منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
 الفتاوى ........الكبرى29(بن تيمية). >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
 الفتاوى ........الكبرى29(بن تيمية). >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

  الفتاوى ........الكبرى29(بن تيمية).

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

 الفتاوى ........الكبرى29(بن تيمية). Empty
مُساهمةموضوع: الفتاوى ........الكبرى29(بن تيمية).    الفتاوى ........الكبرى29(بن تيمية). I_icon_minitimeالجمعة أبريل 01, 2011 3:41 pm

الفتاوى ........الكبرى29(بن تيمية).
ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك
بل رأى مثاله أو خياله أو الشعاع المنعكس أو نحو ذلك لم يكن هذا مانعاً لما يعلمه الناس ويقولونه من أنه رآه في الماء أو المرآة حقيقة مقيدة وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : > من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي < . هو كما قال صلى الله عليه وسلم رآه حقاً فمن قال رآه في المنام حقاً فقد أخطأ ومن قال : إن رؤيته في اليقظة بلا واسطة كالرؤية المقيدة في النوم فقد أخطأ ولهذا يكون لهذه تأويل وتعبير دون تلك . وكذلك ما سمعه منه من الكلام في المنام هو سماع منه في المنام وليس هذا كالسماع منه في اليقظة وقد يرى الرائي المنام أشخاصاً ويخاطبونه والمرئيون لا شعور لهم بذلك وإنما رأى أمثالهم ولكن يقال رآهم في المنام حقيقة فيحترز بذلك عن الرؤيا التي هي حديث النفس فإن الرؤيا ثلاثة أقسام : رؤيا بشرى من الله ورؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا مما يحدث به المرء نفسه في اليقظة فيراه في المنام وقد ثبت هذا التقسيم في > الصحيح < عن النبي صلى الله عليه وسلم . وتلك الرؤيا يظهر لكل من الفرق بينها وبين اليقظة ما لا يظهر في غيرها فكما أن الرؤية تكون مطلقة وتكون بواسطة المرآة والماء أو غير ذلك حتى أن المرئي يختلف باختلاف المرآة فإذا كانت كبيرة مستديرة رأى كذلك فكذلك في السماع يفرق بين من سمع كلام غيره منه ومن سمعه بواسطة المبلِّغ ففي الموضعين المقصود سمع كلامه كما أن هناك في الموضعين يقصدونه لكن إذا كان بواسطة اختلف باختلاف الواسطة فيختلف باختلاف أصوات المبلِّغين كما يختلف باختلاف المرايا . قال تعالى : { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء } الشورى : 51 ] فجعل التكليم ثلاثة أنواع الوحي المجرد والكليم من وراء حجاب كما كلم موسى -عليه السلام- والتكليم بواسطة إرسال الرسول كما كلم الرسل بإرسال الملائكة وكما نبأنا الله من أخبار المنافقين بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمون متفقون على أن أمرهم بما أمرهم به من القرآن وأخبرهم به من القرآن فأمره ونهيه وإخباره بواسطة الرسول فهذا المعنى أوجب الشبهة والنبي صلى الله عليه وسلم يروي عن ربه ويخبر عن ربه

ويحكي عن ربه فهذا يذكر ما يذكره عن ربه من كلامه الذي قاله راوياً حاكياً عنه . فلو قال من قال : إن القرآن حكاية أن محمداً حكاه عن الله كما يقال بلغه عن الله وأداه عن الله لكان قد قصد معنى صحيحاً لكن يقصدون ما يقصده القائل بقوله : فلاناً يحكي فلاناً أي يفعل مثل فعله وهو إنما يتكلم بمثل كلام الله فهذا باطل قال الله -تعالى- : { قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً } الإسراء : 88 ] . ونكتة الأمر أن العبرة بالحقيقة المقصودة لا بالوسائل المطلوبة لغيرها فلما كان مقصود الرائي أن يرى الوجه مثلاً فرآه بالمرآة حصل مقصوده وقال : رأيت الوجه وإن كان ذلك بواسطة انعكاس الشعاع في المرآة وكذلك من كان مقصوده أن يسمع القول الذي قاله غيره الذي ألف ألفاظه وقصد معانيه فإذا سمعه منه أو من غيره حصل هذا المقصود وإن كان سماعه من غيره هو بواسطة صوت ذلك الغير باختلاف الصائتين والقلوب وإنما أشير إلى المقصود لا إلى ما ظهر به المقصود كما في الاسم والمسمى فإن القائل إذا قال : جاء زيد وذهب عمرو لم يكن مقصوده الإخبار بالمجيء والإتيان هو لفظ زيد ولفظ عمرو وإلا كان مبطلاً فكذلك إذا قال القائل : هذا كلام الله وكلام الله غير مخلوق فالمقصود بواسطة حركة التالي وصوته فمن ظن المشار إليه هو صوت القارئ وحركته كان مبطلاً . ولهذا لما قرأ أبو طالب المكي على الإمام أحمد -رضي الله عنه- : { قل هو الله أحد } الإخلاص : 1 ] وسأله هل هذا كلام الله وهل هو مخلوق فأجابه : كلام الله وهو غير مخلوق ونقل عنه أبو طالب خطأ منه أنه قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق فاستدعاه وغضب عليه وقال : أنا قلت لك : لفظي بالقرآن غير مخلوق قال : لا ولكن قرأت عليك { قل هو الله أحد } وقلت لك هذا غير مخلوق فقلت : نعم . قال : فلم تحكي عني مالم أقل لا تقل هذا فإن هذا لم يقله عالم وقصته مشهورة حكاها عبد الله وصالح وحنبل والمروزي وثوبان وبسطها الخلاَّل في > كتاب السنة < وصنف المروزي في مسألة اللفظ مصنفاً ذكر فيه قول الأئمة . وهذا الذي ذكره أحمد من أحسن الكلام وأدقه فإن الإشارة إذا أطلقت

انصرفت إلى المقصود وهو كلام الله الذي تكلم به . لا ما وصل به إلينا من أفعال العباد وأصواتهم فإذا قيل : لفظي جعل نفس الوسائط غير مخلوقة وهذا باطل كما أن رأى راء في مرآة فقال : أكرم الله هذا الوجه وحياه أو قبحه كان دعاؤه على الوجه الموجود في الحقيقة الذي رأى بواسطة المرآة لا على الشعاع المنعكس فيها وكذلك إذا رأى القمر في الماء فقال : قد أبدر فإنما مقصوده القمر الذي في السماء لا خياله وكذلك من سمعه يذكر رجلاً فقال : هذا رجل صالح أو رجل فاسق علم أن المشار إليه هو الشخص المسمى بالاسم لا نفس الصوت المسموع من الناطق فلو قال : هذا الصوت أو صوت فلان صالح أو فاسق فسد المعنى . وكان بعضهم يقول : لفظي بالقرآن مخلوق كرجل ضرب رجلاً وعليه فروة فأوجعه بالضرب فقال له : لا تضربني فقال : أنا ما أضربك وإنما أضرب الفروة فقال : إنما الضرب يقع علي فقال : هكذا إذا قلت لفظي بالقرآن مخلوق فالخلق إنما يقع على القرآن . يقول : كما أن المقصود بالضرب بدنك واللباس واسطة فهكذا المقصود بالتلاوة كلام الله وصوتك واسطة فإذا قلت : مخلوق وقع ذلك على المقصود . كما إذا سمعت قائلاً يذكر رجلاً فقلت : أنا أحب هذا وأنا أبغض هذا انصرف الكلام إلى المسمى المقصود بالاسم لا إلى الصوت الذاكر ولهذا قال الأئمة : القرآن كلام الله غير مخلوق . كيفما تصرف خلاف أفعال العباد وأصواتهم فإنه من نفى عنها الخلق كان مبتدعاً ضالاً . وأما قول القائل : يقولون : إن القرآن صفته وأن صفات الله غير مخلوقة فإن قلتم : إن هذا نفس كلام الله فقد قلتم بالحلول وأنتم تُكفِّرون الحلولية والاتحادية وإن قلتم غير ذلك قلتم بمقالتنا . فمن تبين له ما نبهنا عليه سهل عليه الجواب عن هذا وأمثاله فإن منشأ الشبهة أنّ قول القائل : هذا كلام الله يجعل أحكامه واحدة سواء كان كلامه مسموعاً منه أوكلامه مبلغاً عنه ومن هنا ضلت طوائف من الناس . طائفة قالت : هذا كلام الله وهذا حروف وأصوات مخلوقة وكلام الله مخلوق

وطائفة قالت هذا مخلوق وكلام الله ليس بمخلوق وهذا ليس كلام الله وطائفة قالت : هذا كلام الله وكلام الله ليس بمخلوق وهذا ألفاظنا وتلاوتنا فألفاظنا وتلاوتنا غير مخلوقة . ومنشأ ضلال الجميع من عدم الفرق في المشار إليه في هذا وأنت تقول هذا الكلام تسمعه من قائله فتقول : هذا الكلام صدق وحق وصواب وكلام حكيم وكذلك إذا سمعته من ناقله تقول : هذا الكلام صدق وحق وصواب وهو كلام حكيم فالمشار إليه في الموضعين واحد وتقول أيضاً : إن هذا صوت حسن وهذا كلام من وسط القلب فالمشار إليه هنا ليس هو المشار إليه هناك : بل أشار إلى ما يختص به هذا من صوته وقلبه . وإذا كتب الكلام صفحتين كالمصحفين تقول في كل منهما : هذا قرآن كريم وهذا كتاب مجيد وهذا كلام فالمشار إليه واحد ثم تقول : هذا خط حسن وهذا قلم النسخ أو الثلث وهذا الخط أحمر أو أصفر والمشار إليه هنا ما يختص به كل من المصحفين عن الآخر فإذا ميز الإنسان في المشار إليه بهذا وهذا تبين المتفق والمفترق وعلم أن هذا القرآن كلام الله غير مخلوق وأن المشار إليه الكلام من حيث هو مع قطع النظر عما به وصل إلينا من حركات العباد وأصواتهم . ومن قال : هذا مخلوق وأشار به إلى مجرد صوت العبد وحركته لم يكن له في هذا حجة على أن القرآن نفسه حروفه ومعانيه الذي تعلم هذا القارئ من غيره وبلغه بحركته وصوته مخلوق من اعتقد ذلك فقد أخطأ وضل . ويقال لهذا : هذا الكلام الذي أشرت إليه كان موجوداً قبل أن يخلق هذا القارئ فهب أن القارئ لم يخلق ولا وجدت لا أفعاله ولا أصواته فمن أين يلزم أن الكلام نفسه الذي كان موجوداً قبله يعدم بعدمه ويحدث بحدوثه فإشارته بالخلق إن كان إلى ما يختص به هذا القارئ من أفعاله وأصواته فالقرآن غني عن هذا القارئ وموجود قبله فلا يلزم من عدم هذا عدمه وإن كانت إلى الكلام الذي يتعلمه الناس بعضهم من بعض فهذا هو الكلام المنزل من الله الذي جاء به جبريل إلى محمد وبلغه محمد لأمته وهو كلام الله الذي تكلم به وذلك يمتنع أن يكون مخلوقاً فإنه لو

كان مخلوقاً لكان كلاماً لمحله الذي خلق فيه ولم يكن كلاماً لله ولأنه لو كان سبحانه إذا خلق كلاماً كان كلامه ما نطق به كل ناطق كلامه مثل تسبيح الجبال وشهادة الجلود بل كل كلام في الوجود وهذا قول الحلولية الذين يقولون : وكل كلام في الوجود كلامه سواء علينا نثره ونظامه ومن قال : القرآن مخلوق فهو بين أمرين إما أن يجعل كل كلام في الوجود كلامه وبين أن يجعله غير متكلم بشيء أصلاً فيجعل العباد المتكلمين أكمل منه وشبهه بالأصنام والجامدات والموات كالعجل الذي لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلاً فيكون قد فر عن إثبات صفات وشبهه بالجامد والموات . وكذلك قول القائل : هذا نفس كلام الله وعين كلام الله وهذا الذي في المصحف هوعين كلام الله ونفس كلام الله وأمثال هذه العبارات هذه مفهومها عند الإطلاق في نظر المسلمين أنه كلامه لا كلام غيره وأنه لا زيادة فيه ولا نقصان فإن من ينقل كلام غيره ويكتبه في كتاب قد يزيد فيه وينقص كما جرت عادة الناس في كثير من مكاتبات الملوك وغيرها فإذا جاء كتاب السلطان فقيل : هذا الذي فيه كلام السلطان بعينه بلا زيادة ولا نقص يعني لم يزد فيه الكاتب ولا نقص وكذلك من نقل كلام بعض الأئمة في مسألة من تصنيفه قيل : هذا الكلام كلام فلان بعينه يعني لم يزد فيه ولم ينقص كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : > نضّر الله امرأ سمع حديثاً فبلغه كما سمعه < . فقوله : > فبلغه كما سمعه < لم يرد أن يبلغه بحركاته وأصواته التي سمعه بها ولكن أراد أنه يأتي بالحديث على وجهه لا يزيد فيه ولا ينقص فيكون قد بلغه كما سمعه فالمستمع له من المبلغ يسمعه كما قاله صلى الله عليه وسلم ويكون قد سمع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قاله . وذلك معنى قولهم : وهذا كلامه بعينه وهذا نفس كلامه لا يريدون أن هذا هو أصواته وحركاته وهذا لا يقوله عاقل ولا يخطر ببال عاقل ابتداء ولكن اتباع الظن وما تهوى الأنفس يلجئ أصحابه إلى القرمطة في السمعيات والسفسطية في العقليات .

ولو ترك الناس على فطرتهم لكانت صحيحة سليمة فإن من تكلم بكلام سمع منه ونقل عنه أو كتبه في كتاب لا يقول العاقل إن ما قام بالمتكلم من المعاني التي في قلبه والألفاظ القائمة بلسانه فارقته وانتقلت إلى المستمع والمبلغ عنه ولا فارقته وحلت في الورق بل ولا يقول : إن نفس ما قام من المعاني والألفاظ هو نفس المراد الذي في الورق بل ولا يقول : إن نفس ألفاظه التي هي أصواته هي أصوات المبلغ عنه فهذه الأمور كلها ظاهرة لا يقولها عاقل في كلام المخلوق إذا سمع وبلغ وتكتب في كتاب فكيف يقال ذلك في كلام الله الذي سمع منه وبلغ عنه أو كتبه سبحانه كما كتب في التوراة لموسى وكما كتب القرآن في اللوح المحفوظ يكون كما كتب في مصاحفهم . وإذا كان من سمع كلام مخلوق فبلغه عنه بلفظه ومعناه بل شعر مخلوق كما يبلغ شعر حسان وابن رواحة ولبيد وأمثالهم من الشعراء ويقول الناس : هذا شعر حسان بعينه وهذا هو شعر حسان وهذا شعر لبيد بعينه كقوله : ألا كل شيء ما خلا الله باطل ومع هذا فيعلم كل عاقل أن رواة الشعر ومنشديه لم يسلبوا الشعراء نفس صفاتهم حين حلت بل ولا عين ما قام بأولئك من صفاتهم وأفعالهم كأصواتهم وحركاتهم حلت بالرواة والمنشدين فكيف يتوهم متوهم أن صفات الباري : كلامه أو غير كلامه فارق ذاته وحل في مخلوقاته وأن ما قام بالمخلوق من صفاته وأفعاله كحركاته وأصواته هي صفات الباري حلت فيه وهم لا يقولون مثل ذلك في المخلوق . بل يمثلون العلم بنور السراج يقتبس من المتعلم ولا ينقص ما عند العالم كما يقتبس المقتبس ضوء السراج فيحدث الله له ضوء كما يقول إن الهوى ينقلب ناراً بمجاورة الفتيلة للمصباح من غير أن تتغير تلك النار التي في المصباح . والمقرئ يقرأ القرآن ويعلم العلم ولم ينقص مما عنده شيء بل يصير عند المتعلم مثل ما عنده ولهذا يقال : فلان ينقل علم فلان وينقل كلامه ويقال : العلم الذي كان عند فلان صار إلى فلان وأمثال ذلك . كما يقال : نقلت ما في الكتاب ونسخت ما في الكتاب أو نقلت الكتاب ونسخته وهم لا يريدون إلا نفس الحروف التي

في الكتاب الأول عدمت منه وحلت في الثاني . بل لما كان المقصود من نسخ الكتاب من الكتب ونقلها من جنس نقل العلم والكلام وذلك يحصل بأن يجعل في الثاني مثل ما في الأول فيبقى المقصود بالأول منقولاً منسوخاً وإن كان لم يتغير الأول . بخلاف نقل الأجسام وتوابعها فإن ذلك إذا نقل من موضع إلى موضع زال عن الأول وذلك لأن الأشياء لها وجود في أنفسها وهو وجودها العيني . أولها ثبوتها في العلم ثم في اللفظ المطابق للعلم ثم في الخط وهذا الذي يقال وجود في الأعيان ووجود في الأذهان ووجود في اللسان ووجود في البيان ووجود عيني ووجود علمي ولفظي ورسمي ولهذا افتتح الله كتابه بقوله تعالى : { اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم } العلق : 1-5 ] فذكر الخلق عموماً وخصوصاً وذكر التعليم عموماً وخصوصاً فالخط يطابق اللفظ واللفظ يطابق العلم والعلم يطابق المعلوم . ومن هنا غلط من غلط فظن أن القرآن في المصحف كالأعيان في الورق فظن أن قوله : { إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون } الواقعة : 77 ] كقوله { الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل } الأعراف : 157 ] فجعل إثبات القرآن الذي هو كلام الله في المصاحف . كإثبات الرسول في المصاحف وهذا غلط وكإثبات اسم الرسول هذا كلام وهذا كلام وأما إثبات اسم الرسول فهذا كإثبات الأعمال او كإثبات القرآن في زبر الأولين قال تعالى : { وكل شيء فعلوه في الزبر } القم الجواب 52 ] وقال تعالى : { وإنه لفي زبر الأولين } الشعراء : 196 ] فثبوت الأعمال في الزبر وثبوت القرآن في زبر الأولين . هو مثل كون الرسول مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل . ولهذا مثل سبحانه بلفظ الزبر والكتب زبر يقال : زبرت الكتاب إذا كتبته والزبور بمعنى المزبور أي : المكتوب فالقرآن نفسه ليس عند بني إسرائيل ولكن ذكره كما أن محمداً ليس عندهم ولكن ذكره فثبوت الرسول في كتبهم كثبوت القرآن في كتبهم بخلاف ثبوت القرآن في اللوح المحفوظ وفي المصاحف فإن نفس القرآن أثبت فيها فمن جعل هذا مثل هذا كان ضلاله بيناً . وهذا مبسوط في موضعه

والمقصود هنا أن نفس الموجودات وصفاتها إذا انتقلت من محل إلى محل حلت في ذلك المحل الثاني وأما العلم بها والخبر عنها فيأخذه الثاني عن الأول مع بقائه في الأول وإن كان الذي عند الثاني هو نظيرذلك ومثله لكن لما كان المقصود بالعلمين واحداً في نفسه صارت وحدة المقصود توجب وحدة التابع له والدليل عليه ولم يكن للناس غرض في تعدد التابع كما في الاسم مع المسمى فإن اسم الشخص وإن ذكره أناس متعددون ودعا به أناس متعددون فالناس يقولون إنه اسم واحد لمسمى فإذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله وقال ذلك هذا المؤذن وهذا المؤذن وقاله غير المؤذن فالناس يقولون إن هذا المكتوب هو اسم الله واسم رسوله كما أن المسمى هو الله ورسوله وإذا قال : { اقرأ باسم ربك } العلق : 1 ] وقا : { اركبوا فيها بسم الله } هود : 41 ] وقال : { سبح اسم ربك الأعلى } الأعلى : 1 ] وقال : بسم الله ففي الجميع المذكور هو اسم الله وإن تعدد الذكر والذاكر فالخبر الواحد من المخبر الواحد من مخبره والأمر الواحد بالمأمور به من الأمر الواحد بمنزلة الاسم الواحد لمسماه هذا في المؤلف نظير هذا في المفرد وهذا هو واحد باعتبار الحقيقة وباعتبار اتحاد المقصود وإن تعدد من يذكر ذلك الاسم والخبر وتعددت حركاتهم وأصواتهم وسائر صفاتهم . وأما قول القائل : إن قلتم إن هذا نفس كلام الله فقد قلتم بالحلول وأنتُم تكَفِّرون الحلولية والاتحادية . فهذا قياس فاسد مثال رجل ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم يحل بذاته في بدن الذي يقرأ حديثه فأنكر الناس ذلك عليه وقالوا : النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل في بدن غيره فقال : أنتم تقولون إن المحدث يقرأ كلامه وأن ما يقرأه هو كلام النبي صلى الله عليه وسلم فإذا قلتم ذلك فقد قلتم بالحلول ومعلوم أن هذا في غاية الفساد والناس متفقون على إطلاق القول بأن كلام زيد في هذا الكلام وهذا الذي سمعناه كلام زيد ولا يستجيز العاقل إطلاق القول بأنه هو نفسه في هذا المتكلم أو في هذا الورق . وقد نطقت النصوص بأن القرآن في الصدور كقول النبي صلى الله عليه وسلم : >

استذكروا القرآن فلهو أشد تَفَلَّتاً من صدور الرجال من النعم في عقلها < وقوله : > الجوف الذي ليس فيه شيء من القرآن كالبيت الخرب < وأمثال ذلك وليس هذا عند عاقل مثل أن يقال : الله في صدورنا وأجوافنا ولهذا لما ابتدع شخص يقال له : الصوري بأن قال : القرآن في صدورنا فقد قال بقول النصارى فقيل لأحمد : قد جاءت جهمية رابعة إلى جهمية الخلقية واللفظية والواقفية وهذه الواقفة اشتد نكيره لذلك وقال : هذا أعظم من الجهمية . وهو كما قال : فإن الجهمية ليس فيهم من ينكر أن يقال : القرآن في الصدور ولا يشبه هذا بقول النصارى بالحلول إلا من هو في غاية الضلالة والجهالة فإن النصارى يقولون : الأب والابن وروح القدس إله واحد وأن الكلمة التي هي اللاهوت تدرعت الناسوت وهو عندهم إله يخلق ويرزق ولهذا كانوا يقولون : إن الله هو المسيح ابن مريم ويقولون : المسيح ابن الله ولهذا كانوا متناقضين فإن الذي تدرع المسيح كان هو الإله الجامع للأقانيم فهو الأب نفسه وإن كان هو صفة من صفاته فالصفة لا تخلق ولا ترزق وليست إلهاً والمسيح عندهم إله ولو قال النصارى : إن كلام الله في صدر المسيح . كما هو في صدور الأنبياء والمؤمنين لم يكن في قولهم ما ينكر . فالحلولية المشهورون بهذا الاسم من يقول بحلول الله في البشر كما قالت النصارى والغالبة من الرافضة وغلاة أتباع المشايخ يقولون بحلوله في كل شيء كما قالت الجهمية أنه بذاته في كل مكان وهو سبحانه ليس في مخلوقاته شيء من ذاته . ولا في ذاته شيء من مخلوقاته وكذلك من قال باتحاده بالمسيح أو غيره أو قال باتحاده بالمخلوقات كلها أو قال وجود المخلوقات أو نحو ذلك . فأما قول القائل : إن كلام الله في قلوب أنبيائه وعباده المؤمنين وإن الرسل بلغت كلام الله والذي بلغته هو كلام الله وأن الكلام في الصحيفة ونحو ذلك فهذا لا يسمى حلولاً ومن سماه حلولاً لم يكن بتسميته لذلك مبطلاً للحقيقة . وقد تقدم أن ذلك لا يقتضي مفارقته صفة المخلوق له وانتقالها إلى غيره فكيف صفة الخالق -تبارك وتعالى- ولكن لما كان فيه شبهة الحلول تنازع الناس في إثبات

لفظ الحلول ونفيه عنه . هل يقال : إن كلام الله حال في المصحف أو حال في الصدور وهل يقال : كلام الناس المكتوب حال في المصحف أو حال في قلوب حافظيه فمنهم طائفة نفت الحلول كالقاضي أبي يعلى وأمثاله وقالوا : ظهر كلام الله في هذا ولا نقول : حل لأن حلول صفة الخالق في المخلوق أو حلول القديم في المحدث ممتنع . وطائفة أطلقت القول بأن كلام الله حال في المصحف كأبي إسماعيل الأنصاري الهروي الملقب بشيخ الإسلام وقالوا : ليس هذا هو الحلول المحذور الذي نفيناه بل نطلق القول بأن الكلام في الصحيفة ولا يقال : بأن الله في الصحيفة أو في صدر الإنسان كذلك نطلق القول بأن كلامه حال في ذلك دون حلول ذاته وطائفة قالت كأبي علي بن أبي موسى وغيره قالوا : لا نطلق الحلول نفياً ولا إثباتاً لأن إثبات ذلك يوهم انتقال صفة الرب إلى المخلوقات ونفي ذلك يوهم نفي نزول القرآن إلى الخلق فنطلق ما أطلقته النصوص ونمسك عما في إطلاقه محذور لما في ذلك من الإجمال . وأما قول القائل : إن قلتم بالحلول قلتم بمقالتنا فجواب ذلك : أن المقالة المنكرة هنا تتضمن ثلاثة أمور فإذا زالت لم يبق منكراً . أحدهما : من يقول إِن القرآن العربي لم يتكلم الله به وإنما أحدثه غير الله كجبريل ومحمد وإن الله خلقه في غيره . الثاني : قول من يقول إن كلام الله ليس إلا معنى واحداً . هو الأمر والنهي والخبر وإن الكتب الإلهية تختلف باختلاف العبارات لا باختلاف المعاني فيجعل معنى التوراة والإنجيل والقرآن واحداً وكذلك معنى آية الدَّين وآية الكرسي . كمن يقول إن معاني أسماء الله الحسنى معنى واحد فمعنى العليم والقدير والرحيم والحليم معنى واحد فهذا اتحاد في أسمائه وصفاته وآياته . الثالث : قول من يقول إن ما بلغه الرسل عن الله من المعنى والألفاظ ليس هو كلام الله . بل كلام التالين لا كلام رب العالمين فهذه الأقوال الثلاثة باطلة بأي عبارة عُبِّر عنها . وأما قول من قال : إن القرآن العربي كلام الله نقله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه تارة يسمع من الله وتارة من رسله وهو كلام الله حيث تصرف وكلام الله حيث يتكلم لم يخلقه في غيره ولا يكون كلام الله مخلوقاً ولو قرأه الناس

وكتبوه وسمعوه ومن قال مع ذلك أن : أفعال العباد وأصواتهم وسائر صفاتهم مخلوقة فهذا لا ينكر عليه وإذا نفى الحلول وأراد به أن صفة الموصوف لا تفارقه وتنتقل إلى غيره فقد أصاب في هذا المعنى لكن عليه مع ذلك أن يؤمن أن القرآن العربي كلام الله -تعالى- وليس هو ولا شيء منه كلاماً لغيره ولكن بلغته عنه رسله وإذا كان كلام المخلوق يبلغ عنه مع العلم بأن كلامه حروفه ومعانيه ومع العلم بأن شيئاً من صفاته لم تفارق ذاته فالعلم بمثل هذا من كلام الله أولى وأظهر و الله أعلم . مسألة 191 ] : ما يقول شيخ الإسلام مفتي الأنام بقية السلف الكرام تقي الدين بقية المجتهدين أثابه الله وأحسن إليه عن تلقين الميت في قبره بعد الفراغ من دفنه هل صح فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم . أو عن صحابته وهل إذا لم يكن فيه شيء يجوز فعله أم لا الجواب هذا التلقين المذكور قد نقل عن طائفة من الصحابة : أنهم أمروا به كأبي أمامه الباهلي وغيره وروي فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنه مما لا يحكم بصحته ولم يكن كثير من الصحابة يفعل ذلك فلهذا قال الإمام أحمد وغيره من العلماء : أن هذا التلقين لا بأس به فرخصوا فيه ولم يأمروا به واستحبه طائفة من أصحاب الشافعي وأحمد وكره طائفة من العلماء من أصحاب مالك وغيرهم والذي في > السنن < عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان يقوم على قبر الرجل من أصحابه إذا دفن ويقول : > سلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل < . وقد ثبت في > الصحيحين < أن النبي قال : > لقنوا أمواتكم لا إله إلا الله < فتلقين المحتضر سنة مأمور بها وقد ثبت أن المقبور يسأل ويمتحن وأنه يؤمر بالدعاء له فلهذا قيل : إن التلقين ينفعه فإن الميت يسمع النداء . كما ثيت في > الصحيح < عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : > إِنه ليسمع قرع نعالهم < وأنه قال : > ما أنتم بأسمع لما أقول منهم < وأنه أمرنا بالسلام على الموتى فقال : > ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله روحه حتى يرد عليه السلام < و الله أعلم . مسألة 192 ] : هل يجب تلقين الميت بعد دفنه أم لا وهل القراءة تصل إلى الميت الجواب تلقينه بعد موته ليس واجباً بالإجماع ولا كان من عمل المسلمين المشهور بينهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه بل ذلك مأثور عن طائفة من الصحابة كأبي أمامة وواثلة بن الأسقع فمن الأئمة من رخص فيه كالإمام أحمد وقد استحبه طائفة من أصحابه وأصحاب الشافعي ومن العلماء من يكرهه لاعتقاده أنه بدعة فالأقوال فيه ثلاثة : الاستحباب والكراهة والإباحة وهذا أعدل الأقوال فأما المستحب الذي أمر به وحض عليه النبي صلى الله عليه وسلم فهو الدعاء للميت وأما القراءة على القبر فكرهها أبو حنيفة ومالك وأحمد في إحدى الروايتين ولم يكن يكرهها قي الأخرى وإنما رخص فيها لأنه بلغه أن ابن عمر أوصى أن يقرأ عند قبره بفواتح البقرة وخواتيمها وروي عن بعض الصحابة قراءة سورة البقرة فالقراءة عند الدفن مأثورة في الجملة وأما بعد ذلك فلم ينقل فيه أثر و الله أعلم . مسألة 193 ] : في رجل قال : إن الله لم يكلم موسى تكليماً وإنما خلق الكلام

والصوت في الشجرة وموسى -عليه السلام- سمع من الشجرة لا من الله وإن الله -عز وجل- لم يكلم جبريل بالقرآن وإنما أخذه من اللوح المحفوظ فهل هو على الصواب أم لا الجواب الحمد لله ليس هذا على الصواب بل هو ضال مفتر كاذب باتفاق الأمة وأئمتها بل هو كافر يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل وإذا قال : لا أكذب بلفظ القرآن وهو قوله : { وكلم الله

موسى تكليماً } النساء : 164 ] بل أقر بأن هذا اللفظ حق لكن أنفي معناه وحقيقته فإن هؤلاء هم الجهمية الذين اتفق السلف والأئمة على أنهم من شر أهل الأهواء والبدع حتى أخرجهم كثير من الأئمة عن الاثنين وسبعين فرقة . وأول من قال هذه المقالة في الإسلام كان يقال له : جعد بن درهم فضحى به خالد بن عبد الله القسري يوم أضحى فإنه خطب الناس فقال في خطبته : ضحوا أيها الناس يقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يلكم موسى تكليماً تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيراً ثم نزل فذبحه وكان ذلك في زمن التابعين فشكروا ذلك وأخذ هذه المقالة عنه الجهم بن صفوان وقتله بخراسان سلمة بن أحوز وإليه نسبت هذه المقالة التي تسمى مقالة الجهمية وهي نفي صفات الله -تعالى- فإنهم يقولون : إن الله لا يرى في الآخرة ولا يكلم عباده وإنه ليس له علم ولا حياة ولا قدرة ونحو ذلك من الصفات ويقولون : القرآن مخلوق . ووافق الجهم على ذلك المعتزلة أصحاب عمرو بن عبيد وضموا إليها أخرى في القدر وغيره لكن عند المعتزلة أنهم يقولون : إن الله كلم موسى حقيقة وتكلم حقيقة لكن حقيقة ذلك عندهم أنه خلق كلاماً في غيره : إما في شجرة وإما هواء وإما في غير ذلك من غير أن يقوم بذات الله عندهم كلام ولا علم ولا قدرة ولا رحمة ولا مشيئة ولا حياة ولا شيء من الصفات . والجهمية تارة يبوحون بحقيقة القول فتقول : إن الله لم يكلم موسى ولا يتكلم وتارة لا يظهرون هذا اللفظ لما فيه من الشناعة المخالفة لدين الإسلام واليهود والنصارى فيقرون باللفظ ولكن يقولون : بأنه خلق في غيره كلاماً وأئمة الدين كلهم متفقون على ما جاء به الكتاب والسنة واتفق عليه سلف الأمة من أن الله كلم موسى تكليماً وأن القرآن كلام الله غير مخلوق وأن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة كما تواترت به الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن & علماً وقدرة ونحو ذلك ونصوص الأئمة في ذلك مشهورة متواترة حتى أن أبا القاسم الطبري الحافظ لما ذكر في كتابه في > شرح أصول السنة < مقالات السلف والأئمة في الأصول ذكر من قال القرآن كلام الله غير مخلوق وقال : هؤلاء خمسمائة وخمسون نفساً أو أكثر من التابعين والأئمة المرضيين سوى الصحابة على اختلاف الأعصار ومضي السنين والأعوام وفيهم نحو من مائة إمام من أخذ الناس بقولهم وتمذهبوا بمذاهبهم ولو اشتغلت بنقل قول أهل الحديث لبلغت أسماءهم ألوفاً لكني اختصرت فنقلت عن هؤلاء عصراً بعد عصر لا ينكر عليهم منكر ومن أنكر قولهم استتابوه أو أمروا بقتله أو نفيه أو حبسه قال : ولا خلاف بين الأمة أن أول من قال القرآن مخلوق : جعد بن درهم في سني نيف وعشرين ومائة ثم جهم بن صفوان فأما جعد فقتله خالد بن عبد الله القسري وأما جهم فقتل بمرو في خلافة هشام بن عبد الملك . وروى بإسناده عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من وجهين أنهم قالوا له يوم صفين حكمت رجلين فقال : ما حكمت مخلوقاً ما حكمت إلا القرآن وعن عكرمة قال : كان ابن عباس في جنازة فلما وضع الميت في لحده قام رجل وقال : اللهم رب القرآن اغفر لي فوثب إليه ابن عباس فقال : مه القرآن منه وعن عبد الله بن مسعود قال : من حلف بالقرآن فعليه بكل آية يمين وهذا ثابت عن ابن مسعود . وعن سفيان بن عيينة قال : سمعت عمرو بن دينار يقول : أدركت مشايخنا والناس منذ سبعين سنة يقولون : القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود وفي لفظ يقولون : القرآن كلام الله غير مخلوق وقال حرب الكرماني : حدثنا إسحاق بن إبراهيم يعني ابن راهويه عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال : أدركت الناس منذ سبعين سنة أدركت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن دونهم يقولون : الله الخالق وما سواه مخلوق إلا القرآن فإنه كلام الله منه خرج وإليه يعود . وهذا قد رواه عن ابن عيينة إسحاق وإسحاق إما أن يكون قد سمعه منه أو من يعض أصحابه عنه .

وعن جعفر بن محمد وهو مشهور عنه أنهم سألوه عن القرآن : أخالق هو أم مخلوق فقال : ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله وهكذا روي عن الحسن البصري وأيوب السختياني وسليمان التيمي وخلق من التابعين . وعن مالك بن أنس والليث بن سعد وسفيان الثوري وابن أبي ليلى وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأمثال هؤلاء من الأئمة وكلام هؤلاء الأئمة وأتباعهم في ذلك كثير مشهور بل اشتهر عن أئمة السلف تكفير من قال القرآن مخلوق وأنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل كما ذكروا ذلك عن مالك بن أنس وغيره . ولذلك قال الشافعي لحفص الفرد وكان من أصحاب ضرار بن عمرو ممن يقول : القرآن مخلوق فلما ناظر الشافعي وقال له : القرآن مخلوق قال له الشافعي : كفرت ب الله العظيم ذكره ابن أبي حاتم في > الرد على الجهمية < قال : كان في كتابي عن الربيع بن سليمان قال : حضرت الشافعي أو حدثني أبو شعيب إلا أني أعلم حضر عبد الله بن عبد الحكم ويوسف بن عمرو بن يزيد فسأل حفص عبد الله قال : ما تقول في القرآن فأبى أن يجيبه فسأل يوسف بن عمرو فلم يجبه وكلاهما أشار إلى الشافعي فسأل الشافعي فاحتج عليه وطالت فيه المناظرة فقال الشافعي بالحجة بأن القرآن كلام الله غير مخلوق وكفر حفصاً الفرد قال الربيع : فلقيت حفصاً في المسجد بعد هذا فقال : أراد الشافعي قتلي . وأما مالك بن أنس فنقل عنه من غير وجه الرد على من يقول القرآن مخلوق واستتابته وهذا المشهور عنه متفق عليه بين أصحابه . وأما أبو حنيفة وأصحابه فقد ذكر أبو جعفر الطحاوي في > الاعتقاد < الذي قال في أوله : ذكر بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة بن ثابت الكوفي وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني قال فيه : وأن القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولاً وأنزله على نبيه وحياً وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر وقد ذمه الله وعابه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفتاوى ........الكبرى29(بن تيمية).
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: الفقه الاسلامى-
انتقل الى: