منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث قبل مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم للدكتور/ محمد على الصلابى ** >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث قبل مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم للدكتور/ محمد على الصلابى ** >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث قبل مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم للدكتور/ محمد على الصلابى **

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث قبل مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم للدكتور/ محمد على الصلابى ** Empty
مُساهمةموضوع: السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث قبل مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم للدكتور/ محمد على الصلابى **   السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث قبل مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم للدكتور/ محمد على الصلابى ** I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 19, 2011 3:38 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مقالة*
السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث قبل مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم للدكتور/ محمد على الصلابى **


السيرة النبوية

عرض وقائع وتحليل أحداث

للدكتور/ محمد على الصلابى

قال الله تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا`يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71]

فإن دراسة الهدي النبوي أمرله أهميته لكل مسلم،فهو يحقق عدة أهداف من أهمها:

الاقتداء برسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-من خلال معرفة شخصيته وأعماله وأقواله وتقريراته،وتكسب المسلم محبة الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم-وتنميها وتباركها،ويتعرف على حياة الصحابة الكرام الذين جاهدوا مع رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-،فتدعوه تلك الدراسة

لمحبتهم والسيرعلى نهجهم واتباع سبيلهم،كما أن السيرة النبوية توضح للمسلم حياة الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم-،بدقائقها وتفاصيلها

قبل مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أراد الله سبحانه وتعالى أن يرحم البشرية ويكرم الإنسانية فحان وقت الخلاص بمبعث الحبيب-صلى الله عليه وآله وسلم-وقبل أن نشرع في بيان ميلاده الكريم ونشأته العزيزة،ورعاية الله عز وجل له قبل نزول الوحي عليه،وسيرته العطرة قبل البعثة،نريد أن نتحدث عن الآيات العظيمة، والأحداث الجليلة التي سبقت ميلاده عليه الصلاة والسلام،فقد سبق مولده الكريم أمورعظيمة دلت على اقتراب تباشيرالصباح.

إن من سنن الله في الكون أن الانفراج يكون بعد الشدة،والضياء يكون بعد الظلام،واليسربعد العسر([1]).

ومن أهم هذه الأحداث:

أولاً:قصة حفرعبد المطلب جد النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-لزمزم:

ذكرالشيخ إبراهيم العلي في كتابه القيم «صحيح السيرة النبوية»رواية صحيحة في قصة حفر عبد المطلب لزمزم من حديث علي بن أبي طالب قال:«قال عبد المطلب:إني لنائم في الحجرإذ أتاني آتٍ فقال لي:احفرطيبة

([2،قلت:وما طيبة؟قال:ثم ذهب عني.

قال:فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي،فنمت فيه،فجاءني فقال:احفربرة([3])قال:قلت وما برة؟قال:ثم ذهب عني،فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه،فجاءني فقال:احفرالمضنونة([4]).قال:قلت:وما المضنونة؟قال:ثم ذهب.

فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي،فنمت فيه فجاءني فقال:احفرزمزم.قال: قلت:وما زمزم؟قال لاتنزف([5]) أبدأ ولا تُذم،تسقي الحجيج الأعظم،وهي بين الفرث والدم،عند نقرة الغراب الأعصم([6])،عند قرية النمل([7]).

قال:فلما بين شأنها،ودل على موضعها،وعرف أنه قد صدق،غدا بمعول([8]) ومعه ابنه الحارث بن عبد المطلب،وليس معه يومئذ ولد غيره،فحفر فيها، فلما بدا لعبد المطلب الطيّ([9]) كبر،فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته، فقاموا إليه فقالوا:يا عبد المطلب إنها بئرأبينا إسماعيل،وإنا لنا فيها حق، فأشركنا معك فيها.قال:ما أنا بفاعل،إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم، وأعطيته من بينكم،قالوا له:فأنصفنا،فإنا غيرتاركيك حتى نخاصمك فيها، قال:فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه،قالوا:كاهنة بني سعد بن هذيم،قال:نعم،وكانت بأشراف الشام.

فركب عبد المطلب ومعه نفرمن بني أبيه من بني عبد مناف،وركب من كل قبيلة من قريش نفر،فخرجوا والأرض إذ ذاك مفاوز،حتى إذا كانوا ببعضها نفد ماء عبد المطلب وأصحابه،فعطشوا حتى استيقنوا بالهلكة،فاستسقوا من كانوا معهم فأبوا عليهم،وقالوا:إنا بمفازة([10]) وإنا نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم،فقال عبد المطلب:إني أرى أن يحفركل رجل منكم حفرته لنفسه بما لكم الآن من القوة،فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته ثم واراه،حتى يكون آخرهم رجلا واحدا،فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جميعه،فقالوا:نعم ما أمرت به.

فحفركل رجل لنفسه حفرة ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشا،ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه:والله إن إلقاءنا بأيدينا هكذا للموت لا نضرب في الأرض،ولا نبتغي لأنفسنا لعجز،فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض البلاد،ارتحلوا،فارتحلوا حتى إذ بعث([11]) عبد المطلب راحلته انفجرت من تحت خفها عين ماء عذب،فكبرعبد المطلب،وكبرأصحابه،ثم نزل فشرب وشرب أصحابه،واستسقوا حتى ملأوا أسقيتهم،ثم دعا قبائل قريش وهم ينظرون إليهم في جميع هذه الأحوال،فقال:هلموا إلى الماء فقد سقانا الله، فجاءوا فشربوا،واستقوا كلهم،ثم قالوا:قد والله قضى لك علينا،والله ما نخاصمك في زمزم أبدا،إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة هوالذي سقاك زمزم،فارجع إلى سقايتك راشدا،فرجع ورجعوا معه ولم يصلوا إلى الكاهنة،وخلوا بينه وبين زمزم».



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال ابن إسحاق:فهذا ما بلغني عن علي بن أبي طالب في زمزم([12]) وقد ورد في فضل ماء زمزم أحاديث كثيرة فمنها،ما رواه مسلم في صحيحه في قصة إسلام أبي ذر: «إنها طعام طعم»([13]).

وروى الدارقطني والحاكم وصححه عن ابن عباس عن النبي-صلى الله عليه وسلم-:«ماء زمزم لما شرب له:إن شربته لتستشفي شفاك الله،وإن شربته لشبعك أشبعك الله،وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله،وهي هزمة

([14]) جبريل،وسقيا الله إسماعيل».قال الشيخ محمدأبوشهبة-رحمه الله-

([15]):ومهما يكن من شيء فقد صحح الحافظ الدمياطي،وهومن الحفاظ المتأخرين المتقنين حديث:«ماء زمزم لما شرب له»وأقره الحافظ العراقي

([16]).

ثانيًا:قصة أصحاب الفيل:

هذه الحادثة ثابتة بالقرآن الكريم والسنة النبوية،وأتت تفاصيلها في كتب السيروالتاريخ وذكرها المفسرون في كتبهم.قال تعالى:(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ`أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ`وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ`تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ) [الفيل: 1-5].

أما إشارات الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم-إلى الحادث فمنها:

· أن الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم-لما خرج زمن الحديبية سارحتى إذا كان بالثنيَّة التي يهبط عليهم منها بركت بها راحلته فقال الناس!حَل حَل

([17]),فألحت([18]) فقالوا:خلأت القصواء! فقال النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-:«ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخُلُق،ولكن حبسها حابس الفيل»

([19]).

وجاء في السيرة النبوية لأبي حاتم ما يلي:«كأن من شأن الفيل أن ملكًا كان باليمن غلب عليها،وكان أصله من الحبشة يقال له أبرهة،بنى كنيسة بصنعاء فسماها القُلَّيَس،وزعم أنه يصرف إليها حج العرب،وحلف أن يسيرإلى الكعبة فيهدمها،فخرج ملك من ملوك حمير فيمن أطاعه من قومه،يقال له ذونفر فقاتله،فهزمه أبرهة وأخذه،فلما أتى به قال له ذو نفر:أيها الملك لا تقتلني فإن استبقائي خير لك من قتلي،فاستبقاه،وأوثقه،ثم خرج سائرًا يريد الكعبة حتى إذا دنا من بلاد خثعم،خرج إليه النفيل بن حبيب الخثعمي ومن اجتمع إليه من قبائل اليمن فقاتلوه فهزمهم وأخذ النفيل،فقال النفيل:أيها الملك،إني عالم بأرض العرب فلا تقتلني،وهاتان يداي على قومي بالسمع والطاعة،فاستبقاه وخرج معه يدله حتى إذا بلغ الطائف خرج إليه مسعود بن مُعَتَّب في رجال ثقيف فقال:أيها الملك نحن عبيد لك ليس لك عندنا خلاف، وليس بيننا وبينك الذي تريد –يعنون اللات- إنما تريد البيت الذي بمكة، نحن نبعث معك من يدلك عليه،فبعثوا معه مولى لهم يقال له أبو رغال فخرج معهم حتى إذا كان بالمغمس([20]) مات أبو رغال وهو الذي رجم قبره،وبعث أبرهة من المغمس رجلا،يقال له الأسود بن مقصود على مقدمة خيله،فجمع إليه أهل الحرم،وأصاب لعبد المطلب مائتي بعير بالأرك،ثم بعث أبرهة حُناطة الحميري إلى أهل مكة فقال:سل عن شريفها ثم أبلغه أني لم آت لقتال،إنما جئت لأهدم هذا البيت،فانطلق حناطة حتى دخل مكة فلقي عبد المطلب بن هاشم فقال:إن الملك أرسلني إليك ليخبرك أنه لم يأت لقتال إلا أن تقاتلوه،إنما جاء لهدم هذا البيت ثم الانصراف عنكم،

فقال عبد المطلب:ما عندنا له قتال،فقال:سنخلي بينه وبين البيت،فإن خلى الله بينه وبينه فوالله ما لنا به قوة،قال:فانطلق معي إليه،قال:فخرج معه حتى قدم المعسكر وكان«ذو نفر»صديقا لعبد المطلب فأتاه فقال:يا ذا نفرهل عندكم من غناء فيما نزل بنا؟فقال:ما غناء رجل أسيرلا يأمن من أن يقتل بكرة أوعشية،ولكن سأبعث لك إلى أُنيَس سائس الفيل فآمره أن يصنع لك عند الملك ما استطاع من خير،ويعظم خطرك ومنزلتك عنده،قال:فأرسل إلى أنيس فأتاه فقال:إن هذا سيد قريش صاحب عين مكة الذي يطعم الناس في السهل والوحوش في الجبال،وقد أصاب له الملك مائتي بعير،فإن استطعت أن تنفعه فانفعه،فإنه صديق لي.

فدخل أنيس على أبرهة فقال:أيها الملك!هذا سيد قريش وصاحب عين مكة الذي يطعم الناس في السهل والوحوش في الجبال يستأذن عليك وأنه أحب أن تأذن له،فقد جاءك غيرناصب لك ولا مخالف عليك،فأذن له وكان عبد المطلب رجلاً عظيمًا جسيمًا وسيمًا،فلما رآه أبرهة عظمه وأكرمه،وكره أن يجلس معه على سريره وأن يجلس تحته،فهبط إلى البساط فجلس عليه معه، فقال له عبدالمطلب:أيها الملك إنك قد أصبت لي مالاعظيما فاردده علي، فقال له:لقدأعجبتني حين رأيتك ولقد زهدت فيك،قال:ولم؟قال:جئت إلى بيت هو دينك ودين آبائك وعصمتكم ومنعتكم فأهدمه فلم تكلمني فيه،

وتكلمني في مائتي بعير لك؟.قال:أنا رب هذه الإبل،ولهذا البيت رب سيمنعه،قال:ما كان ليمنعه مني،قال:فأنت وذاك،قال:فأمربإبله فردت عليه، ثم خرج عبدالمطلب وأخبرقريش الخبروأمرهم أن يتفرقوا في الشعاب، وأصبح أبرهة بالمغمس قد تهيأ للدخول وعبأ جيشه،وقرب فيله وحمل عليه ما أراد أن يحمل وهو قائم،فلما حركه وقف وكاد أن يرزم إلى الأرض فيبرك،فضربوه بالمعول في رأسه فأبى،فأدخلوا محاجن لهم تحت مراقه ومرافقه فأبى،فوجهوه إلى اليمن فهرول،فصرفوه إلى الحرم فوقف،ولحق الفيل بجبل من تلك الجبال،فأرسل الله الطيرمن البحركالبلسان([21])

مع كل طيرثلاثة أحجار:حجران في رجليه وحجرفي منقاره،ويحملن أمثال الحمص والعدس من الحجارة،فإذا غشين القوم أرسلنها عليهم،فلم تصب تلك الحجارة أحدا إلا هلك وليس كل القوم أصيب فذلك قوله تعالى:(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ`أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ`وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ`تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ`فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ)[الفيل:1-5]

وبعث الله على أبرهة داء في جسده،ورجعوا سراعا يتساقطون في كل بلد، وجعل أبرهة تتساقط أنامله،كلما سقطت أنملة أتبعها مِدَّة من قيح ودم، فانتهى إلى اليمن وهومثل فرخ الطيرفيمن بقي من أصحابه،ثم مات([22]).



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وذكرابن إسحاق-رحمه الله-في سيرته كما نقله ابن هشام عنه في السير،أن عبد المطلب أخذ بحلقة باب الكعبة،وقام معه نفرمن قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده،فقال عبدالمطلب،وهوآخذ بحلقة باب الكعبة:

لا هم إن العبد يمـ






نع رحله فامنع حلالك


لا يغلبن صليبهم






ومحالهم غَدْوًا محالك


إن كنت تاركهم وقبلـ






ـتنا فأمر ما بَدَا لك



ثم أرسل عبد المطلب حلقة باب الكعبة،وانطلق هو ومن معه من قريش إلى شغف الجبال فتحرزوا فيها ينتظرون ما أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها،وذكر بعد ذلك ما حدث من هلاك لأبرهة وجيشه([23]).

دروس وعبروفوائد من حادثة الفيل:

1- بيان شرف الكعبة,أول بيت وضع للناس:وكيف أن مشركي العرب كانت تعظمه وتقدسه،ولا يقدمون عليه شيئا،وتعود هذه المنزلة إلى بقايا ديانة إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام.

2- حسد النصارى وحقدهم على مكة وعلى العرب:الذين يعظمون هذا البيت،ولذلك أراد أبرهة أن يصرف العرب عن تعظيم بيت الله ببناء كنيسة القليس،وعلى الرغم من استعماله أساليب الترغيب والترهيب،إلا أن العرب امتنعوا ووصل الأمرإلى مداه بأن أحدث في كنيسة القليس أحد الأعراب. قال الرازي –رحمه الله تعالى– في قوله تعالى(أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ):اعلم أن الكيد هوإرادة مضرة بالغيرعلى الخفية.(إن قيل) لما سماه كيدًا وأمره كان ظاهرًا،فإنه كان يصرح أن يهدم البيت؟(قلنا) نعم،لكن الذي كان في قلبه شرمما أظهر؛لأنه كان يضمرالحسد للعرب،وكان يريد صرف الشرف الحاصل لهم،بسبب الكعبة،منهم ومن بلدهم إلى نفسه وإلى بلدته

([24]).

3- التضحية في سبيل المقدسات:قام ملك من ملوك حميرفي وجه جيش أبرهة ووقع الملك أسيرًا،وقام النفيل بن حبيب الخثعمي ومن اجتمع معه من قبائل اليمن فقاتلوا أبرهة إلا أنهم انهزموا أمام الجيش العرمرم وبذلوا دماءهم دفاعا عن مقدساتهم.

إن الدفاع عن المقدسات والتضحية في سبيلها شيء غريزي في فطرة الإنسان.

4- خونة الأمة مخذولون:فهؤلاء العملاء الذين تعاونوا مع أبرهة وصاروا عيونا له وجواسيس وأرشدوه إلى بيت الله العتيق ليهدمه،لُعنوا في الدنيا والآخرة،لعنهم الناس،ولعنهم الله سبحانه وتعالى،وأصبح قبرأبي رغال رمزًا للخيانة والعمالة،وصارذاك الرجل مبغوضا في قلوب الناس،وكلما مر أحد على قبره رجمه.

5- حقيقة المعركة بين الله وأعدائه:في قول عبد المطلب زعيم مكة: «سنخلي بينه وبين البيت فإن خلى الله بينه وبينه،فوالله ما لنا به قوة»وهذا تقريردقيق لحقيقة المعركة بين الله وأعدائه،فمهما كانت قوة العدووحشوده،فإنها لاتستطيع الوقوف لحظة واحدة أمام قدرة الله وبطشه ونقمته،فهو سبحانه واهب الحياة وسالبها في أي وقت شاء([25]).



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال القاسمي –رحمه الله–:قال القاشاني –رحمه الله-:قصة أصحاب الفيل مشهورة وواقعتهم قريبة من عهد الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم-،وهي إحدى آيات قدرة الله،وأثرمن سخطه على من اجترأعليه بهتك حرمه([26]).

6- تعظيم الناس للبيت وأهله:ازداد تعظيم العرب لبيت الله الحرام الذي تكفل بحفظه وحمايته من عبث المفسدين،وكيد الكائدين([27]) وأعظمت العرب قريشا،وقالوا:هم أهل الله،قاتل الله عنهم وكفاهم العدو،وكان ذلك آية من الله،ومقدمة لبعثة نبي يبعث من مكة ويطهر الكعبة من الأوثان،ويعيد لها ما كان لها من رفعة وشأن([28]).

7- قصة الفيل من دلائل النبوة:قال بعض العلماء:إن حادثة الفيل من شواهد النبوة ودلالاتها ومن هؤلاء:الماوردي –رحمه الله-:آيات الملك باهرة،وشواهد النبوة ظاهرة،تشهد مباديها بالعواقب فلا يلتبس فيها كذب بصدق،ولا منتحل بحق،وبحسب قوتهاوانتشارها يكون بشائرها وإنذارها، ولما دنا مولد رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-تعاطرت آيات نبوته، وظهرت آيات بركته،فكان من أعظمها شأنًا وأشهرها عيانًا وبيانًا أصحاب الفيل..إلى أن قال:وآية الرسول في قصة الفيل أنه كان في زمانه حملا في بطن أمه بمكة؛لأنه ولد بعد خمسين يومًا من الفيل،وبعد موت أبيه في يوم الإثنين الثاني عشرمن شهرربيع الأول،فكانت آية في ذلك من وجهين.

أحدهما:أنهم لو ظفروا لسبوا واسترقوا،فأهلكهم الله تعالى لصيانة رسوله-صلى الله عليه وآله وسلم-أن يجري عليه السبي حملاً ووليدًا.

والثاني:أنه لم يكن لقريش من التأله ما يستحقون به رفع أصحاب الفيل عنهم،وما هم أهل كتاب؛لأنهم كانوا بين عابد صنم،أومتدين وثن أو قائل بالزندقة،أومانع من الرجعة،ولكن لما أراد الله تعالى من ظهورالإسلام، تأسيًا للنبوة،وتعظيمًا للكعبة..ولما انتشر في العرب ما صنع الله تعالى في جيش الفيل تهيبوا الحرم وأعظموه،وزادت حرمته في النفوس ودانت لقريش بالطاعة،وقالوا:أهل الله قاتل عنهم وكفاهم كيد عدوهم،فزادوهم تشريفًا وتعظيمًا وقامت قريش لهم بالرفادة والسدانة والسقاية،والرفادة مال تخرجه قريش في كل عام من أموالهم يصنعون به طعامًا للناس أيام منى، فصاروا أئمة ديّانين،وقادة متبوعين،وصار أصحاب الفيل مثلاً في الغابرين([29]).

وقال ابن تيمية–رحمه الله-:وكان ذلك عام مولد النبي-صلى الله عليه وسلم-وكان جيران البيت مشركين يعبدون الأوثان ودين النصارى خيرمنهم،فعلم بذلك أن هذه الآية لم تكن لأجل جيران البيت حينئذ،بل كانت لأجل البيت، أولأجل النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-الذي ولد في ذلك العام عند البيت أو لمجموعهما،وأي ذلك كان فهو من دلائل نبوته([30]).

وقال ابن كثير–رحمه الله–عندما تحدث عن حادثة الفيل:كان هذا من باب الإرهاص والتوطئة لمبعث رسول-الله صلى الله عليه وآله وسلم-فإنه في ذلك العام ولد على أشهرالأقوال،ولسان حال القدرة يقول:لم ينصركم يا معشرقريش على الحبشة لخيرتكم عليهم،ولكن صيانة للبيت العتيق،الذي سنشرفه ونوقره ببعثة النبي الأمي محمد-صلوات الله وسلامه عليه-خاتم الأنبياء([31]).

8- حفظ الله للبيت العتيق:وهي أن الله لم يقدرلأهل الكتاب-أبرهة وجنوده –أن يدمروا البيت الحرام أو يسيطرواعلى الأرض المقدسة،حتى والشرك يدنسه،والمشركون هم سدنته ليبقى هذا البيت عتيقًا من سلطان المتسلطين، مصونًا من كيد الكائدين وليحفظ لهذه الأرض حريتها حتى تنبت فيها العقيدة الجديدة حرة طليقة،لا يهيمن عليها سلطان،ولايطغى فيها طاغية ولا يهيمن على هذا الدين الذي جاء ليهيمن على الأديان،وعلى العباد،ويقود البشرية ولا يُقاد،وكان هذا من تدبيرالله لبيته ولدينه قبل أن يعلم أحد أن نبي هذا الدين قد ولد في هذا العام([32]).

ونحن نستبشر بإيحاء هذه الدلالة اليوم ونطمئن،إزاء ما نعلمه من أطماع فاجرة ماكرة ترف حول الأماكن المقدسة من قِبل الصليبية العالمية والصهيونية العالمية،ولا تني أن تهدأ في التمهيد الخفي اللئيم لهذه الأطماع الفاجرة الماكرة،فالله الذي حمى بيته من أهل الكتاب وسدنته من المشركين، سيحفظه إن شاء الله ويحفظ مدينة رسوله من كيد الكائدين ومكرالماكرين

([33]).

9- جعل الحادثة تاريخـًا للعرب:استعظم العرب ما حدث لأصحاب الفيل، فأرخوا به،وقالوا وقع هذاعام الفيل وولد فلان عام الفيل،ووقع هذا بعدعام الفيل بكذا من السنين،وعام الفيل صادف عام 570م([34]).

***





([1]) انظر:هذا الحبيب يا محب،للجزائري،ص51.

([2]) طيبة:مشتقة من الطيب،وبه سميت المدينة.

(3) برة:مشتقة من البر،والبر:هو الخيروالطهارة.



([4]) المضنونة:الغالية النفسية التي يضن بمثلها،أي يبخل.

(5) لا تنزف: أي لا يفرغ ماؤها ولا يلحق قعرها.



([6]) الغراب الأعصم:الذي في ساقيه بياض.

(7) قرية النمل:المكان الذي يجتمع فيه النمل.



([8]) المعول: الفأس.

(1) الطي:حافة البئر



([10]) المفازة:جمعها مفاوز:القفار.

(3) بعث راحلته:أقامها من بروكها.



([12]) السيرة النبوية لابن هشام (1/142-155) السيروالمغازي لابن إسحاق ص24، 25،تحقيق سهيل زكار، البيهقي في الدلائل (1/93-95) وصرح ابن إسحاق بالسماع فسنده صحيح،وله شاهد من مرسل الزهري،فالحديث صحيح من طريق البيهقي وابن هشام.

([13]) مشبع.

(1) هزمة أو همزة:أثر ضربته في الأرض بعقبه،أو جناحه.

([15]) انظر:السيرة النبوية الصحيحة (1/158).

(3) مقدمة ابن الصلاح،وشرحها للحافظ العراقي ص13.

([17]) كلمة تقال للناقة إذا تركت السير (فتح الباري: 5/335).

([18]) ألحت:أي تمادت على عدم القيام وهو من الإلحاح،فتح الباري

(5/335).

([19]) البخاري،الشروط (5/388).

([20]) المغمس:مكان قرب مكة في طريق الطائف مات فيه أبو رغال.

([21]) البلسان:الزرازير.

([22]) السيرة النبوية لأبي حاتم البستي ص34-39،وانظر السيرة النبوية لابن كثير(1/ص30-37).

([23]) السيرة النبوية لابن هشام مع شرح أبي ذر ا لخشني

(1/84-91).

([24]) انظر:تفسيرالرازي (32/94).

([25]) انظر:السيرة النبوية لأبي فارس ص112.

([26]) انظر:محاسن التفسير للقاسمي (17/262).

([27]) انظر:السيرة النبوية لأبي فارس ص112.

(5) انظر:السيرة النبوية للندوي ص92.



([29]) انظر:أعلام النبوة للماوردي ص185-189.

([30]) انظر:الجواب الصحيح (4/122)

([31]) انظر:تفسير ابن كثير (4/548، 549).

([32]) انظر:السيرة النبوية لأبي فارس ص113.

([33]) في ظلال القرآن (6/3980)

([34]) انظر:السيرة النبوية للندوي ص93.


نقلاً عن مجلة السادة الأشراف**

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث قبل مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم للدكتور/ محمد على الصلابى **
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم للدكتور/محمد على الصلابى **
» السيرة النبوية(( مرضعات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ))
» السيرة النبوية وفاة أم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .**
» مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم..**
» أجمل ربيع للحياة .. بميلاد رسولنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: السيرة النبوية-
انتقل الى: