منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين) >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين) >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن المرجاوى
المدير العام
المدير العام
حسن المرجاوى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4067
تاريخ الميلاد : 03/06/1963
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 60
المزاج مصر العربيه

مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين) Empty
مُساهمةموضوع: مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين)   مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين) I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 03, 2018 7:25 pm

Hassan Margawy
***************** 
Medhat Maher
***************** 
مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين)
==================


10- المنظومة الأخلاقية والشريعة بين المجتمع والفرد 
============================


إذن فقد أوكل الله جلت حكمته للفرد عمله ، فلا إكراه في الدين في الشريعة للفرد فمن ينكر فريضة فقد باء بغضب من الله،ولا يظلمن إلا نفسه على ألا يشيع في الناس ذلك الإنكار حتى لا تكون فتنة بين الناس ..أما المجتمعات فقد أوكلها الله للقائم عليها ، فواجب القائم على المجتمع أن يأمر بالمعروف وينه عن المنكر، ولا يتجاوز الأمر والنهي ، ولكن لا يسمح بإنكار الشريعة من صلاة وصوم وزكاة وجهاد وحج في المجتمع أو جزء منها ولو أدى الأمر أن يحارب عليها فيشترك الفرد (القائم على بيته والمسؤل عنه أمام الله) مع الحاكم (القائم على مجتمعه والمسؤل أمام الله عنه)في وجوب تطبيق الشريعة للبرولتقوى الله مااستطاعا،والشريعة 
-------------------------------------------
(1) التوبة من 75-79 راجع تفسير بن كثير جـ 2 ص 374 وتفسير كل من القرطبي وفتح القدير والدر المنثور وزاد المسير لابن الجوزي والطبري


تنبني على أساس العقيدة الإيمانية 
الأخلاق
العبادات 
المعاملات
الأمر بالمعروف


الشهادة :
===
ينسحب هذا على من شهد شهادة الحق ، فشهادة أن لا إله إلا الله، توجب نبذ الشرك في المجتمع ولو قامت الحرب عليها، أما شهادة أن محمدا رسول الله فذلك يوجب التسليم بكل ما أتى به من الحق فإن لم يسلم بما جاء به رسول الله في القرآن فقد خرج من الملة،وهو أمر يعني الفرد وحده، فإن روج للخروج من الملة بين الناس وجب على الحاكم الضرب على يده.
الصـلاة :الصلاة كما أسلفنا تطهرالأرواح وهو واجب الفرد كرقيب على نفسه ،أما واجب القائم على المجتمع فهو أن يأمر بها وينه عن تركها،ولا يتجاوز الأمر والنهي، ولكن لا يسمح بإنكار الصلاة في المجتمع ولو أدى الأمر أن يحارب ولي الأمر عليها أما فلا يكره الفرد على الصلاة وإنا يمنع من يشيع في الناس عدم وجوبها. 
الزكــاة : لا يكتمل إيمان الفرد أن ينكر الصلاة وهو يؤدي الزكاة، وإن كان ترك الصلاه لا يكفره إن أدى الزكاة فترك الصلاة يجعله عاصيا فحسب، إذ يزين شيطان المرء لنفسه عدم وجوبها بشتى الجج ، في سورة آل عمران – الآية 180
(وَلَا يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًۭا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّۭ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا۟ بِهِ يَوْمَ ٱلْقِيَـاٰمَةِ وَلِلَّهِ مِيراثُ ٱلسَّمَـاٰوَاتِ وَٱلْأَرْضِ وَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌۭ) أما فيما يتعلق بالمجتمعات فالأمر بها والنهي عن تركها هو واجب ولي الأمر ولا يسمح بإنكار الزكاة والصلاة في المجتمع ولو أدى الأمر أن يحارب الحاكم عليها في حالة الإنكار المجتمعي ...
الحـــج : ينحصر دور القائم على الأمر على أن يأذن للناس بالحج وييسر له ، ولا يأمر سواء المجتمع أو الفرد ويحظر عليه تقييدها.
الصوم : وحكمه كحكم الصلاة والزكاة 
الجهاد : فرض عين ولكن حكمه كحكم ما سبقه وواجب ولي الأمر التحريض عليه ولنا في غزوة تبوك التطبيق العملي على ما نذهب إليه .
( فَقَاٰتِلْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ) (1) 
(يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ حَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ٱلْقِتَالِ ) (2)
--------------------------------------------------
(1) النساء 85 (2) الأنفال 65


النهي عن المنكر 
=========
الخمرو الميسر
--------------
جاء التشريع لاستكمال مكارم الأخلاق متدرجا ليعتاد المسلم على تركها ، فجاء أمر الله بألا يقرب الصلاة سكرانا فالصلاة تقام خمس مرات يوميا ، فاقتصر شرب الخمر على أوقات محدودة للتخلص من الكحول في الدم تدريجيا (يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقْرَبُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمْ سُكَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا۟ مَا تَقُولُونَ) (1)
ثم جاء النصح (يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِقُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌۭ كَبِيرٌۭ وَمَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا)(2) ثم جاء ماهو أكثر من التحريم ألا وهو الاجتناب فالتحريم مشمول فيه 
(يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلْأَنصَابُ وَٱلْأَزْلَـٰمُ رِجْسٌۭ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَـٰنِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَـٰنُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَ‌ٰوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ فِى ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾(3) 
ولما كان تحريم الخمر بهذه الآية قد صدم العديدين من اللذين يحبونها ويدمنون عليها ، ولما كان هذا المجتمع الفاضل قد سبق العالمين في تحريمها ، فقد شق على الناس هذا الأمر رغم التدرج فيه ، وكان الناس يتحايلون على هذا الأمر الإلهي ، وخاصة من يتكسبون من الخمر كمورد للرزق ...فلما أراد رسول الله أن يريق الخمر كان يطوف بالأسواق يغير المنكر بيده بخنجر فيقطع به القرب المعدة للبيع ، ولما تكرر هذا الأمر مع بائع ، فما كان يرى رسول الله ماشيا بالأسواق فيهرع بقربته موليا ، ويضحك رسول الله منه ...كان هذا هو تغيير المنكر باليد ، ثم أوكل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر يوما من الأيام إلى عمر بن الخطاب كاره الخمر ، فخرج عمر مع نفر وفي المدينة زقاق خمر جلبت من الشام فشق ما كان فيه فلم يترك زقا إلا شقه ، وكان عمر لا يقوم به إلا بتوكيل من رسول الله ، فإن لم يوكل إليه هذا الأمر ما كان يتجاوز القول بالنصح أوالنهر، وكان رضي الله عنه - في حياة رسول الله – يتمنى من قلبه أن يقلع الناس عن الخمر ممتثلا لقوله صلى الله عليه وسلم :
من رأى منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه 
وترتبط الاستطاعة التى ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوكيل فالمحرمات الاجتماعية ينبغي أن تكون في يد ولى الأمر لا في يد كل فرد يعتقد أنه يعرف الحلال و الحرام ، فالمسألة هنا ليست مسألة تحريم وتحليل ، ولكنها مسألة إدارة تنفيذ في مجتمع حافل يشتمل على مختلف المشارب والأهواء ، ولا يصاب ببلاء هو أضر عليه من بلاء الفوضى والاضطراب وانتزاع الطاعة وتجاهل السلطات ولما تولى عمر الخلافة غير المنكر دون توكيل فكان هو الموكل .
---------------------------------------------
(1)النساء 43 (2)البقرة 219 (3) المائدة 90- 91


إتقان العمل 
---------
يوجه رسول الله العالمين قائلا : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه 
النهي عن الغش في التجارة 
مر رسول الله في الأسواق ، فوجد بائعا يضع الثمار الناضجة والسليمة ظاهرة من أعلى بضاعته ويخفي المعطوب في الأسفل فقال له :
(من غشنا فليس منا) 
وكانت الموازين تكيل غشا فأنزل الله تعالى :
( وَأَوْفُوا۟ ٱلْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا۟ بِٱلْقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ ذَ‌ٰلِكَ خَيْرٌۭ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًۭا ) (1) 
النهي عن الظلم العدوان بين الناس 
يقول رسول الله تعقيبا على رجلين قد اختصما له صلى الله عليه وسلم 
إنما أنا بشر مثلكم ...وإنكم تختصمون إلي ، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فأقضي له بنحو ما أسمع ..فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له بقطعة من نار ...
ويقول الله تعالى في حديث قدسي 
(يا عبادي ، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظلموا )
في سلوك رسول الله نبذ للظلم فيقول صلى الله عليه وسلم :
اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة 
اتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب 
إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته 
والتمايز أشد أنواع الظلم وقاحة وإجراما، حتى لو شعر المسلم بتميزه عن الكافر فيرغب في ظلمه فيلوم الله على من بغي أثناء فتح مكة فيقول:
(وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا۟ وَتَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلْإِثْمِ وَٱلْعُدْوَ‌ٰنِ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ ) (2) 
والعدل في الأحكام يقول في تحكيم المسلمين في قضايا بين تقع بينهم وبين من ظلموهم والمخالفين لهم في الدين والعقيدة :
(يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ‌ٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعْدِلُوا۟ ٱعْدِلُوا۟ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا تَعْمَلُونَ ) (3) 
وقد شرط الله تعالى القوامة والعدل ولو على حساب النفس وكذلك الوالدين أو الأقربين ، والنهي عن اتباع الهوى كما في قوله تعالى :
---------------------------------------------- 
(1) الإسراء 35 (2) المائدة 2 (3)المائدة 8


(يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ‌ٰمِينَ بِٱلْقِسْطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمْ أَوِ ٱلْوَ‌ٰلِدَيْنِ وَٱلْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًۭا فَٱللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلْهَوَىٰٓ أَن تَعْدِلُوا۟ وَإِن تَلْوُۥٓا۟ أَوْ تُعْرِضُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًۭا )(1)
محاربة الرق والحث على العتق
------------------------------
جاء الإسلام باكتمال المنظومة الأخلاقية للبشرية ، فنهى عما نهت عنه كل الأديان اتي سقت الإسلام ،وأمر بكل ما أمرت به ... ثم زاد عليها بأمر وبنهي لم تكن البشرية لتقبلة بعد لما كان بها من قصور في النضج بما يكفي ، ولقد رأينا كيف عانى الناس من الإقلاع عن الخمر كمثل لما بادر به الإسلام في تحريم ما لم يكن محرما في التشريعات السابقة له...لم يكن الله جلت قدرته ليترك الغبن البشري في أمر الرق دون تطهير البشرية منه ، فقد أنشأت العصور الهمجية القائمة على السلب نظام الرق بتشريع الأسر، وكاد التزاوج بين البشر يقتصر عليه سبيا من القبائل المهزومة ، وكان الأسياد الرومان يعملون على الترفيه عن الشعب الروماني بحفلات صاخبة في مدرجاتهم الرومانية الشهيرة القائمة على التقاتل بين العبيد حتى الموت (2) ، وكان حكماء الأمم في طبقة أفلاطون وأرسطو يرتبون نظام المجتمع عليه ،كان الأحبار والقساوسة يعتبرونه قضاءا عادلا من الله فيأمرون العبد بطاعة سيده والإخلاص له كما يطيع الرب ، واستمرت الأمم في هذا الجور حتى بدايات القرن العشرين ، وكان النظام الاجتماعي و الإقتصادي حتى ذلك العهد يهدر حقوقهم في الكرامة وحتى الحياة ، ولنا أن نذكر أمثلة قليلة عن هذا ، فقبيل الثورة الفرنسية كان النبيل إذا ابتاع سلاحا ناريا يجربه أولا على عبيده ، وكان للسيد في أوروبا حتى القرن الثامن عشر، الحق في فض غشاء البكارة وقضاء الليلة الأولى لزوجة رقيق أرضه (Jus Prima Noctis)(3) ،وخلال المائة والخمسين سنة الأولى من اكتشاف الأمريكتين تم استعباد ستة عشر مليونا من الأفارقة وقد مات ضعف هذا الرقم في الطريق , وحتى عام 1959 مارس النظام العنصري في جنوب إفريقيا نظام الفصل العنصري (Apaartheid) وحق الأشراف و الوصاية (Baskap)،ولما كان التدرج في تشريع تحريم الخمر قد مر عبر تدريجات أربع ونزلت فيها الآيات على مر عشر سنوات، فقد كان لتشريع منع الرق ومحاربته نفس التدرج والحذر فجاء الإسلام بالعتق في مواجهة الرق المستأصل في العالم أجمع، فشجع على إطلاق الأسير أو قبول فدائه : (فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا۟ ٱلْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّۢا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ) (4) 
كما اتاح الإسلام للعبد أن يفتدي نفسه ، بل وحث مالكه أن يعينه ، وحرم استخدام رقيق البغاء ( وَٱلَّذِينَ يَبْتَغُونَ ٱلْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَاٰنُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًۭا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ
--------------------------------------------------- 
(1)النساء 135 (2)عد إلى الجزء الأول من هذا الكتاب 
(3)عد إلى مسرحية (حق الليلة الأولى ) لبون مارشيه (4)سورة محمد - 4


ٱلَّذِىٓ آتَاٰكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا۟ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى ٱلْبِغَآءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًۭا لِّتَبْتَغُوا۟ عَرَضَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعْدِ إِكْراٰهِهِنَّ غَفُورٌۭ رَّحِيمٌۭ) (1) 
كما فرض الله على المسلمين العتق ككفارة لذنوب كثيرة كالمظاهرة للنساء أوالقتل الخطأ والصوم وغيره (وَٱلَّذِينَ يُظَـاهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا۟ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍۢ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ذَ‌ٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌۭ ﴾ (2)
حتى اللغو في الأيمان (لَا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغْوِ فِىٓ أَيْمَـاٰنِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلْأَيْمَاٰنَ فَكَفَّارَتُهُۥٓ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَـاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍۢ) (3)
أوالقتل الخطأ (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَـًۭٔا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَـًۭٔا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍۢ مُّؤْمِنَةٍۢ وَدِيَةٌۭ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهْلِهِ إِلَّآ أَن يَصَّدَّقُوا۟ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّۢ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌۭ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍۢ مُّؤْمِنَةٍۢ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍۭ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَـٰقٌۭ فَدِيَةٌۭ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍۢ مُّؤْمِنَةٍۢ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةًۭ مِّنَ ٱللَّهِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًۭا) (4)


11- مكانة الأسلام في قلوب العرب 
====================:
بعد فتح مكة وعودة الجند ورسول الله سالمين موفورين غانمين ، وبعد انسحاب هرقل عظيم الروم من ساحة القتال خوفا ،ثم حرق مسجد ضرار كانت أغلب آيات سورة التوبة قد وضعت حدا فاصلا بين الإيمان والكفر ، وقد فضحت الآيات المنافقين فضحا تاما فلم يعاملوا بالرفق واللين ، ونهي الله رسوله حتى عن قبول زكاتهم وصدقات أموالهم ، وفضح الآيات للمنافقين بالإشارات التي كادت تذكرهم ، وكان إخبار الله لرسوله بما يدور في الخفاء ومن وراء ظهره سواء فيما يتعلق بمسجد ضرار، أو ما قد قيل أثناء التواجد بمكة و حنين ، وأثناء التوجه لتبوك كل هذا قد أرعب المنافقين والمشركين،وقد قاربت المنظومة الأخلاقية على الاكتمال ، فمنهم من أعجب بها وآمن ، وأغلبهم استسلم للأمر الواقع ، ومنهم من استكان للإسلام كسلطة بديلة لسيطرة القبائل المشركة على بلاد العرب ، ومنهم من لم يجد للإسلام بديلا وعنه محيدا ولا مناصا ،فقد بثت تلك الغزوة في القلوب العربية إحساسا جديدا بالرفعة وأنهت الدونية الاختيارية من عقولهم ، وكان منهم أيضا من آمن بدين الله وبالرسول إيمانا صادقا ، وبأن دين الله هو الدين الحق الذي سيظهره الله جل وعلا على الدين كله . 
(وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُوا۟ مِنكُمْ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّاٰلِحَـاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًۭا يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْـًۭٔا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَ‌ٰلِكَ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ ﴾(5)
----------------------------------------------------
(1) النور 33 (2) المجادلة 3 (3) المائدة 89 (4) النساء 92 (5) النور 55


12- عام الوفود :
كان عام الوفود هو التتويج العملي لكفاح رسول الله والذين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن المرجاوى
المدير العام
المدير العام
حسن المرجاوى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4067
تاريخ الميلاد : 03/06/1963
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 60
المزاج مصر العربيه

مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين)   مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 04, 2018 8:11 am

Medhat Maher
أمس الساعة ‏٣:٤٢ م‏ · 
مقتطفات من كتابي (قدوة العالمين )
===================


13- المنظومة الاخلاقية في الأسرة (المظاهرة و اللعان):
=============================


المظاهرة 
-------
في الطريق إلى اكتمال المنظومة الأخلاقية ونور التشريع ، كانت خولة بنت ثعلبة زوجا لأوس بن الصامت وكان ابن عمها وقد تقدمت به السن وقد أصيب بلمم ، كان يفيق ويغفو من غفوته وفي مرة لاحى (أرادها ) امرأته في بعض صحواته فلما تمنعت عليه قال لها :أنت على كظهر أمي ...فلما أفاق ندم وقال لها : ما أرك إلا وقد حرمت علي !! قالت وكانت تحبه: أنت ما ذكرت طلاقا وإنما كان التحريم فينا قبل أن يبعث رسول الله فأتت رسول له تسأله فقل لها: ما أراك إلا وقد حرمت عليه فجادلت رسول اله فقد كانت تحبه ولا ترى أن كلمة تفرق بينها وبين زوجها، وشكت إلى الله فقالت :
اللهم إني أشكو شدة وجدي ما شق على فراقة ،اللهم أنزل على لسان نبيك ما يكون لنا فيه فرج...فبكت عائشة ومن كان حضرا هذا اللقاء فنزل على رسول الله :
(قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِى تُجَاٰدِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِىٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَآ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌۢ بَصِيرٌ*ٱلَّذِينَ يُظَـٰهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَآئِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَـٰتِهِمْ إِنْ أُمَّهَـٰتُهُمْ إِلَّا ٱلَّـٰٓـِٔى وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًۭا مِّنَ ٱلْقَوْلِ وَزُورًۭا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌۭ * وَٱلَّذِينَ يُظَـٰهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا۟ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍۢ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ذَ‌ٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌۭ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًۭا ذَ‌ٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَلِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾(1)


اللعان
----- 
بعدما نزلت أجزاء من سورة النور وكان في الآية 4
(وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَـٰتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا۟ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجْلِدُوهُمْ ثَمَـٰنِينَ جَلْدَةًۭ وَلَا تَقْبَلُوا۟ لَهُمْ شَهَـٰدَةً أَبَدًۭا وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ ﴾
قال سعد بن عبادة يستفسر متعجبا عن هذه الآية من قبل: أهكذا نزلت يا رسول الله ؟
فقال رسول الله غاضبا : ألا تسمعون يا معشر الأنصار ماذا يقول سيدكم ؟؟
وقد غضب رسول الله من تعليق سعد بن عبادة 
فقال سعد : والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق ، وأنها من عند الله ، ولكن قد تعجبت أن لو وجدت لكاعا قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتى بأربعة شهداء فوالله إني لآتي بهم حتى يقضي حاجته !!
وكان الرجل منطقيا ...ولكن هكذا نزلت، وما على الرسول إلا البلاغ .
----------------------------------------
(1) المجادلة من 1- 4


ولم يكن شرع الله يُنزَّل إلا بحدث من الأحداث التي تفسر التشريع...واكتمال التشريع الإلهي يسبب له الله الأسباب فما كانت إلا لحظات حتى جاء هلال بن أمية الذي كان قد وجد عند زوجته رجلا يضاجعها ، فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهجه حتى أصبح الغد ، فذهب رسول الله فقال: يا رسول الله إني جئت أهي عشيا فوجدت عندها رجلا فرأيت بعيني وسمعت بأذني !
كره رسول الله ما سمع واشتد على الرجل وكان سعد بن عبادة لا يزال في المجلس فقال : 
الآن يضرب رسول الله هلال بن أمية ويبطل شهادته في المسلمين .
كان رسول الله غاضبا ولكن هلال أضاف : والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجا ..
ثم أضاف : والله يا رسول الله إني أرى ما اشتد عليك مما جئتك به ، والله يعلم إني لصادق !
وغضب رسول الله أكثر وأكثر وقبل أن يأمر بضربه نزل عليه الوحي :


(وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَا‌ٰجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَآءُ إِلَّآ أَنفُسُهُمْ فَشَهَـٰدَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَـٰدَ‌ٰتٍۭ بِٱللَّهِ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ *وَٱلْخَـامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ * وَيَدْرَؤُا۟ عَنْهَا ٱلْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَـٰدَ‌ٰتٍۭ بِٱللَّهِ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ * وَٱلْخَـٰمِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ * وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴾(1) 
قال رسول الله : أبشر يا هلال ، فقد جعل الله لك فرجا ومخرجا 
قال هلال بن أمية : قد كنت أرجو ذلك من ربي 
قال رسول الله : أرسلوا إليها 
ولما جاءت تلا لهما رسول الله الآيات وأنذرهما بأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، فقال هلال بن أمية : والله يا رسول الله لقد صدقت عليها 
قالت امرأته : كذب 
فقال عليه الصلاة والسلام : فلاعنوا بينهما 
فشهد هلال بن أمية أربع شهادات أنه لمن الصادقين، فقال رسول الله لهلال:
يا هلال اتق الله، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وأن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب 
فقال هلال بن أمية : والله لا يعذبني عليها الله كما لا تجلدني عليها ،وشهد أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين 
وقيل للمرأة اشهدي أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين،فشهدت ولما جاءت الخامسة 
قال لها رسول الله :
إن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وأن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب 
--------------------------------------------------
(1) النور 6-10


قالت المرأة : والله لا أفضح أهلي !! وسمعها القوم أجمعين ثم شهدت الخامسة إنه لمن الكاذبين ففرق رسول الله بينهما ، وأمر ألا يدعى الولد لأب ، وأمر بإقامة الحد على من يسيء لولدها في المستقبل ، وحكم أن لا بيت لها عنده ولا قوت من أجل أنهما يفترقان بغير طلاق ولا متوفى عنها ...ولم ترجم المرأة لأنها لم تعترف ، و شرع الله يدرأ الحدود بالشبهات ، وهكذا كان دأب رسول الله .... لكن المرأة كانت في أسوأ حالاتها النفسية خوفا من عذاب الله في الآخرة فعذبت في الدنيا، وباتت تنتظر عذاب الآخرة...
وشهد الناس ذلك فرغب من زنا منهم في عذاب الدنيا عن عذاب الآخرة...وسعوا للرجم سعيا .
14- رجم الزناة :
==========
(وَلَا تَقْرَبُوا۟ ٱلزِّنَىٰٓ إِنَّهُۥ كَانَ فَاحِشَةًۭ وَسَآءَ سَبِيلًۭا )(1)


ولما كان شرع الله لا ينزَّل إلا بحدث ، فقد جاءت إمرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تخبره بأنها تحمل في أحشائها جنينا من الحرام وأرادت عذاب الدنيا الذي هو أهون من عذاب الآخرة على إثر حادث إمرأة هلال بن أمية فحزن رسول الله وكره أن يقيم الحد عليها كما كره المسيح أن يقيم الحد على مريم المجدلية ، فلعلها تستر نفسها في الدنيا ويجد الله لها مخرجا ، فالله يغفر الذنوب جميعا إلا الشرك ، ولما أصرت على الاعتراف ، أراد لها مخرجا من الله فقال لها 
: فاذهبي حتى تلديه 
أراد رسول الله أن تجد فسحة من الوقت فلربما ندمت وتابت ، ولنذكر المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام حينما بارك مريم المجدلية ورفض رجمها كزانية قائلا أنه من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر...فهي أخلاق الأنبياء إذا في انتحال الأعذار لتهيئة الظروف للتوبة ف ذهبت المرأة وعادت بعد أشهر وقد وضعت حملها وهي تحمل وليدها، فقال لها رسول الله : فاذهبي أرضعيه حتى تفطميه ..
كان رسول الله يتمنى أن تتوب إلى الله ، ولا تعاود الظهور ولكن المرأة كانت تتمنى أن تلقى ربها بلا كبائر إيمانا وخيفة . 
ذهبت المرأة ففطمت وليدها وعادت لرسول الله ، فأمر رسول اله بإقامة الحد عليها كما نص القرآن والتوراة ، فرجمها الناس ولكنها لم تمت من فورها بالرجم ، فأتى خالد بن الوليد بحجر كبير وضربه بشدة على رأسها ، فتطايرت الدماء وأصابه بعض قطراته ، فلعنها خالد ....وفي هذه اللحظة غضب رسول الله أشد الغضب وأحمر وجهه الشريف وقال 
: لا تلعنها فقد تابت توبة لو قسمت على أهل المدينة لكفيتهم 
-----------------------------------------------------
(1) الإسراء 35


أتى رجل من القوم الذين يرغبون في عذاب الدنيا هربا من عذاب الآخرة لرسول الله يقول:
يا رسول الله قد زنيت فأقم على الحد 
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم محاولا إثناؤه عن الاعتراف ليتوب إلى غفار الذنوب 
: لعلك قبّلت 
قال الرجل : بل قد زنيت 
قال : لعلك لامست
قال الرجل : بل قد زنيت 
قال : لعلك فاخذت
قال الرجل : بل قد زنيت 
كان صلى الله عليه وسلم يريده أن يتستر ويتوب لله ولكن الرجل أصر أن يحاسب في الدنيا فرارا من عذاب الآخرة ، وكان هذا اختياره ، فأمر رسول الله بإقامة الحد عليه ، فالحد هنا لا يقام إلا باعتراف ، واشترط رسول الله أن يمرر الشهود على جريمة الزنا خيطا بين الزاني والزانية فإن مر الخيط فلا زنا وإن لم يمر فزنا ، ولنا أن نتصور كيف جعل رسول الله الاتهام بالزنا وإقامة حده مشروطا بالاستحالة ما لم يكن من زنى مقرا ومعترفا ، وكان الله قد قضى بأربعة شهداء وهو أمر يصعب تحقيقه إلا في النادر ... 
***
لما كان الزنا منتشرا قبل الإسلام بين العرب ، و نكاح الإستبضاع والرهط والبغايا ، و تبرج النساء والتسري واتخاذ الحرائر عشيقات في السر،والدعارة العلنية كما ذكرنا في الجزء الأول فقد هال رجل أعرابي مسلم أن يحرم مما ألفه بسبب إسلامه ولو كان سيئا ، ولما كان من القوم الذين لا يرغبون في عذاب الدنيا ولا الآخرة فما كان منه إلا أن أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في أن يرخص له في الزنا !!! فأتى يسأله :
يا رسول الله ائذن لي بالزنا !!
تعجب الرهط من حول رسول الله وهم عمر بالبطش به...فأسكته رسول الله واستمهله حتى يتحدث إليه فقال له صلى الله عليه وسلم :
أترضاه لأمك 
قال :لا 
أترضاه لأختك 
قال :لا 
أترضاه لابنتك 
قال :لا 
أترضاه لزوجك 
قال :لا


فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم


وكذلك القوم يا أخا العرب 
خرج الرجل وقد وطن نفسه على الطاعة مهما كلفه الأمر


15- وفاة أم كلثوم بنت محمد رسول الله :
======================
ومرة أخرى هو موعود صلى الله عليه وسلم بألا تصفو حياته الشخصية أبدا ، فنلحظ أثناء معركة بدر أن ماتت ابنته رقية رضي الله عنها ، ثم ماتت ابنته الكبرى زينب رضي الله عنها بعد عمرة القضاء وعهد الحديبية سنة ثمان من الهجرة ، ثم ماتت أم كلثوم عن ثمان وعشرين سنة دون أن تنجب في شعبان من عام الوفود سنة تسع للهجرة بعد فتح مكة ونصر حنين وعودته من تبوك وبعد أشهر من أن رزقه الله بإبراهيم


ولدت السيدة أم كلثوم قبل بعثة النبي بست سنوات ، وجاهدت مع باقي أسرتها فشاركت أباها وأمها خديجة جهادهما ، وعانت معهما وطأة الحصار الذي فرضته قريش على المسلمين في شعب أبي طالب ، ثم هاجرت مع فاطمة رضي الله عنهما للمدينة ، وقد تشابهت حياتها وأختها رقية، حيث خطبتا لشقيقين هما عتبة وعتيبة إبنا أبا لهب ، وطلقتا معا نكاية في رسول الله ، فلما تزوجت رقية من عثمان بن عفان وماتت عنه ، زوجها رسول الله من ذي النورين عثمان بن عفان بعد وفاة رقية .
لما ماتت أم كلثوم رضي الله عنها ، أرخى رسول الله رأسها بجانب رفات أختها رقية في قبر واحد ، وحزن رسول الله لفقدها ، وكان الموت قد أصاب أختيها قبلها كما أصاب أخويها قبل الرسالة ، ولم يبق لرسول الله من أبنائه سوى فاطمة رضي الله عنها والرضيع المولود إبراهيم فلا جرم أن يحزن ويشتد به الجوى ...
جلس على قبرها وعيناه تدمعان ، وقال : 
لوكان عندي ثالثة زوجتها عثمان .
كان عليه الصلاة والسلام يطمئن على بناته مع عثمان بن عفان 
وقد أعطى عليه الصلاة والسلام المثل في الفرح بالأبناء والصبر في فقدانهم ...


16- وفاة رأس النفاق عبد الله بن أُبي بن أبي سلول :
============================
لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرض على اغتيال كعب بن الأشرف أو أبي عفك وعصماء بنت مروان ، كما أشارت بعض كتب السيرة ، أو ارتضى بهذا العمل الشائن ، لكان الأولى به التخلص من عبد الله بن أبي ، أشد المناوئين للدعوة وللرسول ، وأقدرهم على الإيذاء أو على الأقل أيد عمر بن الخطاب في قطع رقبته بعدما أظهر كفره وحقده أثناء غزوة المريسيع ، خاصة حينما تطوع ابنه بقطع رقبته ، وغيرها في العديد من المناسبات التي كانت تستوجب القتل أو العقاب على أقل تقدير، ورفض جلده مع من جلد بعد حديث الإفك ، وفي سيرته عليه السلام مع زعيم المنافقين ما يدعم هذا الاتجاه ، فقد كان يرغب في إيمانه بأي ثمن خدمة للإسلام وقد رأينا كيف كان يرجو إيمان كفار قريش قبل فتح مكة وبعدها ، ويصدق الظن أنه صلى الله عليه وسلم لم ترضه أحداث الاغتيالات التي أشرنا إليها ...فليست هذه سيرته وليس هذا دأبه وما أدبه عليه الله ،أما ما قيل فيما سبق ويقال الآن عن سياسة الاغتيالات للتمكين فهو الإسلام الشعبي الجاهل الذي يخرج المسلمين عن الصراط المستقيم الذي ندعو الله أن يهدنا إليه في كل صلاة 
في ذي القعدة من سنة تسع هجريا (عام الوفود )...كان عبد الله بن أبي بن أبي سلول زعيم المنافقين مريضا، فعاده رسول الله في مرضه ، فطلب منه بن سلول أن يصلي عليه إذا مات في مرضه هذا ،فوعده رسول الله بذلك ، كان رهطه من المنافقين لا يفارقونه وقد عجبوا لطلب زعيمهم هذا الطلب ، واحتاروا في الأمر وخافوا إذ تذكروا قول الله تعالى:
(بَشِّرِ ٱلْمُنَاٰفِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَاٰفِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًۭا ) (1) 
وانتهى التذبذب 
(مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَ‌ٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلًۭا ﴾(2) 
ثم أرسل لرسول الله يطلب منه قميصه كي يدفن فيه و يدفن به راجيا أن ينفعه ، فاعترض عمر بن الخطاب قائلا : لا تعط قميصك للرجس النجس ...فقال رسول اله صلى الله عليه وسلم :إن قميصي لا يغني عنه شيئا فلعل الله يدخل به ألفا في الإسلام
-----------------------------------------------
(1) النساء 138&139 (2) النساء 143




أسلم منهم يومئذ ألف من رهطه ، فلما مات جاء ابنه لرسول الله يقول له : إن لم تصل عليه لم يصل عليه مسلم ، فقام صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه ، فاعترض عمر بن الخطاب طريق الرسول حتى لا يذهب ، فقال له رسول الله :أخر عني يا عمر، وصلى عليه ثم انصرف فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت (وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٍۢ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًۭا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ،إِنَّهُمْ كَفَرُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَاتُوا۟ وَهُمْ فَـٰسِقُونَ *وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَ‌ٰلُهُمْ وَأَوْلَـٰدُهُمْ، إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَـٰفِرُونَ ﴾(1) فقال رسول الله : لو أني أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت


17- وفاة النجاشي أصحمة بن الأبجر :
====================
ذكرنا من قبل أنه في العام الخامس من
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن المرجاوى
المدير العام
المدير العام
حسن المرجاوى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4067
تاريخ الميلاد : 03/06/1963
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 60
المزاج مصر العربيه

مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين)   مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 04, 2018 8:16 am

Medhat Maher
‏١ سبتمبر‏، الساعة ‏١٠:٤١ ص‏ · 
مقتطفات من كتابي ( قدوة العالمين)
==================


- رسول الله في تبـــوك :
---------------------
كانت الروم قد بلغها أمر هذا الجيش وقوته ، فثلاثة آلاف من العرب قد فعلوا بهم الأفاعيل أمام مئات الآلاف من الروم لأكثر من أسبوع ، فماذا عن عشرة أضعافهم ، وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ، وكل قادته بما فيهم ذلك الداهية خالد ، خاصة وأن عامة العرب النصارى المنضمين للواء الروم لا يخفون إعجابهم بأشقاء الجنوب من المسلمين ...فآثر القيصر الانسحاب بجيشه إلى داخل حدوده ليحتمي ببلاد الشام في حصونه ، ولما بلغ ذلك للنبي بعد أن بلغ بجيشه تبوك لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم محلا لتتبعهم داخل بلادهم لعل الله يهديهم إلى سواء السبيل دون قتال .


تبوك تقع شمال جزيرة العرب ويحدها من الغرب خليج العقبة ، بقي فيها جيش المسلمين عشرين يوما ، وتم خلالها أن أقبل يوحنا بن رؤبا إلى رسول الله وعلى صدره صليب كبير من الذهب ، وقدم الهدايا لرسول الله وهو أمير آيله (إيلات) - وكان ملكه يمتد غربا لدير سانت كاترين بجبل الطور- طالبا الأمان والطاعة ، فأهداه رسول الله رداء من نسيج اليمن وأحاطه بكل صنوف الرعاية والاحترام ، وعرض عليه الإسلام فلما أبى يوحنا تم الاتفاق عى أن يدفع الجزية ، وكتب له الرسول عهد أمان (لا يزال ضمن مقتنيات الدير للآن ) ، وما أن وصلت الأنباء لباقي أمراء الروم على حدود جزيرة العرب حتى صالحه أهل جرباء وأذرح وأعطوه الجزية وأخذوا عهد الأمان من رسول الله وفيه نص على ذمة رسول الله والأمان للأموال والسيارات في البر وفي البحر ..
لم يبق رسول الله في حاجة إلى القتال بعد انسحاب الروم وتأمين الحدود بالعهود ، إلا أن أكيدر بن عبد الملك الكندي ملك دومة الجندل الذي ظل على ولائه للروم كان أمرا نبغي حسمه ، فأرسل إليه خالد بن الوليد في خمسمائة فارس ،وقال له :
إنك تجده يصيد البقر 
وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم قاصدا المدينة المنورة ..


أما خالد بن الوليد فقد قاد جيشه إلى أن بلغ دومة الجندل فكمن خالد في ليلة مقمرة، فبانت البقر تحك بقرونها باب القصر ، فقالت له امرأته : هل رأيت مثل هذا من قبل قط ؟ قال : لا والله فمن يترك مثل هذا ...ثم نزل وركب معه نفر من أهل بيه في حلة صيد سهلة وفي غفلة من مليكها مع أخ له يسمى حسان ، اصطاده خالد وقتل حسان ، ثم أسر أكيدر وأمره أن يفتح أبواب القصر بدومة الجندل وإلا قتله ، ولم يلق خالد مقاومة ، وساق خالد ألفي بعير ، وثمانمائة شاه وأربعمائة وسق من بر، وأربعمائة رمح ، وأربعمائة درع ، واصطحب أكيدر وعلى رأسه تاجا من الذهب وحلي ..
قبل مجيء خالد في طريق عودة هذا الجيش الجرار إلى المدينة ، انتاب أغلب الجنود إحساسا بالإحباط ، فبعدما كان التوجيه المعنوي وشحذ الهمم قد بلغ مبلغه منهم ،وبعد مشقة السفر بمسيرة شهر كامل وبقاء في العراء عشرين يوما ، ثم عودة في شهر آخر في قيظ الصحراء وقد ضحوا بثمار المدينة التي طابت ، لم يقاتلوا ، ولم يأسروا ، ولم يغنموا شيئا ، فجعل جماعة منهم يستهزئون بما حدث .
أخذ رسول الله المستهزئين بالشدة حينا وباللين أحيانا ...وتواطأ إثنا عشر من المنافقين على قتل رسول الله صلى اله عليه وسلم ، وكانت الخطة أن يضايقوه في عقبه (من خلفه ) في الطريق حتى يسقط من راحلته فيهلك صلى الله عليه وسلم ، كان حذيفة بن اليمان آخذا بخطام ناقته صلى الله عليه وسلم ، وعمار بن ياسر يسوقها – وإذا باثني عشر راكبا قد اعترضوا ناقة رسول الله فأنتبه رسول الله وصرخ فيهم ، فولوا مدبرين ولم يلحق بهم أحد ...
وفي هذا الحدث أنزل الله تعالى :


(وهَمُّوا۟ بِمَا لَمْ يَنَالُوا۟) (1) 
ودعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابتهم الدبيلة وهي خراج يظهر في الظهر فيهلك به صاحبه 
***
قبل نهاية الطريق إلى المدينة جاء المستهزئون الرد ، إذ وصل خالد بن الوليد والتحق بالمسلمين فبهت المستهزئون وهم يرون الشاه و أوساق البر، والرماح ، والدروع ، ومليك دومة الجندل أكيدر بن عبد الملك الكندي أسيرا وعلى رأسه تاجا من الذهب والحلي وفوق كل ذلك عرض عليه رسول الله الإسلام فآمن بالله وبالرسول بل وأصبح حليفا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..
لم يدرك كثير من هؤلاء مغزى الاتفاق مع ملك دومة الجندل الذي آمن بالله وكذلك العهود مع أمير أيلة (إيلات) وأهل أذرح و جرباء وتأمين الشمال ، فالنظرة الضيقة قد حصرتهم فيما غنمه من شارك في غزوة حنين ، فانتظرت القبائل مثل ما غنمه من شارك فيها ، وربما شطحت عقولهم لاستجلاب أسيرات من بني الأصفر ...ولم يطلع أحد بعد على ما أنزل من القرآن من سورة التوبة التي تفضح المنافقين .
--------------------------------------------------
(1) التوبة 74


8- رسول الله في المدينة 
----------------------
عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أن وصل جاء أفرادا من المتخلفين عن الجهاد يعتذرون وأكثرهم كاذبون ، فأعرض رسول الله عما صنعوا تاركا لله حسابهم مثلهم مثل ثعلبة رافض الزكاة وسيأتي ذكره ، فالحكم واحد عند الله فيمن يرفض الزكاة وفيمن ينأى بنفسه عن الجهاد فكلاهما يحمل وزره بنفسه ...أما رفض الزكاة والجهاد من المجتمعات فعلى الرسول والمسلمين قتالهم ما داموا مسلمين، لكن ثلاثة صدقوا الله فاعترفوا بذنبهم وهؤلاء الثلاثة هم :
كعب بن مالك ،ومرارة بن الربيع ،وهلال بن أمية فأعرض عنهم رسول الله ، فلم يحاكمهم ، ولم يسجنهم أو يعدمهم ، فقط أعرض عنهم خمسين يوما ، وقد أعرض عنهم المسلمون بالتبعية ، إلى أن عفى الله عنهم وأنزل سبحانه وتعالى :
(مَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًۢا بَعْدَ إِذْ هَدَاٰهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ*إِنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَٱلْأَرْضِ يُحْىِ وَيُمِيتُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِىٍّۢ وَلَا نَصِيرٍ* لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِىِّ وَٱلْمُهَاِرِينَ وَٱلْأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِى سَاعَةِ ٱلْعُسْرَةِ مِنۢ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍۢ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُۥبِهِمْ رَءُوفٌۭ رَّحِيمٌۭ*وَعَلَى ٱلثَّلَـٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُوا۟ حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوٓا۟ أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوٓا۟إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ*يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ )(1) 
ولكنه بدأ من يومها معاملة المنافقين في شدة لم يألفوها.
حرق مسجد ضرار 
كان عدد المسلمين قد زاد وتغير الأمر،فبعد أن كان المسلمون منحصرين في المدينة انتشروا في أجاء الجزيرة العربية ، مما يجعل عبث المنافقين خطرا يجب تلافيه تماما حرصا على سلامة الجماعة ، فكان حكم العبادة للجماعات تماما كحكم امتناع الجماعات عن الزكاة والجهاد إذ كان المنافقون قد عرضوا على رسول الله أن يصلي في هذا مسجد خداعا لله وللرسول وللمؤمنين، فيصير وكرا للضرار والكفر ومصرحا به وحجة للمنافقين على مر العصور ، لكن رسول الله كان قد أرجأ الصلاة فيه لما بعد غزوة تبوك و لما نزل فيهم وفي مسجدهم : 
(وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُوا۟ مَسْجِدًۭا ضِرَارًۭا وَكُفْرًۭا وَتَفْرِيقًۢا بَيْنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًۭا لِّمَنْ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَآ إِلَّا ٱلْحُسْنَىٰ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ * لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًۭا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ،فِيهِ رِجَالٌۭ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا۟ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُطَّهِّرِينَ * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَـٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَ‌ٰانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَـٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍۢ فَٱنْهَارَ بِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ ،لَا يَزَالُ بُنْيَـاٰنُهُمُ ٱلَّذِى بَنَوْا۟ رِيبَةًۭ فِى قُلُوبِهِمْ إِلَّآ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ (2) 
-------------------------------------------------
(1) التوبة 115-119 (2) التوبة 107-110


