منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
دروس وعظات من السيرة النبوية.. >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
دروس وعظات من السيرة النبوية.. >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 دروس وعظات من السيرة النبوية..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

دروس وعظات من السيرة النبوية.. Empty
مُساهمةموضوع: دروس وعظات من السيرة النبوية..   دروس وعظات من السيرة النبوية.. I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 15, 2011 3:18 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

دروس وعظات من السيرة النبوية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الوقائع التاريخية


تدلنا الأخبار الثابتة عن حياته صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة على الحقائق التالية :


1- أنه
ولد في أشرف بيت من بيوت العرب ، فهو من أشرف فروع قريش ، وهم بنو هاشم،
وقريش أشرف قبيلة في العرب، وأزكاها نسبا وأعلاها مكانة، وقد روي عن العباس
رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم أنه قال : «
إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم، وخير الفريقين، ثم تخير
القبائل، فجعلني من خير قبيلة، ثم تخير البيوت، فجعلني من خير بيوتهم، فأنا
خيرهم نفسًا ، وخيرهم بيتًا
» ( رواه الترمذي بسند صحيح ) .


ولمكانة هذا النسب الكريم في قريش لم نجدها فيما طعنت به على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لإتضاح نسبه بينهم ، ولقد طعنت فيه بأشياء كثيرة مفتراة إلا هذا الأمر .


2- أنه
نشأ يتيما ، فقد مات أبوه عبد الله وأمه حامل به لشهرين فحسب، ولما أصبح له
من العمر ست سنوات ماتت أمه آمنة فذاق صلى الله عليه
وآله وسلم في صغره مرارة الحرمان من عطف الأبوين وحنانهما، وقد كفله بعد ذلك جده عبد المطلب، ثم توفي ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابن ثمان سنوات ، فكفله بعد ذلك عمه أبو طالب حتى نشأ وإشتد ساعده ، وإلى يتمه أشار القرآن الكريم بقوله : { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى } [الضحى:6] .


3- أمضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
السنوات الأربع الأولى من طفولته في الصحراء في بني سعد ، فنشأ قوي البنية
، سليم الجسم ، فصيح اللسان ، جريء الجنان ، يحسن ركوب الخيل على صغر سنه
قد تفتحت مواهبه على صفاء الصحراء وهدوئها ، وإشراق شمسها ونقاوة هوائها.



4- كانت
تعرف فيه النجابة من صغره ، وتلوح على محياه مخايل الذكاء الذي يحببه إلى
كل من رآه ، فكان إذا أتى الرسول وهو غلام جلس على فراش جده ، وكان إذا جلس
عليه لا يجلس معه على الفراش أحد من أولاده ( أعمام الرسول ) ، فيحاول
أعمامه إنتزاعه عن الفراش ، فيقول لهم عبد المطلب: دعوا ابني ، فو الله إن
له لشأنًا .



5- أنه عليه الصلاة والسلام كان يرعى في أوائل شبابه لأهل مكة أغنامهم بقراريط يأخذها أجرا على ذلك ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: « ما من نبي إلا قد رعى الغنم » قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ قال : « وأنا » وفي رواية أخرى أنه قال :


« ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم » فقال له أصحابه : وأنت يا رسول الله ؟ فأجاب :


« وأنا رعيتها لأهل مكة على قراريط » ثم لما بلغ من عمره خمسا وعشرين ، عمل لخديجة بنت خويلد في التجارة بما لها على أجر تؤديه إليه .





الدروس والعظات


1- أنه
كلما كان الداعية إلى الله ، أو المصلح الإجتماعي في شرف من قومه ، كان ذلك
أدعى إلى إستماع الناس له ، فإن من عادتهم أن يزدروا بالمصلحين والدعاة
إذا كانوا من بيئة مغمورة ، أو نسب وضيع ، فإذا جاءهم من لا ينكرون شرف
نسبه ، ولا مكانة أسرته الإجتماعية بينهم ، لم يجدوا ما يقولونه عنه إلا
إفتراءات يتحللون بها من الإستماع إلى دعوته ، والإصغاء إلى كلامه ، ولذلك
كان أول ما سأل عنه هرقل أبا سفيان بعد أن أرسل الرسول إلى هرقل كتابا
يدعوه فيه إلى الإسلام هو وقومه : كيف نسبه فيكم ؟ فأجاب أبو سفيان وهو
يومئذ على شركه : هو من أشرفنا نسبا ، ولما إنتهى هرقل من أسئلته لأبي
سفيان ، وسمع جوابه عنها ، أخذ يشرح له سر الأسئلة التي توجه بها إليه حول
محمد « رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم
» فقال له هرقل : سألتك كيف نسبه فيكم ؟ فزعمت أنه من أشرفكم نسبا ، وكذلك
لا يختار الله النبي إلا من كرام قومه ، وأوسطهم نسبا .



صحيح أن
الإسلام لا يقيم وزنا لشرف الأنساب تجاه الأعمال ، ولكن هذا لا يمنع أن
يكون الذي يجمع بين شرف النسب وشرف الفعل ، أكرم وأعلى مكانا وأقرب نجاحا ،
كما قال صلى الله عليه
وآله وسلم في الحديث الصحيح : « خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا ».


2- أن في
تحمل الداعية آلام اليتم أو العيش، وهو في صغره ما يجعله أكثر إحساسا
بالمعاني الإنسانية النبيلة، وإمتلاءً بالعواطف الرحيمة نحو اليتامى أو
الفقراء أو المعذبين، وأكثر عملا لإنصاف هذه الفئات والبر بها والرحمة لها،
وكل داعية يحتاج لأن يكون لديه رصيد كبير من العواطف الإنسانية النبيلة
التي تجعله يشعر بآلام الضعفاء والبائسين ، ولا يوفر له هذا الرصيدَ شيءٌ
مثلُ أن يعاني في حياته بعض ما يعانيه أولئك المستضعفون كاليتامى والفقراء
والمساكين .



3- كلما
عاش الداعية في جو أقرب إلى الفطرة، وأبعد عن الحياة المعقدة، كان ذلك أدعى
إلى صفاء ذهنه، وقوة عقله وجسمه ونفسه ، وسلامة منطقه وتفكيره، ولذلك لم
يختر الله العرب لأداء رسالة صدفة ولا عبثا، بل لأنهم كانوا بالنسبة إلى من
يجاورهم من الأمم المتمدنة أصفى نفوسا ، وأسلم تفكيرا، وأقوم أخلاقا،
وأكثر إحتمالا لمكاره الحروب في سبيل دعوة الله ونشر رسالته في أنحاء
العالم .



4- لا
يتأهل لمركز الدعوة وقيادتها إلا الذكي النبيه ، فالأغبياء والمتوسطون في
نجابتهم أبعد الناس عن جدارة القيادة الفكرية، أو الإصلاحية، أو الروحية،
بل إن من سنن الحياة ألا يتمكن من القيادة في أي ناحية من نواحي الحياة عن
جدارة وإستحقاق الأغبياء والمضطربون في تفكيرهم ، والشاذون في آرائهم ،
وإذا واتت الصدفة أو الظروف واحدا من هؤلاء، فحملته إلى مركز القيادة،
فسرعان ما يهوي إلى الحضيض ويتخلى عنه قومه بعد أن تدلهم أفعاله على
غباوته، أو شذوذه، أو إضطراب تفكيره .



5- ينبغي للداعية أن يعتمد في معيشته على جهده الشخصي ، أو مورد شريف لا إستجداء فيه ، ولا ذلة ولا مهانة .


إن الدعاة
الصادقين الشرفاء يربؤون بأنفسهم أن يعيشوا من صدقات الناس وأعطياتهم،
وأية كرامة تكون لهم في نفوس قومهم بعد أن يهينوا أنفسهم بذل السؤال
والإستجداء ولو لم يكن صريحا مكشوفًا . فإذا وجدنا من يدعي الدعوة والإرشاد
، وهو يستكثر من أموال الناس بشتى أنواع الحيل ، فإننا نجزم بمهانة نفسه
في نفسه، فكيف في نفوس قومه وجيرانه؟ ومن إرتضى لنفسه المهانة، فكيف يستطيع
أن يدعو إلى مكارم الأخلاق ، ويقف في وجه الطغاة والمفسدين ، ويحارب الشر
والفساد ، ويبعث في الأمة روح الكرامة والشرف والإستقامة ؟






الوقائع التاريخية


تدلنا الأخبار الثابتة عن حياته صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة على الحقائق التالية :


1- لم
يشارك عليه الصلاة والسلام أقرانه من شباب مكة في لهوهم ولا عبثهم ، وقد
عصمه الله من ذلك، فقد إستفاض في كتب السيرة أنه سمع وهو في سن الشباب غناء
من إحدى دور مكة في حفلة عرس، فأراد أن يشهدها، فألقى الله عليه النوم ،
فما أيقظه إلا حر الشمس، ولم يشارك قومه في عبادة الأوثان، ولا أكل شيئا
مما ذبح لها، ولم يشرب خمرا، ولا لعب قمارا، ولا عرف عنه فحش في القول، أو
هُجر [قبحٌ] في الكلام .



2- وعرف
عنه منذ إدراكه رجحان العقل، وأصالة الرأي، وفي حادثة وضع الحجر الأسود في
مكانه من الكعبة دليل واضح على هذا، فقد أصاب الكعبة سيل أدى إلى تصدع
جدرانها ، فقرر أهل مكة هدمها وتجديد بنائها ، وفعلوا ، فلما وصلوا إلى
مكان الحجر الأسود فيها إختلفوا إختلافا شديدا فيمن يكون له شرف وضع الحجر
الأسود في مكانه، وأرادت كل قبيلة أن يكون لها هذا الشرف، وإشتد النزاع حتى
تواعدوا للقتال، ثم إرتضوا أن يحكم بينهم أول داخل من باب بني شيبة، فكان
هو رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم،
فلما رأوه قالوا : هذا الأمين، رضينا بحكمه، فلما أخبر بذلك ، حل المشكلة
بما رضي عنه جميع المتنازعين، فقد بسط رداءه ثم أخذ الحجر فوضعه فيه، ثم
أمرهم أن تأخذ كل قبيلة بطرف من الرداء، فلما رفعوه وبلغ الحجر موضعه، أخذه
ووضعه بيده، فرضوا جميعا، وصان الله بوفور عقله وحكمته دماء العرب من أن
تسفك إلى مدى لا يعلمه إلا الله.



3-
عرف عليه الصلاة والسلام في شبابه بين قومه بالصادق الأمين، وإشتهر بينهم
بحسن المعاملة، والوفاء بالوعد، وإستقامة السيرة، وحسن السمعة، مما رغب
خديجة في أن تعرض عليه الإتجار بمالها في القافلة التي تذهب إلى مدينة (
بصرى ) كل عام على أن تعطيه ضعف ما تعطي رجلا من قومها، فلما عاد إلى مكة
وأخبرها غلامها ميسرة بما كان من أمانته وإخلاصه، ورأت الربح الكثير في تلك
الرحلة ، أضعفت له من الأجر ضعف ما كانت أسمت له، ثم حملها ذلك على أن
ترغب في الزواج منه، فقبل أن يتزوجها وهو أصغر منها بخمسة عشر عاما، وأفضل
شهادة له بحسن خلقه قبل النبوة قول خديجة له بعد أن جاءه الوحي في غار حراء
وعاد مرتعدا : كلا والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل (
الضعيف )، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق .



4- سافر
مرتين خارج مكة، أولاهما مع عمه أبي طالب حين كان عمره إثنتي عشرة سنة،
وثانيتهما حين كان عمره خمسا وعشرين سنة، متاجرا لخديجة بمالها، وكانت كلتا
الرحلتين إلى مدينة ( بصرى ) في الشام، وفي كلتيهما كان يسمع من التجار
أحاديثهم، ويشاهد آثار البلاد التي مر بها، والعادات التي كان عليها سكانها
.



5- حبب
الله إليه عليه الصلاة والسلام قبل البعثة بسنوات أن يخرج إلى غار حراء -
وهو جبل يقع في الجانب الشمالي الغربي من مكة ، على قرب منها - يخلو فيه
لنفسه مقدار شهر - وكان في شهر رمضان - ليفكر في آلاء الله ، وعظيم قدرته،
وإستمر على ذلك حتى جاءه الوحي، ونزل عليه القرآن الكريم.






الدروس والعظات


1- ينبغي للداعية أن يعتمد في معيشته على جهده الشخصي ، أو مورد شريف لا إستجداء فيه ، ولا ذلة ولا مهانة .


إن الدعاة
الصادقين الشرفاء يربؤون بأنفسهم أن يعيشوا من صدقات الناس وأعطياتهم،
وأية كرامة تكون لهم في نفوس قومهم بعد أن يهينوا أنفسهم بذل السؤال
والإستجداء ولو لم يكن صريحا مكشوفًا. فإذا وجدنا من يدعي الدعوة والإرشاد،
وهو يستكثر من أموال الناس بشتى أنواع الحيل، فإننا نجزم بمهانة نفسه في
نفسه، فكيف في نفوس قومه وجيرانه؟ ومن إرتضى لنفسه المهانة، فكيف يستطيع أن
يدعو إلى مكارم الأخلاق، ويقف في وجه الطغاة والمفسدين، ويحارب الشر
والفساد، ويبعث في الأمة روح الكرامة والشرف والإستقامة ؟



2- إن
إستقامة الداعية في شبابه وحسن سيرته أدعى إلى نجاحه في دعوته إلى الله،
وإصلاح الأخلاق، ومحاربة المنكرات، إذ لا يجد في الناس من يغمزه في سلوكه
الشخصي قبل قيامه بالدعوة ، وكثيرا ما رأينا أناسا قاموا بدعوة الإصلاح،
وبخاصة إصلاح الأخلاق، وكان من أكبر العوامل في إعراض الناس عنهم ما
يذكرونه لهم من ماض ملوث، وخلق غير مستقيم، بل إن الماضي السيء يكون مدعاة
للشك في صدق هؤلاء الدعاة ، بحيث يتهمون بالتستر وراء دعوة الإصلاح لمآرب
خاصة، أو يتهمون أنهم ما بدؤوا بالدعوة إلى الإصلاح إلا بعد أن قضوا
لُبانتهم [حاجتهم] من ملذات الحياة وشهواتها، وأصبحوا في وضع أو عمر لا أمل
لهم فيه بالإستمرار فيما كانوا يبلغون فيه من عرض أو مال أو شهرة أو جاه .



أما
الداعية المستقيم في شبابه، فإنه يظل أبدا رافع الرأس ناصع الجبين، لا يجد
أعداء الإصلاح سبيلا إلى غمزه بماض قريب أو بعيد، ولا يتخذون من هذا الماضي
المنحرف تكأة للتشهير به، ودعوة الناس إلى الإستخفاف بشأنه .



نعم إن
الله يقبل توبة التائب المقبل عليه بصدق وإخلاص، ويمحو بحسناته الحاضرة
سيئاته المنصرمة، ولكن هذا شيء غير الداعية الذي ينتظر لدعوته النجاح إذا
إستقامت سيرته وحسنت سمعته .



3- إن
تجارب الداعية بالسفر، ومعاشرة الجماهير، والتعرف على عوائد الناس وأوضاعهم
ومشكلاتهم، لها أثر كبير في نجاح دعوته، فالذين يخالطون الناس في الكتب
والمقالات دون أن يختلطوا بهم على مختلف إتجاهاتهم، قوم مخفقون في دعوة
الإصلاح، لا يستمع الناس إليهم، ولا تستجيب العقول لدعوتهم، لما يرى فيهم
الناس من جهل بأوضاعهم ومشكلاتهم، فمن أراد أن يصلح المتدينين عليه أن يعيش
معهم في مساجدهم، ومجالسهم، ومجتمعاتهم، ومن أراد أن يصلح حال العمال
والفلاحين ، عليه أن يعيش معهم في قراهم ، ومصانعهم ، ويؤاكلهم في بيوتهم ،
ويتحدث إليهم في مجتمعاتهم ، ومن أراد أن يصلح المعاملات الجارية بين
الناس، عليه أن يختلط بهم في أسواقهم، ومتاجرهم، ومصانعهم، وأنديتهم،
ومجالسهم، ومن أراد أن يصلح الأوضاع السياسية، عليه أن يختلط بالسياسيين،
ويتعرف إلى تنظيماتهم، ويستمع لخطبهم، ويقرأ لهم برامجهم وأحزابهم، ثم
يتعرف إلى البيئة التي يعيشون فيها، والثقافة التي نهلوا من معينها،
والإتجاه الذي يندفعون نحوه، ليعرف كيف يخاطبهم بما لا تنفر منه نفوسهم،
وكيف يسلك في إصلاحه معهم بما لا يدعوهم إلى محاربته عن كره نفسي، وإندفاع
عاطفي .



وهكذا يجب أن يكون للداعية من تجاربه في الحياة ، ومعرفته بشؤون الناس ، ما يمكنه من أن يحقق قول الله تعالى : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125]، وما أبدع القول المأثور : خاطبوا الناس على قدر عقولهم ؛ أتريدون أن يكذب الله ورسوله ؟


4- يجب
على الداعية إلى الله أن تكون له بين الفينة والفينة أوقات يخلو فيها
بنفسه، تتصل فيها روحه بالله جل شأنه، وتصفو فيها نفسه من كدورات الأخلاق
الذميمة، والحياة المضطربة من حوله، ومثل هذه الخلوات تدعوه إلى محاسبة
نفسه إن قصرت في خير، أو زلت في إتجاه، أو جانبت سبيل الحكمة، أو أخطأت في
سبيل ومنهج أو طريق ، أو إنغمست مع الناس في الجدال والنقاش حتى أنسته ذكر
الله والأنس به وتذكر الآخرة، وجنتها ونارها، والموت وغصصه وآلامه، ولذلك
كان التهجد وقيام الليل فرضا في حق النبي صلى الله عليه
وآله وسلم
، مستحبا في حق غيره، وأحق الناس بالحرص على هذه النافلة هم الدعاة إلى
الله وشريعته وجنته، وللخلوة والتهجد والقيام لله بالعبودية في أعقاب الليل
لذة لا يدركها إلا من أكرمه الله بها، وقد كان إبراهيم بن أدهم رحمه الله
يقول في أعقاب تهجده وعبادته : نحن في لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها .



وحسبنا قول الله تبارك وتعالى مخاطبا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : { يَا
أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا، نِصْفَهُ أَوِ
انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ
تَرْتِيلًا ، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ، إِنَّ
نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءََاً وَأَقْوَمُ قِيلًا
} [المزمل: 1-7].


المصدر: كتاب السيرة النبوية دروس وعبر
منقول العدد 8 مجلة السادة الأشراف


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دروس وعظات من السيرة النبوية..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: السيرة النبوية-
انتقل الى: