لا تقتل أخاك المسلم
لا تقتل أخاك المسلم
الجهاد ليس هو القتال و الحرب فقط ، و القتال إنما يكون للكافرين المعتدين - إن بدأونا بالقتال- ؛ بسم الله الرحمن الرحيم "و قاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم و لا تعتدوا".
و القتال لا يكون للمسلم الفاسق .. و إلى التفاصيل
تعريف الجهاد:
1- الجهاد في اللغة : بذل الجهد و الوسع و الطاقة ، من الجُهْد بمعنى الوُسع، أو من الجَهْد بمعنى المشقة و كلا المعنيين في الجهاد.
2- الجهاد في الشرع أو في اصطلاح القرآن و السنة ، يأتي بمعنى أعم و أشمل ، يشمل الدين كله ؛ و حينئذ تتسع مساحته فتشمل الحياة كلها بسائر مجالاتها و لهذا يسمى (الجهاد الأكبر)
3- و للجهاد معنى خاص هو القتال لإعلاء كلمة الله ، و هذا يشغل مساحة أصغر من الأولى و لهذا سُمِّىَ (الجهاد الأصغر)
أنواع الجهاد:
ذكر ابن القيم في الزاد ، و ابن حجر في الفتح أنواع الجهاد ؛ فذكروا أنه يطلق على مجاهدة النفس ، و الشيطان ، و الفساق ، و الكفار.
1- فأما مجاهدة النفس فعلى تعلم أمور الدين ثم على العمل بها ثم على تعليمها و الصبر على ذلك "الطاعات"
2- و أما مجاهدة الشيطان فعلى دفع ما يأتي به من الشبهات و ما يزينه من الشهوات
3- و أما مجاهدة الكفار فتقع باليد و المال و اللسان و القلب
4- و أما مجاهدة الفساق فتقع باليد ثم اللسان ثم القلب
الجهاد ذروة سنام الإسلام:
الحمد لله الذي جعل الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام ، و به عزه و نصره ، و الصلاة والسلام على إمام المجاهدين ، و حبيب رب العالمين ، محمد بن عبد الله الصادق الأمين ، و على آله و صحبه أجمعين ، و على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات ، و من أعظم الطاعات ، بل هو أفضل ما تقرّب به المتقربون ، و تنافس فيه المتنافسون (بعد الفرائض) ؛ بل عده بعض العلماء (سادس ركن) من أركان الإسلام.
و هو ذروة سنام الإسلام كما جاء في حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (ألا أخبرك برأس الأمر و عموده و ذروة سنامه؟). قلت: بلى يا رسول الله ، قال: (رأس الأمر الإسلام ، و عموده الصلاة ، و ذروة سنامه الجهاد) صدق رسول الله
فضل الجهاد:
و قد بينت نصوص الكتاب و السنة فضل الجهاد في سبيل الله ؛
فقد بين الله في كتابه أنّ الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ، كما يقول الله - تعالى: {وَ لاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَ لَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} سورة البقرة(154). و أرواحهم في أجواف طير خضر معلقة تسرح في أنهار الجنة ؛ فعن كعب بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قال: (إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمر الجنة أو شجر الجنة)
جزاء الجهاد:
و في الجنة باب لا يدخل منه إلا المجاهدون في سبيل الله، فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( .. فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، و من كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، و من كان من أهل الصيام دعي من باب الريان .. )
و عن المقدام بن مَعْدِ يكرب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (للشهيد عند الله ستُّ خصال: يغفرُ له في أول دُفعة من دمه ، و يُرى مقعده من الجنة ، و يجار من عذاب القبر ، و يأمن من الفزع الأكبر ، و يُحلَّى حلية الإيمان ، و يزوج من الحور العين ، و يُشفَّع في سبعين إنسانًا من أقاربه)
و الجهاد في سبيل الله لا يعدله أي عمل من الأعمال ؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه– قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد؟ قال: (لا أجده). قال: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم و لا تفتر و تصوم و لا تفطر؟) قال: و من يستطيع ذلك؟