منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
الفتاوى........ الكبرى35(بن تيمية). >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
الفتاوى........ الكبرى35(بن تيمية). >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 الفتاوى........ الكبرى35(بن تيمية).

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الفتاوى........ الكبرى35(بن تيمية). Empty
مُساهمةموضوع: الفتاوى........ الكبرى35(بن تيمية).   الفتاوى........ الكبرى35(بن تيمية). I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 22, 2011 4:01 pm

الفتاوى........ الكبرى35(بن تيمية)
ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك
إذ السنة أن تصلى الصلوات الخمس فى المساجد جماعة وذلك أولى من الصلاة في البيوت باتفاق المسلمين والصلاة جمعاً في المساجد أولى من الصلاة في البيوت مفرقة باتفاق الأئمة الذين يجوزون الجمع كمالك والشافعي وأحمد و الله -تعالى- أعلم . مسألة 233 ] : فيمن يعمل كل سنة ختمة في ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم هل ذلك مستحب أم لا الجواب الحمد لله جمع الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين وإعانة الفقراء بالإطعام في شهر رمضان هو من سنن الإسلام فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : > من فطر صائماً فله مثل أجره < وإعطاء فقراء القراء ما يستيعنون به على القرآن عمل صالح في كل وقت ومن أعانهم على ذلك كان شريكهم في الأجر وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال أنها ليلة المولد أو بعض ليالي رجب أو ثامن عشر ذي الحجة أو أول جمعة من رجب أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار ] فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها و الله -سبحانه وتعالى- أعلم . مسألة 234 ] : في قول النبي صلى الله عليه وسلم : > نزل القرآن على سبعة أحرف < ما المراد بهذه السبعة وهل هذه القراءات المنسوبة إلى نافع وعاصم وغيرهما هي الأحرف السبعة أو واحد منها وما السبب الذي أوجب الاختلاف بين القراء فيما احتمله خط المصحف وهل تجوز القراءة برواية الأعمش وابن محيصن وغيرهما من القرءات الشاذة أم لا وإذا جازت القراءة بها فهل تجوز الصلاة بها أم لا أَفتونا مأجورين! الجواب الحمد لله رب العالمين هذه مسألة كبيرة قد تكلم فيها أصناف العلماء من الفقهاء والقراء وأهل الحديث والتفسير والكلام وشرح الغريب وغيرهم حتى صنف فيها التصنيف المفرد ومن آخر ما أفرد في ذلك ما صنفه الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم الشافعي المعروف بأبي شامة صاحب > شرح الشاطبية < . فأما ذكر أقاويل الناس وأدلتهم وتقرير الحق فيها مبسوطاً فيحتاج من ذكر

الأحاديث الواردة في ذلك وذكر ألفاظها وسائر الأدلة إلى ما لا يتسع له هذا المكان ولا يليق بمثل هذا الجواب ولكن نذكر النكت الجامعة التي تنبه على المقصود بالجواب فنقول : لا نزاع بين العلماء المعتبرين أن الأحرف السبعة التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن أنزل عليها ليست هي قراءات القراء السبعة المشهورة بل أول من جمع قراءات هؤلاء هو الإمام أبو بكر بن مجاهد وكان على رأس المائة الثالثة ببغداد فإنه أحب أن يجمع المشهور من قراءات الحرمين والعراقين والشام إذ هذه الأمصار الخمسة هي التي خرج منها علم النبوة من القرآن وتفسيره والحديث والفقه في الأعمال الباطنة والظاهرة وسائر العلوم الدينية فلما أراد ذلك جمع قراءات سبعة مشاهير من أئمة قراء هذه الأمصار ليكون ذلك موافقاً لعدد الحروف التي أنزل عليها القرآن لا لاعتقاده أو اعتقاد غيره من العلماء أن القراءات السبعة هي الحروف السبعة أو أن هؤلاء السبعة المعينين هم الذين لا يجوز أن يقرأ بغير قراءتهم ولهذا قال من قال من أئمة القراء : لولا أن ابن مجاهد سبقني إلى حمزة لجعلت مكانه يعقوب الحضرمي إمام جامع البصرة وأمام قراء البصرة في زمانه في رأس المائتين . ولا نزاع بين المسلمين أن الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها لا تتضمن تناقض المعنى وتضاده بل قد يكون معناها متفقاً أو متقارباً كما قال عبد الله بن مسعود : إنما هو كقول أحدكم أقبل وهلم وتعال وقد يكون معنى أحدها ليس هو معنى الآخر لكن كلا المعنيين حق وهذا اختلاف تنوع وتغاير لا اختلاف تضاد وتناقض وهذا كما جاء في الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حديث : > أنزل القرآن على سبعة أحرف : إن قلت غفوراً رحيماً أو قلت عزيزاً حكيماً ف الله كذلك ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب بآية رحمة < وهذا كما في القراءات المشهور إلا أن يخافا ألا يقيما وإلا أن يخافا ألا يقيما وإن كان مكرهم لتزول ولتزول منه الجبال وبل عجبت وبل عجبت ونحو ذلك . ومن القراءات ما يكون المعنى فيها متفقاً من وجه متبايناً من وجه كقوله :

يخدعون ويخادعون ويكذبون ويكذبون ولمستم ولامستم وحتى يطهرن ويطهرن ونحو ذلك وهذه القراءات التي يتغاير فيها المعنى كلها حق وكل قراءة منها مع القراءة الأخرى بمنزلة الآية مع الآية يجب الإيمان بها كلها واتباع ما تضمنته من المعنى علماً وعملاً لا يجوز ترك موجب إحداهما لأجل الأخرى ظناً أن ذلك تعارض بل كما قال عبد الله بن مسعود -رَضيَ اللهُ عنهُ- : من كفر بحرف منه فقد كفر به كله . وأما ما اتحد لفظه ومعناه وإنما يتنوع صفة النطق به كالهمزات والمدات والإمالات ونقل الحركات والإظهار والإدغام والإختلاس وترقيق اللامات والراءات أو تغليظها ونحو ذلك مما تسمى القراءات الأصول فهذا أظهر وأبين في أنه ليس فيه تناقض ولا تضاد مما تنوع فيه اللفظ أو المعنى إذا هذه الصفات المتنوعة في أداء اللفظ لا تخرجه عن أن يكون لفظاً واحداً ولا يعد ذلك فيما اختلف لفظه واتحد معناه أو اختلف معناه من المترادف ونحوه ولهذا كان دخول هذا في حرف واحد من الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها مما يتنوع فيه اللفظ أو المعنى وإن وافق رسم المصحف وهو ما يختلف فيه النقط أو الشكل . ولذلك لم يتنازع علماء الإسلام المتبوعين من السلف والأئمة في أنه لا يتعين أن يقرأ بهذه القراءات المعينة في جميع أمصار المسلمين بل من ثبت عنده قراءة الأعمش شيخ حمزة أو قراءة يعقوب ابن اسحق الحضرمي ونحوهما كما ثبت عنده قراءة حمزة والكسائي فله أن يقرأ بها بلا نزاع بين العلماء المعتبرين المعدودين من أهل الإجماع والخلاف بل أكثر العلماء الأئمة الذين أدركوا قراءة سفيان ابن عيينة وأحمد بن حنبل وبشر بن الحارث وغيرهم يختارون قراءة أبي جعفر بن القعقاع وشيبة بن نصاح المدنيين وقراءة البصريين كشيوخ يعقوب بن إسحق وغيرهم على قراءة حمزة والكسائي وللعلماء في ذلك من الكلام ما هو معروف عند العلماء ولهذا كان أئمة أهل العراق الذين ثبتت عندهم قراءات العشرة أو الأحد عشر كثبوت هذه السبعة يجمعون ذلك في الكتب ويقرأونه في الصلاة وخارج الصلاة وذلك متفق عليه بين العلماء لم ينكره أحد منهم

وأما الذي ذكره القاضي عياض ومن نقل من كلامه من الإنكار على ابن شنبوذ الذي كان يقرأ بالشواذ في الصلاة في أثناء المائة الرابعة وجرت له قضية مشهورة فإنما كان ذلك في القراءات الشاذة الخارجة عن المصحف كما سنبينه : ولم ينكر أحد من العلماء قراءة العشرة ولكن من لم يكن عالماً بها أو لم تثبت عنده كمن يكون في بلد من بلاد الإسلام بالمغرب أو غيره ولم يتصل به بعض هذه القراءات فليس له أن يقرأ إلا بعلمه فإن القراءة كما قال زيد بن ثابت : سنة يأخذها الآخر عن الأول كما أن ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنواع الاستفتاحات في الصلاة ومن أنواع صفة الأذان والإقامة وصفة صلاة الخوف وغير ذلك كله حسن يشرع العمل به لمن علمه وأما من علم نوعاً لم يعلم غيره فليس له أن

يعدل عما علمه إلى ما لم يعلم وليس له أن ينكر على من علم ما لم يعلمه من ذلك ولا أن يخالفه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : > لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا < . وأما القراءة الشاذة الخارجة عن رسم المصحف العثماني مثل قراءة ابن مسعود وأبي الدرداء -رضي الله عنهما- : { والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى } الليل : 1-3 ] كما قد ثبت ذلك في > الصحيحين < ومثل قراءة عبد الله : فصيام ثلثة أيام متتابعات وكقراءته : إن كانت الأزقية واحدة ونحو ذلك فهذه إذا ثبتت عن بعض الصحابة فهل يجوز أن يقرأ بها في الصلاة على قولين للعلماء : هما روايتان مشهورتان عن الإمام أحمد وروايتان عن مالك إحداهما : يجوز ذلك لأن الصحابة والتابعين كانوا يقرأون بهذه الحروف في الصلاة والثانية : لا يجوز ذلك وهو قول أكثر العلماء لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن ثبت فإنها منسوخة بالعرضة الآخرة فإنه قد ثبت في > الصحاح < عن عائشة وابن عباس -رضي الله عنهم- : أن جبريل -عليه السلام- كان يعارض النبي صلى الله عليه وسلم في كل عام مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه به مرتين والعرضة الأخيرة هي قراءة زيد بن ثابت وغيره وهي التي أمر الخلفاء الراشدون : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي بكتابتها في المصاحف ثم أمر عثمان في خلافته بكتابتها في المصاحب وإرسالها إلى الأمصار وجمع الناس عليها باتفاق من الصحابة علي وغيره وهذا النزاع لا بد أن يبني على الأصل الذي سأل عنه السائل وهو أن القراءات السبعة هل هي حرف من الحروف السبعة أم لا فالذي عليه جمهور العلماء من السلف والأئمة أنها حرف من الحروف السبعة بل يقولون : إِن مصحف عثمان هو أحد الحروف السبعة وهو متضمن للعرضة الآخرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل والأحاديث والآثار المشهورة المستفيضة تدل على هذا القول . وذهب طوائف من الفقهاء والقراء وأهل الكلام إلى أن هذا المصحف مشتمل على الأحرف السبعة وقرر ذلك طوائف من أهل الكلام كالقاضي أبي بكر الباقلاني

وغيره بناء على أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء من الأحرف السبعة وقد اتفقوا على نقل هذا المصحف الإمام العثماني وترك ما سواه حيث أمر عثمان بنقل القرآن من المصحف التي كان أبو بكر وعمر كتبا القرآن فيها ثم أرسل عثمان بمشاورة الصحابة إلى كل مصر من أمصار المسلمين بمصحف وأمر بترك ما سوى ذلك . قال هؤلاء : ولا يجوز أن ينهي عن القراءة ببعض الأحرف السبعة . ومن نصر قول الأولين يجيب تارة بما ذكر محمد بن جرير وغيره من أن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبة على الأمة وإنما كان جائزاً لهم مرخصاً لهم فيه وقد جعل إليهم الاختيار في أي حرف اختاروه كما أن ترتيب السور لم يكن واجباً عليهم منصوصاً بل مفوضاً إلى اجتهادهم ولهذا كان ترتيب مصحف عبد الله على غير ترتيب مصحف زيد وكذلك مصحف غيره . وأما ترتيب آيات السور فهو منزل منصوص عليه فلم يكن لهم أن يقدموا آية على آية في الرسم كما قدموا سورة على سورة لأن ترتيب الآيات مأمور به نصاً وأما ترتيب السور فمفوض إلى اجتهادهم . قالوا : فكذلك الأحرف السبعة فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف وتتقاتل إذا لم يجتمعوا على حرف واحد اجتمعوا على ذلك اجتماعاً سائغاً وهم معصومون أن يجتمعوا على ضلالة ولم يكن في ذلك ترك لواجب ولا فعل لمحظور . ومن هؤلاء من يقول بأن الترخيص في الأحرف السبعة كان في أول الإسلام لما في المحافظة على حرف واحد من المشقة عليهم أولاً فلما تذللت ألسنتهم بالقراءة وكان اتفاقهم على حرف واحد يسيراً عليهم وهو أوفق لهم أجمعوا على الحرف الذي كان في العرضة الآخرة ويقولون : إن نسخ ما سوى ذلك وهؤلاء يوافق قولهم قول من يقول : إِن حروف أبي بن كعب وابن مسعود وغيرهما مما يخالف رسم هذا المصحف منسوخة .

من قال عن ابن مسعود أنه يجوز القراءة بالمعنى فقد كذب عليه وإنما قال : قد نظرت إلى القراء فرأيت قراءتهم متقاربة وإنما هو كقول أحدكم أقبل وهلم وتعال فاقرأوا كما علمتم أو كما قال فمن جوّز القراءة بما يخرج عن المصحف مما ثبت عن الصحابة قال يجوز ذلك لأنه من الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها ومن لم يجوزه فله ثلاثة مآخذ : تارة يقول : ليس هو من الحروف المنسوخة وتارة يقول : هو من الحروف المنسوخة وتارة يقول : هو مما انعقد إجماع الصحابة على الإعراض عنه وتارة يقول : لم ينقل إلينا نقلاً يثبت بمثله القرآن وهذا هو الفرق بين المتقدمين والمتأخرين . ولهذا كان في المسألة : قول ثالث وهو اختيار جدي أبي البركات أنه إن قرأ بهذه القراءات في القراءة الواجبة وهي الفاتحة عند القدرة عليها لم تصح صلاته لأنه لم يتيقن أنه أدى الواجب من القراءة لعدم ثبوت القرآن بذلك وإن قرأ بها فيما لا يجب لم تبطل صلاته لأنه لم يتيقن أنه أتى في الصلاة بمبطل لجواز أن يكون ذلك من الحروف السبعة التي أنزل عليها . وهذا القول ينبني على أصل وهو أن ما لم يثبت كونه من الحروف السبعة فهل يجب القطع بكونه ليس منها فالذي عليه جمهور العلماء أنه لا يجب القطع بذلك إذ ليس ذلك مما أوجب علينا أن يكون العلم به في النفي والإثبات قطعياً . وذهب فريق من أهل الكلام إلى وجوب القطع بنفيه حتى قطع بعض هؤلاء كالقاضي أبي بكر بخطأ الشافعي وغيره ممن أثبت البسملة من القرآن في غير سورة النمل لزعمهم أن ما كان من موارد الاجتهاد في القرآن فإنه يجب القطع بنفيه والصواب القطع بخطأ هؤلاء وإن البسملة آية من كتاب الله حيث كتبها الصحابة في المصحف إذ لم يكتبوا فيه إلا القرآن وجرِّدوه عما ليس منه كالتخميس والتعشير وأسماء السور ولكن مع ذلك لا يقال : هي من السورة التي بعدها كما ليست من السورة التي قبلها بل هي كما كتبت آية أنزلها الله في أول كل سورة وإن لم تكن من السورة وهذا أعدل الأقوال الثلاثة في هذه المسألة .

وسواء قيل : بالقطع في النفي أو الإثبات فذلك لا يمنع كونها من موارد الاجتهاد التي لا تكفير ولا تفسيق فيها للنافي ولا للمثبت بل قد يقال ما قاله طائفة من العلماء : إن كل واحد من القولين حق وأنها آية من القرآن في بعض القراءات وهي قراءة الذين يفصلون بها بين السورتين وليست آية في بعض القراءات وهي قراءة الذين يصلون لا يفصلون بها . وأما قول السائل : ما السبب الذي أوجب الاختلاف بين القراء فيما احتمله خط المصحف فهذا مرجعه إلى النقل واللغة العربية لتسويغ الشارع لهم القراءة بذلك كله إذ ليس لأحد أن يقرأ برأيه المجرد بل القراءة سنة متبعة وهم إذا اتفقوا على اتباع القرآن المكتوب في المصحف الإمامي وقد قرأ بعضهم بالياء وبعضهم بالتاء لم يكن واحد منهما خارجاً عن المصحف . ومما يوضح ذلك أنهم يتفقون في بعض المواضع على ياء أو تاء ويتنوعون في بعض كان اتفقوا في قوله تعالى : { وما الله بغافل عما تعملون } البقرة : 85 ] في موضع وتنوعوا في موضعين وقد بينا أن القراءتين كالآيتين فزيادة القراءات لزيادة الآيات لكن إذا كان الخط واحداً واللفظ محتملاً كان ذلك أخصر في الرسم . والاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب لا على حفظ المصاحف كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : > إن ربي قال لي : قم في قريش فإنذرهم فقلت : أي رب! إذاً يثلغوا رأسي - > أي : يشدخوا < - فقال : إني مبتليك ومبتل بك ومنزل عليك كتاباً لا يغسله الماء تقرأه نائماً ويقظاناً فابعث جنداً أبعث مثليهم وقاتل بمن أطاعك من عصاك وأنفق أنفق عليك < فأخبر أن كتابه لا يحتاج في حفظه إلى صحيفة تغسل بالماء بل يقرأه في كل حال كما جاء في نعت أمته : أناجيلهم في صدورهم بخلاف أهل الكتاب الذين لا يحفظونه إلا في الكتب ولا يقرأونه كله إلا نظراً لا عن ظهر قلب . وقد ثبت في > الصحيح < أنه جمع القرآن كله على عهد النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة كالأربعة الذين من الأنصار وكعبد الله بن عمرو

فتبين بما ذكرناه أن القراءات المنسوبة إلى نافع وعاصم ليست هي الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها وذلك باتفاق علماء السلف والخلف وكذلك ليست هذه القراءات السبعة هي مجموع حرف واحد من الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها باتفاق العلماء المعتبرين بل القراءات الثابتة عن أئمة القرآن كالأعمش ويعقوب وخلف وأبي جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح ونحوهم هي بمنزلة القراءات الثابتة عن هؤلاء السبعة عند من ثبت ذلك عنده كما ثبت ذلك . وهذا أيضاً مما لم يتنازع فيه الأئمة المتبوعون من أئمة الفقهاء والقراء وغيرهم وإنما تنازع الناس من الخلف في المصحف العثماني الإمامي الذي أجمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان والأئمة بعدهم هل هو بما فيه من القراءات السبعة وتمام العشرة وغير ذلك هل هو حرف من الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها أو هو مجموع الأحرف السبعة على قولين مشهورين : والأول : قول أئمة السلف والعلماء والثاني : قول طوائف من أهل الكلام والقراء وغيرهم وهم متفقون على أن الأحرف السبعة لا يخالف بعضها بعضاً خلافاً يتضاد في المعنى ويتناقض بل يصدق بعضها بعضاً كما تصدق الآيات بعضها بعضاً . وسبب تنوع القراءات فيما احتمله خط المصحف هو تجويز الشارع وتسويغه ذلك لهم إذ مرجع ذلك إلى السنة والإتباع لا إلى الرأي والإبتداع . أما إذا قيل : إن ذلك هي الأحرف السبعة فظاهر وكذلك بطريق الأولى إذا قيل أن ذلك حرف من الأحرف السبعة فإنه إذا كان قد سوغ لهم أن يقرأوه على سبعة أحرف كلها شاف كاف مع تنوع الأحرف في الرسم فلأن يسوغ ذلك مع اتفاق ذلك في الرسم وتنوعه في اللفظ أولى وأحرى وهذا من أسباب تركهم المصاحف أول ما كتبت غير مشكولة ولا منقوطة لتكون صورة الرسم محتملة للأمرين كالتاء والياء والفتح والضم وهم يضبطون باللفظ كلا الأمرين ويكون دلالة الخط الواحد على كلا اللفظين المنقولين المسموعين المتلوين شبيهاً بدلالة اللفظ الواحد على كلا المعنيين المنقولين المفهومين . فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقوا عنه ما أمره الله بتبليغه إليهم

من القرآن لفظه ومعناه جميعاً كما قال أبو عبد الرحمن السلمي وهو الذي روى عن عثمان -رَضيَ اللهُ عنهُ- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : > خيركم من تعلم القرآن وعلمه < كما رواه البخاري في > صحيحه < وكان يقرئ القرآن أربعين سنة قال : حدثنا الذين كانوا يقرأوننا عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا . ولهذا دخل في معنى قوله > خيركم من تعلم القرآن وعلمه < تعليم حروفه ومعانية جميعاً بل تعلم معانيه هو المقصود الأول بتعليم حروفه وذلك هو الذي يزيد الإيمان كما قال جندب بن عبد الله وعبد الله ابن عمر وغيرهما : تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً وإنكم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان . وفي > الصحيحين < : عن حذيفة قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخ الجواب حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ونزول القرآن وذكر الحديث بطوله ولا تتسع هذه الورقة لذكر ذلك . وإنما المقصود التنبيه على أن ذلك كله مما بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس وتلقاه أصحابه عنه الإيمان والقرآن حروفه ومعانيه وذلك مما أوحاه الله إليه كما قال تعالى : { وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا } الشورى : 52 ] وتجوز القراءة في الصلاة وخارجها بالقراءات الثابتة الموافقة لرسم المصحف كما ثبتت هذه القراءات وليست شاذة حينئذٍ و الله أعلم . مسألة 235 ] : في قول أهل التقاويم في أن الرابع عشر من هذا الشهر يخسف القمر وفي التاسع والعشرين تكسف الشمس فهل يصدقون في ذلك وإذا خسفا هل يصلي لهما أم يسبح وإذا صلى كيف صفة الصلاة ويذكر لنا أقوال العلماء في ذلك!

الجواب الحمد لله . الخسوف والكسوف لهما أوقات مقدرة كما لطلوع الهلال وقت مقدر وذلك مما أجرى الله عادته بالليل والنهار والشتاء والصيف وسائر ما يتبع جريان الشمس والقمر وذلك من آيات الله -تعالى- كما قال تعالى : { وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون } الأنبياء : 33 ] وقال تعالى : { هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق } يونس : 5 ] وقال تعالى : { الشمس والقمر بحسبان } الرحمن : 5 ] وقال تعالى : { فالق الإصباح وجعل الليل سكنًا والشمس والقمر حسبانًا ذلك تقدير العزيز العليم } الأنعام : 96 ] وقال تعالى : { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج } التوبة : 189 ] وقال تعالى : { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم } التوبة : 36 ] وقال تعالى : { وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون } يس : 37-39 ] . وكما أن العادة التي أجراها الله -تعالى- أن الهلال لا يستهل إلا ليلة ثلاثين من الشهر أو ليلة إحدى وثلاثين وإن الشهر لا يكون إلا ثلاثين أو تسعة وعشرين فمن ظن أن الشهر يكون أكثر من ذلك أو أقل فهو غالط فكذلك أجرى الله العادة أن الشمس لا تكسف إلا وقت الاستسرار وإن القمر لا يخسف إلا وقت الإبدار ووقت إبداره هي الليالي البيض التي يستحب صيام أيامها : ليلة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فالقمر لا يخسف إلا في هذه الليالي والهلال يستسر آخر الشهر إما ليلة وأما ليلتين كما يستسر ليلة تسع وعشرين وثلاثين والشمس لا تكسف إلا وقتها استسراره . وللشمس والقمر ليالي معتادة من عرفها عرف الكسوف والخسوف كما أن من علم كم مضى من الشهر يعلم أن الهلال يطلع في الليلة الفلانية أو التي قبلها لكن العلم بالعادة في الهلال علم عام يشترك فيه جميع الناس وأما العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما يعرفه من يعرف حساب جريانهما وليس خبر الحاسب بذلك من باب علم الغيب ولا من باب ما يخبر به من الأحكام التي يكون كذبه فيها أعظم من

