سيناء .. قناة السويس .. كامب ديفيد .. إزدواجية القناة .. التنمية .. الأمن القومى !!

تفكير رائع وتفسير جديد أو بحث جديد في الاستفادة من هذا المشرع العظيم
Hosny Abd El Razi

سيناء .. قناة السويس .. كامب ديفيد .. إزدواجية القناة .. التنمية .. الأمن القومى !!
ست سنوات هى الفاصل الزمنى بين الهزيمة فى 67 والنصر فى أكتوبر 73 .. ولماذا ست سنوات ، إنها قناة السويس وكيف تعبرها بأقل الخسائر فى ظل التفوق الجوى الإسرائيلى ووجود خط بارليف المنيع على الصفة الشرقية لقناة السويس .. إنتهت الحرب ، إنتهت كامب ديفيد بعودة سيناء بقيود على أوضاع وحجم القوات المصرية داخل سيناء ..
بعدها عشنا طويلا مع فيلم لماذا لم نخلق التنمية بشمال سيناء خلال 30 سنة من حكم مبارك ؟ ، كلام جميل ، لكن الموضوع أعقد من ذلك بكثير ، كيف تنمى وتخلق مجتمعات صناعية وسكانية فى مسرح العمليات المنتظر وأنت غير قادر على توفير الحماية لها فى ظل وجود مانع قناة السويس وعلى جبهة ممكن أن تشتعل فى لحظة ؟ هنا إنت تلقى بشعبك للتهلكة بعيدا عن الهرتلة النخبوية ..
من هنا ، ومن وجهة نظرى ، عكفت العقول العسكرية المصرية تفكر وتتساءل كيف أوفر الحماية العسكرية للتنمية بسيناء فى ظل وجود المانع المائى لقناة السويس بسيناريوهات مختلفة تتمشى مع الدروس المستفادة من عبور القوات فى 73 ؟ ..
من هنا أيضا بدأت العقول العسكرية تفكر فى شكل وطبيعة الصراع المستقبلى مع إسرائيل إذا فرض علينا الصراع فى ظل صعوبة تكرار سيناريوهات العبور مستقبلا ، تفكر فى كيف تحول قناة السويس من مانع مائى مكشوف أمام الطائرات "FORCE DIVIDER " إلى حصن منيع لعبور القوات شرقا " FORCE MULTIPLIER " فى أسرع وقت ممكن لتأمين مشروعات التنمية المنتظرة شرقا والسيطرة السريعة على مضايق سيناء ..
من هنا وأعتقد كانت فكرة الأنفاق المحصنة تحت القناة وعلى محاور الصراع الرئيسى هى الحل العسكرى الأمثل ، أنفاق مدنية للتنمية لا تتعارض مع الإتفاقية .. إنشاء أنفاق قبل عملية إزدواج القناة معناها أن طول النفق فى حدود 2 كم تقريبا ، وهنا مشكلة كبيرة لتكدس القوات لحظات العبور ..
إزدواجية القناة من المنظور العسكرى هى الحل الأمثل بعيدا عن حسابات العائد الإقتصادى .. إزدواحية القناة معناها أن الأنفاق الستة الجارى تنفيذها والتى قد يمتد طولها إلى حوالى 10 - 12 كم تتحول معها قناة السويس إلى غطاء وحصن دفاعى آمن للقوات لحظات العبور ...
من هنا وأعتقد أن هناك تغييرات حادة فى كل من العقيدة العسكرية المصرية والأسرائيلية بعد إزدواجية القناة وتنفيذ الأنفاق ..
وخلاصة القول عندما تفكر فى مشروع قناة السويس ، أرجوك بص على الصورة كويس بكل أبعادها خاصة من منظور الأمن القومى أولا قبل العائد الإقتصادى .. ولا تنسى أن القوات المسلحة رفضت بيع إقليم قناة السويس لقطر فى عهد الخائن ، وأيضا رفضت تمليك الأراضى بالمناطق الحدودية برفح ووضعت قيود حتى 5 كم ضد إرادة الرئيس الخائن .. هكذا هى الدولة المصرية العميقة الصلبة !!!!!!