقد برئاسة الجمهورية مساء ذات
اليوم الأحد ١ فبراير, وكان الحاضرون في هذا اللقاء خمسة هم: الرئيس مبارك
ونائبه اللواء عمر سليمان ورئيس الوزراء الفريق أحمد شفيق ووزير الدفاع
المشير حسين طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان.
كان اللقاء حادًا وعنيفًا, وكان مبارك غاضبًا من البيان الذي أصدرته
القيادة العامة للقوات المسلحة في الساعات الأولي من صباح ذات اليوم فأحدث
حالة من الارتباك في الشارع وبدا وكأن هناك انقساماً في المواقف بين الجيش
ورئيس الدولة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجيش والثورة من الميدان إلي الإنتصار - 1بقلم الكاتب الكبير /مصطفى بكرى..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نحو عام ربانى جديد * بقلم الكاتب الإسلامى الكبير أستاذ : نبيل جلهوم*
» الكاتب الإسلامى الكبير فهمى هويدى يكتب :ائتلاف شباب ثورة 25 يناير بالإسكندرية يطلق مبادرة لدعم القطاع الزراعي بمحافظتي الإسكندرية ومطروح**
» نبذة عن الكاتب والسيناريست الكبير " ابو السعود الابياري " صانع النجوم وأستاذ الكوميديا
» إجعلوها للبناء ..نداء لأهل مصر من الكاتب الإسلامى الكبير نبيل جلهوم حفظه الله.
» الجيش بيزرع ويبيع حشيش يا منى طبعاً الألش ده على الجيش الإيطالى.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: قسم الموضوعات العامة :: الموضوعات العامة-
انتقل الى: