التحقيقات الأولية في حادث الأمن الوطني:

Mohammed Haffz
التحقيقات الأولية في حادث الأمن الوطني: الجناة استهدفوا المبنى بمادة السي فور شديدة الانفجار.. والأمن يلاحقهم بمنطقة عرب شركس والدلتا.. الجناة قرروا الانتقام من الجهاز بسبب ضبطه خلايا إرهابية مؤخرا
أكد اللواء رفعت عبد الحميد، خبير مسرح الجريمة، أن تفجير مبنى الأمن الوطني اليوم لم يكن هدفه نسف المبنى أو إحداث أضرار به، إنما كان يهدف إلى إحداث أعلى معدل تفجيرات صوتية تصادمية، يصل تأثيرها الصوتي حتى 25 كيلومترا، وإن كان وقت الليل والسكون فإنها قد تتجاوز للمحافظات المجاورة.
وقال "عبد الحميد"، إن "عدم وجود ضحايا أو ألسنة لهب أو حريق يؤكد الفكرة، وهناك تشابه بين تفجير القنصلية الإيطالية ومديريتي القاهرة والقليوبية، ولكن الاختلاف في نوعية المادة المستخدمة والتوقيت، والهدف دائما هو إضعاف الروح المعنوية للأجهزة الأمنية والمواطنين".
وأضاف أن هناك تطورا نوعيا في التخطيط والتنفيذ والمواد المستخدمة، حيث استخدم الجناة مادة C4 أمريكية-إسرائيلية الصنع التي تحدث أعلى معدل من التصادم والتأثير الصوتي الذي قد يتخطى حدود المحافظات، وبهدف تحقيق أكبر قدر من ترويع وتخويف المواطنين، مؤكدا أن سبب استهداف مبنى الأمن الوطني بالذات، هو ضرب الخصم العنيد للإرهاب، وهو جهاز الأمن الوطني.
وعما إذا كان المخطط والممول لعملية تفجير مبنى الأمن الوطني بشبرا الخيمة، هو ذاته المخطط لعمليات التفجير التي قصدت مديرية القاهرة والقنصلية الإيطالية، أكد خبير مسرح الجريمة أن التشابه لا يدل على أن المخطط والممول واحد، حيث إنه ليس هناك تطابق في الأداء والهدف والتوقيت، ولكن مجرد تشابه في استخدام السيارات المفخخة.
وأشار إلى أن توقيت العملية جاء متزامنًا مع سريان تفعيل قانون مكافحة الإرهاب الذي تطلق عليه أجهزة الأمن "القانون القاتل للإرهاب"، كذلك المنظمات الإرهابية تدرك خطورته عليهم، خاصة أن العقوبة فيه شملت كل عناصر العملية من مخطط ومنفذ وممول ومساعد، إلى جانب أنها موحدة في العقوبة بين الجريمة التامة والشروع في الجريمة.

كاميرات المراقبة رصدت ملامح المتهمين.. والقبض عليهم خلال ساعات
أكد العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، أن الحادث الإرهابي الذي استهدف مبنى الأمن الوطني بمنطقة شبرا الخيمة، في الساعات الأولى من صباح اليوم، الهدف منه دعائيَا وليس انتقاميًا.
وأضاف خبير مكافحة الإرهاب الدولي، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، اليوم، أن العناصر الإرهابية التي نفذت العملية كانت تستهدف إحداث حالة ذعر وإرهاب بين المواطنين بنطاق القليوبية والقاهرة والجيزة، لافتًا إلى أن نوعية المادة التفجيرية التي اعتمدوا عليها في التفجير تقودنا إلى أن الهدف من وراء التفجير هو إرهاب المواطنين بالصوت المرتفع في القاهرة الكبرى.
وأردف صابر، أن العملية أظهرت تغيير تكتيكات عمليات العناصر الإرهابية، حيث إن السيارة المفخخة لم تستطع اختراق الحرم الأمني لمبنى الأمن الوطني، وقام قائدها بالترجل سريعًا ليهرب باستخدام الدراجة النارية التي كان يقودها آخر خلف السيارة المفخخة، وهو ما يثبت أنه لم يستطع ترك السيارة مدة طويلة، حيث إنه فور وصول السيارة للمبنى، التقطتها عناصر التأمين وأبلغت القوة بتواجدها ولكنها انفجرت أثناء توجه القوة لفحصها.
وأضاف خبير مكافحة الإرهاب الدولي، أن انفجار اليوم كشف عجز العناصر الإرهابية عن مواجهة قوات الجيش والشرطة بسيناء، نتيجة لتضييق الخناق عليهم، مما دفعهم لنقل مسرح العمليات للقاهرة الكبرى في محاولة بائسة لإثبات التواجد على الساحة، لافتا إلى أن هناك ثغرات أمنية دائمًا ما يستغلها الإرهابيون في تنفيذ العمليات الإرهابية على مستوى العالم، والتي تتمحور في عدم وجود كاميرات عالية الدقة لرصد العمليات الإرهابية ومنفذيها، وهو الأمر الذي يجري تنفيذه الآن داخل البلاد.
وكشف صابر، أن لديه معلومات تؤكد أن كاميرات المراقبة الموجودة بمحيط المبنى رصدت السيارة وملامح قائدها، وتم توزيع نشرة على جميع مديريات الأمن لرصد المتهمين وإلقاء القبض عليهما خلال ساعات، وتقديمهما للجهات القانونية.