وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

حسني المتعافي

*******************

وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{111} بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{112} البقرة

يزعم كل متبعي الطوائف والمذاهب والفرق المختلفة أن لهم وحدهم الجنة من دون الناس، وكل مزاعم هؤلاء باطلة، وكل حججهم داحضة، وهم أعجز من أن يقدموا براهين تؤكد صحة مزاعمهم، ولن ينجو إنسان لمجرد أنه يتبع طائفةً ما من دون أن يقدم ما يلزم للنجاة، ومما يلزم الإخلاص لله تعالى والعمل الصالح.

والحق هو أن الفائزين هم من اتبعوا دين الحق بإخلاص، والفرد من متبعي دين الحق يسعى إلى الفوز بالدرجة العالية وبالثمرة الثمينة، فيستحق أن يوصف بأنه أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ، فمثل هذا فاز بالأمن التام والسعادة الدائمة.

أما الآخرون فهم طوائف عديدة:

1. من بلغه الإسلام البلاغ المبين، فهو ملزم بأن يتبعه.

2. من لم يبلغه الإسلام البلاغ المبين، وهو الحال الآن، وذلك لوجود المحسوبين على الإسلام، وهذا مكلَّف بما هو في وسعه من الإيمان والعمل الصالح والتحلي بمكارم الأخلاق.

والمطلوب من كل مسلم أن يتمسك بدين الحق المستخلص من القرءان الكريم وما يصدقه مما هو منسوب إلى الرسول، وألا يبغي عنه حولا وأن يعمل بما استطاع من أوامره حتى يصل إلى مرتبة إسلام الوجه لله تعالى والإحسان، وعندها حق له أن يبتهج ويبتهج الوجود معه وبه.

» ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُم
» من أسرار القرآن :- ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ) (الأنفال: 30) .
» {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }
» إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا
» تفسير :"إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ."