وصل الاشرف بن قلاوون امام اسوار عكا في ابريل عام 1291 ليقتلع حصونها ويضمها للسلطنة المصرية تنفيذا لتعهده امام ابيه السلطان قلاوون الذي خرج ردا على جريمة بعض الايطاليين بقتل تجار مسلمين مسالمين في روما بدون سبب .. ورفضوا تسليم المجرمين القتلة لسفراء السلطان قلاوون ليعاقبهم بنفسه.
وكان ان تعاهد مع الحاميات الغربية التي كانت تعيش على سواحل الشام بعد ان انتصر عليهم في طرابلس .. فنقض عهده بسبب نقضهم عهدهم.
وبدات الحرب برمي المصريين المجانيق وكرات النار والنبال على اسوار عكا التي بها اكثر من 15 الف مقال غير فرسان الهيكل الذين نذروا حياتهم للحرب والعبادة فقط .. فالمقاتل منهم بعشرة مقاتلين من غيرهم .. الا انهم عندما يلتقون مع المصريين فالهزائم تواليهم تباعا .. وبعد عشرة ايام من القصف المصري حاول فرسان الهيكل عمل هجوم عكسي ليلا الا ان خوفهم ورعبهم من المصريين جعلهم يتخبطون في حبال الخيام مما نبه المصريين فتم قنص بعضهم واسر بعضهم وهرب البعض الاخير لداخل الحصون مرة اخرى .. وهذا جعل المصريين اكثر وعيا خاصة عندما اراد فرسان الهيكل اعادة المحاولة مرة اخرى فوقعوا في فخ المصريين ثانية.
وفي 4 مايو وصل الملك هنري ومعه 20 الف مقاتل لامداد المدينة بالعون .. وفي 15 مايو سقطت 5 ابراج من الحصن مماجعل جنود الحصن يتراجعون .. وفي 18 مايو امر السلطان الاشرف بالهجوم الشامل على طول الجدار مع التركيز على زاوية معينة مما دفع فرسان الهيكل بالهجوم المضاد بقياد زعيمهم جيليون دي بوجو .. الذي اصيب اصابات بالغة مات بعدها وقتل منهم العديد وهرب الملك هنري عائدا لبلاده قبرص.
وفتح المصريون بوابة القديس نيكولاس وبدات حرب شوارع غير متكافأة انتصر فيها المصريون مرة أخرى.
حاول العديد من سكان المدينة الهروب عبر البحر وكانت السفن تحمل فوق طاقتها من الفارين مما اغرق بعضها .. فمن لم يقتله المصريون مات غريقا.
وخلال الهروب استخدم احد كبار فرسان الهيكل ويدعى روجر فلور احد القوارب واستغله بان اشترط على النبلاء الذين يريدون الهرب معه في قاربه ان يتركوا له ثرواتهم ليحمل معه اكياسا من الذهب والجواهر ليهرب بها.
اسر المصريون كل من كان في المدينة .. وباعوا الاسرى في اسواق الرقيق.
(لاحظ ان المؤرخ الغربي يريد ان يظهر قسوة المصريين ولكنه لم يزد عندما كتب عن قتل فرسان الهيكل كل من كان في القدس اطفال وشيوخ ونساء عندما اجتاحوها ابان حكم صلاح الدين )
فقط بقي الحصن الاخير لفرسان الهيكل الذي يشكل ثلاثة جدران ناحية البر والبحر رابعهم مما جعل هذا الحصن مميزا بقدرته على الامداد الامن من البحر.
فشق على السلطان الاشرف دخوله فعرض على المارشال بيتر دي سيفيري السيد الاعظم للفرسان بالحصن ان يتركوا الحصن وياخذوا كل ما لديهم من اموال وممتلكات ويتركهم احياء .. فوافق
) يتبع)