منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى** >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى** >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى**

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى** Empty
مُساهمةموضوع: باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى**   باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى** I_icon_minitimeالسبت يوليو 09, 2011 10:02 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته
من كتاب التذكرة للإمام القرطبى**


ابن المبارك ، أخبرنا رجل من الأنصار ، عن المنهال بن عمرو ، حدثنا أنه سمع سعيد بن المسيب يقول : ليس من يوم إلا تعرض على النبي صلى الله عليه و سلم أمته غدوة و عشية فيعرفهم بسماهم و أعمالهم فلذلك يشهد عليهم يقول الله تبارك و تعالى : " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد و جئنا بك على هؤلاء شهيداً " .

فصل : قلت : قد تقدم أن الأعمال تعرض على الله تعالى يوم الخميس و يوم الأثنين ، و على الأنبياء و الآباء و الأمهات يوم الجمعة و لا تعارض ، فإنه يحتمل أن يخص نبينا عليه السلام بالعرض كل يوم و يوم الجمعة مع الأنبياء و الله أعلم .


محمد بن أحمد بن أبي بكربن فرج (( القرطبي))



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى** Empty
مُساهمةموضوع: رد: باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى**   باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى** I_icon_minitimeالسبت يوليو 09, 2011 10:04 am


باب أول من يحاسب أمة محمد صلى الله عليه و سلم

روى ابن ماجه " عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : نحن آخر الأمم و أول من يحاسب يقال : أين الأمة الأمية و نبيها ؟ فنحن الآخرون الأولون " . و في رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما : " فتفرج لنا الأمم عن طريقنا فنمضي غرا محلجين من آثار الوضوء فتقول الأمم : كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها " . خرجه أبو داود الطيالسي في مسنده بمعناه و قد تقدم .



باب أول ما يحاسب عليه العبد من عمله : الصلاة و أول ما يقضى فيه بين الناس : الدماء ، و في أول من يدعى للخصومة

مسلم " عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء " أخرجه البخاري أيضاً و النسائي و الترمذي و قال : هذا حديث حسن صحيح . و للنسائي أيضاً عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة و أول ما يقضي بين الناس الدماء " .

و في البخاري " عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أنا أول من يجثو يوم القيامة بين يدي الرحمن للخصومة " يريد قصته في مبارزته هو وصاحباه الثلاثة من كفار قريش قال أبو ذر و فيهم نزلت " هذان خصمان اختصموا في ربهم " الآية . و الخبر بهذا مشهور صحيح خرجه البخاري و مسلم و غيرهما .

و " عن محمد بن كعب القرظي ، عن رجل من الأنصار ، عن أبي هريرة قال ، حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في طائفة من أصحابه فيكون أول ما يقضى بينهم في الدماء و يأتي كل قتيل قتل في سبيل الله فيأمر الله كل من قتل فيحمل رأسه و تشخب أوداجه دماً فيقول : يا رب سل هذا فيم قتلني ؟ فيقول الله تعالى له ـ و هو أعلم ـ : فيم قتلته ؟ فيقول : رب قتلته لتكون العزة لي : فيقول الله تعالى : تعست ثم لا تبقى قتلة إلا قتل بها و لا مظلمة ظلمها إلا أخذ بها و كان في مشيئة الله تعالى إن شاء عذبه و إن شاء رحمه " . خرجه الغيلاني أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله البزار المعروف بالشافعي .

" حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، حدثنا أبو عاصم الضحاك ، عن مخلد ، حدثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن زياد ، عن محمد بن كعب و خرجه إسماعيل بن إسحاق القاضي من حديث نافع بن جبير بن مطعم عن عبد الله بن عباس قال : سمعت نبيكم صلى الله عليه و سلم يقول : يأتي المقتول معلقاً رأسه بإحدى يديه متلبباً قاتله بيده الأخرى تشخب أوداجه دماً حتى يوقفا فيقول المقتول لله سبحانه : هذا قتلني فيقول الله تعالى للقاتل : تعست و يذهب به إلى النار " .

و خرجه ابن المبارك موقوفاً على عبد الله بن مسعود قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم عن أبي وائل ، عن عبد الله فذكر معناه .

و خرجه الترمذي في جامعه قال ، " حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال : حدثنا شبابة قال ، حدثنا ورقاء بن عمر عن عمرو بن دينار عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته و رأسه بيده و أوداجه تشخب دماً يقول : يا رب قتلني هذا حتى يدينه من العرش " قال : هذا حديث حسن غريب .

مالك عن يحيى بن سعيد قال : بلغني أن أول ما ينظر فيه من عمل المرء الصلاة ، فإن قبلت منه نظر فيما بقي من عمله ، و إن لم تقبل منه لم ينظر في شيء من عمله .

قلت : و هذا الحديث و إن كان موقوفاً بلاغاً ، فقد رواه أبو داود الترمذي و النسائي مرفوعاً بهذا المعنى ، " عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أول ما يحاسب به الناس يوم القيامة من أعمالهم الصلاة . قال يقول ربنا عز و جل لملائكته : انظروا في صلاة عبدي أتمها أم أنقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة ، و إن كان انتقص منها شيئاً قال : انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ، ثم تؤخذ الأعمال على ذلك لفظ أبي داود و قال الترمذي حديث حسن غريب و خرجه ابن ماجه أيضاً .

