زوجها يظلمها كثيرا بأخذ مالها بالحيلة مرة وبالتزوير مرة اخرى

تاريخ التسجيل : 31/12/1969

زوجها يظلمها كثيرا بأخذ مالها بالحيلة مرة وبالتزوير مرة اخرى

جزاك الله خيرا ياشيخ اريد اجابة على سؤال محير صديقتي وهو

زوجها يظلمها كثيرا بأخذ مالها بالحيلة مرة وبالتزوير مرة اخرى
هل يجوز لها هجرة ومنعة من الإقتراب منها لكي يرتدع عن الإستمرار في ظلمة لها
جعلة الله في موازين حسناتك يارب
__________________

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه
وبعد :

فالعلاقة الزوجية في الإسلام أساسها المودة والرحمة والسكن ، كما قال تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الروم .
وهذا يقتضي أن تكون العلاقة بينهما قائمة على المحبة والرحمة , تسودها الأخلاق الإسلامية ، وغض النظر عن الأخطاء ، والتجاوز عن الهفوات التي لا يسلم منها البشر .

والشريعة قد أوجبت على الزوج أن يوفر لامرأته المطالب المادية من النفقة والكسوة والمسكن والعلاج ونحوها ، بحسب حاله وحالها ، أو كما قال الله في كتابه (بالمعروف ) .

وإذا هجرت الزوجة فراش زوجها ـ بغير حقّ ـ فقد ارتكبت محرما وتعرضّت لغضب الله عز وجلّ ، فعن أَبِى هُريرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ " . متفق عليه.

أمّا إذا كان زوجها ظالماً لها ، متجاوزا لحقوقها ، المادية أو المعنوية ، فلا يكون هجرها لفراشه حراماً ، والألفاظ التي وردت في الحديث السابق وإن كانت هي مطلقة ، لكنها مقيدة بكونه قائما بحقها ، أما إذا لم يقم بحقها فلها أن تقتص منه ، وأن تمنعه من حقه مثل ما منعها من حقها ، لقوله تعالى : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ) ( الشورى : 40) .
وقوله تعالى ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) .
وقوله : ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ).

لكن من عفا واحتسب وأصلح فأجره على الله سبحانه كما في الآية السابقة ، وهذا من محاسن أخلاق المرأة ، بأن تسعى لإرضاء زوجها ـ ولو كان ظالماً لها ـ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ الْوَدُودُ الْوَلُودُ ، الْعَؤُودُ عَلَى زَوْجِهَا ، الَّتِي إِذَا آذَتْ أَوْ أُوذِيَتْ ، جَاءَتْ حَتَّى تَأْخُذَ بَيْدَ زَوْجِهَا ثُمَّ تَقُولُ : وَاللَّهِ لا أَذُوقُ غُمْضًا حَتَّى تَرْضَى ". رواه الطبراني ، وحسنّه الألباني .
والله تعالى أعلم
__________________
موقع الشيخ الدكتور محمد الحمود النجدي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
رد باقتباس