“عايز إيه يا بوب ؟ “
.
يتحدث الدكتور محمد البرادعي كثيرا عن المصالحة و الإحتواء؛ فإذا ما ظهرت بوادر مصالحة مع “حسين سالم” مثلا، انطلق مغردا بكلمات السر التي تشحذ انتباه مؤيديه “النظام السابق”.. “النظام لم يتغير”…
لاحظ هنا إن شخصا مثل “حسين سالم” يداه غير ملوثة بدماء أحد.. و الخصومة مالية بحتة.. بخلاف الإخوان الذين يرغب في التصالح معهم باستمرار ذوي الأيدي الملوثة بالدم في معظم دول الربيع العربي…
يتحدث البرادعي كثيرا عن دولة القانون، فإذا ما طبّق القانون و صدر حكم من قاض طبيعي علي إرهابي، إنطلق مغردا عن “سجن الشباب و إعدام الشباب”، و كأن عامل السن يمنع من أن يتحول الفرد إلي مجرم.. أو إن ابن الثانية و العشرين لابد أن يكون ملاكاً مجنحاً من حملة عرش الرحمن…
و الغريب إن الدكتور البرادعي في 2011 و ما بعدها كان مع إقصاء المخطئين من الحزب الوطني و عقابهم حتى لو كانوا من الشباب… وإذا ما صدر قانون لينظم حق التظاهر، أو حق النشر معاقباً من ينشر معلومات مضللة، عاد إلي أسطوانته.. “الظلم و القمع و تكميم الأفواه”.. فإذا قبض علي قاتل هرع مغردا ضد ما يسميه “الحلول الأمنية”…
أصبح للدكتور البرادعي؛ خلال الأعوام الماضية، كلمات ثابتة و أسلوب معين.. وأتحدى أنه يمكنني أن أبرمج برنامج كمبيوتر صغير أقوم بتغذيته بكلمات “القهر.. الظلم.. القمع.. الحكم العسكري.. الشباب”.. ليكتب تغريدات مثل التي يكتبها الدكتور البرادعي لعدة سنوات قادمة…
لكن يبدو أن صلح الدكتور البرادعي و دعواه منصبة علي التيارات المتأسلمة المتطرفة فقط.. فها هو سيقوم بالتغريد مطالباً بعمل عسكري في الدول العربية التي ضربها وباء الإرهاب مثل سوريا و ليبيا و غيرها.. مطالبا الغرب بـ “Boots on ground” وهو مصطلح عسكري صرف.. لا يعني سوى التدخل العسكري…
يتغافل اادكتور البرادعي عن وضع ليبيا التي وصلت لمصالحة مع الإخوان و تقلدوا الحكم فيها.. و يتغافل عن إخبارنا: “أين ليبيا اليوم”؟ أين اليمن بعد وصول رئيسها الإخواني للحكم؟ أين السودان الشقيق والتي يحكمها الرئيس عمر البشير الإخواني منذ ما يزيد عن 30 سنة؟
هل يمكن للدكتور أن يخبرنا عن بلد واحد تقدم تحت حكم الجماعة التي تتبني فكر الإرهابي التكفيري المختل سيد قطب؟ لا تقل لي “تونس” أرجوك.. فالموقف علي الحدود التونسية الجزائرية لا يختلف عن الموقف في سيناء… الدكتور يتغافل عن تاريخ الإخوان الأسود منذ الثلاثينات الحافل باغتيالات وقتل ومذابح في وقت كانوا مقربين فيه من القصر.. بلا ظلم و لا قمع…
لماذا لم يطل الدكتور البرادعي علي الغرب بعد الحوادث المؤسفة التي عصفت بفرنسا مطالبا إياهم بالصلح واحتواء الإرهابي.. و طلب “حلاً امنياً” جماعياً متمثلاً في “Boots on ground” ؟
لماذا كان يؤرقك الـ”Boots on Ground” في سيناء.. من الجيش المصري و الآن.. ترحب بها من جيوش أجنبية؟
هل سيادتك ضد الحلول الأمنية أم معها؟ و هل أنت ضد المصالحة أم معها؟ هل دعوت للمصالحة مع نظام القذافي؟ … هل دعوت لمصالحة الرئيس السابق حسني مبارك هل دعوت لمصالحة مع بشار الاسد؟ .. هل المصالحة تكون للتكفيريين و الإرهابيين فقط؟
د. برادعي.. ماذا تريد منا بالضبط؟ .. هل تدرك إنك أصبحت راعياً للتطرف في الشرق الأوسط؟ … لا يوجد منصب تقلدته إلا و هربت منه.. لا تفعل شيئا سوى شحن الشباب للموت بمصطلحات باتت مكررة ماسخة كالعملة الممسوحة التي تداولتها أيدي السكارى في حانة قذرة منسية لعقود: “الشباب.. الظلم.. القمع.. الإحتواء.. الحكم العسكري”…
هل تجهل سيادتك معني “حكم عسكري” و “دولة بوليسية فعلا” أم تطلق العبارات تدليسا؟ هل يوجد دولة بوليسية في العالم عبر التاريخ سمحت بإعلام يسب رئيسها، واستضافت علي قمرها الصناعي قنوات تقول له: “إرحل”؟؟ .. هل زرت سيادتك كوريا الشمالية؟
هل ترى فرنسا في ظل الطواريء والتدابير العنيفة التي اتخذتها لدرجة قطع الإنترنت وإطلاق الرصاص علي من يغادر منزله دون إذن.. واقتحام البيوت دون إذن قضائي؛ قد أصبحت دولة بوليسية؟
د. البرادعي كنت نائبا لرئيس الجمهورية في وقت يعصف فيه الإرهاب بسيناء.. فهل قمت بالمبادرة.. و طلبت لقاء زعيم أنصار بيت المقدس لاحتوائه واحتضانه حتي يبكي و يتمخط علي كتف بذلتك؟ أم هربت من المسؤولية كالمعتاد؟
د. محمد البرادعي.. هل تملك ذرة شجاعة كي تنزل إلي مصر وتسير مع الشباب الذين تشحنهم ضد الظلم والقمع في مسيرة أو مظاهرة مثلما فعلت في 25 يناير 2011؟
د. محمد أرجو أن تنعم بإقامتك في النمسا التي لا أعرف كيف تتحمل تكاليفها الرهيبة وانت عاطل عن العمل.. و ارجو أن تنسانا كما نسيناك …
علاء حموده يكتب: "عايز إيه يا بوب ؟ " - Egaz News
عايز إيه يا بوب ، يتحدث البرادعي كثيرا عن دولة القانون، فإذا ما طبّق القانون و صدر حكم من قاض طبيعي علي إرهابي، إنطلق مغردا عن "سجن الشباب و إعدام الشباب"،
egaznews.com