منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
 الفتاوى ........الكبرى37 (بن تيمية). >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
 الفتاوى ........الكبرى37 (بن تيمية). >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

  الفتاوى ........الكبرى37 (بن تيمية).

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

 الفتاوى ........الكبرى37 (بن تيمية). Empty
مُساهمةموضوع: الفتاوى ........الكبرى37 (بن تيمية).    الفتاوى ........الكبرى37 (بن تيمية). I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 22, 2011 4:04 pm


الفتاوى ........الكبرى37 (بن تيمية)
ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك

في القسط كما أن ذكر العمل الصالح بعد الإيمان لا يمنع أن يكون داخلاً في الإيمان كما في قوله : { وملائكته ورسله وجبريل وميكال من النبيين ميثاقهم ومنك } الأحزاب : 7 ] . هذا إذا قيل : إن اسم الإيمان يتناوله سواء قيل : إنه في مثل هذا يكون داخلاً في الأول . فيكون مذكوراً مرتين أو قيل : بل عطفه عليه يقتضي أنه ليس داخلاً فيه هنا وإن كان داخلاً فيه منفرداً كما قيل مثل ذلك في لفظ الفقراء والمساكين وأمثال ذلك مما تتنوع دلالته بالأفراد والاقتران . لكن المقصود أن كل خير فهو داخل في القسط والعدل وكل شر فهو داخل في الظلم ولهذا كان العدل أمراً واجباً في كل شيء وعلى كل أحد والظلم محرماً في كل شيء ولكل أحد فلا يحل ظلم أحد أصلاً سواء كان مسلماً أو كافراً أوكان ظالماً بل الظلم إنما يباح أو يجب فيه العدل عليه أيضاً . قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن } المائدة : 8 ] أي : يحملنكم شنآن أي : بغض قوم وهم الكفار على عدم العدل : { قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى } المائدة : 8 ] . وقال تعالى : { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } البقرة : 194 ] . وقال تعالى : { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } النحل : 126 ] . وقال تعالى : { وجزاء سيئة سيئة مثلها } الشورى : 40 ] . وقد دل على هذا قوله في الحديث : > يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا < فإن هذا خطاب لجميع العباد أن لا يظلم أحد أحداً وأمر العالم في الشريعة مبني على هذا وهو العدل في الدماء والأموال والأبضاع والأنساب

والأعراض ولهذا جاءت السنة بالقصاص في ذلك ومقابلة العادي بمثل فعله لكن المماثلة قد يكون علمها أو عملها متعذراً ومتعسراً ولهذا يكون الواجب ما يكون أقرب إليها بحسب الإمكان ويقال : هذا أمثل وهذا أشبه وهذه الطريقة المثلى لما كان أمثل بما هو العدل والحق في نفس الأمر إذ ذاك محجوز عنه ولهذا قال تعالى : { وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلا وسعها } الأنعام : 152 ] . فذكر أنه لم يكلف نفساً إلا وسعها حين أمر بتوفية الكيل والميزان بالقسط لأن الكيل لا بد له أن يتفضل أحد المكيلين على الآخر ولو بحبة أو حبات وكذلك التفاضل في الميزان قد يحصل بشيء يسير لا يمكن الاحتراز منه فقال تعالى : { لا نكلف نفساً إلا وسعها } الأنعام : 152 ] . ولهذا كان القصاص مشروعاً إذا أمكن استيفاؤه من غير جنف كالاقتصاص في الجروح التي تنتهي إلى عظم وفي الأعضاء التي تنتهي إلى مفصل فإذا كان الجنف واقعاً في الاستيفاء عدل إلى بدله وهو الدية لأنه أشبه بالعدل من اتلاف زيادة في المقتص منه وهذه حجة من رأى من الفقهاء أنه لا قود إلا بالسيف في العنق قال : لأن القتل بغير السيف وفي غير العنق لا نعلم فيه المماثلة بل قد يكون التحريق والتغريق والتوسيط ونحو ذلك أشد إيلاماً لكن الذين قالوا : يفعل به مثل ما فعل قولهم أقرب إلى العدل فإنه مع تحري التسوية بين الفعلين يكون العبد قد فعل مايقدر عليه من العدل وما حصل من تفاوت الألم خارج عن قدرته وأما إذا قطع يديه ورجليه ثم وسطه فقوبل ذلك بضرب عنقه بالسيف أو رض رأسه بين حجرين فضرب بالسيف فهنا قد تيقنا عدم المعادلة والمماثلة . وكنا قد فعلنا ما تيقنا انتقاء المماثلة فيه وأنه يتعذر معه وجودها بخلاف الأول فإن المماثلة قد تقع إذ التفاوت فيه غير متيقن . وكذلك القصاص في الضربة واللطمة ونحو ذلك عدل عنه طائفة من الفقهاء إلى التعزيز لعدم إمكان المماثلة فيه والذي عليه الخلفاء الراشدون وغيرهم من الصحابة وهو منصوص أحمد ما جاءت به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثبوت القصاص به لأن ذلك أقرب إلى العدل والمماثلة . فإنا إذا تحرينا أن نفعل به من جنس فعله ونقرب القدر من القدر كان هذا أمثل من أن نأتي بجنس من العقوبة تخالف عقوبته جنساً وقدراً وصفة .

وهذا النظر أيضاً في ضمان الحان والعقار ونحو ذلك بمثله تقريباً أو بالقيمة كما نص أحمد على ذلك في مواضع ضمان الحيوان وغيره . ونص عليه الشافعي فيمن خرب حائط غيره أنه يبنيه كما كان . وبهذا قضى سليمان -عليه السلام- في حكومة الحرث التي حكم فيها هو وأبوه كما قد بين ذلك في موضعه . فجميع هذه الأبواب المقصود للشريعة فيها تحري العدل بحسب الإمكان . وهو مقصود العلماء . لكن أفهمهم من قال بما هو أشبه بالعدل في نفس الأمر . وإن كان كلٌ منهم قد أوتي علماً وحكماً . لأنه هو الذي أنزل الله به الكتب وأرسل به الرسل . وضده الظلم كما قال سبحانه : > يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا < . ولما كان العدل لابد أن يتقدمه علم . إذ من لا يعلم لا يدري ما العدل . والإنسان ظالم جاهل إلا من تاب الله عليه فصار عالماً عادلاً . صار الناس من القضاة وغيرهم ثلاثة أصناف : العالم العادل . والجاهل والظالم . فهذان من أهل النار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : > القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة . رجل علم الحق وقضى به فهو في الجنة . ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار . ورجل علم الحق وقضى بخلافه فهو في النار < . فهذان القسمان كما قال : > من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ومن قال في القرآن برأيه فأخطأ فليتبوأ مقعده من النار < . وكل من حكم بين اثنين فهو قاض سواء كان صاحب حرب أو متولي ديوان أو منتصباً للاحتساب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى الذي يحكم بين الصبيان في الخطوط فإن الصحابة كانوا يعدونه من الحكام . ولما كان الحكام مأمورين بالعدل بالعلم وكان المفروض إنما هو بما يبلغه جهد الرجل قال النبي صلى الله عليه وسلم : > إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران . وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر < . ( فصل ) فلما ذكر في أول الحديث ما أوجبه من العدل وحرمه من الظلم على نفسه وعلى عباده ذكر بعد ذلك إحسانه إلى عباده مع غناه عنهم وفقرهم إليه

وإنهم لا يقدرون على جلب منفعة لأنفسهم ولا دفع مضرة إلا أن يكون هو الميسر لذلك وأمر العباد أن يسألوه ذلك . وأخبر أنهم لايقدرون على نفعه ولا ضره مع عظم ما يوصل إليهم من النعماء ويدفع عنهم البلاء وجلب المنفعة ودفع المضرة . أما أن يكون في الدين أو في الدنيا فصارت أربعة أقسام : الهداية والمغفرة وهما جلب المنفعة ودفع المضرة في الدين والطعام والكسوة وهما جلب المنفعة ودفع المضرة في الدنيا وإن شئت قلت : الهداية والمغفرة يتعلقان بالقلب الذي هو ملك البدن وهو الأصل في الأعمال الإرادية . والطعام والكسوة يتعلقان بالبدن . الطعام لجلب منفعته واللباس لدفع مضرته وفتح الأمر بالهداية فإنها وإن كانت الهداية النافعة هي المتعلقة بالدين فكل أعمال الناس تابعة لهدي الله إياهم كما قال سبحانه : { سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى } الأْلى : 1-3 ] . وقال موسى : { ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى } طه : 50 ] . وقال تعالى : { وهديناه النجدين } البلد : 10 ] : وقال : { إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً } الإنسان : 3 ] . ولهذا قيل : الهدى أربعة أقسام : أحدها : الهداية إلى مصالح الدنيا فهذا مشترك بين الحيوان الناطق والأعجم وبين المؤمن والكافر . والثاني : الهدى بمعنى دعاء الخلق إلى ماينفعهم وأمرهم بذلك وهم نصب الأدلة وإرسال الرسل وإنزال الكتب فهذا أيضاً يشترك فيه جميع المكلفين سواء آمنوا أو كفروا كما قال تعالى : { وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى } فصلت : 17 ] . وقال تعالى : { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد } الرعد : 7 ] . وقال تعالى : { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } الشورى : 52 ] . فهذا مع قوله : { إنك لا تهدي من أحببت } القصص : 56 ] . يبين أن الهدى الذي أثبته هو البيان والدعاء والأمر والنهي والتعليم وما يتبع ذلك ليس هو الهدى الذي نفاه وهو القسم الثالث الذي لايقدر عليه إلا الله . والقسم الثالث : الهدى الذي هو جعل الهدى في القلوب وهو الذي يسميه بعضهم بالإلهام والإرشاد وبعضهم يقول : هو خلق القدرة على الإيمان كالتوفيق عندهم ونحو ذلك وهو بناء على أن الاستطاعة لا تكون إلا مع الفعل فمن قال ذلك من أهل الإثبات جعل التوفيق والهدى ونحو ذلك خلق القدرة على الطاعة . أما من قال إِنهما استطاعتان : إحداهما : قبل الفعل وهي الاستطاعة المشروطة في التكليف كما قال

تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً } آل عمران : 97 ] . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين : > صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب < . وهذه الإستطاعة يقترن بها الفعل تارة والترك أخرى وهي الإستطاعة التي لم تعرف القدرية غيرها كما أن أولئك المخالفين لهم من أهل الإثبات لم يعرفوا إلا المقارنة . وأما الذي عليه المحققون من أئمة الفقه والحديث والكلام وغيرهم فإثبات النوعين جميعاً كما قد بسطناه في غير هذا الموضع فإن الأدلة الشرعية والعقلية تثبت النوعين جميعاً . والثانية : المقارنة للفعل وهي الموجبة له وهي المنفية عمن لم يفعل في مثل قوله : { ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون } هود : 20 ] . وفي قوله : { لا يستطيعون سمعاً } الكهف : 101 ] . وهذا الهدى الذي يكثر ذكره في القرآن في مثل قوله : { اهدنا الصراط المستقيم } الفاتحة : 6 ] . وقوله : { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً } الأنعام : 125 ] . وفي قوله : { من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً } الكهف : 17 ] . وأمثال ذلك وهذا هو الذي تنكر القدرية أن يكون الله هو الفاعل له . ويزعمون أن العبد هو الذي يهدي نفسه . وهذا الحديث وأمثاله حجة عليهم حيث قال : > يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم < . فأمر العباد بأن يسألوه الهداية كما أمرهم بذلك في أم الكتاب في قوله : { اهدنا الصراط المستقيم } الفاتحة : 6 ] . وعند القدرية أن الله لايقدر من الهدى إلى على ما فعله من إرسال الرسل ونصب الأدلة وإراحة العلة ولامزية عندهم للمؤمن على الكافر في هداية الله -تعالى- ولانعمة له على المؤمن أعظم من نعمته على الكافر في باب الهدى . وقد بين الاختصاص في هذه بعد عموم الدعوة في قوله : { و الله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } البقرة : 213 ] . فقد جمع الحديث تنزيهه عن الظلم الذي يجوّزه عليه بعض المثبتة وبيان أنه هو الذي يهدي عباده رداً على القدرية فأخبر هناك بعدلهِ الذي يذكره بعض المثبتة وأخبر هنا بإحسانه وقدرته الذي تنكره القدرية وإن كان كل منهما قصده تعظيماً لا يعرف ما اشتمل عليه قوله . والقسم الرابع : الهدى في الآخرة كما قال تعالى : { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا

الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد } الحج : 23-24 ] . وقال : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم } يونس : 9 ] . فقوله : { يهديهم ربهم بإيمانهم } يونس : 9 ] كقوله : { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء } الطو الجواب 21 ] . على أحد القولين في الآية . وهذا الهدى ثواب الاهتداء في الدنيا كما أن ضلال الآخرة جزاء ضلال الدنيا وكما أن قصد الشر في الدنيا جزاؤه الهدى إلى طريق النار كما قال تعالى : { احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم } الصافات : 23 ] . وقال : { ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً } الإسراء : 72 ] . وقال : { فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى } البقرة : 38 ] . وقال : { ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصماً } الإسراء : 97 ] . فأخبر أن الضالين في الدنيا يحشرون يوم القيامة عمياً وبكماً وصماً فإن الجزاء أبداً من جنس العمل كما قال صلى الله عليه وسلم : > الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء < . وقال : > من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل له الله به طريقاً إلى الجنة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة و الله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه < . وقال : > من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار < . وقد قال تعالى : { وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم } النو الجواب 22 ] . وقال : { إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً } النساء : 149 ] . وأمثال هذا كثير في الكتاب والسنة . ولهذا أيضاً يجزى الرجل في الدنيا على ما فعله من خير الهدى بما يفتح عليه من

هدى آخر ولهذا قيل : من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم وقد قال تعالى : { ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً } إلى قوله : { مستقيماً } النساء : 66 ] . وقال : { قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام } المائدة : 16 ] . وقال : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم } الحديد : 28 ] . وقال : { إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً } الأنفال : 29 ] . فسروه بالنصر والنجاة كقوله : { يوم الفرقان } الأنفال : 41 ] . وقد قيل : نور يفرق به بين الحق والباطل ومثله قوله : { ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب } الطلاق : 2 ] . وعد المتقين بالمخارج من الضيق وبرزق المنافع . ومن هذا الباب قوله : { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } محمد : 17 ] . وقوله : { إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى } الكهف : 13 ] . ومنه قوله : { إنا فتحنا لك فتحاً مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا } الفتح : 2 ] . وبإزاء ذلك أن الضلال والمعاصي تكون بسبب الذنوب المتقدمة كما قال الله : { فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم } الصف : 5 ] . وقال : { وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم } النساء : 155 ] . وقال : { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية } المائدةك 13 ] . وقال : { وأقسموا ب الله جهد أيمانهم } إلى قوله : { لا يؤمنون } إلى قوله : { يعمهون } النو الجواب 53 ] وهذا باب واسع . ولهذا قال من قال من السلف : إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها وأن من عقوبة السيئة السيئة بعدها . وقد شاع في لسان العامة أن قوله : { اتقوا الله ويعلمكم الله } البقرة : 282 ] من الباب الأول حيث يستدلون بذلك على أن التقوى سبب تعليم الله وأكثر الفضلاء يطعنون في هذه الدلالة لأنه لم يرابط الفعل الثاني بالأول ربط الجزاء بالشرط فلم يقل : واتقوا الله ويعلمكم ولا قال : فيعلمكم وإنما أتى بواو العطف وليس من العطف ما يقتضي أن الأول سبب الثاني . وقد يقال : العطف قد يتضمن معنى الاقتران والتلازم كما يقال : زرني وأزورك وسلم علينا ونسلم عليك ونحو ذلك مما يقتضى اقتران الفعلين والتعاوض من الطرفين كما لو قال لسيده : أعتقني ولك علي ألف أو قالت المرأة لزوجها : طلقني ولك ألف . أو : اخلعني ولك ألف

فإن ذلك بمنزلة قولها : بألف أو على ألف . وكذلك أيضاً لو قال : أنت حر وعليك ألف أو : أنت طالق وعليك ألف فإنه كقوله : علي ألف أو : بألف عند جمهور الفقهاء . والفرق بينهما قول شاذ ويقول أحد المتعاوضين للآخ الجواب أعطيك هذا وآخذ هذا ونحو ذلك من العبارات فيقول الآخ الجواب نعم وإن لم يكن أحدهما هو السبب للآخر دون العكس . فقوله : { واتقوا الله ويعلمكم الله } البقرة : 282 ] قد يكون من هذا الباب فكل من تعليم الرب وتقوى العبد يقارب الآخر ويلازمه ويقتضيه فمتى علمه الله العلم النافع اقترن به التقوى بحسب ذلك ومتى اتقاه زاده من العلم وهلم جراً . ( فصل ) وأما قوله : > يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم وكلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم < فيقتضي أصلين عظيمين : أحدهما : وجوب التوكل على الله في الرزق المتضمن جلب المنفعة كالطعام ودفع المضرة كاللباس وأنه لا يقضي غير الله على الإطعام والكسوة قدرة مطلقة . وإنما القدرة التي تحصل لبعض العباد تكون على بعض أسباب ذلك ولهذا قال : { وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف } البقرة : 233 ] . وقال : { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً وارزقوهم فيها واكسوهم } النساء : 5 ] . فالمأمور به هو المقدور للعباد . وكذلك قوله : { أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة } البلد : 14 ] . وقوله : { وأطعموا القانع والمعتر } الحج : 36 ] . وقوله : { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير } الحج : 38 ] . وقال : { وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه } يس : 47 ] . فذم من يترك المأمور به اكتفاء بما يجري به القدر . ومن هنا يعرف أن السبب المأمور به أو المباح لا ينافي وجوب التوكل على الله في وجود السبب بل الحاجة والفقر إلى الله ثابتة مع فعل السبب . إذ ليس في المخلوقات ما هو وحده سبب تام لحصول المطلوب . ولهذا لا يجب أن تقترن الحوادث بما قد يجعل سبباً إلا بمشيئة الله -تعالى- فإنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن . فمن ظن الاستغناء بالسبب من التوكل فقد ترك ما أوجب الله عليه من التوكل وأخل بواجب التوحيد ولهذا يخذل أمثال هؤلاء

إذا اعتمدوا على الأسباب فمن رجا نصراً أو رزقاً من غير الله خذله الله كما قال علي -رضي الله عنه- : لا يرجون عبد إلا ربه ولا يخافن إلا ذنبه ] . وقد قال تعالى : { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم } فاط الجواب 2 ] . وقال تعالى : { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده } يونس : 107 ] . وقال : { قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون } الزم الجواب 38 ] . وهذا كما أن من أخذ يدخل في التوكل تاركاً لما أمر به من الأسباب فهو أيضاً جاهل ظالم عاص لله يترك ما أمره فإن فعل المأمور به عبادة لله . وقد قال تعالى : { فاعبده وتوكل عليه } هود : 123 ] . وقال : { إياك نعبد وإياك نستعين } الفاتحة : 4 ] . وقال : { قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب } الرعد : 30 ] . وقال شعيب -عليه السلام- : { عليه توكلت وإليه أنيب } هود : 88 ] . وقال : { وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب } الشورى : 10 ] . وقال : { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا بَرِءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا ب الله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير } الممتحنة : 4 ] . فليس من فعل شيئاً أمر به وترك ما أمر به من التوكل بأعظم ذنباً ممن فعل توكلاً أمر به وترك فعل ما أمر به من السبب إذ كلاهما مخل ببعض ما وجب عليه وهما مع اشتراكهما في جنس الذنب فقد يكون هذا ألوم . وقد يكون الآخر مع أن التوكل في الحقيقة من جملة الأسباب . وقد روى أبو داود في > سننه < : أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلي فقال المقضي عليه : حسبي الله ونعم الوكيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم : > إن الله لا يلوم على العجز لكن : عليك بالكيس فإن غلبك أمر فقل : حسبي الله ونعم الوكيل < . وفي > صحيح مسلم < عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : > المؤمن

القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن ب الله ولا تعجز فإن أصابك شيء فلا تقل : لو إني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان < . ففي قوله صلى الله عليه وسلم : > احرص على ما ينفعك واستعن ب الله ولا تعجز < . أمر بالتسبب المأمور به وهو الحرص على المنافع وأمر مع ذلك بالتوكل وهو الاستعانة بالله فمن اكتفى بأحدهما فقد عصى أحد الأمرين ونهى عن العجز الذي هو ضد الكيس كما قال في الحديث الآخ الجواب > إن الله لا يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس < . وكما في الحديث الشامي : > الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله < . فالعاجز في الحديث مقابل الكيس . ومن قال : العاجز الذي هو مقابل البر فقد حرّف الحديث ولم يفهم معناه . ومنه الحديث : > كل شيء بقدر حتى العجز والكيس < . ومن ذلك ما روى البخاري في > صحيحه < عن ابن عباس قال : كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون يقولون : نحن المتوكلون فإذا قدموا سألوا الناس فقال الله -تعالى- : { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } البقرة : 197 ] . فمن فعل ما أمر به من التزود فاستعان به على طاعة الله وأحسن منه إلى من يكون محتاجاً كان مطيعاً لله في هذين الأمرين بخلاف من ترك ذلك ملتفتاً إلى أزواد الحجيج كلاً على الناس وإن كان مع هذا قلبه غير ملتفت إلى معين فهو ملتفت إلى الجملة لكن إن كان المتزود غير قائم بما يجب عليه من التوكل على الله ومواساة المحتاج فقد يكون في تركه لما أمر به من جنس هذا التارك للتزود المأمور به . وفي هذه النصوص بيان غلط طوائف : فطائفة تضعف أمر السبب المأمور به فتعده نقصاً وقدحاً في التوحيد والتوكل وأن تركة من كمال التوكل والتوحيد وهم في ذلك ملبوس عليهم وقد يقترن بالغلط اتباع الهوى في إخلاد النفس إلى البطالة ولهذا تجد عامة هذا الضرب التاركين لما أمروا به من الأسباب يتعلقون بأسباب دون ذلك . فإما أن يعلقوا قلوبهم بالخلق رغبة ورهبة وإما أن يتركوا لأجل ما تبتلوا

ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفتاوى ........الكبرى37 (بن تيمية).
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الفتاوى ........الكبرى41(بن تيمية).
»  الفتاوى ........الكبرى61(بن تيمية).
» الفتاوى ........الكبرى18(بن تيمية).
»  الفتاوى ........الكبرى34(بن تيمية).
»  الفتاوى ........الكبرى42(بن تيمية).

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: الفقه الاسلامى-
انتقل الى: