سيدنا علي بن ابى طالب وأقماره الثلاثة

Eyad Harfoush
‏*************·

علي وأقماره الثلاثة
قل أن يجتمع لأب ما اجتمع للإمام "علي بن أبي طالب" في أولاده الثلاثة. فكان كل منهم سر أبيه، ومصداقا لتاريخ أبيه في مرحلة من مراحل حياته.
أما ولده الأصغر، والأقل شهرة بين الناس. وهو "العباس بن علي" فتشبه سيرته سيرة أبيه "علي" خلال حياة النبي المصطفى (ص). فالعباس لم يكن سبط النبي كأخويه. فهو ابن السيدة فاطمة بنت حزام وليس ابن الزهراء. فما زاده هذا الا حبا لأخويه. وكما كان أبوه سيف النبي وعضده، اختار العباس ان يكون سيف أخيه الحسين في محنته. وبين يدي أخيه مات فارسا صنديدا في كربلاء، فهو الفارس الذي قال الحسين فيه عندما سقط شهيدا؛ الآن انكسر ظهري أخي يا عباس

وأما الحسين. فتشبه سيرته سيرة أبيه في مرحلة الخلافة. حين قامت الحجة على "علي" عندما اجتمع الناس حوله وولوه أمرهم. أو وفق تعبيره " ولولا قيام الحجة بوجود الناصر لألقيت حبلها على غاربها" فقاتل علي في الجمل وصفين بتبعة التفاف الناس حوله. ومثله قامت الحجة على الحسين برسائل أهل الكوفة وبيعتهم لرسوله مسلم بن عقيل. فقاتل الحسين بهذه التبعة في كربلاء معركة هو يعرف مقدما نهايتها. من يواجه أربعة آلاف بأربعين لا يطمع في نصر لكنه يقوم بواجب مقدس. ولو لم يقاتل الحسين لجاء يوم يقول فيه قائل أن ال البيت جبنوا عن القتال استجابة لصرخات الناس

وأما الحسن. فيشبه سيرة أبيه في مرحلة التحكيم. حين وجد "علي" في جيشه وهنا في القلوب بعد حيلة المصاحف. فرفع عنه "قيام الحجة بوجود الناصر" وقبل التحكيم. كذا وجد ولده الأكبر في معسكره وهنا في القلوب، فقبل الصلح مع معاوية. ولو لم يصالح الحسن لجاء يوم يقول فيه قائل: لم يحقن ال البيت الدماء طمعا في السلطة

كان معيار الأقمار الثلاثة هو معيار أبيهم. وهو معيار نبيه وأستاذه ومعلمه المصطفى محمد (ص) وقد تباينت الأحداث وفقا لمقتضى الحال وإن اتحد الجوهر وتشابه المضمون. كان معيارهم دائماً أنهم ذخيرة للناس. والذخيرة لا تفرض نفسها ولكنها تطلب فتستجيب

» قصه سيدنا لوط عليه السلام و اهل الشذوذ و الفجور
» حديث عن قصة الثلاثة أصحاب الغار**
» المساجد الثلاثة.. أولياؤها وأعداؤها
» ✪ البرنار الثلاثة .. رُسل الصهيونية لخراب الأمم ✪
» * * مغص الأطفال الرضع : ويسمى أيضاً مغص الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة***