علامات حسن الخاتمة

علامات حسن الخاتمة

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية اضف إلى رف الخطب

ملخص المادة العلمية

1- لما كان الموت نهاية كل البشر فلابد للمسلم من الاستعداد له وأن يحرص على حسن الخاتمة. 2- علامات حسن الخاتمة. 3- الوسيلة إلى علامات حسن الخاتمة.

عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله : ((من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)).

قال تعالى: إن الدين عند الله الإسلام [آل عمران:19].

وقال: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [آل عمران:85].

ولما كان الله بالمؤمنين رحيما فقد وصّاهم بالحرص على الإسلام والموت عليه، فقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون [آل عمران:102].

ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون [البقرة:132].

ولما كان الموت ليس له سن معلوم، ولا زمن معلوم، ولا مرض معلوم، وإنما يأتي بغتة، لزم المسلم كي يموت مسلما أن يحيى مسلما، ويعيش مسلما، ويحرص على إسلامه في شبابه حتى يشب عليه ويموت عليه، فقد جرت سنة الله سبحانه أن من شب على شيء شاب عليه، ومن شاب على شيء مات عليه، ومن مات على شي بعث عليه.

وقد جعل الشارع الحكيم علامات بينات يستدل بها على حسن الخاتمة – كتبها الله تعالى لنا بفضله ومنه – فأيّما امرئ مات بإحداها كانت بشارة له، ويا لها من بشارة.

الأولى: نطقه بالشهادة عند الموت، لحديث معاذ قال: قال رسول الله : ((من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)).

فلهذه الكلمة الطيبة عند الموت تأثير عظيم في تكفير السيئات ومحو الخطايا، لأنها في مثل هذه الساعة تخرج من القلب وقد خرجت منه الدنيا كلها، وشارف القدوم على ربه، وخمدت نيران شهواته، وامتلأ من الآخرة فصارت نصب عينيه، وصارت الدنيا وراء ظهره، وصار مشغولا بما هو فيه، واجتمع همّه على من أيقن بالقدوم عليه والمصير إليه، فوجه وجهه إليه، وأقبل بقلبه وروحه عليه، فاستسلم ظاهرا وباطنا، واستوى سرّه وعلانيته، فقال: لا إله إلا الله مخلصا من قلبه، فكانت تلك الشهادة الخالصة خاتمة عمله، فطهرته من ذنوبه، وأدخلته على ربه وهو يسمع: يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي [الفجر:27-30].

ولذا أمر النبي بتلقين الميت هذه الشهادة رجاء أن تكون خاتمة عمله، فقال : ((لقّنوا موتاكم لا إله إلا الله)) والمراد بالموتى المحتضرون، سمّوا بالموتى باعتبار ما يؤول إليه أمرهم عما قريب. والمراد بالتلقين أن يقول أحد المحتضرين للميت: قل لا إله إلا الله، فإذا قالها سكت عنه، فإذا تكلم بغيرها أعاد أمره بها، حتى تكون هي آخر ما يتكلم به. ولا يشرع عند الاحتضار غير هذا التلقين، ولا يشرع قراءة يس ولا غيرها من القرآن، فلم يصح في ذلك الحديث.

كما لا يشرع التلقين بعد الدفن، فإنه لم يصح فيه حديث، وهو أمر محدث، يفوّت على الميت ما ينفعه من الدعاء الذي أمر به النبي ، حيث كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، وقال: ((استغفروا لأخيكم وسلوا الله له التثبيت فإنه الآن يسأل)).

الثانية: الموت برشح الجبين، لقوله : ((المؤمن يموت بعرق الجبين)).

الثالثة: الموت ليلة الجمعة أو نهارها، لقوله : ((ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر)).

الرابعة: الاستشهاد في ساحة القتال، لقوله تعالى: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون [آل عمران:169-170].

وقال النبي : ((للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويحلّى حلية الإيمان، ويزوّج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه)).

ومن رحمة الله وفضله على هذه الأمة أنه يكتب هذه الشهادة لمن تمنّاها بصدق قال : ((من سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)).

الخامسة: الموت غازيا في سبيل الله، لقوله : ((من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد)).

السادسة: الموت بالطاعون، لقوله : ((الطاعون شهادة كل مسلم)).

وعن عائشة رضي الله عنها: ((أنها سألت رسول الله عن الطاعون فأخبرها أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع في الطاعون فيسكن في بلده صابرا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد)).

السابعة: الموت بداء البطن، لقوله : ((ومن مات في البطن فهو شهيد))، وقال : ((من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره)).

الثامنة والتاسعة: الموت بالغرق والهدم، لقوله : ((الشهداء خمسة: المطعون والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله)).

العاشرة: موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها، لقوله : ((والمرأة تموت بجمع شهيدة)).

الحادية عشرة والثانية عشر: الموت بالحرق وذات الجنب، لقوله : ((والحرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد)).

الثالثة عشر: الموت بداء السل، لقوله : ((والسل شهادة)).

الرابعة عشر: الموت في سبيل الدفاع عن المال المراد غصبه: عن خارق قال: جاء رجل إلى النبي فقال: الرجل يأتيني فيريد مالي؟ قال: ((ذكّره بالله)). قال: فإن لم يذكر؟ قال: ((فاستعن عليه من حولك من المسلمين))، قال: فإن لم يكن حولي أحد من المسلمين؟ قال: ((فاستعن عليه السلطان)). قال: فإن نأى السلطان عني وعجل علي؟ قال: ((قاتل دون مالك حتى تكون من شهداء الآخرة أو تمنع مالك)).

الخامسة عشر والسادسة عشر: الموت في سبيل الدفاع عن الدين والنفس، لقوله : ((من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد)).

السابعة عشر: الموت مرابطا في سبيل الله، لقوله : ((رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتّان)).

الثامنة عشر: الموت على عمل صالح، لقوله : ((من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله خُتم له بها دخل الجنة، ومن صام يوما ابتغاء وجه الله خُتم له به دخل الجنة، ومن تصدّق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة)).

هذه هي علامات حسن الخاتمة، فما هي الوسيلة إليها؟

الجواب: إن تقوى الله هي الوسيلة إلى حسن الخاتمة، والتقوى هي القيام بالواجبات وترك المحرمات، فمن سرّه أن تحسن خاتمته فليتق الله بفعل كل ما به أمر، وترك كل ما عنه نهى وزجر، ومن أعظم ما أمر الله به بعد التوحيد الصلاة، فالمحافظة على الصلاة في الجماعة من أسباب حسن الخاتمة، ولذا قال ابن مسعود : (من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف) والحذر كل الحذر من المعاصي ما ظهر منها وما بطن، فإن الإصرار عليها قد يؤدي إلى سوء الخاتمة والعياذ بالله.

فتوبوا إلى ربكم توبة نصوحا: وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين بلى قد جاءتك آياتي فكذّبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين [الزمر:54-59].
منقول

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» اللهم أرزقنا حسن الخاتمة
» سـوء الخاتمة لشاتم أبي هريرة رضى الله عنه وأرضاه.**
» سـوء الخاتمة ((وجاءت سكرة الموت بالحق))**
» حسن الخاتمة ((اليد الطاهرة))" من ترك شيئاً لله ، عوضه الله خيراً منه "**
» التذكرة في احوال الموتى وامور الاخرة (( ما جاء في سوء الخاتمة و ما جاء أن الأعمال بالخواتيم))