ياسر القلتاوى
************
#تاريخ_بلدنا
يوم الخميس 4 أكتوبر 1973 إستقل اللواء طيار حسنى مبارك قائد القوات الجوية الطائرة اليوشن من مطار الماظة متجها الى قاعدة غرب القاهرة الجوية الكيلو 40 طريق مصر إسكندرية الصحراوى و أبلغ برج المراقبة أن يكون الرائد طيار أحمد صادق الجواهرجي فى إنتظاره على الطائرة ..
الجواهرجى هو أحد طيارى سرب TU 16 و هذة الطائرة قاذفة ثقيلة فى حجم الطائرة البوينج تحمل صاروخين أسفل الأجنحة الصاروخ يشبه الطائرة ميج 15 ويزن 3 طن
توقع الجواهرجى أن والده اللواء طيار صادق الجواهرجى توفي وجاء مبارك ليبلغه بنفسه لأن والده كان قائد مبارك من قبل في القوات الجوية وكانت تربطهم علاقة ودية ..
وصل مبارك و أخذ الجواهرجى إلى أحد المكاتب و أغلقه عليهم و أبلغه أن بعد غد معركة التحرير ورد الكرامة
و مطلوب منك تدمير مركز قيادة أم مرجم بوسط سيناء التابع للعدو الصهيوني
سأله الرائد أحمد هل سيكون معى مقاتلات لحمايتى ؟
أجابه مبارك لا ستطلق صواريخك دون حماية لأن الطائرات كلها مشتركة في المعركة ومن الصعب توفير حماية ..
أعطى مبارك للجواهرجى بعض الإرشادات و طلب منه بعد أن يقلع ألا يتجه إلى الجبهة مباشرة بل يتجه إلى وادى النطرون ثم الصحراء الغربية للتمويه و أن يحسب الوقت جيدا لتكون صواريخه فى الهدف الساعة 2 بالضبط
وأبلغه أنه ليس أمامه سوي تنفيذ المهمة وضرب مركز القيادة وفي حالة الفشل سوف يعود مرة أخري للتنفيذ في ظروف في منتهي الصعوبة لأن العدو سوف يكون جاهز في إستقباله وربما ضربه وإسقاطه بسهولة لكبر حجم طائرته ..
وأضاف مبارك أنه بعد نجاحك في تنفيذ الضربة تعود علي القاهرة وتهبط في مطار القاهرة الدولي لأنك لن تستطيع الهبوط في أي مطار آخر ، ويجب أن تطير علي إرتفاع منخفص حتي لاتضربك الدفاعات الجوية قبل مطارالقاهرة ..
غادر مبارك و جلس الجواهرجى أولا مطمئنا لأن والده بخير ثم جلس وحده يجهز الخطة لتنفيذ هدفه في سرية كاملة ..
يوم السبت 6 أكتوبر كان يستعد الجواهرجي بطاقمه وعندما إقترب من الطائرة وجد المساعد تلاوي قائد الطاقم الأرضي الخاص بطائرته وعندما رأي الصاروخ المعلق أسفل جناح الطائرة قام بأخذ قلم كان معلق في جيب أفارول تلاوي وقام بالكتابة عليه :
" ومارميت إذ رميت ولكن الله رمي "
فتعجب تلاوي وسأله لماذا هذه الآية الآن ؟
فأجابه الجواهرجي : النهاردة هنضرب إسرائيل
لم يتمالك تلاوي نفسه وحضنه بقوة وقاله :
ربنا معاكم وينصركم يا فندم
فى تمام الثانية يوم 6 أكتوبر كانت صواريخ الجواهرجى وزميلة الرائد طيار طموم الذى اقلع بطائرة TU16 اخرى تضرب المركز بالأربعة صواريخ أي 12 طن متفجرات لتقتلع المركز من جذوره
وبعدين نفذوا تعليمات العودة والهبوط في مطار القاهرة الدولي وبقوا طايرين فوق شارع الهرم ودخلوا علي مدرج جانبي في المطار وطبعا الطيران علي إرتفاع منخفض جدا فالرادارات بتاعة مطار القاهرة الدولي مرصدتهومش لدرجة إن برج المراقبة إتفاجئ بيهم أدامه فسألهم أنتم مين وفين ونزلتم هنا إزاي و ... إلخ
فرد الجواهرجي : إقفل الإتصال إحنا في حالة حرب
فرد البرج عليهم : حمدالله علي السلامة يا فندم
رحم الله اللواء أحمد صادق الجواهرجى الذى رحل عن دنيانا منذ خمسة أعوام ٢١ / ١ / ٢٠١٣ وأدخله فسيح جناته هو وكل شهدائنا الأبطال ☝
#أبطال_أكتوبر_المنسيين