خمسه سياحه مع النسوان الرداحة .. "منقول"
smile رمز تعبيري- لأ يا عمر ده أنا أفرش لك الملاية ، و أخلي اللي ما يشتري يتفرج!
- شوف ياخويا المرا بنت الرفضي تلهيك و ترازيك ، و تجيب اللي فيها فيك!
- أقف عوج و إتكلم عدل ؛ أحسن أجرسك و أخليك تمشي ع العجين ما تلخبطيهوش!
- و "شووبااش" !!
نسبة كبيرة من المصريين لا يعرفون شيئاً عن أصول مفردات المشاجرات بين النسوة فى الحوارى المصريه ؛ سوى أن "النسوان البلدي"، أي نساء المناطق الشعبية ، كن يستخدمنها قديماً في مشاجراتهن الكلامية أو ما يوصف في العامية المصرية بـ "الردح" .. فما هي معاني و أصول هذه التعبيرات؟
frown رمز تعبيرييا الدلعدي:
ـــــــــــــــــ
لهذا اللفظ تفسيران ؛ الأول أنه تحريف لعبارة "يا ألد العدي"، أي "يا ألد الأعداء" ، و الآخر "يا دا العدي"، أي "يا هذا العدو". تعني هذه العبارة أن الذي يتوجه إليه الحديث هو عدو
أما لو كان الحديث يتوجّه إلى شخص صديق ، فالمصطلح يعني حينها الدعاء له و حمايته من ألد أعدائه.
يا عمر:
ــــــــــ
من أقدم التعبيرات المصرية ، و هو يعود للعصر الفاطمي لأسباب مذهبية ؛ فقد كان الفاطميون يبغضون شخصية عمر بن الخطاب "رضى الله عنه" ، فكان خُطَبَاؤهم يسخرون منه على المنابر ذاكرين بعض المواقف المنسوبة إليه ، ثم يقولون باستهزاء "و أين كنت أنت يا عمر؟" ، و يمطّون كلمة عمر فيقولون "يا عوووماااار" .. توارث المصريون التعبير فصاروا يقولون لمن يردحون له "يا عمر".
أفرش لك الملاية:
ـــــــــــــــــــــــــ
حتى منتصف القرن العشرين كانت النسوة ـ خاصة في الإسكندرية ـ يرتدين عند الخروج ملاءة سوداء ، و إذا أرادت إحداهن الردح لفترة طويلة ؛ فرشت ملاءتها على الأرض ، و تربعت عليها ، و هذا الموقف يعني أنها تفرّغت للمواجهة و المقارعة.
أخلي اللي ما يشتري يتفرج:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و معناها أن تقوم الرادحة بتوجيه الإهانات إلى خصمها حتى تفضحه و تجعله "فرجة" للناس ؛ كالبضاعة المعروضة على الملأ سواء من يرغب في الشراء أو من يكتفي بالمشاهدة.
المرا:
ـــــــ
إذا أراد المصريون مخاطبة المرأة باحترام ، في لغتهم الشعبية ، قالوا لها "الست". أما إذا أرادوا احتقارها قالوا عنها "المرا". و كلمة "المرا" تستخدم كذلك في السباب الموجّه للرجل ؛ فإذا وصف بها أحدهم فهذا يعني أنه ناقص الرجولة ، و إذا قيل له "يا ابن المرا" فهي إهانة مركبة ، إذ يتم بها تحقير أمّه.
و الأمر نفسه إنْ وُصِف أنه "تربية مرا" أي أنه لم يتربَّ على الرجولة. و قد تتم إضافة وصف فاحش بعد كلمة "مرا". فيقال مثلاً "ابن المرا الـ "..."
ابن أو بنت الرافضي
ــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه أيضاً سبّة قديمة جداً ، أصلها "ابن الرافضي" ؛ و الرافضي مُشتَقة من "الرافضة" و هو أحد الأوصاف التي تُطلق على كارهي الصحابة من غلاة المتحيّزين للإمام علي.
تلهيك و ترازيك و تجيب اللي فيها فيك:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو مثل شعبي يصف "العاهرة" حين تتشاجر مع خصومها ؛ لأنها تلهيهم عن المشكلة بأن تتطاول عليهم ، و "ترازيهم" أي تشاكسهم، ثم تتهمهم بما فيها من نقائص.
أقف عوج و اتكلم عدل:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أي قف كما تريد لكن تحدث باحترام.
أجرسك و أبهدلك:
ـــــــــــــــــــــــــ
"التجريس" كناية عن الفضيحة ؛ و أصل الكلمة أن المحكوم عليه بعقوبة في العصور القديمة كان يوضع مقلوباً على حمار ، و يطاف به في المدينة و خلفه منادٍ يُعَدد جرائمه و هو يقرع "الجرس" ، أما البهدلة فهي العبث بهيئة الخصم ، و هندامه حتى يفقد احترام الناس له.
أطّلعلك ميّتينك:
ـــــــــــــــــــــــ
يعتبر المصريون أن أصعب موقف قد يتعرض له المرء هو خروجه من القبر يوم القيامة للحساب. يشير هذا التعبير إلى أن المتحدث سيجعل خصمه يعاني ما هو أقسى من طلوعه هو و أهله (ميّتينه) من القبر.
تمشي على العجين ما تلخبطوش:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أي إلزام الشخص المقابل بالتزام الأدب ، حتى يبلغ به الحذر ، ألا يغير شكل العجين لو سار عليه.
بطلوا ده واسمعوا ده:
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أي اتركوا ما في أيديكم ، و اسمعوا ما يقال لتشهدوا على ما يحدث.
شووبااش:
ـــــــــــــــ
هذه من أقدم مفردات الردح المصرية على الإطلاق ؛ فهي تعود للعصر الفرعوني بمعنى مختلف تماماً عن الغرض المراد من الردح.
فـ "الشوباشي" عند الفراعنة هي تماثيل صغيرة توضع في القبر لتردد الدعاء للميت ، و قد انتقلت الكلمة للعصر الحديث و حملت معنى آخر هو "رددوا ورائي ما أقول و أمنوا على كلامي الموجّه للخصم".
..
..
..
هذه بعض مفردات لغة الردح المصرية .. صحيح أن قسماً منها قد انقرض ؛ لكنها بقيت حاضرة في التراث الشعبي في مجتمع ـ ما زال ـ قطاع كبير منه يعتبر أن تمكّن المرأة من الردح هو علامة قوة تردع أي شخص عن التطاول عليها أو على أسرتها
هذا و قد تناقل المصريين عبارة "الغجرية ست جاراتها" ؛ أي أن المرأة الردّاحة هي صاحبة السيطرة على جاراتها ، بل بلغ الأمر أن بعض النساء كن لو أردن النيل من عدو استأجرن "رداحة" مقابل بدل مادي!
من ناحية أخرى فقد كان المحافظون أخلاقياً- و ما زالوا - يستنكرون هذه الممارسة و يعتبرونها نقيصة لأنّ وصف "رداحة" هو من الأوصاف المسيئة إلى المرأة المهذبة ؛ و لكن في كل الأحوال ، فإن الردح قد فرض نفسه في الثقافة الشعبية في مصر مدة طويلة حتى صار من الصعب تجاهله.