منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
خروج الرسول الى الطائف الطائف يلتمس النصرة من ثقيف ويرجو أن يقبلوا منه ما جاءهم به من عند الله عز وجل . >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
خروج الرسول الى الطائف الطائف يلتمس النصرة من ثقيف ويرجو أن يقبلوا منه ما جاءهم به من عند الله عز وجل . >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 خروج الرسول الى الطائف الطائف يلتمس النصرة من ثقيف ويرجو أن يقبلوا منه ما جاءهم به من عند الله عز وجل .

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

خروج الرسول الى الطائف الطائف يلتمس النصرة من ثقيف ويرجو أن يقبلوا منه ما جاءهم به من عند الله عز وجل . Empty
مُساهمةموضوع: خروج الرسول الى الطائف الطائف يلتمس النصرة من ثقيف ويرجو أن يقبلوا منه ما جاءهم به من عند الله عز وجل .   خروج الرسول الى الطائف الطائف يلتمس النصرة من ثقيف ويرجو أن يقبلوا منه ما جاءهم به من عند الله عز وجل . I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 07, 2011 2:34 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هجرة الرسول الى الطائف



ولما نالت قريش من النبى صلى الله عليه وسلم ما وصفناه من الأذى ’ خرج الى الطائف يلتمس النصرة من ثقيف ويرجو أن يقبلوا منه ما جاءهم به من عند الله عز وجل .

ولما إنتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الطائف عمد الى نفر من ثقيف ’ هم يومئذ ساداته ’ فجلس إليهم ودعاهم الى الله وكلمهم بما جاءهم من اجله ’ فردوا عليه رداً منكراً ’ وفاجأوه بما لم يكن يتوقع من الغلظة وسمج القول ’ فقام رسول الله من عندهم وهو يرجوهم أن يكتموا خبر مقدمه إليهم عن قريش إذاً فلم يجيبوه الى ذلك ايضاً ’ ثم أغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ’ةويصيحون به ’ وجعلوا يرمونه بالحجارة حتى أن رجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتدميان وزيد ابن حارثة يقيه بنفسه حتى لقد شج فى رأسه عدة شجاج ’ حتى وصل رسول الله الى بستان لعتبة ابن ربيعة ’ فرجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه ’ فعمد عليه الصلاة و السلام وقد أنهكه التعب و الجراح ’ الى ظل شجرة عنب فجلس فيه وابنا ربيعة ينظران إليه فلما إطمأن النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك الظل ’ رفع رأسه يدعو بهذا الدعاء :( اللهم أشكو إليك ضعف قوتى ’ وقلة حيلتى ’ وهوانى على الناس ’ يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربى الى من تكلنى ؟ الى بعيد يتجهمنى أم الى عدو ملكته أمرى ؟ إن لم يكن بك علىّ غضب فلا أبالى ’ ولكن عافيتك أوسع لى أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات ’ وصلح عليه أمر الدنيا و الآخرة ’ من أن ينزل بى ىغضبك أو يحل علىّ سخطك ’ لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك ) .

ثم إن ابنى ربيعة- صاحبى البستان - تحركت الشفقة فى قلبيهما فدعو غلاما لهما نصرانياً يقال له ( عداس ) فأرسلا إليه قطفاً من العنب فى طبق ’ فلما وضع عداس العنب بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : كل ’ مد رسول الله يده قائلا : بسم الله ’ ثم أكل فقال عداس متعجباً : والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد ’ فقال له الرسول : من أى البلاد أنت ؟ وما دينك ؟ قال : نصرانى ’ وأنا رجل من أهل نينوى ( قرية بالموصل ) ’ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : من قرية الرجل الصالح يونس ابن متى ؟ فقال عداس وما يدريك ما يونس ابن متى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذلك أخى ’ كان نبياً وأنا نبى ..... فأكب عداس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل رأسه ويديه وقدميه .
قال ابن اسحاق : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنصرف من الطائف راجعاً الى مكة ’ حتى إذا كان بنخلة قام من جوف الليل يصلى ’ فمر به النفر من الذين ذكرهم الله تعالى فاستمعوا له ’ فلما فرغ من صلاته ولوّا الى قومهم منذرين قد آمنوا وأجابوا الى ما سمعوا وقد قص الله خبرهم عليه صلى الله عليه وسلم فى قوله :( وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا ) الى قوله ( يجركم من عذاب أليم ) وقوله ( قل أوحى إلى أنه إستمع نفر من الجن ) ........ الآيات
ثم عاد رسول اله صلى الله عليه وسلم - ومعه زيد ابن حارثة - يريد دخول مكة فقال له زيد كيف تدخل عليهم يا رسول الله وهم أخرجوك ؟ فقال : يا زيد إن الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجاً وإن الله ناصر دينه ومظهر نبيه . ثم أرسل رجلاً من خزاعة الى مطعم ابن عدىّ يخبره أنه داخل مكة فى جواره ’ فاستجاب مطعم لذلك . وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مكة .
العبر و العظات :

إذا تأملنا فى هذه الهجرة التى قام بها النبى صلى الله لعيه وسلم ’ وما إنطوت عليه من العذاب الواصب الذى رآه عليه الصلاة و السلام ’ ثم فى شكل عودته الى مكة - نستخلص الأمور التالية :
أولا : أن ما كان يلاقيه النبى عليه الصلاة و السلام من مختلف ألوان المحنة ’ لا سيما هذا الذى رآه فى ذهابه الى الطائف ’ إنما كان من جملة أعماله التبليغية للناس .
فكما أنه جاء يبلغنا العقيدة الصحيحة عن الكون وخالقه ’ وأحكام العبادات و الأخلاق و المعاملات ’ كذلك جاء يبلغ المسلمين ما كلفهم الله به من واجب الصبر ’ ويبين لهم كيفية تطبيق الصبر و المصابرة اللذين أمر الله تعالى بهما فى قوله :( يا أيها اللذين آمنوا إصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) ’ ولقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم القيام بالعبادات بالوسيلة التطبيقية ’ فقال : ( صلوا كما رأيتمونى أصلى ) وقال :( خذوا عنى مناسككم ) وليبين أن الصبر ومصارعة الشدائد من أهم مبادىء الإسلام التى بعث بها الى الناس كافة .
وربما يتوهم من إطّلع على ظاهرة سيرة هجرته عليه الصلاة و السلام الى الطائف : أنه صلىالله عليه وسلم قد غلب على أمره هناك ’ وأن الضجر قد نال منه ’ وأنه ربما إستعظم كل تلك المحنة و المشاق التى أصابته ’ ولذلك توجه الى الله تعالى بذلك الدعاء بعد أن إطمأن فى بستان إبنى ربيعة .
ولكن الحقيقة أنه عليه الصلاة و السلام قد إستقبل تلك المحنة راضياً ’ وتجرع تلك الشدائد صابراً محتسباً ’ وإلا فقد كان بوسعه - لو شاء - أن ينتقم من السفهاء الذين آذوه ومن الزعماء الذين أغروا به سفهاءهم وردوه ذلك الرد المنكر ’ ولكنه عليه الصلاة و السلام لم يشأ ذلك .

ودليل ذلك ما رواه البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال: لقد لقيت من قومك ’ وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسى على ابن عبد ياليل ابن عبد كلال ’ فلم يجبنى الى ما أردت ’ فانطلقت وأنا مهموم على وجهى ’ فلم أستفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسى فإذا أنا بسحابة قد أظلتنى فنظرت فإذا فيها جبريل فنادانى فقال إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت ’ قال فنادانى ملك الجبال وسلم علىّ ثم قال يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك ’ وأنا ملك الجبال ’ وقد بعثنى ربك إليك لتأمرنى بأمرك فما شئت ’ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ’فقال رسول الله : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً .
إذاً فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه وأمته من بعده بما كان يلاقيه ’ الصبر ’ بل وفن الصبر أيضاً على جميع الشدائد و المكاره فى سبيل الله عز وجل .
ربما يقول قائل : فما معنى رفع صوته بالشكوى إذاً ’ وما معنى دعاءه الذى تدل ألفاظه وصيغته على الضجر و الملل من طول المحاولة التى لم تأت بنتيجة إلا الأذى و العذاب ؟
والجواب أن الشكوى الى الله تعالى تعبد ’ والضراعة له و التذلل على بابه تقرب وطاعة ’ وللمحن و المصائب خكم ’ من أهمها أنها تسوق صاحبها الى باب الله تعالى وتلبسه جلباب العبودية له ’ فليس إذاً بين الصبر على المكاره و الشكوى الى الله تعالى أى تعارض ’ بل الواقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمنا فى حياته كلا الأمرين ’ فكان بصبره الشديد على المحن يعلمنا أن هذه هى وظيفة المسلمين عامة و الدعاة الىالله خاصة ’ وكان بطول ضراعته والتجائه الى الله تعالى يعلمنا وظيفة العبودية ومقتضياتها .

على أن النفس البشرية مهما تسامت فهى لا تتجاوز دائرة بشريتها على كل حال ’ والبشر مجبول فى أصل فطرته على الإحساس و الشعور ..... الشعور بلذة النعيم و الشعور بألم العذاب ’ وهو مجبول على الركون الى الول و الفزع من الثانى .
وهذا يعنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ’ حتى وهو يوطن نفسه لتلقى كل أنواع الضر و العذاب فى سبيل ربه فهو مع ذلك بشر ’ يتألم للضر ويستريح للنعيم .
ولكنه مع هذا يفضل الضر مهما كانت آلامه ’ على النعيم مهما كانت لذائذه ’ إرضاءاً لوجه ربه وأداءاً لحق العبودية ’ ولا ريب أن هذا هو مناط استحصال الثواب وظهور معنى التكليف للإنسان .
ثانيا: إذا تأملت فى مشاهد سيرته صلى الله عليه وسلم مع قومه ’ وجدت أن ما كان يجده صلى الله عليه وسلم من الأذى فى هذه المشاهد قد يكون قاسياً شديداً ’ بيد أنك واجد فى كل مشهد منها ما يعتبر رداً إلهياً على ذلك الإيذاء وما يهدف إليه أربابه ’ كى يكون فى ذلك مواساة وسلوى للرسول عليه الصلاة و السلام ’ وكى لا يتجمع فى النفس من عوامل التألم و الضجر ما يدخل إليها اليأس .
ففى مشهد هجرته للطائف ’ وما قد إكتنفها من العذاب المضنى : عذاب الإيذاء و عذاب الخيبة ’ مما قد مر ذكره - تجد رداً إلهياً واضحاً على سفاهة أولئك الذين آذوه ولحقوا به ’ واعتذاراً له عن سفاهتهم و غلظتهم ’ تجد ذلك فى مظهر الرجل النصرانى ( عداس ) حينما جاء يسعى إليه وفى يده طبق فيه عنب ’ ثم إنكب فجعل يقبل رأسه ويديه ورجليه وذلك عندما أخبره عليه الصلاة و السلام أنه نبى . وحسبنا لتصوير مشهد هذا الإعتذار من إيذاء أولئك السفهاء ’ أن ننقل لكلام مصطفى صادق الرافعى رحمه الله فى ذلك بعد أن ذكر القصة : ( يا عجبا لرموز القدر فى القصة )! ..

لقد اسرع الخير و الكرامة و الإجلال ’ فأقبلت تعتذر عن الشر و السفاهة و الطيش ’ وجاءت القبلات بعد كلمات العداوة . وكان إبنا ربيعة من ألد أعداء الإسلام ’ وممن مشوا ا لى أبى طالب عم النبىصلى الله عليه وسلم من أشراف قريش يسألونه ’ أن يكفه عنهم أو يخلى بينهم و بينه ’ أو ينازلوه إياه حتى يهلك أحد الفريقين ’ فانقلبت الغريزة الوحشية الى معناها الإنسانى الذى جاء به هذا الدين لأن المستقبل الدينى للفكر لا الغريزة .
وجاءت النصرانية تعانق الإسلام وتعزه ’ إذ الدين الصحيح من الدين الصحيح كالأخ من أخيه ’ غير أن نسب الأخوة الدم ’ ونسب الدين العقل .
ثم أتم القدر رمزه فى هذه القصة ’ بقطف العنب سائغاً عذباً مملوءاً حلاوة ’ فباسم الله كان قطف العنب رمزاً لهذا العنقود الإسلامى العظيم الذى إمتلأ حباً ’ كل حبة فيه مملكة )
ثالثاً - وفيما كان يفعله زيد ابن حارثة رضى الله عنه ’ من وقاية الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه من حجارة السفهاء ’ حتى إنه شج فى رأسه عدة شجاج - نموذج لما ينبغى أن يكون عليه حال المسلم بالنسبة لقائد الدعوة ’ من حمايته له بنفسه ودفاعه عنه وإن إقتضى ذلك التضحية بحياته .
هكذا كانت حال الصحابة رضى الله عنهم بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ’ ولئن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم غير موجود بيننا اليوم ’ فلا يتصور الدفاع عنه بالنحو الذى يفعله الصحابة رضى الله عنهم ’ فإن ذلك يتحقق على نحو آخر : هو أن لا نضن على أنفسنا بالمحن و العذاب فى سبيل الدعوة الإسلامية وأن نسهم بشىء من تحمل الجهد و المشاق التى تحملها النبى صلى اله عليه وسلم .
على أنه ينبغى أن يكون هنالك قادة للدعوة الإسلامية فى كل عصر وزمن ’ يخلفون قيادة النبى صلى الله عليه وسلم فى الدعوة ’ فعلى المسلمين كلهم أن يكونوا من حولهم جنوداً مخلصين لهم ’ يفدونهم بالمهج و الأموال ’ كما كان شأن الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

رابعاً - فيما قصه علينا ابن إسحاق من إستماع النفر من الجن إليه ’ وهو يصلى فى جوف الليل بنخلة ’ دليل على وجود الجن وأنهم مكلفون ’ وأن منهم من آمن بالله ورسوله ومنهم من كفر ولم يؤمن . وقد إرتفعت الدلالة الى درجة القطع ’ بحديث القرآن عنهم فى نصوص قاطعة صريحة ’ كالآيات التى فى صدر سورة الجن ’ وكقوله تعالى فى سورة الأحقاف :( وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن ) الى قوله تعالى :( ويجركم من عذاب أليم ) .
واعلم أن القصة التى ساقها ابن اسحاق ورواها ابن هشام فى سيرته ’ قد ذكرها البخارى ومسلم و الترمذى على نحو قريب و بتفصيل آخر .
واللفظ الذى رواه البخارى بسنده عن ابن عباس ’ أنه صلى الله عليه وسلم إنطلق فى طائفة من أصحابه عامدين الى سوق عكاظ ’ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ’ وأرسلت عليهم الشهب ’ فرجعت الشياطين فقالوا : مالكم قد حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب ؟ قال : ما حال بيننا وبين خبر السماء إلا ما حدث ’ فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ماذا فى هذا الأمر الذى حدث ’ فانطلقوا فضربوا فى مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذى حال بينهم وبين خبر السماء ؟ قال فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة وهو عامد الى سوق عكاظ ’ وهو يصلى بأصحابه صلاة الفجر ’ فلما سمعوا القرآن تسمعوا له ’ فقالوا هذا الذى حال بينكم وبين خبر السماء ’ فهنالك رجعوا الى قومهم ’ فقالوا يا قومنا إنّا سمعنا قرآناً عجباً يهدى الى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً ’ وأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم : قل أوحى إلى أنه إستمع نفر من الجن ’ وإنما اوحى إليه قول الجن .
واللفظ الذى رواه مسلم و الترمذى ’ متفق مع هذا ’ ولكنهما زادا عليه فى صدر الحديث ( ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم ’ إنطلق فى طائفة ...... ) الحديث

قال فى الفتح : فكأن البخارى حذف هذه اللفظة عمداً ’ لأن ابن مسعود أثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم قرأ على الجن ’ فكان ذلك مقدّماً على نفى ابن عباس ’ وقد أشار الى ذلك مسلم ’ فأخرج عقب حديث ابن عباس هذا حديث ابم مسعود عن النبى صلى الله عليه وسلم ’ قال أتانى داعى الجن فانطلقت معه فقرأت عليه القرآن . ويمكن الجمع بالتعدد أى يمكن الجمع بين الروايتين بتعدد الحادثة . ثم إن الذى رواه البخارى ومسلم و الترمذى يختلف عما رواه ابن إسحاق من ناحيتين :
الأولى - أن رواية ابن إسحاق خالية من الإشارة الى أنه كان يصلى بأصحابه ’ بل هى تفيد أنه كان يصلى منفرداً ’ فى حين أن الروايات الأخرى ذكرت أنه كان يصلى بأصحابه .
الثانية - أن رواية ابن إسحاق ليس فيها تقييد الصلاة بالفجر ’والروايات الأخرى تنص على أنه كان يصلى الفجر .
فأما رواية ابن اسحاق فلا إشكال فيها ’ غير أن الرواية الأخرى تشكل من ناحيتين :
الأولى :- أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن معه فى ذهابه الى الطائف ورجوعه منها إلا زيد ابن حارثة ’ كما قد علمت ’ فكيف يستقيم أنه كان يصلى بطائفة من أصحابه ؟
الثانية :- أن الصلوات الخمس لم تشرع إلا ليلة الإسراء و المعراج ’ وإنما كان المعراج بعد ذهاب الرسول الى الطائف ’ على ما ذهب إليه كثير من المحققين ’ فكيف يستقيم أنه كان يصلى الفجر ؟
و الجواب على الإشكال الأول أنه يحتمل أن يكون قد إلتقى ببعض من أصحابه عندما وصل الى نحلة ( وهو مكان قريب من مكة ) فصلى بهم الفجر هناك .
أما الإشكال الثانى ’ فجوابه أن يقال بأن حادثة الجن واستماعهم القرآن منه صلى الله عليه وسلم تكرر أكثر من مرة ’ فقد رويت مرة عن ابن عباس ورويت بصورة أخرى عن ابن مسعود ’ وكل منهما صحيح ’ وهذا ما ذهب إليه جمهور المحققين ’ هذا على القول بأن حادثة الإسراء و المعراج كانت بعد الهجرة الى الطائف أما على القول بأنها كانت قبل ذلك فلا إشكال البتة .

والذى يهمنا أن نعلمه بعد هذا كله ’ هو أن على المسلم أن يؤمن بوجود الجن ’ وبأنهم كائنات حية كلفها الله عز وجل بعبادته كما كلفنا بذلك ’ ولئن كانت حواسنا و مداركن لا تشعر بهم ’ فذلك لأن الله عز وجل جعل وجودهم غير خاضع للطاقة البصرية التى بثها فى أعيننا ’ ومعلوم أن أعيننا إنما تبصر أنواعاً معينة من الموجودات بقدر معين وبشروط معينة .
ولما كان جود هذه الخليقة مسندا إلى أخبار يقينية متواترة وردت إلينا من الكتاب و السنة ’ وكان أمرها معلوماً من الدين بالضرورة أجمع المسلمون على أن إنكار الجن أو الشك فى وجودهم يستلزم الردة و الخروج عن الإسلام ’ إذ أن إنكارهم لشىء علم أنه من الدين بالضرورة ’ عدا أنه يتضمن تكذيب الخبر الصادق المتواتر الوارد إلينا عن الله عز وجل وعن رسوله .
ولا ينبغى أن يقع العاقل فى أشد مظاهر الغفلة و الجهل من حيث يزعم أنه لا يؤمن إلا بما يتفق مع العلم فيمضى يتبجح بأنه لا يعتقد بوجود الجن ’ من أجل أنه لم ير الجان ولم يحس بهم .
إن من البداهة بمكان أن مثل هذا الجهل المتعالم ’ يستدعى إنكار كثير من الموجودات اليقينية لسبب واحد هو عدم إمكان رؤيتها ’ و القاعدة العلمية المشهورة تقول : عدم الوجدان لا يستلزم عدم الوجود . أى عدم رؤيتك لشىء تفتش عنه لا يستلزم أن يكون بحد ذاته مفقوداً أو غير موجود .
خامساً :- ما موقع كل ما رآه النبى صلى الله عليه وسلم فى سياحته هذه فى الطائف وما هو أثر كل هذا الذى عاناه ’ فى نفسه ؟
يتضح الجواب على هذا فيما قاله النبى صلى الله عليه وسلم لزيد ابن حارثة ’ حينما سأله زيد متعجباً : كيف تعود يا رسول الله الى مكة وهم أخرجوك ؟ فقد أجابه فى ثقة واطمئنان قائلا : ( يا زيد إن الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجاً ’ وإن الله ناصر دينه ومظهر نبيه )

وإذاً فإن كل ذاك الذى رآه وعاناه فى الطائف ’ بعد القسوة و العذاب اللذين رآهما فى مكة ’ لم يكن له أى تأثير على ثقته بالله تعالى أو على قوة العزيمة الإيجابية فى نفسه .
ولا والله ’ ليست هذه عزيمة بشر آتته الطبيعة مزيداً من التحمل وقوة الإرادة ’ ولكنه يقين النبوة كان ثابتاً فى قلبه صلى الله عليه وسلم فهو يعلم إنما ينفذ أمر ربه و يسير فى الطريق التى أمره الله أن يسير فيها ’ ومما لا ريب فيه أن الله بالع أمره ’ وقد جعل الله لكل شىء قدراً .
والفائدة التعليمية لنا فى هذا الأمر ’ هى أن لا تصدنا المحن و العقبات التى تكون فى طريق الدعوة الإسلامية عن السير ’ وأن لا تبث فينا روح الدعة و الكسل ’ ما دمنا نسير على هدى من الإيمان بالله وتوفيقه فمن استمد القوة من الله جدير بأن لا يعرف لليأس و الكسل معنى ’ إذ ما دام هو الآمر ’ فلا شك أنه هو الناصر أيضاً .
وإنما يأتى التخاذل والكسل و اليأس بسبب العقبات و المحن التى تعترض السبل و المبادىء الأخرى التى لم يأمر بها الله تعالى إذ فى مثل هذه الحال يركن العاملون الى قوتهم الخاصة بهم وجهودهم التى يستقلون بها ’ ومعلوم أن كل ذلك محدود بنطاق بشرى معين ’ فمن الطبيعى أن ينقلب كل من القوة و التصميم بسبب طول المعاناة و الآلام و المحن ’ الى يأس وتخاذل نظراً لمقياس القوة البشرية المحدودة .


فقهُ السّيرَة

الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خروج الرسول الى الطائف الطائف يلتمس النصرة من ثقيف ويرجو أن يقبلوا منه ما جاءهم به من عند الله عز وجل .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: السيرة النبوية-
انتقل الى: