Mohammed Haffz.
************
✪ من البلاد اللي بأعترف ان مواقفها السياسية ملتبسة وبتحيرني ومش عارف إزاي أوصفها هي بلاد المغرب العربي عموما ، و«الجزائر» خصوصا
.
✪ هي بلاد منكفئة على نفسها ، تولي وجهها دوما شطر المحراب الفرنسي الأوروبي ، وتنسلخ دوما من قضايا عروبتها وهمومها ، ومع ذلك تجدهم أكثر من يتشدقون بالقضية الفلسطينية ويزايدون على جميع العرب بها
✪ فعندك مثلا بلد زي «الجزائر» ، هتلاقي ان خطابها الرسمي دوما هو خطاب قومي متشدد مضاد للفرنسة ، رغم أنهم اجتماعيا ومعيشيا متفرنسون حتى النخاع ، لدرجة انه فيه ولايات ومدن جزائرية بأكملها لا تستطيع العيش فيها إذا لم تكن تجيد اللغة الفرنسية
.
★ ويبدو أن هناك إشكالية في شخصية «الجزائر» نفسها، فلدى «الجزائر» الرسمية حساسية مفرطة تجاه المستعمر القديم «فرنسا» رغم أنهم يتيمون عشقا بكل ماهو فرنسي ، ولديهم أيضا مشكلة سياسية وأمنية مزمنة مع جارتهم اللدود «المملكة المغربية» ، رغم أنهم عرقيا وديموجرافيا أقرب الشعوب لبعضهم البعض ، ولديهم أيضا عقدة التنافس على المكانة والزعامة مع «مصر» ، ويرون بكل اقتناع عجيب أنهم الأحق والأجدر بزعامة العرب وشمال أفريقيا ، رغم أنهم بعيدين جدا عن كل ما يشغل بال المنطقة
★ وتبلغ هذه العقدة المصرية منتهاها حين نجد «الجزائر» ترفض أن يفرض الجيش الوطني الليبي سيطرته على كامل التراب الليبي، فقط بسبب تخوفها من تواجد «مصر» على حدودها ، لأنها تعتبر الجيش الليبي بقياد المشير حفتر هو في حقيقته مجرد فصيل أو تشكيل من الجيش المصري
.
★ وعلى النقيض من ذلك ، تجد مثلا أنه وعلى الرغم من رصد المخابرات الجزائرية عام 2016 لمخطط تركي لإختراق الجزائر من حدودها الجنوبية مع دولة «مالي» ومحاولة إدخال آلاف المقاتلين الدواعش للداخل الجزائري لإغراق الدولة الجزائرية في مستنقع الفوضى والإرهاب والدم ، ورغم التاريخ الدموي المشين للتواجد العثمانللي في الجزائر ، ورغم أن «تركيا» كانت من الدول القليلة التي صوتت #ضـد استقلال الجزائر في الخمسينات وأيدت «فرنسا» ، ولكن رغم ذلك كله تجد الكثيرين من الجزائريين (حكومة وشعبا) يرحبون جدا بمحاولات السيطرة التركية الأردوغانية على مقدرات بلدهم الكبير العريق صاحب المؤسسات التليدة القوية
.
★ وما حدث في زيارة الأغا الأناضول للجزائر مؤخرا من تصرف تركي مهين للجزائر حكومة وشعبا حين أصر طاقم حرس أردوغان على تفتيش قاعة المؤتمرات الجزائرية اللي أتعمل فيها المؤتمر الصحفي الرئاسي بين الرئيس الجزائري «عبد المجيد تبون» وأردوغان بالكلاب البوليسية ..هو صفعة جديدة مهينة للجزائريين ما كان ينبغي لها أن تمر مرور الكرام
.
★ وبدلا من تدارك هذه الفضيحة ومحاولة الرد هذه الصفعة ، رأينا تصريحات المسئولين الجزائريين محتفية ومرحبة بحفيد الغزاة العثمانيين ، ورأيناهم يبرمون معه العديد من الاتفاقات الاقتصادية لرفع مستويات الشراكة بينهم لدرجة غير مسبوقة ، أما ما خفي من تفاهمات واتفاقات أمنية سرية تمت في كواليس الزيارة فهذا شئ لا يعلمه إلا الله ، بينما نجدهم يتحسسون مسدساتهم كلما ذكر أمامهم اسم «مصر» التي لم تعتدي عليهم ذات يوم
.
⚈ هذه الزيارة وما حدث فيها وما نتج عنها هي مجرد مثال صارخ جديد على ذلك التناقض الغير مفهوم في السياسة الخارجية الجزائرية
.
علامات استفهام كثيرة أصبحت تحيط الجزائر الشقيق
.
#أمجاد_ياعرب_أمجاد