أمر رسول الله مالك بن الدخشم ومعن بن عدي بن عامر ووحشيا بهدم مسجد ضرارفخرجوا مسرعين حتى أتوا مالك بن عوف فحرقوه وهدموه وفرمن كان فيه ، وكان بن الدخشم متهما بالنفاق فقال عتبان بن مالك لرسول الله أنه منافق فقال رسول الله : 
أليس يشهدأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟ 
قال بلى ولكن لا شهادة له 
فقال :أليس يصلي ؟ قال : بلى ولا صلاة له ...قال : أولئك الذين نهاني الله عنهم، ولا يصح عنه النفاق وقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع اتهامه...
فأرسى بذلك رسول الله هذا المبدأ الفقهي فالله يعلم بما في قلوب الناس، فأغلق أبواب الاتهام بلا جريرة وقد كانت المدينة في حاجة ماسة لاستكمال التشريع ، وكانت مهمة رسول الله على وشك الانتهاء ، ولقد كان المجتمع الفاضل في مدينة رسول الله قابل للتعلم والاستزادة من الهدي ، كما كان في احتياج شديد لهذا الكمال والاستكمال ...فلزم التوجه للتنمية المجتمعية(1) بعدما أنهى رسول الله التنمية البشرية (2)
9- ثعلبة وزكاة المال ( الأفراد وشرع الله ) 
ذكرنا من قبل أن قضية إنكار وجوب الزكاة كفرض لا يجعل لإيمان أن يستقيم بإجازة فرض من الفروض وإنكار لآخر ، خاصة أن يصير ذلك الإنكار اتجاها في قبيلة أو مجتمع ، فالسكوت يشيع في باقي المجتمعات ، ويصبح الأمر وكأن لتلك المجتمعات الحق في قبول فرض وإنكار آخر، وهي توطئة لتقويض الدين من أساسه ...أما في نطاق الفرد ، فقد كان لرسول الله - وبوحي من الله - رد فعل آخر فمجتمع الزكاة مجتمع لا تحيطه النكبات ولا تستذله المصائب ، مجتمع نظيف اليد والقلب ، فيه رجال يطهرون أجسادهم قبل الصلاة ، فلما يؤدون الصلاة تتطهر أرواحهم ، ولما يؤدون الزكاة تتطهر أموالهم فقد تجد في تلك المجتمعات الفقير ولكن لا تجد المحتاج المسكين ، ثم تجد الثري و لا تجد الطامع الشحيح معدوم الوفاء لمجتمعه ...وهو أمر موكول للضمير للأفراد ومؤكد بالفرض في المجتمعات ...أما في الأفراد فكل موكول لضميره ففي في العام السادس من الهجرة جاء ثعلبة بن حاطب الأنصاري لرسول الله فقال (يا رسول الله، أدع لي الله أن يكون لي مالا) ...
--------------------------------------------------------------------------------------
(1) التنمية الاجتماعية : هي تطور البشر في علاقاتهم المشتركة وهذا ما يسميه بالتوافق في العلاقات الاجتماعية، فتغير البناء الاجتماعي لا يعنى شيئا بالنسبة له ما لم يحدث تغيير في طبيعة العلاقات الاجتماعية، ولهذا ينظر إلى التنمية الاجتماعية على أنها تنمية علاقات الإنسان المتبادلة. 
(2) التنمية البشرية : هي ما يحتاجه الإنسان إلى تنمية قدراته الروحية والفكرية و الخلاقية والإنتاجية والصحية باستمرار، بما يُمكِّنه من القيام بنشاطه وعمله على كافة الأصعدة، فالتنمية البشريّة هي تنمية وتطوير قدرات الإنسان فكانت العفة والطهارة في العقيدة والبدن والتعليم والعمل كما سنرى لاحقا في المنظومة الأخلاقية والشريعة بين المجتمع والفرد


كان ثعلبة من الرجال الأتقياء الذين دخلوا الإسلام مبكرا، وقد آخى رسول الله بينه وبين الصحابي الجليل معتب بن عوف ، لم يكن ثعلبة ثريا ، وإنما يستره الله ببعض الغنيمات ، وقد شهد ثعلبة بدر وباقي المواقع ، وكان يحضر كل صلاة الجماعة ويحرص على الاستزادة من العلم والإيمان ، لكن الله عالم الغيب أوحى لرسوله صلى الله عليه العالم بنفس ثعلبة البشرية فقال له رسول الله: 
(أما ترضى أن تكون مثل نبي الله ؟ فو الذي نفسي بيده لو شئت أن تسير الجبال معي ذهبا وفضة لسارت )
لكن ثعلبة قد غلبه الأمل في أن يصبح ثريا وألح على رسول الله بعدها بأيام بنفس الطلب ، فقال له رسول الله:
( ويحك يا ثعلبة ، قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه )
قال ثعلبة : والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله لي فرزقني مالا لأعطين كل ذي حق حقه !!
فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم :
( اللهم ارزق ثعلبة مالا ) 
وكان رسول الله يعلم أن لن يبر بقسمه ، فنمت أغنامه نموا جعلته يتنحى عن المدينة ، فنزل واديا من أوديتها ، فجعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما ، ثم نمت وكثرت أكثر فأكثر فترك صلاة الجماعة إلا صلاة الجمعة ! ثم نمت أكثر وأكثر حتى ترك صلاة الجمعة أيضا ، فطفق يتلقى الركبان ،ليسألهم عن أخبار رسول الله ، وغير المال هذا الصحابي ...
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا :
(ما فعل ثعلبة ؟)
فقالوا :يا رسول الله اتخذ غنما فضاقت عليه المدينة فقال رسول الله:
( يا ويح ثعلبة، يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة )
ولما أنزل الله فريضة الزكاة في الآية الآية 103 من سورة التوبة
(خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)
أرسل رسول الله من ضمن من أرسل رجلين على الصدقة أحدهما من جهينة والآخر من سليم إلى كل من ثعلبة ورجل آخر من سليم ، فلما أتيا ثعلبة سألاه الزكاة المفروضة وأقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمزهما ساخرا وقال : ما هذه إلا جزية وتلك أختها (مشيرا إلى الشمال ويقصد الروم )!!! 
يقصد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرض جزية كما يفرضها الرومان بغير الحق ولا فرق بين جزية الدولة الرومانية وزكاة المال المفروضة من المال الذي آتاه الله من فضله !!!
ثم قال لهما : انطلقا حتى تفرغا من السلمي ثم عودا إلي ..وانطلق الرجلان حتى أتيا السلمي فنظر إلى أفضل إبله فعزلها للصدقة فقالا له : إنما تريد أوسط إبلك وليس أفضلها ولكن الرجل أصر أن يتصدق بأفضل ما عنده ، فذهبا إلى ثعلبة فكرر سخريته وأعطاهما الهزيل من غنمه والمريض، فلما أشارا عليه بأوسط ما عنده رفض فتركاه وعادا لرسول الله ، ولما رآهما من بعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعم الإبل ولا غنم قال :
هلك ثعلبة 
سمع رسول الله أحد أقارب ثعلبة فذهب إليه مسرعا ينذره وأنزل الله فيه :


( وَمِنْهُم مَّنْ عَاٰهَدَ ٱللَّهَ لَئِنْ آتَاٰنَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّـاٰلِحِينَ * فَلَمَّآ آتَاٰهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا۟ بِهِ وَتَوَلَّوا۟ وَّهُم مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًۭا فِى قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُۥ بِمَآ أَخْلَفُوا۟ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا۟ يَكْذِبُونَ * أَلَمْ يَعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ عَلامُ ٱلْغُيُوبِ * ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ ٱلْمُطَّوِّعِينَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِى ٱلصَّدَقَاٰتِ وَٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾(1)
هرع ثعلبة بعدما علم ما أنزل فيه ، يرجو الرسول أن يقبل منه زكاة ماله، فأبى رسول الله قائلا
(إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك 
جعل ثعلبة يجثوا على رأسه التراب ، فقال له رسول الله 
(هذا عملك فقد أمرتك ولم تطعني ) ، ولم يقبل صدقته وزكاته أبو بكر بعد وفاة رسول الله ولا قبلها عمر ولا عثمان من بعده... 
10- المنظومة الأخلاقية والشريعة بين المجتمع والفرد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن المرجاوى
المدير العام
المدير العام
حسن المرجاوى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4067
تاريخ الميلاد : 03/06/1963
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 60
المزاج مصر العربيه

مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين)   مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 04, 2018 8:18 am

Medhat Maher
‏٤‏ ساعات · 
مقتطفات من كتابي (قدوة العالمين) 
==================


17- وفاة النجاشي أصحمة بن الأبجر :
ذكرنا من قبل أنه في العام الخامس من النبوة سنة 615 م ولما قرأ جعفر رضي الله عنه للنجاشي من سورة مريم فاضت عيون النجاشي والبطارقة من الدمع ، فقال( والله ما عدا عيسى بن مريم وما قلت هذا العود) فتناخرت البطارقة حوله يحتجون عليه فقال لهم متحديا(وإن نخرتم والله ) ثم التفت إلى المسلمين وقال ( اذهبوا فأنتم شيوم في أرضي )، ومرت السنون ولما أرسل رسول الله مع عمرو بن أمية الضمري قبل الخروج إلى خيبر بأيام في المحرم من سنة سبع من الهجرة رسالة معه إلى النجاشي أصحمة بن الأبجر- وكان أميل إلى وحدانية الله - وينكر ألوهية المسيح عليه الصلاة السلام ، فلما قُرِئت الرسالة عليه أخذ الكتاب ووضعه على عينيه ونزل من عرشه على الأرض فسجد وأسلم على يد جعفر بن أبي طالب وأرسل إلى رسول الله كتابا يشهر إسلامه فيه ويبايع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيها (فأشهد أنك رسول الله صادقا مصدقا وقد بايعتك، وبايعت بن عمك، وأسلمت على يديه لله رب العالمين ) 
أسلم النجاشي ، ولم يشتر ملكه بما آمن به من الحق كما فعل هرقل ، فثار رجال الدين عليه وأثاروا الشعب ضده ، واستمرت الحبشة في قلاقل لعامين حتى مات النجاشي عام 9 من الهجرة ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البقيع لما أبلغه جبريل بموت النجاشي فكبر أربع تكبيرات واستغفر له وقال لأصحابه ( استغفروا له ) وكان إسلامه تصديقا لما جاء في كتاب الله تعالى بالآية رقم 199 من سورة آل عمران وفيها..(وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب) .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) التوبه 85-86


الفصل السادس


الأسرة في الإسلام 
و بيت النبي


الفصل السادس
======== 
1- الأسرة في الإسلام
============


ليست قصة الخلق كما تعلمناها من القرآن إلا خلقا من الله بتهيئة الكون من أجل حفظ النوع بالتزاوج وتكوين الأسرة ، والأسرة شراكة اجتماعية تحتاج إلى إعداد كما تحتاج إلى حماية ، فيصير لتلك الشراكة الإنسانية نظامها الخاص ، فكما أن للشركات التجارية أنظمة تم التعارف عليها لتسيير مصالحها ومصالح الشركاء فيها والعاملين بها ؛ فلها من يرأسها ، وهو مخول بسلطات متفق عليها إما بحكم الملكية أو بحكم المصلحة العليا للشركة فيرأسها الأكفأ ، فالأسرة أيضا شركة لها نظام ولوائح يتفق عليها المجتمع بحكم البيئة والمصلحة العامة ، ويرأسها من هو أقدر على الوفاء بمصالحها ، ليس بحكم الملكية بل بمعيار القدرة على تحمل المسؤولية والقبول بها .
لم يخلق الله الأرض والبشر عليها إلا للتزاوج وحفظ النوع ،وما خلق الإنس والجن إلا ليعبدوه والتزاوج ليس مقصورا على الإنسان (كأعلى وأعقد مراتب ما خلق الله) من الأحياء الأرضية بل هو منثور في كل الأحياء... فلما خلق الله الأرض فمدها وبسطها وألقى فيها رواسي، ثم جعل فيها أنهارا وأنبت فيها من الثمرات (كأدنى مراتب ما خلق سبحانه ) تمهيدا لما هو أعلى وأعقد وقد كان الخلق من كل نوع من الثمرات فيما جعل فيها زوجين اثنين لحفظ النوع والتكاثر ... حتى الليل والنهار كانا زوجين يغشى أحدهما الآخر 
ترك الله تعالى تزاوج المراتب الدنيا من المخلوقات دون ضوابط إلا ضوابط التلقيح للتكاثر خدمة للإنسان ، فالنباتات تتماثل في التزاوج مع الإنسان ، والحيوانات تتشابه فيه معه ، فلا ضير على النوع في تلاقى أي ذكر بأي أنثى في التزاوج فينتجا أمثالهما من الذكور والإناث ...لكن الأنواع كلما ارتقت تعددت الصفات ، ويبلغ تعدد الصفات في النوع الإنساني أقصاه ، فليس أي رجل بديلا عن رجل آخر وليست أي امرأة بديلة عن امرأة أخرى . 
الأسرة للإنسان تحقق حفظ النوع ، وحفظ النوع يستدعي خلق الأسرة ، وهي سر من أسرار الحياة الكبرى ، وحفظ النوع أيضا وبالضرورة هو الغرض من خلق الله التي عجم عن فهمها وتعليلها وتحليلها عقول أهل العلم والفلسفة والحكمة ، ولست هنا أدعي القدرة على الفهم أو التعليل والتحليل ولكنني من خلال الآيات القرآنية لا أزيد عن محاولة للاستقصاء وسبر الغور قدر المستطاع ، فالتمهيد لخلق الإنسان قد بدأ بخلق الكون ثم تهيئة هذا الكون بحيث يحافظ على كينونته ، ثم تهيئة الكون عبر تزاوج وتكاثر مكونات الكون لخدمة الإنسان.


يقول الله تعالى عن خلق الأرض :
(وَٱلْأَرْضَ مَدَدْنَـاٰهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَواسِي وَأَنۢبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍۭ بَهِيجٍۢ) ﴿1)
فالمد كان تمهيدا لمعيشة الإنسان على الأرض ، وتأمين الأرض برواسي ضمانا ألا تميد فتستقبل الأحياء السفلى المهيأة للتكاثر ولأنها عرضة للعطب أثناء هذا التكاثر فتكاثرها ينتج الألوف ، فيقابل هذا التكاثر المفقود من العطب


(وَهُوَ ٱلَّذِى مَدَّ ٱلْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَ‌ٰسِىَ وَأَنْهَارًۭا وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَ‌ٰتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ يُغْشِى ٱلَّيْلَ ٱلنَّهَارَ إِنَّ فِى ذَ‌ٰلِكَ لَآيَاتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ ) ﴿2﴾


والتنوع هو سنة الله على الأرض وآية من آيات الخالق 
(فِيهِمَا مِن كُلِّ فَـٰكِهَةٍۢ زَوْجَانِ ﴾(3)


(أَوَلَمْ يَرَوْا۟ إِلَى ٱلْأَرْضِ كَمْ أَنۢبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍۢ كَرِيمٍ * إِنَّ فِى ذَ‌ٰلِكَ لآيَةًۭ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ) ﴿4﴾ 
ويضمن لنا المولى عز وجل هذا التكاثر ولو دون تدخل الإنسان 
(وَتَرَى ٱلْأَرْضَ هَامِدَةًۭ فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنۢبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍۭ بَهِيجٍۢ ﴾(5)
وسنة الله في أن يعيش الأدنى نوعا مسخرا للأقوى فكانت الثمرات قد خلقت في الأرض ليعيش عليها خلق أعقد وأعلى مرتبة كالحيوان والطير ، ثم يسخر الإنسان الثمر والطيروالحيوان لنفسه ، والإنسان لسمو خلق الله له أقل الأحياء أزواجا في ناتج التكاثر، فالأحياء العليا يقل عدد المولود منها في البطن الواحد ، وأيضا يطول حضانته ، ويطول العناية به وصيانة حياته حتى يشتد عوده بخلاف الأحياء السفلى 
والإنسان أقدر المخلوقات الحية القادر على خدمة نوعه ، وهو المخلوق الوحيد الذي سمح له بالانتقاء لتجديد النسل وتحسينه وزيادة عدده .
هنا يقول لنا الله سبحانه وتعالى أنه خلق أشياء عديدة غير الثمرات و يجب أن تتكاثر بدورها فيسخرها الإنسان
(خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍۢ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَىٰ فِى ٱلْأَرْضِ رَوَاٰسِي أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍۢ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءًۭ فَأَنۢبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍۢ كَرِيمٍ ﴾(6)
وتعميما فكل شيء يتزاوج ليتكاثر
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة ق آية 7 ﴿2﴾ الرعد 3 (3) الرحمن 52
(4) الشعراء من الآية 7- 9 (5) الحج 5 (6) لقمان 10


(وَمِن كُلِّ شَىْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾(1) ثم جاء الخلق الأعلى مرتبة متمثلا في آدم عليه السلام من تراب ، أي أن الخلق الأعلى قد جاء من أدنى المراتب وذلك التراب والذي تحول لطين لازب وهو من أديم الأرض (وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَـٰنَ مِن سُلَـٰلَةٍۢ مِّن طِينٍۢ )(2) 
وقد أحسن عز وجل خلقه فتحول الطين بعدما سواه الله بنفخ الله فيه من روحه لآدم (ٱلَّذِىٓ أَحْسَنَ كُلَّ شَىْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلْإِنسَـٰنِ مِن طِينٍۢ*ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَـٰلَةٍۢ مِّن مَّآءٍۢ مَّهِينٍۢ*ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلْأَبْصَـٰرَوَٱلْأَفْـِٔدَةَ قَلِيلًۭا مَّا تَشْكُرُونَ )(3)
ثم خلق منها زوجها حواء ، ثم جعل منهما نسلا ، رجالا كثيرا ونساءا من ماء مهين (يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍۢ وَ‌ٰحِدَةٍۢ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًۭا كَثِيرًۭا وَنِسَآءًۭ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلْأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًۭا )﴿4﴾
ويبين لنا الله تعالى للسكن أن يثمر حملا(هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍۢ وَاحِدَةٍۢ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًۭا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّآ أَثْقَلَت دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَاٰلِحًۭا لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ ﴾ (5)
كما يبين الله لنا آياته مم تكون هذين الزوجين (وَأَنَّهُۥ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلْأُنثَىٰ * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ) ﴿6﴾
النطفة هي أصل نسل الإنسان فإذا منت صارت علقة يسويها سبحانه فيجعل منها الذكروالأنثى (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةًۭ مِّن مَّنِىٍّۢ يُمْنَىٰ*ثُمَّ كَانَ عَلَقَةًۭ فَخَلَقَ فَسَوَّى*فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلْأُنثَىٰٓ ﴾(7)
يلخص لنا سبحانه عن المخلوق من التراب،فطين فمني فعلقة تتعلق مسقرة بجدار الرحم ثم يقر الله النوع في الرحم مارا بمرحلة الطفولة إلى أرذل العمر إلى أن يتوفي ويعود إلى التراب الذي جاء نوعه منه، فتعود الأرض تنبت أدنى المخلوقات الحية من جديد من كل زوج بهيج
(يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍۢ مِّنَ ٱلْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍۢ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍۢ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍۢ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍۢ مُّخَلَّقَةٍۢ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍۢ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِى ٱلْأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ مُّسَمًّۭى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًۭا ثُمَّ لِتَبْلُغُوٓا۟ أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنۢ بَعْدِ عِلْمٍۢ شَيْـًۭٔا وَتَرَى ٱلْأَرْضَ هَامِدَةًۭ فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنۢبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍۭ بَهِيجٍۢ﴾ (Cool (وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَـٰنَ مِن سُلَالَةٍۢ مِّن طِينٍۢ*ثُمَّ جَعَلْنَـٰهُ نُطْفَةًۭ فِى قَرَارٍۢ مَّكِينٍۢ*ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةًۭ فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةًۭ فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاٰمًۭا فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْمًۭا ثُمَّ أَنشَأْنَـٰهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَـٰلِقِينَ* ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَ‌ٰلِكَ لَمَيِّتُونَ ﴾ (9)
(يَخْلُقُكُمْ فِى بُطُونِ أُمَّهَـٰتِكُمْ خَلْقًۭا مِّنۢ بَعْدِ خَلْقٍۢ فِى ظُلُمَـٰتٍۢ ثَلَـٰثٍۢ ذَ‌ٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ لَآ إِلَـٰهَ
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) الذاريات49 (2﴾ المؤمنون 12 (3) السجدة 7-9 (4) النساء1 (5) الأعراف189 
(6) النجم 46 (7) القيامة 37-39 (Cool الحج 5 (9) المؤمنون من 12- 15


إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴾(1)
شرع الله الزواج لبني الإنسان لتكوين الأسرة التي قد تعقب وقد لا تعقب ، ويظل على الرغم من ذلك الزواج منشودا وجاءت خصوصية آية تزاوج الإنسان مميزة ومتوجة بتشريع الزواج والزواج وإن كان الغرض الظاهر منه هو التكاثر كسائر المخلوقات الأدنى مرتبة ، إلا أن زواج الإنسان و دونا عن سائر المخلوقات المشتركة معه في أمر التكاثر لا يهدف منه التكاثر فحسب فالغرض الأساسي منه هو السكن والاطمئنان بتكوين الأسرة بغية أعمار الأرض،والزواج مقصور على الإنسان صاحب المرتبة العليا لمخلوقات الله تكريما له ، والتزاوج المتاح للمخلوقات الدنيا والوسطي فلا غرض منه إلا التكاثر بغية حفظ النوع لخدمة الإنسان وتسخيره، والمطلوب من الإنسان ليس تزاوجا ولكن إتباع تشريع الزواج ،وهو أيضا لحفظ النوع ولكن حفظ نوع الإنسان لا يتأتى بالتكاثر فحسب بل بخدمة الإنسان كنوع على العموم بتعريف الخدمة حفظ النوع بالتكاثر تقدر عليه أدنى المخلوقات كما ذكرنا سلفا،وأدنى من خلق الله من فصيل الإنسان يقدر عليه ولكن حفظ النوع بالريادة والترقي مقصورعلى صفوة من بني الإنسان، فضريبة خدمة الإنسان تغني عن ضريبة انتاج الذرية بل وتفوق عليها فبعض عظماء الكون هم أكبر خدام البشر لم يتزوجوا ، ومنهم أنبياء كعيسى عليه الصلاة والسلام وأبو الأنبياء إبراهيم لم يعقب إلا بعد استقرار الدعوة ، وقدوة العالمين أعقب ذكورا وإناثا ولم يكتب الله لذكوره أن يبلغوا مبلغ الرجال ، وماتت بناته جميعهن قبله إلا فاطمة التي ماتت بعده بشهرين حتى لا يدعي أحد أنه من صلب محمد ،وجميع الشواهد حافلة عبر العصور تعزز تلك الملاحظة وذلك المذهب ، فخدمة الإنسانية تتجاوز الإنجاب .
ليست تشريعات الزواج تقييدا للإنسان ،بل تحقيقا للغرض منه ، فالزواج للسكينة والأمان فخلق الله بين الرجل والمرأة مودة ورحمة لا نجدها بين سائر المخلوقات
لا ينتفع الإنسان بكل اتصال تتحقق به المتعة الجنسية ، بل ينتفع الإتصال الذي تتم به الشخصيات وتتوافر فيه أتم صفات الرجال وأتم صفات النساء ، ثم تنشأ منه الآداب الاجتماعية وحقوق الأسرة وأمانة النسل ...وفيه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في اختيار الرجل للمرأة : تنكح المرأة لجمالها ولمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الين تربت يداك 
ويقول للولي في اختيار الزوج لوليته : إن جاءكم من ترضون دينه فزوجوه
ويقول الله جلت حكمته يمن على الرجال بأن وهبهم النساء وعلى النساء أن وهبهم الرجال:
(وَمِنْ آيَـٰتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَ‌ٰجًۭا لِّتَسْكُنُوٓا۟ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةًۭ وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَ‌ٰلِكَ لآَيَـٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ ﴾(2)
وإن كنا نتحدث عن الأسرة فحري بنا أن نتناول عناصر تلك الأسرة والتي عمادها الرجل
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) الزمر 6 (2) الروم - 21


فالمرأة التي لا تكون الأسرة إلا بها، وكذلك الأبناء وهم أحد أغراض تكوين تلك المنظومة الإنسانية الأسرة، وإن كانت الأسرة تكتمل بدونهم وقد حدد الإسلام مهام عناصر مكونات الأسرة فواجبات الرجل ، وواجبات المرأة وحقوقها ، ثم حقوق الأبناء هم محل البحث.
1-1 واجبات الرجل في منظومة الأسرة 
الرجل هو أحد جنسي نوع الإنسان ويختلف الر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقتطفات من كتاب ( قدوة العالمين)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: الدين والحياة-
انتقل الى: