منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.**

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** Empty
مُساهمةموضوع: أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.**   أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** I_icon_minitimeالخميس أغسطس 18, 2011 4:01 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


أهمية السيرة النبوية فى فهم الإسلام


ليس الغرض من دراسة السيرة النبوية وفقهها ’ مجرد الوقوف على الوقائع التاريخية ’ ولا سرد ما طرف أو جمل من القصص و الأحداث ولذا فلا ينبغى أن نعتبر دراسة فقه السيرة النبوية من جملة الدراسة التاريخية ’ شأنها كشأن الإطلاع على سيرة خليفة من الخلفاء أو عهد من العهود التاريخية الغابرة .
وإنما الغرض منها ’ أن يتصور المسلم الحقيقة الإسلامية فى مجموعها متجسدة فى حياته صلى الله عليه وسلم ’ بعد أن فهمها مبادىء وقواعد و أحكام مجردة فى الذهن .
أى أن دراسة السيرة النبوية ’ ليست سوى عمل تطبيقى يراد منه تجسيد الحقيقة الإسلامية كاملة ’ فى مثلها الأعلى محمد صلى الله عليه وسلم .
و إذا أردنا أن نجزىء هذا الغرض ونصنف أجزاءه ’ فإن من الممكن حصرها فى الأهداف التفصيلية التالية :
1- فهم شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ( النبوية ) من خلال حياته و ظروفه التى عاش فيها ’ للتأكد من أن محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن مجرد عبقرى سمت به عبقريته بين قومه ولكنه قبل ذلك رسول أيده الله بوحى من عنده وتوفيق من لدنه .

2- أن يجد الإنسان بين يديه صورة للمثل الأعلى فى كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة ’ كى يجعل منها دستورا يتمسك به ويسير عليه ’ولا ريب أن الإنسان مهما بحث عن مثل أعلى فى ناحية من نواحى الحياة فإنه واجد كل ذلك فى حياةالرسول صلى الله عليه وسلم أعظم ما يكون من الوضوح و الكمال .
ولذا جعله الله قدوة للإنسانية كلها إذ قال : ( لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة ) الأحزاب 21 .
3- أن يجد الإنسان فى دراسة سيرته صلى الله عليه وسلم ما يعينه على فهم كتاب الله تعالى وتذوق روحه ومقاصده ’ إذ أن كثيرا من آيات القرآن إنما يجليها وتفسرها الأحداث التى مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم وموقفه منها .
4- أن تتجمع لدى المسلم من خلال دراسة سيرته صلى الله عليه وسلم أكبر قدر من الثقافة و المعارف الإسلامية الصحيحة ’ سواء ما كان منها متعلقا بالعقيدة و الأحكام و الأخلاق ’ إذ لا ريب أن حياته صلى الله عليه وسلم إنما هى صورة مجسدة نيرة لمجموع مبادىء الإسلام و أحكامه .
5- أن يكون لدى المعلم و الداعية الإسلامى نموذج حى عن طرائق التربية و التعليم ’ فلقد كان محمد صلى الله عليه وسلم مربيا فاضلا ومعلما ناصحا لم يأل جهدا فى تلمس أجدى الطرق الصالحة الى كل من التربية و التعليم خلال مختلف مراحل دعوته .
وإن من أهم ما يجعل سيرته صلى الله عليه وسلم وافية بتحقيق هذه الأهداف كلها أن حياته عليه الصلاة و السلام شاملة لكل النواحى الإنسانية و الإجتماعية التى توجد فى الإنسان من حيث إنه فرد مستقل بذاته أو من حيث أنه عضو فعال فى المجتمع .
فحياته عليه الصلاة و السلام تقدم إلينا نماذج سامية للشاب المستقيم فى سلوكه ’ الأمين مع قومه

و أصحابه ’ كما تقدم النموذج الرائع للإنسان الداعى الى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة ’ الباذل منتهى الطاقة فى سبيل إبلاغ رسالته ’ ولرئيس الدولة الذى يسوس الأمور بحذق وحكمة بالغة ’ وللزوج المثالى فى حسن معاملته والأب فى حنو عاطفته مع تفريق دقيق بين الحقوق و الواجبات لكل من الزوجة و الأولاد’ وللقائد الحربى الماهر والسياسى الصادق المحنك ’ وللمسلم الجامع - فى دقة وعدل - بين واجب التعبد و التبتل لربه ’ والمعاشرة الفكهة اللطيفة مع أهله و أصحابه .
لاجرم إذاً ’ أن دراسة السيرة النبوية ليست إلا إبرازا لهذه الجوانب الإنسانية كلها مجسدة فى أرفع نموذج و أتم صورة .



فقهُ السّيرَة

الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.**   أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** I_icon_minitimeالخميس أغسطس 18, 2011 4:01 pm

القسم الأول السيرة النبوية كيف تطورت دراستها وكيف يجب فهمها اليوم


لا ريب أن سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تشكل الركيزة الأساسية لحركة التاريخ العظيم الذى يعتز به المسلمون على إختلاف لغاتهم و أقطارهم .
وانطلاقا من هذه السيرة دون المسلمون التاريخ ..... ذلك لأن أول ما دونه الكاتبون المسلمون من وقائع التاريخ و أحداثه ’ هو أحداث السيرة النبوية ’ ثم تلا ذلك تدوين الأحداث التى تسلسلت على إثرها الى يومنا هذا .
حتى التاريخ الجاهلى الذى ينبسط منتشرا وراء سور الإسلام فى الجزيرة العربية ’ إنما دعاه المسلمون من العرب و غيرهم واتجهوا الى رصده و تدوينه . على هدى الإسلام الذى جاء فحدد معنى الجاهلية ’ وعلى ضوء المعلمة التاريخية الكبرى التى تمثلت فى مولد أفضل الورى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة حياته . إذاً ’ فالسيرةو النبوية تشكل المحور الذى تدور حوله حركة التدوين لتاريخ الإسلام فى الجزيرة العربية . بل هى العامل الذى أثر فى أحداث الجزيرة العربية أولا ’ ثم فى أحداث سائر العالم الإسلامى ثانيا .

ولقد إمتلك فن الرواية لأحداث التاريخ عند العرب و المسلمين منهجا علميا دقيقا لرصد الوقائع وتمييز الصحيح منها عن غيره ’ لم يملكمثله غيره . غير أنهم لم يكونوا ليكتشفوا هذا المنهج ’ ولم يكونوا لينجحوا فى وضعه موضع التنفيذ فى كتاباتهم التاريخية ’ لولا السيرة النبوية التى وجدوا أنفسهم أمام ضرورة دينية تحملهم على تدوينها تدوينا صحيحا لا يشوبها وهم ولا يتسلل اليها خلط أو إفتراء .... ذلك لأنهم علموا أن سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسنته هما المفتاح الأول لفهم كتاب الله تعالى . ثم هما النوذج الأسمى لكيفية تطبيقه و العمل به . فكان أن نهض بهم دافع اليقين بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأن القرآن كلام الله تعالى ’ وبأنهم يحملون ومسئولية العمل بمقتضاه ’ وأن الله تعالى محاسبهم على ذلك حسابا دقيقا - - نهض بهم اليقين بكل ذلك الى تحمل أقسى الجهد فى سبيل الوصول الى منهج علمى تحصن فيه حقائق السيرة والسنة النبوية المطهرة.. . وإنما أقصد بالمنهج العلمى قواعد مصطلح الحديث ’ وعلم الجرح و التعديل . فمن المعلوم أن ذلك إنما وجد أولا لخدمة السنة المطهرة التى لابد أن تكون السيرة النبوية العامة قاعدة لها .
ثم إنه أصبح بعد ذلك منهجا لخدمة التاريخ عموما ’ وميزانا لتمييز حقائقه عن الأباطيل التى تعلق به.
يتبين لك من هذا أن كتابة السيرة النبوية ’ كانت البوابة العريضة الهامة التى دخل منها المسلمون الى دراسة التاريخ وتدوينه عموما ’ وأن القواعد العلمية التى إستعانوا بها لضبط الروايات و الأخبار ’ هى ذاتها القواعد التى أبدعتها عقول المسلمين شعورا منهم بالحاجة الماسة الى حفظ مصادر الأسلام وينابيعه الأولى من أن يصيبها أى دخيل يعكره .



فقهُ السّيرَة

الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.**   أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** I_icon_minitimeالخميس أغسطس 18, 2011 4:02 pm

كيف بدأت ثم تطورت كتابة السيرة



تأتى كتابة السيرة النبوية - من حيث الترتيب - فى الدرجة الثانية بالنسبة لكتابة السنة النبوية . فلا جرم أن كتابة السنة ’ أى الحديث النبوى ’ كانت أسبق من كتابة السيرة النبوية عموما . إذ أن السنة بدأت كتابتها كما هو معلوم ’ فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ’ بإذن ’ بل بأمر منه صلى الله عليه وسلم . وذلك بعد أن إطمأن الى أن أصحابه قد تنبهوا للفارق الكبير بين اسلوبى القرآن المعجز و الحديث النبوى البليغ . فلن يقعوا فى لبس بينهما .
أما كتابة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ومغازيه بصورة عامة ’ فقد جاء ذلك متأخرا عن البدء بكتابة السنة ’ وإن كان الصحابة يهتمون بنقل سيرته ومغازيه شفاهاً .
ولعل أول من إهتم بكتابة السيرة النبوية عموما هو ( عروة بن الزبير المتوفى عام 92 ثم أبان بن عثمان المتوفى عام 105 ثم وهب بن منبه المتوفى 110 ثم شرحبيل بن سعد المتوفى 123 ثم ابن شهاب الزهرى المتوفى عام 124 .

إن هؤلاء ولاريب يعدون فى مقدمة من إهتموا بكتابة السيرة النبوية ’ كما تعد كتاباتهم طليعة هذا العمل العلمى العظيم ’ بل تعد الخطوة الألوى - كما ألمحنا - الى كتابة التاريخ و الإهتمام به عموما ’ هذا بقطع النظر عن أن الكثير من من أحداث السيرة منثور فى كتاب الله تعالى وفى بطون كتب السنة النبوية التى تهتم من سيرة النبى صلى الله عليه وسلم بأقواله و أفعاله’ لاسيما ما يتعلق منها بالتشريع . غير أن جميع ما ما كتبه هؤلاء قد باد وتلف مع الزمن ’ فلم يصل الينا منه شىء ’ ولم يبق منه إلا بقايا متناثرة - روى بعضها الطبرى . ويقال أن بعضها الآخر - وهو جزء مما كتبه وهب بن منبه - محفوظ فى مدينة هايدلبرج بألمانيا . ولكن جاء فى الطبقة التى تلى هؤلاء من تلقف كل ما كتبوه ’ فأثبتوا جله فى مدوناتهم التى وصل إلينا معظمها بحمد الله و تو فيقه . ولقد كان فى مقدمة هذه الطبقة محمد بن إسحاق المتوفى عام 152 . وقد إتفق الباحثون على أن ما كتبه محمد بن إسحاق يعد من أوثق ما كتب فى السيرة النبوية فى ذلك العهد ولئن لم يصل إلينا كتابه ( المغازى ) بذاته ’ إلا أن أبا محمد الملك المعروف بابن هشام قد جاء من بعده ’ فروى لنا كتابه هذا مهذبا منقحا ’ ولم يكن قد مضى على تأليف ابن إسحاق له أكثر من خمسين عاما .
يقول ابن خلكان : ( وابن هشام هذا ’ هو الذى جمع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ’ من المغازى و السير لإبن إسحاق ’وهذبها ’ ولخصها ’ وهى السيرة الموجودة بأيدى الناس و المعروفة بسيرة ابن هشام ). وعلى كل ’ فإن مصادر السيرة النبوية التى إعتمدها سائر الكتاب على إختلاف طبقاتهم محصورة فى المصادر التالية :
أولا :- كتاب الله تعالى . فهو المعتمد الأول فى معرفة الملامح العامة لحياة النبى صلى الله عليه وسلم ’ وفى الإطلاع على المراحل الإجمالية لسيرته الشريفة ’ بقطع النظر عن أسلوب القرآن فى بيان ذلك .

ثانيا :- كتب السنة النبوية ’ وهى تلك التى كتبها أئمة الحديث المعروفون بصدقهم و أمانتهم ’ كالكتب الستة وموطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد وغيره ’ وإن كانت عناية هذه الكتب الأولى إنما تنصرف الى أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله من حيث أنها مصدر تشريع ’ لا من حيث هى تاريخ يدوّن . ولذلك رتبت أحاديث كثير من هذه الكتب على الأبواب الفقهية ’ ورتب بعضهاى على أسماء الصحابة الذين رووا هذه الأحاديث ’ ولم يراع فيها التتابع الزمنى للأحداث .
ثالثا :- الرواة الذين اهتموا بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياته عموما ’ وقد كان فى الصحابة الكثير ممن اهتم بذلك ’ بل مامن صحابى كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مشهد من مشاهد سيرته إلا رواه لسائر الصحابة ولمن بعده أكثر من مرة . ولكن دون أن يهتم واحد منهم فى بادىء الأمر بجمعها وتدوينها . وأحب أن ألفت النظر الى الفرق بين عموم ما يسمى كتابة وتقييد ’ وخصوص ما يسمى تأليفا وتدوينا . أما الأول فقد كان موجودا بالنسبة للسنة النبوية فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا آنفا ’ وأما الثانى ( ويراد به الجمع و التنسيق بين دفتين ) فقد ظهر فيما بعد ’ عندما ظهرت الحاجة الى ذلك .



فقهُ السّيرَة

الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.**   أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** I_icon_minitimeالخميس أغسطس 18, 2011 4:03 pm

المنهج العلمى فى رواية السيرة النبوية


من المعلوم أن كتابة السيرة النبوية ’ تدخل فى عموم ما يسمى تأريخا ’ وإن كانت السيرة النبوية - كما أوضحنا - منطلقا للتاريخ و حافزا على رصد الوقائع و الأحداث التى خلت قبلها و التى جاءت متسلسلة على أعقابها .
ولكن على أى منهج إعتمد كتاب السيرة النبوية فى تاريخها وتدوينها ؟

لقد كان منهجهم المعتمد فى ذلك إتباع ما يسمى اليوم بالمذهب الموضوعى فى كتابة التاريخ ’ طبق قواعد علمية سنشير إليها . ومعنى هذا أن كتاب السيرة النبوية وعلماؤها ’ لم تكن وظيفتهم بصدد أحداث السيرة ا’ إلا تثبيت ما هو ثابت منها ’ بمقياس علمى يتمثل فى قواعد مصطلح الحديث المتعلقة بكل من السند و المتن ’ وفى قواعد الجرح و التعديل المتعلقة بالرواة وتراجمهم و أحوالهم. فإذا انتهت بهم هذه القواعد العلمية الى أخبار ووقائع ’ وقفوا عندها ’ ودونوها ’ دون أن يقحموا تصوراتهم الفكرية أو إنطباعاتهم النفسية أو مألوفاتهم البيئية الى شىء من تلك الوقائع بأى تلاعب أو تحوير .
لقد كانوا يرون أن الحادثة التاريخية التى يتم الوصول الى معرفتها ’ ضمن نفق من هذه القواعد العلمية التى تتسم بمنتهى الدقة ’ حقيقة مقدسة ’ يجب أن تجلى أمام الأبصار و البصائر كما هى كما كانوا يرون أن من الخيانة التى لا تغتفر أن ينصب من التحليلات الشخصية و الرغبات النفسية التى هى فى الغالب من إنعكاسات البيئة ومن ثمار العصبية ’ حاكم مسلط يستعبد منها ما يشاء ويحور فيها كما يريد .
ضمن هذه الوقاية من القواعد العلمية ’ وعلى ذلك الأساس من النظرة الموضوعية ’ للتاريخ ’ وصلت إلينا السيرة النبوية للمصطفى صلى الله عليه وسلم بدءا من ولادته ونسبه ’ الى طفولته ’ فصبوته اليافعة ’ الى الإرهاصات الخارقة التى صاحبت مراحل طفولته وشبابه ’ الى بعثته وظاهرة الوحى التىى تجلت فى حياته ’ الى أخلاقه وصدقه و أمانته ’ الى الخوارق و المعجزات التى أجراها الله تعالى على يديه ’ الى مراحل الدعوة التى سار فيها لتلبية امر ربه ’ من سلم ’ فدفاع ’ فجهاد مطلق حيثما طاف بالدعوة الى الله تعالى أى تهديد ’ الى الأحكام و المبادىء الشرعية التى أوصى بها إليه ’ قرآنا معجزا يتلى وأحاديث نبوية تشرح وتبين .

لقد كان العمل التاريخى إذا بالنسبة الى هذه السلسلة من سيرته صلى الله عليه وسلم ’ ينحصر فى نقلها الينا محفوظة مكلوءة ضمن الوقاية العلمية التى من شأنها ضبط الرواية من حيث الإسناد واتصاله ’ ومن حيث الرجال وتراجمهم ’ ومن حيث المتن أو الحادثة وما قد يطوف بها من شذوذ ونحوه . أما عملية إستنباط النتائج و الأحكام و المبادىء و المعانى من هذه الأخبار ( بعد القبول التام لها ) فعمل علمى آخر لا شأن له بالتاريخ ’ وما ينبغى أن يخرج به بحال من الأحوال .
إنه عمل علمى متميز ’ ومستقل بذاته ’ ينهض بدوره على منهج وقواعد أخرى من شأنها أن تضبط عملية إستنباط النتائج و المبادىء من تلك الأحداث ’ ضمن قالب علمى يقصيها عن سلطان الوهم وشهوة الإرادة النفسية التى يعبر عنها أمثال وليم جيمس بإرادة الإعتقاد .
ومن هذه القواعد : القياس الإستقرائى ’ وقانون الإلتزام بأنواعه المختلفة ’ والدلالات بأنواعها .....الخ .
ولقد إستنبطت من أحداث السيرة النبوية طبقا لهذه القواعد أحكام كثيرة منها ما يتعلق بالإعتقاد و اليقين ’ ومنها ما يتعلق بالتشريع و السلوك . المهم فى هذا الصدد أن نعلم بأنها جاءت منفصلة عن التأريخ و تدوينه ’ بعيدة عن معناه ومضمونه ’ وإنما كانت نتيجة معاناة علمية أخرى نهضت فى حد وجودها على البنيان التاريخى الذى قام بدوره على القواعد العلمية التى ذكرناها .



فقهُ السّيرَة

الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.**   أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** I_icon_minitimeالخميس أغسطس 18, 2011 4:04 pm

السيرة النبوية على ضوء المذاهب الحديثة فى كتابة التاريخ


فى القرن التاسع عشر ظهرت طرائق كثيرة فى كتابة التاريخ وتدوينه ’ الى جانب الطريقة الموضوعية أو ما يسمونه بالمذهب العلمى ’ وقد تلاقى معظم هذه المذاهب فيما أطلق عليه اسم المذهب الذاتى . ويعد ( فرويد ) من أكبر الدعاة اليه و المتحمسين له .

ولا يرى أقطاب هذا المذهب من ضير فى أن يقحم المؤرخ نزعته الذاتية أو إتجاهه الفكرى أو الدينى أو السياسى ’ فى تفسير الأحداث وتعليلها و الحكم على أبطالها ... بل أنهم يرون أن هذا واجب المؤرخ ’ لا مجرد وصف الأخبار وتجميع الوقائع العارية . وهذه الطريقة تجعل كتابة التاريخ وتدوينه عملا فنيا مجردا ’ ولا تسمح بعدّه نهوضا بعمل علمى دقيق .
ونحن وإن كنا لسنا بصدد الحديث عن المذاهب التاريخية ونقدها ’ ةفإن علينا ألاّ نخفى أسفنا من أن يجد هذا المذهب - فى عصر العلم والإعتزاز به وبمنهجه - دعاة إليه ومؤمنين به . ذلك لأن هذا المذهب كفيل أن يمزق جميع الحقائق و الأحداث التى يحتضنها الزمن فى هيكله القدسى القديم الماثل أمام الأجيال ’ بفعل سجات من أخيلة التوسم وشهوة الذات و عصبية النفس والهوى . وكم من حقيقة مسخت ’ وأحداث نكّست ’ وأمجاد دثرت ’ وبرآء ظلموا تحت سلطان هذه المحكمة الوهمية الجائرة . فهل كان لهذا المذهب الجديد من تأثير على كتابة السيرة النبوية وطريقة تحليلها ؟
و الحقيقة أن هذه المذهب الجديد فى كتابة التاريخ قد أصبح أساسا لمدرسة جديدة فى دراسة السيرة النبوية وفهمها عند طائفة من الباحثين . فكيف نشأت هذه المدرسة ؟ .... وما هى عوامل نشأتها ؟ ....وما مصيرها اليوم ؟ ...
تعود نشأة هذه المدرسة الى أيام الإحتلال البريطانى لمصر ’ لقد كانت مصر آنذاك منبر العالم الإسلامى ’ يعنو إليه بتفكيره وعقله كلما أراد أن يعلم عن الإسلام علما ’ كما يعنو الى كعبة الله بوجهه كلما أراد حجا أو صلاة . وكان فى إستمرار هذا الصوت العظيم من جانب ’ وفى إستمرار إنصات العالم الإسلامى اليه من جانب آخر ’ ما لا يدع للإحتلال البريطانى فرصة هدوء أو إستقرار . ومهما أخضعت بريطانيا لنفسها الوادى كله تحت سلطان من قوة الحديد و النار . وإنه خضوع موقوت لا يطمإن اليه ’ ما بقيت للأزهر هذه القيادة الحية .

لذا فقد كان لابد للإحيلال البريطانى من الإقدام على أحد علاجين لا ثالث لهما :
أولهما : أن يقطع ما بين الأزهر و الأمة ’ بحيث لا يبقى له عليه سلطان .
ثانيهما : أن يتم التسلل الى مركز العمليات القيادية فى الأزهر ذاته ’ فتوجه قيادته الوجهة التى ترضى مصالح الإحتلال وتهىء له أسباب الطمأنينة و الإستقرار .
ولم تتردد بريطانيا فى إختيار العلاج الثانى ’ نظراً الى أنه أقرب منالا وأبعد عن الملاحظة و الإنتباه .
وكان السبيل الوحيد الى هذا التسلل نحو القيادة العلمية و الفكرية داخل الأزهر ’ الإعتماد على نقطة ضعف أليمة كانت تعانى منها مشاعر الأمة الإسلامية عامة ’ بما فيها مصر وغيرها . وهى إحساس المسلمين بما إنتابهم من الضيعة والتخلف و الشتات ’ الى جانب ملاحظتهم للنهضة العجيبة التى نهضها الغرب فى شتى المجالات الفكرية و العلمية و الحضارية ‍ لقد كان المسلمون يتطلعون ولا ريب الى اليوم الذى يتحررون فيه من الأثقال التى خلفتهم الى الوراء ’ ليشتركوا مع الآخرين فى رحلة الحضارة و المدنية و العلم الحديث .
من هذا السبيل تسلل الهمس ’ بل الكيد الإستعمارى الى صدور بعض قادة الفكر فى مصر ’ ولقد كان مؤدى هذا الهمس أن الغرب لم يتحرر من أغلاله ’ إلا يوم أخضع الدين لمقاييس العلم ..... فالدين شىء و العلم شىء آخر ’ ولا يتم التوفيق بينهما إلا بإخضاع الأول للثانى .
وإذا كان العالم الإسلامى حريصا حقا على مثل هذا التحرر فلا مناص له من أن يسلك الطريق ذاته ’ وأن يفهم الإسلام هنا ’ كما فهم الغرب النصرانية هناك . ولا يتحقق ذلك إلا بتخليص الفكر الإسلامى من سائر الغيبيات التى لاتفهم ولا تخضع لمقاييس العلم الحديث .

وسرعان ما خضع لهذا الهمس ’ أولئك إنبهرت أبصارهم بمظاهر النهضة الأوروبية الحديثة ’ ممن لم تترسخ حقائق الإيمان بالله تعالى فى قلوبهم ولا تجلت حقائق العلم الحديث و ضوابطه فى عقولهم . فتنادو فيما بينهم الى التحرر من كل عقيدة غيبية لم تصل إليها إكتشافات العلم الحديث ’ ولم تدخل تحت سلطان التجربة و المشاهدة الإنسانية .
فكان أن قاموا بما أسمى فيما بعد بالإصلاح الدينى . واقتضى منهم ذلك أمورا عديدة ’ منها تطوير كتابة السيرة النبوية وفهمها ’ واعتماد منهج جديد فى تحليلها ’ يتفق مع ما استهدفوه من الإعراض عن كل ما يدخل فى نطاق الغيبيات و الخوارق التى لا يقف العلم الحديث منها موقف فهم أو قبول . ولقد كان لهم فى الطريقة الذاتية فى كتابة التاريخ خير ملجأ يعينهم على تحقيق ما قصدوا إليه . وبدأت تظهر كتب وكتابات فى السيرة النبوية ’ تستبدل بميزان الرواية و السند وقواعد التحديث وشروطه ’ طريقة الإستنتاج الشخصى ’ وميزان الرضى النفسى ’ ومنهج التوسم الذى لا يضبطه شىء إلا دوافع الرغبة ’ وكوامن الأغراض و المذاهب التى يضمرها المؤلف .
واعتمادا على هذه الطريقة أخذ يستبعد هؤلاء الكاتبون كل ما قد يخالف المألوف ’ مما يدخل فى باب المعجزات و الخوارق من سيرته صلى الله عليه وسلم . وراحوا يروجون له صفة العبقرية و العظمة و البطولة وما شاكلها ’ شغلا للقارىء بها عن صفات قد تجره الى غير المألوف من النبوة و الوحى و الرسالة ونحنوها مما يشكل المقومات الأولى لشخصية النبى صلى الله عليه وسلم .
ويعد كتاب محمد حسين هيكل ( حياة محمد ) أبرز نموذج لهذا الإتجاه فى كتابة السيرة النبوية . ويعبر مؤلفه عن إتجاهه هذا بصراحة وفخر عندما يقول ( إننى لم آخذ بما سجلته كتب السيرة و الحديث ’ لأننى فضلت أن أجرى فى هذا البحث على الطريقة العلمية ) !

ومن نماذج هذه الطريقة الحديثة فى كتابة السيرة وفهمها . تلك المقالات المتتابعة التى نشرها المرحوم محمد فريد وجدى فى مجلة نور الإسلام تحت عنوان ( السيرة المحمدية تحت ضوء العلم و الفلسفة ) و التى يقول فى بعض منها ( وقد لاحظ قراؤنا أننا حرصنا كل الحرص فيما نكتبه فى هذه السيرة ’ على الاّ نسرف فى كل ناحية من نواحى الإعجاز ’ ما دام يمكن تعليلها بالأسباب العادية حتى ولو بشىء من التكلف ) .
ومن نماذج هذه الطريقة أيضا تلك الكتابات الكثيرة التى ظهرت لطائفة من المستشرقين عن حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ’ فى نطاق أعمالهم وكتاباتهم التاريخية التى قامت على المنهج الذاتى الذى ألمحنا إليه آنفا .
إنك لترا هم يمجدون شخص محمد صلى الله عليه وسلم ’ وينوهون بعظمته وصفاته الحميدة بعيدا عن كل ما قد ينبه القارىء الى شىء من معانى النبوة أو الوحى فى حياته ’ وبعيدا عن الإهتمام بالأسانيد و الروايات التى قد يضطرهم الأخذ بها الى اليقين بأحداث ووقائع ليس من صالحهم إعتمادها أو الإهتمام بها . وهكذا وجد أبطال هذه المدرسة الجديدة ’ فى إتباع المذهب الذاتى فى كتابة التاريخ ’ الميدان الفسيح الذى يمكنهم من نبذ كل ما لا يعجبهم من حقائق السيرة النبوية مهما جاءت مدعومة بدلائل العلم اليقين ’ متخذين من ميولهم النفسية ’ ورغباتهم الشخصية و أهدافهم البعيدة ’ حاكما مطلقا على حقائق التاريخ وتحليل ما وراءه من العوامل ’ وحكما مطلقا لقبول ما ينبغى قبوله ورفض ما يجب رفضه . لقد رأينا- مثلا - أن كل خارقة مما قد جاء به متواتر السنة ’ وربما صريح القرآن ’ تؤول ولو بتكلف وتمحل ’ بما يعيدها الى الوفاق المألوف ’ وبما يجعلها تنسجم مع الغرض المطلوب .
فطير الأبابيل ’ يؤول - على الرغم من أنف الآية الصريحة الواضحة - بداء الجدرى .
و الإسراء الذى جاء به صريح القرآن ’ يحمل على سياحة الروح وعالم الرؤى .

و الملائكة الذين أمد الله بهم المسلمين فى غزوة بدر يؤولون بالدعم المعنوى الذى أكرمهم الله به !
وآخر المضحكات العجيبة التى جاءت على هذا الطريق ’ تفسير النبوة فى حياة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و إيمان الصحابة به وعموم الفتح الإسلامى ’ بأن جميعه لم تكن إلا ثورة يسار ضد يمين ’ أثارتها النوازع الإقتصادية إنتجاعا للرزق وطلبا للتوسع ’ وألهبتها ردود الفعل لدى الفقراء ضد الأغنياء و أصحاب الإقطاع ..... !
وبعد فقد كانت هذه الطريقة فى دراسة السيرة النبوية خصوصا ’ و التارخ الإسلامى عموما مكيدة خطيرة عشيت عن رؤيتها أعين البسطاء من بعض المسلمين وصادقت هوى وقبول حسناً عند طائفة أخرى من المنافقين و أصحاب الأهواء .
لقد غاب عن أعين أولئك البسطاء ’ أن ذلك الهمس الإستعمارى الذى يدعو المسلمين الى ما أسموه بثورة الإصلاح فى شئون العقيدة الإسلامية ’ إنما تستهدف فى الحقيقة نسف هذه العقيدة من جذورها .
وغاب عنهم أن تفريغ الإسلام من حقائقه الغيبية ’ إنما يعنى حشوه بمنجزات ناسفة تحيله أثرا بعد عين . ذلك لأن الوحى الإلهى - وهو ينبوع الإسلام ومصدره - يعدّ قمة الخوارق و الحقائق الغيبية كلها . ولا ريب أن الذى يسرع الى رفض ما قد جاء فى السيرة النبوية من خوارق العادات ’ بحجة إختلافها عن مقتضى سنن الطبيعة و مدارك العلم الحديث ’ يكون أسرع لرفض الوحى الإلهى كله بما يتبعه و يتضمنه من إخباراته عن النشور و الحساب و الجنة و النار بالحجة الطبيعية ذاتها .
كما غاب عنهم أن الدين الصالح فى ذاته لا يحتاج فى عصر ما الى مصلح يتدارك شأنه ’ أو إصلاح يغير من جوهره

غاب عن هؤلاء الناس هذا كله ’ مع أن إدراكهم له كان من أبسط مقتضيات العلم ’ لو كانوا يتمتعون بحقيقته وينسجمون مع منطقيته . ولكن أعينهم غشيت فى غمرة إنبهارها بالنهضة الأوروبية الحديثة وما قد حف بها من شعارات العلم و ألفاظه ’ فلم تبصر من حقائق المنطق و العلم إلا عناوينها وشعاراتها ’ وقد كانوا بأمس الحاجة الى فهم كامل لما وراء تلك العناوين والى هضم صحيح لمضمون تلك الشعارات . فلم يعد يستأثر بتفكيرهم إلا خيال نهضة ( إصلاحية ) تطور العقيدة الإسلامية هنا كما تطورت العقيدة النصرانية هناك .
وهكذا ’ فقد كان عماد هذه المدرسة الحديثة التى أشرنا اليها بإيجاز هياجا فى النفس ’ أكثر من أن يكون حقيقة علمية مدروسة إستحوذت على العقل .
مصير هذه المدرسة اليوم :
و الحقيقة أن الإهتمام بهذه المدرسة فى كتابة السيرة وفهمها ’ والحماسة التى ظهرت يوما ما لدى البعض فى الأخذ بها - إنما كان منعطفا تاريخيا ومرّ ... وعذر اولئك الذين كتب عليهم أن يمروا بذلك المنعطف أو يمر هو بهم ’ أنهم كانوا - كما قلنا - يفتحون أعينهم ‘ذ ذاك على خبر النهضة العلمية فى أوروبا ’ بعد طول غفلة و إغماض . وإنه لأمر طبيعى أن تنبهر العين عند أول لقياها مع الضياء ’ فلا تتبين حقائق الأشياء ’ ولا تتميز الأشباه عن بعضها . حتى إذا مر الوقت ’ واستراحت العين الى الضياء أخذت الأشياء تتمايز وبدت الحقائق جلية لا لبس فيها ولا غموض .
وهذا ما قد تم فعلا ’ فقد إنجابت الغاشية ’ وصفت أسباب الرؤية السليمة أمام الأبصار ... أبصار الجيل الواعى المثقف اليوم . فانطلق يتعامل مع حقيقة العلم و جوهره ’ بعد أولئك الذين أخذوا بألفاظه وانخدعوا بشعاراته . ثم عادوا وقد أيقنوا ببصيرة الباحث العليم المفكر الحر ’ بأن شيئا مما يسمى بالخوارق و المعجزات لايمكن أن تتنافى فى جوهرها مع حقائق العلم وموازينه .

وذلك لأن الخوارق سميت كذلك لخرقها لما هو مألوف أمام الناس ’ وما كان للإلف أو العادة أن يكون مقياسا علميا لما هو ممكن وغير ممكن . هيهات أن يقضى العلم يوما ما بأن كل ما استأنست إليه عين الإنسان مما هو مألوف ممكن الوقوع ’ وأن كل ما استوحشت منه عين الإنسان مما هو غير مألوف له غير ممكن الوقوع .
ولقد علم كل باحث ومثقف اليوم بأن أحداث ما إنتهت إليه مدارك العلماء فى هذا الصدد ’ هو أن العلاقة التى نراها بين الأسباب و مسبباتها ’ ليست إلا علاقة إقتران مطرد ’ إكتسبت تحليلا ثم تعليلا ’ ثم إستنبط منها القانون الذى هو تابع لظهور تلك العلاقة وليس العكس .
فإن رحت تسأل القانون العلمى عن رايه فى خارقة أو معجزة الهية ’ قال لك بلسان الحال الذى يفقهه كل عالم بل كل متبصر بثقافة العصر : ليست الخوارق و المعجزات من موضوعات بحثى واختصاصى ’ فلا حكم لى عليها بشىء . ولكن إذا وقعت خارقة من ذلك أمامى فإنها تصبح فى تلك الحال موضوعا جاهزا للنظر و التحليل ’ ثم الشرح و التعليل ’ ثم تغطى تلك الخارقة بقانونها التابع لها .
وقد إنقرض الزمن الذى كان بعض العلماء يظنون فيه أن أثر الأسباب الطبيعية فى مسبباتها أثر حتمى يستعصى على التخلف و التغيير . وانتصر الحق الذى طالما نبه إليه ودافع عنه علماء المسلمين عامة و الإمام الغزالى خاصة ’ من أن علاقات الأسباب بمسبباتها ليست أكثر من رابطة إقتران مجردة ’ وما العلم فى أحكامه و قونينه إلا جدار ينهض فوق اساس هذا الإقتران وحده . أما سر هذا الإقتران فهو عند ذلك الإله العظيم الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى .
ولقد رأينا العالم التجريبى ( دافيد هيوم ) كيف يجلى هذه الحقيقة بأنصع بيان صارم .

نعم لابد أن يشترط كل ‘نسان عاقل يحترم العقل و الحقيقة ’ لقبوله أى خبر ’ سواء تضمن أمرا خارقا أو مألوفا ’ شرطا واحدا ’ ألا وهو أن يصل ذلك الخبر اليه عن طريق علمى سليم ينعض على قواعد الرواية و الإسناد ومقتضيات الجرح و التعديل ’ بحيث يورث الجزم و اليقين ’ وتفصيل القول فى هذه الموازين العلمية العظيمة يستلزم كلاما طويل الذيل لسنا بصدد شىء منه الآن .
إن رجل العلم اليوم ’ ليأخذ منه العجب كل مأخذ ’ عندما يقف أمام هذا الذى يقوله حسين هيكل فى مقدمة كتابه ( حياة محمد ) ( وإننى لم آخذ بما سجلته كتب السيرة و الحديث ’ لأننى فضلت أن أجرى فى هذا البحث على الطريقة العلمية ) !
أى أنه يطمئنك الى أنه لم يأخذ حتى بما قد ثبت فى صحيحى البخارى ومسلم ’ حفظا لكرامة العلم ..! إذاً فإن ما يرويه الإمام البخارى ضمن قيود رائعة عجيبة من الحيطة العلمية النادرة فى رواية الكلمة و الخبر ’ إنحراف عن جادة العلم .... على حين تكون طريقة الإستنتاج و الحدس و التخمين وما يسمونه بمنهج التوسم ’ حفظا لكرامته والتزاما لميزانه و جادّته ...!
أليس هذا من أفجع الكوارس النازلة برأس العلم .
وأخيرا كيف ندرس السيرة النبوية على ضوء ما قد ذكرناه :

من المعلوم أن محمدا صلى الله عليه وسلم ’ عندما ظهر فى الجزيرة العربية ’ قدّم نفسه الى العالم على أنه نبى مرسل من قبل الله عز وجل الى الناس كافة ’ ليؤكد لهم الحقيقة التى بعث بها الأنبياء الذين خلوا من قبل ’ ولتحملهم المسئولية التى حمّلها الأنبياء السابقون أقوامهم ’ موضحا أنه آخر نبى مرسل فى سلسلة الرسل الذين تعاقبوا مع الزمن ’ ثم زاد نفسه تعريفا لهم فأوضح أنه ليس إلاّ بشرا من الناس يسرى عليه جميع سمات البشرية و أحكامها ’ ولكن أن إئتمنه - بواسطة الوحى - على تبليغ الناس رسالة تعرفهم بهوياتهم الحقيقية ’ وتنبههم الى موقع هذه الحياة الدنيا من خارطة المملكة الإلهية زمانا و مكانا ’ وإلى مصيرهم الذى سيلقونه حتما بعد الموت ’ كما تلفت أنظارهم الى ضرورة إنسجامهم فى سلوكهم الإختيارى مع هوياتهم التى لا مفر منها ’ أى أن عليهم أن يكونوا عبيدا لله بتعيينهم وسلوكهم الإختيارى ’ كما تحققت فيهم هذه العبودية بالواقع الإضطرارى . ثم أكد لهم بكل مناسبة أنه لا يملك أن يزيد أو ينقص أو يبدل شيئا من مضمون هذه الرسالة التى حمّله الله مسؤولية إبلاغها الى الناس جميعا ’ بل أكد البيان الإلهى ذاته هذه الحقيقة قائلا :
( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فمامنكم من أحد أحد عنه حاجزين ) .
وإذا فإن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يقدم نفسه للعالم زعيما سياسيا ’ أو قائدا وطنيا ’ أو رجل فكرة ومذهب ’ أو مصلحا إجتماعيا .... بل لم يتخذ لنفسه ’ خلال حياته كلها أى سلوك قد يوحى بأنه يسعى سعيا ذاتيا الى شىء من ذلك
وإذا كان الأمر هكذا ’ فإن الذى يفرضه المنطق علينا أن ندرس حياة رجل هذا شأنه ’ أن ندرس حياته العامة من خلال الهوية التى قدم نفسه الى العالم عل أساسها ’ لنستجلى فيها دلائل الصدق أو عدمه على ما يقول ...!

وهذا يلزمنا بلا ريب ’ أن ندرس جميع النواحى الشخصية و الإنسانية فى حياته ’ ولكن على أن نجعل من ذلك كله قبسا هاديا يكشف لنا ببرهان علمى وموضوعى عن حقيقة هذه الهوية التى قدم نفسه الى العالم على أساسها ’ نعم ربما كان مقبولا أن نزعم بأننا لسنا مضطرين أن نشغل أفكارنا وعقولنا بهذا الذى أراد محمد صلى الله عليه وسلم أن يشغل الناس به من معانى النبوة و الرسالة فى شخصه ’ لو أن الأمر لم يكن متعلقا بمصيرنا ’ ولم يكن له من شأن تجربتنا و سلوكنا .
أما وأن القضية متعلقة بذواتنا وتكشف - إن صح الأمر - عن واجبات فى المعرفة و السلوك إن لم نسع الى تحقيقها ’ وقعنا من ذلك فى مغبة شقاء عظيم و هلاك وبيل - إذاً فالمسألة أخطر من أن نتصور أنها لا تعنينا ’ أو أن نمر عليها معرضين عابثين !
من العبث البين عندئذ أن نعرض عن دراسة هذه الهوية التى عرّف محمد صلى الله عليه وسلم العالم على نفسه من خلالها ’ ثم نتشاغل بالتأمل فى جوانب أخرى من شخصه لا صلة لها بنا ’ وليس لها بتلك الهوية أى تعلق أو مساس .
أجل وأى عبث أعبث من أن يقف أمامنا هذا الرجل : محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ’ ليكشف لنا عن ذاته ’ ثم ليقو ل لنا محذرا بملء يقينه و مشاعره : والله لتموتن كما تنامون ولتبعثنّ كما تستيقظون ’ ووالله إنها لجنة أبدا ’ أو نار أبدا - ثم لا يهمنا من شخصه وكلامه هذا إلا التأمل فى عبقريته أو فصاحته وحكمته ! .
أليس هذا كما لو أقبل إليك إنسان و أنت على مفترق طرق ’ يعّرفك منها على السبيل الموصل الهادى ويحذرك من المتاهات المهلكة ’ فلم تلتفت من كل ما يقوله لك إلا إلى مظهره ولون ثيابه و طريقة حديثه ’ ثم رحت تجعل من ذلك موضع درس وتحليل تستغرق فيه ؟ ! ..

إن المنطق يقضى أن تدرس حياة محمد صلى الله عليه وسلم من شتى جوانبها : نشأته و أخلاقه ’ وحياته الشخصية و البيتية ’ وصبره وكفاحه ’ وسلمه وحربه ’ وتعامله مع أصدقائه و أعدائه ’ وموقفه من الدنيا و أهوائها وزخرفها . دراسة موضوعية تتوخى الصدق و الدقة بناء على المنهج العلمى الذى يقضى باتباع قواعد الرواية و الإسناد وشروط الصحة فيها - أقول إن المنطق يقضى بأن ندرس ذلك كله ’ ولكن على أن تتخذ منه سلّما للوصول الى نهاية من البحث و الدرس تتأكد فيها من نبوته ’ ونتبين فيها حقيقة الوحى فى حياته ’ حتى إذا تجلى لنا ذلك بعد البحث الموضوعى المتجرد عن أى هوى أو عصبية ’ أدركنا أنه صلى الله عليه وسلم لم يخترع لنا من عنده شرعة و أحكاما ’ وإنما كان أمينا على إبلاغها إيانا ’ قضاءاً مبرما من لدن رب العالمين ’ وعندئذ نتنبه الى أعظم مسؤولياتنا تجاه هذه الشرائع و الأحكام رعاية وتنفيذا .

ثم إن كل من ألزم نفسه من دراسة السيرة النبوية بالجوانب الإنسانية المجردة وراح يخللها بعيدا عن الهوية التى قدم النبى صلى الله عليه وسلم نفسه للناس على أساسها ’ لابد أن يحبس نفسه ضمن ألغاز مغلقة لاسبيل الى الخروج منها بأى تحليل . لابد مثلا أن يقف ذاهلا حائرا أما لغز الفتح الإسلامى الذى قضى بأن يكون لطائفة من السيوف القديمة التى طالما أكل بعضها بعضا سلطان سحرى فى القضاء على حصن الحضارة الفارسية و جبروت البأس الرومانى . ولابد مثلا أن يقف حائرا كل الحيرة أمام لغز القانون الذى تكامل فى الجزيرة العربية قبل أن ينمو فيها نبت أى ثقافة ’ وقبل أن يمتد إليها رواق أى حضارة أو مدنية ! تشريع متكامل توجت به الجزيرة العربية ’ وهى لا تزال فى مرحلة المهد من سعيها الى المعرفة و الثقافة و الحياة الإجتماعية المعقدة ’ كيف يتفق ذلك مع ما هو بدهى عند علماء الإجتماع من أن نشأة القانون المتكامل فى حياة الأمة ثمرة لنضجها الثقافى و الحضارى ’ ونتيجة لتركيبها الإجتماعى المتطور ؟ !.

ألغاز تفعله ’ لايمكن لمن لم يضع نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فى الحسبان ’ أن يجد لها أى حل فى نطاق الأسباب و التعليلات المادية المألوفة . وكم رأينا من باحثين - من هذا القبيل - يتطوعون بأفكارهم ذات اليمين و ذات الشمال بحثا عن مخرج من الحيرة دون أن يعودوا من سعيهم بأى طائل . ولكن سبيل المخرج من هذه الحيرة واضح مع ذلك . فالسبيل هو أن نكون منطقيين وموضوعيين فى دراسة السيرة النبوية ’ نجعل من الهوية التى عرّف على نفسه من خلالها محورا لدراسة حياته العامة كما قلنا ’ حتى إذا سلمتنا هذه الدراسة الى اليقين بأنه نبى مرسل من قبل الله تعالى ’ أسلمتنا نبوته بدورها الى المخرج من الحيرة و الوقوف على السر بالنسبة لهذه الألغاز ’ إن النبى الصادق فى نبوته لا بد أن يكون مؤيدا من قبل الإله الذى أرسله ’ ولابد أن يكون القرآن وحى هذا الإله إليه ’ فالقانون المتكامل إذاً تنزيله وشرعته وليس من تأليف أمة أمية حتى يقع العجب وتطبق الحيرة .
وهذا الإله يقول للمؤمنين فى محكم تبيانه : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )
ويقول : ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فىالأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) . ويقول : ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلاّ بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلاّ من عند الله إن الله عزيز الحكيم ) . فقد اتضح المبهم ’وظهر الحل ’ وانجابت الغشاوة ’ وعاد الأمر طبيعيا إذ ينصر خالق القوى و القدر عباده المؤمنين به الملتزمين بمنهجه ويحقق لهم الفوز على من يشاء .
بل الحيرة كل الحيرة كانت تقع لو أن الله التزم النصر لرسوله و التأييد لعباده المؤمنين ’ ثم لم تقع معجزة ذلك النصر و التأييد .


فقهُ السّيرَة

الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.**   أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** I_icon_minitimeالخميس أغسطس 18, 2011 4:05 pm

سر إختيار الجزيرة العربية مهداّ لنشأة الإسلام



ولابدّ قبل أن ندخل فى الحديث عن سيرته صلى الله عليه وسلم ’ وعن الجزيرة العربية التى نشأ فيها واختاره الله منها - من أن نستجلى الحكمة الإلهية التى إقتضت أن تكون بعثته عليه الصلاة و السلام فى هذه البقعة من العالم دون غيرها ’ وأن تكون نشأة الدعوة الإسلامية على يد العرب قبل غيرهم .
ولبيان هذا ينبغى أولا أن نعلم خصائص العرب و طباعهم قبل الإسلام ’ وأن نتصور البقعة الجغرافية التى كانوا يعيشون فيها وموقعها مما حولها وأن نتصور فى مقابل ذلك ما كانت عليه الأمم الأخرى إذ ذاك كالفرس و الروم و اليونان والهنود ’ من العادات و الطباع و الخصائص الحضارية .
ولنبدأ أولا بعرض موجز لما كانت عليه الأمم التى تعيش من حول الجزيرة العربية قبيل الإسلام . كان يتصدر العالم إذ ذاك دولتان إثنتان ’ تتقاسمان العالم المتمدن هما : فارس و الروم ’ ويأتى من ورائهما اليونان و الهند . أما فارس فقد كانت حقلا لوساوس دينية فلسفية متصارعة مختلفة . كان فيها الزارادشتية التى إعتنقها ذوو النفوذ و السلطة الحاكمون ’ وكان من فلسفتها تفضيل زواج الرجل بأمه أو إبنته أو أخته ’ حتى أن يزدجرد الثانى الذى حكم فى أواسط القرن الخامس الميلادى تزوج بابنته . هذا الى جانب إنحرافات خلقية مشينة مختلفة لا مجال لسردها هنا .
وكان فيها ( المزدكية ) التى قامت كما يقول الإمام الشهرستانى على فلسفة أخرى هى حل النساء و إباحة الأموال وجعل الناس شركة فيها كاشتراكهم فى الماء و النار و الكلأ ’ وقد حظيت هذه الدعوة باستجابة عظيمة لدى أصحاب الرعونات و الأهواء وصادفت لديهم قبولا عظيما .

أما الرومان ’ فقد كانت تسيطر عليهم الروح الإستعمارية ’ وكانت منهمكة فى خلاف دينى بينها من جهة وبين نصارى الشام ومصر من جهة أخرى ’ وكانت تعتمد على قوتها العسكرية وطموحها الإستعمارى فى مغامرة عجيبة من أجل تطوير المسيحية و التلاعب بها حسبما توحى بها مطامعها و أهواءها المستشرية . ولم تكن هذه الدولة فى الوقت نفسه أقل إنحلالا من دولة فارس ’ فقد كانت تسودها حياة التبذل و الإنحطاط و الظلم الإقتصادى من جراء كثرة الأتاوات ’ ومضاعفة الضرائب .
أما اليونان فقد كانت غارقة فى هوسات من خرافاتها و أساطيرها الكلامية التى منيت بها دون أن ترقى منها الى ثمرة أو نتيجة مفيدة .
وأما الهند فقد كانت كما قال عنها الأستاذ أبو الحسن الندوى : أنه قد إتفقت كلمة المؤلفين فى تاريخها أن أحط أدوارها ديانة وخلقا واجتماعا ذلك العهد الذى يبتدىء من مستهل القرن السادس الميلادى ’ فقد ساهمت الهند مع جاراتها و شقيقاتها فى التدهور الأخلاقى و الإجتماعى .
هذا ’ وينبغى أن نعلم أن القدر المشترك الذى أوقع هذه الأمم المختلفة فيما وقعت فيه من إنحلال واضطراب وشقاء ’ إنما هو الحضارة و المدنية اللتين تقومان على أساس القيم المادية وحدها دون أن يكون ثمّة مثل أعلى يقود هذه الحضارة و المدنية فى سبيلها المستقيم الصحيح . ذلك أن الحضارة بمختلف مقوماتها ومظاهرها ليست سوى وسيلة وسبب ... فإن عدم أهلها التفكير الصائب و المثل العليا الصحيحة إستحالت الحضارة فى أيديهم إلى وسيلة للنزول بها الى درك الشقاء و الإضطراب ’ أما إن أوتى أهلها مقياسا من العقل الرشيد الذى قلما يأتى إلا بواسطة الدين و الوحى الإلهى ’ فإن القيم الحضارية و المدنية كلها تصبح وسائل جميلة سهلة الى السعادة التامة فى مختلف أنواعها ومظاهرها .
* * *

أما الجزيرة العربية فقد كانت هادئة ’ بعيدة بل منعزلة عن مظاهر هذه الإضطرابات كلها ’ فلم يكن لدى أهلها من الترف و المدنية الفارسية ما يجعلهم يتفننون فى خلق وسائل الإنحلال وفلسفة مظاهر الإباحية و الإنحطاط الخلقى ووضعها فى قوالب من الدين ’ ولم تكن لديهم من الطغيان العسكرى الرومانى ما يبسطون به أيديهم بالتسلط على أى رقعة من حولهم ’ ولم يؤتوا من ترف الفلسفة و الجدل اليونانى ما يصبحون به فريسة للأساطير و الخرافات .
كانت طبائعهم أشبه ما تكون بالمادة ( الخام ) التى لم تنصهر بعد فى أى بوتقة محوّلة ’ فكانت تترآى فيها الفطرة الإنسانية السليمة ’ والنزعة القوية الى الإتجاهات الإنسانية الحميدة ’ كالوفاء و النجدة و الكرم والإباء و العفة . إلاّ أنه كانت تعوزهم المعرفة التى تكشف لهم الطريق الى كل ذلك . إذ كانوا يعيشون فى ظلمة من الجهالة البسيطة و الحالة الفطرية الأولى ’ فكان يغلب عليهم - بسبب ذلك - أن يضلوا الطريق الى تلك القيم الإنسانية فيقتلوا الأولاد بدافع الشرف و العفة ’ ويتلفوا الأموال الضرورية بدافع الكرم ’ ويثيروا فيما بينهم الحروب و المعارك بدافع الإباء و النجدة .
وهذه الحالة هى التى عبر عنها الله عز وجل بالضلال حينما وصفها بقوله : ( وإن كنتم من قبله لمن الضالين ) البقرة (198 ) ’ وهى صفة إذا ما نسبت الى حال الأمم الأخرى إذ ذاك - تدل على الإعتذار لهم أكثر من أن تدل على تسفيههم أو تعييرهم بها .
ذلك أن الأمم الأخرى كانت تستهدى لإنحرافاتها العظيمة بمشاعل الحضارة و الثقافة و المدنية . فكانت تتقلب فى حمأة الفساد عن تبصر وتخطيط وفكر ’ ثم إن الجزيرة العربية تقع بالنسبة لرقعتها الجغرافية فى نقطة الوسط بين هذه الأمم التى تموج من حولها .

و الناظر إليها اليوم يجد - كما يقول الأستاذ محمد المبارك - كيف أنها تقف فى الوسط التام بين حضارتين جانحتين : إحداهما حضارة الغرب المادية التى قدمت عن الإنسان صورة بتراء لا تقع حتى على جانب جزئى من الحقيقة ’ وأخراهما الحضارة الروحية الخيالية فى أقصى الشرق كتلك التى كانت تعيش فى الهند و الصين وما حولهما .
فإذا تصورنا حالة العرب فى الجزيرة العربية قبل الإسلام وحالة الأمم المختلفة الأخرى المحيطة بهم ’ سهل علينا أن نستجلى الحكمة الإلهية التى إقتضت أن تتشرف الجزيرة العربية دون غيرها بمولده و بعثته صلى الله عليه وسلم ’ وأن يكون العرب هم الطليعة الأولى التى تحمل الى العالم مشعل الدعوة الى الدين الإسلامى الذى تعبد الله به الجنس البشرى كله من أقصى العالم الى أقصاه .
وهى ليست كما يظن البعض أن أصحاب التدين الباطل و الحضارات الزائفة يصعب فيهم العلاج و التوجيه لإفتخارهم بما هم عليه من فساد ولرؤيتهم إياه شيئاً صالحا ’ أما الذين لا يزالون يعيشون فى فترة البحث و التنقيب ’ لا ينكرون جهلهم ولا يدّعون ما لم يؤتوه من مدنية وعلم وحضارة ’ فهم أطوع للعلاج و التوجيه - نقول ليست هذه هى الحكمة ’ لأن مثل هذا التحليل يصدق بالنسبة لمن كانت قدرته محدودة وطاقته مخلوقة فهو يفرق بين ما هو سهل و صعب عليه ’ فيفضل الأول ويتهرب من الثانى طمعا فى الراحة وكراهية للنصب . ولو تعلقت إرادة الله تعالى بأن يجعل مشرق الدعوة الإسلامية من جهة ما فى أرض فارس أو الروم أو الهند ’ لهيأ لنجاح الدعوة فيها من الوسائل ما هيأ لها فى الجزيرة العربية ’ وكيف يعز عليه ذلك وهو خالق كل شىء ومبدع كل وسيلة وسبب .
ولكن الحكمة فى هذا الإختيار من نوع الحكمة التى إقتضت أن يكون الرسول أميّا لا يتلوا من كتاب ولا يخطه بيمينه كما قال الله تعالى حتى لا يرتاب الناس فى نبوته عليه الصلاة و السلام وحتى لا تتكاثر لديهم الأسباب للشك فى صدق دعوته .

إذ من تتمة هذه الحكمة الإلهية أن تكون البيئة التى بعث فيها عليه الصلاة و السلام أيضا بيئة أمية بالنسبةللأمم الأخرى التى من حولهم أى لم يتطرق إليها شىء من الحضارات المجاورة لها ’ ولم تتعقد مناهجها الفكرية بشىء من الفلسفات التائهة حولها .
ذلك أنه كما يخشى من دخول الريبة فى صدور الناس إذا ما رأوا النبى متعلما مطّلعا على الكتب القديمة وتاريخ الأمم البائدة و حضارات الدول المجاورة - كذلك يخشى من دخول هذه الريبة فى الصدور إذا ما ظهرت الدعوة الإسلامية بين أمّة لها شأن فى الحضارة و المدنية و الفلسفة وتاريخ ذلك ’ كدولة الفرس أو اليونان أو الرومان ’ إذ ربّ مرتاب مبطل يزعم أنها سلسلة التجارب الحضارية و الأفكار الفلسفية أبدعت أخيرا هذه الحضارة الفذة و التشريع المتكامل .
ولقد أوضح القرآن الكريم هذه الحكمة بصريح العبارات حينما قال : ( هو الذى بعث فى الأميين رسول منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب و الحكمة وإن كانوا من قبله لفى ضلال مبين ) .
فلقد إقتضت إرادة الله تعالى أن يكون رسوله أميّا ’ وأن يكون القوم الذين ظهر فيهم هذا الرسول أميين أيضا فى غالبيتهم العظمى ’ حتى تكون معجزة النبوة و الشريعة الإسلامية واضحة فى الأذهان لا لبس بينها و بين الدعوات البشرية المختلفة ’ وهذا ينطوى - كما هو واضح - علر رحمة عظيمة بالعباد .
وهنالك حكم أخرى لا تخفى على الباحث نجملها فيما يلى :
1- من المعلوم أن الله عز وجل قد جعل البيت الحرام مثابة للناس وامنا ’ وجعله أول بيت وضع للناس للعبادة وإقامة الشعائر الدينية ’ وحقق فى ذلك الوادى دعوة أبى الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة و السلام . ومن لوازم هذا كله و متمماته أن تكون هذه البقعة المباركة نفسها مهدا للدعوة الإسلامية التى هى ملة أبينا إبراهيم وأن تكون بعثة خاتم النبيين ومولده فيها ’ كيف لا وهو نسل إبراهيم عليه الصلاة و السلام .

2- البقعة الجغرافية للجزيرة العربية ترشحها للقيام بعبء مثل هذه الدعوة ’ بسبب أنها تقع - كما قلنا - فى نقطة الوسط بين الأمم المختلفة التى من حولها .
وهذا مما يجعل إشاعات الدعوة الإسلامية تنتشر بين جميع شعوب الدول المحيطة بها فى سهولة ويسر ’ وإذا أعدت النظر الى سير الدعوة الإسلامية فى صدر الإسلام وعصر الخلفاء الراشدين وجدت مصداق ذلك جليا واضحا .
3- إقتضت حكمة الله تعالى أن تكون اللغة العربية هى لغة الدعوة الإسلامية وأن تكون وسيلة المباشرة الأولى لترجمة كلام الله عز وجل وإبلاغه إلينا . ولعلنا لو أمعنا النظر فى خصائص اللغات وقارنا بينها ’ لوجدنا أن اللغة العربية تمتاز بكثير من الخصائص التى يعز وجودها فى اللغات الأخرى ’ فأجدر بها أن تكون لغة المسلمين الأولى فى مختلف ربوعهم و بلادهم .



فقهُ السّيرَة

الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.**   أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.** I_icon_minitimeالخميس أغسطس 18, 2011 4:07 pm

محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وعلاقة دعوته بالدعوات السماوية السابقة



محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ’ فلا نبى بعده ’ وهذا مما أجمع عليه المسلمون ’ وعرف من الدين بالضرورة ’ قال عليه الصلاة والسلام : ( مثلى ومثل النبيين من قبلى كمثل رجل بنا بيتا فأحسنه و أجمله إلاّ موضع لبنة من زاوية من زواياه ’ فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلاّ وضعت هذه اللبنة ؟ فأنا اللبنة و أنا خاتم النبيين ) .

أما دعوته وعلاقتها بدعوات الأنبياء السابقين ’ فقائمة على أساس التأكيد و التتميم كما يدل عليه الحديث السابق . وبيان ذلك أن دعوة كل نبى تقوم على أساسين إثنين : الأول : العقيدة ’ و الثانى :التشريع و الأخلاق . فأما العقيدة فلم يختلف مضمونها منذ بعثة آدم عليه السلام الى بعثة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ’ إنما هى الإيمان بوحدانية الله تعالى وتنزيهه عن كل ما لا يليق به من الصفات ’ و الإيمان باليوم الآخر و الحساب و الجنة و النار ’ فكان كل نبى يدعو قومه للإيمان بهذه الأمور ’ وكان كل منهم مصدق لدعوة من سبقه ومبشرا بدعوة من سيأتى بعده ’ وهكذا تلاحقت بعثتهم الى مختلف الأقوام و الأمم ليؤكد الجميع حقيقة واحدة أمروا بتبليغها وحمل الناس على الإذعان لها ’ ألا وهى الدينونة لله عز وجل وحده ’ وهذا ما بينه الله تعالى بقوله فى كتابه الكريم :
( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذى أوحينا إليك’ وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) الشورى 13

بل إنه لا يتصور أن تختلف دعوات الأنبياء الصادقين فى شأن العقيدة ’ لأن أمور العقيدة من نوع الإخبار ’ والإخبار عن شىء لا يمكن أن يختلف ما بين مخبر وآخر إذا فرضنا الصدق فى خبر كل منهما ’ فمن غير المعقول أن يبعث أحد الأنبياء ليبلغ الناس أن الله ثالث ثلاثة ( سبحانه عما يقولون ) ثم يبعث من بعده نبى آخر ليبلغهم أن الله واحد لا شريك له ويكون كل منهما صادقا فيما بلغ عن الله تعالى . هذا عن العقيدة ’ أما عن التشريع وهو سنّ الأحكام التى يتوخى منها تنظيم حياة المجتمع و الفرد ’ فقد كان يختلف فى الكيف و الكم ما بين بعثة نبى وآخر صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ’ وسبب ذلك أن التشريع من نوع الإنشاء لا الإخبار ’ فلا يرد فيه ما أوردناه على إختلاف العقيدة . ثم من المفروض أن يكون للتطور الزمنى و لإختلاف الأمم و الأقوام أثر فى تطور التشريع واختلافه ’ بسبب أن أصل فكرة التشريع قائم على أساس ما تقتضيه مصالح العباد فى دنياهم و آخرتهم ’ هذا الى أن كل بعثة نبى من الأنبياء السابقين كانت خاصة بأمة معينة ولم تكن عامة للناس كلهم ’ فكانت الأحكام التشريعية محصورة فى إطار ضيق حسبما تقتضيه حال تلك الأمة بخصوصها .
فقد بعث موسى عليه السلام لبنى إسرائيل وكان الشأن يقضى - بالنسبة لحال بنى إسرائيل إذ ذاك - أن تكون شريعتهم شديدة قائمة فى مجموعها على أساس العزائم لا الرخص . ولما مرت الأزمنة وبعث فيهم سيدنا عيسى عليه السلام كان يحمل إليهم شريعة أسهل و أيسر مما كان قد بعث به موسى عليه السلام من قيل ’ وانظر فى هذا الى قول الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام وهو يخاطب بنى إسرائيل ( ومصدقا لما بين يدىّ من التوراة و لأحل لكم بعض الذى حرّم عليكم ) آل عمران 50

فقد بين لهم أنه فيما يتعلق بأمور العقيدة ’ مصدق لما جاء فى التوراة ومؤكدا له ومجدد للدعوة إليه ’ أما بالنسبة للتشريع و أحكام الحلال و الحرام ’ فقد كلف ببعض التغييرات و إيجاد بعض التسهيلات ونسخ بعض ما كانوا قد يعانونه من الشدة فى الأحكام .
وبناء على هذا فإن بعثة كل رسول تتضمن عقيدة وتشريعا : فأما العقيدة فعمله بالنسبة لها ليس سوى تأكيد لنفس العقيدة التى بعث بها الرسل السابقون دون أى إختلاف أو تغيير .
وأما التشريع ’ فإن شريعة كل رسول ناسخة لشريعة من سبقه إلا ما أيده التشريع المتأخر أو سكت عنه ’ وذلك على مذهب من يقول : شريعة من قبلنا شريعة لنا إذا لم يرد ما يخالفها .
ويتضح مما سبق أنه لا توجد أديان سماوية متعددة وإنما توجد شرائع سماوية متعددة نسخ اللاحق السابق الى ان استقرت الشريعة السماوية الأخيرة التى قضت حكمة الله أن يكون مبلغها هو خاتم النبيين و الرسل أجمعين . أما الدين الحق فواحد ’ بعث الأنبياء كلهم للدعوة إليه و أمر الناس بالدينونة له منذ آدم عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم ’ ألا وهو الإسلام .
به بعث إبراهيم و إسماعيل ويعقوب ’ يقول الله تعالى : ( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلاّ من سفه نفسه ’ ولقد اصطفيناه فى الدنيا وإنه فى الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه أسلم ’ قال أسلمت لرب العلمين ’ ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلاّ و أنتم مسلمون ) البقرة 130-132
وبه بعث عيسى عليه السلام ’ يقول اله تعالى Sad فلما أحسّ عيسى منهم الكفر قال من أنصارى الى الله ’ قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنّا مسلمون ) آل عمران 52
قد يقال : فلماذا يحتفظ الذين نسبتهم الى موسى عليه الصلاة و السلام بعقيدة خاصة تختلف عن عقيدة التوحيد التى بعث بها الأنبياء كلهم ؟ ولماذا يؤمن من يدعون نسبتهم الى عيسى عليه الصلاة و السلام بعقيدة خاصة أخرى ؟ .

و الجواب على هذا ما قاله الله عز وجل فى كتابه الكريم Sad إن الدين عند الله الإسلام ’ وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلاّ من بعد ما جاءهمالعلم بغيا بينهم ) آل عمران 19
وما قاله أيضا فى سورة الشورى عقب قوله ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ) الآية Sad وما تفرقوا إلاّ من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ’ ولولا كلمة سبقت من ربك الى أجل مسمى لقضى بينهم ’ وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفى شك منه مريب ) الشورى 14 .
فالأنبياء كلهم بعثوا بالإسلام الذى هو الدين عند الله ’ وأهل الكتاب يعلمون وحده الدين ويعلمون أن الأنبياء إنما جاءوا ليصدق كل منهم الآخر فيما بعث به من الدين ’ وما كانوا ليتفرقوا الى عقائد متباينة مختلفة ولكنهم اختلفوا وتفرقوا واختلقوا على أنبيائهم ما لم يقولوه ’ رغم ما جاءهم من العلم فى ذلك ’ بغيا بينهم كما قال الله تعالى .



فقهُ السّيرَة

الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أهمية السيرة النبوية فى حيـاة المسلم وفى فهم الإسلام.**
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تحميل كتاب (( السيرة النبوية لابن كثير الكتاب : السيرة النبوية))**
»  كلمات من السيرة النبوية..
» دروس وعظات من السيرة النبوية..
» السيرة النبوية و البناء العقدي في العهد المكي .**
» المذاهب الحديثة فى كتابة تاريخ السيرة النبوية.**

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: السيرة النبوية-
انتقل الى: