محمد المكافح الصغير ليت أولادنا تكون مثله.

"محمد"
الساعة 12و نصف بعد منتصف الليل.. على ناصية شارعنا
واقف على مشنة عيش
درجة الحرارة طبقا لمؤشر العربية ١٠ درجات
بصيت عليه و انا سايق.. و عديته... وبعدين وقفت فجأة...
لفت نظري انه واقف لوحده ماسك كراسة و قلم و منهمك قوي!!!
رجعت بالعربية تاني و قربت و فتحت الازاز و سألته
- انت بتعمل ايه ياض انت ؟؟
ابتسم وضحك و قالي
- ببيع عيش
قولتله
- لا.. بتعمل ايه بالقلم و الكراسة دول ؟؟
قالي بمنتهى الثبات
- عندي امتحان بكرة و بذاكر
طبعا انا تنحت
تنحت من ثباته
تنحت من ضحكته الواثقة
تنحت من عمود النور اللي بيذاكر على نوره
تنحت من قدرته على تحمل البرودة القارصة
تنحت من قدرته على التركيز و ان محدش اصلا قاله ذاكر و لا في حد بيتابعه
ركنت العربية و نزلت صورتة و قربت و سألته بابتسامة
- اسمك ايه ياض انت ؟
- محمد
- فين ابوك يا محمد ؟
- راح البيت ينام
- طب فين امك ؟
ما ردش.. و انا ما سألتش تاني.. لان وشه جاوب
- عندك امتحان ايه ؟؟
- عربي
- طب.. طب حتروح تنام امتي ؟؟
- اما ابويا يجي كمان شوية
- بعت عيش ؟؟
- اه
بطريقة بلطجي قربت و سألت
- طب فين فلوس اللي بعته ؟
بحذر بصلي و سأل بغدر
- ليه ؟؟
ضحكت و سألته
- بكام الكيس ؟؟؟
و اخدت العيش اللي قصاده كله و حاسبته
- اول ما ابوك يجي تروح جري تنام.. مين حيصحيك الصبح ؟؟!
- انا بصحى
تاني.. تنحت..
تنحت لانه صحيح.. اللي يعمل كل ده من غير ما حد يطلب منه.. يصحى لوحده.. لانه عاوز يبقى بني ادم..
محمد عمره ما حيتكسر ابدا رغم انه لسة في تانية ابتدائي
محمد خلاني اقف في انصاص الليالي و عيني مدمعة ان في ناس عندها اصرار و عزيمة رغم ظروف شبه مستحيل ينجح فيها انسان
محمد اخد الفلوس و عدها و حطها في جيبه و حط وشه في الكراسة تاني و هاتك يا كتابة و مذاكرة و انا واقف جنبه ولا عبر امي
محمد محدش حيلخمه و لا حيخليه يحيد عن هدفه
انا نفسي ابني يبقى زي محمد
اقولكم
نفسي انا ابقى زي محمد
نفسي مصر كلها تبقى محمد
منقوله من الكاتب / شريف اسعد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]