فصل : قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله : أما إكمال الفريضة من التطوع فإنما يكون ذلك و الله أعلم فيمن سها عن فريضة فلم يأت بها أو لم يحسن ركوعها و سجودها و لم يدر قدر ذلك ، و أما من تعمد تركها أو شيئاً منها ثم ذكرها فلم يأت بها عامداً و اشتغل بالتطوع عن أداء فرضه و هو ذاكر له فلا تكمل له فريضته تلك من تطوعه و الله أعلم .

و قد روي من حديث الشاميين في هذا الباب حديث منكر يرويه محمد بن حمير " عن عمرو بن قيس السكري ، عن عبد الله بن قرط ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من صلى صلاة لم يكمل فيها ركوعه و سجوده و خشوعه زيد فيها من تسبيحاته حتى تتم " قال أبو عمرو : هذا لا يحفظ عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا من هذا الوجه و ليس بالقوي ، و إن كان صح كان معناه أخرج من صلاة قد أتمها عند نفسه و ليس في الحكم بتامة .

قلت : ينبغي للإنسان أن يحافظ على أداء فرضه فيصليه كما أمر من إتمام ركوع و سجود ، و حضور قلب . فإن غفل عن شيء من ذلك فيجتهد بعد ذلك في نفله و لا يتساهل فيه و لا في تركه ، و من لا يحسن أن يصلي الفرض فأحرى أن لا يحسن النفل لا جرم بل تنفل الناس في أشد ما يكون من النقصان و الخلل في التمام لخفة النفل عندهم و تهاونهم به ، و لعمر الله لقد يشاهد في الوجود من يشار إليه و يظن به العلم بنفله كذلك بل فرضه إذ ينقره نقر الديك ، فكيف بالجهال الذيم لا يعلمون . و إذا كان هذا فكيف يكمل بهذا النفل ما نقص من الفرض هيهات هيهات ! فاعلموه أن الصلاة إذا كانت بهذه الصفة دخل صاحبها في معنى قوله تعالى : " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً " ! و قال جماعة من العلماء : التضييع للصلاة هو أن لا يقيم حدودها من مراعاة وقت وطهارة و تمام ركوع و سجود و نحو ذلك و هو مع ذلك يصليها ، و لا يمتنع من القيام بها في وقتها و غير وقتها قالوا : فأما من تركها أصلاً و لم يصلها فهو كافر .

و روى الترمذي " عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع و السجود " ، و قال : حديث حسن صحيح و العمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و من بعدهم يرون أن يقيم الرجل صلبه في الركوع و السجود

.

قال الشافعي و أحمد و إسحاق : من لم يقم صلبه في الركوع و السجود فصلاته فاسدة لحديث النبي صلى الله عليه و سلم " لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع و السجود " .

و روى البخاري عن زيد بن وهب عن حذيفة ، و رأى رجلاً لا يتم ركوعه و لا سجوده ، فلما قضى صلاته قال له حذيفة : ما صليت و لو مت مت على غير سنة محمد صلى الله عليه و سلم . و أخرجه النسائي أيضاً عنه عن حذيفة أنه رأى رجلاً يصلي فخفف فقال له حذيفة : منذ كم تصلي هذه الصلاة ؟ قال منذ أربعين عاماً قال : ما صليت و لو مت و أنت تصلي هذه الصلاة لمت على غير فطرة النبي ، ثم قال : إن الرجل ليخفف الصلاة و يتم و يحسن . و الأخبار في هذا المعنى كثيرة جداً قد أتينا عليها في غير هذا الباب و هي تبين لك المراد من قوله تعالى : " أضاعوا الصلاة " .

و روى النسائي " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة صلاته ، فإن وجدت تامة كتبت تامة ، و إن كان انتقص منها شيئاً قال : انظروا هل تجدون له من تطوع يكمل له ما ضيع من فريضته من تطوعه ، ثم سائر الأعمال تجري على ذلك " . و هذا نص . و قال أبو عمر رضي الله عنه : و من ضيعها فهو لما سواها أضيع .

قلت : و لا اعتبار بقول من قال إن الواجب من أركان الصلاة و من الفصل بين أركانها أقل ما ينطلق عليه الاسم و هو أبو حنيفة ، و أشار إلى ذلك القاضي عبد الوهاب في تلقينه ، و هو يروي " عن ابن القاسم لأن من اقتصر على ذلك صدق عليه أنه نقر الصلاة ، فدخل في الذم المترتب على ذلك بقوله عليه السلام تلك صلاة المنافقين يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً " . رواه مالك في موطئه و مسلم في صحيحه و الأحاديث الثابتة تقضي بفساد صلاته كما بيناه مع قوله عليه السلام : " أما الركوع فعظموا فيه الرب ، و أما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم " خرجه مسلم .

و في موطأ مالك ، " عن يحيى بن سعيد ، عن النعمان بن مرة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما ترون في الشارب و السارق و الزاني قال : و ذلك قبل أن ينزل فيهم قالوا الله و رسوله أعلم . قال : هن فواحش و فيهن عقوبة و أسوأ السرقة الذي يسرق صلاته قالوا : يا رسول الله و كيف يسرق صلاته ؟ قال : لا يتم ركوعها و لا سجودها " .

و روى أبو داود الطيالسي في مسنده قال : " حدثنا محمد بن مسلم بن أبي الوضاح ، عن الأحوص بن حكيم ، عن خالد بن معدان ، عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا أحسن الرجل الصلاة فأتم ركوعها و سجودها ، قالت : الصلاة حفظك الله كما حفظني فترفع ، و إذا أساء الصلاة فلم يتم ركوعها و لا سجودها قالت الصلاة : ضيعك الله كما ضيعتني ، فتلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجهه فمن لم يحافظ على أوقات الصلاة لم يحافظ على الصلاة ، كما أن من لم يحافظ على وضوئها و ركوعها و سجودها فليس بمحافظ عليها ، و من لم يحافظ عليها فقد ضيعها و من ضيعها فهو لما سواها أضيع كما أن من حافظ عليها حفظ دينه ، و لا دين لمن لا صلاة له .

باب منه

ابن ماجه ، " عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول له ما منعك إذا رأيت المنكر أن تنكره فإذا لقن الله عبداً حجته قال : يا رب رجوتك و فرقت من الناس " .

و رواه الفريابي قال : " حدثنا سفيان بن زيد ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يحقرن أحدكم نفسه إذا رأى أمر الله عليه فيه مقال فلا يقول فيه فيقول يوم القيامة ما منعك إذا رأيت كذا و كذا أن تقول فيه ، فيقول له أي ربي خفت الناس ، فيقال : إياي كنت أحق أن تخاف " ، قال الوائلي أبو نصر ، و رواه أحمد بن عبد الله بن يونس أبو عبد الله اليربوعي الكوفي ، قال : حدثنا زهير قال : حدثنا عمر بن قيس عن عمرو بن مرة المعنى واحد ، و هذا محفوظ من الطريقين عن عمرو بن مرة و مخرجه من الكوفة .

باب منه

ذكر أبو نعيم الحافظ : " حدثنا عبد الله محمد بن جعفر من أصل كتابه ، حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، حدثنا إسماعيل بن عمرو ، حدثنا مندل عن أسد بن عطاء ، عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يقفن أحدكم على رجل يضرب ظلماً ، فإن اللعنة تنزل من السماء على من حضره إذا لم تدفعوا عنه ، و لا يقفن أحدكم على رجل يقتل ظلماً ، فإن اللعنة تنزل من السماء على من حضره إذا لم تدفعوا عنه " . هذا حديث غريب من حديث أسد و عكرمة لم يروه عنه فيما أعلم إلا مندل بن علي الغنوي .



محمد بن أحمد بن أبي بكربن فرج (( القرطبي))

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى** Empty
مُساهمةموضوع: رد: باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى**   باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى** I_icon_minitimeالسبت يوليو 09, 2011 10:06 am



باب ما جاء في شهادة أركان الكافر و المنافق عليهما و لقائهما الله عز و جل

قال الله تعالى : " اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيديهم و تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون " و قال : " يوم تشهد عليهم ألسنتهم و أيديهم و أرجلهم بما كانوا يعملون " و قال : " و قالوا لجلودهم لم شهدتم علينا " الآية . و ذكر أبو بكر بن أبي شيبة من " حديث معاوية بن حيدة القرشي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : تجيئون يوم القيامة على أفواهكم الفدام و أول ما يتكلم من الإنسان فخذه و كفه " و قد تقدم .

مسلم " عن أنس بن مالك قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم نضحك فقال : هل تدرون لم أضحك ؟ قلنا : الله و رسوله أعلم . قال : من مخاطبة العبد ربه ، يقول يا رب ألم تجرني من الظلم ؟ قال : يقول : بلا ، قال : فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني قال : كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً و بالكرام الكاتبين شهوداً ، قال فيختم على فيه فيقال لأركانه انطق فتنطق بأعماله ، قال : ثم يخلى بينه و بين الكلام قال : فيقول بعداً لكن و سحقاً فعنكن كنت أناضل " . الترمذي " عن أبي سعيد و أبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقول : ألم أجعل لك سمعاً و بصراً و مالاً و ولداً ، و سخرت لك الأنعام ، و الحرث و ترأس و تربع فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا ؟ فيقول : لا . فيقول : اليوم أنساك كما أنسيتني " . قال هذا حديث صحيح غريب ، و أخرجه مسلم عن أبي هريرة بأطول من هذا و قد تقدم .

البخاري " عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملك الأرض ذهباً كنت تفتدى به ؟ فيقول : نعم . فيقال له : قد كنت سئلت ما هو أيسر من ذلك " . و أخرجه مسلم و قال بدل " قد كنت " " كذبت قد سئلت ما هو أيسر من ذلك " .

فصل : قوله عليه السلام " فأول مايتكلم من الإنسان فخذه " يحتمل وجهين :

أحدهما : أن يكون ذلك زيادة في الفضيحة و الخزي على ما نطق به الكتب في قوله : " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " لأنه كان في الدنيا يجاهر بالفواحش و يخلو قلبه عندها من ذكر الله تعالى فلا يفعل ما بفعل خائفاً مشفقاً فيجزيه الله بمجاهرته بفحشه على رؤوس الأشهاد .

و الوجه الآخر : أن يكون هذا فيمن يقرأ كتابه و لا يعرف بما ينطق به بل يجحد فيختم الله على فيه عند ذلك ، و تنطق منه الجوارح التي لم تكن ناطقة في الدنيا فتشهد عليه سيئاته ، و هذا أظهر الوجهين يدل عليه أنهم يقولون لجلودهم أي لفروجهم في قول زيد بن أسلم . لم شهدتم علينا ؟ فتمردوا في الجحود فاستحقوا من الله الفضح و الإخزاء . نعوذ بالله منهما .

فصل : قوله [ و تركتك ترأس و تربع ] أي ترأس على قومك بأن يكون رئيساً عليهم و يأخذ الربع مما يحصل لهم من الغنائم و الكسب ، و كانت عادتهم أن أمراءهم كانوا يأخذون من الغنائم الربع و يسمونه المرباع قال شاعرهم :

‌ ‌ لك المرباع منها و الصفايا *** و حكمك و النشيطة و الفضول

و قال آخر :

منا الذي ربع الجيوش لصلبه *** عشرون و هو يعد في الأحياء

يقال : ربع الجيش يربعه إذا أخذ ربع الغنيمة . قال الأصمعي : ربع في الجاهلية و خمس في الإسلام .

و قوله : اليوم أنساك كما نسيتني أي اليوم أتركك في العذاب كما تركت عبادتي و معرفتي .

فإن قيل : فهل يلقى الكافر ربه و يسأله ؟ قلنا : نعم بدليل ما ذكرنا . و قد قال تعالى : " فلنسألن الذين أرسل إليهم " في أحد التأويلين و قال : " و لو ترى إذ وقفوا على ربهم " و قال : " أولئك يعرضون على ربهم " و قال " و عرضوا على ربك صفاً " الآيتين . و قال : " إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم " و قال : " و قال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا و لنحمل خطاياكم " إلى قوله " و ليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون " و الآي في هذا المعنى كثير .

فإن قيل : قد قال الله تعالى " يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي و الأقدام " و قال عليه السلام : " و يخرج عنق من النار فيقول : وكلت بثلاث بكل جبار عنيد و كل من جعل مع الله إلهاً آخر و بالمصورين " .

قلنا : هذا يحتمل أن يكون يكون بعد الوزن و الحساب و تطاير الكتب في اليمين و الشمال و تعظيم الخلق كما تقدم و يدل عليه قوله : و بالمصورين فإنهم كانوا موحدين فلا بد لهم من سؤال و حساب و بعده يكونون أشد الناس عذاباً ، و إن كانوا كافرين مشركين فيكون ذكرهم تكراراً في الكلام على أنا نقول :

قال بعض العلماء : ذكر الله تعالى الحساب جملة و جاءت الأخبار بذلك ، و في بعضها ما يدل على أن كثيراً من المؤمنين يدخلون الجنة بغير حساب ، فصار الناس إذاً ثلاث فرق : فرقة لايحاسبون أصلاً ، و فرقة تحاسب حساباً يسيراً ، و هما من المؤمنين ، و فرقة تحاسب حساباً شديداً يكون منها مسلم و كافر ، و إذا كان من المؤمنين من يكون أدنى إلى رحمة الله فلا يبعد أن يكون من الكفار من هو أدنى إلى غضب الله فيدخله النار بغير حساب .

و قد ذكر ابن المبارك في دقائقه عن شهر بن حوشب عن ابن عباس أن بعد أخذ النار هؤلاء تنشر الصحف و توضع الموازين ، و تدعى الخلائق للحساب .

فإن قيل : فقد قال تعالى : " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " و قال : " و لا يسأل عن ذنوبهم المجرمون " و قال : " و لا يكلمهم الله " و هذا يتناول بعمومه جميع الكفار .

قلنا : القيامة مواطن فموطن يكون فيه سؤال و كلام و موطن لا يكون ذلك فلا يتناقض الآي ، و الأخبار و الله المستعان .

قال عكرمة : القيامة مواطن يسأل في بعضها و لا يسأل في بعضها . و قال ابن عباس : لا يسألون سؤالاً شفا و راحة ، و إنما يسألون سؤال تقريع و توبيخ لم عملتم كذا و كذا و القاطع لهذا قوله تعالى : " فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون " .

قال أهل التأويل عن لا إله إلا الله : و قد قيل إن الكفار يحاسبون بالكفر بالله الذي كان طول العمر دثارهم وشعارهم و كل دلالة من دلائل الإيمان خالفوها و عاندوها ، فإنهم يبكتون عليها و يسألون عنها عن الرسل و تكذيبهم إياهم لقيام الدلائل على صدقهم .

و قال تعالى : " و قال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا و لنحمل خطاياكم ، و ما هم بحاملين من خطاياهم من شيء ، إنهم لكاذبون * و ليحملن أثقالهم و أثقالاً مع أثقالهم و ليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون " و الآي في هذا المعنى كثيرة ، و من تأمل آخر سورة المؤمنين " فإذا نفخ في الصور " إلى آخرها تبين له الصواب في ذلك و الحمد لله على ذلك .

و ذكر ابن المبارك ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : إن بعد أخذ النار هؤلاء الثلاثة : تنشر الصحف و توضع الموازين و يدعى الخلائق للحساب . و شهر : ضغفه مسلم في كتابه و غيره .

فإن قيل : فقد ذكر اللالكائي في سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت : لا يحاسب رجل يوم القيامة إلا دخل الجنة قالوا : و لأن الحساب إنما يراد للثواب و الجزاء و لا حسنات للكافر فيجازي عليها بحسابه و لأن المحاسب له هو الله تعالى ، و قد قال : " و لا يكلمهم الله يوم القيامة " .

قلنا : ما روي عن عائشة قد خالفها غيرها في ذلك للآيات و الأحاديث الواردة في ذلك و هو الصحيح ، و معنى [ لا يكلمهم الله ] أي بما يحبونه ، قال الطبري : و في التنزيل " اخسؤوا فيها ولا تكلمون " و قد قيل إن معنى قوله تعالى : " و لا يسأل عن ذنوبهم المجرمون " " لا يسأل عن ذنبه إنس و لا جان " سؤال التعرف لتمييز المؤمنين من الكافرين . أي أن الملائكة لا تحتاج أن تسأل أحداً يوم القيامة أن يقال ما كان دينك و ما كنت تصنع في الدنيا حتى يتبين لهم بإخباره عن نفسه أنه مان مؤمناً أو كان كافراً . لكن المؤمنين يكونون ناضري الوجوه منشرحي الصدور ، و يكون المشركون سود الوجوه زرقاً مكروبين ، فهم إذا كلفوا سوق المجرمين إلى النار و تميزهم في الموقف كفتهم مناظرهم عن تعرف أديانهم ، و من قال هذا فيحتمل أن يقول إن الأمر يوم القيامة يكون بخلاف ما هو كائن قبله على ما وردت به الأخبار من سؤال الملكين الميت إذا دفن و انصرف الناس عنه فيسألونه عن ربه و دينه و نبيه . أي إذا كان يوم القيامة لم تسأل الملائكة عند الحاجة إلى تمييز فريق عن هذا لاستغنائهم بمناظرهم عما وراءها ، و من قاله يحتج بقوله تعالى : " فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون " أخبر أنهم يسألهم عن أعمالهم وهذه الآية في الكافرين ، و من قال يسألهم عن أصل كفرهم ثم عن تجريدهم إياه كل وقت باستهزائهم بآيات الله تعالى و رسله ، فقد سألهم عما كانوا يعملون . و ذلك هو المراد

محمد بن أحمد بن أبي بكربن فرج (( القرطبي))

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى** Empty
مُساهمةموضوع: رد: باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى**   باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى** I_icon_minitimeالسبت يوليو 09, 2011 10:07 am

باب ما جاء في شهادة الأرض و الليالي و الأيام بما عمل فيها و عليها و في شهادة المال على صاحبه و قوله تعالى : و جاءت كل نفس معها سائق و شهيد

الترمذي " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية " يومئذ تحدث أخبارها " قال : أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم . قال : فإن أخبارها أن تشهد على كل عبداً أو أمةً بما عمل على ظهرها تقول : عمل يوم كذا كذا و كذا . فهذه أخبارها " قال : هذا حديث حسن صحيح غريب .

أبو نعيم ، " عن معاوية بن قرة ، عن معقل بن يسار ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ليس من يوم يأتي على ابن آدم إلا ينادي فيه : يا ابن آدم أنا خلق جديد ، و أنا فيما تعمل عليك غداً شهيد فاعمل في خيراً أشهد لك به غداً فإني لو قد مضيت لم ترني أبداً . و يقول الليل مثل ذلك " غريب من حديث معاوية تفرد عنه زيد العمى ، و لا أعلمه مرفوعاً عن النبي إلا بهذا الإسناد .

ابن المبارك ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : من سجد في موضع عن شجر أو حجر شهد له عند الله يوم القيامة قال : و أخبرني ابن أبي خالد رضي الله عنه قال : سمعت أبا عيسى يحيى بن رافع يقول : سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه : يقول : " و جاءت سكرة الموت بالحق" وقال تعالى : "و جاءت كل نفس معها سائق و شهيد " قال : سائق يسوقها إلى أمر الله و شاهد يشهد عليها بما عملت .

و خرج مسلم " من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم و فيه : و إن هذا المال خضر حلو و نعم صاحب السلم هو لمن أعطى منه المسكين و اليتيم و ابن السبيل أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم و إنه من يأخذه بغير حقه كالذي يأكل و لا يشبع و يكون عليه شهيداً يوم القيامة ، و قد تقدم أنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن و لا إنس و لا شجر و لا حجر و لا مدر إلا شهد له يوم القيامة " رواه أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم . و رواه الأئمة مالك و غيره .

قال المؤلف : فتفكر يا أخي و إن كنت شاهداً عدلاً بأنك مشهود عليك في كل أحوالك من فعلك و مقالك و أعظم الشهود لديك المطلع عليك الذي لا تخفى عليه خافية عين و لا يغيب عنه زمان و لا أين . قال الله تعالى " لا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه " فاعمل عمل من يعلم أنه راجع إليه و فادم عليه يجازي على الصغير و الكبير و القليل و الكثير . سبحانه لا إله إلا هو

محمد بن أحمد بن أبي بكربن فرج (( القرطبي))

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى** Empty
مُساهمةموضوع: رد: باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى**   باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى** I_icon_minitimeالسبت يوليو 09, 2011 10:10 am

باب لا يشهد العبد على شهادة في الدنيا إلا شهد بها يوم القيامة

ابن المبارك قال : أخبرنا رشدين بن سعد ، عن عمرو بن الحارث ، عن سعيد ابن أبي هلال ، عن سليمان بن راشد أنه بلغه أن امرأً لا يشهد على شهادة في الدنيا إلا شهد بها يوم القيامة على رؤوس الأشهاد ، و لا يمتدح عبداً في الدنيا إلا امتدحه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد . قلت : هذا صحيح ، يدل على صحته من الكتاب قول الحق " ستكتب شهادتهم و يسألون " . و قوله : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " و الله أعلم .





باب ما جاء في سؤال الأنبياء و في شهادة هذه الأمة للأنبياء على أممهم

قال الله تعالى : " فلنسألن الذين أرسل إليهم و لنسألن المرسلين * فلنقصن عليهم بعلم و ما كنا غائبين " ، و قال : " فوربك لنسألنهم أجمعين " . فيبدأ بالأنبياء عليهم السلام " فيقول : ماذا أجبتم " قيل : في تفسيرها كانوا قد علموا و لكن ذهبت عقولهم و عزبت أفهامهم و نسوا من شدة الهول و عظيم الخطب و صعوبة الأمر فقالوا : " لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب " ثم يقربهم الله تعالى فيدعى نوح عليه السلام ، و يقال : إن الهيبة تأخذ بمجامع قلوبهم فيذهلون عن الجواب . ثم إن الله يثبتهم و يحدث لهم ذكراً فيشهدون بما أجابت به أممهم و يقال إنما قالوا ذلك تسليماً كما فعل المسيح في قوله " تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب " . و الأول أصح لأن الرسل يتفاضلون ، و المسيح من أجلهم لأنه كلمة الله و روحه ، قاله أبو حامد .

و خرج ابن ماجه ، حدثنا أبو كريب و أحمد بن سنان قالا : " حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يجيء النبي يوم القيامة و معه الرجل و يجيء النبي و معه الرجلان و يجيء النبي و معه الثلاثة ، و أكثر من ذلك فيقال له : هل بلغت قومك ؟ فيقول : نعم . فيدعى قومه فيقال : هل بلغكم ؟ فيقولون : لا فيقال : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد و أمته فتدعى أمة محمد صلى الله عليه و سلم ، فيقال : هل بلغ هذا ؟ فيقولون : نعم فيقول : و ما علمكم بذلك ؟ فيقولون : أخبرنا نبينا صلى الله عليه و سلم بذلك أن الرسل قد بلغوا فصدقناه . قال فذلك قوله تعالى : " و كذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيداً " " .

و ذكره البخاري أيضاً بمعناه " عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يدعى نوح يوم القيامة فيقول : لبيك و سعديك يارب فيقول : هل بلغت ؟ فيقول : نعم فيقال لأمته : هل بلغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير ، فيقول : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد و أمته فيشهدون أنه قد بلغ ، فذلك قوله : " و كذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيداً " " .

أخرجه ابن المبارك في رقائقه مرسلاً بأطول من هذا فقال : " أخبرني رشدين ابن سعد قال : أخبرني ابن أنعم المغافري عن حبان بن أبي جبلة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا جمع الله عباده يوم القيامة كان أول من يدعى إسرافيل عليه السلام ، فيقول له ربه : ما فعلت في عهدي هل بلغت عهدي ؟ فيقول : نعم قد بلغت جبريل فيدعى جبريل عليه السلام فيقول : هل بلغك إسرافيل عهدي ؟ فيقول : نعم يا رب قد بلغني ، فيخلي عن إسرافيل ، و يقال لجبريل هل بلغت عهدي ؟ فيقول جبريل : نعم قد بلغت الرسل فيدعي الرسل فيقول : هل بلغكم جبريل عهدي ؟ فيقولون : نعم . فيخلي عن جبريل ، ثم يقال للرسل هل بلغكم عهدي ؟ فيقولون : قد بلغنا أممنا ، فتدعى الأمم فيقال لهم : هل بلغكم الرسل عهدي ؟ فمنهم المصدق و منهم المكذب فتقول الرسل : إن لنا عليهم شهوداً يشهدون أن قد بلغنا مع شهادتك فيقول : من يشهد لكم ؟ فيقولون محمد و أمته فتدعى أمة محمد فيقول : تشهدون أن رسلي هؤلاء قد بلغوا عهدي إلى من أرسلوا إليه ؟ فيقولون : نعم ، رب شهدنا أن قد بلغوا ، فتقول تلك الأمم كيف يشهد علينا من لم يدركنا فيقول لهم الرب : كيف تشهدون على من لم تدركوا ؟ فيقولون : ربنا بعثت إلينا رسولا ، و أنزلت إلينا عهدك و كتابك و قصصك علينا إنهم قد بلغوا فشهدنا بما عهدت إلينا ، فيقول الرب : صدقوا . فذلك قوله عز و جل : " و كذلك جعلناكم أمة وسطاً " ، و الوسط العدل " لتكونوا شهداء على الناس ، و يكون الرسول عليكم شهيد " " قال ابن أنعم : فبلغني أنه يشهد يومئذ أمة محمد إلا من كان في قلبه حنة على أخيه .

قلت : و ذكر هذا الخبر أبو محمد في كتاب العاقبة له ، فذكر بعد قوله : و الوسط العدل ، ثم يدعى غيره من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين ثم ينادي كل إنسان باسمه واحداً واحداً و يسألون واحداً واحداً ، و تعرض أعمالهم على رب العزة جل جلاله قليلها و كثيرها حسنها و قبيحها .

قال المؤلف : و ذكر أبو حامد في كتاب كشف علوم الآخرة أن هذا يكون بعد ما يحكم الله تعالى بين البهائم و يقتص للجماء من القرناء و يفصل بين الوحش و الطير ، ثم يقول لهم : كونوا تراباً فتسوى بهم الأرض و حينئذ " يود الذين كفروا و عصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض " و يتمنى الكافر فيقول : " يا ليتني كنت تراباً" . ثم يخرج النداء من قبل الله تعالى : أين اللوح المحفوظ ؟ فيؤتى به له هرج عظيم ، فيقول الله تعالى : أين ما سطرت فيك من توارة و زبور و إنجيل و فرقان ؟ فيقول : يارب نقله مني الروح الأمين فيؤتى به يرعد و تصك ركبتاه ، فيقول الله تعالى : يا جبريل هذا اللوح المحفوظ يزعم أنك نقلت منه كلامي و وحيى أصدق ؟ قال : نعم يا رب . قال : فما فعلت فيه ؟ قال : أنهيت التوراة إلى موسى ، و أنهيت الزبور إلى داود و أنهيت الإنجيل إلى عيسى ، و أنهيت الفرقان إلى محمد عليه السلام ، و أنهيت إلى كل رسول رسالته و إلى أهل الصحف صحائفهم ، فإذا بالنداء يا نوح فيؤتى به يرعد و تصطك فرائصه فيقول : يانوح زعم جبريل أنك من المرسلين , قال : صدق ، فقيل له : ما فعلت مع قومك ؟ قال دعوتهم ليلاً نهاراً فلم يزدهم دعائي إلا فراراً ، فإذا بالنداء يا قوم نوح فيؤتى بهم زمرة واحدة . فيقال : هذا أخوكم نوح يزعم أنه بلغكم الرسالة . فيقولون : يا ربنا كذب ما بلغنا من شيء و ينكرون الرسالة ، فيقول الله : يا نوح ألك بينة ؟ فيقول : نعم يا رب بينتي عليهم محمد و أمته ، فيقولون : كيف و نحن أول الأمم و هم آخر الأمم ؟ فيؤتى بالنبي صلى الله عليه و سلم فيقول يا محمد هذا نوح يستشهد فيشهد له تبليغ الرسالة فيقرأ صلى الله عليه و سلم " إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه " إلى آخر السورة ، فيقول الجليل جل جلاله : قد وجب عليكم الحق و حقت كلمة العذاب على الكافرين فيؤمر بهم زمرة واحدة إلى النار من غير وزن عمل و لا حساب ، ثم ينادي : أين هود ؟ فيفعل قوم هود مع هود كما فعل قوم نوح مع نوح فيستشهد عليهم بالنبي صلى الله عليه و سلم و خيار أمته فيتلو " كذبت عاد المرسلين " فيؤمر بهم إلى النار مثل أمة نوح ، ثم ينادي : يا صالح و يا ثمود فيأتون فيستشهد صالح عندما ينكرون فيتلوا النبي صلى الله عليه و سلم " كذبت ثمود المرسلين " إلى آخر القصة فيفعل بهم مثلهم و لا يزال يخرج أمة بعد أمة قد أخبر عنهم القرآن بياناً و ذكرهم فيه إشارة كقوله تعالى " و قروناً بين ذلك كثيراً " و قوله " ثم أرسلنا رسلنا تترا كلما جاء أمة رسولها " و قوله " و الذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات " و في ذلك تنبيه على أولئك القرون الطاغية كقوم تارخ و تارح و دوحاو أسرا و ما أشبه ذلك حتى ينتهي النداء إلى أصحاب الرس و تبع و قوم إبراهيم ، و في كل ذلك لا يرفع لهم ميزان و لا يوضع لهم حساب و هم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ، و الترجمان يكلمهم لأن الرب تعالى من نظر إليه و كلمه لم يعذبه ، ثم ينادي بموسى ابن عمران فيأتي و هو كأنه ورقة في ريح عاصف قد اصفر لونه و اصطكت ركبتاه فيقول له : يا ابن عمران جبريل يزعم أنه بلغك الرسالة و التوراة فتشهد له بالبلاغ ؟ قال : نعم : قال فارجع إلى منبرك واتل ما أوحى إليك من ربك فيرقى المنبر ، ثم يقرأ فينصت له كل من في الموقف فيأتي بالتوراة غضة طرية على حسنها يوم أنزلت حتى تتوهم الأحبار أنهم ما عرفوها يوماً ثم ينادي يا داود فيأتي و هو يرعد و كأنه ورقة في ريح عاصف تصطك ركبتاه فيصفر لونه ، فيقول الله جل ثناؤه يا داود : زعم جبريل أنه بلغك الزبور فتشهد له البلاغ ؟ فيقول : نعم يا رب فيقال له : ارجع إلى منبرك واتل ما أوحى إليك . فيرقى ثم يقرأ و هو حسن الناس صوتاً . و في الصحيح أنه صاحب المزامير . ثم ينادي المنادي أين عيسى بن مريم ؟ فيؤتى به على باب المرسلين فيقول : " أنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون الله " ثم يحمد تحميداً ما شاء الله تعالى و يثنى عليه كثيراً ثم يعطف على نفسه بالذم و الاحتقار و يقول " سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب " ، فيضحك الله و يقول " هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم " يا عيسى ارجع إلى منبرك واتل الإنجيل الذي بلغك جبريل ، فيقول : نعم ثم يرقى و يقرأ فتشخص إليه الرؤوس لحسن ترديده و ترجيعه فإنه أحكم الناس به رواية فيأتي به غضاً طرياً حتى يظن الرهبان أنهم ما عملوا به قط ، ثم ينقسم قومه فرقتين المجرمون مع المجرمين و المؤمنون مع المؤمنين . ثم يخرج النداء أين محمد ؟ فيؤتى به صلى الله عليه و سلم فيقول يا محمد هذا جبريل يزعم أنه بلغك القرآن ، فيقول : نعم يا رب فيقال له ارجع إلى منبرك و اقرأ فيتلوا صلى الله عليه و سلم القرآن فيأتي به غضاً طريا له حلاوة و عليه طلاوة و يستبشر به المتقون و إذا وجوههم ضاحكة مستبشرة و المجرمون و جوههم مغبرة مقترة فإذا تلا النبي القرآن توهمت الأمة أنهم ما سمعوه قط .

و قد قيل للأصمعي تزعم أنك أحفظهم لكتاب الله قال : يا ابن أخي يوم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم كأني ما سمعته ، فإذا فرغت قراءة الكتب خرج النداء من قبل سرداقات الجلال : " و امتازوا اليوم أيها المجرمون " فيرتج الموقف و يقوم فيه روع عظيم و الملائكة قد امتزجت بالجن و الجن بيني آدم و الكل لجة واحدة ثم يخرج النداء : يا آدم ابعث بعث النار ، فيقول : كم يا رب ؟ فيقال له : من كل ألف تسع مائة و تسعة و تسعون إلى النار و واحد إلى الجنة على مايأتي بيانه ، فلا يزال يستخرج من سائر الملحدين و الغافلين و الفاسقين حتى لا يبقى إلا قدر حفنة الرب كما قال الصديق رضي الله عنه : نحن حفنات بحفنات الرب سبحانه و تعالى ، على مايأتي إن شاء الله تعالى .




باب ما جاء في الشهداء عند الحساب

قال العلماء : و تكون المحاسبة بمشهد من النبيين و غيرهم قال الله تعالى " و جيء بالنبيين و الشهداء و قضي بينهم بالحق " و قال " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد و جئنا بك على هؤلاء شهيدا " . و شهيد كل أمة نبيها . و قيل إنهم كتبة الأعمال و هو الأظهر فتحضر الأمة و رسولها ، فيقال للقوم : ماذا أجبتم المرسلين ، و يقال للرسل ماذا أجبتم ؟ فتقول الرسل لا علم لنا على ما تقدم في الباب قبل ، ثم يدعى كل واحد على الانفراد فالشاهد عليه صحيفة عمله و كاتبها فإنه قد أخبر في الدنيا أن عليه ملكين يحفظان أعماله و ينسخانها .

و ذكر أبو حامد في كتاب كشف علوم الآخرة أن المنادي ينادي من قبل الله لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب ، فيستخرج لهم كتاب عظيم يسد ما بين المشرق و المغرب فيه جميع أعمال الخلائق فما صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها و وجدوا ما عملوا حاضراً و لا يظلم ربك أحداً ، و ذلك أن أعمال الخلائق تعرض على الله في كل يوم فيأمر الكرام البررة أن ينسخوها في ذلك الكتاب العظيم و هو قوله تعالى " إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون " ثم ينادي بهم فرداً فرداً فيحاسب كل واحد منهم ، فإذا الأقدام تشهد و اليدان . و هو قوله تعالى " يوم تشهد عليهم ألسنتهم و أيديهم و أرجلهم بما كانوا يعملون " و قد جاء في الخبر أن رجلاً منهم يوقف بين يدي الله تبارك و تعالى فيقول له : يا عبد السوء كنت مجرماً عاصياً ، فيقول : ما فعلت ؟ فيقال له : عليك بينة فيؤتى بحفظته فيقول كذبوا علي فتشهد جوارحه عليه فيؤمر به إلى النار ، فيجعل يلوم جوارحه ، فتقول له : ليس عن اختيارنا " أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء " و قد تقدم هذا المعنى مستوفى ، وتقدم أن الأرض و الأيام و الليالي و المال ممن تشهد ، و إذا قال الكافر لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني ختم علي فيه فتشهد أركانه كما تقدم .


محمد بن أحمد بن أبي بكربن فرج (( القرطبي))




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته من كتاب التذكرة للإمام القرطبى**
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» باب في الشافعين لمن دخل النار(من كتاب التذكرة للإمام القرطبى)
» ((ذكر أصحاب الأعراف)) من كتاب التذكرة للإمام القرطبى
» الشفعاء و ذكر الجهنميين.(من كتاب التذكرة للإمام القرطبى)*
» القصاص يوم القيامة يوم الحسرة والندامة من كتاب التذكرة للإمام القرطبى**
» إذا كان يوم القيامة تتبع كل أمة ما كانت تعبد(من كتاب التذكرة للإمام القرطبى)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: السنة النبوية-
انتقل الى: