منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
 الفتاوى ........الكبرى28(بن تيمية). >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
 الفتاوى ........الكبرى28(بن تيمية). >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

  الفتاوى ........الكبرى28(بن تيمية).

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

 الفتاوى ........الكبرى28(بن تيمية). Empty
مُساهمةموضوع: الفتاوى ........الكبرى28(بن تيمية).    الفتاوى ........الكبرى28(بن تيمية). I_icon_minitimeالجمعة أبريل 01, 2011 3:38 pm


الفتاوى ........الكبرى28(بن تيمية).
ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك
أحدهما : أنها تطهر بالدباغ وهو قول أكثر العلماء : كأبي حنيفة والشافعي وأحمد في إحدى الروايتين . والثاني : لا تطهر وهو المشهور في مذهب مالك ولهذا يجوز استعمال المدبوغ في الماء دون المائعات لأن الماء لا ينجس بذلك وهو أشهر الروايتين عن أحمد أيضا اختارها أكثر أصحابه . لكن الرواية الأولى هي آخر الروايتين عنه كما نقله الترمذي عن أحمد بن الحسن الترمذي عنه : أنه كان يذهب إلى حديث ابن عكيم ثم ترك ذلك بآخرة . وحجة هذا القول شيئان : أحدهما : أنهم قالوا : هي من الميتة ولم يصح في الدباغ شيء ولهذا لم يرو البخاري ذكر الدباغ في حديث ميمونة من قول النبي صلى الله عليه وسلم وطعن هؤلاء فيما رواه مسلم وغيره إذ كانوا أئمة لهم في الحديث اجتهاد وقالوا : روى ابن عيينة الدباغ عن الزهري والزهري كان يجوز استعمال جلود الميتة بلا دباغ وذلك يبين أنه ليس في روايته ذكر الدباغ وتكلموا في ابن وعلة . والثاني : أنهم قالوا : أحاديث الدباغ منسوخة بحديث ابن عكيم وهو قوله صلى الله عليه وسلم فيما كتب إلى جهينة : > كنت رخصت في جلود الميتة فإذا أتاكم كتابي هذا فلا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب < . فكلا هاتين الحجتين مأثورة عن الإمام أحمد نفسه في جوابه ومناظرته في الرواية الأولى المشهورة . وقد احتج القائلون بالدباغ بما في > الصحيحين < عن عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة فقال : > هلا استمتعتم بإهابها < . قالوا : يا رسول الله إنها ميتة! قال : > إنما حرم من الميتة أكلها < . وفي رواية لمسلم : > ألا أخذوا أهابها فدبغوه فانتفعوا به < . وعن سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : ماتت لنا شاة فدبغنا مسكها فما زلنا ننبذ فيه حتى صار شناً . وعن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : > إذا دبغ الإهاب فقد طهر < . قلت : وفي رواية له عن عبد الرحمن بن وعلة : إنا نكون بالمغرب ومعنا البربر والمجوس يؤتى بالكبش قد ذبحوه ونحن لا نأكل ذبائحهم وتؤتى بالسفاء يجعلون

فيه الدلوك فقال ابن عباس : قد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : > دباغه طهوره < . وعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يستمتع بجلود الميتة إذا دبغت رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه والنسائي . وفي رواية عن عائشة قالت : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جلود الميتة فقال : > دباغها طهورها < رواه الإمام أحمد والنسائي . وعن سلمة بن المحبق -رضي الله عنه- : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر ببيت بفنائه قربة معلقة فاستقى فقيل : إنها ميتة فقال : > ذكاة الأديم دباغه < رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي . وأما حديث ابن عكيم فقد طعن بعض الناس فيه بكون حامله مجهولاً ونحو ذلك مما لا يسوغ رد الحديث به قال عبد الله بن عكيم : أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بشهر أو شهرين : > أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب . رواه الإمام أحمد وقال : ما أصلح إسناده وأبو داود وابن ماجه والنسائي والترمذي وقال : حديث حسن . وأجاب بعضهم عنه بأن الإهاب اسم للجلد قبل الدباغ كما نقل ذلك النضر بن شميل وغيره من أهل اللغة وأما بعد الدبغ فإنما هو أديم فيكون النهي عن استعمالها قبل الدبغ . فقال المانعون : هذا ضعيف فإن في بعض طرقه : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في أرض جهينة > إني كنت رخصت لكم في جلود الميتة فإذا جاءكم كتابي هذا فلا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب < رواه الطبراني في > المعجم الأوسط < من رواية فضالة بن مفضل بن فضالة المصري وقد ضعفه أبو حاتم الرازي لكن هو شديد في التزكية وإذا كان النهي بعد الرخصة فالرخصة إنما كانت في المدبوغ . وتحقيق الجواب : أن يقال : حديث ابن عكيم ليس فيه نهي عن استعمال المدبوغ . وأما الرخصة المتقدمة فقد قيل : إنها كانت للمدبوغ وغيره ولهذا ذهب طائفة منهم : الزهري وغيره إلى جواز استعمال جلود الميتة قبل الدباغ تمسكاً بقوله المطلق في حديث ميمونة وقوله : > إنما حرم الميتة أكلها < . فإن هذا اللفظ يدل على التحريم

ثم لم يتناول الجلد . وقد رواه الإمام أحمد في > المسند < عن ابن عباس قال : ماتت شاة لسودة بنت زمعة فقالت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ماتت فلانة - تعني الشاة - فقال : > فلولا أخذتم مسكها < فقالت : آخذ مسك شاة قد ماتت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما قال : { لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحاً أو لحم خنزير } الأنعام : 145 ] وإنكم لا تطعمونه إن تدبغوه تنتفعوا به < فأرسلت إليها فسلخت مسكها فدبغته فاتخذت منه قربة حتى تخرقت عندها . فهذا الحديث يدل على أن التحريم لم يتناول الجلد وإنما ذكر الدباغ لإبقاء الجلد وحفظه لا لكونه شرطا في الحل . وإذا كان كذلك فتكون الرخصة لجهينة في هذا . والنسخ عن هذا فإن الله -تعالى- ذكر تحريم الميتة في سورتين مكيتين : الأنعام والنحل ثم في سورتين مدنيتين : البقرة والمائدة والمائدة من آخر القرآن نزولاً كما روي : المائدة آخر القرآن نزولاً فأحلوا حلالها وحرموا حرامها . وقد ذكر الله فيها من التحريم ما لم يذكره في غيرها وحرم النبي صلى الله عليه وسلم أشياء مثل أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير . وإذا كان التحريم زاد بعد ذلك على ما في السورة المكية التي استند الرخصة المطلقة فيمكن أن يكون تحريم الانتفاع بالعصب والإهاب قبل الدباغ ثبث بالنصوص المتأخرة وأما بعد الدباغ فلم يحرم ذلك قط بل بين أن دباغه طهوره وذكاته وهذا يبين أنه لا يباح بدون الدباغ . وعلى هذا القول فللناس فيما يطهره الدباغ أقوال : قيل : إنه يطهر كل شيء حتى الحمير كما هو قول أبي يوسف وداود . وقيل : يطهر كل شيء سوى الحمير كما هو قول أبي حنيفة . وقيل : يطهر كل شيء إلا الكلب والحمير كما هو قول الشافعي وهو أحد القولين في مذهب أحمد على القول بتطهير الدباغ والقول الآخر في مذهبه وهو قول طوائف من فقهاء الحديث أنه إنما يطهر ما يباح بالذكاة فلا يطهر جلود السباع . ومأخذ التردد أن الدباغ : هل هو كالحياة فيطهر ما كان طاهرا في الحياة أو هو كالذكاة فيطهر ما طهر بالذكاة والثاني أرجح . ودليل ذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن جلود السباع كما روي عن أسامة

بن عمير الذهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن جلود السباع ورواه أحمد وأبو داود والنسائي . زاد الترمذي : أن تفرش . وعن خالد بن معدان قال : وفد المقدام بن معدي كرب على معاوية فقال : أنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن جلود السباع والركوب عليها قال : نعم . رواه أبو داود والنسائي وهذا لفظه . وعن أبي ريحانة : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ركوب النمور . رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه . وروى أبو داود والنسائي عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : > لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر < . رواه أبو داود . وفي هذا القول جمع بين الأحاديث كلها و الله أعلم . مسألة 190 ] : في قوله تعالى : { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } فسماه هنا كلام الله وقال في مكان آخ الجواب { إنه لقول رسول كريم } التكوي الجواب 19 ] فما معنى ذلك فإن طائفة ممن يقول بالعبارة يدعون أن هذا حجة لهم ثم يقولون : أنتم تعتقدون أن موسى صلوات الله عليه سمع كلام الله -عز وجل- حقيقة من غير واسطة وتقولون : إن الذي تسمعونه كلام الله حقيقة وتسمعونه من وسائط بأصوات مختلفة فما الفرق بين ذلك وتقولون إن القرآن صفات الله -تعالى- وأن صفة الله -تعالى- قديمة فإن قلتم إن هذا نفس كلام الله -تعالى- فقد قلتم بالحلول وأنتم تكفرون الحلولية وإن قلتم غير ذلك قلتم بمقالتنا ونحن نطلب منكم جواباً نعتمد عليه إن شاء الله تعالى الجواب الحمد لله رب العالمين هذه الآية حق كما ذكر الله وليست إحدى الآيتين معارضة للأخرى بوجه من الوجوه ولا في واحدة منهما حجة لقول باطل وإن كان كل من الآيتين قد يحتج به بعض الناس لقول باطل وذلك أن قوله : { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } فيه دلالة على أنه يسمع كلام الله من التالي المبلغ وأن ما يقرأه المسلمون هو كلام الله كما في حديث جابر الذي في > السنن < : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض نفسه على الناس في الموقف ويقول : > ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي فإن قريشاً منعوني أن أبلغ كلام ربي < . وفي حديث أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه لما خرج على المشركين فقرأ عليهم : {

الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم } الروم : 1-2 ] قالوا : هذا كلامك أم كلام صاحبك فقال : ليس بكلامي ولا بكلام صاحبي ولكنه كلام الله . وقد قال تعالى : { ذرني ومن خلقت وحيدًا وجعلت له مالاً ممدودًا وبنين شهودًا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيداً سأرهقه صعودًا إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر } المدث الجواب 11-25 ] فمن قال إن هذا قول البشر كان قوله مضاهياً لقول الوحيد الذي أصلاه الله سقر . ومن المعلوم لعامة العقلاء أن من بلغ كلام غيره كالمبلغ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : > إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى < . إذا سمعه الناس من المبلغ قالوا : هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو قال المبلغ : هذا كلامي وقولي لكذبه الناس . لعلمهم بأن الكلام كلام لمن قاله مبتدئاً منشئاً لا لمن أداه راوياً مبلغاً فإذا كان مثل هذا معلوماً في تبليغ كلام المخلوق فكلام الخالق أولى أن لا يجعل كلاماً لغير الخالق . وقد أخبر -تعالى- بأنه تنزيل منه فقال : { والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق } الأنعام : 114 ] وقال : { حم تنزيل من الرحمن الرحيم } فصلت : 2 ] . { حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم } الزم الجواب 1 ] فجبريل رسول الله من الملائكة جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس وكلاهما مبلغ له كما قال -تعالى- : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } المائدة : 67 ] وقال : { إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم } الجن : 27 ] وهو مع هذا كلام الله ليس لجبريل ولا لمحمد فيه إلا التبليغ والأداء كما أن المعلمين له في هذا الزمان والتاليين له في الصلاة أو خارج الصلاة ليس لهم فيه إلا ذلك لم يحدثوا شيئاً من حروفه ولا معانيه .

قال الله -تعالى- : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ ب الله من الشيطان الرجيم } النمل : 98 ] إلى قوله : { وإذا بدلنا آية مكان آية و الله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين } النمل : 101-103 ] وكان بعض المشركين يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم تعلمه من بعض الأعاجم الذين بمكة إما عبد الحضرمي وإما غيره كما ذكر ذلك المفسرون فقال تعالى : { لسان الذي يلحدون إليه } النمل : 103 ] يضيفون إليه التعليم لسان أعجمي وهذا الكلام عربي وقد أخبر أنه نزله روح القدس من ربك بالحق . فهذا بيان أن هذا القرآن العربي الذي تعلمه من غيره لم يكن هو المحدث لحروفه ونظمه إذ يمكن لو كان كذلك أن يكون تلقى من الأعجمي معانيه وألف حروفه وبيان أن هذا الذي تعلمه من غيره نزل به روح القدس من ربك بالحق فدل على أن القرآن منزل من الرب -سبحانه وتعالى- لم ينزل معناه دون حروفه . ومن المعلوم أن من بلغ كلام غيره كمن بلغ كلام النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الناس أو أنشد شعر غيره كما لو أنشد منشد قول لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل أو قول عبد الله بن رواحة حيث قال : شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا وقوله : وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروف من الفجر ساطع بيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالمشركين المضاجع أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع وهذا الشعر قاله منشئه لفظه ومعناه وهو كلامه لا كلام غيره بحركته وصوته ومعناه القائم بقلبه ثم إذا أنشده المنشد وبلغه علم أنه شعر ذلك المنشئ وكلامه ونظمه وقوله مع أن هذا الثاني أنشده بحركة نفسه وقام بقلبه من المعنى نظير

ما قام بقلب الأول وليس الصوت المسموع من المنشد هو الصوت المسموع من المنشئ والشعر شعره لا شعر المنشد . والمحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا روى قوله : > إنما الأعمال بالنيات < بلَّغه بحركته وصوته مع أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم به بحركته وصوته وليس صوت المبلغ صوت النبي صلى الله عليه وسلم ولا حركته كحركته والكلام كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا كلام المبلغ له عنه . فإذا كان هذا معلوماً معقولاً فكيف لا يعقل أن يكون القارئ إذا قرأ : { الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين } الفاتحة : 2-4 ] أن يقال هذا الكلام كلام البارئ وإن كان الصوت صوت القارئ . فمن ظن أن الأصوات المسموعة من القراء صوت الله فهو ضال مفتر مخالف لصريح المعقول وصحيح المنقول قائل قولاً لم يقله أحد من أئمة المسلمين بل قد أنكر الإمام أحمد وغيره على من قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق وبدعوه كما جهموا من قال : لفظي بالقرآن مخلوق وقالوا : القرآن كلام الله غير مخلوق كيف تصرف فمن قال لفظي به قديم أو صوتي به قديم فابتداع هذا وضلاله واضح فمن قال إن لفظه بالقرآن غير مخلوق أو صوته أو فعله أو شيئاً من ذلك فهو مبتدع . وهؤلاء قد يحتجون بقوله : { حتى يسمع كلام الله } التوبة : 6 ] ويقولون هذا كلام الله غير مخلوق فهذا غير مخلوق ونحن لا نسمع إلا صوت القارئ وهذا جهل منهم فإن سماع كلام الله بل وسماع كل كلام يكون تارة من المتكلم به بلا واسطة الرسول المبلغ له قال تعالى : { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء } الشورى : 51 ] ومن قال : إن الله كلمنا بالقرآن كما كلم موسى بن عمران أو إنا نسمع كلامه كما سمعه موسى بن عمران فهو من أعظم الناس جهلاً وضلالاً . ولو قال قائل : إنا نسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم كما سمعه الصحابة منه لكان ضلالاً واضحاً فكيف من يقول : إنا نسمع كلام الله منه كما سمعه موسى وإن كان

الله كلم موسى تكليماً بصوت سمعه موسى فليس صوت المخلوقين صوتاً للخالق وكذلك مناداته بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قَرُبَوتكلمه بالوحي حتى يسمع أهل السموات صوته كجر السلسلة على الصفا وأمثال ذلك مما جاءت به النصوص والآثار كلها ليس فيها أن صفة المخلوق هي صفة الخالق بل ولا مثلها بل فيها الدلالة على الفرق بين صفة الخالق و صفة المخلوق فليس كلامه مثل كلامه ولا معناه مثل معناه ولا حرفه مثل حرفه ولا صوته مثل صوته كما أن ليس علمه مثل علمه ولا قدرته مثل قدرته ولا سمعه مثل سمعه ولا بصره مثل بصره فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ولما استقر في فطر الخلق كلهم الفرق بين سماع الكلام من المتكلم به ابتداء وبين سماعه من المبلغ عنه كان ظهور هذا الفرق في سماع كلام الله من المبلغين عنه أوضح من أن يحتاج إلى الاطناب . وقد بين أئمة السنة والعلم كالامام أحمد والبخاري صاحب > الصحيح < في كتابه > خلق الأفعال < وغيرهما من أئمة السنة من الفرق بين صوت الله المسموع منه وصوت العباد بالقرآن وغيره ما لا يخالفهم فيه أحد من العلماء أهل العقول والدين . ( فصل ) وأما قوله تعالى : { إنه لقول رسول كريم } فهذا قد ذكره في موضعين فقال في الحاقة : { إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون } الحاقة : 40 ] فالرسول هنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال في التكوي الجواب { إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون ولقد رآه بالأفق المبين } التكوي الجواب 19-23 ] فالرسول هنا جبريل فأضافه إلى الرسول من البشر تارة وإلى الرسول من الملائكة تارة باسم الرسول ولم يقل : إنه لقول ملك ولا نبي لأن لفظ الرسول يبين أنه مبلغ عن غيره ليس من عنده : { وما على الرسول إلا البلاغ المبين } العنكبوت : 18 ] فكان قوله : { إنه لقول رسول } الحاقة : 40 ] بمنزلة قوله : لتبليغ رسول أو مبلغ من رسول كريم وليس معناه أنه أنشأه أو أحدثه أو أنشأ شيئاً منه أو أحدثه رسول كريم إذ لو كان منشئاً لم يكن رسولاً فيما أنشأه وابتدأه ومعلوم أن الضمير عائد إلى القرآن مطلقاً . وأيضاً فلو كان أحد الرسولين أنشأ حروفه ونَظْمَهُ امتنع أن يكون الرسول

الآخر هو المنشئ المؤلف لها فبطل أن تكون إضافته إلى الرسول هنا لأجل إحداث لفظه ونظمه ولو جاز أن تكون الإضافة هنا لأجل إحداث الرسول له أو لشيء منه لجاز أن نقول إنه قول البشر وهذا قول الوحيد الذي أصلاه الله سقر . فإن قال قائل : فالوحيد جعل الجميع قول البشر ونحن نقول إن الكلام العربي قول البشر وأما معناه فهو كلام الله . فيقال لهم : هذا نصف قول الوحيد ثم هذا باطل من وجوه أخرى وهو أن معاني هذا النظم معان متعددة متنوعة وأنتم تجعلون ذلك المعنى معنى واحداً هو الأمر والنهي والخبر والاستخبار وتجعلون ذلك المعنى إذا عُبِّر عنه بالعربية كان قرآناً وإذا عُبِّر عنه بالعبرانية كان توراة وإذا عبر عنه بالسريانية كان إنجيلاً وهذا مما يعلم بطلانه بالضرورة من العقل والدين فإن التوراة إذا عربناها لم يكن معناها معنى القرآن والقرآن إذا ترجمناه بالعبرانية لم يكن توراة . وأيضاً فإن معنى آية الكرسي ليس هو معنى آية الدَّيْن وإنما يشتركان في مسمى الكلام ومسمى كلام الله كما يشترك الأعيان في مسمى النوع . فهذا الكلام وهذا الكلام كله يشترك في أنه كلام الله اشتراك الأشخاص في أنواعها كما أن الإنسان وهذا الإنسان يشتركون في مسمى الإنسان وليس في الخارج شخص بعينه هو هذا وهذا و هذا وكذلك ليس في الخارج كلام واحد هو معنى التوراة والإنجيل والقرآن وهو معنى آية الدَّيْن وآية الكرسي ومن خالف هذا كان في مخالفته لصريح العقول من جنس مَنْ قال : إن أصوات العباد وأفعالهم قديمة أزلية فاضرب بكلام البدعتين رأس قائلهما والزم الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . وبسبب هاتين البدعتين الحمقاوين ثارت الفتن وعظمت الأحزاب إن كان كل من أصحاب القولين قد يقررونهما بما قد يلبس على كثير من الناس كما قرر من قال : إن الصوت المسموع من العبد أو بعضه قديم أن القديم ظهر في المحدث من غير حلول فيه

وأما أفعال العباد فرأيت بعض المتأخرين يقول : إنها قديمة خيرها وشرها وفسر ذلك بأن الشرع قديم والقديم قديم وهي مشروعة مقدرة ولم يفرق بين الشرع الذي هو كلام الله والمشروع الذي هو المأمور به والمنهى عنه ولم يفرق بين القدر الذي هو علم الله وكلامه وبين القدر الذي هو مخلوقاته . والعقلاء كلهم يعلمون بالاضطرار أن الأمر والخبر نوعان للكلام لفظه ومعناه ليس الأمر والخبر صفات لموصوف واحد . فمن جعل الأمر والنهي والخبر صفات للكلام لا أنواعاً له فقد خالف الضرورة إذ لم يفرق بين الواحد بالنوع والواحد بالعين فإن انقسام الموجود إلى القديم والمحدث والواجب والممكن والخالق والمخلوق والقائم بنفسه والقائم بغيره كانقسام الكلام إلى الأمر والخبر أو إلى الإنشاء والأخبار أو إلى الأمر والنهي والخبر . فمن قال : الكلام معنى واحد هو الأمر والخبر فهو كمن قال الموجود واحد هو الخالق والمخلوق أو الواجب والممكن وكما أن حقيقة هذا تؤول إلى تعطيل الخالق فحقيقة هذا تؤول إلى تعطيل كلامه وتكليمه . وهذا حقيقة قول فرعون الذي أنكر الخالق وتكليمه لموسى ولهذا آل الأمر بمحققي هؤلاء إلى تعظيم فرعون وتوليه وتصديقه في قوله : { فقال أنا ربكم الأعلى } النازعات : 24 ] بل إلى تعظيمه على موسى وإلى الاستحقار بتكليم الله لموسى كما قد بُسط في غير هذا الموضع . وأيضاً : فيقال : ما يقول في كلام كل متكلم إذا نقله عنه غيره كما قد ينقل كلام النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والعلماء الشعراء وغيرهم ويسمع من الرواة أو المبلغين أن ذلك المسموع من المبلغ بصوت المبلغ هو كلام المبلغ أو كلام المبلغ عنه فإن قال : كلام المبلغ لزم أن يكون القرآن كلاماً لكل من سمع منه فيكون

القرآن المسموع كلام ألف ألف قارئ لا كلام الله -تعالى- وأن يكون قوله : > إنما الأعمال بالنيات < . كلام كل من رواه لا كلام الرسول وحينئذ لا فضيلة للقرآن في : { إنه لقول رسول كريم } التكوي الجواب 19 ] فإنه على قول هؤلاء قول كل منافق قرأه والقرآن يقرأه المؤمن والمنافق كما في > الصحيحين < عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : > مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترنجة طعمها طيب وريحها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها < . على هذا التقدير فلا يكون القرآن قول بشر واحد بل قول ألف ألف بشر وأكثر من ذلك وفساد هذا في العقل والدين واضح وإن قال كلام المبلغ عنه علم أن الرسول المبلغ القرآن ليس كلامه ولكنه كلام الله ولكن لما كان الرسول قد يقال إنه شيطان بين الله أنه تبليغ ملك كريم لا تبليغ شيطان رجيم ولهذا قال : { إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين } إلى قوله { وما هو بقول شيطان رجيم } التكوي الجواب 19 ] وبين في هذه الآية أن الرسول البشري الذي صحبناه وسمعناه منه ليس بمجنون وما هو على الغيب بظنين متهم . ذكره باسم الصاحب لما في ذلك من النعمة به علينا إذ كما لا نطيق أن نتلقى إلا عمن صحبناه وكان من جنسنا كما قال تعالى : { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } التوبة : 128 ] وقال : { ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً وللبسنا عليهم ما يلبسون } الأنعام : 9 ] كما قال في الآية الأخرى : { والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى } النجم : 1 ] وبين أن الرسول الذي من أنفسنا والرسول الملكي أنهما مبلغان فكان هذا في تحقيق أنه كلام الله . فلما كان الرسول البشري يقال : إِنه مجنون أو مفتر نزههٍ عن هذا وهذا وكذلك في السورة الأخرى قال : { إنه لقول رسول كريموما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنونولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون تنزيل من رب العالمين } الحاقة : 40 ] وهذا مما يبين أنه أضافه إليه لأنه بلغه وأداه لا لأنه أحدثه وأنشأه فإنه قال : { وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين } الشعراء : 193 ] فجمع بين قوله : { إنه لقول رسول كريم } وبين قوله : { وإنه لتنزيل رب العالمين } والضميران عائدان إلى واحد

فلو كان الرسول أحدثه وأنشأه لم يكن تنزيلاً من رب العالمين بل كان يكون تنزيلاً من الرسول . ومن جعل الضمير عائداً في هذا إلى غير ما يعود إليه الضمير الآخر مع أنه ليس في الكلام ما يقتضي اختلاف الضميرين ومن قال : إن هذا عبارة عن كلام الله فقل له : هذا الذي نقرأه هو عبارة عن العبارة التي أحدثها الرسول الملك أو البشر على زعمك أم هو نفس تلك العبارة . فإن جعلت هذا عبارة عن تلك العبارة جاز أن تكون عبارة جبريل أو الرسول عبارة عن عبارة الله وحينئذ فيبقى النزاع لفظياً فإنه متى قال إن محمداً سمعه من جبريل جميعه وجبريل سمعه من الله جميعه والمسلمون سمعوه من الرسول جميعاً فقد قال الحق وبعد هذا فقوله عبارة لأجل التفريق بين التبليغ والمبلغ كما سنبينه . إن قلت : ليس هذا عبارة عن تلك العبارة بل هو نفس تلك العبارة فقد جعلت ما يسمع من المبلغ هو بعينه كما يسمع من المبلغ عنه إذ جعلت هذه العبارة هي بعينها عبارة جبريل فحينئذ هذا يبطل أصل قولك . واعلم أن أصل القول بالعبارة أن محمداً أبا عبد الله بن كلاب هو أول من قال في الإسلام : أن معنى القرآن كلام الله وحروفه ليس كلام الله فأخذ بنصف قول المعتزلة ونصف قول أهل السنة والجماعة وكان قد ذهب إلى إثبات الصفات لله -تعالى- وخالف المعتزلة وأثبت العلو لله على العرش ومباينته المخلوقات وقرر ذلك تقرير هو أكمل من تقرير أتباعه بعد وكان الناس قد تكلموا فيمن بلغ كلام غيره . هل يقال له حكاية عنه أم لا وأكثر المعتزلة قالوا هو حكاية عنه فقال ابن كلاب : القرآن العربي حكاية عن كلام الله . ليس بكلام الله فجاء بعده أبو الحسن فسلك مسلكه في إثبات أكثر الصفات وفي مسألة القرآن أيضاً واستدرك عليه قوله : إن هذا حكاية وقال : الحكاية إنما تكون مثل المحكي فهذا يناسب قول المعتزلة وإنما يناسب قولنا أن نقول : هو عبارة عن كلام الله لأن الكلام ليس من جنس العبارة .

فأنكر أهل السنة والجماعة عليهم عدة أمو الجواب أحدها : قولهم إن المعنى كلام الله وإن القرآن العربي ليس كلام الله وكانت المعتزلة تقول : هو كلام الله مخلوق فقال هؤلاء : هو مخلوق وليس بكلام الله لأن من أصول أهل السنة أن الصفة إذا قامت بمحل عاد حكمها على ذلك المحل فإذا قام الكلام بمحل كان هو المتكلم به كما أن العلم والقدرة إذا قاما بمحل كان هو العالم القادر وكذلك الحركة وهذا مما احتجوا به على المعتزلة وغيرهم من الجهمية في قولهم : إن كلام الله مخلوق خلقه في بعض الأجسام . قالوا لهم : لو كان كذلك لكان الكلام كلام ذلك الجسم الذي خلقه فيه فكانت الشجرة هي القائلة : إني أنا الله رب العالمين فقال أئمة الكلابية : إن كان القرآن العربي مخلوقاً فليس كلام الله فقال طائفة من متأخريهم بل نقول : الكلام مقول بالاشتراك بين المعنى المجرد وبين الحروف المنظومة فقال لهم المحققون : فهذا يبطل أصل حجتكم على المعتزلة فإنكم لما سلمتم أن ما هو كلام الله حقيقة لا يمكن قيامه بغيره أمكن للمعتزلة أن يقولوا : ليس كلامه إلا ما خلقه في غيره . الثاني : قولهم : إن ذلك المعنى هو الأمر والنهي والخبر وهو معنى التوراة والإنجيل والقرآن وقال أكثر العقلاء : هذا الذي قالوه معلوم الفساد بالضرورة . الثالث : أن ما نزل به جبريل من المعنى واللفظ وما بلغه محمد لأمته من المعنى واللفظ ليس هو كلام الله . ومسألة القرآن لها طرفان : أحدهما : تكلم الله به وهو أعظم الطرفين . والثاني : تنزيله إلى خلقه وقد بسطنا الكلام في ذلك في عدة مواضع وبينا مقالات أهل الأرض كلهم في هذه المسائل وما دخل في ذلك من الاشتباه ومأخذ كل طائفة ومعنى قول السلف : القرآن كلام الله غير مخلوق وأنهم قصدوا به إبطال قول من يقول : إن الله لم يقم بذاته كلام ولهذا قال الأئمة : كلام الله من الله ليس ببائن منه وذكرنا اختلاف المنتسبين إلى السنة هل يتعلق الكلام بمشيئته وقدرته أم لا وقول من قال من أئمة السنة : لم يزل الله متكلماً إذا شاء وأن قول السلف : منه بدأ لم يريدوا أنه فارق ذاته وحل في غيره فكيف يجوز أن يفارق ذات الله كلامه

أو غيره من صفاته بل قالوا : منه بدأ أي هو المتكلم به رداً على المعتزلة والجهمية وغيرهم الذين قالوا : بدأ من المخلوق الذي خلق فيه وقولهم إليه يعود أي علمه فلا يبقى في المصاحف منه حرف ولا في الصدور منه آية والمقصود هنا جواب مسائل السائل . ( فصل ) وأما قول القائل : أنتم تعتقدون أن موسى سمع كلام الله منه حقيقة من غير واسطة وتقولون : إِن الذي تسمعونه كلام الله حقيقة وتسمعونه من وسائط بأصوات مختلفة فما الفرق بين ذلك فيقال له : بين هذا وهذا من الفرق أعظم مما بين القدم والفرق فإن كل عاقل يميز بين سماع كلام النبي صلى الله عليه وسلم منه بغير واسطة كسماع الصحابة منه وبين سماعه منه بواسطة المبلغين عنه كأبي هريرة وأبي سعيد وابن عمر وابن عباس وكل من يسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة وكذلك من سمع شعر حسان بن ثابت أو عبد الله بن رواحة أو غيرهما من الشعراء منه بلا واسطة ومن سمعه من الرواة عنه يعلم الفرق بين هذا وهذا وهو الموضعين شعر حسان لا شعر غيره والإنسان إذا تعلم شعر غيره فهو يعلم أن ذلك الشعر أنشأ معانيه ونظم حروفه بالأصوات المقطعة يرويه بحركة نفسه وأصوات نفسه فإذا كان هذا الفرق معقولاً في كلام المخلوقين بين سماع الكلام من المتكلم به ابتداء وسماعه بواسطة الراوي عنه أو المبلغِّ عنه فكيف لا يعقل ذلك في سماع كلام الله . وقد تقدم أن من ظن أن المسموع من القراء هو صوت الرب فهو إلى تأديب المجانين أقرب منه إلى خطاب العقلاء وكذلك من توهم أن الصوت قديم وأن المراد قديم فهذا لا يقوله ذو حس سليم بل ما بين لوحي المصحف كلام الله وكلام الله ثابت في مصاحف المسلمين لا كلام غيره فمن قال : إن الذي في المصحف ليس بكلام الله بل كلام غيره فهو ملحد مارق ومن زعم أن كلام الله فارق ذاته

وانتقل إلى غيره كما كتب في المصاحف وأن المراد قديم أزلي فهو أيضاً مارق بل كلام المخلوقين يكتب في الأوراق وهو لم يفارق ذواتهم فكيف لا يعقل مثل هذا في كلام الله -تعالى- والشبهة تنشأ في مثل هذا من جهة أن بعض الناس لا يفرق بين المطلق من الكلام والمقيد مثال ذلك : أن الإنسان يقول : رأيت الشمس والقمر والهلال إذا رآه بغير واسطة وهذه الرؤية المطلقة وقد يراه في ماء أو مرآة فهذه رؤية مقيدة فإذا أطلق قوله : رأيته أو ما رأيته حمل على مفهوم اللفظ المطلق وإذا قال : لقد رأيت الشمس في الماء والمرآة فهو كلام صحيح مع التقييد واللفظ يختلف معناه بالإطلاق والتقييد فإذا وصل بالكلام ما يغيره معناه كالشرط والاستثناء ونحوهما من التخصيصات المتصلة كقوله : { ألف سنة إلا خمسين عاماً } كان هذا المجموع دالاً على تسعمائة وخمسين سنة لطرق الحقيقة عند جماهير الناس . ومن قال : إن هذا مجاز فقد غلط فإن هذا المجموع لم يستعمل في غير موضعه وما يقرن باللفظ من القرائن اللفظية الموضوعة هي من تمام الكلام ولهذا لا يحتمل الكلام معها معنيين ولا يجوز نفي مفهومهما بخلاف استعمال نفي الأسد في الرجل الشجاع مع أن قول القائل هذا اللفظ حقيقة وهذا مجاز نزاع لفظي وهو مستند من أنكر المجاز في اللغة وفي القرآن ولم ينطق بهذا أحد من السلف والائمة ولم يعرف لفظ المجاز في كلام أحد من الآئمة إلاّ في كلام الإمام أحمد . فإن فيما كتبه من الرد على الزنادقة والجهمية : هذا من مجاز القرآن وأول من قال ذلك مطلقاً أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه الذي صنفه في مجاز القرآن . ثم إن هذا كان معناه عند الأولين مما يجوز في اللغة ويسوغ فهو مشتق عندهم من الجواز كما يقول الفقهاء : عقد لازم وكثير من المتأخرين جعله من الجواز الذي هو العبور من معنى المجاز . ثم إنه لا ريب أن المجاز قد يشيع ويشتهر حتى يصير المقصود فإن القائل إذا قال : رأيت الشمس أو القمر أو الهلال أو غير ذلك في الماء والمرآة فالعقلاء متفقون على الفرق بين هذه الرؤية وبين رؤية ذلك بلا واسطة وإذا قال قائل : ما رأى ذلك

ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفتاوى ........الكبرى28(بن تيمية).
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: الفقه الاسلامى-
انتقل الى: