وليد عرفات
الصراع الوهابي – الإسلامي .. جذور المشكلة!
........................................................
حينما نفشل في توصيف المشكلة .. فحتما ستبقى العقدة قائمة دونما أدنى أمل في حلها.
هذا ما حدث بالضبط مع قضية الإسلام الكبرى .. حيث إدعى أتباع الدين الوهابي أن حربهم الضروس على الإسلام والمسلمين ما هي إلا صراع بين المذاهب الإسلامية فيما اصطلح على تسميته "الصراع السني – الشيعي".
وللأسف إنجررنا جميعا وراء هذه التسمية الباطلة التي لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع .. ورغم وضوح القضية أمام كافة أبناء الأمة .. إلا أن إرادة أعداء الإسلام باتت هي المتحكمة في مجريات الأحداث التي أوصلتنا لما نحن فيه الآن.
إن أتباع الدين الوهابي بمساعدة الغرب والصهيانة حاكوا كل الخطط التي أدت للحروب الكبرى بين المسلمين في العقود الماضية .. ونجحوا أيما نجاح في تحويل المنطقة لبؤرة من الجحيم والصراعات التي لا تنتهي .. والتي تصب في النهاية لصالح الغرب والكيان الصهيوني .. لنبقى نحن غارقين في الأحقاد و النزاعات التي كان وسيبقى عنوانها المباشر "الصراع الطائفي بين المسلمين" .. فنسينا عدونا الحقيقي لنلتهي بمصيبتنا الكبرى.
فبدءا من مخطط غلق باب المندب وخنق قناة السويس .. الذي أجبر مصر على خوض حرب اليمن في الستينات للقضاء على النظام الملكي الوهابي المتآمر على مصر والمفجر لتلك الأزمة المصطنعة لإرهاق واستنزاف الجيش المصري تمهيدا للقضاء عليه في 1967.
ومرورا بحرب الخليج الأولى التي كانت تهدف القضاء على الثورة الإيرانية التي أطاحت بأكبر قلاع أمريكا في الشرق الأوسط .. والتي استمرت ثماني سنوات وراح ضحيتها مليون قتيل وخسائر 300 مليار دولار .. ومرورا بحرب أفغانستان التي حشدت عشرات الآلاف من المسلمين تحت شعارات دينية لإسقاط الإتحاد السوفيتي .. والتي أيضا أسست للأزرع الوهابية المسلحة كالقاعدة والتظيمات الإرهابية المتعدد التي تفرعت منها لتباشر حملات التدمير في البلدان العربية كمصر والجزائر .. ثم مارست إرهابها البغيض ضد الشعب العراقي عقب إسقاط نظام صدام حسين.
ووصولا الى مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي بدأ في لبنان عام 2006 على أمل الإنطلاق منه لتدمير الجيوش العربية الكبرى .. والذي تعطل بفضل صمود وإنتصار المقاومة اللبنانية.
في كل تلك الحروب والصراعات كان التحالف الأمريكي – الصهيوني – الوهابي هو المحرك والفاعل الرئيسي لها .. فخسرت الأمتين العربية والإسلامية جميع تلك المعارك .. تحت وطأة عدو خارجي إستخدم عقله بحنكة وعدو داخلي لم يكل أو يمل عن إستخدام الدين التكفيري.
وحينما تفجر سيناريو تدمير المنطقة العربية وتقسيمها مجددا تحت شعار "الربيع العربي" .. كان الدين الوهابي هو المتصدر والمتزعم لهذه المهمة الشيطانية .. فحرك عشرات الآلاف من الوهابيين مدعومين بمليارات النفط التي لا تنتهي ومخازن السلاح الأمريكي والصهيوني .. ليتم استهداف الجيش العربي السوري تحت شعار "الحرب على العلويين الكفار" .. ثم الجيش العراقي تحت شعار "الحرب على الصفويين الكفار" وانطلقت عصابات الشر والموت لتفتك بالعرب في ليبيا واليمن وتونس .. حتى وصلت لمصر التي إستهدفتها تحت شعار "الحرب على جيش المرتدين الكفار".
كل تلك الأحداث التي عايشنا جميعا بعضها .. فيما لم يطمس بقيتها النسيان أو التزييف وفقا لعوامل الزمن .. تثبت بما لا يدع مجال للشك أن جميع أبناء الأمة مستهدفون من عدو واحد لا يميز بين سني وشيعي .. عدو زرعه الإستعمار القديم في صفوفنا الخلفية ثم ثبت الإستعمار الحديث دعائم وجوده ليواصل مهمته الشيطانية .. التي إن قدر له إتمامها سيكشف حينها عن وجهه الحقيقي ليعلن أنه حفيد اليهود والمشركين وأنه لا علاقة له بالإسلام والمسلمين.
إن الوهابيين الذين إدعوا زورا وبهتانا انتمائهم للمذهب السني ونصبوا أنفسهم حماة للسنة ضد من أسموهم العدو الحقيقي والرئيسي "الشيعة" .. هم أنفسهم الذين يسيرون تحت راية حديث يقولون فيه أن جميع فرق وطوائف ومذاهب المسلمين في النار .. وبنظرية عنصرية مقيتة جعلوا أنفسهم "طائفة ناجية" وحكموا على بقية المسلمين سنة وشيعة بالعذاب .. فلا الصوفي ولا المالكي ولا الحنفي ولا الوسطي يختلف عندهم شيئا عن الشيعي .. كلنا في نظرهم كفار ومآلنا النار .. وحتما حينما ينتهون من الشيعة ستمتد سيوفهم لتحصد رؤوسنا.
هذه هي حقيقة المؤامرة على الإسلام والمسلمين التي تسمى "الصراع السني – الشيعي" أو الصراع الطائفي .. وإن كنا حقا نبحث عن السبل المناسبة لإنهاء هذه المآساة التي تعيشها الأمة .. علينا أن نعيد بناء ما دمره أتباع الديانة الوهابية .. علينا أن ننبذ كل ما طرأ على حياتنا من تكفير وكراهية .. علينا أن نقتنع بأن كل المسلمون أخوة .. ودم المسلم على المسلم حرام .. علينا أن نطهر صفوفنا من المرتزقة والخونة مدعي الإسلام .