معاذ أحمد
******
إن كل ألفاظ الدنيا تسقط عندما تخرج الروح، حتى الاسم يسقط ويبقى اللقب الأعظم والأسمى والأعلى (*عبد* الله).
هذا المدح والثناء الدائم الذي لا يزول، وهو الباقي الذي لا يغيره كيد كائد ولا حسد حاسد، لأنه من الله الحي القيوم.
إن أسمى المراتب والأوسمة أن تكون عند الله
*(نعم العبد)*
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) سورة الحجر.
*(اعبد ربك)*
٧٤ لفظة في القرآن تأمرنا بالعبادة،
غير الصلاة والصوم والحج والزكاة.
فكل حركاتك القلبية وحالتك النفسية عبادة لله تعالى.
(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
والعاقل من يوظف كل حركة في طاعة الله، فيكون عبداً لله يمشي بـ(افعل)، و(لا تفعل)، فإذا إن قعد، قام، حكم، أكل، شرب، نام، استحم، تنفس، همس، ابتسم، يكون في عبادة.
العبادة سلوك وإقامة حياة.
العبادة في شراء وبيع ودخول وخروج، وكل حركة ونفس نجعله لله رجاء أن نكون مقبولين عنده، رجاء أن يوصلنا إلى مستقر رحمته دون عذاب ولا عتاب ولا سابقة عذاب.
روى البخاري ومسلم قوله ﷺ:
(إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً).
الراحلة: هي النَّجِيبَة المُخْتَارَة من الإبل للركوب، فإذا كانت في إبل عُرفت. والمعنى أن مرْضِيَ الدين والخلق من الناس قليل أو نادر، كما أنك قد تجد مائة من الإبل وليس فيها واحدة تصلح للركوب