Medhat Maher
أمس الساعة ٣:٤٢ م ·
مقتطفات من كتابي (قدوة العالمين )
===================
13- المنظومة الاخلاقية في الأسرة (المظاهرة و اللعان):
=============================
المظاهرة
-------
في الطريق إلى اكتمال المنظومة الأخلاقية ونور التشريع ، كانت خولة بنت ثعلبة زوجا لأوس بن الصامت وكان ابن عمها وقد تقدمت به السن وقد أصيب بلمم ، كان يفيق ويغفو من غفوته وفي مرة لاحى (أرادها ) امرأته في بعض صحواته فلما تمنعت عليه قال لها :أنت على كظهر أمي ...فلما أفاق ندم وقال لها : ما أرك إلا وقد حرمت علي !! قالت وكانت تحبه: أنت ما ذكرت طلاقا وإنما كان التحريم فينا قبل أن يبعث رسول الله فأتت رسول له تسأله فقل لها: ما أراك إلا وقد حرمت عليه فجادلت رسول اله فقد كانت تحبه ولا ترى أن كلمة تفرق بينها وبين زوجها، وشكت إلى الله فقالت :
اللهم إني أشكو شدة وجدي ما شق على فراقة ،اللهم أنزل على لسان نبيك ما يكون لنا فيه فرج...فبكت عائشة ومن كان حضرا هذا اللقاء فنزل على رسول الله :
(قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِى تُجَاٰدِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِىٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَآ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌۢ بَصِيرٌ*ٱلَّذِينَ يُظَـٰهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَآئِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَـٰتِهِمْ إِنْ أُمَّهَـٰتُهُمْ إِلَّا ٱلَّـٰٓـِٔى وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًۭا مِّنَ ٱلْقَوْلِ وَزُورًۭا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌۭ * وَٱلَّذِينَ يُظَـٰهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا۟ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍۢ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌۭ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًۭا ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَلِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾(1)
اللعان
-----
بعدما نزلت أجزاء من سورة النور وكان في الآية 4
(وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَـٰتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا۟ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجْلِدُوهُمْ ثَمَـٰنِينَ جَلْدَةًۭ وَلَا تَقْبَلُوا۟ لَهُمْ شَهَـٰدَةً أَبَدًۭا وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ ﴾
قال سعد بن عبادة يستفسر متعجبا عن هذه الآية من قبل: أهكذا نزلت يا رسول الله ؟
فقال رسول الله غاضبا : ألا تسمعون يا معشر الأنصار ماذا يقول سيدكم ؟؟
وقد غضب رسول الله من تعليق سعد بن عبادة
فقال سعد : والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق ، وأنها من عند الله ، ولكن قد تعجبت أن لو وجدت لكاعا قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتى بأربعة شهداء فوالله إني لآتي بهم حتى يقضي حاجته !!
وكان الرجل منطقيا ...ولكن هكذا نزلت، وما على الرسول إلا البلاغ .
----------------------------------------
(1) المجادلة من 1- 4
ولم يكن شرع الله يُنزَّل إلا بحدث من الأحداث التي تفسر التشريع...واكتمال التشريع الإلهي يسبب له الله الأسباب فما كانت إلا لحظات حتى جاء هلال بن أمية الذي كان قد وجد عند زوجته رجلا يضاجعها ، فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهجه حتى أصبح الغد ، فذهب رسول الله فقال: يا رسول الله إني جئت أهي عشيا فوجدت عندها رجلا فرأيت بعيني وسمعت بأذني !
كره رسول الله ما سمع واشتد على الرجل وكان سعد بن عبادة لا يزال في المجلس فقال :
الآن يضرب رسول الله هلال بن أمية ويبطل شهادته في المسلمين .
كان رسول الله غاضبا ولكن هلال أضاف : والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجا ..
ثم أضاف : والله يا رسول الله إني أرى ما اشتد عليك مما جئتك به ، والله يعلم إني لصادق !
وغضب رسول الله أكثر وأكثر وقبل أن يأمر بضربه نزل عليه الوحي :
(وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاٰجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَآءُ إِلَّآ أَنفُسُهُمْ فَشَهَـٰدَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَـٰدَٰتٍۭ بِٱللَّهِ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ *وَٱلْخَـامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ * وَيَدْرَؤُا۟ عَنْهَا ٱلْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَـٰدَٰتٍۭ بِٱللَّهِ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ * وَٱلْخَـٰمِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ * وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴾(1)
قال رسول الله : أبشر يا هلال ، فقد جعل الله لك فرجا ومخرجا
قال هلال بن أمية : قد كنت أرجو ذلك من ربي
قال رسول الله : أرسلوا إليها
ولما جاءت تلا لهما رسول الله الآيات وأنذرهما بأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، فقال هلال بن أمية : والله يا رسول الله لقد صدقت عليها
قالت امرأته : كذب
فقال عليه الصلاة والسلام : فلاعنوا بينهما
فشهد هلال بن أمية أربع شهادات أنه لمن الصادقين، فقال رسول الله لهلال:
يا هلال اتق الله، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وأن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب
فقال هلال بن أمية : والله لا يعذبني عليها الله كما لا تجلدني عليها ،وشهد أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين
وقيل للمرأة اشهدي أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين،فشهدت ولما جاءت الخامسة
قال لها رسول الله :
إن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وأن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب
--------------------------------------------------
(1) النور 6-10
قالت المرأة : والله لا أفضح أهلي !! وسمعها القوم أجمعين ثم شهدت الخامسة إنه لمن الكاذبين ففرق رسول الله بينهما ، وأمر ألا يدعى الولد لأب ، وأمر بإقامة الحد على من يسيء لولدها في المستقبل ، وحكم أن لا بيت لها عنده ولا قوت من أجل أنهما يفترقان بغير طلاق ولا متوفى عنها ...ولم ترجم المرأة لأنها لم تعترف ، و شرع الله يدرأ الحدود بالشبهات ، وهكذا كان دأب رسول الله .... لكن المرأة كانت في أسوأ حالاتها النفسية خوفا من عذاب الله في الآخرة فعذبت في الدنيا، وباتت تنتظر عذاب الآخرة...
وشهد الناس ذلك فرغب من زنا منهم في عذاب الدنيا عن عذاب الآخرة...وسعوا للرجم سعيا .
14- رجم الزناة :
==========
(وَلَا تَقْرَبُوا۟ ٱلزِّنَىٰٓ إِنَّهُۥ كَانَ فَاحِشَةًۭ وَسَآءَ سَبِيلًۭا )(1)
ولما كان شرع الله لا ينزَّل إلا بحدث ، فقد جاءت إمرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تخبره بأنها تحمل في أحشائها جنينا من الحرام وأرادت عذاب الدنيا الذي هو أهون من عذاب الآخرة على إثر حادث إمرأة هلال بن أمية فحزن رسول الله وكره أن يقيم الحد عليها كما كره المسيح أن يقيم الحد على مريم المجدلية ، فلعلها تستر نفسها في الدنيا ويجد الله لها مخرجا ، فالله يغفر الذنوب جميعا إلا الشرك ، ولما أصرت على الاعتراف ، أراد لها مخرجا من الله فقال لها
: فاذهبي حتى تلديه
أراد رسول الله أن تجد فسحة من الوقت فلربما ندمت وتابت ، ولنذكر المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام حينما بارك مريم المجدلية ورفض رجمها كزانية قائلا أنه من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر...فهي أخلاق الأنبياء إذا في انتحال الأعذار لتهيئة الظروف للتوبة ف ذهبت المرأة وعادت بعد أشهر وقد وضعت حملها وهي تحمل وليدها، فقال لها رسول الله : فاذهبي أرضعيه حتى تفطميه ..
كان رسول الله يتمنى أن تتوب إلى الله ، ولا تعاود الظهور ولكن المرأة كانت تتمنى أن تلقى ربها بلا كبائر إيمانا وخيفة .
ذهبت المرأة ففطمت وليدها وعادت لرسول الله ، فأمر رسول اله بإقامة الحد عليها كما نص القرآن والتوراة ، فرجمها الناس ولكنها لم تمت من فورها بالرجم ، فأتى خالد بن الوليد بحجر كبير وضربه بشدة على رأسها ، فتطايرت الدماء وأصابه بعض قطراته ، فلعنها خالد ....وفي هذه اللحظة غضب رسول الله أشد الغضب وأحمر وجهه الشريف وقال
: لا تلعنها فقد تابت توبة لو قسمت على أهل المدينة لكفيتهم
-----------------------------------------------------
(1) الإسراء 35
أتى رجل من القوم الذين يرغبون في عذاب الدنيا هربا من عذاب الآخرة لرسول الله يقول:
يا رسول الله قد زنيت فأقم على الحد
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم محاولا إثناؤه عن الاعتراف ليتوب إلى غفار الذنوب
: لعلك قبّلت
قال الرجل : بل قد زنيت
قال : لعلك لامست
قال الرجل : بل قد زنيت
قال : لعلك فاخذت
قال الرجل : بل قد زنيت
كان صلى الله عليه وسلم يريده أن يتستر ويتوب لله ولكن الرجل أصر أن يحاسب في الدنيا فرارا من عذاب الآخرة ، وكان هذا اختياره ، فأمر رسول الله بإقامة الحد عليه ، فالحد هنا لا يقام إلا باعتراف ، واشترط رسول الله أن يمرر الشهود على جريمة الزنا خيطا بين الزاني والزانية فإن مر الخيط فلا زنا وإن لم يمر فزنا ، ولنا أن نتصور كيف جعل رسول الله الاتهام بالزنا وإقامة حده مشروطا بالاستحالة ما لم يكن من زنى مقرا ومعترفا ، وكان الله قد قضى بأربعة شهداء وهو أمر يصعب تحقيقه إلا في النادر ...
***
لما كان الزنا منتشرا قبل الإسلام بين العرب ، و نكاح الإستبضاع والرهط والبغايا ، و تبرج النساء والتسري واتخاذ الحرائر عشيقات في السر،والدعارة العلنية كما ذكرنا في الجزء الأول فقد هال رجل أعرابي مسلم أن يحرم مما ألفه بسبب إسلامه ولو كان سيئا ، ولما كان من القوم الذين لا يرغبون في عذاب الدنيا ولا الآخرة فما كان منه إلا أن أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في أن يرخص له في الزنا !!! فأتى يسأله :
يا رسول الله ائذن لي بالزنا !!
تعجب الرهط من حول رسول الله وهم عمر بالبطش به...فأسكته رسول الله واستمهله حتى يتحدث إليه فقال له صلى الله عليه وسلم :
أترضاه لأمك
قال :لا
أترضاه لأختك
قال :لا
أترضاه لابنتك
قال :لا
أترضاه لزوجك
قال :لا
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكذلك القوم يا أخا العرب
خرج الرجل وقد وطن نفسه على الطاعة مهما كلفه الأمر
15- وفاة أم كلثوم بنت محمد رسول الله :
======================
ومرة أخرى هو موعود صلى الله عليه وسلم بألا تصفو حياته الشخصية أبدا ، فنلحظ أثناء معركة بدر أن ماتت ابنته رقية رضي الله عنها ، ثم ماتت ابنته الكبرى زينب رضي الله عنها بعد عمرة القضاء وعهد الحديبية سنة ثمان من الهجرة ، ثم ماتت أم كلثوم عن ثمان وعشرين سنة دون أن تنجب في شعبان من عام الوفود سنة تسع للهجرة بعد فتح مكة ونصر حنين وعودته من تبوك وبعد أشهر من أن رزقه الله بإبراهيم
ولدت السيدة أم كلثوم قبل بعثة النبي بست سنوات ، وجاهدت مع باقي أسرتها فشاركت أباها وأمها خديجة جهادهما ، وعانت معهما وطأة الحصار الذي فرضته قريش على المسلمين في شعب أبي طالب ، ثم هاجرت مع فاطمة رضي الله عنهما للمدينة ، وقد تشابهت حياتها وأختها رقية، حيث خطبتا لشقيقين هما عتبة وعتيبة إبنا أبا لهب ، وطلقتا معا نكاية في رسول الله ، فلما تزوجت رقية من عثمان بن عفان وماتت عنه ، زوجها رسول الله من ذي النورين عثمان بن عفان بعد وفاة رقية .
لما ماتت أم كلثوم رضي الله عنها ، أرخى رسول الله رأسها بجانب رفات أختها رقية في قبر واحد ، وحزن رسول الله لفقدها ، وكان الموت قد أصاب أختيها قبلها كما أصاب أخويها قبل الرسالة ، ولم يبق لرسول الله من أبنائه سوى فاطمة رضي الله عنها والرضيع المولود إبراهيم فلا جرم أن يحزن ويشتد به الجوى ...
جلس على قبرها وعيناه تدمعان ، وقال :
لوكان عندي ثالثة زوجتها عثمان .
كان عليه الصلاة والسلام يطمئن على بناته مع عثمان بن عفان
وقد أعطى عليه الصلاة والسلام المثل في الفرح بالأبناء والصبر في فقدانهم ...
16- وفاة رأس النفاق عبد الله بن أُبي بن أبي سلول :
============================
لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرض على اغتيال كعب بن الأشرف أو أبي عفك وعصماء بنت مروان ، كما أشارت بعض كتب السيرة ، أو ارتضى بهذا العمل الشائن ، لكان الأولى به التخلص من عبد الله بن أبي ، أشد المناوئين للدعوة وللرسول ، وأقدرهم على الإيذاء أو على الأقل أيد عمر بن الخطاب في قطع رقبته بعدما أظهر كفره وحقده أثناء غزوة المريسيع ، خاصة حينما تطوع ابنه بقطع رقبته ، وغيرها في العديد من المناسبات التي كانت تستوجب القتل أو العقاب على أقل تقدير، ورفض جلده مع من جلد بعد حديث الإفك ، وفي سيرته عليه السلام مع زعيم المنافقين ما يدعم هذا الاتجاه ، فقد كان يرغب في إيمانه بأي ثمن خدمة للإسلام وقد رأينا كيف كان يرجو إيمان كفار قريش قبل فتح مكة وبعدها ، ويصدق الظن أنه صلى الله عليه وسلم لم ترضه أحداث الاغتيالات التي أشرنا إليها ...فليست هذه سيرته وليس هذا دأبه وما أدبه عليه الله ،أما ما قيل فيما سبق ويقال الآن عن سياسة الاغتيالات للتمكين فهو الإسلام الشعبي الجاهل الذي يخرج المسلمين عن الصراط المستقيم الذي ندعو الله أن يهدنا إليه في كل صلاة
في ذي القعدة من سنة تسع هجريا (عام الوفود )...كان عبد الله بن أبي بن أبي سلول زعيم المنافقين مريضا، فعاده رسول الله في مرضه ، فطلب منه بن سلول أن يصلي عليه إذا مات في مرضه هذا ،فوعده رسول الله بذلك ، كان رهطه من المنافقين لا يفارقونه وقد عجبوا لطلب زعيمهم هذا الطلب ، واحتاروا في الأمر وخافوا إذ تذكروا قول الله تعالى:
(بَشِّرِ ٱلْمُنَاٰفِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَاٰفِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًۭا ) (1)
وانتهى التذبذب
(مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلًۭا ﴾(2)
ثم أرسل لرسول الله يطلب منه قميصه كي يدفن فيه و يدفن به راجيا أن ينفعه ، فاعترض عمر بن الخطاب قائلا : لا تعط قميصك للرجس النجس ...فقال رسول اله صلى الله عليه وسلم :إن قميصي لا يغني عنه شيئا فلعل الله يدخل به ألفا في الإسلام
-----------------------------------------------
(1) النساء 138&139 (2) النساء 143
أسلم منهم يومئذ ألف من رهطه ، فلما مات جاء ابنه لرسول الله يقول له : إن لم تصل عليه لم يصل عليه مسلم ، فقام صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه ، فاعترض عمر بن الخطاب طريق الرسول حتى لا يذهب ، فقال له رسول الله :أخر عني يا عمر، وصلى عليه ثم انصرف فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت (وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٍۢ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًۭا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ،إِنَّهُمْ كَفَرُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَاتُوا۟ وَهُمْ فَـٰسِقُونَ *وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَأَوْلَـٰدُهُمْ، إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَـٰفِرُونَ ﴾(1) فقال رسول الله : لو أني أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت
17- وفاة النجاشي أصحمة بن الأبجر :
====================
ذكرنا من قبل أنه في العام الخامس من