Mohammed Hafez.
*************
على هامش الأحداث الارهابية الأخيرة
=====================
اللي متابع عدد ونوعية الأحداث الارهابية اللي حصلت في الكام يوم اللي فاتوا ، هيلاحظ ان فيه تنوع في التوزيع الجغرافي وفي النوعية بتاعتها من حيث التكتيك والشدة ..
فمن حادثة العثور على قنبلتين بدائيتين وتفكيكهما في ميدان الجيزة ظهر الجمعة ، لحادث السطو المسلح على محل مصوغات بمنطقة «حدائق الأهرام» مساء نفس اليوم واللي الشواهد وطريقة التنفيذ بتشير لكونه حادث مرتبط بالارهاب ومش مجرد حادث جنائي ، وصولا للهجوم على كمين «جودة 3» بشمال سيناء واللي تم بواسطة 4 سيارات (منهم سيارتين بهما تدريع كامل ومحملتين بالأسلحة الثقيلة و أحزمة وعبوات ناسفة ، و 2 سيارة ملاكي) هجمت على الكمين في وقت متزامن ، ما أدى لاستشهاد واصابة 15 من أبطال قواتنا المسلحة ( بحسب نص بيان المتحدث العسكري)
لو تفتكروا معايا هتلاقوني دايما بأقول انه لما تكتر حوادث العبوات البدائية اللي بيتم تفجيرها عن بعد أو بتنفجر في المركبات وهي ماشية ، فده دليل على نضوب موارد التنظيمات الارهابية من كل النواحي ، سواء قلة في التمويل أو في الدعم اللوجيستي ( مركبات - أسلحة - ذخائر - مفرقعات) أو حتى في الأفراد الانتحاريين أو «الانغماسيين» بحسب تعبيراتهم ، وده اللي كان واضح في حادثة العثور على عبوتين ناسفتين في «ميدان الجيزة» واللي أكده أيضا حادث السطو المسلح على محل للمجوهرات بمنطقة «حدائق الأهرام» .. في الحالات دي بنعرف على طول ان التنظيم أفلس ماديا ومعلوماتيا وبشريا فبيلجأ لأسهل وأرخص وسيلة لاثبات وجوده عن طريق زرع العبوات الناسفة ، لأن النوعية دي من العمليات مش بتتطلب تمويل كبير ولا أفراد مدربين على الاقتحام ولا حتى تجهيزات معقدة .
لكن عملية الكمين بتاعة أمس بتمثل عملية استثنائية على مسرح العمليات كونها بتشير لعودة للعمليات الارهابية الاقتحامية اللي بتتطلب تمويل كبير وتجهيز مسبق من حيث الرصد والتخطيط والتنفيذ وتدبير الدعم اللوجيستي من سيارات وأسلحة ومفرقعات وقبل كل ذلك تدريب وتجهيز الكوادر المنفذة للعملية ( نتج عن العملية نفوق وهلاك سبعة إرهابيين ، بدون الاشارة لعدد الهاربين أو الناجين ، بما يعني أن العملية تم تنفيذها بعدد كبير نسبيا من الارهابيين ، يقال انهم 19 عنصر) ، أي أن هناك تنظيما جديدا يتلقى أموال سخية ولديه وفرة في أعداد الارهابيين المخططين والمنفذين قد بدأ يتشكل على الأرض ، وهو ما أستبعده تماما بسبب نجاح الضربات الأمنية والاستباقية اللي حصلت على مسرح عمليات شمال سيناء في الفترة الأخيرة واللي ضربت مفاصل التنظيمات الارهابية وأنهكتها وقضت على قوتها بشكل شبه كامل ..
.
طيب أومال عملية الأمس الخارجة عن السياق نفسرها بإيه ؟؟
تفسيري المتواضع ان العملية دي خارجية المنشأ من حيث التخطيط والتجهيز والتنفيذ ، وفي اعتقادي انها عملية انتقامية تشير أصابع الاتهام فيها بشدة لعصابة حماس الارهابية اللي أرادت الانتقام لمقتل عدد من كوادرها في حادث النفق اللي تم تدميره في المنطقة الحدودية الأسبوع الماضي ..
.
واضح ان العناصر الحمساوية اللي هلكوا داخل النفق (اللي عصابة حماس بتسميه بكل وقاحة «نفق تجاري») كانوا من العناصر القيادية ذات الوزن الثقيل تنظيميا ولذلك قررت حماس وعلى عجل تنفيذ تلك الضربة الانتقامية ثأرا لمقتل عناصرها ولتهدئة الرأي العام في غزة ، ولذلك كان رد الفعل عنيفا .. ولذلك أيضا جاء الرئيس من ألمانيا ليجتمع مباشرة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بكامل هيئته من قبل حتى ما يدخل بيته ( خرج من المطار مباشرة على مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة ) لبحث أسلوب وكيفية الرد على هذه العملية الخسيسة ..
وسيكون الرد مزلزلا حتى تعلم تلك العصابة الصغيرة الحقيرة أنها لا يمكن أبدا أن تضع رأسها برأس الدولة المصرية بكل هيبتها وعظمتها وتاريخها العسكري والحضاري
.
وإنا لمنتظرون ...
وعلى الباغي تدور الدوائر .