منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
                إتباع الصحابة للرسول وسُنته الشريفة  >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
                إتباع الصحابة للرسول وسُنته الشريفة  >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

  إتباع الصحابة للرسول وسُنته الشريفة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن المرجاوى
المدير العام
المدير العام
حسن المرجاوى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4067
تاريخ الميلاد : 03/06/1963
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 60
المزاج مصر العربيه

                إتباع الصحابة للرسول وسُنته الشريفة  Empty
مُساهمةموضوع: إتباع الصحابة للرسول وسُنته الشريفة                    إتباع الصحابة للرسول وسُنته الشريفة  I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 15, 2010 5:45 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الصحـــابة وإتباع الرســول
حديثنا في هذا الموضوع عن الصحابة رضوان الله عليهم، وكيف كانوا يتبعون سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وكيف كانوا يتعاملون مع هذه السُنة سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
الحقيقة إن نظرة الصحابة إلى السنة كانت نظرة فريدة حقا، وتعظيم الصحابة للسُنة كان بدرجة لا يتخيلها إلا من درس حياة الصحابة بعمق، ودرس كل نقطة من نقاط حياة الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
ثم تفاوتت بعد ذلك نظرة اللاحقين إلى السُنة الذين جاءوا بعد الصحابة، فاختلفت نظرتهم للسنة، فمنهم من عظمها، ولكن كشيء نظري جميل، تاريخ رائع لإنسان عظيم، لكن يأخذ منها، ويترك كيفما شاء, ومن الناس من اعتقد أنها شيء من الكماليات قد يجمل، ولكن ليس ضروريا, ومن الناس من اعتقد أن السُنة كانت أشياء خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وليست لعموم الأمة، فإذا تكلمت معه عن عمل للرسول صلى الله عليه وسلم، أو قول له توضح له معاملة الرسول في أمر من الأمور، فيرد بأنه رسول، أما أنا فلست برسول, ومن الناس من تطاول على السنة، وطعن فيها، وألقى بالشبهات، واتبع المتشابه، وأعرض عن المحكم، فلذلك نجد تفاوتًا كبيرًا في تلقي معنى السُّنة في الأجيال التي لحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم.
لذلك نريد أن نوضح نظرة الصحابة للسُّنة،
كيف كانوا ينظرون إلى السُنة؟
لأن هذه هي النظرة الصحيحة التي نتمنى منها معرفة التعامل مع السُنة النبوية المطهرة المشرفة.
فارتباط الصحابة بالسنة كان سببًا مباشرا لوصول الصحابة إلى رضا الله عز وجل، وإلى حب الله عز وجل، فحب الله عز وجل لك، ومغفرة ذنوبك مرهون باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد صرح بذلك الله عز وجل في كتابه فقال:


[ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ]
{آل عمران:31} .


فحياة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت التفسير العملي للقرآن الكريم، كانت التطبيق الواقعي لما أراده الله عز وجل من العباد، كانت التطبيق الواقعي لما أراده الله عز وجل من العبادة، كل صغيرة، وكبيرة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت لهدف، كانت مقصودة، وكانت محسوبة، وكانت متابعة بالوحي، تستطيع أن تقول بمنتهى الاطمئنان أن كل أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت متابعة بالوحي الكريم من الله عز وجل، أعمال الرسول صلى الله عليه وسلم قد تكون بأمر من الله عز وجل, وقد يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ينزل الوحي إما بالتأكيد على هذا الفعل، وإما بتعديله إلى شيء آخر.
فإذن كل نقطة من نقاط حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت متابعة بالوحي، ولا يحدث هذا الأمر إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، والأنبياء، فلا ينبغي أن يُقَلد إنسانًا تقليدًا مطلقًا إلا الرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن كل إنسان غير الرسول صلى الله عليه وسلم قد يصيب ويخطئ، فكل إنسان يصيب ويخطئ، وكل إنسان يؤخذ من كلامه ومن أفعاله ويُرَد، كل إنسان إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.
الصحابة كانوا يفقهون ذلك جيدا، وظهر ذلك في كثير من أفعالهم، أو قل ظهر ذلك في كل أفعالهم، كما سنرى إن شاء الله.


تعامل الصحــــــابة مع السُّــــنة


كيف كان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يتعاملون مع السُنة ويتبعون الرسول صلى الله عليه وسلم؟
كيف كان حرصهم على أن يعرفوا كل نقطة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
كم نالهم من التعب من أجل ألا تتركهم سُنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم؟
روى البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد- هذا الجار هو عتبان بن مالك- وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينزل يوما، وأنزل يوما، فإذا نزلت جئت بخبر ذلك اليوم من الوحي، وإذا نزل فعل مثل ذلك.
فالقضية تهمه وتشغل باله، فحياته لم تقف، بل يعمل، ويتاجر، ويتزوج، لكنه حريص كل الحرص أن يعرف كل نقطة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
إن من يسمع عن قصة سيدنا عمر، أو يسمع عن تاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم يظن أن سيدنا عمر ليله ونهاره مع الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يتركه لحظة من لحظات حياته، ولكن الأمر على عكس ذلك، فكانت لهم حياتهم الخاصة، ولكن في نفس الوقت كان حريصًا على معرفة كل شيء في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
لماذا لا نتشبه بهم، ونقتفي أثرهم؟
وإذا كنت تختلق أعذارًا بأنه ليس لديك وقت لتفعل كما كان يفعل سيدنا عمر وسيدنا عتبان بن مالك، فمن الممكن أن تقرأ في السنة، وتنقل ما قرأته لجارك، وينقل لك ما قرأه، وتسطيعون أن تقتسموا فروع العلم المختلفة، وتدارسوها، وبذلك تسطيع معرفة منهج، وسُنة النبي صلى الله عليك وسلم.
إن عمر بن الخطاب وهو من هو، كان يتعلم، ويتعاون لمعرفة السُنة النبوية من عتبان بن مالك، يتعاون معه على البر والتقوى، مع أن هذا الجار كثير منا لا يعرفه، فمن منا يعرف عتبان بن مالك؟
فليس أبا بكر، أو عثمان، ومع ذلك سيدنا عمر كان يستفيد منه، وأكيد عمر رضي الله عنه كان يفيده.
ولنتذكر قصة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما التي ذكرناها في فصل الصحابة والعلم، كم كان حريصًا على السُنة! وكان ينام على باب بيت الصحابة، يحكي عن نفسه، فيقول فيما رواه الدارمي بسند صحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول عن نفسه:
لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت لرجل من الأنصار:
يا فلان هلم فلنسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير.
قال: واعجبا لك يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك، أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟
فيقول عبد الله بن عباس: فترك ذلك، وأقبلت أنا- يعني على المسألة- فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتيه، وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه، فتسفي الريح على وجهي التراب، فيخرج فيراني، فيقول:
يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك؟ ألا أرسلت إلي فآتيك. فأقول: لا، أنا أحق أن آتيك.
فأسأله عن الحديث. قال ابن عباس رضي الله عنهما:
فبقي الرجل، حتى رأني، وقد اجتمع الناس علي.
مرت الأيا وعبد الله بن عباس أصبح من علماء المسلمي واجتمع عليه الناس فقال الرجل الانصاري:
كان هذا الفتى أعقل مني.
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول عن نفسه:
إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة.
يستعجب الناس من رواية أبي هريرة لكل الأحاديث التي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى أكثر من سبعة آلاف حديث، حتى من عاصره كان يستعجب من هذا الكم الضخم الذي رواه أبو هريرة فقد أسلم في سنة سبعة من الهجرة، لم يصاحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أربع سنين فقط، لكنه روى أكثر من سبعة آلاف حديث من صحبة أربع سنين فقط مع الرسول صلى الله عليه وسلم، أكثر من روى الصحابة، روى أكثر من كل الصحابة الذين عاشوا مع الرسول عشرين سنة، وأكثر من عشرين سنة،
فيقول:
إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا عن رسول الله صلى اله عليه وسلم قوله تعالى:


[ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ(159)إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ] {البقرة:159،160} .



تحذير خطير جدا للذي يكتم آيات الله عز وجل، أو يكتم أي علم وصل عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبو هريرة يخاف من هذا التحذير، فكل معلومة عرفها من الرسول صلى الله عليه وسلم أحب أن يقولها، فقال كل الأحاديث التي عرفها، وكيف تسنى لأبي هريرة معرفة هذا الكم الهائل من الأحاديث عن غيره من الصحابة؟
============
يفسر ذلك أبو هريرة بقوله:
إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق في الأسواق- يعني التجارة- وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل بأموالهم، وإني كنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطني.
فكان من الفقراء المحتاجين رضي الله عنه وأرضاه من أهل الصفة، فكان أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه يسد ثغرة مهمة جدًا، وهي نقل الأحاديث النبوية بمفرده كما ذكرنا أكثر من سبعة آلاف حديث، فجلوسه مع النبي صلى الله عليه وسلم كان مفيدًا جدا، ولكن لم يتفرغ كل الصحابة تفرغ أبو هريرة, بل عملوا في سد ثغرات أخرى، وليس المطلوب منك أن تكون كأبي هريرة، وتفرغ نفسك تفرغًا تامًا، وتترك أعمالك، وتجارتك، ولكن يتعاون كل المجتمع على سد كل الثغرات، فالصحابة لم يتفرغوا كلهم لنقل الحديث كأبي هريرة، لكنهم تعاونوا ليستفيدوا من بعضهم البعض، والصحابة لم يكن عندهم مانع أن يقطعوا المسافات، والمسافات، والبلاد، والبلاد، من أجل معرفة رأي الرسول صلى الله عليه وسلم في قضية من القضايا، حرص عجيب على السنة، وهذا المعنى هو الذي نريد ترسيخه فينا في هذا الفصل.
روى البخاري عن عقبة، عن الحاكم رضي الله عنه وأرضاه أحد الصحابة كان يعيش في مكة، والرسول كان يعيش في المدينة، فتزوج عقبة ابنة أبي إيهاب بن عزيز رضي الله عنه، فأتته امرأة، قالت له:
إيه، إني قد أرضعت عقبة، والذي تزوج.
فقال لها عقبة: ما أعلم أنك أرضعتيني ولا أخبرتيني قبل الزواج.
لكنه كان تزوج، فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، ذهب من مكة للمدينة ليسأله صلى الله عليه وسلم، فسأله ولم يكن يعرف ذلك قبل الزواج، وتزوج، وبعد ما تزوج عرف، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:
كَيْفَ وَقَدْ قِيلَ.
يعني أنت عرفت، ثم أمره أن يفارقها، ففارقها عقبة، ونكحت زوجا غيره، الشاهد هو حرص الصحابة الشديد على رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأي الشرع، لم يسأل أحد الصحابة في مكة، وينتهي الأمر، ولكنه يسافر من مكة للمدينة خمسمائة كيلوا في الصحراء؛ لكي يسأل عن مسألة واحدة، فالمسألة مهمة، وتستلزم، لكن ليس كل إنسان يحرص هذا الحرص على معرفة رأي الدين.
كثير من الناس تسألني عن مسائل طلاق، وزواج، وتعرف منه بعد ما تسمع حكايته أنه طلق قبل ذلك مرة، واثنتين، وثلاثة، ولا يزال مع امرأته، وتسأله كيف ذلك؟
فيقول: سألت واحد أعرفه، وقال لي لو كنت غضبان فليس ذلك بطلاق. ويمر الأمر ببساطة.
قضايا ضخمة جدا في حياة الناس، لكن ببساطة شديدة تؤخذ الأمور، نحن نحتاج أن نبذل مجهودا ً كبيرا ً لنعرف رأي الدين في كل قضية من القضايا مهما صغرت هذه القضية في أعيننا، لا بد من معرفة رأي الدين، لا يوجد أمر صغير، وأمر كبير، بل يوجد أمر حلال، وأمر حرام، هذا ما نريد فهمه ودراسته من حياة الصحابة.
روى الإمام أحمد، والطبراني، وأبو يعلى رحمهما الله جميعا عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: بلغني حديثا عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الرجل سيدنا جابر، ويعيش في المدينة المنورة، سمع أن هناك حديثا قاله أحد الصحابة في الشام، وكان عبد الله بن أنيس رضي الله عنه وأرضاه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعيش في الشام، ويريد سيدنا جابر بن عبد الله أن يسمع بنفسه الحديث من عبد الله بن أنيس، وهذا ما يسميه علماء الحديث بعلو السند، بدلًا ما يسمع من فلان عن فلان عن عبد الله بن أنيس، بل يسمع منه مباشرة، فيكون أوثق في المعرفة، يقول:
فاشتريت بعيرا، ثم شددت عليه رحلي، فسرت إليه شهرا، حتى قدمت عليه الشام، فإذا عبد الله بن أنيس الأنصاري رضي الله عنه، فقلت للبواب:
قل له جابر على الباب.
فقال: ابن عبد الله؟
فقال: نعم.
فخرج يطأ ثوبه، فاعتنقني، واعتنقته، فقلت:
حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص، فخشيت أن تموت، أو أموت قبل أن أسمعه.
فقال عبد الله بن أنيس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يُحَشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ- أَوْ قَالَ: الْعِبَادُ- عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا.
فقالوا: وما بهمًا؟
فقال: لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ، لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ، حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهَ حَتَّّى اللَّطْمَةُ.
فكيف الحال بمن يُظلم، ويُعذب، ويُشرد، بدون وجه حق؟
يقول عبد الله بن أنيس: فقلنا: كيف وإنما نأتي الله عز وجل عراة غرلا بهما؟
قال صلى الله عليه وسلم:
بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ.
فأخذه جابر بن عبد الله، ورجع إلى المدينة المنورة، حديث واحد يا ترى عندنا كم كتاب في المكتبة فيهم أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم نقرأها، ونحتج بأنه لا وقت لدينا، فكيف استطاع جابر بن عبد الله أن يذهب إلى الشام في شهر ويعود في شهر من أجل حديث واحد؟
الفارق أنه يعطي له أهمية كبيرة، أحيانًا يفرغ الإنسان منا نفسه أسبوعا كاملا ليذهب فيه للمصيف؛ لأنه يعرف قيمة المصيف, تجد عنده ساعتين يشاهد المباراة؛ لأنه يعرف قيمة المباراة، ومن الممكن يفرغ نفسه نصف يوم ليشاهد المباراة في الإستاد لأن الموضوع له قيمة عنده.
فعلى قدر أهمية الموضوع تجد له وقت، فلو أعطيت لدراسة السنة، وعلم رأي الدين في قضية من القضايا أهمية ستجد وقت تعمل كجابر، وغيره من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
روى أحمد، والبيهقي عن عطاء بن أبي رباح رحمه الله- عطاء من التابعين- يقول:
إن أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه رحل إلى عقبة بن عامر رضي الله؛ ليسأله عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم- أبو أيوب يعيش في المدينة المنورة، وعقبة بن عامر يعيش في مصر- يقول: فلما قدم إلى منزل مسلمة بن مخلد الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه، وكان أمير مصر في ذلك الوقت، خرج إليه، فعانقه، ثم قال له مسلمة:
ما جاء بك يا أبا أيوب؟
قال: حديث سمعه عقبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ستر المؤمن، دلني على عقبة أسمع منه الحديث.
فقال: نعم.
فذهب معه لسيدنا عقبة رضي الله عنه، قال عقبة لما رأى أبا أيوب:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
مَنْ سَتَرَ مُؤْمِنًا فِي الدُّنْيَا عَلَى كُرْبَتِهِ سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
هذا السطر الذي من أجله جاء أبو أيوب من المدينة المنورة إلى مصر، فيقول راوي الحديث:
ثم انصرف أبو أيوب إلى راحلته فركبها راجعًا إلى المدينة.
لم يقعد في مصر، ولا لحظة، الهدف عنده واضح جدا، الهدف عنده أن يعرف السُنة، ليس لديه وقت يصرفه في حاجة أخرى، هؤلاء هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ليس المقصود أن تسافر من بلد لبلد لتتعلم السُنة، وإن كان هذا أحيانا كثيرا جدًا يكون مطلوب، لكن المقصود منك أن تكون واسع الاطلاع على الكتب الموجودة في بيتك، وتقرأها، وتشتري إن لم يكن عندك في البيت، احضر درس العلم في مكانك الذي تسكن فيه، واسأل الشيخ الذي تعرفه عن القضايا التي تعرض لك في حياتك من قضايا الإسلام، وما أكثر هذه القضايا؛ لأن هذه القضايا فيها عمرك كله، كل صغيرة وكبيرة في حياتك، هذا هو المقصود من سماع هذه الحكايات عن جيل الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
الصحابة كانوا يقاطعون من لم يلتزم بالسنة، والمقصود بمقاطعة من لم يلتزم بالسُنة: هو مقاطعة من يصر على مخالفة نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، وليس من يترك النافلة.
السُنة هي حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو النواهي التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصحابة حين يعرفون أحدا يصر على مخالفة نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقاطعونه.
روى البخاري، ومسلم، وغيرهما عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أنه رأى رجلا يقذف- يعني يرمي طيرا بحجر بالنبلة- بالمقلاع، فقال له:
لا تقذف، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن القذف، ثم قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إِنَّه لَا يُصَادُ بِهِ صَيْدٌ، وَلَا يُنْكَى بِهِ عَدُوٌّ.
يعني تعلمه لن يفيدك في الصيد، ولن ينفع في الجهاد، لكنها قد تكسر السن، وتفقأ العين، فليس هناك أي مصلحة في استعمال هذا القذف، والطير الذي قذف بالحجارة، لو وقع ميت، لن ينفع أكله، الشرع يسميه وقيذا، وأكل الوقيذ محرم؛ لأنه مات بقوة الرمي، لم يمت بحدها، فلا توجد مصالح في الموضوع، فالله سبحانه وتعالى لما ذكر المحرمات في الطعام في سورة المائدة ذكر منها [وَالمَوْقُوذَةُ] {المائدة:3} ، يعني فهو من أكثر من وجه ممنوع، فعبد الله بن مغفل رأى الرجل يقذف، فأمره ألا يقذف، وفسر ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم رأه بعد ذلك يقذف، بعد ما نصحه، وأمره، ونهاه، فقال له:
أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن القذف، أو كره القذف، وأنت تقذف، لا أكلمك كذا وكذا.
في رواية مسلم، قال:
لا أكلمك أبدا.
في الأول نصحه، ثم لما رآه يقوم بعمل في نظره كبير جدًا، رآه يخالف السنة، قرر أن يقاطعه.
ومن هنا أجاز العلماء أن يُقَاطع الذي يخالف السُنة عمدا ً، حتى، وإن كانت المقاطعة أكثر من ثلاثة أيام، طبعا ًبعد أن يُقدم له النصح والإرشاد.
وفقنا الله وإياكم لإتباع سُنة النبى المصطفى عليه الصلاة والسلام والله المستعان ؛ والحمد لله رب العالمين


نقلته لكي نستفيد معاً ..،،،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إتباع الصحابة للرسول وسُنته الشريفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: السيرة النبوية-
انتقل الى: