منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
 الفتاوى ........الكبرى30(بن تيمية). >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
 الفتاوى ........الكبرى30(بن تيمية). >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

  الفتاوى ........الكبرى30(بن تيمية).

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

 الفتاوى ........الكبرى30(بن تيمية). Empty
مُساهمةموضوع: الفتاوى ........الكبرى30(بن تيمية).    الفتاوى ........الكبرى30(بن تيمية). I_icon_minitimeالجمعة أبريل 01, 2011 3:45 pm

الفتاوى ........الكبرى30(بن تيمية).
ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك
وأوعده عذابه وتواعده حيث قال : { سأصليه سقر } المدث الجواب 26 ] فلما أوعد الله سقر لمن قال : { إن هذا إلا قول البشر } المدث الجواب 25 ] علمنا أنه قول خالق البشر ولا يشبه قول البشر . وأما أحمد بن حنبل فكلامه في مثل هذا مشهور متواتر وهو الذي اشتهر بمحنة هؤلاء الجهمية فإنهم أظهروا القول بإنكار صفات الله -تعالى- وحقائق أسمائه وأن القرآن مخلوق حتى صار حقيقة قولهم تعطيل الخالق سبحانه وتعالى ودعوا الناس إلى ذلك وعاقبوا لمن لم يجبهم إما بالقتل وإما بقطع الرزق وإما بالعزل عن الولاية وإما بالحبس أو الضرب وكفروا من خالفهم فثبت الله -تعالى- الإمام أحمد حتى أظهر الله به باطلهم ونصر أهل الإيمان والسنة عليهم وأذلهم بعد العز وأخملهم بعد الشهرة واشتهر عند خواص الأمة وعوامها أن القرآن كلام الله غير مخلوق وإطلاق القول بأن من قال : إنه مخلوق فقد كفر . وأما إطلاق القول بأن الله لم يكلم موسى فهذه مناقضة لنص القرآن فهو أعظم من القول بأن القرآن مخلوق وهذا بلا ريب يستتاب فإن تاب وإلا قتل فإنه أنكر نص القرآن وبذلك أفتى الأئمة والسلف في مثله والذي يقول القرآن مخلوق هو في معنى موافق له فلذلك كفره السلف . قال البخاري في كتاب > خلق الأفعال < قال سفيان الثوري : من قال : القرآن مخلوق فهو كافر قال : وقال عبد الله بن المبارك من قال : { إنني أنا الله لا إله إلا أنا } طه : 14 ] مخلوق فهو كافر ولا ينبغي لمخلوق أن يقول ذلك قال : وقال ابن المبارك : لا تقول كما قالت الجهمية : إنه في الأرض ههنا بل على العرش استوى وقيل له : كيف نعرف ربنا قال : فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه وقال : من قال لا إله إلا الله مخلوق فهو كافر وإنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية قال : وقال علي بن عاصم : أما الذين قالوا : إن لله ولداً أكفر من الذين قالوا : إن الله لا يتكلم . قال البخاري : وكان إسماعيل بن أبي إدريس يسميهم زنادقة العراق وقيل له : سمعت أحد يقول : القرآن مخلوق فقال : هؤلاء الزنادقة . قال : وقال أبو الوليد : سمعت يحيى بن سعيد وذكر له أنّ قوماً يقولون القرآن مخلوق فقال : كيف يصنعون بقل هو

الله أحد كيف يصنعون بقوله : { إنني أنا الله لا إله إلا أنا } طه : 14 ] قال : وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فما رأيت قوماً أضل في كفرهم منهم وأني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم . قال : وقال سليمان بن داود الهاشمي : من قال : القرآن مخلوق فهو كافر وإن كان القرآن مخلوقاً كما زعموا فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار إذ قال : { أنا ربكم الأعلى } النازعات : 24 ] وزعموا أن هذا مخلوق والذي قال : { إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني } طه : 14 ] هذا أيضاً قد ادعى ما ادعى فرعون فلم صار فرعون أولى أن يخلد في النار من هذا وكلاهما عنده مخلوق فأخبر بذلك أبو عبيد فاستحسنه وأعجبه . ومعنى كلام هؤلاء السلف -رضي الله عنهم- أن من قال : إن كلام الله مخلوق خلقه في الشجرة أو غيرها كما قال هذا الجهمي المعتزلي المسؤول عنه كان حقيقة قوله : إن الشجرة هي التي قالت لموسى : { إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني } ومن قال : إن مخلوقاً قال ذلك فهذا المخلوق عنده كفرعون الذي قال : { أنا ربكم الأعلى } كلاهما مخلوق وكلاهما قال ذلك فإن كان قول فرعون كفراً فقول هؤلاء أيضاً كفر ولا ريب أن قول هؤلاء يؤول إلى قول فرعون وإن كانوا لا يفهمون ذلك فإن فرعون كذب موسى فيما أخبر به من أن ربه هو الأعلى وأنه كلمه كما قال تعالى : { وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا } غاف الجواب 36 ] وهو قد كذب موسى في أن الله كلمه ولكن هؤلاء يقولون : إذا خلق كلاماً في غيره صار هو المتكلم به وذلك باطل وضلال من وجوه كثيرة : أحدها : أن الله سبحانه أنطق الأشياء نطقاً معتاداً ونطقاً خارجاً عن المعتاد قال تعالى : { اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون } يس : 65 ] وقال تعالى : { حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء } فصلت : 21 ] وقد قال تعالى : { يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون } النو الجواب 24 ] وقد قال تعالى : {

إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق } ص : 18 ] وقد ثبت أن الحصا كا يسبح في يد النبي صلى الله عليه وسلم وأن الحجر كان يسلم عليه وأمثال ذلك من إنطاق الجمادات فلو كان إذا خلق كلاماً في غيره كان هو المتكلم به فإن هذا كله كلام الله -تعالى- ويكون قد كلم من سمع هذا الكلام كما كلم موسى بن عمران بل قد ثبت أن الله خالق أفعال العباد فكل ناطق ف الله خالق نطقه وكلامه فلو كان متكلماً بما خلفه من الكلام لكان كل كلام في الوجود كلامه حتى كلام إبليس والكفار وغيرهم وهذا يقوله غلاة الجهمية كابن عربي وأمثاله يقولون : وكل كلام في الوجود كلامه سواء علينا نثره ونظامه وهكذا أشباه هؤلاء من غلاة المشبهة الذين يقولون : إن كلام الآدميين غير مخلوق فإن كل واحد من الطائفتين يجعلون كلام المخلوق بمنزلة كلام الخالق فأولئك يجعلون الجميع مخلوقاً وأن الجميع كلام الله وهؤلاء يجعلون الجميع كلام الله وهو غير مخلوق ولهذا كان قد حصل اتصال بين شيخ الجهمية الحلولية وشيخ المشبهة الحلولية وبسبب هذه البدع وأمثالها من المنكرات المخالفة لدين الإسلام سلط الله أعداء الدين فإن الله يقول : { ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور } الحج : 40 ] وأي معروف أعظم من الإيمان ب الله وأسمائه وآياته وأي منكر أعظم من الإلحاد في أسمائه وآياته الوجه الثاني : أن يقال لهؤلاء الضالين : ما خلقه الله في غيره من الكلام وسائر الصفات فإنما يعود حكمه على ذلك المحل لا على غيره فإذا خلق الله في بعض الأجسام حركة أو طعماً أو لوناً أو ريحاً كان ذلك الجسم هو المتحرك المتلون المتروح المطعوم وإذا خلق بمحل حياة أو علماً أو قدرة أو إرادة أو كلاماً كان ذلك المحل هو الحي العالم القادر المريد المتكلم فإذا خلق كلاماً في الشجرة أو في غيرها من الأجسام كان ذلك الجسم هو المتكلم بذلك الكلام كما لو خلق فيه إرادة وحياة أو علماً ولا يكون الله هو المتكلم به كما أنه إذا خلق فيه حياة أو قدرة أو سمعاً أو بصراً فإن ذلك المحل هو الحي به والقادر به والسميع به والبصير به

فكما أنه سبحانه لا يجوز أن يكون متصفاً بما خلقه من الصفات المشروطة بالحياة وغير المشروطة بالحياة فلا يكون هو المتحرك بما خلقه في غيره من الحركات ولا المصوت بما خلقه في غيره من الأصوات ولا سمعه ولا بصره وقدرته ما خلقه في غيره من السمع والبصر والقدرة فكذلك لا يكون كلامه ما خلقه ما في غيره من الكلام ولا يكون متكلماً بذلك الكلام . الوجه الثالث : أن الاسم المشتق من معنى لا يتحقق بدون ذلك المعنى فإن اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة وأفعال التفضيل يمنع ثبوت معناها دون ثبوت معنى المصدر التي هي مشتقة منه والناس متفقون على أنه لا يكون متحرك ولا متكلم إلا بحركة وكلام فلا يكون مريد إلا بإرادة وكذلك لا يكون عالم إلا بعلم ولا قادر إلا بقدرة ونحو ذلك ثم هذه الأشياء المشتقة من المصدر إنما يسمى بها من قام به مسمى المصدر فإنه يسمى بالحي من قامت به الحياة وبالمتحرك من قامت به الحركة وبالعالم من قام به العلم وبالقادر من قامت به القدرة فأما من لم يقم به مسمى المصدر فيمتنع أن يسمى باسم بالفاعل ونحوه من الصفات وهذا معلوم بالاعتبار في جميع النظائر وذلك أن اسم الفاعل ونحوه من المشتقات هو مركب يدل على الذات وعلى الصفة والمركب يمتنع تحققه بدون تحقق مفرداته . وهذا كما أنه ثابت في الأسماء المشتقة فكذلك في الأفعال مثل تكلم وكلم ويتكلم ويكلم وعلم يعلم وسمع ويسمع ورأى ويرى ونحو ذلك سواء قيل : إن الفعل مشتق من المصدر أم المصدر مشتق من الفعل لا نزاع بين الناس أن فاعل الفعل هو فاعل المصدر فإذا قيل كلم وعلم أو تكلم أو تعلم ففاعل التكليم والتعليم هو المكلم والمعلم وكذلك التعلم والتكلموالفاعل هو الذي قام به المصدر الذي هو التكليم والتعليم والتكلم والتعلم فإذا قيل : تكلم فلان أو كلم فلان فلاناً ففعلان هو المتكلم والمكلم . فقوله تعالى : { وكلم الله موسى تكليماً } النساء : 164 ] وقوله : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات } البقرة : 253 ] وقوله : { ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه } الأعراف : 143 ] يقتضي أن الله هو المكلم فكما يمتنع أن يقال : هو متكلم بكلام قائم

بغيره يمتنع أن يقال : كلم بكلام قائم بغيره فهذه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه يلزم الجهمية على قولهم أن يكون كل كلام خلقه الله كلاماً له إذ لا معنى لكون القرآن كلام الله إلا كونه خلقه وكل من فعل كلاماً ولو في غيره كان متكلماً به عندهم وليس للكلام عندهم مدلول يقوم بذات الرب -تعالى- لو كان مدلول قائماً يدل لكونه خلق صوتاً في محل والدليل يجب طرده فيجب أن يكون كل صوت بخلقه له كذلك وهم يجوزون أن يكون الصوت المخلوق على جميع الصفات فلا يبقى فرق بين الصوت الذي هو كلام الله على قولهم والصوت الذي ليس هو بكلام . الثاني : أن الصفة إذا قامت بمحل كالعلم والقدرة والكلام والحركة عاد حكمه إلى ذلك المحل ولا يعود حكمه إلى غيره . الثالث : أن مشتق المصدر منه اسم الفاعل والصفة المشبهة به ونحو ذلك ولا يشتق ذلك لغيره وهذا كله ظاهر بين وهو ما يبين قول السلف والأئمة أن من قال : إن الله خلق كلاماً في غيره لزمه أن يكون حكم التكلم عائداً إلى ذلك المحل لا إلى الله . الرابع : أن الله وكد تكليم موسى بالمصدر فقال : { تكليماً } قال غير واحد من العلماء : التوكيد بالمصدر ينفي المجاز لئلا يظن أنه أرسل غيرهممن لم يكلمه وقال : { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً } الشورى : 51 ] الآية فكان تكليم موسى من وراء حجاب وقال : { يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي } الأعراف : 144 ] وقال : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده } النساء : 163 ] إلى قوله : { وكلم الله موسى تكليماً } والوحي هو ما نزله على قلوب الأنبياء بلا واسطة فلو كان تكليمه لموسى إنما هو صوت خلقه في الهواء لكان وحي الأنبياء أفضل منه لأن أولئك عرفوا المعنى المقصود بلا واسطة وموسى إنما عرفه بواسطة ولهذا كان غلاة الجهمية من الإتحادية ونحوهم يدعون أن ما يحصل لهم من الإلهام أفضل مما حصل لموسى بن عمران وهذا من أعظم الكفر باتفاق المسلمين . ولما فهم السلف حقيقة مذهب هؤلاء وأنه يقتضي تعطيل الرسالة فإن الرسل إنما بعثوا ليبلغوا كلام الله بل يقتضي تعطليل التوحيد فإن من لا يتكلم ولا يقوم به علم ولا حياة هو كالموات بل من لا يقوم به الصفات فهو عدم محض إذ ذات

لا صفة لها إنما يمكن تقديرها في الذهن لا في الخارج كتقدير وجود مطلق لا يتعين ولايتخصص فكان قول هؤلاء مضاهياً لقول المتفلسفة الدهرية الذين يجعلون وجود الرب وجوداً مطلقاً بشرط الإطلاق لا صفة له وقد علم أن المطلق بشرط الإطلاق لا يوجد إلا في الذهن . وهؤلاء الدهرية ينكرون أيضاً حقيقة تكليمه لموسى ويقولون : إنما هو فيض فاض عليه من العقل الفعال وهكذا يقولون في الوحي إلى جميع الأنبياء وحقيقة قولهم : إن القرآن قول البشر لكنه صدر عن نفس صافية شريفة وإذا كان المعتزلة خيراً من هؤلاء وقد كفر السلف من يقول بقولهم فكيف هؤلاء وكلام السلف والأمة في مثل هؤلاء لا يحصى قال حرب بن إسماعيل الكرماني : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : ليس بين أهل العلم اختلاف أن القرآن كلام الله وليس بمخلوق وكيف يكون شيء من الرب عز ذكره مخلوقاً ولو كان كما قالوا لزمهم أن يقولوا : علم الله وقدرته ومشيئته مخلوقة فإن قالوا ذلك لزمهم أن يقولوا : كان الله تبارك اسمه ولا علم ولا قدرة ولا مشيئة وهو الكفر المحض الواضح لم يزل الله عالماً متكلماً له المشيئة والقدرة في خلقه والقرآن كلام الله وليس بمخلوق فمن زعم أنه مخلوق فهو كافر . وقال وكيع بن الجراح : من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن شيئاً من الله مخلوق فقيل له من أين قلت هذا قال : لأن الله يقول : { ولكن حق القول مني } ولا يكون من الله شيء مخلوق وهذا القول قاله غير واحد من السلف . وقال أحمد بن حنبل : كلام الله من الله . ليس ببائن منه وهذا معنى قول السلف : القرآن كلام الله منه بدأ ومنه خرج وإليه يعود كما في الحديث الذي رواه أحمد وغيره عن جبير بن نفير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : > إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه < . يعني القرآن وقد روي أيضاً عن أبي أمامة مرفوعاً . وقال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- لأصحاب مسيلمة الكذاب لما سمع قرآن مسليمة : ويحكم أين يذهب بعقولكم إن هذا كلام لم يخرج من آن أي من رب .

وليس معنى قول السلف والأئمة أنه منه خرج ومنه بدأ : أنه فارق ذاته وحل بغيره فإن كلام المخلوق إذا تكلم به لا يفارق ذاته ويحل بغيره فكيف يكون كلام الله قال تعالى : { كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً } الكهف : 15 ] فقد أخبر أن الكلمة تخرج من أفواههم ومع هذا فلم تفارق ذاتهم . وأيضاً فالصفة لا تفارق الموصوف وتحل بغيره لا صفة الخالق ولا صفة المخلوق والناس إذا سمعوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم ثم بلغوه عنه كان الكلام الذي بلغوه كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بلغوه بحركاتهم وأصواتهم فالقرآن أولى بذلك فالكلام كلام الباري والصوت صوت القارئ قال تعالى : { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } التوبة : 6 ] وقال صلى الله عليه وسلم : > زينوا القرآن بأصواتكم < . ولكن مقصود السلف الرد على هؤلاء الجهمية فإنهم زعموا أن القرآن خلقه الله في غيره فيكون قد ابتدأ وخرج من ذلك المحل الذي خلق فيه لا من الله كما يقولون كلامه لموسى خرج من الشجرة فبين السلف والأئمة أن القرآن من الله بدأ وخرج وذكروا قوله : { ولكن حق القول مني } فأخبر أن القول منه لا من غيره من المخلوقات ومن هي لابتداء الغاية فإن كان المجرور بها عيناً يقوم بنفسه لم يكن صفة لله كقوله : { وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه } الجاثية : 13 ] وقوله في المسيح { روح منه } النساء : 171 ] وكذلك ما يقوم بالأعيان كقوله : { وما بكم من نعمة فمن الله } النحل : 53 ] . وأما إذا كان المجرور بها صفة ولم يذكر لها محل كان صفة لله كقوله : { ولكن حق القول مني } السجدة : 13 ] ولذلك قد أخبر في غير موضع من القرآن نزل منه وأنه نزل به جبريل منه رد على هذا المبتدع المفتري وأمثاله ممن يقول : إنه لم ينزل منه قال تعالى : { أفغير الله أبتغي حكماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق } الأنعام : 114 ] وقال تعالى : { قل نزله روح القدس من ربك بالحق } غاف الجواب 1 ] وروح القدس هو جبريل كما قال في الآية الأخرى : { نزل به الروح الأمين على قلبك } الشعراء : 193 ] وقال : { من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله } البقرة : 97 ] وقال

هنا : { نزله روح القدس من ربك } النحل : 102 ] فبين أن جبريل نزله من الله لا من هواه ولا من لوح ولا من غير ذلك . وكذلك سائر آيات القرآن كقوله : { تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم } الزم الجواب 1 ] وقوله : { حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم } غاف الجواب 1 ] وقوله : { حم تنزيل من الرحمن الرحيم } وقوله : { الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين } السجدة : 1-2 ] وقوله : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } المائدة : 67 ] فقد بين في غير موضع أنه منزل من الله فمن قال : أنه منزل من بعض المخلوقات كاللوح أو الهواء فهو مفتر على الله مكذب لكتاب الله متبع لغير سبيل المؤمنين . ألا ترى أن الله فرق بين ما نزل منه وما نزله من بعض المخلوقات كالمطر بأنه قال : { أنزل من السماء ماء } الأنعام : 99 ] فذكر المطر في غير موضع وأخبر أنه نزله من السماء والقرآن أخبر أنه منزل منه وأخبر بتنزيل مطلق في مثل قوله : { وأنزلنا الحديد } الحديد : 25 ] لأن الحديد ينزل من رؤوس الجبال لا ينزل من السماء وكذلك أنزل الحيوان فإن الذكر ينزل الماء في الإناث فلم يقل فيه من السماء . ولو كان جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ لكان اليهود أكرم على الله من أمة محمد لأنه قد ثبت بالنقل الصحيح أن الله كتب لموسى التوراة وأنزلها مكتوبة فيكون بنو إسرائيل قد قرأوا الألواح التي كتبها الله وأما المسلمون فأخذوه عن محمد ومحمد أخذه عن جبريل عن اللوح ! فيكون بنو إسرائيل بمنزلة جبريل وتكون منزلة بني إسرائيل أرفع من منزلة محمد صلى الله عليه وسلم على قول هؤلاء الجهمية و الله -سبحانه- جعل من فضائل أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنه أنزل عليهم كتاباً لا يغسله الماء وأنه أنزله عليه تلاوة لا كتابة وفرقه عليهم لأجل ذلك فقال : { وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً } الإسراء : 106 ] وقال تعالى : { وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً } الفرقان : 32 ] . ثم إن كان جبريل لم يسمعه من الله وإنما وجده مكتوباً كانت العبارة عبارة

جبريل وكان القرآن كلام جبريل ترجم به عن الله كما يترجم عن الأخرس الذي كتب كلاماً ولم يقدر أن يتكلم به وهذا خلاف دين المسلمين . وإن احتج محتج بقوله : { إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين } التكوي الجواب 19-20 ] قيل له : فقد قال في الآية الأخرى : { إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون } الحاقة : 40-42 ] فالرسول في هذه الآية جبريل والرسول في الآية الأخرى محمد فلو أريد به أن الرسول أحدث عبارته لتناقض الخبران فعلم أنه أضافه إليه إضافة تبليغ لا إضافة إحداث ولهذا قال : { لقول رسول } ولم يقل ملك ولا نبي ولا ريب أن الرسول بلغه كما قال : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } المائدة : 67 ] فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس في الموسم ويقول : > ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي < . ولما أنزل الله : { الم غلبت الروم } الروم : 1-2 ] خرج أبو بكر الصديق فقرأها على الناس فقالوا : هذا كلامك أم كلام صاحبك فقال : ليس بكلامي ولا كلام صاحبي ولكنه كلام الله . وإن احتج بقوله : { ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث } الأنبياء : 2 ] قيل له : هذه الآية حجة عليك فإنه لما قال : { ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث } الأنبياء : 2 ] علم أن الذكر منه محدث ومنه ما ليس بمحدث لأن النكرة إذا وصفت ميزتها بين الموصوف وغيره . كما لو قال : ما يأتيني من رجل مسلم إلا أكرمته وما آكل إلا طعاماً حلالاً ونحو ذلك ويعلم أن المحدث في الآية ليس هو المخلوق الذي يقوله الجهمي ولكنه الذي أنزل جديداً فإن الله كان ينزل القرآن شيئاً بعد شيء فالمنزل أولاً هو قديم بالنسبة إلى المنزل آخراً وكل ما تقدم على غيره فهو قديم في لغة العرب . كما قال : { كالعرجون القديم } يس : 39 ] وقال : { ت الله إنك لفي ضلالك القديم } يوسف : 95 ] وقال : { وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم } الأحقاف : 11 ] وقال : { أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون } الشعراء : 57-67 ] وكذلك قوله : { جعلناه قرآنا عربيا } الزخرف : 3 ] لم يقل جعلناه فقط حتى يظن أنه بمعنى خلقناه ولكن قال : { جعلناه قرآناً عربياً } أي صيرناه عربياً لأنه قد كان قادراً على أن ينزله عجمياً

وينزله عربياً فلما أنزله عربياً كان قد جعله عربياً دون عجمي . وهذه المسألة من أصول أهل الإيمان والسنة التي فارقوا بها الجهمية من المعتزلة والفلاسفة ونحوهم والكلام عليها مبسوط في غير هذا الموضع و الله أعلم . مسألة 194 ] : فيمن قال : إن الله لم يكلم موسى تكليماً فقال له آخ الجواب بل كلمه تكليماً فقال : إن قلت : كلمه فالكلام لا يكون إلا بحرف وصوت والحرف

والصوت محدث ومن قال : إن الله كلم موسى بحرف وصوت فهو كافر كما قال أم لا الجواب الحمد لله . أما من قال : إن الله لم يكلم موسى تكليماً فهذا إن كان لم يسمع القرآن فإنه يعرف أن هذا نص القرآن فإن أنكره بعد ذلك استتيب فإن تاب وإلا قتل ولا يقبل منه إن كان كلامه بعد أن يجحد نص القرآن . بل لو قال : إن معنى كلامي أنه خلق صوتاً في الهواء فأسمعه موسى كان كلامه أيضاً كفراً وهو قول الجهمية الذين كفرهم السلف وقالوا : يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا لكن من كان موقناً ب الله ورسوله مطلقاً ولم يبلغه من العلم ما يبين له الصواب فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي من خالفها كفر . إذ كثير من الناس يخطئ فيما يتأوله من القرآن ويجهل كثيراً مما يرد من معاني الكتاب والسنة والخطأ والنسيان مرفوع عن هذه الأمة والكفر لا يكون إلا بعد البيان . والأئمة الذين أمروا بقتل مثل هؤلاء الذين ينكرون رؤية الله في الآخرة ويقولون : القرآن مخلوق ونحو ذلك قيل إنهم أمروا بقتلهم لكفرهم وقيل : لأنهم إذا دعوا الناس إلى بدعتهم أضلوا الناس فقتلوا لأجل الفساد في الأرض وحفظاً لدين الناس أن يضلوهم . وبالجملة فقد اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن الجهمية من شر طوائف أهل البدعحتى أخرجهم كثير عن الثنتين وسبعين فرقة ومن الجهمية المتفلسفة والمعتزلة الذين يقولون إن كلام الله مخلوق وإن الله إنما كلم موسى بكلام مخلوق خلقه في الهواء وأنه لا يُرى في الآخرة وأنه ليس مبايناً لخلقه وأمثال هذه المقالات التي تستلزم تعطيل الخالق وتكذيب رسله وإبطال دينه . وأما قول الجهمية : إن قلت : كلمَّه فالكلام لا يكون إلا بحرف وصوت والحرف والصوت محدث ومن قال : إن الله كلم موسى بحرف وصوت فهو كافر . فيقال لهذا الملحد : أنت تقول إنه كلمه بحرف وصوت لكن تقول : بحرف وصوت خلقه في الهواء وتقول : إنه لا يجوز أن تقوم به الحروف والأصوات لأنها لا تقوم إلا بمتحيز والباري ليس بمتحيز ومن قال إنه متحيز فقد كفر ومن المعلوم أن من جحد ما نطق به الكتاب والسنة كان أولى بالكفر ممن أقر بما جاء به الكتاب والسنة . وإن قال الجاحد لنص الكتاب والسنة : أن العقل معه قال له الموافق للنصوص : بل العقل معي وهو موافق للكتاب والسنة فهذا يقول : إن معه السمع والعقل وقال : إنما يحتج لقوله بما يدعيه من العقل الذي يبين منازعة فساده ولو قدر أن العقل معه والكفر هو من الأحكام الشرعية وليس كل من خالف شيئاً علم بنظر العقل يكون كافراً ولو قدر أنه جحد بعض صرائح العقول لم يحكم بكفره حتى يكون قوله كفراً في الشريعة وأما من خالف ما علم أن الرسول جاء به فهو كافر بلا نزاع . وذلك أنه ليس في الكتاب والسنة ولا في قول أحد من سلف الأمة وأئمتها الإخبار عن الله بأنه متحيز أو أنه ليس بمتحيز ولا في الكتاب والسنة أن من قال هذا أو هذا يكفر وهذا اللفظ مبتدع والكفر لا يتعلق بمجرد أسماء مبتدعة لا أصل لها في الكتاب والسنة بل يستفسر هذا القائل إذا قال : إن الله متحيز أو ليس بمتحيز فإن قال أعني بقولي إنه متحيز أنه دخل في المخلوقات قد حازته وأحاطت به فهذا باطل وإن قال : أعني به أنه منحاز عن المخلوقات مباين لها فهذا حق . وكذلك قوله : ليس بمتحيز إن أراد به أن المخلوق لا يجوز الخالق فقد أصاب وإن قال إن الخالق لا يباين المخلوق وينفصل عنه فقد أخطأ . وإذا عرف ذلك فالناس في الجواب عن حجته الداحضة وهي قوله : لو قلت : إِنه كلمه فالكلام لا يكون إلا بحرف وصوت والحرف والصوت محدث ثلاثة أصناف : صنف منعوه المقدمة الأولى وصنف منعوه المقدمة الثانية وصنف لم يمنعوه المقدمتين بل استفسروه وبينو أن ذلك لا يمنع أن يكون الله كلم موسى تكليماً . فالصنف الأول : أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب وأبو الحسن علي بن إسماعيل

الأشعري ومن اتبعهما قالوا : لا نسلم أن الكلام لا يكون إلا بحرف وصوت . بل الكلام معنى قائم بذات المتكلم والحروف والأصوات عبارة عنه وذلك المعنى القائم بذات الله -تعالى- يتضمن الأمر بكل ما أمر به والخبر عن كل ما أخبر عنه وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلاً وقالوا : إن اسم الكلام حقيقة فيكون اسم الكلام مشتركاً أو مجازاً في كلام الخالق وحقيقة في كلام المخلوق . والصنف الثاني : سلموا لهم أن الكلام لا يكون إلا بحرف وصوت ومنعوهم المقدمة الثانية وهي أن الحرف والصوت لا يكون إلا محدثاً وصنف قالوا : إن المحدث كالحادث سواء كان قائماً بنفسه أو بغيره وهو متكلم بكلام لا يكون إلا قديماً وهو بحرف وصوت وهذا قول من يقول : القرآن قديم وهو بحرف وصوت كأبي الحسن بن سالم وأتباعه السالمية وطوائف ممن اتبعه وقال هو لا في الحرف والصوت نظير ما قاله الذين قبلهم في المعاني وقالوا : كلام لا بحرف ولا بصوت لا يعقل ومعنى أن يكون أمراً ونهياً وخبراً ممتنع في صريح العقل . ومن ادعى أن معنى التوراة والإنجيل والقرآن واحد وإنما اختلفت العبارات الدالة عليه فقول معلوم الفساد بالاضطرار عقلاً وشرعاً وإخراج الحروف عن مسمى الكلام مما يعلم فساده بالاضطرار من جميع اللغات وإن جاز أن يقال : إن الحروف والأصوات المخلوقة في غير كلام الله حقيقة أمكن حينئذ أن يكون كلم موسى بكلام مخلوق في غيره قالوا لإخوانهم الأولين : إذا قلتم إن الكلام هو مجرد المعنى وقد خلق عبارة . . . ] . فإن قلتم : إن تلك العبارة كلام حقيقة : بطلت حجتكم على المعتزلة فإن أعظم حجتكم عليهم قولكم : إنه يمتنع أن يكون متكلماً بكلام يخلقه في غيره كما يمتنع أن يعلم بعلم قائم بغيره وأن يقدر بقدرة قائمة بغيره وأن يريد بإراد قائمة بغيره وإن قلتم : هي كلام مجازاً لزم أن يكون الكلام حقيقة في المعنى مجازاً في اللفظ وهذا مما يعلم فساده بالاضطرار من جميع اللغات . الصنف الثالث : الذين لم يمنعوا المقدمتين ولكن اسفسروهم وبيّنوا أن هذا

لا يستلزم صحة قولكم بل قالوا : إن قلتم : أن الحرف والصوت محدث بمعنى أنه يجب أن يكون مخلوقاً منه منفصلاً عنه فهذا دليل على فساد قولكم وتناقضه وهذا قول ممنوع وإن قلتم بمعنى أنه لا يكون قديماً فهذا مسلّم لكم لكن تسميته هذا محدث . وهؤلاء صنفان : صنف قال : إن المحدث هو المخلوق المنفصل عنه فإذا قلنا : الحرف والصوت لا يكون إلا محدثاً . كان بمنزلة قولنا : لا يكون إلا مخلوقاً وحينئذ فيكون هذا المعتزلي أبطل قوله بقوله حيث زعم أنه يتكلم بحرف وصوت مخلوق ثم استدل على ذلك بما يقتضي أنه يتكلم لا يتكلم بكلام مخلوق فيه تلبيس ونحن لا نقول : كلّم موسى بكلام قديم ولا بكلام مخلوق بل هو سبحانه يتكلم إذا شاء ويسكت إذا شاء كما أنه سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش وأنه سبحانه استوى إلى السماء وهي دخان وأنه سبحانه يأتي في ظلل من الغمام والملائكة كما قال : { وجاء ربك والملك صفاً صفاً } الفج الجواب 22 ] وقال : { هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك } الأنعام : 158 ] وقال تعالى : { إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون } يس : 82 ] وقال تعالى : { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون } التوبة : 105 ] . وأمثال ذلك في القرآن والحديث كثير من أنه سبحانه إذا شاء فعل ما أخبر عنه من تكليمه وأفعاله القائمة بنفسه وما كان قائماً بنفسه هو كلامه لا كلام غيره والمخلوق لا يكون قائماً بالخالق ولا يكون الرب محلاً للمخلوقات بل هو سبحانه يقوم به ما شاء من كلماته وأفعاله وليس من ذلك شيء مخلوقاً إنما المخلوق ما كان بائناً عنه وكلام الله من الله ليس ببائن منه . ولهذا قال السلف : القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود فقالوا : منه بدأ أي : هو المتكلم به لا أنه خلقه في بعض الأجسام المخلوقة . وهذا الجواب هو جواب أئمة أهل الحديث والتصوف والفقه وطوائف من الكلام من أئمتهم من الهشامية والكرامية وغيرهم وأتباع الأئمة الأربعة أصحاب

أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد منهم من يختار جواب الصنف الأول وهم الذين يرتضون قول ابن كلاب في القرآن وهم طوائف من متأخري أصحاب مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة ومنهم من يختار جواب الصنف الثاني وهم الطوائف الذين ينكرون قول ابن كلاب ويقولون : إن القرآن قديم كالسالمية وطوائف من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة ومنهم من يختار جواب الطائفة الثالثة وهم الذين ينكرون قول الطائفتين المتقدمين الكلابية والسالمية . ثم من هؤلاء من يقول بقول الكرامية والكرامية منتسبون إلى أبي حنيفة ومنهم من لا يختار قول الكرامية أيضاً لما فيه من تناقض آخر بل يقول بقول أئمة الحديث كالبخاري وعثمان بن سعيد الدارمي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ومن قبلهم من السلف : كأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام ومحمد بن كعب القرظي والزهري وعبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه و ما نقل من ذلك عن الصحابة والتابعين وفي ذلك آثار كثيرة معروفة في كتب السنن والآثار تضيق عنها هذه الورقة . وبين الأصناف الثلاثة منازعات ودقائق تضيق عنها هذه الورقة قد بسطنا الكلام عليها في مواضع وبينا حقيقة كل قول وما هو القول الصواب في > صريح العقول وصحيح المنقول < لكن هؤلاء الطوائف كلهم متفقون على تضليل من يقول : إن كلام الله مخلوق والأمة متفقة على أن من قال إن كلام الله مخلوق لم يكلم موسى تكليماً يستتاب فإن تاب وإلا قتل والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً . مسألة 195 ] : في أقوال العلماء في المسح على الخفين هل من شرطه أن يكون الخف غير مخرق حتى لا يظهر شيء من القدم . وهل للتخريق حد وما القول الراجح بالدليل كما قال تعالى : { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون ب الله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً } النساء : 59 ] . فإن الناس يحتاجون إلى ذلك . الجواب هذه المسألة فيها قولان مشهوران للعلماء فمذهب مالك وأبي حنيفة وابن المبارك

ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك ضاحك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفتاوى ........الكبرى30(بن تيمية).
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الفتاوى ........الكبرى46(بن تيمية)
»  الفتاوى........ الكبرى2(بن تيمية).
»  الفتاوى ........الكبرى20(بن تيمية).
»  الفتاوى ........الكبرى47(بن تيمية)
»  الفتاوى........ الكبرى3(بن تيمية).

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: الفقه الاسلامى-
انتقل الى: