منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
 الفتاوى ........الكبرى27(بن تيمية). >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
 الفتاوى ........الكبرى27(بن تيمية). >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

  الفتاوى ........الكبرى27(بن تيمية).

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

 الفتاوى ........الكبرى27(بن تيمية). Empty
مُساهمةموضوع: الفتاوى ........الكبرى27(بن تيمية).    الفتاوى ........الكبرى27(بن تيمية). I_icon_minitimeالجمعة أبريل 01, 2011 3:35 pm

الفتاوى ........الكبرى27(بن تيمية).


ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك
وسبب ذلك أن همة أحدهم المتعلقة بمطلوبه ومحبوبه ومعبوده تفنيه عن نفسه حتى لا يشعر بنفسه وإرادتها فيظن أنه يفعل لغير مراده والذي طلب وعلق به همته غاية مراده ومطلوبه ومحبوبه وهذا كحال كثير من الصالحين والصادقين وأرباب الأحوال والمقامات يكون لأحدهم وَجْدٌ صحيح وذوق سليم لكن ليس له عبارة تبين كلامه فيقع في كلامه غلط وسوء أدب مع صحة مقصوده وإن كان من الناس من يقع منه في مراده واعتقاده . فهؤلاء الذين قالوا مثل هذا الكلام إذا عنوا به طلب رؤية الله -تعالى- أصابوا في ذلك لكن أخطأوا من جهة أنهم جعلوا ذلك خارجاً عن الجنة فأسقطوا حرمة اسم الجنة ولزم من ذلك أمور منكرة نظير ما ذكره عن الشبلي رحمه الله أنه سمع قارئاً يقرأ : { منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة } آل عمران : 152 ] فصرخ وقال : أين مريد الله فيحمد منه كونه أراد الله ولكن غلط في ظنه أن الذين أرادوا الآخرة ما أرادوا الله وهذه الآية في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا معه بأحد وهم أفضل الخلق فإن لم يريدوا الله أفيريد الله من هو دونهم كالشبلي وأمثاله . ومثل ذلك ما أعرفه عن بعض المشايخ أنه سئل مرة عن قوله تعالى : { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون } التوبة : 111 ] . قال : فإذا كان الأنفس والأموال في ثمن الجنة فالرؤية بم تنال فأجابه مجيب بما يشبه هذا السؤال . والواجب أن يعلم أن كل ما أعده الله للأولياء من نعيم بالنظر إليه وما سوى ذلك هو في الجنة كما أن كل ما وعد به أعداءه هو في النار وقد قال تعالى : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } السجدة : 17 ] وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : > يقول الله : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بله ما أطلعتهم عليه < . وإذا علم أن جميع ذلك داخل في الجنة فالناس في الجنة على درجات متفاوتة كما قال -تعالى- : { انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً } الإسراء : 21 ] وكل مطلوب للعبد بعبادة أو دعاء أو غير ذلك من مطالب الآخرة هو في الجنة

وطلب الجنة والاستعاذة من النار طريق أنبياء الله ورسله وجميع أوليائه السابقين المقربين وأصحاب اليمين كما في > السنن < أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل بعض أصحابه كيف تقول في دعائك قال : أقول : اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال : > حولهما ندندن < . فقد أخبر أنه هو صلى الله عليه وسلم ومعاذ وهو أفضل الأئمة الراتبين بالمدينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إنما يدندنون حول الجنة أفيكون قول أحد فوق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ ومن يصلي خلفهما من المهاجرين والأنصار ولو طلب هذا العبد ما طلب كان في الجنة . وأهل الجنة نوعان : سابقون مقربون وأبرار أصحاب يمين قال تعالى : { كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون تعرف في وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون } المطففين : 18-28 ] . قال ابن عباس : تمزج لأصحاب اليمين مزجاً ويشربها المقربون صرفاً . وقد ثبت في > الصحيح < عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : > إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة < فقد أخبر أن الوسيلة التي لا تصلح إلا لعبد واحد من عباد الله ورجا أن يكون هو ذلك العبد هي درجة في الجنة فهل بقي بعد الوسيلة شيء أعلى منها يكون خارجاً عن الجنة يصلح للمخلوقين . وثبت في > الصحيح < أيضاً في حديث الملائكة الذين يلتمسون الناس في مجالس الذكر قال : > فيقولون للرب تبارك و-تعالى- : وجدناهم يسبحونك ويحمدونك ويكبرونك . قال : فيقول : وما يطلبون قالوا : يطلبون الجنة . قال : فيقول : وهل رأوها قال : فيقولون : لا . قال : فيقول : فكيف لو رأوها قال : فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد لها طلباً . قال :

ومما يستعيذون . قالوا : يستعيذون من النار . قال : فيقول : وهل رأوها قال : فيقولون : لا . قال : فيقول : فكيف لو رأوها قالوا : لو رأوها لكانوا أشد منها استعاذة . قال : فيقول : أشهدكم أني أعطيتهم ما يطلبون وأعذتهم مما يستعيذون أو كما قال . قال : فيقولون : فيهم فلان الخطاء جاء لحاجة فجلس معهم . قال : فيقول : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم < . فهؤلاء الذين هم من أفضل أولياء الله كان مطلوبهم الجنة ومهربهم من النار والنبي صلى الله عليه وسلم لما بايع الأنصار ليلة العقبة وكان الذين اتبعوه من أفضل السابقين الأولين الذين هم أفضل من هؤلاء المشايخ كلهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : اشترط لربك ولنفسك ولأصحابك . قال : > أشترط لنفسي أن تنصروني مما تنصرون منه أنفسكم وأهليكم وأشترط لأصحابي أن تواسوهم < . قالوا : فإذا فعلنا ذلك فما لنا قال : > لكم الجنة < . قالوا : مد يدك فو الله لا نقيلك ولا نستقيلك وقد قالوا له في أثناء البيعة : إن بيننا وبين القوم حبالاً وعهوداً وإنا ناقضوها . فهؤلاء الذين هم من أعظم خلق الله محبة لله ورسوله وبذلاً لنفوسهم وأموالهم في رضى الله ورسوله على وجه لا يلحقهم فيه أحد من هؤلاء المتأخرين وقد كان غاية ما طلبوه بذلك الجنة فلو كان هناك مطلوب أعلى من ذلك لطلبوه ولكن علموا أن في الجنة كل محبوب ومطلوب بل وفي الحقيقة ما لا تشعر به النفوس لتطلبه فإن الطلب والحب والإرادة فرع عن الشعور والإحساس والتصور فما لا يتصوره الإنسان ولا يحسه ولا يشعر به يمتنع أن يطلبه ويحبه ويريده فالجنة فيها هذا وهذا كما قال تعالى : { لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد } ق : 35 ] وقال : { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين } الزخرف : 71 ] ففيها ما يشتهون وفيها مزيد على ذلك وهو ما لم يبلغه علمهم ليشتهوه كما قال صلى الله عليه وسلم : > ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر < وهذا باب واسع . فإذا عرفت هذه المقدمة فقول القائل : الرضا أن لا تسأل الله الجنة ولا تستعيذه من النار إن أراد بذلك أن لا تسأل الله ما هو داخل في مسمى الجنة الشرعية فلا تسأله النظر إليه ولا غير ذلك مما هو مطلوب جميع الأنبياء والأولياء وإنك لا تستعيذ به من احتجابه عنك ولا من تعذيبك في النار فهذا الكلام مع كونه مخالفاً لجميع الأنبياء والمرسلين وسائر المؤمنين فهو متناقض في نفسه فاسد في صريح العقول

وذلك أن الرضا الذي لا يسأل إنما لا يسأله لرضاه عن الله ورضاه عنه إنما هو بعد معرفته به ومحبته له وإذا لم يبق معه رضا عن الله ولا محبة لله فكأنه قال : يرضى أن لا يرضى وهذا جمع بين النقيضين ولا ريب أنه كلام من لم يتصور ما يقول ولا عَقِله . يوضح ذلك أن الراضي إنما يحمله على احتمال المكاره والآلام ما يجده من لذة الرضى وحلاوته فإذا فقد تلك الحلاوة واللذة امتنع أن يحتمل ألماً ومرارة فكيف يتصور أن يكون راضياً وليس معه من حلاوة الرضى ما يحمل به مرارة المكاره وإنما هذا من جنس كلام السكران والفاني الذي وجد في نفسه حلاوة الرضا فظن أن هذا يبقى معه على أي حال كان وهذا غلط عظيم منه كغلط سمنون كما تقدم . وإن أراد بذلك أن لا يسأل التمتع بالمخلوق بل يسأل ما هو أعلى من ذلك فقد غلط من وجهين : من جهة أنه لم يجعل ذلك المطلوب من الجنة وهو أعلى نعيم الجنة ومن جهة أنه أيضاً أثبت أنه طالب مع كونه راضياً فإذا كان الرضى لا ينافي هذا الطلب فلا ينافي طلباً آخر إذا كان محتاجاً إلى مطلوبه ومعلوم أن تمتعه بالنظر لا يتم إلا بسلامته من النار وبتنعمه من الجنة بما هو دون النظر وما لا يتم المطلوب إلا به فهو مطلوب فيكون طلبه للنظر طلباً للوازمه التي منها النجاة من النار فيكون رضاه لا ينافي طلب حصول المنفعة ودفع المضرة عنه ولا طلب حصول الجنة ودفع النار ولا غيرهما مما هو من لوازم النظر فتبين تناقض قوله . وأيضاً فإذا لم يسأل الله الجنة ولم يستعذ به من النار فإما أن يطلب من الله ما هو دون ذلك مما يحتاج إليه من طلب منفعة ودفع مضرة وإما أن لا يطلبه فإن طلب ما هو دون ذلك واستعاذ مما هو دون ذلك فطلبه للجنة أولى واستعاذته من النار أولى وإن كان الرضى أن لا يطلب شيئاً قط ولو كان مضطراً إليه ولا يستعيذ من شيء قط وإن كان مضراً فلا يخلو : إما أن يكون ملتفتاً بقلبه إلى الله في أن يفعل به ذلك وإما أن يكون معرضاً عن ذلك فإن التفت بقلبه إلى الله فهو طالب مستعيذ بحاله ولا فرق بين الطلب بالحال والقال وهو بهما أكمل وأتم فلا يعدل عنه وإن كان معرضاً عن جميع ذلك فمن المعلوم أنه لا يحيا ويبقى إلا بما يقيم حياته

ويدفع مضاره بذلك والذي به يحيا من المنافع ودفع المضار إما أن يحبه ويطلبه ويريده من أحد أو لا يحبه ولا يطلبه ولا يريده فإن أحبه وطلبه وأراده من غير الله كان مشركاً مذموماً فضلاً عن أن يكون محموداً وإن قال : لا أحبه وأطلبه وأريده لا من الله ولا من خلقه قيل : هذا ممتنع في الحي فإن الحي ممتنع عليه أن لا يحب ما به يبقى وهذا أمر معلوم بالحس ومن كان بهذه المثابة امتنع أن يوصف بالرضى فإن الراضي موصوف بحب وإرادة خاصة إذ الرضى مستلزم لذلك فكيف يسلب عنه ذلك كله فهذا وأمثاله مما يبين فساد هذا الكلام . وأما في سبيل الله وطريقه ودينه فمن وجوه : أحدها : أن يقال : الراضي لا بد أن يفعل ما يرضاه الله وإلا فكيف يكون راضياً عن الله من لا يفعل ما يرضاه الله وكيف يسوغ رضا ما يكرهه الله ويسخطه ويذمه وينهى عنه . وبيان هذا أن الرضا المحمود إما أن يكون الله يحبه ويرضاه وإما أن لا يحبه ويرضاه فإن لم يكن يحبه ويرضاه لم يكن هذا الرضا مأموراً به لا أمر إيجاب ولا أمر استحباب فإن من الرضا ما هو كفر كرضا الكفار بالشرك وقتل الأنبياء وتكذيبهم ورضاهم بما يسخطه الله ويكرهه . قال تعالى : { ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم } محمد : 28 ] فمن اتبع ما أسخط الله برضاه وعمله فقد أسخط الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم : > إن الخطيئة إذا عملت في الأرض كان من غاب عنها ورضيها كمن حضرها ومن شهدها وسخطها كان كمن غاب عنها وأنكرها < وقال صلى الله عليه وسلم : > سيكون بعدي أمراء تعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع هلك < . وقال تعالى : { يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } التوبة : 96 ] فرضانا عن القوم الفاسقين ليس مما يحبه الله ويرضاه وهو لا يرضى عنهم وقال تعالى : { أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل } التوبة : 38 ] فهذا رضى قد ذمه الله وقال تعالى : { إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها } يونس : 7 ] فهذا أيضاً رضا مذموم وسوى هذا وهذا كثير .

فمن رضي بكفره وكفر غيره وفسقه وفسق غيره ومعاصيه ومعاصي غيره فليس هو متبعاً لرضا الله ولا هو مؤمن بالله بل هو مسخط لربه وربه غضبان عليه لاعن له ذام له متوعد له بالعقاب . وطريق الله التي يأمر بها المشايخ المهتدون إنما هي الأمر بطاعة الله والنهي عن معصيته فمن أمر أو استحب أو مدح الرضى الذي يكرهه الله ويذمه وينهى عنه ويعاقب أصحابه فهو عدو لله لا ولي لله وهو يصد عن سبيل الله وطريقه ليس بسالك لطريقه وسبيله . وإذا كان الرضى الموجود في بني آدم منه ما يحبه الله ومنه ما يكرهه ويسخطه ومنه ما هو مباح لا من هذا ولا من هذا كسائر أعمال القلوب من الحب والبغض وغير ذلك كلها تنقسم إلى محبوب لله ومكروه لله ومباح فإذا كان الأمر كذلك فالراضي الذي لا يسأل الله الجنة ولا يستعيذه من النار يقال له : سؤال الله الجنة واستعاذته من النار إما أن تكون واجبة وإما أن تكون مستحبة وإما أن تكون مباحة وإما أن تكون مكروهة ولا يقول مسلم : إنها محرمة ولا مكروهة وليست أيضاً مباحة مستوية الطرفين ولو قيل : إنها كذلك ففعل المباح المستوي الطرفين لا ينافي الرضى إذ ليس من شرط الراضي أن لا يأكل ولا يشرب ولا يلبس ولا يفعل أمثال هذه الأمور فإذا كان ما يفعله من هذه الأمور لا ينافي رضاه دعاء و سؤال ! هو مباح . وإذا كان السؤال والدعاء كذلك واجباً أو مستحباً فمعلوم أن الله يرضى بفعل الواجبات والمستحبات فكيف يكون الراضي الذي من أولياء الله لا يفعل ما يرضاه ويحبه بل يفعل ما يسخطه ويكرهه وهذه صفة أعداء الله لا أولياء الله . والقشيري قد ذكر في أوائل باب الرضى فقال : اعلم أن الواجب على العبد أن يرضى بقضاء الله الذي أمر بالرضى به إذ ليس كل ما هو بقضائه يجوز للعبد أو يجب على العبد الرضى به كالمعاصي وفنون محن المسلمين . وهذا الذي قاله قاله قبله وبعده ومعه غير واحد من العلماء كالقاضي أبي بكر والقاضي أبي يعلى وأمثالهما لما احتج عليهم القدرية بأن الرضى بقضاء الله مأمور به فلو كانت المعاصي بقضاء الله لكنا مأمورين بالرضى بها والرضى بما نهى الله عنه لا يجوز

فأجابهم أهل السنة عن ذلك بثلاثة أجوبة : أحدها : وهو وجواب هؤلاء وجماهير الأئمة أن هذا العموم ليس بصحيح فلسنا مأمورين أن نرضى بكل ما قضى وقدر ولم يجئ في الكتاب والسنة أمر بذلك ولكن علينا أن نرضى بما أمرنا أن نرضى به كطاعة الله ورسوله وهذا هو الذي ذكره أبو القاسم . و الجواب الثاني : أنهم قالوا : إنا نرضى بالقضاء الذي هو صفة الله أو فعله لا بالمقضي الذي هو مفعوله وفي هذا الجواب ضعف قد بيناه في غير هذا الموضع . الثالث : أنهم قالوا : هذه المعاصي لها وجهان : وجه إلى العبد من حيث هي فعله وصنعه وكسبه ووجه إلى الرب من حيث هو خلقها وقضاها وقدرها فيرضى من الوجه الذي يضاف به إلى الله ولا يرضى من الوجه الذي يضاف به إلى العبد إذ كونها شراً وقبيحة ومحرماً وسبباً للعذاب والذم ونحو ذلك إنما هو من جهة كونها مضافة إلى العبد . وهذا مقام فيه من كشف الحقائق والأسرار ما قد ذكرنا منه ما قد ذكرناه في غير هذا الموضع ولا يحتمله هذا المكان فإن هذا متعلق بمسائل الصفات والقدر وهي من أعظم مطالب الدين وأشرف علوم الأولين والآخرين وأدقها على عقول أكثر العالمين . والمقصود هنا أن مشايخ الصوفية والعلماء وغيرهم قد بينوا أن من الرضى ما يكون جائزاً ومنه ما لا يكون جائزاً فضلاً عن كونه مستحباً أو من صفات المقربين وأن أبا القاسم ذكر ذلك في > الرسالة < أيضاً . فإن قيل : هذا الذي ذكرتموه أمر بين واضح فمن أين غلط من قال : إن الرضا أن لا تسأل الله الجنة ولا تستعيذه من النار وغلط من يستحسن مثل هذا الكلام كائناً من كان . قيل : غلطوا في ذلك لأنهم رأوا أن الراضي بأمر لا يطلب غير ذلك الأمر فالعبد إذا كان في حال من الأحوال فَمِنْ رضاه أن لا يطلب غير تلك الحال ثم إنهم رأوا أن أقصى المطالب الجنة وأقصى المكاره النار فقالوا : ينبغي أن لا يطلب شيئاً ولو أنه الجنة ولا يكره ما يناله ولو أنه النار وهذا وجه غلطهم ودخل عليهم الضلال من وجهين : أحدهما :

ظنهم أن الرضى بكل ما يكون أمر يحبه الله ويرضاه وأن هذا من أعظم طرق أولياء الله فجعلوا الرضى بكل حادث وكائن أو بكل حال يكون فيها العند طريقاً إلى الله فضلوا ضلالاً مبيناً . والطريق إلى الله إنما هي أن ترضيه أن تفعل ما يحبه ويرضاه ليس أن ترضى بكل ما يحدث ويكون فإنه هو لم يأمرك بذلك ولا رضيه لك ولا أحبه بل سبحانه يكره ويسخط ويبغض على أعيان أفعال موجودة لا يحصيها إلا هو . وولاية الله موافقته بأن تحب ما يحب وتبغض ما يبغض وتكره ما يكره وتسخط ما يسخط وتوالي من يوالي وتعادي من يعادي فإذا كنت تحب وترضى ما يكرهه ويسخطه كنت عدوه لا وليه وكان كل ذم نال من رضى ما أسخط الله قد نالك . فتدبر هذا فإنه ينبه على أصل عظيم ضل فيه من طوائف النساك والصوفية والعباد والعامة من لا يحصيهم إلا الله . الوجه الثاني : أنهم لا يفرقون بين الدعاء الذي أمروا به أمر إيجاب وأمر استحباب وبين الدعاء الذي نهوا عنه أو لم يؤمروا به ولم ينهوا عنه فإن دعاء العبد لربه ومسألته إياه ثلاثة أنواع : نوع أمر العبد به إما أمر إيجاب وإما أمر استحباب مثل قوله : { اهدنا الصراط المستقيم } الفاتحة : 6 ] ومثل دعائه في آخر الصلاة كالدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر به أصحابه فقال : > إذا قعد أحدكم في الصلاة فليستعذ ب الله من أربع : من عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال < فهذا دعاء أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوا به في آخر صلاتهم وقد اتفقت الأمة على أنه مشروع يحبه الله ورسوله ويرضاه وتنازعوا في وجوبه فأوجبه طاوس وطائفة وهو قول في مذهب أحمد -رضي الله عنه- والأكثرون قالوا : هذا مستحب والأدعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها لا يخرج عن أن تكون واجبة أو مستحبة وكل واحد من الواجب والمستحب يحبه الله ويرضاه

ومن فعله رضي الله عنه وأرضاه فهل يكون من الرضا ترك ما يحبه ويرضاه . ونوع من الدعاء ينهى عنه كالاعتداء مثل أن يسأل الرجل ما لا يصلح من خصائص الأنبياء وليس هو بنبي وربما هو من خصائص الرب -سبحانه وتعالى- مثل أن يسأل لنفسه الوسيلة التي لا تصلح إلا لعبد من عباده أو يسأل الله -تعالى- أن يجعله بكل شيء عليماً أوعلى كل شيء قديراً وأن يرفع عنه كل حجاب يمنعه من مطالعة الغيوب وأمثال ذلك أو مثل من يدعوه ظاناً أنه محتاج إلى عباده وأنهم يبلغون ضره ونفعه فيطلب منه ذلك الفعل ويذكر أنه إذا لم يفعله حصل له من الخلق ضير . وهذا ونحوه جهل ب الله واعتداء في الدعاء وإن وقع في ذلك طائفة من الشيوخ ومثل أن يقولوا : اللهم اغفر لي إن شئت فيظن أن الله قد يفعل الشيء مكرهاً وقد يفعل مختاراً كالملوك فيقول : اغفر لي إن شئت وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال : > لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ولكن ليعزم المسألة فإن الله لا مكره له < ومثل أن يقصد السجع في الدعاء ويتشهق ويتشدق وأمثال ذلك فهذه الأدعية ونحوها منهي عنها . ومن الدعاء ما هو مباح كطلب الفضول التي لا معصية فيها . والمقصود أن الرضى الذي هو من طريق الله لا يتضمن ترك واجب ولا ترك مستحب فالدعاء الذي هو واجب أو مستحب لا يكون تركه من الرضى كما أن ترك سائر الواجبات لا يكون من الرضى المشروع ولا فعل المحرمات من المشروع فقد تبين غلط هؤلاء من جهة ظنهم أن الرضى مشروع بكل مقدور ومن جهة أنهم لم يميزوا بين الدعاء المشروع إيجاباً واستحباباً والدعاء غير المشروع . وقد علم بالاضطرار من دين الإسلام أن طلب الجنة من الله والاستعاذة به من النار هو من أعظم الأدعية المشروعة لجميع المرسلين والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن ذلك لا يخرج عن كونه واجباً أو مستحباً وطريق أولياء الله التي يسلكونها لا تخرج عن فعل واجبات ومستحبات إذ ما سوى ذلك محرم أو مكروه أو مباح لا منفعة فيه في الدين .

ثم إنه لما وقع هؤلاء في هذا الغلط أنهم وجدوا كثيراً من الناس لا يسألون الله جلب المنافع ودفع المضار حتى طلب الجنة والاستعاذة من النار من جهة كون ذلك عبادة وطاعة وخيراً بل من جهة كون النفس تطلب ذلك فرأوا أن من الطريق ترك ما تختاره النفس وتريده وأن لا يكون لأحدهم إرادة أصلاً بل يكون مطلوبه الجريان تحت القدر كائناً من كان . وهذا هو الذي أدخل كثيراً منهم في الرهبانية والخروج عن الشريعة حتى تركوا من الأكل والشرب واللباس والنكاح ما يحتاجون إليه وما لا تتم مصلحة دينهم إلا به فإنهم رأوا العامة تعد هذه الأمور بحكم الطبع والهوى والعادة ومعلوم أن الأفعال التي على هذا الوجه لا تكون عبادة ولا طاعة ولا قربة فرأى أولئك الطريق إلى الله ترك هذه العبادات والأفعال الطبيعيات فلازموا من الجوع والسهر والخلوة والصمت وغير ذلك مما فيه ترك الحظوظ واحتمال المشاق ما أوقعهم في ترك واجبات ومستحبات وفعل مكروهات ومحرمات وكلا الأمرين غير محمود ولا مأمور به ولا طريق إلى الله وطريق المفرطين الذين فعلوا هذه الأفعال المحتاج إليها على غير وجه العبادة والتقرب إلى الله وطريق المعتدين الذين تركوا هذه الأفعال بل المشروع أن تفعل بنية التقرب إلى الله وأن يشكر الله . قال الله -تعالى- : { كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا } المؤمنون : 51 ] وقال تعالى : { كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله } البقرة : 172 ] فأمر بالأكل والشرب فمن أكل ولم يشكر كان مذموماً ومن لم يأكل ولم يشكر كان مذموماً وفي > الصحيح < عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : > إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها < وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد : > إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا ازددت بها درجة ورفعة حتى اللقمة تضعها في في امرأتك < . وفي > الصحيح < أيضاً أنه قال : > نفقة المؤمن على أهله يحتسبها صدقة < . فكذلك الأدعية هنا من الناس من يسأل الله جلب المنفعة له ودفع المضرة عنه طبعاً وعادة لا شرعاً وعبادة فليس من المشروع أن أدع الدعاء مطلقاً لتقصير هذا

وتفريطه بل أفعله أنا شرعاً وعبادة . ثم أعلم أن الذي يفعله شرعاً وعبادة إنما يسعى في مصلحة نفسه وطلب حظوظه المحمودة فهو يطلب مصلحة دنياه وآخرته بخلاف الذي يفعله طبعاً فإنه إنما يطلب مصلحة دنياه فقط كما قال تعالى : { فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا و الله سريع الحساب } البقرة : 200-202 ] . وحينئذ فطالب الجنة والمستعيذ من النار إنما يطلب حسنة الآخرة فهو محمود . ومما يبين الأمر في ذلك أن يرد قول هؤلاء أن العبد لا يفعل مأموراً ولا يترك محظوراً فلا يصلي ولا يصوم ولا يتصدق ولا يحج ولا يجاهد ولا يفعل شيئاً من القربات فإن ذلك إنما فائدته حصول الثواب ودفع العقاب فإذا كان هو لا يطلب حصول الثواب الذي هو الجنة ولا دفع العقاب الذي هو النار فلا يفعل مأموراً ولا يترك محظوراً ويقول : أنا راض بكل ما يفعله بي وإن كفرت وفسقت وعصيت . بل يقول : أنا أكفر وأفسق وأعصي حتى يعاقبني وأرضى بعقابه فأنال درجة الرضا بقضائه . وهذا قول من هو أجهل الخلق وأحمقهم وأضلهم وأكفرهم أما جهله وحمقه فلأن الرضى بذلك ممتنع متعذر لأن ذلك يستلزم الجمع بين النقيضين وأما كفره فلأنه مستلزم لتعطيل دين الله الذي بعث به رسله وأنزل به كتبه . ولا ريب أن ملاحظة القضاء والقدر أوقعت كثيراً من أهل الإرادة من المتصوفة في أن تركوا من المأمور وفعلوا من المحظور ما صاروا به إما ناقصين محرومين وإما عاصين فاسقين وإما كافرين وقد رأيت من ذلك ألواناً ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور . وهؤلاء المعتزلة ونحوهم من القدرية طرفاً نقيض هؤلاء يلاحظون القدر ويعرضون عن الأمر . وأولئك يلاحظون الأمر ويعرضون عن القدر والطائفتان تظن أن ملاحظة الأمر والقدر متعذر كما أن طائفة تجعل ذلك مخالفاً للحكمة والعدل وهذه الأصناف الثلاثة : القدرية المجوسية والقدرية المشركية والقدرية الإبليسية وقد بسطنا الكلام عليهم في غير هذا الموضع .

وأصل ما يبتلى به السالكون أهل الإرادة والعامة في هذا الزمان هي القدرية المشركية فيشهدون القدر ويعرضون عن الأمر كما قال فيهم بعض العلماء : أنت عند الطاعة قدري وعند المعصية جبري أي مذهب وافق هواك تمذهبت به وإنما المشروع العكس وهو أن يكون عند الطاعة يستعين الله عليها قبل الفعل ويشكره عليها بعد الفعل ويجتهد أن لا يعصي فإذا أذنب وعصى بادر إلى التوبة والاستغفار كما في حديث سيد الاستغفا الجواب > أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي < وكما في الحديث الصحيح الإلهي : > يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه < . ومن هذا الباب دخل قوم من أهل الإرادة في ترك الدعاء وآخرون جعلوا التوكل والمحبة من مقامات العامة وأمثال هذه الأغاليط التي تكلمنا عليها في غير هذا الموضع وبينا الفرق بين الصواب والخطأ في ذلك ولهذا يوجه في كلام هؤلاء المشايخ الوصية باتباع العلم والشريعة حتى قال سهل بن عبد الله التُستري : كل وَجْدٍ لا يشهد له الكتاب والسنة فهو باطل وقال الجنيد بن محمد : عْلمَنا مقيد بالكتاب والسنة فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يصح أن يتكلم في علمنا و الله أعلم . مسألة 183 ] : في رجل يتلو القرآن مخافة النسيان ورجاء الثواب فهل يؤجر على قراءته للدراسة ومخافة النسيان أم لا وقد ذكر رجل ممن ينسب إلى العلم أن القاريء إذا قرأ للدراسة مخافة النسيان أنه لا يؤجر فهل قوله صحيح أم لا الجواب بل إذا قرأ القرآن لله -تعالى- فإنه يثاب على ذلك بكل حال ولو قصد بقراءته أنه يقرؤه لئلا ينساه فإن نسيان القرآن من الذنوب فإذا قصد بالقراءة أداء الواجب عليه من دوام حفظه للقرآن واجتناب ما نهى عنه من إهماله حتى ينساه فقد قصد طاعة الله فكيف لا يثاب وفي > الصحيحين < : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : > استذكروا القرآن فلهو أشد تقصياً من صدور الرجال من النعم من عقلها < وقال صلى الله عليه وسلم : > عرضت علي سيئات أمتي فرأيت من مساوئ أعمالها الرجل يؤتيه الله آية من القرآن فينام عنها حتى ينساها < وفي > صحيح مسلم < عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : > ما اجتمع قوم في بيت

من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا غشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وحفت بهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده < و > من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه < و الله أعلم . مسألة 184 ] : في رجل : إذا سلم عن يمينه يقول : السلام عليكم ورحمة الله أسألك الفوز بالجنة وعن شماله : السلام عليكم أسألك النجاة من النار فهل هذا مكروه أم لا فإن كان مكروهاً فما الدليل على كراهته الجواب الحمد & . نعم يكره هذا لأن هذا بدعة فإن هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا استحبه أحد من العلماء وهو إحداث دعاء في الصلاة في غير محله يفصل بأحدهما بين التسليمتين ويصل التسليمة بالآخرى وليس لأحد فصل الصفة المشروعة بمثل هذا كما لو قال : سمع الله لمن حمده أسألك الفوز بالجنة ربنا ولك الحمد أسألك النجاة من النار وأمثال ذلك و الله أعلم . مسألة 185 ] : في قول النبي صلى الله عليه وسلم : > ولا ينفع ذا الجد منك الجد < . هل هو بالخفض أو بالضم أفتونا مأجورين! الجواب الحمد لله أما الأولى فبالخفض وأما الثانية فبالضم والمعنى : أن صاحب الجد لا ينفعه منك جده أي لا ينجيه ويخلصه منك جده وإنما ينجيه إلإيمان والعمل الصالح والجد هو الغنى وهو العظمة وهو المال . بين صلى الله عليه وسلم أنه من كان له في الدنيا رياسة ومال لم ينجه ذلك ولم يخلصه من الله وإنما ينجيه من عذابه إيمانه وتقواه فإنه صلى الله عليه وسلم قال : > اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد < فبين في هذا الحديث أصلين عظيمين : أحدهما : توحيد الربوبية وهو أن لا معطي لما منع الله ولا مانع لما أعطاه ولا يتوكل إلا عليه ولا يسأل إلا هو والثاني : توحيد الإلهية وهو بيان ما ينفع وما لا ينفع وأنه ليس كل من أعطى مالاً أو دنيا أو رياسة كان ذلك نافعاً له عند الله منجياً له من عذابه فإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب . قال تعالى : { فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا

ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن . كلا } الفج الجواب 15-16 ] . يقول : ما كل من وسعت عليه أكرمته ولا كل من قدرت عليه أكون قد أهنته بل هذا ابتلاء ليشكر العبد على السراء ويصبر على الضراء فمن رزق الشكر والصبر كان كل قضاء يقضيه الله خيراً له كما في > الصحيح < عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : > لا يقضي الله للمؤمن من قضاء إلا كان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء فشكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له < . وتوحيد الإلهية أن يعبد الله ولا يشرك به شيئاً فيطيعه ويطيع رسله ويفعل ما يحبه ويرضاه وأما توحيد الربوبية فيدخل ما قدره وقضاه وإن لم يكن مما أمر به وأوجبه وأرضاه والعبد مأمور بأن يعبد الله ويفعل ما أمر به وهو توحيد الإلهية ويستغفر الله على ذلك وهو توحيد له فيقول : { إياك نعبد وإياك نستعين } الفاتحة : 5 ] و الله أعلم . مسألة 186 ] : فيمن ترك والديه كفاراً ولم يعلم هل أسلموا هل يجوز أن يدعو لهم الجواب الحمد لله متى كان من أمة أصلها كفاراً لم يجز أن يستغفر لأبويه إلا أن يكونا قد أسلما كما قال تعالى : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } التوبة : 113 ] . مسألة 187 ] : في رجل قال في علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إنه ليس من أهل البيت ولا تجوز الصلاة عليه والصلاة عليه بدعة الجواب أما كون علي بن أبي طالب من أهل البيت فهذا مما لا خلاف بين المسلمين فيه وهو أظهر عند المسلمين من أن يحتاج إلى دليل بل هو أفضل أهل البيت وأفضل بني هاشم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أدار كساءه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال : > اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب الرجس عنهم وطهرهم تطهيرًا < . وأما الصلاة عليه منفرداً فهذا ينبني على أنه هل يصلى على غير النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الإنفراد منفردا مثل أن يقول : اللهم صل على عمر أو علي وقد تنازع

العلماء في ذلك فذهب مالك والشافعي وطائفة من الحنابلة إلى أنه لا يصلى على غير النبي صلى الله عليه وسلم منفرداً كما روي عن ابن عباس أنه قال : لا أعلم الصلاة تنبغي على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم وذهب الإمام أحمد وأكثر أصحابه إلى أنه لا بأس بذلك لأن علي بن أبي طالب قال لعمر بن الخطاب : صلى الله عليك . وهذا القول أصح وأولى ولكن إفراد واحد من الصحابة والقرابة كعلي أو غيره بالصلاة عليه دون غيره مضاهاة للنبي صلى الله عليه وسلم بحيث يجعل ذلك شعاراً معروفاً باسمه هذا هو البدعة . مسألة 188 ] : فيمن إذا أحرم في الصلاة وكانت نافلة ثم إذا سمع الأذان فهل يقطع الصلاة ويقول مثل ما قال المؤذن أو يتم صلاته ويقضي ما قاله المؤذن الجواب إذا سمع المؤذن يؤذن وهو في صلاته فإنه يتمها ولا يقول مثل ما يقول عند جمهور العلماء وأما إذا كان خارج الصلاة في قراءة أو ذكر أو دعاء فإنه يقطع ذلك ويقول مثل ما يقول المؤذن لأن موافقة المؤذن عبادة مؤقتة يفوت وقتها وهذه الأذكار لا تفوت وإذا قطع الموالاة فيها لسبب شرعي كان جائزاً مثلما يقطع الموالاة فيها بكلام لما يحتاج إليه من خطاب آدمي وأمر بمعروف ونهي عن منكر وكذلك إذا قطع الموالاة بسجود تلاوة ونحو ذلك بخلاف الصلاة فإنه لا يقطع موالاتها بسبب آخر كما لو سمع غيره يقرأ سجدة التلاوة لم يسجد في الصلاة عند جمهور العلماء ومع هذا ففي هذا نزاع معروف و الله أعلم . مسألة 189 ] : في جلود الحُمُر وجلد ما لا يؤكل الحمه والميتة هل تطهر بالدباغ أم لا أفتونا مأجورين! الجواب الحمد لله رب العالمين أما طهارة جلود الميتة بالدباغ ففيها قولان مشهوران للعلماء في الجملة :

ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفتاوى ........الكبرى27(بن تيمية).
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: الفقه الاسلامى-
انتقل الى: