Shaban Mubarak
**************
من روائع الإعجاز العلمى و البيانى فى القرآن الكريم ..
كلنا نعرف قصة يونس عليه السلام , و نعرف قصة الحوت الذى ابتلعه ..
فى الحقيقة حينما عبّر القرآن عن هذه اللحظة المؤلمة لم يقل (فابتلعه أو فأكله الحوت ) , و إنما قال فالتقمه الحوت .. و كلمة (التقم ) تطلق على الشىء و هو لا يزال بالفم , و منها كلمة (اللقمة ) .. لكن ماذا يعنى هذا ؟
الحوت كائن ضخم يصل وزنه 90 طن .. و فمه يتسع ل 50 رجلا واقفين بداخله .. تخيل مدى الضخامة !! و رغم ذلك فهو يتغذى على العوالق و القشريات .. لأنه ليس لديه أسنان للمضغ .. و يبتلع أثناء انتقاله الماء بما فيه من قشريات , ثم يعتصر هذا الماء من خلال شرائح فى مقدمة الفم تسمى بالصفائح البالينية , ثم تتبقى فى الفم القشريات الدقيقة و الأسماك الصغيرة جدا فيقوم ببلعها , و هو لا يبتلع الأسماك الضخمة و لا الإنسان ..
سيدنا يونس لم يدخل إلى بطن الحوت , لأن هذا يعتبر موت محقق , لكنه مكث فى فم الحوت الذى يحتوى على الهواء , لأن الحوت يطل برأسه فوق الماء كل 10 دقائق .. و يعلم علماء البحار أن الحوت حينما يبتلع كميات هائلة من الحبار , يصعب عليه هضمه فيمزجه داخل معدته بمادة الأمبيرين و الإيبيكوبروستانول .. فتتكون مادة (العنبر ) ذات الرائحة الزكية .. و التى يحتاج أن يخرج إلى الشاطىء يوميا ليلفظها ..
و لعل ذلك هو السر فى اختيار الحوت ليلتقم يونس .. ففمه لا يحتوى أسنان فلو كان القرش مثلا لفتك به بأسنانه , كما أن فمه يعمل كغرفه لن يكون على يونس فيها ضرر سوى مفاجئة الحدث و الظلمة الشديدة .. و يحتاج للخروج للشاطىء ليلفظ العنبر ..
و نختم بقوله تعالى (فلولا أنه كان من المسبحين 143 للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) فالبطن فى اللغة تُلطق على المكان الواسع .. فمعدة الحوت و فمه و رئتيه (بطن ) .. كما نقول (بطن مكة و بطن الوادى ) ..
اللهم فقهنا فى ديننا و علمنا منه ما جهلنا
د/ زغلول النجار
إعداد د/حازم فتحى / صفحة روائع الإعجاز العلمى و البيانى فى القرآن و السنة