منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
الثورة الفرنسية. >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
الثورة الفرنسية. >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 الثورة الفرنسية.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الثورة الفرنسية. Empty
مُساهمةموضوع: الثورة الفرنسية.   الثورة الفرنسية. I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 08, 2011 3:20 pm

الثورة الفرنسية.
ضاحك ضاحك
الثورة الفرنسية تعتبر فترة تحولات سياسية واجتماعية كبرى في التاريخ السياسي والثقافي لفرنسا وأوروبا بوجه عام. ابتدأت الثورة سنة 1789 وانتهت تقريباً سنة 1799. عملت حكومات الثورة الفرنسية على إلغاء الملكية المطلقة، والامتيازات الإقطاعية للطبقة الارستقراطية، والنفوذ الديني الكاثوليكي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أفكار ما قبل الثورة
ساهم مفكرو عصر التنوير في اندلاع الثورة الفرنسية فقد انتقد مفكرو الأنوار الحكم الملكي المطلق: قاسوا الظلم وقالوا بأن ثورتهم هي لفرض العدل والمساواة. عرف القرن 15_17م بقيام حركة فكرية نشرت أفكار جديدة وانتقدت النظام القديم، ومن أهم زعمائها مونتسكيو الذي طالب بفصل السلطة وفولتير الذي انتقد التفاوت الطبقي في حين ركز جان جاك روسو على المساواة.
ظروف اندلاع الثورة الفرنسية
ساهمت عدة عوامل في اندلاع الثورة الفرنسية

اجتماعيا
كان مجتمع على شكل هرم تراتبي يوجد في قمته طبقة النبلاء والإكليروس المستفيدين من عدة امتيازات، ثم الهيئة الثالثة المشكلة من البورجوازية الناشئة المحرومة من المشاركة السياسية، وتمثل الطبقة الكادحة أسفل الهرم، وكانت تعاني من ثقل الضرائب وأعمال السخرة. لكن كانت هناك ضرائب العشور التي تفرض علي الفلاحين وهي مقاسمتهم النقود أو الارباح من جني المحاصيل مما جعلهم أول طبقة من الثوار الحاقدين علي قيادة فرنسا وعلي لويس السادس عشر.
اقتصاديا
اعتمدت فرنساعلى النشاط الفلاحي، وقد أدى تراجع إنتاج المحاصيل إلى تأزم البوادي وارتفاع المجاعة وتفشي البطالة بالمدن، مما أدى إلى توالي الانتفاضات انطلاقا من البوداي التي توجت بثورة باريس يوم 4 آب 1789م.فبقيت أساليب الإنتاج الزراعي غير متطورة وتدهورت التجارة.

حكومياْ تميز نظام الحكم في فرنسا قبل الثورة باستحواذ الملك والنبلاء والإكليروس على الحكم في إطار ملكية مطلقة تستند إلى الحق الإلهي مع عدم وجود دستور يحدد اختصاصات السلطة الحاكمة.

مراحل الثورة الفرنسية
دامت الثورة الفرنسية عشر سنوات، ومرت عبر ثلاث مراحل أساسية:

المرحلة الأولى (يوليو 1789 - اغسطس 1792)، فترة الملكية الدستورية: تميزت هذه المرحلة بقيام ممثلي الهيئة الثالثة بتأسيس الجمعية الوطنية واحتلال سجن الباستيل، وإلغاء الحقوق الفيودالية، وإصدار بيان حقوق الإنسان ووضع أول دستور للبلاد.
المرحلة الثانية (اغسطس 1792 - يوليو 1794)، فترة بداية النظام الجمهوري وتصاعد التيار الثوري حيث تم إعدام الملك وإقامة نظام جمهوري متشدد.
المرحلة الثالثة، (يوليو 1794 – نوفمبر 1799)، فترة تراجع التيار الثوري وعودة البورجوازية المعتدلة التي سيطرت على الحكم ووضعت دستورا جديدا وتحالفت مع الجيش، كما شجعت الضابط نابليون بونابارت للقيام بانقلاب عسكري ووضع حدا للثورة وإقامة نظاما ديكتاتوريا توسعيا.

نتائج الثورة الفرنسية
النتائج السياسية: عوض النظام الجمهوري الملكية المطلقة، وأقر فصل السلطات وفصل الدين عن الدولة والمساواة وحرية التعبير.

النتائج الاقتصادية: تم القضاء على النظام القديم، وفتح المجال لتطور النظام الرأسمالي وتحرير الاقتصاد من رقابة الدولة وحذف الحواجز الجمركية الداخلية، واعتماد المكاييل الجديدة والمقاييس الموحدة.

النتائج الاجتماعية: تم إلغاء الحقوق الفيودالية وامتيازات النبلاء ورجال الدين ومصادرة أملاك الكنيسة كما أقرت الثورة مبدأ مجانية وإجبارية التعليم والعدالة الاجتماعية وتوحيد وتعميم اللغة الفرنسية.

وبعد أن أنهينا ثلاث مراحل في طريقنا لمعرفة كيف كانت مراحل تكون الفكر الغربي الحديث ، وكيف تبلور الفكر منذ القرون الأولى مرورًا بالعصور الوسطى حتى عصر النهضة.

وبعد أن رسمنا خطوطًا عامة في فهم أسباب الثورة على الكنيسة؛ نشرع اليوم في ذكر الحدث نفسه، وكيف كانت الثورة الفرنسية هي نقطة تحول في تاريخ أوروبا من قارة مسيحية إلى اللادينية.

لقد بدأت نذر الثورة على الكنيسة ورجال الدين منذ عصر النهضة، وبدأ الكتاب يتمردون على سلطان الكنيسة الطاغي ويهاجمون رجال الدين، بل يهاجمون كذلك خرافات ذلك الدين الكنسي ومعمياته.

وفي السنوات السابقة للثورة بلغ الفساد السياسي والتدهور الاقتصادي في فرنسا غايته، حتى إن "كالون" وزير الخزانة الملكية اعترف بذلك عام (1787م)، وأرادت الحكومة سد عجز الميزانية بإرهاق الشعب بضرائب جديدة فادحة، فازدادت أحوال الطبقات المسحوقة سواءً، وعصفت بالبلاد موجة من الجوع ونقص المؤن.

وفي الوقت الذي عيل فيه صبر الشعب وأنهكته المجاعة والبؤس، كان هناك طبقتان تترنحان في أعطاف النعيم وتنغمسان في مختلف الملاذ، وهما: طبقة رجال الدين، وطبقة الأشراف، بالإضافة إلى الأسرة المالكة التي كانت عبئًا ثقيلًا على الجميع.

وكان إنقاذ الشعب يتطلب منه أن يقوم بعمل يودي بالظلم ويزيح كابوسه عن المهضومين، ووقف الشعب بكل فئاته "الفلاحين، المهنيين، القساوسة الصغار" جبهة واحدة، وكانت الجبهة الأخرى ائتلافاً بين الطبقتين المحتكرتين "رجال الدين والأشراف".

وعندما بدأت أحداث الثورة الفرنسية في 14 يوليو 1789، بدأ معها مسلسل مخيف من القتل الجماعي، وذاع صيت طبيب يدعى جيلوتين لاختراعه آلة قتل عرفت باسمه وعرفناها باسم المقصلة، التي التهمت أرواح العديد من الأبرياء والشرفاء تحت شعار الثورة، ولم تكن إلا فوضى وتسارع بربري نحو القتل الجماعي.
كانت الثورة الفرنسية بكل ما تضمنت من ألوان العنف والبطش والقتل وإسالة الدماء.

وقامت الثورة الفرنسية تدعو إلى ثلاث شعارات: الحرية, والإخاء, والمساواة.

فأمام هذا خرجت الثورة الفرنسية تقول: لا. المواطنون كلهم سواء في الحقوق والواجبات، ففرحت أوروبا ، وهذا صحيح وشيء جيد.

والحقيقة أنها جاءت بظلم آخر, فالثورة الفرنسية رفعت ظلم الإقطاعيين, وجاءت بظلم الرأسماليين، فدفعت ظلم الملوك, وجاءت بظلم نابليون وأمثاله.

والجدير بالذكر أن تعبير حكم الإرهاب Reign of Terror يعني الفترة الأخيرة من شهور الثورة الفرنسية التي غاب فيها المنطق وتولى زمام الأمور فيها ماكسميليان روبسبيير Robespiere الذي يعد بحق واحداً من أشهر السفاحين الذين أنجبتهم البشرية.

وكانت الأمور قد تطورت في أعقاب قيام الثورة الفرنسية التي قضت على الملك لويس السادس عشر وزوجته الشهيرة الأميرة النمسوية ماري انطوانيت وترك ولدهما يموت في السجن وهو صبي دون الثانية عشرة.
جاء هذا التطور في شكل تجمع خارجي للقوى المحيطة بفرنسا وعلى رأسها بريطانيا والنمسا واسبانيا والبرتغال وروسيا وبروسيا وسردينيا ونابولي قرر الهجوم على فرنسا الى جانب الحرب الأهلية التي اشتعل أوارها بين الملكيين وأنصار الثورة.
نتيجة لذلك أصدرت الجمهورية الفرنسية قراراً في الخامس من سبتمبر 1973م يجعل "الإرهاب" المظلة الوحيدة لكل التحركات وكما أسموه "أصبح الإرهاب نظام اليوم".
كان تفسير القرار باختصار هو القضاء الفوري على النبلاء ورجال الدين وأولئك الذين لديهم ممتلكات خاصة ومخزون للطعام، من هنا بدأت موجة عاتية من العنف والقتل عرفت باسم (حكم الإرهاب).
كان أول مظاهر هذه الموجة هو إرسال "الجيش الثوري" من باريس الى المدن الصغرى والقرى ومعه مقصلة متحركة، وكان روبسبيير([1]) -الذي كان يرأس لجنة الأمن العام وهي القوة الكبرى في فرنسا آنذاك- يريد تجهيز جيش قوامه نصف مليون رجل للقيام بمهمة تصفية معارضي روبسبيير ولجنته، ومن ثم فقد أصدر قراراً ببدء التجنيد الإجباري.

وفي السابع عشر من سبتمبر، أصدرت لجنة الأمن العام قانون المشبوهين الذي يتيح للسلطات التابعة للجنة الأمن العام اعتقال وإعدام أي شخص يتهم بالعمل ضد "الثورة"، وقد علق روبسبيير على ذلك متباهياً ومتفاخراً بقوله:"إنني سأجعل خط الحدود بيني وبين أعداء فرنسا من حولنا نهراً من الدماء".
وزاد الضغط على المقصلة، ففي يوم الحادي عشر من نوفمبر 1793م تم قطع رؤوس اثنين وثلاثين ضحية في ثمان وعشرين دقيقة!! بعد ذلك بأسبوع قطعت رؤوس اثني عشر رجلاً في خمس دقائق، كان هذا هو أسلوب التخلص من الخصوم السياسيين.

ولقد عُرف أن فوضى القتل إبان الثورة الفرنسية فتحت المجال أمام أعداد هائلة من المرضى النفسيين لممارسة القتل على نطاق واسع، وكل ذلك باسم الثورة وتحت مظلة العشوائية، التي حكمت سلوك الفرنسيين في تلك الحقبة الغريبة، وكان أبرز الضحايا هم الأثرياء ورجال الدين وأبناء الطبقة الارستقراطية، وأضاف السفاحون لهم نماذج أخرى مثل العاطلين عن العمل ومن أسمتهم المحكمة الثورية بالمتعصبين.
وقد اخترع روبسبيير مجموعة فريدة من التهم يعاقب مقترفها بالإعدام:
التعرض للوطنية بالسب أو القذف.
بث روح اليأس لدى المواطنين.
ترويج أخبار كاذبة.
انتهاك الأخلاقيات.
إفساد الضمير العام.
تعكير البراءة والطهارة الثورية، وتعويق طاقة الحكومة.
ومن أجل الإسراع بالإجراءات القانونية صدرت قوانين بمنع محامي الدفاع أو استدعاء أي شهود، أما المحلفون فكانوا مجموعة من المواطنين الشرفاء الذين كان بوسعهم الوصول الى حكم عادل دون الاستماع الى مرافعات الدفاع أو إفادات الشهود، وكان الحكم دائماً واحداً من اثنين، البراءة أو الموت.

وإذا وضعنا في الحسبان مقولة روبسبيير بأن الرأفة مرادفة لقتل الأمهات أو الآباء؛ لعرفنا أن المحاكمة كانت تعني دائماً الموت، وارتفع معدل تنفيذ الأحكام الى ثلاثين حكماً يومياً مع بداية نوفمبر 1793م.

وهكذا اكتسحت الثورة الفرنسية في طريقها ما كان قد تراكم من المظالم خلال ألف وأربعمائة عام، وأزالت الطبقتين الحاكمتين الطاغيتين المتحالفتين، رجال الإقطاع ورجال الدين.

نتائج الثورة الفرنسية:
يعتبر التركيز على حقوق الإنسان من أهم النتائج التي ترتبت عن الثورة الفرنسية، و التي استهلت بالتنصيص على الحرية و المساواة وحق الإنسان في تكوين الجمعيات السياسية و الأمن و السلام، مع حرية الرأي و التعبير إضافة إلى أن ميزانية الدولة المجموعة من الضرائب تنفق في المصلحة العامة.

* استناد الحكم على الأمة و الفصل بين السلط مع وضع دستور للبلاد منح حق الإنتخاب لكل الرجال من دافعي الضرائب.

* وعلى الصعيد الإداري أقرت الثورة الفرنسية توحيد القانون و اللغة الفرنسية بجميع أرجاء البلاد، و إلغاء الحواجز الجمركية الداخلية.

* وعلى الصعيد الخارجي طالب الثوار بمساعدة الشعوب من أجل الحصول على استقلالها.

ومع ذلك فإن الأمور - في تلك الثورة- لم تسر في مسارها الطبيعي، فعلى الرغم من كل الظلم المتراكم أكثر من ألف عام، من الإقطاعيين ورجال الدين سواء، وعلى الرغم من كل الحقد المشحون في الصدور تجاه هاتين الطبقتين، وعلى الرغم من وحشية الجماهير حين تتولى هي القيادة.

على الرغم من ذلك كله فقد كان يمكن أن تسير الثورة في تمردها وقضائها على الظالمين مساراً آخر، لولا أن يد خبيثة تدخلت لتتجه بالثورة في مسار معين، يخدم أغراضها هي قبل كل شيء أخر.. سواء خدم أو لم يخدم أهداف الآخرين!

وهولاء هم اليهود

ونتناول بإذن الله في النقال القادم دور اليهود ي الثورة وكيف نجحوا في تنحية الدين من الفكر والعقل الغربي

ضاحك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الثورة الفرنسية. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثورة الفرنسية.   الثورة الفرنسية. I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 08, 2011 3:21 pm

ناقشنا في المقال السابق أحداث الثورة الفرنسية وكيف قامت، وما كان فيها من محاولة لإزالة تراكمات مئات السنين من الطغيان والتسلط الكنسي، إلى جانب الاستعباد الذي قام به الأشراف والإقطاعيين للأفراد.

ولكن على رغم مما كان في الثورة الفرنسية من قتل وإراقة للدماء منقطع النظير، إلا أنها لم تعد أن تكون ردة فعل نفسية لما تكوَّن عند الرجل الغربي من إحساس بالظلم والقهر، خاصة من جانب الكنيسة التي ساندت الإقطاع وجمعت الضرائب والأموال وعذبت وأحرقت العلماء بحجة مخالفة مذهب الكنيسة.

كانت الثورة الفرنسية ردة فعل نفسية على كل هذا، ولم يكن في مخيل الناس التحول إلى اللادينية وإقصاء الدين من الحياة، بل كان همهم الانتقام من رجال الدين والأشراف فقط.

ولكن يد ما تدخلت لاستغلال تلك الفرصة التي ربما قد لا تتكرر، وحوَّلت مسار الثورة لتكون ثورة على الدين وليست على رجال الدين، وهنا كان دور اليهود في إفساد أوروبا.

وقبل أن نستعرض الدور اليهودي في الثورة الفرنسية وأسبابه يجب أن نقرر حقيقة مهمة، وهي أن اليهود لا ينشئون الأحداث كما يزعمون لأنفسهم، وكما يتوهم الذين تبهرهم سيطرة اليهود في الوقت الحاضر فيهولون من مقدرتهم كأمثال (وليم كار) مؤلف الكتاب الشهير "أحجار على رقعة الشطرنج" الذي ينسب فيه كل أحداث التاريخ لفعل اليهود، ولكن لا شك أنهم يجيدون انتهاز الفرص واستغلالها لتنفيذ مخططاتهم.

وعقدتهم الكبرى اعتقادهم أنهم شعب الله المختار، ومن ثم فينبغي أن يكون بقية البشر خدماً وعبيداً لهم، ويكونوا وحدهم هم المسيطرين، يقول التلمود لليهود: "الأمميون (أي كل الأمم غير اليهود) هم الحمير (دواب الحمل) الذين خلقهم الله ليركبهم شعب الله المختار، وكلما نفق منهم حمار ركبنا حماراً أخر!".

وإذ كان مخططهم هو استعباد البشرية، واستحمارها وتسخيرها لمصالحهم، فقد علموا أن أنجح الوسائل لذلك هي نزع عقائد الأممين وإفساد أخلاقهم.

ولذا جاء في بروتوكولات حكماء صهيون: "يجب علينا أن ننزع فكرة الله ذاتها من عقول غير اليهود، وأن نضع مكانها عمليات حسابية وضرورات مادية.

ومن المسيحيين أناس قد أضلتهم الخمر وانقلب شبابهم مجانين بالكلاسيكيات والمجون المبكر الذي أغراهم به وكلاؤنا ومعلمونا وخدمنا ونساءنا في أماكن لهوهم والراغبات من زملائهن في الفساد والترف"([1]).

صحيح أن العقيدة التي قدمتها الكنيسة -أو قدمها بولس اليهودي الأصل- إلى أوروبا كانت فاسدة منذ أول لحظة، وأن الدين الذي نشرته الكنيسة لم يكن هو دين الله المنزل بل كان دينا محرفا يتكون من خليط من الأديان الوثنية إلى جانب مسحة ربانية، ولكن شدة تمسك أوروبا بعقيدتها -رغم فسادها- قد جمد محاولات اليهود لتنفيذ مخططاتهم فترة طويلة، رغم أنهم لم يكفوا عن المحاولة خلال تلك القرون كما يقول -بحق- وليم كار في كتاب على رقعة الشطرنج.

لقد كان أقصى ما يفعل اليهود هو جمع المال، وإقراضه بالربا الفاحش للمحتاجين، وإيقاع أمراء الإقطاع في الدين ليستولوا في النهاية على ثرواتهم.

ولكن تأثيرهم في مجموع الناس كان معدوماً أو ضئيلاً إلى أقصى حد، خاصة واليهود في أوروبا في ذلك الحين محتقرون مهينون، فوق البغضاء الموجهة إليهم والاضطهاد الحائق بهم على أساس أنهم قتلة المسيح كما كان يعتقد المسيحيون.

وحينما قامت الثورة الفرنسية كانت أهداف الثائرين هي القضاء على الحليفين الطاغيين المستبدين: رجال الإقطاع ورجال الدين، وكان الإقطاع شراً خالصاً فكان ينبغي أن يزول، وكان الدين الذي تقدمه الكنيسة وتطغى به على الناس يحوي بعض الحقائق وكثيراً من الأباطيل، فكان يمكن أن تصحح أباطيله، ويستبدل به الدين الحق، الخالي أساساً من الأباطيل.

ولكن اليهود حين دخلوا في الأمر لم يدعوا الفرصة لتصحيح الدين، وإنما استغلوها فرصة سانحة لتحطيم الدين، وهذا هو الدور الحقيقي الذي لعبوه في الثورة الفرنسية.

والحقيقة إن المحافل الماسونية([2]) المنتشرة في فرنسا في ذلك الوقت ساهمت في التحضير للثورة، وهي التي رفعت شعاراتها الخاصة -الحرية والإخاء والمساواة- شعارات للثورة الفرنسية، على غير وعي من (الأمميين) الذين قاموا بها، واشترك بعض الخطباء من اليهود في إلهاب حماسة الجماهير وتفجير الغضب المكبوت.

أما عن أسباب دخول اليهود في الثورة فقد كان لتحقيق هدفين كبيرين من أهدافهم الخاصة، أحدهما كانت الثورة تتجه إليه من تلقاء ذاتها، والثاني كانت وجهة الثورة فيه تيسِّر لهم الوصول إلى هدفهم الخاص إذا استغلوا الأحداث.

فأما الهدف الأول: فقد كان تحطيم الإقطاع، وهذا كان يوافق هدفاً مرحلياً خاصاً لليهود.

فقد كان لليهود أكثر من مصلحة في تحطيم الإقطاع، فلا عجب أن يدخلوا في الثورة التي رأوها متجهة- من تلقاء نفسها- إلى تحطيمه.

كانت الثورة الصناعية تدق الأبواب، وكان اليهود يقدِّرون لأنفسهم فيها أرباحاً طائلة عن طريق الإقراض بالربا، فمنذ مولدها واحتياجها إلى المال لتمويل الصناعة الناشئة سقطت فريسة في يد اليهود، وما تزال حتى هذه اللحظة في أيديهم.

لقد كان المال الوفير الذي يصلح لتمويل الثورة الصناعية في يد طائفتين اثنتين في ذلك الحين: طائفة أمراء الإقطاع وطائفة المرابين من اليهود.

فأما أمراء الإقطاع فقد رفضوا تمويل الصناعة الناشئة وأبوا أن ينقلوا أموالهم من دورتها الزراعية المألوفة لديهم والمضمونة الربح لهم، إلى عملية جديدة لا يعرفونها، ولا يطمئنون إليها لعدم تمرسهم بها، خاصة وأن كثيراً من العلميات الصناعية كان يفلس في مبدأ الأمر بسبب نقص الخبرة، أو عدم توفر الأسواق، أو عدم وجود المواصلات الميسرة، أو عدم إقبال الناس على الأشياء المصنوعة الآلة، وتفضيل المصنوعات اليدوية عليها بحكم الألفة الطويلة.

عندئذ تقدَّم اليهود لتمويل تلك الصناعات مرحبين، لأنهم -على طريقتهم- لا يخسرون شيئاً سواء ربحت الصناعة أو خسرت أو أفلست إفلاساً كاملاً، ذلك أنهم لا يشتركون اشتراكاً مباشراً برؤوس أموالهم، وإنما يقرضون أصحاب الصناعات بالربا الفاحش مقابل ضمانات تضمن لهم رجوع أموالهم إليهم مع الفوائد المضاعفة دون أن يتعرضوا للخسائر التي كانت تتعرض لها الصناعة الناشئة في ذلك الوقت في كثير من الأحيان.

ولكن العقبة أمام الصناعة الناشئة لم تكن عقبة التمويل فحسب، وهي بالنسبة لهم لم تكن عقبة بل كانت مصدر ربح وفير، إنما كانت العقبة الكبرى هي توفير العمال اللازمين للصناعة، فقد كان العمال في الريف يحتجزهم الأحرار، وهم قلة قليلة إلى جوار العبيد والأقنان، وكلهم لا يملكون الانتقال إلى حيث تقوم الصناعات بالمدينة، حيث توجد الأسواق المعقولة لتصريف المنتجات الصناعية، ومن ثم كان لا بد من تحطيم الإقطاع لتحرير وقود الصناعة الجديدة، وتقرير (حق الانتقال) لكل من يريد، وهو حق لم يكن قائماً في ظل الإقطاع.

وهذا الهدف- وهو تحرير العبيد لتوفير العمال اللازمين للصناعة في المدن- لم يكن في حساب الثائرين ولا شك يوم قاموا بثورتهم العنيفة ضد مظالم الإقطاع، ولكنه كان هدفاً واعياً لليهود منذ أول لحظة.

وأما الهدف الثاني: فقد كان تحطيم نفوذ الكنيسة ورجال الدين، وهذا الذي حوله اليهود لحسابهم الخاص إلى تحطيم لذات الدين.

لذلك سعوا بجمعياتهم الماسونية المنبثة في أنحاء فرنسا، وبخطبائهم وكتابهم إلى توجيه غضب الجماهير المجنونة نحو الدين ذاته لا نحو رجاله فحسب، وكان أن أعلنت في فرنسا الثورة، أول حكومة لا دينية في العالم المسيحي لا تجعل الدين أساساً لأي شيء في حياة الناس.

ثم أعقب ذلك ظهور نظرية علمية خطيرة استغلها اليهود أنجح استغلال لتحويل أوروبا إلى اللادينية

تلك النظرية كانت نظرية دارون([3]).

يقول كتاب بروتوكولات حكماء صهيون في ذلك: ( إن دارون ليس يهودياً، ولكنا عرفنا كيف ننشر آراءه على نطاق واسع، ونستغلها في تحطيم الدين ).

وسيكون هذا بإذن الله تعالى هو موضوع مقالنا القادم.



([1])بروتوكولات حكماء صهيون، البروتوكول الأول.

([2]) الجمعيات الماسونية من أقدم الجمعيات السرية التي لا تزال قائمة، تهدف إلى القضاء على الأديان والأخلاق الفاضلة وإحلال القوانين الوضعية والنظم غير الدينية محلها، ولا يعرف بالضبط متى نشأت تلك الجمعيات.

([3]) تشارلز داروين (1809-1882)م باحث إنجليزي، صاحب نظرية التطور في الأجناس الحية، أحدث كتابه (أصل الأنواع) الذي تضمن نظريته في التطور ضجة لم يحدثها أي مؤلف آخر في التاريخ الأوروبي قاطبة، وكانت له آثار بعيدة في كل المجالات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الثورة الفرنسية. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثورة الفرنسية.   الثورة الفرنسية. I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 08, 2011 3:24 pm

كاتب أمريكى: 25 يناير أشبه بأحداث الثورة الفرنسية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نابليون بونابرت
أكد الكاتب الأمريكى مايكل موستيج أن الثورة المصرية أشبه بالأحداث التى مرت بها فرنسا عام 1968، والتى عرفت بثورة مايو، وانتهت بإعلان الرئيس الفرنسى شارل ديجول استقالته، بعد إجراء استفتاء شعبى أثبت عدم رضا الشعب الفرنسى عن سياسات حكومته.

وأشار الكاتب الأمريكى فى مقالته المنشورة على موقع قناة الـ"بى بى إس" الأمريكية الخطأ الذى وقع فيه الكثير من المحللين السياسيين بمحاولة مقارنة الثورة المصرية بالإيرانية، قائلا: "الأمر مختلف تماما".

وأكد مايكل أن ثورة 25 يناير أشبه بثورة مايو الفرنسية التى قادها الشباب أيضا، وانضم إليها العديد من فئات الشعب فيما بعد، حيث اندلعت الثورة فى صورة مظاهرات قادها شباب من الطبقة الوسطى من طلاب جامعة السربون وسكان الحى اللاتينى، احتجاجاً على السياسات الاقتصادية لحكومة شارل ديجول، لينضم إليها بعد ذلك العمال، ويعلن الإضراب الشامل فى البلاد، تبع ذلك إصابة فرنسا بشلل فى وسائل الموصلات بعد انضمام العاملين بوحدات الطاقة ومحطات البنزين إلى المعتصمين.

ويقول الكاتب: إن الحكومة الفرنسية وقتها تحيرت فى كيفية التعامل مع المعتصمين، ما بين تفريقهم بالقوة أو الحوار معهم، ولجأت وقتها الحكومة إلى زيادة مرتبات العاملين فى القطاعات المختلفة، خاصة الطبقة العاملة، وذلك لفصل فئة العمال عن المعتصمين من الشباب، بعدها قام الرئيس شارل ديجول بإلقاء خطبة حماسية، تذكر الشعب الفرنسى بإنجازاته، خاصة فى القضاء على النازى خلال الحرب العالمية الثانية، ودعمت الحكومة وقتها خروج مظاهرات لتأييد الرئيس وصلت إلى نصف مليون فرنسى، تمثلت مطالبات المحتجين بعودة الاستقرار.

بعدها قامت الحكومة بعمل استفتاء عام على الرئيس شارل ديجول، فأخفق الرئيس فى الحصول على إجماع نسبة الأغلبية، واضطر الرئيس وقتها إلى تقديم استقالته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الثورة الفرنسية. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثورة الفرنسية.   الثورة الفرنسية. I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 08, 2011 3:27 pm

السلام عليكم على بركة الله

---*- الثورة الفرنسية و نتــائجها -*---



مقدمة:

تعتبر الثورة الفرنسية من أ هم الأحداث السياسية التي عرفتها أوربا خلال القرن الثامن عشر و ما كان لها من انعكاسات مختلفة. فما هي عوامل حدوث الثورة ؟ و ما هي مراحلها ؟و ما هي النتائج المترتبة عنها ؟



حدثت الثورة الفرنسية سنة 1789 لعوامل مختلفة .

1- كان للتفاوت الطبقي و الحكم الفردي دور في حدوث الثورة
_عرفت فرنسا نظام ملكية مطلقة (البوربون ) مدعمة من طرف هيئة النبلاء التي تتمتع بحقوق فيودالية وتشغل المناصب الهامة ويعتمدون على مداخيل الأراضي ، وهيئة الإكليروس التي تستفيد كذلك من مداخيل الأراضي . و كانت الهيئة الثالثة تضم التجار ورحال الصناعة و الحرفيين والعمال و الفلاحين و تعاني من التهميش وأداء الضرائب
2-ساهمت الأزمة الإقتصادية والمالية في حدوث الثورة .
_عرف الميدان الفلاحي تراجعا وانخفضت أرباح المزارعين ، وتدهورت الصناعة بسبب منافسة منتجات الصناعة الإنجليزية ، وأثرت كثرة الرسوم والضرائب على النشاط التجاري ، وأثرفقدان فرنسا لمستعمراتها في أمريكا الشمالية والهند على تجارتها الخارجية .وتراجعت مداخيل الدولة التي أصبحت تعتمد بصفة خاصة على الضرائب
3- حاول لويس XVIإحداث إصلاحات وواجهت الرفض .
_ استفاد لويس XVIببعض المراقبين العامين للمالية TURGOT للقيام ببعض الإصلاحات استهدفت تحقيق المساواة بفرض الضرائب على أساس الأرض ، ورفع الحواجز الجمركية بالنسبة للتجارة الداخلية ،و دعم حريةالعمل بإلغاءالطوائف المهنية ، وذلك لكسر الاحتكار الممارس من طرف الارستقراطية في هذا الاطار. وتمت معارضة هذه الإصلاحات من طرف النبلاء



_ مرت الثورة الفرنسية من ثلاثة مراحل.

أهم الأحداث :
دجنبر 1788عقد مجلس الهيئات العامة والإعلام عن تأسيس الجمعية الوطنية
- 17يونيو 1789 الإعلان عن الجمعية العمومية من طرف الهيئة الثالثة
14يوليوز 1789مهاجمة الثوار سجن الباستيل
11غشت 1789اجتماع الجمعية العمومية و إلغاء الحقوق الفيودالية
26غشت 1789 اعلان حقوق الانسان و المواطن
3غشت 1791 وضع الدستور
21يونيو 1791 محاولة لويس XVIالفرارالى بروسيا
20أبريل 1792 بداية الصراع بين الجيرونديين واليعاقبة وإعلان الحرب على بروسيا
10غشت 1792 إلقاء القبض على الملك (إعدام الملك في 21 يناير 1793 )
يونيو 1793اعتقال قادة اليوونيين واعدامهم
24 يونيو 1793 اصدار دستور جديد والاقرار بعودةا لسلطة الى الشعب ، تاسيس حكومة طورية بقيادة روبسبير و انشاء لحان خاصة
17 شتنبر 1793 اصدار(قانون المشتبه بهم ) واعدام العديد من الجيرونديين. قيام العناصر البورجوازية باغتيال روبسيير.
1795 اصدار دستور جديد وتأسيس حكومة جديدة وتكوين مجلسين = مجلس الحكماء ومجلس خمسمأة استمرار الثوار (بابوف) وثوراث الملكيين
9-19-1799 لجوءالبورجوزاية الى الجيش (نابوليون بونابرت)
لتسلم الحكم



ترتب عن الثورة الفرنسية نتائج سياسية و اقتصادية و اجتماعية

1 نتج عن الثورة الفرنسية تحولات سياسية هامة
ضهر لاول مرة النضام الجمهوري ،وتم الاقرار بحقوق الانسان وفصل الدين عن الدولة والغاء الحقوق الفيودالية ،و اعتبار السيادة للامة ن وتوحيد الشعب الفرنسى واعتبار الفرنسبة اللغة المتداولة . وكان للثورة الفرنسية صدى لدى الشعوب الاوربية وكذلك في امريكا اللتينية
2 ثأثر المجال الاقتصادي باحداث الثورة الفرنسية
_استفادت الطبقة البورجوازية بوضع تشريعات جديدة وبتوحيد المقايس والاحزاب و المكاييل . وثم الغاء الضرائب المفروضة على الفئات الشعبية ووضع ضرائب على اساس الثروات.
3 حدثت تحولات اجتماعية بسبب الثورة الفرنسية
_اصبحت البورجوازية في قمة الهرم الاجتماعي واستفادت من الحرية الاقتصادية والغاء الحواجز الجمركية. ولم يستفد العمال والفلاحيون من الثورة.
و تم اقرار مجانية و الزامية التعليم ، وتم التراجع عن هذه المبادئ.


خاتمة

استمرت الثورة الفرنسية ما بين 1789 ، 1799 غير انها ساهمت في انهاء النظام القديم و سيطرة الطبقة البورجوازية.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الثورة الفرنسية. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثورة الفرنسية.   الثورة الفرنسية. I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 08, 2011 3:29 pm

Smile الثورة الفرنسية

الثورة الفرنسية ...

الثورة الفرنسيةالثورة الفرنسية تعتبر فترة تحولات سياسية واجتماعية كبرى في التاريخ السياسي والثقافي لفرنسا وأوروبا بوجه عام. ابتدأت الثورة عام 1789 وانتهت تقريباً عام 1799. عملت حكومات الثورة الفرنسية على إلغاء الملكية المطلقة، والامتيازات الإقطاعية للطبقة الارستقراطية، والنفوذ الديني الكاثوليكي.
أدت الثورة إلى خلق تغييرات جذرية لصالح "التنوير" عبر إرساء الديمقراطية وحقوق الشعب والمواطنة، وبرزت فيها نظرية العقد الإجتماعي لـ جان جاك روسو والعديد من القاده الفكريّين الآخرين، الذي يعتبر منظر الثورة الفرنسية وفيلسوفها.
في السنوات الـ 75 التالية للثورة، حدثت في الحكومة الفرنسية عدة تقلبات بين الجمهورية والدكتاتورية والدستورية والإمبراطورية، إلا أن الثورة بحد ذاتها شكلت حدثا مهما في تاريخ أوروبا، وتركت نتائج واسعة النطاق من حيث التغير والتأثير في الدول والشعوب الأوروبية. في القرن التالي للثورة الفرنسية، حكمت فرنسا بوصفها جمهورية، وديكتاتوريه، ونظام ملكي دستوري، وإثنين من الامبراطوريات.
خلال المائة عام قبل الثورة كانت فرنسا أكبر وأقوى أمة أوروبية. ولكن خلال بضعة أشهر كان قد خسر الملك نفوذه في إصدار القوانين، وقام الشعب بانتخاب ممثلين قاموا بالتصويت لإعدامه، وقام الحكام الجدد بكتابة دستور جديد وقاموا بخطوات إصلاحية في كثير من القوانين. كان التغير الراديكالى قد أعطى الشعب الإحساس بأنهم يعيشون في عصر جديد وأصبحوا يطلقوا على الفترة التى سبقت عام 1789 بـالحكم القديم (Le Royaume de France) أو (Ancien Régime)


الخط الزمني للتاريخ الفرنسي ...
بوابة فرنسا :

اختلف المؤرخون حول الطبيعة السياسة والإجتماعية والإقتصادية للثورة.
التفسيرات الماركسية التقليدية، مثل تلك التي قدمها جورج ليفيفر، وصفت الثورة باعتبارها نتيجة للتصادم بين إطاعي الطبقة النبيلة الراسمالية والطبقة البرجوازية. بعض المؤرخين يقولون أن النظام الارستقراطي القديم استسلم لتحالف من ارتفاع البرجوازيه والفلاحين المتضررين، والعاملين بأجر في المناطق الحضرية. كان عامة الناس يعانون من النظام الارستقراطي القديم.

الأسباب السياسية :

كان نظام الحكم في فرنسا قبل الثورة استبداديا مطلقا وقد عرف لويس السادس عشر الذي عاصر الثورة (1774-1793) بضعف الشخصية وبسيطرة الحاشية عليه ورغم ذلك كان شديد التمسك بالنفوذ المطلق رافضا لكل أنواع التطوير السياسي .
أما النظام الإداري فقد اتسم بالفساد بسبب غياب الوحدة الإدارية وارتفاع الأداءات الجمركية بين المناطق وانتشار الرشوة . كل ذلك حال دون توثيق الروابط الوطنية بين مختلف جهات فرنسا .

الأسباب الاجتماعية :

قام ملوك فرنسا بتأسيس نظام ملكى مطلق كانت فيه رغبات الملك هى القانون. وقد كان الفرنسيون يقسمون مجتمعهم إلى ثلاث طبقات.
كان عدم المساواة هى السمة الغالبة بين هذة الطبقات الثلاث. كان عدد قليل من الشعب ينتمون إلى الطبقتين الأولى والثانية إلا أنهم كانوا يمتلكون النصيب الأكبر من الثراء والنفوذ والامتيازات.

الطبقة الأولى :

كانت تتكون من رجال الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وكانت تشمل 1 في المائة من عدد السكان. كانت الكنيسة تملك العديد من الإمتيازات منذ العصور الوسطى. كانت فقط محاكم الكنيسة هى التى تمتلك السلطة لمحاكمة القساوسة والأساقفة. لم يكن مفروض على رجال الدين دفع الضرائب. وكانت الكنيسة تملك عشر الأراضى التى تمتلكها فرنسا، وكانت تحصل على الكثير من المال من خلال الإيجار والضرائب والرسوم، وكانت الطبقة العليا من رجال الدين هى التى تحصل على معظم هذا الثراء. كان من نتيجة ذلك أن أصبح هؤلاء الناس كسولين ومهملين لأعبائهم الروحية.
وعلى العكس كانت الطبقة الدنيا من رجال الدين مثل قساوسة الرعايا والذين كانوا يقومون بمعظم العمل ويحصلون على القليل، فبالإضافة إلى أعمالهم الروحية كانوا يتعرضون لمشاكل رعاياهم وكانوا يقومون بتعليمهم.

الطبقة الثانية :

هم النبلاء الذين يشكلون أقل من 2 بالمائة من الشعب. كانوا مازالوا يحصلون على امتيازات خاصة من عصور الإقطاع مثل الحق في حمل السيف وحق الابن الأكبر في وراثة الالقاب والأراضى والحق بحكم قرى المانور (Manor). كان النبلاء قليلا مايدفعون الضرائب، وكانوا بالرغم من ذلك يجمعون الكثير من الضرائب والكثير من الأعباء الإقطاعية من الفلاحين، وكانوا يحصلون على أعلى المناصب في الجيش.

الطبقة الثالثة :

وتشمل باقى الشعب الفرنسى، وكانوا ينقسمون إلى ثلاث فئات أيضا.
كانت أعلى هذه الفنات هى البورجوازية وكانت تشمل التجار والصناع وأصحاب الأعمال الدقيقة مثل الأطباء والمحامون. كان البورجوازيون يتحصلون على قدر من الثروة وكثير من التعليم.
تحت البورجوازية كانت تقع فئة العمال والفنانين بالمدن، كان الفلاحون يقعون في قاع الطبقة الثالثة، وكانوا يزالون يدينون بأعباء اقطاعية. وكانوا يدفعون أجور الأراضى التى يعملون بها والضرائب الثقيلة بالإضافة إلى الزكاة التى يدفعونها إلى الكنيسة وتمثل عشر الدخل.
بالرغم من عملهم الشاق لم يكن لهم أى صوت في صناعة القوانين التى جعلتهم تحت سلطة نبلاء الأراضى والملك.

الأسباب الاقتصادية :

هدم الباستيل في 14 يوليو / تموز 1789لم تعد الطبقة البرجوازية تستطيع صبرا أمام الجمود الذي لحق المجتمع وسيطرة النبلاء عليه، يضاف لذلك أن لويس السادس عشر ملك فرنسا آنداك كان ضعيف الشخصية عاجز عن تفهم تناقضات المجتمع الفرنسي وغارق في جو الحفلات المبذرة لأموال الدولة، يحيط به في بلاطه بفرساي كل متملق متعطش لهباته.
خاض لويس الخامس عشر العديد من الحروب وترك فرنسا على شفا الإفلاس، في حين أن الدعم الذي قدمه لويس السادس عشر إلى المستعمرين أثناء الثورة الأمريكية أدى إلى زيادة تفاقم الأوضاع المالية غير المستقره للحكومة. الدين القومي بلغ مايقرب من 2 مليار.
الأعباء الإجتماعية الناجمة عن الحرب وشملت ديون الحرب الضخمة التي تزداد سوءا من جراء الإخفاقات العسكرية الملكية الحمقاء، والإفتقار إلى الخدمات الإجتماعية للمحاربين القدماء.
عدم كفاءه النظام المالي غير القادر على إدارة الديون الوطنية، وتفاقم عبء فادح غير منصف للنظام الضريبي.


تأثير الثورة الفرنسية على الأدب :

كانت أحداث الثورة الفرنسية مصدر إلهام للكثير من الأدبيات أشهرها هي رواية قصة مدينتين للكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز.


مراحل الثورة ...

بيان حقوق الانسان :
اعدام لويس السادس عشرأجبر لويس السادس عشر بسبب استمرار الأزمة المالية العنيفة على عقد مجلس طبقات الأمة المكون من ثلاث طبقات هي النبلاء ورجال الدين والعامة وكان هذا المجلس معطلا منذ أمد بعيد وقد مهد اجتماع هذا المجلس لقيام الثورة التي مرت بثلاث مراحل .


انهيار الملكية المطلقة :

لقد تميزت هذه المرحلة من الثورة بسرعة تتابع الأحداث بين شهري يونيو ويوليو 1789 ومن أهم هذه الأحداث :

تكوين الجمعية الوطنية :

اعتبر نواب الطبقة الثالثة في مجلس طبقات الأمة أنفسهم الممثلين لأغلبية الشعب وأجبروا الملك على الاعتراف بهم تحت اسم الجمعية الوطنية .


سقوط الباستيل :

استولى الثوار في باريس على سجن الباستيل يوم 14 يوليو 1789 باعتباره رمزا من رموز الاستبداد والطغيان وقد نتج عن سقوط الباستيل انتشار الثورة في كامل أنحاء فرنسا وفرار الكثير من النبلاء إلى البلدان المجاورة واتخاذ الجمعية الوطنية العديد من القرارات منها إعلان وثيقة حقوق الإنسان .


إرساء الملكية الدستورية :

بعد وضع دستور 1791 حلت الجمعية الوطنية نفسها وأجريت انتخابات جديدة أدت إلى ظهور جمعية جديدة سميت الجمعية التشريعية وقد عرفت هذه الفترة العديد من الإصلاحات أهمها وضع دستور جديد وفصل السلطات وتنظيم الإدارة إلا أن تعاظم الخطر الخارجي بفعل تحالف إمبراطور النمسا وملك بروسيا ضد الثورة جعل الجمعية التشريعية تنقسم إلى اتجاهين أحدهما مساند للملكية الدستورية والثاني معارض لها وقد نجح هذا الأخير في حمل الملك على إعلان الحرب ضد النمسا فهزمت فرنسا في هذه الحرب واعتبر زعماء الثورة أن الملك هو السبب في هذه الهزيمة ووجهت له تهمة التواطؤ مع جيوش الأعداء خاصة وأنه سبق له أن حاول الفرار من فرنسا 1791 لطلب المساعدة من ملوك أوروبا وفي أغسطس 1792 تمردت جماهير باريس وفرضت على الجمعية التشريعية عدة قرارات منها اعتقال الملك بعد اكتشاف خيانته واستبدال الجمعية التشريعية بالمؤتمر الوطني .


الحكم الجمهوري :

سيطر الثوريون المعتدلون على المؤتمر الوطني بقيادة دانتون أحد زعماء الثورة البارزين وكانت أهم قرارات المؤتمر الوطني : إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية ووضع دستور جديد وتقديم الملك للمحاكمة وقد حكم عليه بالإعدام الذي نفذ في يناير 1793 إلا أن تزايد أعداء الثورة في الخارج والداخل ومرور البلاد بأزمة اقتصادية حادة أدى إلى انتفاضة جماهيرية في يونيو 1793 أقصت المعتدلين من المؤتمر الوطني ومكنت الثوريين المتصلبين من احتكار السلطة بقيادة روبسبير الذي طبق سياسة الإرهاب ضد أعداء الثورة في الداخل وشمل الإرهاب كل المشبوه فيهم حتى الذين كانوا من قادة الثورة ورغم نجاح روبسبير في القضاء على الأخطار الخارجية والداخلية ونصرة الثورة فإن سياسة الإرهاب الدموية أدت إلى تآمر المعتدلين ضده وإعدامه عام 1794 وعادت البرجوازية الكبيرة إلى الحكم وتدرجت فرنسا نحو الحكم الفردي من جديد بداية من سنة 1799 مع نابليون بونابرت .


نتائج الثورة :

ساهمت الثورة الفرنسية خلال مراحلها المختلفة في ترسيخ مجموعة من المبادئ أصبحت إحدى المرجعيات السياسية والاجتماعية في للعالم المعاصر وقد انتشرت هذه المبادئ تدريجيا في أوروبا والعالم .


أثر الثورة الفرنسية على أوروبا :

أصبحت الثورة مثلا يحتذى بها فانتشرت مبادئ الحرية والمساواة وسيادة الشعب بين جميع شعوب أوروبا فرسخت مبادئ الانتماء إلى الوطن لدى الشعوب الأوروبية التي كانت تعيش حالة انقسام مثل الشعبين الألماني والإيطالي الذين اتجها نحو تحقيق الوحدة . كما كانت بداية النهاية للأنظمة الملكية والإمبراطورية في أوروبا والتي انتهت كليا في الحرب العالمية الأولى


أثر الثورة الفرنسية على العرب :

كانت أرجاء عديدة من البلاد العربية خاضعة للحكم العثماني غير أن ذلك الواقع لم يمنعها من التأثر بمبادئ الثورة الفرنسية وخاصة بعد حملة نابليون بونابرت على مصر (1799-1801) كما ساهمت الرحلات العلمية التي قام بها الطلبة العرب في نقل تلك المبادئ إلى بلدانهم وقد عملوا على تكوين الأحزاب والجمعيات ودعوا إلى إصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية في الدولة العثمانية .

(ويكبيديا)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الثورة الفرنسية. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثورة الفرنسية.   الثورة الفرنسية. I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 08, 2011 3:31 pm



ورقة تعريفية عن الثورة الفرنسية






مفدمة :
تعتبر الثورة الفرنسية من أ هم الأحداث السياسية التي عرفتها أوربا خلال القرن الثامن عشر و ما كان لها من انعكاسات مختلفة. فما هي عوامل حدوث الثورة ؟ و ما هي مراحلها ؟و ما هي النتائج المترتبة عنها ؟


حدثت الثورة الفرنسية سنة 1789 لعوامل مختلفة .
1- كان للتفاوت الطبقي و الحكم الفردي دور في حدوث الثورة
_عرفت فرنسا نظام ملكية مطلقة (البوربون ) مدعمة من طرف هيئة النبلاء التي تتمتع بحقوق فيودالية وتشغل المناصب الهامة ويعتمدون على مداخيل الأراضي ، وهيئة الإكليروس التي تستفيد كذلك من مداخيل الأراضي . و كانت الهيئة الثالثة تضم التجار ورحال الصناعة و الحرفيين والعمال و الفلاحين و تعاني من التهميش وأداء الضرائب
2-ساهمت الأزمة الإقتصادية والمالية في حدوث الثورة .
_عرف الميدان الفلاحي تراجعا وانخفضت أرباح المزارعين ، وتدهورت الصناعة بسبب منافسة منتجات الصناعة الإنجليزية ، وأثرت كثرة الرسوم والضرائب على النشاط التجاري ، وأثرفقدان فرنسا لمستعمراتها في أمريكا الشمالية والهند على تجارتها الخارجية .وتراجعت مداخيل الدولة التي أصبحت تعتمد بصفة خاصة على الضرائب
3- حاول لويس xviإحداث إصلاحات وواجهت الرفض .

_ استفاد لويس xviببعض المراقبين العامين للمالية turgot للقيام ببعض الإصلاحات استهدفت تحقيق المساواة بفرض الضرائب على أساس الأرض ، ورفع الحواجز الجمركية بالنسبة للتجارة الداخلية ،و دعم حريةالعمل بإلغاءالطوائف المهنية ، وذلك لكسر الاحتكار الممارس من طرف الارستقراطية في هذا الاطار. وتمت معارضة هذه الإصلاحات من طرف النبلاء
_ مرت الثورة الفرنسية من ثلاثة مراحل.
أهم الأحداث :
دجنبر 1788عقد مجلس الهيئات العامة والإعلام عن تأسيس الجمعية الوطنية
-17يونيو 1789 الإعلان عن الجمعية العمومية من طرف الهيئة الثالثة
14يوليوز 1789مهاجمة الثوار سجن الباستيل
11غشت 1789اجتماع الجمعية العمومية و إلغاء الحقوق الفيودالية
26غشت 1789 اعلان حقوق الانسان و المواطن
3غشت 1791 وضع الدستور
21يونيو 1791 محاولة لويس xviالفرارالى بروسيا
20أبريل 1792 بداية الصراع بين الجيرونديين واليعاقبة وإعلان الحرب على بروسيا
10غشت 1792 إلقاء القبض على الملك (إعدام الملك في 21 يناير 1793 )
يونيو1793اعتقال قادة اليوونيين واعدامهم
24 يونيو 1793 اصدار دستور جديد والاقرار بعودةا لسلطة الى الشعب ، تاسيس حكومة طورية بقيادة روبسبير و انشاء لحان خاصة
17 شتنبر 1793 اصدار(قانون المشتبه بهم ) واعدام العديد من الجيرونديين. قيام العناصر البورجوازية باغتيال روبسيير.
1795 اصدار دستور جديد وتأسيس حكومة جديدة وتكوين مجلسين = مجلس الحكماء ومجلس خمسمأة استمرار الثوار (بابوف) وثوراث الملكيين
9-19-1799 لجوءالبورجوزاية الى الجيش (نابوليون بونابرت)
لتسلم الحكم
ترتب عن الثورة الفرنسية نتائج سياسية و اقتصادية و اجتماعية
1 نتج عن الثورة الفرنسية تحولات سياسية هامة
ضهر لاول مرة النضام الجمهوري ،وتم الاقرار بحقوق الانسان وفصل الدين عن الدولة والغاء الحقوق الفيودالية ،و اعتبار السيادة للامة ن وتوحيد الشعب الفرنسى واعتبار الفرنسبة اللغة المتداولة . وكان للثورة الفرنسية صدى لدى الشعوب الاوربية وكذلك في امريكا اللتينية
2 ثأثر المجال الاقتصادي باحداث الثورة الفرنسية
_استفادت الطبقة البورجوازية بوضع تشريعات جديدة وبتوحيد المقايس والاحزاب و المكاييل . وثم الغاء الضرائب المفروضة على الفئات الشعبية ووضع ضرائب على اساس الثروات.
3 حدثت تحولات اجتماعية بسبب الثورة الفرنسية
_اصبحت البورجوازية في قمة الهرم الاجتماعي واستفادت من الحرية الاقتصادية والغاء الحواجز الجمركية. ولم يستفد العمال والفلاحيون من الثورة.
و تم اقرار مجانية و الزامية التعليم ، وتم التراجع عن هذه المبادئ.
خاتمة
استمرت الثورة الفرنسية ما بين 1789 ، 1799 غير انها ساهمت في انهاء النظام القديم و سيطرة الطبقة البورجوازية.


المصدر: منتديات ملاك روحي - من قسم: التاريخ والجغرافيا والحضارات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الثورة الفرنسية. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثورة الفرنسية.   الثورة الفرنسية. I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 08, 2011 3:32 pm

تمثل الثورة الفرنسية واحدة من أهم الأحداث التي شهدتها أوروبا لأنها كانت بالفعل نقطة تحول أساسية في تغير وتطور الأنظمة السياسية،والاقتصادية ، والاجتماعية، ليس في فرنسا فقط بل في أوروبا بأكملها، وكانت لها نتائج أثرت على العالم ولسنوات عديدة.
فقد انتهت سيطرة أسرة آل بوربون "The Bourbons"،وحكمها في فرنسا، ودمرت النظام الاجتماعي السائد فيها،وكان لشعارها المرفوع:الحرية والإخاء والمساواة وإعلان حقوق الإنسان اثر واضح في أوروبا ,
الأوضاع العامة قبيل الثورة الفرنسية:
"أما عن الأوضاع العامة في فرنسا قبيل الثورة الفرنسية ،فقد كان النظام الرأسمالي في فرنسا اخذ بالتطور والتوسع،وأخذ النظام الجديد يتصارع مع النظام الإقطاعي.وكانت فرنسا تملك موارد زراعية هائلة ، وصناعة نسيج رائجة،وتجارة خارجية نشطة.كما أن عدد سكانها قد ارتفع بشكل ملحوظ من18 مليون نسمة عام 1726م إلى 26 مليون نسمة في عام 1780م ، وانعكس ذلك سلبيا على أوضاع الجماهير الشعبية،وذلك لأن الأسعار قد ازدادت مع التطور الرأسمالي ، وانخفض المستوى المالي للجماهير ومستوى معيشتهم ، وبدأو يعانون من حياة صعبة، وبدأوا يعملوا من أجل التخلص من هذه المعاناة ، فكان هذا الوضع محفزا للثورة وممهدا لها ،فأحوال الحرفيين والعمال والفلاحين ، وعامة الشعب كانت سيئة وتزداد سوءا مع الوقت
كما أن الإقطاع لم يعد كما كان عليه في العصور الوسطى ،فالفلاح يتصرف في الأرض التي يعيش عليها والتي هي من الناحية الرسمية ملك للإقطاعيين الذين يتنازلوا عنها للفلاحين مقابل التزامات معينة، كأن يأخذ نسبة من الحاصل أو العمل دون أجور في مزرعة الإقطاعي لعدد من أيام الأسبوع ، وأن مثل هذه الالتزامات تحد من إمكانياته المالية ومن حريته الشخصية . وجماهير الشعب كانت ملزمة بأن تدفع ضرائب مزدوجة إلى الإقطاعيين والى الحكومة والملك وأبغض هذه الضرائب كانت ضريبة الملح لعدة أسباب :
1. احتكار الحكومة لبيع الملح .
2. بيع الحكومة للملح بأسعار غالية.
3. فرض الحكومة على الشعب شراء الملح حتى لو لم يكن بحاجة اليه.
فالوضع المالي لهؤلاء الجماهير سيء جدا ،ونتيجة للتطور الرأسمالي ظهرت في فرنسا طبقه برجوازية ، واخذت هذه الطبقة تعمل من أجل المشاركة في السلطة السياسية ، وتلجا الى نيل دعم الجماهير الشعبية ، التي أخذت تحرضهم ضد السلطة ، وتستغل أوضاعهم من اجل إسقاط النظام السياسي القائم في فرسا.
كما ينقسم المجتمع الفرنسي ـ بالإضافة الى الطبقة البرجوازية- الى قسمين هما :
• النبلاء ورجال الدين ، ويتمتعون بكل الحقوق والامتيازات وكانوا معفين من الضرائب.
• الفلاحين والحرفين والعمال والبرجوازيين وكانوا محرومين من كل الحقوق والأمتيازات وملزمين بدفع الضرائب.
وقد مهد هذا الوضع الاجتماعي غير الطبيعي ،على قيام الثورة الفرنسية..."
والأن سوف نتطرق لكل من الأسباب التي مهدت لحدوث الثورة كل على حدة..




• الأسباب الفكرية(اليقظة الفكرية):
عرفت الفلسفة والاقتصاد والأدب ازدهارا كبيرا في القرن الثامن عشر ،وعكست استياءا اجتماعيا كبيرا وحركة البرجوازية والجماهير الشعبية التي كانت تنهض لأجل النضال ضد الحكم المطلق...
"تعتبر اليقظة الفكرية الأساس الذي أدى الى قيام الثورة الفرنسية واليقظة التي بدأت أوروبا تشهدها خلال القرن الثامن عشر تسمى بعصر التنوير أو حركة الاستنارة ، التي تعد امتدادا حقيقيا للنهضة الأوروبية ، وذلك لانها تمثل انطلاقة للفكر وتحرر للعقل الأوروبي .فبدات العقلية الأوروبية تؤمن وتصدق بالآراء والمفاهيم،والقيم الجديدة ، وتؤمن بالاكتشافات والاختراعات العلمية التي جاء بها جون لوك ، واسحق نيوتن،وبدأ التشكيك يسود في المجتمع الأوروبي في عاداته وتقاليده وامكانية التخلص منها.
فعصر التنوير هو فكر دينوي خالص،وابتعاد عن المفاهيم والقيم التي جاءت بها الكنيسة ،والتي أكدت الجوانب الروحية ، واعداد الانسان للحياة الثانية،ففقدت الكنيسة اهميتها ،وفقد رجال الدين نفوذهم بعد ان سيطروا على العقلية الأوروبية لفترة طويلة من الزمن.
وجاء قادة الحركة باراء وتعاليم ونظريات جديدة ،بالنسية لقيام المجتمع ،وتطوره ، هذه الاراء سرعان مانتشرت في اوساط المجتمع والرواد الذين تحملوا اعباء نشر هذه الأفكار الجديدة هم جماعة المتفلسفين إلا أنهم لم يكونوا فلاسفة بل أنهم درسوا هذه الأراء والأفكار والنظريات،وآمنوا بها وعملوا على نشرها بعد أن صاغوها بأسلوب مبسط وسلس بحيث تستوعب ذلك الجماهير الأوروبية....وأشهر هؤلاء المفكرين هم من فرنسا مونتيسكيو وفولتير وروسو."
"...نعم ظهرت في فرنسا في ذلك الزمان قدر كبير من التفكير الحر والخطابة الحرة والعاطفة الحرة.وقام في فرنسا في النصف الأول من القرن الثامن عشر،منتسكيو (1689-1755 ) ضريبا لجون لوك في انجلترا وإن تأخر عنه بعض الزمان ، فوضع النظم الإجتماعية والسياسية والدينية تحت نفس الفحص والتحليل الجوهري وبخاصة في كتابه"روح القوانين" ... "
"...وقد قدم مونتسكيو في مؤلفاته الفلسفية والسياسية : " الرسائل الفارسية" و "روح القوانين" نقدا حادا وعميقا للنظام الإستبدادي ،ولتعسف الحكم المطلق –الملكي والفردي- ..."
"...وجاء مونتسكيو في كتاب "روح القوانين " بأفكار جديدة تتمثل في نقطتين:
1. أن أنواع الحكومات تختلف باختلاف المناخ والظروف الطبيعية(الجغرافية)فقال أن النظام الدكتاتوري والإمبراطوري يكون ملائم بالنسبة للشعوب التي تسكن المناطق الحارة ،وأما النظام الديموقراطي فهو ملائم لحكومات المدن الصغيرة.
2. معارضته النظام الاستبدادي في فرنسا فقد جاء بمبدأ الفعل والموازنة بين الملك والبرلمان ، والقصد تحديد صلاحية الملك كما أكد على مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث ..."
"...أما فولتير (1694-1778) كان من المفكرين السياسيين الذين أثروا بشكل كبير في صياغة أفكار الثورة الفرنسية، وكان اسمه هذا على غرار مونتسكيو غير حقيقي فاسمه الأصلي فرانسو ماري آرو .
وقد اهتم فولتير بمعالجة القضايا والمشاكل التي يعاني منها الشعب الفرنسي ، فتطرق إلى مسألة الاستغلال الإقطاعي والكهني ، فبدأ بمقاومة الحكم المطلق في فرنسا بعد أن تطرق في كتاباته إلى مساوئ النظام السياسي المتمثل بملكية آ ل بوربون موضحا استئثارهم بالسلطة دون اللجوء إلى البرلمان..."
"...أما روسو (1712-1778م)فقد عاش في مجتمع مثالي في خياله،وكان يملك طبيعة شاعرية ،وهو واضح من مقالة الأول المعنون:"البحث في العلوم والفنون" الذي قارن فيه بين نبل الإنسان البدائي ،وشرور الإنسان المدني ،وصور فيه الفرح بزوال المدنية ، والرجوع إلى الطبيعة الحرة المتمثلة بالحرية والمساواة حيث لا قوانين تقيد حريات، ولا ملكيات ولا حروب،وهو واضح أيضا من مقاله :"مبحث في أصل اللامساواة " الذي تناول فيه الإنسان الخام ،الذي لا يعرف شقاء المدنية ، وصاحب الاحتياجات الأساسية القليلة التي يمكن توفيرها والمدافع عن مصالحه المشروعة ،ويعزو توجه الإنسان نحو المدنية ،وخروجه من الجنة إلى طمعه ، وأنانيته،اذ أن القلة التي أطلقت العنان لشهواتها ،أرادت تملك كل شي متجاوزة حاجاتها الطبيعية،فاستأثرت بالسلطة على حساب بقية البشر،وبالتالي ظهرت الملكية الخاصة ،وظهرت الدولة لتحمي تلك الملكية، وتحافظ على مصالح أصحابها..." ،"...وقد كان له تأثير كبير على الجيل الفتي،وقد كتب روسو روايات،وقصائد،وأعمالا سياسية وفلسفية،كان معاصروه يرون فيها-على الرغم من تناقضات معينة-تأثيرا ثوريا...لقد أعلن روسو قبل أي شيء آخر فكرة المساواة التي كان لا يراها مجرد مساواة سياسية ،وإنما مساواة اجتماعية،كما نادى بفكرة إدارة الشعب وسيادته،إن حلم روسَو بجمهورية مثالية مكونة من أعضاء متساويين ، وبجمهورية مساواتية لمنتجين شبان،ولملاكين صغار لا يعرفون الفقر ولا الغنى :كانت طوباوية كليا، لكنها كانت تعبر عن طموحات الفلاحين الدفينة الذين كانوا يحلمون بالأراضي التي أخذها منهم الإقطاعيون.كانت تلك الأحلام الحميمة للشعب الكادح الذي كان يتمنى نظاما آخر..."
"...وقد كان للكتابات التي قدمها هؤلاء المفكرين دورا كبيرا في توجيه هزات لدعائم النظام القديم المتمثلة بالحكم المطلق ، وعدم المساواة في حياة المجتمع،وعدم التسامح الديني...لقد ساهمت الحركة الفكرية مساهمة فعالة في تهيئة الأجواء للثورة الفرنسية ،ومهدت لها وساهمت في التوعية ،وإيقاظ الجماهير الشعبية ،وتبسيط الأمور وشرحها ،وتفسيرها لهم حتى أننا نستطيع القول أن الحركة الفكرية ،أو الأسباب الفكرية هي أساس الثورة الفرنسية..."

• الأسباب الاقتصادية:
وتمثلت هذه الأسباب بنظام الضرائب المتبع في فرنسا ،وسوء الوضع المالي ، الذي أدت إلى أزمات اقتصادية ، ولتوضيح ذلك نقول لقد تميز نظام الضرائب في المملكة الفرنسية بظلمه وتعسفه، وعم مساواته بين أفراد المجتمع الفرنسي ،بالإضافة إلى تعدد الضرائب ،واقتصار دفعها على فئة محدودة من أبناء المجتمع .
ومن أهم الضرائب التي كنت تجبى ،ضريبة الراس ،وضريبة الدخل(الإيراد)، وضريبة العقار ، وضريبة الملح،وضريبة العشر وغيرها الكثير،ولم تكن المشكلة تقتصر على تعدد الضرائب ،بل على طريقة جمعها.
"...فلم يدفع رجال الدين نصيبهم كاملا ،مثال ذلك أن رجال الدين لم يقوموا بشيء سوى دفع الضريبة المعروفة باسم المنحة المجانية ،وهي قدر غير يسير، على حين أن النبلاء لم يدفعوا سوى الضريبة العشرينية وضريبة الراس...وكانت ضريبة الملح –بوجه خاص-تجبى بشك غير عادل..."
"...كانت فرنسا تعاني عجزا ماليا ف موازنتها المالية لفترة ترجع جذورها وامتداداتها إلى أيام لويس الرابع عشر إلا أن هذا العجز أصبح بشكل لا يستطيع معه أحد من أصحاب النظام السياسي التستر عليه وتجاوزه ،لأنه أصبح واضح للعيان ، وبدأت نتائجه تنعكس سلبا على أحوال وأوضاع الجماهير الشعبية الفرنسية ،وزادت ذلك في ما تحملته الخزينة الفرنسية من أعباء تمويل عمليات الحرب الأمريكية،وذلك دعما للأمريكيين في ثورتهم ضد الحكم الإنجليزي ،بالإضافة إلى مصاريف النبلاء الزائدة،ونفقات البلاط التي أصبحت لدرجة لا تطاق.
ولنأخذ مثالا على العجز المالي في الموازنة الفرنسية ،وليكن للعام المالي الذي سبق قيام الثورة ، ونقصد عام 1788م ،فقد وصلت مصاريف ونفقات الخزينة حوالي 629مليونا من الفرنكات الفرنسية،بينما لم تكن الواردات لهذه الخزينة تزيد على 503 ملايين أي بعجز مقداره 136 مليونا مما يشكل 20% من الميزانية العامة ، وترصد مصاريف القصر وامتيازات بعض الأفراد من الطبقات الاجتماعية المتقدمة على السلم الاجتماعي حوالي6% من مجموع الموازنة وبالمقابل فان مصاريف الخدمات والتعليم لا تتجاوز 2%،وهذا الفارق الواضح كان احد الأسباب التي أدت إلى صعوبة الأوضاع الاقتصادية ،وانعكاسها سلبا على الأوضاع الاجتماعية والسياسية لأنه من الصعوبة بمكان فصل هذه الأسباب عن بعضها .
والجدير ذكره هنا أن سوء الوضع الاقتصادي قد أحس بها الملك لويس السادس عشر ،وكانت عنده رغبة في إصلاح هذه الأوضاع المتردية لذلك عين احد اقتصادي فرنسا المشهورين توركو مراقبا عاما خلال الفترة 1774-1776م.وانطلاقا من أفكاره باشر بإصلاحات متعددة نوجزها بما يلي:
1. تطبيق نظام ضرائبي عادل.
2. إطلاق الحرية التجارية بين مختلف ولايات المملكة الفرنسية ،وبين فرنسا والدول الأخرى.
3. القضاء على مظاهر الفساد في الإدارات الحكومية ،وإسناد الوظائف إلى الأمناء.
4. الحد من سلطات الكنيسة.
لقد كان من الممكن لهذه الإصلاحات ،والأفكار الاقتصادية أن تحقق نجاحا لو أنها استمرت ،وكان من الممكن أن تؤدي إلى عدم قيام الثورة،وإصلاح الوضع الحالي والاقتصادي "توركو"وإجراءاته اصطدمت بمصالح الحاشية،والبلاط،والطبقة الأرستقراطية،وبمساعدة الملكة تم الضغط على الملك ،واجبر على طرد "توركو"وعزله،وإلغاء كل مصطلحاته ،وتم تعيين "نيكر"بوظيفة المراقب المالي العام في المملكة الفرنسية خلال الفترة 1776-1781م،وهذا حاول ان يجري إصلاحات مهمة في الحياة الاقتصادية والمالية الفرنسية.
فحاول "نيكر"إنقاذ الخزينة من إعلان الإفلاس ،وذلك عن طريق القروض التي كان يعقدها بفوائد أقل من ذي قبل .ومع ذلك فقد أشار استياء الحاشية ،والطبقة الأرستقراطية،وذلك لسببين هما :
1. اعتماده الاقتصاد في النفقات ومخططات البلاط والحاشية.
2. قيامه بخطوة لم يسبق لأحد ام بها ،وهي اعداد وكتابة تقرير مفصل عن الشؤون المالية في فرنسا ،ونشره على الناس
وقد تضمن حقائق صارخة جدا ،فأطلع الشعب على أسرار لم يكونوا مطلعين عليها من قبل عن الحياة المالية والاقتصادية ،والحالة التي يعيشها البلاط ،فازدادت نقمة الناس ،وكان يرى في اعادة النظر في توزيع الضرائب على مختلف المستويات،والمساواة والعدالة في ذلك،كما طالب بالمساواة بين أقاليم وولايات المملكة،وفيما يتعلق بالطبقة الثالثة،فكان يرى أنها لم تعد تتحمل أي مزيد من الأعباء الضرائيبية.ولكون هذه الآراء تتعارض مع البلاط وحاشيته ،فقد تم اقصاءه عن مركزه،وعقب ذلك أسندت مهمة المراقب المالي الى اقتصادي آخر هو "كالون"خلال الفترة 1783-1787م،وقدم برنامجا اصطلاحيا تضمن النقاط الرئيسية التالية:
1. إلغاء الضريبة على الإيراد.
2. رفع الحواجز الجمركية الداخلية بين الولايات والأقاليم الفرنسية.
3. فرض ضريبة على الأراضي وليس على الأشخاص.
رفع قدرات الشعب الشرائية عن طريق تخفيف ضريبة الراس وضريبة الملح عن الطبقة الثالثة.
الا أن هذا البرنامج لم يطبق بشكل حقيقي لاصطدامه مباشرة بمراكز القوى في المملكة الفرنسية ممثلا بالحاشية ، والبلاط، وأفراد الطبقة الأرستقراطية من نبلاء ورجال دين.لذلك عزل هذا الاقتصادي ،وفشل برنامجه الاقتصادي.
وخلف "كالون" في منصب المراقب المالي شخص اقتصادي آخر هو"دين بريين"الذي فشل في تحقيق شيء لصعوبة المشكلة وازديادها،وعدم الدرة على مواجهتها،ووضع تصور واضح و حقيقي لها، واصطدام كل برنامج إصلاحي مع مصالح البلاط والحاشية والطبقة الأرستقراطية ،وبالفعل قدَم استقالته ليعود"نيكر" مرة ثانية لمنصب المراقب المالي العام في المملكة الفرنسية ،ويبقى في هذا المنصب الاقتصادي حتى قيام الثورة الفرنسية.
إن التغيير المستمر لمنصب المراقب العام يعني أن هناك رغبة حقيقية في إصلاح الأوضاع الاقتصادية والمالية ،إلا أن هذه الرغبة كانت تصطدم بمصالح الطبقة الأرستقراطية من نبلاء ورجال دين وحاشية ،وحتى مع البلاط الملكي نفسه.لذلك ساهمت الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير ومميز في إيقاظ الشعب الفرنسي،ودفعه للقيام بالثورة التي عملت على تغيير كل الظروف والأحوال، ووفق تصورات واضحة،وحقيقية لكل المشاكل التي كان يعاني منها الشعب الفرنسي..."
بذلك فان سوء الأحوال الاقتصادية،التي كانت بسبب البذخ ،وضعف الملوك ،وعجز الوزراء عن التمسك بالسياسات الموحدة،أدى إلى حالة من الفوضى الاقتصادية في البلاد،وتفاقم الديون على الدولة.
• الأسباب السياسية:
وتتمثل بالنظام السياسي السيئ جدا والمتمثل بالحكم الملكي المطلق المستبد،واستغلال إرادة الملك من قبل حاشيته وزوجته وكبار النبلاء ورجال الدين وغير ذلك من أفراد القصر الملكي،بحيث أصبح الناس غير آمنين على حياتهم.
"فقد كان الملك لويس السادس عشر (1774-1793)ملكا غبيا سيء التعليم ،وكان من سوء طالعه أنه تزوج من امرأة مبذرة،وهي ماريا أنطوانيت شقيقة إمبراطور النمسا...فكانت كما يقول بول ويرياث"تعيش جنبا إلى جنب مع زوجها لا إلى جانبه"...فلما استنفدت موارد وزارة المالية في الحرب في أمريكا ،وعندما كانت البلاد بأسرها تتقلب على جمر التذمر والقلق،تصب كل سلطانها لغل أيدي وزراء الملك عن أية محاولة للاقتصاد ،ولتشجيع كل نوع من أنواع الإسراف الأرستقراطي ،ولإعادة الكنيسة والنبلاء إلى المركز الذي كانوا يتبوأونه في الأيام العظيمة أيام لويس الرابع .وكانوا يريدون أن يخلعوا من الجيش الضباط غير الأرستقراطيين ،وأن يبسطوا من سلطة الكنيسة على الحياة الخاصة..." .
"...وتميز النظام السياسي الفرنسي بالتعسف والفوضى الإدارية،وعدم الكفاءة واحتكار السلطة،واتخاذ القرارات السياسية من قبل فئة محددة من الأشراف ورجال الدين ،وبعد وصول لويس السادس عشر،والذي كان هادئا،مسالما،ومتدين،وأخلاقه عالية،إلا أن مشكلته أنه كان ضعيف الشخصية غير مؤهل لأن يحكم دولة كبيرة مثل فرنسا،كما أنه متزوج من أنطوانيت والتي كانت عكسه تماما،فشخصيتها قوية،ونشطة سياسيا ،وتمتلك قدرات كبيرة على اتخاذ القرارات الإدارية والسياسية الصعبة حتى في أحلك الظروف،فبعد 15 عاما من حكمه وصلت الأمور السياسية إلى درجة من التعقيد يصعب معها الإصلاح.ولم يعد هذا النظام يتماشى ويتلاءم مع التطور السياسي الذي وصل خلال القرن الثامن عشر عصر التنوير والفكر،خصوصا إذا ما قورن هذا النظام مع غيره من الأنظمة السياسية المطبقة في بعض دول أوروبا الغربية المجاورة لفرنسا"كبريطانيا مثلا" لذلك كان لابد من تغيير النظام السياسي القائم في فرنسا واستبداله بنظام يعبر عن رغبات الأغلبية من أبناء الشعب الفرنسي.
ففي مثل هذه الظروف أصبح النظام السياسي يعاني من أزمة خطيرة،هذه الأزمة لها انعكاساتها على العلاقات الخارجية والداخلية.أما على صعيد العلاقات الخارجية فتتمثل بالإخفاقات التي أصابت فرنسا لاسيما في خسرانها لحرب السنوات السبع (1756-1763)حيث فقدت فيها فرنسا كل ممتلكاتها في العالم الجديد وكندا ،ومستعمراتها في الشرق الأقصى مما يعني توجيه ضربة قاسية لمكانة فرنسا الدولية.أما على صعيد العلاقات الداخلية فتتمثل بعجز النظام على أن يكون دولة موحدة فهناك العقبات والعراقيل والحدود الجمركية الداخلية بين الأقاليم والتنوع في الضرائب والمقاييس والمكاييل والأوزان هذه كلها عقبات تساهم في انعزال الأقاليم عن بعضها،وعدم تكوين انسجام سياسي بينها..." .
بذلك يمكننا القول أن من الأسباب السياسية "...وجود جهاز حكومي مرتبك ،لا يتسم بالطغيان بقدر ما يتسم بانعدام الشعور بالمسؤولية ،ولا يلائم حاجات دولة تجارية وزراعية كبرى..." .

• الأسباب الاجتماعية:
"تمثلت الأسباب الاجتماعية باتجاهين مرتبطين ببعضهما ارتباطا وثيقا هما:نظام الامتيازات ،ونظام الطبقات.إن تمسك النظام الملكي بنظام الطبقات الموروث منذ أيام العصور الوسطى كان واحدا من أسباب الثورة الرئيسية،فيمكن رصد ثلاث طبقات اجتماعية شكلت النظام الاجتماعي في فرنسا:
1. طبقة الأشراف،ويمثلون الطبقة الأولى في النظام الاجتماعي الفرنسي،حيث ورث هؤلاء عن أسلافهم-سادة اقطاعات العصور الوسطى-الكثير من الامتيازات التي لم يعد لها ما يبررها،ولم تعد توافق الواقع الفرنسي الجديد في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية.فكان هؤلاء الأشراف يملكون الأراضي الزراعية ،ويستثمرونها بواسطة فلاحين يعيشون عليها في ظروف قاسية،وهم أصحاب الحق في الوظائف الكبرى في الجيش والإدارة والقضاء والدبلوماسية،ولهم على فلاحيهم حقوق إقطاعية كثيرة ،كما أنهم يعفون من كثير من الضرائب والالتزامات المالية التي كانت تفرض داخل المدن والأقاليم الفرنسية .
2. طبقة رجال الدين(الأكليروس):لقد شكل رجال الدين طبقة مهمة داخل النظام الاجتماعي لفرنسا ،وتمتعت هذه الطبقة بنفوذ قوي استند على مصدرين رئيسين هما:الامتياز الموروث عن العصور الوسطى،والثروة المالية الكبيرة التي ترجع إلى جباية ضريبة العشر المضروبة على الملكية العقارية،كما كانت الأراضي التي تمتلكها الأديرة والكنائس كذلك معفاة من الضرائب المالية التي كانت تُفرض على نظيراتها من الأراضي،بالإضافة إلى الامتيازات الموروثة سواء كانت سياسية أم قضائية.كل هذا كان محط نقمة الجماهير وخصوصا بعد أن تعهد العديد من المثقفين على إبراز كل هذه التجاوزات والمفاسد المالية.
3. طبقة العامة(الطبقة الثالثة):والتي كانت تضم سواء الفلاحين والعامة ،وتمثل الأغلبية العظمى من السكان.وكانت هذه الطبقة تتحمل عبء دفع الضرائب ،وتقديم الجنود،خدمة الكنيسة،والأديرة والعمل في مزارع الأشراف والنبلاء.فعليهم الكثير من الالتزامات يقابلها حرمان كامل من أبسط حقوق الإنسان الطبيعية.وهناك من يقسم هذه الطبقة إلى عدة أقسام:
• من لا يملك شيئا على الإطلاق من أهل الأرياف.
• القرويين ممن لا يملكون مساحات صغيرة من الأرض.
• ملاك العقارات المتوسطة.
• البرجوازية العليا.
ولقد لعبت البرجوازية دورا مهما بعد ذلك في توجيه أحداث الثورة للقضاء على هذا النظام الاجتماعي ،وما رافقه من امتيازات وأوضاع خاصة تمتعت بها مثل هذه الطبقات."
كل هذه الأسباب مهدت إلى الثورة،وقد تداخلت مع بعضها،وأثر كل منها على الآخر،فالسبب السياسي المتمثل في سيطرة الطبقات العليا أو الأسرة المالكة كان له كبير الأثر على السبب الاقتصادي المتمثل في نظام الإقطاع الذي فرضه أولئك السياسيين ،أو أصحاب الطبقات العليا،كما أن النظام الاجتماعي المتمثل في نظام الطبقات كان له أثر على نظام الاقتصاد من خلال التأثير على القوى العاملة _عامة الشعب_أي تأثير الطبقات الأرستقراطية،على الطبقات الدنيا وعامة الشعب...
















قائمة المصادر والمراجع:

• جماعة من المؤرخين السوفيت،عيتاني،محمد(المترجم)،"موجز تاريخ العالم"،الجزء الأول ،المجلد الثاني،الطبعة الأولى،دار الفارابي،بيروت،لبنان،1989م.
• خريسات،محمد عبد القادر(أ.د)،محافظة،محمد عبد الكريم(د)،هزايمة،عصام مصطفى(د)،"تاريخ الحضارة الإنسانية"،الطبعة الأولى،مؤسسة حمادة ودار الكندي للنشر،أربد ،الأردن،1999م.
• وليام لانجر ،زيادة،محمد مصطفى(المترجم)،"موسوعة تاريخ العالم"،الجزء الخامس،بدون طبعة،مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر،القاهرة،نيويورك،1966م.
• H.G.WEllS،جاويد،عبد العزيز توفيق(المترجم)،"معالم تاريخ الإنسانية"،المجلد الرابع في التاريخ الحديث،الطبعة الثانية مراجعة ومنقحة،لجنة التأليف والترجمة والنشر ،القاهرة،1965م.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الثورة الفرنسية. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثورة الفرنسية.   الثورة الفرنسية. I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 08, 2011 3:37 pm

"في الثورة" كتاب يشرّح الثورات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يكتسب هذا الكتاب أهميته الحيوية من اللحظة‮ ‬التي‮ ‬نعيشها‮ .. ‬حيث تتفاعل أحداث الثورة المصرية في‮ ‬الشارع ما قد‮ ‬يكون معه من المفيد استرجاع نماذج من الكتابات الرصينة حول الثورة ومفهومها‮. ‬ومؤلفة الكتاب هي‮ ‬حنة أرندت فيلسوفة أمريكية من أصل ألماني‮ ‬لها العديد من الكتب المتميزة مثل‮ "‬أصل التوتاليتارية‮" ‬و"أزمات الجمهورية‮". ‬ورغم أن الكتاب بالغ‮ ‬الأكاديمية علي نحو قد‮ ‬يشعر القارئ بصعوبة التعاطي‮ ‬معه بسلاسة،‮ ‬إلا أنه‮ ‬يقدم رؤي متميزة بدقتها ونفاذها قائمةعلي معرفة عميقة بالماضي‮ ‬علي نحو‮ ‬يشكل ـ كما‮ ‬يقول الناشر ـ إسهاما مهما في‮ ‬الفلسفة السياسية وفي‮ ‬فهم العالم الحديث واستشراف القرن الحادي‮ ‬والعشرين‮. ‬وعلي مستوانا استيعاب بعض ما‮ ‬يجري من حولنا في‮ ‬اللحظة التي‮ ‬نحياها الآن‮.‬
ويحاول الكتاب الذي‮ ‬نشر لأول مرة عام‮ ‬1963‮ ‬تشريح ظاهرة الثورة تشريحا علميا دقيقا واستعراضها باعتبارها إحدي الظواهر التي‮ ‬حددت ملامح القرن العشرين‮. ‬وفيه تنظر أرندت في‮ ‬المبادئ التي‮ ‬تقع في‮ ‬اساس الثورات جميعها بدءا من الأمثلة الكبري الأولي في‮ ‬أمريكا وفرنسا،‮ ‬مرورا بكيفية تطور نظرية الثورة وممارستها ووصولا في‮ ‬نهاية الأمر إلي توقعات التغيير في‮ ‬العلاقة بين الحرب والثورة وما‮ ‬ينتج عن هذا التغير علي صعيد العلاقات الدولية‮. ‬
في‮ ‬تعريفها لمفهوم الثورة تشير المؤلفة إلي أنها مصطلح قديم نسبيا ولم‮ ‬يكتسب معناه الجديد إلا ببطء وتؤدة،‮ ‬وهنا فإنه من المفارقة أن كلمة الثورة إنما كانت تعني‮ ‬في‮ ‬الأصل إعادة السلطة،‮ ‬فثورات القرنين السابع عشر والثامن عشر والتي‮ ‬تبدو لنا ذات روح جديدة،‮ ‬روح العصر الحديث،‮ ‬إنما كانت ترمي‮ ‬إلي إعادة السلطة إلي أصحابها‮. ‬
‬وتذكر المؤلفة أن الاستخدام ذاته لهذه الكلمة‮ ‬يشير بوضوح تام إلي الإفتقار لتوقع ما لاسابق له من جانب الفاعلين الذين لم‮ ‬يكونوا اكثر استعدادا من مشاهدي‮ ‬الفعل المعاصرين لهم‮. ‬وفي‮ ‬تأكيد علي جذرية التحول الذي‮ ‬تحدثه الثورة تقول أرندت إن الثورات ليست مجرد تغييرات،‮ ‬وهنا فإنها تنفي‮ ‬إمكانية تشبيه الثورات بتعبير أفلاطون لها بأنها تحول شبه طبيعي‮ ‬في‮ ‬شكل من أشكال الحكومة إلي شكل آخر‮. ‬وتذهب أرندت إلي أن العنف لا‮ ‬يكفي‮ ‬لوصف ظاهرة الثورة وإنما مستوي التغيير هو الوصف الأجدر بها،‮ ‬ولا‮ ‬يمكننا الحديث عن الثورة إلا حين‮ ‬يحدث التغيير ويكون بمعني بداية جديدة وإلا حين‮ ‬يستخدم العنف لتكوين شكل مختلف للحكومة لتأليف كيان سياسي‮ ‬جديد وإلا حين‮ ‬يهدف التحرر من الاضطهاد إلي تكوين الحرية‮. ‬
وتميز المؤلفة بين الثورة والعصيان والتمرد فتذكر أن هاتين الكلمتين الأخيرتين لم تشيرا قط إلي التحرير كما تفهمه الثورات كما لا تشيران أبدا إلي تأسيس حرية جديدة،‮ ‬وهو الفهم الذي‮ ‬يبدو أنه تجري محاولة التعامل علي أساسه مع ما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬الوقت الراهن في‮ ‬مصر لحرف مجري الثورة‮. ‬وما‮ ‬يجب أن‮ ‬يعيه القائمون بالثورة ـ حسب المؤلفة ـ هو حقيقة أن الثورات أكثر من تمردات ناجحة،‮ ‬فليس لدينا ما‮ ‬يبرر تسمية كل انقلاب‮ ‬يجري بأنه ثورة ولا أن نلتمس ثورة في‮ ‬كل حرب أهلية تحدث‮. ‬كما تميز المؤلفة بين الثورة الحقيقية والانقلابات وثورات القصور حيث تنتقل السلطة في‮ ‬هذه الأخيرة من رجل إلي آخر من زمرة إلي أخري لم تكن تثير الكثير من المخاوف لأن التغيير الذي‮ ‬تجريه‮ ‬يكون محدودا في‮ ‬نطاق الحكومة وليس فيه الا الحد الأدني‮ ‬من الاضطراب للناس‮. ‬وهو تمييز‮ ‬يبدو بالغ‮ ‬الحيوية‮ ‬يجب أن‮ ‬يضعه الثوار في‮ ‬اعتبارهم،‮ ‬حيث إنه سيناريو‮ ‬يجري‮ ‬محاولة تطبيقه مع كل ثورة‮. ‬
ومما تذكره المؤلفة في‮ ‬هذا الخصوص أن التحرير بالمعني الثوري‮ ‬أضحي‮ ‬يفيد أن اولئك الأفراد‮.. ‬سواء في‮ ‬الحال الحاضر أو علي مدي التاريخ لا بصفتهم أشخاصا فرادي فقط بل كونهم أعضاء في‮ ‬الغالبية الساحقة من البشرية الفقراء والحقراء وكل الذين عاشوا دائما في‮ ‬الظل والخضوع لأي‮ ‬كان من السلطات التي‮ ‬كانت قائمة‮.. ‬عليهم جميعا أن‮ ‬ينهضوا ويصبحوا المسيطرين من المرتبة الأولي علي البلاد‮.. ‬فالثورات توفر الأمل بتحرير البشرية جمعاء وهي‮ ‬تستهدف بشكل عام قضية الحرية إزاء الاستبداد‮.. ‬تلك القضية التي‮ ‬تشكل في‮ ‬حقيقة الأمر وجود السياسة ذاته منذ بداية تاريخنا،‮ ‬فمن الأمور بالغة الجوهرية في‮ ‬أي‮ ‬فهم للثورات في‮ ‬العصر الحديث أن تتزامن فكرة الحرية مع التجربة الجديدة لبداية جديدة‮. ‬
ومن بين الدروس التي‮ ‬تشير إليها المؤلفة بشأن الثورة المسألة الاجتماعية وهنا تذكر أن هذه المسألة بدأت تؤدي‮ ‬دورا ثوريا في‮ ‬العصر الحديث وليس قبله وذلك حينما بدأ الناس‮ ‬يشككون بأن الفقر هو شئ كامن في‮ ‬الظرف الإنساني‮ ‬ويشككون بأن التمييز بين القلة التي‮ ‬نجحت بحكم الظروف أو القوة أو الغش بتحرير نفسها من أصفاد الفقر وبين الكثرة الكاثرة العاملة والمصابة بالفقر هو تمييز محتم وأزلي‮. ‬
وتحذرنا أرندت من المبالغة في‮ ‬التفاؤل بشأن الثورة إذا لم تسر في‮ ‬طريقها المرسوم مشيرة إلي أن ثمة حقيقة مؤسفة مفادها أن معظم الثورات المعروفة كانت أبعد ما تكون عن إنجاز تكوين الحرية بل إنها لم تتمكن من الإتيان بضمانات دستورية للحقوق والحريات المدنية‮. ‬وإذا كانت المؤلفة تركز في‮ ‬تناولها علي الثورتين الفرنسية والأمريكية فإن من الملاحظات الأساسية التي‮ ‬تشير إليها أن الثورة الفرنسية وليست الأمريكية كانت هي‮ ‬التي‮ ‬أشعلت العالم وبالنتيجة فإن مسار الثورة الفرنسية وليس شكل مسار الأحداث في‮ ‬أمريكا ولا ما قام به الآباء المؤسسون هناك هو الذي‮ ‬جعل استعمالنا الحالي‮ ‬لكلمة ثورة‮ ‬يستمد فحواه وألوان معانيه من كل مكان في‮ ‬الدنيا ومن ضمن ذلك الولايات المتحدة‮.‬
ومن بين الدروس الأساسية التي‮ ‬تلفت أرندت نظرنا إليها في‮ ‬مجال الثورة دور من تصفهم بالثوريين المحترفين ـ الذين قد نلمح نماذج لهم في‮ ‬ثورتنا المصرية الحالية ـ وهو دور‮ ‬لا‮ ‬يكمن في‮ ‬العادة في‮ ‬إحداث ثورة ما بل في‮ ‬القفز إلي السلطة بعد اندلاعها‮. ‬كما أن ميزتهم الكبري ـ حسب المؤلفة ـ في‮ ‬صراع السلطة هذا لا تكمن في‮ ‬نظرياتهم وفي‮ ‬التهيئة العقلية أو التنظيمية وإنما تكمن في‮ ‬حقيقة بسيطة مفادها أن أسماء اولئك الثوريين المحترفين كانت الأسماء الوحيدة المعروفة لدي الجمهور‮. ‬وفي‮ ‬حين أن الدور الذي‮ ‬قام به الثوريون المحترفون في‮ ‬اندلاع الثورة كان في‮ ‬العادة دورا لا أثر له إلي حد اعتباره دورا‮ ‬غير موجود ولكن تأثيره علي المسار الذي‮ ‬ستتخذه الثورة‮ ‬يكون تأثيرا كبيرا جدا‮. ‬
ونختتم بالإشارة إلي ما تؤكد عليه أرندت من أن روح الثورة في‮ ‬القرون الأخيرة،‮ ‬أي‮ ‬التوق إلي التحرر وإلي بناء بيت جديد حيث‮ ‬يمكن أن تستوطنه الحرية هي‮ ‬روح لا مثيل لها في‮ ‬التاريخ السابق بأسره‮. ‬قد نكون تأخرنا في‮ ‬اللحاق بروح الثورة علي النحو الذي‮ ‬تشير إليه المؤلفة باعتباره أحد ملامح القرن العشرين،‮ ‬ولكن المهم أننا بدأنا ثورتنا نحو عالم جديد سمته الأساسية‮.. ‬الحرية‮.. ‬التي‮ ‬طالما افتقدناها علي مدي عصور‮. ‬
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الثورة الفرنسية.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هذه قصة الثورة الفرنسية التي دائما تستخدم كمثال للثورة التي (يجب) أن يكون لها ضحايا من أجل لا شيء !!!
» مع الحلويات الغربية(كيكة الكاكاو الفرنسية)**
»  الأسطورة الفرنسية عذراء "أورليانز" جان دارك .
» مع الحلويات الغربية (طريقة عمل البسبوسة الفرنسية)**لاتفوتكم**
» ألف مبرووووووووك.. مصر تتسلم الفرقاطة الفرنسية فريم ‏‎smile‎‏ رمز تعبيري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: قسم التاريخ :: احداث تاريخية-
انتقل الى: