Mohammed Haffz.
*************************
✪ بأيدي مصرية ، مصر تبني أفريقيا ✪
======================
■ على مدار التاريخ الحديث ، لم تقف مصر ضد التنمية فى دول حوض النيل، فهناك العديد من السدود التي أُنشئت فى حوض النيل بالاتفاق والتشاور مع مصر دون خلافات طالما أنها لم تؤثر بشكل ملموس على دول المصب، فقد ساهمت مصر مثلا فى بناء «سد أوين» في «أوغندا» عام 1951، بنحو مليون جنيه استرلينى، حيث كان وقتها الجنيه الاسترلينى يساوى جنيه ذهب، أى ما يعادل ثمن المساهمة فى السد بمبلغ 6 مليارات جنيه، و سد «جبل الأولية» الذى أهدته مصر إلى السودان بعد بناء ، وعلى مدار التاريخ كان مطلبها الوحيد هو عدم التأثير على حصة دول المصب جراء انشاء مشروعات فى أعالى النهر دون توافق، حتى لا يحدث تأثير سلبي على تدفقات المياه.
■ وانطلاقا من هذا المبدأ ، فما أن أعلنت الحكومة التنزانية في العام الماضى عن مناقصة لإنشاء سد «ستيجلر جورج» والذي سيتم تأسيسه على ضفاف نهر «روفينجى» ، حتى تقدمت مصر بعطاء فني لبناء هذا السد عبر شركة «المقاولون العرب» المصرية
.
◆ وهذا المشروع تعتبره تنزانيا واحدا من أهم المشروعات الوطنية لتوليد الطاقة بها ، وهو مشروع ضخم وطموح تم وضع الدراسات الخاصة به منذ ستينات القرن الماضي ، ولكن وقفت مشاكل التمويل والصراعات السياسية عائقا دون تنفيذه ، حيث تعتبر «تنزانيا» من الدول الفقيرة في إنتاج الكهرباء، إذ يعاني 80% من السكان من عدم وجود كهرباء بمنازلهم .
.
● ونهر«روفينجى» هو نهر داخلى فى تنزانيا يبلغ طوله 600 كيلو متر، ويصب فى المحيط الهندى المقابل لجزيرة «مافيا» ووادي «ستيجلر جورج» ، جنوب غرب العاصمة التجارية «دار السلام » وأكبر مدينة فى تنزانيا، وإيراده يتراوح من 10 إلى 58 مليار متر مكعب سنوياً، بمتوسط 20 مليار متر مكعب سنوياً، و يبلغ عمقه 100 متر وعرضه 100 متر ولا يوجد تأثير سلبى على دول الجوار من اقامة منشآت مائية عليه ، وهو نهر يقع خارج حوض النيل، ولا تأثير له على مصر أو أي من دول حوض النيل الأخرى .
.
◆ وتوضح التفاصيل الخاصة بالمشروع، أن حكومة تنزانيا كانت تدرس إنشاء سد «ستيجلر جورج» منذ الستينات، وطبقاً للدرسات الأخيرة التى أكدت أن هذا السد سيكون أكبر محطة لتوليد الطاقة الكهربائية فى تنزانيا حيث يتكون سد «ستيجلر جورج» من سد رئيسى يبلغ ارتفاعه 135 مترا، فضلاً عن 4 سدود مكملة لزيادة السعة التخزينية لتصل إلى 35 مليار متر مكعب ، وتبلغ مساحة بحيرة التخزين 1350 كيلومتر مربع، ومن المخطط أن يتم إنشاء السد في قلب منطقة «سيلوس» وهي محمية بحجم سويسرا، وتعد موطنا لمجموعة كبيرة من الحيوانات أبرزها الفيلة والفهود والزرافات والتماسيح.
.
● وتقدر تكلفة بناء السد بحوالى 3.6 مليار دولار وقد تصل إلى 5 مليارات دولار، ومن المقرر أن يولد هذا السد كهرباء توازي نفس الكهرباء المولدة من السد العالي ، وذلك عبر خط كهربائى بجهد 400 كيلو فولت ، حيث سيتم دمجها فى شبكة الكهرباء الوطنية، وهو ما يساهم فى زيادة انتاج الطاقة الكهربائية مما يؤدى إلى سد العجز الذى تعانى منه تنزانيا، ويساهم فى ربط شبكات تنزانيا وكينيا وأوغندا وزامبيا.
.
✪ وقد دخلت شركة «المقاولون العرب» في منافسة شديدة مع عدة شركات أجنبية من بينها شركات صينية و أخرى تركية ، ودخلت السياسة على الخط ، فرغم أن العطاء المالى للشركة المصرية كان هو الأقل، إلا أن الأتراك وبعد فتح المظاريف المالية ومعرفتهم بأن مصر هي صاحبة أقل عطاء ، تقدموا بعرض آخر لتخفيض أسعارهم بحيث تكون أقل من العطاء المصري ، وهو أمر مخالف قانونا ، ولكن بدا أن تركيا تريد الحصول على عقد انشاء هذا السد بأي ثمن نكاية في مصر التي هددت باللجوء للهيئات الدولية في حالة إرساء عملية انشاء السد لشركة أخرى بالمخالفة للقوانين الدولية ، كما تدخل الرئيس السيسي شخصيا لدى الحكومة التنزانية التي أرسلت وفداً إلى مصر لتفقد التجربة المصرية فى المشروعات القومية.
● وفي النهاية فازت «المقاولون العرب» بعقد انشاء هذا السد الذي تموله الحكومة التنزانية ، وقد أعرب الرئيس «السيسى»، في اتصال هاتفى تلقاه من نظيره التنزانى«جون ماجوفولى» عن سعادته بإسناد عملية انشاء السد لشركة مصرية متعهداً بأن بناءه سيتم على نحو تفتخر به مصر وتنزانيا والقارة الأفريقية، وسيمثل نموذجاً يحتذى به للتعاون بين الأشقاء.
.
وقد وجه الرئيس التنزاني «جون ماجوفولى» في أكتوبر الماضي الدعوة للرئيس «السيسى» لوضع حجر الأساس لمشروع إنشاء السد التنزاني، معرباً عن تطلعه لأن يضع الرئيس «السيسى» مشروع إنشاء السد تحت إشرافه أسوة بالمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر
.
◆ وفي المعرض الأفريقي الدولي للتجارة البينية قال الرئيس التنزاني ، أنه كما لجأ السيد المسيح قديما إلى مصر هربا من بطش الرومان، فأن تنزانيا تلجأ الآن لمصر لمساعدتها في إتمام هذا المشروع الذي تعتبره الحكومة التنزانية من أهم المشروعات القومية في البلاد.
.
◆ وقد أعلنت «مجموعة السويدي إلكتريك» المصرية أن "بناء السد سيتم عن طريق «المقاولون العرب» في الجزء الانشائي ، بينما ستتولى «مجموعة السويدي إلكتريك» عملية انشاء محطة توليد كهرومائية و توريد وتركيب التوربينات الكهربائية التي سيتم وضعها على السد لتوليد 2100 ميجاوات من الطاقة الكهرومائية ، حيث سيتم تركيب 9 توربينات ، كل توربينة منهم تساهم في توليد 230 ميجاوات من الكهرباء
.
•• ومن المقرر أن يتم تنفيذ هذا المشروع في غضون 4 سنوات.
.https://www.facebook.com/drmohamed.hafezii/videos/317721392403988/?t=36