كتاب الطهارة : إمتناع القراّن على الجنب والحائض

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كتاب الطهارة : إمتناع القراّن على الجنب والحائض.

مسألة:(قال (ولا يقرأ القراّن جُنب ولا حائض ولا نُساء ).


رويت الكراهيةعن عمر وعلى والحسن والنخعى والزهرى وقتادة والشافعى وأصحاب الرأى ، وقال الأوزاعى : لايقرأ إلا اّية
الركوب والنزول (سبحان الذى سخر لنا هذا)(13) الزخرف.(وقل رب أنزلنى مُنزلاً مباركاً ) (29) المؤمنون.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقال ابن عباس : يقرأ وردُهُ، وقال سعيد بن المسيب :يقرأالقرأن ،أليس هو فى جوفه؟
وحكى عن مالك للحائض القراءة دون الجنب لأن أيامها تطول فإن منعناها من القراءة نسيت .
ولنا ماروى عن على رضى الله عنه أن النبى (صلى الله عليه وسلم) لم يكن يحجبه ـ أو قال ـ يحجزه عن قراءة القراّن شئ ليس الجنابه ،رواه أبو داود والنسائى والترمذى وقال حديث حسن صحيح وعن ابن عمر أن النبى(صلى الله عليه وسلم)قال ك"لاتقرأ الحائض ولا الجنب شيئًا من القراّن" رواه أبو داود والترمذى وقال يرويه إسماعيل بن عياش عن نافع وقد ضعف البخارى روايته عن أهل الحجاز وقال إنما روايته عن اهل الشام، وإذا ثبت هذا فى الجنب ففى الحائض أولى لأن حدثها اّكد ولذلك حرم الوطء ومنع الصيام وأسقط الصلاة وساواها فى سائر الأحكام.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فصل:
ويحرم عليهم قراءة اّيه فأما بعض اّيه فإن كان مما لايتميز به القراّن عن غيره كالتسمية والحمد لله وسائر الذكر فإن لم يقصد به القراّن فلا بأس فإنه لاخلاف فى أن لهم ذكر الله تعالى ، ويحتاجون إلى التسمية عند اغتسالهم ولا يمكنهم التحرز من هذا ، وإن قصدوا به القراءة أو ما قرأوه شيئًا يتميز به القراّن عن غيره من الكلام ففيـــــــــــــــــه روايتان :

الأولى : لايجوز وروى عن على ـ رضى الله عنه ـ أنه سئل عن الجنب يقرأ القراّن ؟ فقال لا ولاحرفاً وهذا مذهب الشافعى لعموم الخبر فى النهى ولأنه قراّن فمنع من قراءته كا لآيه.
والثانية :لايُمنع منه وهو قول أبى حنيفه لأنه لا يحصل به الأعجاز ولايجزئ فى الخطبة ويجوز إذا لم يقصد به القرّان وكذلك إذا قصد...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فصل:
وليس لهم اللُبثٌ فى المسجد لقول الله تعالى: (ولا جٌنٌباً إلا عابرى سبيل حتّى تغتسلوا ) (43) النساء.
وروت عائشةرضى الله عنها وأرضاها قالت جاء النبى(صلى الله عليه وسلم) وبيوت أصحابه شارعة فى المسجد فقال :"وجهوا هذه البيوت عن المسجد فإنى لا احل المسجد لحائض ولا جنب " رواه أبو داود،
ويباح العبور للحاجه من أخذ شئ أو تركه أو كون الطريق فيه فأما لغير ذلك فلا يجوز بحال .
وممن نقلت عنه الرخصة فى العبور ابن مسعود وابن عباس وابن فيتيمم ،وهو قول أصحاب الراى لقول النبى (صلى الله عليه وسلم)"لا أحل المسجد لحائض ولاجنب " ولنا قول الله تعالى:( إلا عابرى سبيل )(43) النساء
والإستثناء من المنهى عنه إباحه ، وعن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لها :ناولينى
الخٌمرة (شبه حصير يصلى عليها )من المسجد " قالت إنى حائض قال :" إن حيضتك ليست فى يدك "رواه مسلم،
وعن جابر قال كنا نمر فى المسجد ونحن جنب رواه ابن المنذر،وعن زيد بن أسلم قال كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمشون فى المسجد وهم جنب رواه ابن المنذر أيضاً وهذا إشارة لإلى جميعهم فيكون إجماعاً.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فصل:
فأما المستحاضة ومن به سلس البول فلهم اللبث فى المسجد والعبور إذا أمنٌوا تلويث المسجد لما روى عن عائشة رضى الله عنها أن امرأة من أزواج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)اعتكفت معه وهى مستحاضه فكانت ترى الحمرة والصفرة وربما وضعنا الطست تحتها وهى تصلى ......... رواه البخارى. ولأنه حدث لايمنع الصلاة فلم يمنع اللبث كخروج الدم اليسير من أنفه ،فإن خاف تلويث المسجد فليس له العبور فإنالمسجد يصان عن هذا كما يصان عن البول فيه . ولو خشيت
الحائض تلويث المسجد بالعبور فيه لم يكن لها ذلك .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فصل:
وإن خاف الجنب على نفسه أو ماله أو لم يمكنه الخروج من المسجد أو لم يجد مكانا غيره أو لم يمكنه الغسل ولا الوضوء تيمم ثم أقام فى المسجد ، وروى عن على وابن عباس وسعيد بن جرير ومجاهد والحسن بن مسلم بن ينّاق فى تأويل قوله تعالى (ولا جنبا إلا عابرى سبيل ) يعنى مسافرين لايجدون ماء فيتيممون .
وقال بعض أصحابنا : يلبث بغير تيمم لأن التيمم لايرفع الحدث وهذا غير صحيح ،لأنه يخالف قول من سمّينا من الصحابه ،ولأن هذا أمر يشترط له الطهارة فوجب التيمم له عند العجز عنها كالصلاة وسائر ما يشترط له الطهارة ، وقولهم : لايرفع الحدث فى إباحة ما يستباح به .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فصل : إذا توضأ الجنب فله اللبث فى المسجد فى قول أصحابنا وإسحاق ،وقال أكثر أهل العلم لايجوز للآية والخبر .
واحتج أصحابنا بما روى عن زيد بن أسلم قال : كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتحدثون فى المسجد على غير وضوء وكان الرجل جنباً فيتوضأثم يدخل فيتحدث وهذا إشارةإلى جميعهم فيكون إجماعاً يخصّص به العموم، ولنه توضأ خف حكم الحدث فأشبه التيمم عند عدم الماء . ودليل خفته أمر النبى (صلى الله عليه وسلم) الجنب به إذا أراد النوم
واستجابه لمن أراد الأكل ومعاودة الوطء.
فأما الحائض لإذا توضأت فلا يباح لها اللبث لأن وضوءها لايصح .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مسألة :قال :( ولا يمس المصحف إلا طاهر )

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يعنى طاهراً من الحدثين جميعاً روى هذا عن ابن عمر والحسن وعطاء وطاوس والشعبى والقاسم ابن محمد وهو قول
مالك والشافعى وأصحاب الرأى ، ولا نعلم مخالفاً لهم إلا داود فإنه أباح مسه واحتج بأن النبى (صلى الله عليه وسلم)
كتب فى كتابه آيه إلى قيصر ، وأباح الحكم مسه بظاهر الكف لأن آلة المس باطن اليد فينصرف النهى إليه دون غيره ،
ولنا قول الله تعالى :( لايمسه إلا المطهّرون )(79) الواقعة.
وفى كتاب النبى (صلى الله عليه وسلم) لعمرو ابن حزم :"أن لايمس القرآن إلا طاهر )وهو كتاب مشهور رواه أبو عبيد فى فضائل القرآن وغيره ورواة الثرم .
فاما الآية التى كتب بها النبى (صلى الله عليه وسلم) فإنما قصد بها المراسلة والآية فى الرسالة أو كتاب فقه أو نحوه لا تمنع مسه ولا يصير الكتاب بها مصحفاً ولا تثبت له حرمته ، إذا ثبت هذا لايجوز له مسه بشئ من جسده لأنه من جسده فأشبه يده ،وقولهم : إن المس إنما يختص باطن اليد ليس بصحيح فإن كل شئ لاقى فقد مسه .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فصل:
ويجوز حملُه بعلاقته وهذا قول أبى حنيفه وروى ذلك عن الحسن وعطاء وطاوس والشعبى والقاسم وأبى وائل والحكم وحماد ومنع منه الأوزاعى ومالك والشافعى قال مالك :أحسن ماسمعت أنه لايحمل المصحف بعلاقته ولا فى غلافه إلا وهو طاهر وليس ذلك لأنه يدنسه ولكن تعظيماً للقرآن ، واحتجوا بأنه مكلف محدث قاصد لحمل المصحف فلم يجز كما لو حمله مع مسه .
ولنا أنه غير ماس له فلم يمنع منه لو حمله فى رحله ولأن النهى إنمايتناول المس والحمل ليس بمس فلم يتناوله النهى وقياسهم فاسد لأن العلة فى الأصل مسه وهو غير موجود فى الفرع والحمل لا أثر له فلا يصح التعليل به وعلى هذا لو حمله بعلاقة أو بحائل بينه مما لايتبعه فى البيع جاز لما ذكرنا.
وعندهم لايجوز ووجه المذهبين ما تقدم ، ويجوز تقليبه بعود ومسه به وكتب المصحف بيده من غير أن يمسه ،وفى تصفحه بكمه روايتان وخرّج القاضى فى مس غلافه وحمله بعلاقة رواية أخرى أنه لايجوز بناء على مسه بكمه ،
والصحيح جوازه لأن النهى إنما يتناول مسه والحمل ليس بمس.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فصل:
ولايجوز مس كتب التفسير والفقه وغيرهما والرسائل وإن كان فيها آيات من القرآن بدليل أن النبى (صلى الله عليه وسلم)
كتب إلى قيصر كتاباً فيه آية ولأنها لايقع عليها اسم مصحف ولا تثبت لها حرمته .وفى مس صبيان الكتاتيب ألواحهم التى
فيها القرآن وجهان :
أحدهما : الجواز ؛ لأنه موضع حاجه فلو اشترطنا الطهارة أدى إلى تنفيرهم عن حفظه.
والثانى :المنع لدخولهم عموم الآيه.وفى الدراهم المكتوب عليها القرآن وجهان .
أحدهما:المنع وهو قول أبى حنيفه. وكرهه عطاء والقاسم والشعبى ؛ لأن القرآن مكتوب عليها فأشبهت الورق .
الثانى :الجواز ؛ لأنه لايقع عليها اسم المصحف فأشبهت كتب الفقه ولأنه فى الاحتراز منها مشقه أشبهت ألواح الصبيان.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فصل:
وإن إحتاج المحدث إلى مس المصحف عند عدم الماء تيمم وجاز مسه ولو غسل المحدث بعض أعضاء الوضوء لم يجز له مسه به قبل إتمام وضوئه لآنه لايكون متطهرًا إلا بغسل الجميع .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولايجوزالمسافرة بالمصحف إلى دار الحرب لما روى ابن عمر قال :قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)"لاتسافروا بالقرآن
إلى أرض العدو مخافة أن تناله أيديهم "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فصل:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المصدر :كتاب المغنى فى الفقه للأمام /أبى محمد عبدالله بن أحمد بن محمد ابن قدامة المقديسى رحمه الله . كتاب الطهارة