صدقه فإن ذلك قول بلا علم ثابت وبناء على غير أصل صحيح . وفي > سنن أبي دواد < عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : > من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد من زاد < وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : > من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم يقبل الله صلاته أربعين يوماً < . والكهان أعلم بما يقولونه من المنجمين في الأحكام ومع هذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن إتيانهم ومسألتهم فكيف بالمنجم ! وقد بسطنا هذا في غير هذا الموضع عن هذا الجواب . وأما ما يعلم بالحساب فهو مثل العلم بأوقات الفصول : كأول الربيع والصيف والخريف والشتاء لمحاذات الشمس أوائل البروج التي يقولون فيها : إِن الشمس نزلت في برج كذا أي : حاذته . ومن قال من الفقهاء : إن الشمس تكسف في غير وقت الاستسرار فقد غلط وقال ما ليس له به علم . وما يروي عن الواقدي من ذكره أن إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم مات يوم العاشر من الشهر وهو اليوم الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف غلط والواقدي لا يحتج بمسانيده فكيف بما أرسله من غير أن يسنده إلى أحد وهذا فيما لم يعلم أنه خطأ فأما هذا فيعلم أنه خطأ ومن جّوز هذا فقد قفا ما ليس له به علم ومن حاج في ذلك فقد حاج فيما ليس له به علم . وأما ما ذكره طائفة من الفقهاء من اجتماع صلاة العيد والكسوف فهذا ذكروه في ضمن كلامهم فيما إذا اجتمع صلاة الكسوف وغيرها من الصلوات فقد رأوا اجتماعها مع الوتر والظهر وذكروا صلاة العيد مع عدم استحضارهم هل يمكن ذلك في العادة أو لا يمكن فلا يوجد في تقديرهم ذلك العلم بوجود ذلك في الخارج لكن ليستفيد من ذلك العلم : علم ذلك على تقدير وجوده كما يقدرون مسائل يعلم أنها لا تقع لتحرير القواعد وتمارين الأذهان على ضبطها . وأما تصديق المخبر بذلك وتكذيبه فلا يجوز أن يصدق إلا أن يعلم صدقه ولا يكذب إلا أن يعلم كذبه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : > إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم

ولا تكذبوهم فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوهم وأما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوهم < . والعلم بوقت الكسوف والخسوف وإن كان ممكناً لكن هذا المخبر المعين قد يكون عالماً بذلك وقد لا يكون وقد يكون ثقة في خبره وقد لا يكون وخبر المجهول الذي لا يوثق بعلمه وصدقه ولا يعرف كذبه موقوف ولو أخبر مخبر بوقت الصلاة وهو مجهول لم يقبل خبره ولكن إذا تواطأ خبر أهل الحساب على ذلك فلا يكادون يخطئون . ومع هذا فلا يترتب على خبرهم علم شرعي فإن صلاة الكسوف والخسوف لا تصلى إلا إذا شاهدنا ذلك وإذا جوز الإنسان صدق المخبر بذلك أو غلب على ظنه فنوى أن يصلي الكسوف والخسوف عند ذلك واستعد ذلك الوقت لرؤية ذلك كان هذا حثاً من باب المسارعة إلى طاعة الله -تعالى- وعبادته فإن الصلاة عند الكسوف متفق عليها بين المسلمين وقد تواترت بها السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواها أهل الصحيح والسنن والمسانيد من وجوه كثيرة . واستفاض عنه أنه صلى بالمسلمين صلاة الكسوف يوم مات ابنه إبراهيم وكان بعض الناس ظن أن كسوفها كان لأن إبراهيم مات فخطبهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال : > إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة < وفي رواية في > الصحيح < : > ولكنهما آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده < . وهذا بيان منه صلى الله عليه وسلم أنهما سبب لنزول عذاب بالناس فإن الله إنما يخوف عباده بما يخافونه إذا عصوه وعصوا رسله وإنما يخاف الناس مما يضرهم فلولا إمكان حصول الضرر بالناس عند الخسوف ما كان ذلك تخويفاً قال تعالى : { وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا } الإسراء : 59 ] وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بما يزيل الخوف : أمر بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والعتق حتى يكشف ما بالناس وصلى بالمسلمين في الكسوف صلاة طويلة . وقد روي في صفة صلاة الكسوف أنواع لكن الذي استفاض عند أهل العلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه البخاري ومسلم من غير وجه وهو الذي

استحبه أكثر أهل العلم : كمالك والشافعي وأحمد وإنه صلى بهم ركعتين في كل ركعة ركوعان يقرأ قراءة طويلة ثم يركع ركوعاً طويلاً دون القراءة ثم يقوم فيقرأ قراءة طويلة دون القراءة الأولى ثم يركع ركوعاً دون الركوع الأول ثم يسجد سجدتين طويلتين وثبت عنه في ا > لصحيح < أنه جهر بالقراءة فيها . والمقصود أن تكون الصلاة وقت الكسوف إلى أن يتجلى فإن فرغ من الصلاة قبل التجلي ذكر الله ودعاه إلى أن يتجلى والكسوف يطول زمانه تارة ويقصر أخرى بحسب ما يكسف منها فقد يكسف كلها وقد يكسف نصفها أو ثلثها فإذا عظم الكسوف طول الصلاة حتى يقرأ بالبقرة ونحوها في أول ركعة وبعد الركوع الثاني يقرأ بدون ذلك . وقد جاءت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم بما ذكرناه كله مثل ما في > الصحيحين < عن أبي مسعود الأنصاري قال : انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم فقال الناس : انكسفت الشمس لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : > إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله وإلى الصلاة < وفي > الصحيح < عن أبي موسى أنه صلى الله عليه وسلم قال : > هذه الآيات التي يرسلها الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يخوف بها عباده فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره < . وفي > الصحيحين < : من حديث جابر أنه صلى الله عليه وسلم قال : > إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله وأنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فصلوا حتى ينجلي < وفي رواية عن ابن مسعود : > فإذا رأيتم شيئاً منها فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم < . وفي رواية لعائشة : > فصلوا حتى يفرج الله ما بكم < وفي > الصحيحين < : عن عائشة أن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فقام وكبر وصف الناس وراءه فاقترأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعاً طويلاً ثم رفع رأسه فقال : > سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد < ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى ثم كبر فركع ركوعاً طويلاً هو أدنى

من الركوع الأول ثم قال : > سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد < ثم سجد ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات وانجلت الشمس قبل أن ينصرف وقد جاء إطالته للسجود في حديث صحيح وكذلك الجهر بالقراءة لكن روى في القراءة المخافتة والجهر أصح وأما تطويل السجود فلم يختلف فيه الحديث لكن في كل حديث زيادة ليست في الآخر والأحاديث الصحيحة كلها متفقة لا تختلف . مسألة 236 ] : فيمن يعتقد أن الكواكب لها تأثير في الوجود أو يقول أن له نجماً في السماء يسعد بسعادته ويشقى بعكسه ويحتج بقوله تعالى : { فالمدبرات أمراً } النازعات : 5 ] . وبقوله تعالى : { فلا أقسم بمواقع النجوم } الواقعة : 75 ] ويقول : إِنها صنع إدريس -عليه السلام- ويقولون -عن النبي صلى الله عليه وسلم - : أن نجمه كان بالعقرب والمريخ فهل هذا من دين الإسلام أم لا ومتى لم يكن من الدين فماذا يجب على قائله والمنكرون على هؤلاء يكونون من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أم لا الجواب الحمد لله رب العالمين النجوم من آيات الله الدالة عليه المسبحة له الساجدة له كما قال تعالى : { ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس } الحج : 18 ] . ثم قال : { وكثير حق عليه العذاب } الحج : 18 ] . وهذا التفريق يبين أنه لما يرد السجود لمجرد ما فيها من الدلالة على ربوبيته كما يقول ذلك طوائف من الناس إذ هذه الدلالة يشترك فيها جميع المخلوقات فجميع الناس فيهم هذه الدلالة وهو قد فرق فعلم أن ذلك قدر زائد من جنس ما يختص به المؤمن ويتميز به عن الكافر الذي حق عليه العذاب . وهو سبحانه مع ذلك قد جعل فيها منافع لعباده وسخرها لهم كما قال تعالى : { وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار } إبراهيم : 33 ] . وقال تعالى : { والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره } الاعراف : 54 ] . وقال تعالى : { وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه } الجاثية : 13 ] . ومن منافعها الظاهرة ما يجعله سبحانه بالشمس من الحر والبرد والليل والنهار وإنضاج الثمار وخلق الحيوان والنبات والمعادن وكذلك ما يجعله بها من الترطيب والتيبيس وغير ذلك من الأمور المشهورة كما جعل في النار الإشراق والإحراق وفي الماء التطهير والسقي وأمثال ذلك من نعمه التي يذكرها في كتابه

كما قال تعالى : { وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا } الفرقان : 49 ] . وقد أخبر الله في غير موضع أنه يجعل بعض مخلوقاته ببعض كما قال تعالى : { لنحيي به بلدة ميتاً } الفرقان : 49 ] . وكما قال : { وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابًا ثقالاً سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات } الأعراف : 57 ] . وكما قال : { وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة } البقرة : 164 ] . فمن قال من أهل الكلام : إن الله يفعل هذه الأمور عندها لا بها فعبارته مخالفة لكتاب الله -تعالى- والأمور المشهورة كمن زعم أنها مستقلة بالفعل هو شرك مخالف للعقل والدين . وقد أخبر في كتابه -سبحانه- من منافع النجوم أنه يهتدى بها في ظلمات البر والبحر وأخبر أنها زينة السماء الدنيا وأخبر أن الشياطين ترجم بالنجوم وإن كانت النجوم التي ترجم بها الشياطين من نوع آخر غير النجوم الثابتة في السماء التي يهتدي بها فإن هذه لا تزول عن مكانها بخلاف تلك ولهذه حقيقة مخالفة لتلك وإن كان اسم النجم يجمعها كما يجمع اسم الدابة والحيوان للملك والآدمي والبهائم والذباب والبعوض . وقد ثبت بالأخبار الصحيحة التي اتفق عليها العلماء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر وأمر بالدعاء والاستغفار والصدقة والعتق وقال : > إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته < . وفي رواية : > آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده < . هذا قاله رداً لما قاله بعض جهال الناس : إِن الشمس كسفت لموت إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم فإنها كسفت يوم موته وظن بعض الناس لما كسفت أن كسوفها كان لأجل موته وأن موته هو السبب لكسوفها كما قد يحدث عن موت بعض الأكابر مصائب في الناس فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الشمس والقمر لا يكون كسوفهما عن موت أحد من أهل الأرض ولا عن حياته ونهى أن يكون للموت والحياة أثر في كسوف الشمس والقمر وأخبر أنهما من آيات الله وأنه يخوف عباده .

فذكر أن من حكمة ذلك تخويف العباد كما يكون تخويفهم في سائر الآيات كالرياح الشديدة والزلازل والجدب والأمطار المتواترة ونحو ذلك من الأسباب التي قد تكون عذاباً كما عذب الله أمماً بالريح والصيحة والطوفان وقال تعالى : { فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا } العنكبوت : 40 ] . وقد قال : { وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا به وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا } الإسراء : 59 ] . وإخباره بأن الله يخوف عباده بذلك يبين أنه قد يكون سبباً لعذاب ينزل كالرياح العاصفة الشديدة وإنما يكون ذلك إذا كان الله قد جعل ذلك سبباً لما ينزله في الأرض فمن أراد بقوله : إن لها تأثيراً ما قد علم بالحس وغيره من هذه الأمور فهذا حق ولكن الله قد أمر بالعبادات التي تدفع عنا ما ترسل به من الشر كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عند الخسوف بالصلاة والصدقة والدعاء والاستغفار والعتق وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا هبت الريح أقبل وأدبر وتغير وأمر أن يقال عند هبوبها : > اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما أرسلت به < . وقال : > إِن الريح من روح الله وأنها تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فلا تسبوها ولكن سلوا الله من خيرها وتعوذوا ب الله من شرها < . فأخبر أنها تأتي بالرحمة وتاتي بالعذاب وأمر أن نسأل الله من خيرها ونعوذ ب الله من شرها . فهذه السنة في أسباب الخير والشر أن يفعل العبد عند أسباب الخير الظاهرة من الأعمال الصالحة ما يجلب الله به الخير وعند أسباب الشر الظاهرة من العبادات ما يدفع الله به عنه الشر . فأما ما يخفى من الأسباب فليس العبد مأموراً بأن يتكلف معرفته بل إذا فعل ما أمر وترك ما حظر كفاه الله مؤنة الشر ويسر له أسباب الخي الجواب { ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرًا } الطلاق : 2-3 ] .

قد قال تعالى فيمن يتعاطى السحر لجلب منافع الدنيا : { واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعمون } البقرة : 102-103 ] . فأخبر سبحانه أن من اعتاض بذلك يعلم أنه لا نصيب له في الآخرة وإنما يرجو بزعمه نفعه في الدنيا كما يرجون بما يفعلونه من السحر المتعلق بالكواكب وغيرها مثل الرياسة والمال ثم قال : { ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون } البقرة : 103 ] . فبين أن الإيمان والتقوى هو خير لهم في الدنيا والآخرة . قال تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنونالذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم } يونس : 62-64 ] . وقال تعالى في قصة يوسف : { وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون } يوسف : 56-57 ] . فأخبر أن أجر الآخرة خير للمؤمنين المتقين مما يعطونه في الدنيا من الملك والمال كما أعطى يوسف . وقد أخبر سبحانه بسوء عاقبة من ترك الإيمان والتقوى في غير آية في الدنيا والآخرة ولهذا قال تعالى : { ولا يفلح الساحر حيث أتى } طه : 69 ] . والمفلح الذي ينال المطلوب وينجو من المرهوب فالساحر لا يحصل له ذلك وفي سنن أبي داود < عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : > من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر < . والسحر محرم في الكتاب والسنة والإجماع وذلك أن النجوم التي من السحر نوعان : أحدهما : علمي وهو الاستدلال بحركات النجوم على الحوادث من جنس الاستقسام بالازلام . والثاني : عملي وهو الذي يقولون : إنه القوى السماوية بالقوى المنفعلة الأرضية كالطلاسم ونحوها وهذا من أرفع أنواع السحر . وكل ما حرمه الله ورسوله فضره أعظم من نفعه .

فالثاني وأن توهم المتوهم أن فيه تقدمة للمعرفة بالحوادث وأن ذلك ينفع فالجهل في ذلك أضعف ومضرة ذلك أعظم من منفعته ولهذا قد علم الخاصة والعامة بالتجربة والتواتر أن الأحكام التي يحكم بها المنجمون يكون الكذب فيها أضعاف الصدق وهم في ذلك من نوع الكهان . وقد ثبت في ا > لصحيح < عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له : إِن منا قوما يأتون الكهان فقال : > إِنهم ليسوا بشيء < . فقالوا : يا رسول الله ! انهم يحدثونا أحيانا بالشيء فيكون حقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : > تلك الكلمة من الحق يسمعها الجني فيقرها في أذن وليه < . وأخبر أن الله إذا قضى بالأمر ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم قالوا : الحق وأن كل أهل سماء يخبرون أهل السماء التي تليهم حتى ينتهي الخبر إلى سماء الدنيا وهناك مسترقة السمع بعضهم فوق بعض فربما سمع الكلمة قبل أن يدركه الشهاب بعد أن يلقيها قال صلى الله عليه وسلم : > فلو أتوا بالأمر على وجهه ولكن يزيدون في الكلمة مائة كذبة < . وهكذا المنجمون حتى أني لما خاطبتهمُ بدمشق وحضر عندي رؤساؤهم وبينت فساد صناعتهم بالأدلة العقلية التي يعترفون بصحتها قال لي رئيس منهم : و الله إنا نكذب مائة كذبة حتى نصدق في كلمة . وذلك أن مبنى علمهم على أن الحركات العلوية هي السبب في الحوادث والعلم بالسبب يوجب العلم بالمسبب وهذا إنما يكون إذا علم السبب التام الذي لا يتخلف عنه حكمه وهؤلاء أكثر ما يعلمون إن علموا جزءاً يسيراً من جملة الأسباب الكثيرة ولا يعلمون بقية الأسباب ولا الشروط ولا الموانع مثل من يعلم أن الشمس في الصيف تعلو الرأس حتى يشتد الحر فيريد أن يعلم من هذا مثلا أنه حينئذ أن العنب الذي في الأرض الفلانية يصير زبيباً على أن هنالك عنباً وأنه ينضج وينشره صاحبه في الشمس وقت الحر فيتزبب وهذا وإن كان يقع كثيرًا لكن أخذ هذا من مجرد حرارة الشمس جهل عظيم إذ قد يكون هناك عنب وقد لا يكون وقد

يثمر ذلك الشجر إِن خدم وقد لا يثمر وقد يؤكل عنباً وقد يعصر وقد يسرق وقد يزبب وأمثال ذلك . والأدلة الدالة على فساد هذه الصناعة وتحريمها كثيرة ليس هذا موضعها وقد ثبت في > صحيح مسلم < عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : > من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم يقبل الله له صلاة أربعين يوماً < . والعراف قد قيل انه اسم عام للك والمنجم لرمال ونحوهم ممن يتكلم في تقدمة المعرفة بهذه الطرق ولو قيل : إنه في اللغة اسم لبعض هذه الأنواع فسائرها يدخل فيه بطريق العموم المعنوي كما قيل في اسم الخمر والميسر ونحوهما . وأما إنكار بعض الناس أن يكون شيء من حركات الكواكب وغيرها من الأسباب فهو أيضاً قول بلا علم وليس له في ذلك دليل من الأدلة الشرعية ولا غيرها بل النصوص تدل على خلاف ذلك كما في الحديث الذي في > السنن < عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر فقال : > يا عائشة! تعوذي ب الله من شر هذا فهذا الغاسق إذا وقب < . كما تقدم في حديث الكسوف حيث أخبر أن الله يخوف بهما عباده . وقد تبين أن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : > لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته < أي لا يكون الكسوف معللاً بالموت فهو نفي العلة الفاعلة كما في الحديث الآخر الذي في > صحيح مسلم < عن ابن عباس عن رجال من الأنصا الجواب أنهم كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا رمى بنجم فاستنار فقال : > ما كنتم تقولون لهذا في الجاهلية < . فقالوا : كنا نقول ولد الليلة عظيم أو مات عظيم فقال : > إنه لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته ولكن الله إذا قضى بالأمر تسبح حملة العرش < . وذكر الحديث في مسترقة السمع فنفى النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون الرمي بها لأجل أنه قد ولد عظيم أو مات عظيم بل لأجل الشياطين المسترقين السمع . ففي كلا الحديثين أن موت بعض الناس وحياتهم لا يكون سبباً لكسوف الشمس والقمر ولا للرمي بالنجوم وان كان موت بعض الناس قد يقتضي حدوث أمر في السموات كما ثبت في الصحاح : > أن العرش -عرش الرحمن- اهتز لموت سعد بن معاذ < . وأما كون الكسوف

وغيره قد يكون سبباً لحادث في الأرض من عذاب يقتضي موتاً أو غيره فهذا قد أثبته الحديث نفسه . وما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لا ينافي لكون الكسوف له وقت محدود يكون فيه حيث لا يكون كسوف الشمس إلا في آخر الشهر ليلة السرار ولا يكون خسوف القمر إلا في وسط الشهر ليالي الإبدار ومن ادعى خلاف ذلك من المتفقهة أو العامة فلعدم علمه بالحساب ولهذا تمكن المعرفة بما مضى من الكسوف وما يستقبل كما تمكن المعرفة بما مضى من الأهلة وما يستقبل إذ كل ذلك بحساب كما قال تعالى : { جعل الليل سكنًا والشمس والقمر حسبانًا } الأنعام : 96 ] . { الشمس والقمر بحسبان } الرحمن : 5 ] . وقال تعالى : { هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب } يونس : 5 ] . وقال تعالى : { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج } البقرة : 189 ] . ومن هنا صار بعض العامة إذا رأى المنجم قد أصاب في خبره عن الكسوف المستقبل يظن أن خبره عن الحوادث من هذا النوع . فإن هذا جهل إذ الخبر الأول بمنزلة إخباره بأن الهلال يطلع إما ليلة الثلاثين وإما ليلة إحدى وثلاثين فإن هذا أمر أجرى الله به العادة لايخرم أبداً وبمنزلة خبره أن الشمس تغرب آخر النهار وأمثال ذلك فمن عرف منزلة الشمس والقمر ومجاريهما علم ذلك وإن كان ذلك علمًا قليل المنفعة فإذا كان الكسوف له أجل مسمى لم يناف ذلك أن يكون عند أجله يجعله الله سبباً لما يقضيه من عذاب وغيره لمن يعذب الله في ذلك الوقت أو لغيره ممن ينزل الله به ذلك كما أن تعذيب الله لمن عذبه بالريح الشديدة الباردة كقوم عاد كانت في الوقت المناسب وهو آخر الشتاء كما قد ذكر ذلك أهل التفسير وقصاص الأنبياء . وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة وهو السحاب الذي يخال فيه المطر أقبل وأدبر وتغير وجهه فقالت له عائشة : إن الناس إذا رأوا مخيلة استبشروا فقال : > يا عائشة! وما يؤمنني قد رأى قوم عاد العذاب عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا < قال الله : { بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم } الأحقاف : 24 ] . وكذلك الأوقات التي ينزل الله فيه الرحمة كالعشر الأواخر من رمضان والأولى

وغيره قد يكون سبباً لحادث في الأرض من عذاب يقتضي موتاً أو غيره فهذا قد أثبته الحديث نفسه . وما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لا ينافي لكون الكسوف له وقت محدود يكون فيه حيث لا يكون كسوف الشمس إلا في آخر الشهر ليلة السرار ولا يكون خسوف القمر إلا في وسط الشهر ليالي الإبدار ومن ادعى خلاف ذلك من المتفقهة أو العامة فلعدم علمه بالحساب ولهذا تمكن المعرفة بما مضى من الكسوف وما يستقبل كما تمكن المعرفة بما مضى من الأهلة وما يستقبل إذ كل ذلك بحساب كما قال تعالى : { جعل الليل سكنًا والشمس والقمر حسبانًا } الأنعام : 96 ] . { الشمس والقمر بحسبان } الرحمن : 5 ] . وقال تعالى : { هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب } يونس : 5 ] . وقال تعالى : { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج } البقرة : 189 ] . ومن هنا صار بعض العامة إذا رأى المنجم قد أصاب في خبره عن الكسوف المستقبل يظن أن خبره عن الحوادث من هذا النوع . فإن هذا جهل إذ الخبر الأول بمنزلة إخباره بأن الهلال يطلع إما ليلة الثلاثين وإما ليلة إحدى وثلاثين فإن هذا أمر أجرى الله به العادة لايخرم أبداً وبمنزلة خبره أن الشمس تغرب آخر النهار وأمثال ذلك فمن عرف منزلة الشمس والقمر ومجاريهما علم ذلك وإن كان ذلك علمًا قليل المنفعة فإذا كان الكسوف له أجل مسمى لم يناف ذلك أن يكون عند أجله يجعله الله سبباً لما يقضيه من عذاب وغيره لمن يعذب الله في ذلك الوقت أو لغيره ممن ينزل الله به ذلك كما أن تعذيب الله لمن عذبه بالريح الشديدة الباردة كقوم عاد كانت في الوقت المناسب وهو آخر الشتاء كما قد ذكر ذلك أهل التفسير وقصاص الأنبياء . وكان النبي صل

ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفتاوى........ الكبرى35(بن تيمية).
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: الفقه الاسلامى-
انتقل الى: