كشف المستور في القصف الروسي بسوريا.....مقال للأستاذ محمد مصطفى

Mohammed Haffz
15 ساعة ·

كشف المستور في القصف الروسي بسوريا
========================
لم تكن ضربات سلاح الجو الروسى- تلك التى بادر بها فلاديمير بوتين، وعلى جناح السرعة - .. لم تكن تستهدف كما قال ـ ضرب معاقل داعش ـ حيث لا وجود لداعش بالحجم الذى يستوجب تدخل دول عظمى، لا وجود لداعش بالمعنى الذى روَّجت له أمريكا، فـداعش هي مجرد مجاميع لا تتجاوز مئات متناثرة، موزعة بإحكام فى عديد المنطقة العربية، مهمتها الإخراج السينمائى أمام شاشات الأخبار العالمية، لتسويق وتصدير صورة شبح مخيف ضخم، يهدد كيان المنطقة والعالم، اسمه (داعش ) .. وبعض مجاميع داعش والنصرة وغيرهم، ممن صدَّروا صورتَهم إعلامياً بالفزع والترويع، يتم الدفع بهم للتهجير وتفريغ بلدان من سكانها .. والروس يعلمون ذلك، ويعلمون أن هناك فى المشهد على الأرض من هو فى الخفاء، يدير لعبة الإرهاب كاملة، ويدير عملية تمزيق سوريا، فالروس الآن يدكون الأرض دكاً فى سوريا، ويقلبون التربة جيدا حتى تنطق الأرض بالحقيقة الخفية التى تُحدث الأفاعيل ..
إن الذى يدير عجلة الإرهاب على الأرض السورية، هو التنظيم الدولى للإخوان المتأسلمين، فى شكل كتائب الجيش السورى المنشق، والذى أسموه زورا وبهتاناً ـ الجيش الحر ـ فهو من يعربد فى سوريا والعراق، وبدعم من المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، وإذا ما أراد الجيش المنشق عن الأسد ـ الجيش الحر ـ تفريغ منطقة من سكانها، أرسل عشرات من الدواعش، أو من جيش النصرة، لترويع الناس بارتكاب مجزرة هنا وهناك، وبعدما تنتهى مهمة هؤلاء، ويتم تصوير تلك الفظائع على أيدى خبراء إعلام غربيين (لتسويق مشاهد إخبارية داعشية) يدخل الجيش المنشق ـ الجيش الحر ـ ليتسلم منهم الأرض ..
وقد قرأ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تلك اللعبة، وكان ذكياً حين فاجأ الأمريكان بسرعة الضرب، الأمر الذى أزعج أوباما التائه الحائر الآن من سقوط التدابير الشيطانية، وطاش صوابه، فالتحق بقطار القصف الروسى لسوريا سريعا، حتى لا تتكشف أوراق لعبة الخريف المتأسلم العربى الدائرة فى المنطقة من 2011م .. فالأمريكى لا يريد التنسيق على ضرب من هم لا وجود فعلى لهم الآن .. بل يريد التنسيق ريثما يسحب خبراء أمريكا والمعدات الحساسة، التى لدى الجيش المنشق -الجيش الحر-، والذى هو فى الأصل يديره الإخوان المتأسلمون، فهو ميليشيا محسوبة فى الإمداد والتمويل والدعم الغربى على قيادة التنظيم الدولى للمتأسلمين فى لندن .. ويبدو لي أن أمريكا الآن أرادت أن تبيع هذا الجناح العسكرى للإخوان، وتتركه لمصيره المجهول القاتم مع القصف الروسى، الذى يزداد ضراوة كل ساعة .. فهى تناور مع الروس لتخفيف الضربات، أو لتضليلهم ومشاغلتهم عن هدفهم .. و الدب الروسي يضرب من دون انتظار، ليفتش الأرض وتنجلى له أهدافه الأصلية - لا الخدعة التى يلاعب بها الأمريكى المنطقة والعالم - فمشاركة أمريكا فى العملية هو من قبيل ( استرنى ولا تفضح أمرى، ولسوف أسحب خبرائى ومعداتى الحساسة من دون إزعاج، وسأترك لك الإخوان ترد لهم الصاع الذى كالوه لروسيا، فى حرب أفغانستان تلك التى أسقطت الاتحاد السوفيتى ) وقبل الروس تلك الصفقة، أن يستر أمريكا والغرب كى يسحبوا خبراءهم ومعداتهم، ليتفرغ الروس للتنظيم الدولى المسيطر على الجيش الحر للقضاء عليه، حيث لا بقاء آمن للروس فى سوريا فى وجود الإخوان المتأسلمين، عملاء أمريكا، والتى شرعت فى التخلص منهم الآن، فى صفقة رخيصة ..
الدب الروسى هو أيضا سيلعب بلعبة غريمه الأمريكى، فلن يقول إن هذا الذى أقوم بقصفه هو التنظيم الدولى الذى تدعمه أمريكا، والذى يُصدّر الإرهاب فى سوريا والمنطقة، من الذكاء ألا يقول، بل يكفيه تحقيق هدفه، حين يسير على وتيرة الكذبة الكبرى، فيقتل من يقتل من الأوغاد المتأسلمين، ثم يقول : هؤلاء دواعش إرهابية .. وأمريكا إذا ما تألمت عاطفتها، وانزعجت من فرط الضربات على عملائها المتأسلمين، ستقول : إن القصف الروسى يطال المعارضة السورية والمدنيين العُزَّل، ولا يطال داعش .. وحسبى أن أمريكا بمشاركتها، إنما تقوم بتأمين خبراء وجواسيس ومعدات لها على الأرض، وما إن تسحبهم ستبيع الكل، وتترك سوريا لروسيا .. وفى المقال القادم سنسلط الضوء بإذن الله على الدور السعودى والإيرانى فى سوريا .
---------------------------
مقال للأستاذ محمد مصطفى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]