عودة ذو القرنين .......... الفصل الأول
كامل عشري·26 سبتمبر، 2015
(حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)) سورة الكهف والسؤال الآن : 1- ما هو مغرب الشمس الذي بلغه ذو القرنين ؟!!!!!!!!!!! 2- ذو القرنين وجدها تغرب ? .. فإيجاد الشيء ليس كالرؤيا .. فكيف وجدها ؟!!!!! 3- تغرب في عين حمئة ? .. كيف تغرب الشمس في الطين الأسود ؟!!!!!!!!!!!!! 4 وجدنا عندها قوماً ? ... كيف نجد قوماً عند غروب الشمس ؟!!!!! 5- ما هي الشمس الذي تتكلم عنها الآية ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! 6- ما يمكن أن ترشدنا الآية في زمن الدجال ?!!!!!!!!!!!!
فلنحاول أن نجيب على هذه الأسئلة معاً :
معنى .. عَيْنٍ حَمِئَةٍ : عين حارة ذات طين أسود .. وقيل عين حامية .. بمعنى حارة .. وقيل ذات حمأ من حمئت البئر .. وقيل مدرة سوداء .. وقيل الطين الأسود اللزج .. وقيل إختلط ماؤها بطين .. وقيل عين ذات طين أسود
......... أي يمكن القول أن صفة المادة هنا التي تغرب فيها الشمس .. شديدة السواد لزجة .. فما هو ذلك الأسود اللزج ؟!!!!!!
وعندما يقول الله تعالى وجدها تغرب .. فهو وجدها ولم يراها .. فالأعمى يجد الشيء ولا يراه .. فاللفظ القرآني هنا محدد .. ولا يمكن تأويله كما حاول البعض
فقد إعتمد البعض في التعامل مع اللفظ القرآني من خلال عين الرائي المحدود ومن خلال عين الإنسان المحدودة .. ونسوا أن الله هو الذي يتكلم .. وكأن الله تعامل في حدود علم الإنسان حين تنزيل القرآن .. وبالتالي حين إنكشف بعض العلم للإنسان من أن الشمس التي في السماء لا تغرب عن الكرة الأرضية ولكن تغرب عن مكان معين في وقت معين .. أي أنها تغرب عن المكان ولا تغرب بالمكان .. واجه حقيقة ضعف التفسيلر .. بل الآيات لم تتكلم عن الأرض من الأساس ولكن تكلمت عن الشمس فقط ..
فما هي الشمس التي تتكلم عنها الآية ؟!!!!!!!!!
ورغم كل ذلك لم يتراجعوا عن محاولة إخضاع الآية للعين البشرية المجردة .. وحصروها في ما يتوهم الإنسان حين غروب الشمس .. فأسقطوها في البحر ونسوا أن المتكلم هو الله .. ولم يضع أي لفظ يفيد هذه المجازية التي حاولوا أن يسقطوها على الآية .. ونسوا أن الله تعالى هو الذي يتكلم ..
فحين يتكلم الله عن شيء غير حقيقي .. فسوف تكون الآية واضح فيها هذا الشيء غير الحقيقي وبشكل جلي وحينها سوف تشير الآية أن ذو القرنين رأى بعينه غير الحقيقة ..وبالتالي لن يجدها .. ولكن سيراها فقط بل يتوهم أنه يراها تغرب في العين الحمئة ..
فعندما يتكلم الله تعالى عن شيء بعين الإنسان المحدودة .. أو إدراكه المحدود .. فبيان ذلك يكون واضحاً بالآيات .. كما في هذه الآية :
قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) سورة طه
وهنا كان اللفظ القرآني واضح لا لبث فيه أنه يخيل للناس وموسى أن العصي تسعى .. فكان الفظ القرآني دقيقاً في وصف المشهد ووصف أن الصورة التي رآها الناس وموسى غير حقيقية .. وبالتالي .. عندما يقول الله تعالى (وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) فهي تغرب في عين حمئة لا جدال في ذلك
فلا يمكن أن يقيد النص هنا بشخص ذو القرنين وأنه يتوهم رؤية الشمس تغرب في العين الحمئة كما حاول البعض وإلا كان نوه في الآية عن هذا التقييد كما تكلم عن موسى ووصف خوفه نتيجة لهذا التخيل
ونتيجة لتمسك البعض بأن يحاصر اللفظ القرآني في حدود معينة حتى يخضعه لإدراكه المحدود .. وتجاوزوا حد الإجتهاد .. وجعلوا تصوراتهم التي تخالف النص القرآني قانوناً .. فصال وجال الملحدين في أيات الله تكذيباً ولرسوله .. عندما قدمنا التفسير الإنساني المحدود على النص القرآني وأخضعنا النص القرآني لهذه التفاسير .. والتي كان من الممكن تصويرها على أنها إجتهادات .. ربما أصحابها لم يتعمدوا ما تعمده المحدثين عندما قدسوها وأغلقوا باب الإجتهاد فيها .. وأصروا على ما فعلوا إصراراً من تشويه للنص القرآني وعدم إتباع المنهج الصحيح في التفسير ..
بل أن الملحدين صالوا هم الآخرين وجالوا.. وقالوا .. بسبب هؤلاء الذين قدموا التفسير على النص القرآني ما يلي : (عين حمئة تلك التي غرق فيها الإسلام بنبيه وقرأنه وكافة علمائه ، إنها القشة التي قصمت ظهر البعير ، تلك الفضيحة العلمية المذكورة في الآية رقم 86 من سورة الكهف ، التي حاول علماء الإسلام الخروج منها بكافة الوسائل ، ولكن كافة قمصان النجاة التي ارتدوها وخصوصا تلك المصنوعة من المجاز أو من البحر المحيط لم تنقذهم من الغرق ، كما أن طوق النجاة الذي القوه لنبيهم لإنقاذه من هذه الفضيحة العلمية ، لم يفلح في إنقاذه ولن يفلح أبداً .كثيرون تركوا هذا الدين وغادروه وتحرروا من خرافاته المحمدية الساذجة بسبب هذه الآية )
فهل أدركتم مدى ما تم إرتكابه في حق الله ورسوله وكتاب الله من تشويه بسبب محاولة تبديل قول الله ..
هل أدركتم أن التمسك بهذه التفاسير .. كانت حجة علينا وليس لنا ؟!!!!
وعليه فيجب أن نسأل أسئلة مشروعة ونبحث عن إجابتها من النص القرآني الذي بين يدينا .. ونوجه له الأسئلة التي نريدها .. فنحن لا نقدم التفسير على النص الإلهي .. كما يدعي الملحدين .. وأن القرآن تبياناً لكل شيء .. وليس من الضرورة أن الآية يتم تفسيرها في زمان تنزيلها.. وسيظل هناك أسرار وأسرار فلا يعلم تأويله إلا الله
وقد حان الآن لمحاولة الإجابة عن الأسئلة والتي سبق أن طرحناها .. فهل تجيب الآية بفضل الله .. ويجود الله علينا بأسرارها ؟!!!!!!!!!!!!!!!
س 1 : ما هو مغرب الشمس الذي بلغه ذو القرنين ؟!!!!!!!!!!! ج 1 : بالطبع لن يبلغ ذو القرنين الشمس التي نعرفها .. فبالتالي لن نبحث عن مغربها .. الذي يمكن إيجاده كما في الآية .. ولكنه بالطبع بلغ شيء يأخذ صفة الشمس وبالتالي هذه المادة الشمسية تغرب في العين الحمئة وتغوص فيها ... وهذا لا شك فيه فهذا ثول الله تعالى
س2 : ذو القرنين وجدها تغرب ? .. فإيجاد الشيء ليس كالرؤيا .. فكيف وجدها ؟!!!!! ج2 : نعم وجدها .. بمعنى وجودها وليس مجرد رؤيتها .. بل يمكن أن يلمسها ويمسكها بيده .. إذن هذه المادة الشمسية التي تغرب في بئر يمكن إيجادها والحصول عليها .. فقد وجدها فعلياً يلا شك .. فهذا قول الله تعالى
س3 : تغرب في عين حمئة ? .. كيف تغرب الشمس في الطين الأسود ؟!!!!!!!!!!!!! ج3 : نعم تغرب في عين حمئة ولت شك في ذلك .. فهل يمكن أن تكون هذه المادة الشمسية تغرب بين الطين الأسود وفي بئر .. هل تغرب في شيء أسود لزج شديد السواد هل تغوص فيها وتكمن في مادتها .. ولكن ما هذه المادة
س 4 : وجدنا عندها قوماً ? ... كيف نجد قوماً عند غروب الشمس ؟!!!!! ج4 : بالطبع لا يمكن أن يكون هناك قوماً عند الشمس التي نعرفها في الفضاء الخارجي كما صور البعض .. ولكن بالطبع هناك قوم عند الشمس الذي ذكرها الله تعالى في الآية .. ولكنهم يمكن أن يكونوا عند هذه المادة الشمسية بل أن ذكرهم ووجودهم في هذا المكان موقوف على هذه المادة الشمسية التي تجمعهم عندها ونجعلهم حولها .. ومن الواضح أنهم وأعمالهم الدنيوية مرتبطة بهذه الشمس إلى حد ما كبير .. فما هي هذه الشمس ؟!
س5 : ما هي الشمس الذي تتكلم عنها الآية ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ج5 : هنا ما يهمنا أن نبحث عن الشيء الذي وصفه الله تعالى بالشمس .. وليس مجرد شمس فإنها هي شمس تغرب .. وليس فقط شمس تغرب .. بل هي شمس تغرب في عين حمئة وفي بئر بل عي تغرب في مادة بها صفة أنها شديدة السواد واللزوجة بل هي تغرب في مادة ذات رائحة نتنة
فلو أننا نتكلم عن مادة بها صفة الشمس .. فالمواد التي فيها صفة الشمس كثيرة .. على سبيل المثال (أوراق الشجر والحطب والفحم والمازوت والبترول .. الخ) وفيها الشمس (الطاقة) تغرب أي خاملة إلا إذا تم إعطائها العامل المحفز لكي تستخرج شمسها وطاقتها ويمكن استغلالها حينها وتتحول لطلوع الشمس (الطاقة) ..
وهذا معناه أن هؤلاء القوم يكتفون بالشمس التي تغرب في حدود غروبها في الوضع الخامل ..
فهناك مواد في البيئة بإشعالها تتحول لشموس مضيئة .. نكتسب منها الطاقة بجميع أنواعها .. ولكن ما هي المادة التي تكمن فيها الشمس والطاقة وتغرب فيها التي تتكلم عنها الآية .. فقد تم وصفها أنها تغرب في عين حمئة سوداء لزجة .. في بئر .. رائحتها نتنة
فبحدود علمنا الإنساني الذي وصلنا إليه .. أن هذه الصفات تنطبق .. على مادة البترول السوداء اللزجة .. التي تغرب في مادتها الشمس التي بإشعالها تتحول إلى مصدر للشمس والطاقة .. ويكتفي معظم من يعيشون عندها بإستخراجها وبيعها على وضعها الخامل بصفة غروبها
فهل الآية تتكلم عن قوم يعيشون في مكان فيه بترول .؟!!!! هل للطاقة البترولية هذه تأثير على أفعالهم الدنيوية ؟!!!! هل أفسد البترول بعض أحوالهم ومارسوا الظلم فيما بينهم كما في زماننا وأحوال دولنا النفطية ؟!!! .. فقد تم ربط المكان بالشمس بالقوم الذين عند الشمس وعقاب ذو القرنين للظالم فيهم حيث قال الله تعالى (قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87))
فهل ترتبط هذه الشمس بأحداث خاصة بالدجال في زماننا ؟!!!!!!!!!! هل عصر ذو القرنين كان فيه تقدم علمي ؟!!!!
قبل أن تجيب لا تنسى أن الله أتاه من كل شيء سببا يعالج فساد سوء إستعمال أسباب ..
هذا ما سوف تدعمه أو لا تدعمه إجابة الأسئلة عن الآيات القادمة في الفصول القادمة فتابعونا ...
روابط سلسلة .. عودة ذو القرنين :
https://www.facebook.com/notes/كا...