االموضوع :"أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هو : محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصى ، القرشى المطلبى .. والسائب بن عبيد أسلم يوم بدر ، وابنه السائب من صغار الصحابة ، وأمه أذدية. وقد رأت حين حملت به كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقض بمصر ،ثم وقع فى كل بلد منه شظية . وقد ولد الشافعى بغزة ، وقيل بعسقلان ، وقيل : باليمن سنة 155 هجرية ومات أبوه وهو صغير فحملته أمه إلى مكة وهو ابن سنتين لئلا يضيع نسبه، فنشأ بها .

وقرأ القرآن وهو ابن سبع سنين ، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر ، وأفتى وهو ابن خمس عشرة سنة .وقيل : ابن ثمانى عشرة سنة ، أذن له شيخه مسلم بن خالد الزنجى ، وعنى باللغة والشعر ، وأقام فى هذيل نحواً من عشر سنين ، وقيل :عشرين ، فتعلم منهم لغات العرب وفصاحتهم ، وسمع الحديث على جماعة من المشايخ والأئمة ، وقرأ بنفسه الموطأ على مالك من حفظه فأعجبته قراءته ، وأخذ عنه علم الحجازيين بعد أخذه عن مسلم بن خالد الزنجى .وروى عنه خلق كثير . وقرأ القرآن على إسماعيل بن قسطنطين عن شبل عن ابن كثير(هو ثانى القراء السبعة الذين ذكرهم الإمام الشاطبى فى منظومته المعروفة بالشاطبية.وهو غير ابن كثير المحدث.) عن مجاهد عن ابن عباس عن أبّى بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عز وجل ..

وأخذ الشافعى الفقه عن مسلم بن خالد عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس وابن الزبير وغيرهما عن جماعة من الصحابة ، منهم : عمرو بن على وابن مسعود ، وزيد بن ثابت ، وغيرهم وكلهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .وتفقه ، أيضاً ، على مالك عن مشايخه ،

وعاد الشافعى إلى مكة ففرق عامة ما حصل له فى أهله وذوى رحمه من بنى عمه، ثم عاد الشافعى على العراق فى سنة 195 هجرية ، فا جتمع به جماعة من العلماء هذه المرة منهم :أحمد بن حنبل و أبو ثور والحسين بن على الكرابيسى ، والحارث بن شريح البقال ، وأبوعبد الرحمن الشافعى ، والزعفرانى وغيرهم .ثم رجع على مكة ثم رجع إلى بغداد سنة 198 هجرية ثم انتقل منها إلى مصر فأقام بها حتى وفاته سنة 204هجرية وصنف بها كتابه الأم وهو من كتبه الجديدة لأنها من رواية الربيع بن سليمان ، وهو مصرى .
أثنى على الشافعى الكثير من الأئمة الكبار منهم عبد الرحمن بن مهدى وسأله ان يكتب له كتاباً فى الأصول فكتب له الرسالة ، وكان يدعو له فى الصلاة دائماً ...وشيخه مالك بن أنس قتيبة بن سعيد . وقال : هو إمام .... وسفيان بن ععيينة ، ويحيى بن سعيد القطان ، وكان يدعو له ، أيضاً فى صلاته. وأبو عبيد ، وقال : ما رأيت أفصح ولا أعقل ولا أروع من الشافعى .ويحيى بن أكثم القاضى ، و إسحاق بن راهويه ، ومحمد ابن الحسن ، وغير واحد ممن يطول ذكرهم وشرح أقوالهم .

وكان أحمد بن حنبل يدعو له فى صلاته نحواً من أربعين سنه ، وكان أحمد يقول فى الحديث الذى رواه أبو داود من طريق عبد الله بن وهب عن سعيد بن أبى أيوب عن شراحيل بن يزيد عن علقمة عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم : "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها ". قال فعمر بن عبد العزيز على رأس المائة الأولى ، والشافعى على رأس المائة الثانية .

وقال أمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة ، وقد سئل : هل سُنّةٌ لم تبلغ الشافعى؟ فقال :لا . ومعنى هذا أنها تارة تبلغه بسندها ، وتارة مرسلة ، وتارة منقطعة كما هو موجود فى كتبه ، والله أعلم . وقال حرملة: سمعت الشافعى يقول : سٌمّيتٌ ببغداد : ناصر السنة . وقال أبو ثور : ما رأينا مثل الشافعى ولا هو رأى مثل نفسه .وكذا قال الزعفرانى وغيره. وقال داود بن على الظاهرى ، فى كتاب جمعه فى فضائل الشافعى :للشافعى من الفضائل ما لم يجتمع لغيره ، من شرف ونسبه،وصحة دينه ومعتقده ، وسخاوة نفسه ، ومعرفته بصحة الحديث وسقمه وناسخه ومنسوخه ، وحفظه الكتاب والسنة وسيرة الخلفاء وحسن التصنيف ، وجودة الأصحاب والتلاميذة، مثل أحمد بن حنبل فى زهده وورعه ، وإقامته على السنه .

وقد كان الشافعى من أعلم الناس بمعانى القرآن والسنة ، وأشد الناس نزعاً للدلائل منهما،وكان من أحسن الناس قصداً وإخلاصاً ، كان يقول : وددتٌ أن الناس تعلموا هذا العلم ولا ينسب إلى شئ منه أبدا فأوجرٌ عليه ولا يحمدونى .وقد قال غير واحد عنه : إذا صح عندكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا به ودعوا قولى ، فإنى أقول به، وإن لم تسمعوا منى . وفى رواية : فلا تقلدونى: فلا تلتفتوا إلى قولى . وفى رواية : خير من ان يلقاه بعلم الكلام . وقال : لو علم الناس ما فى الكلام من الأهواء لفرٌوا منه كما يفرون من الأسد .وقال : حكمى فى أهل الكلام ان يضربوا بالجريد ، ويطاف بهم فى القبائل ، وينادى عليهم : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام .

وقال البوطى: سمعت الشافعى يقول: عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابًا. وقال : إذا رأيت رجلاً من أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلاًمن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جزاهم الله خيراً ، حفظوا لنا الأصل ، فلهم علينا الفضل . ومن شعره فى هذا المعنى قوله::
كل العلوم سوى القرآن مشغلةٌ * * إلا الحديث وإلا الفقه فى الدين
العلمٌ ما كان فيه قال حدثنا * * وما سوى ذاك وسواسٌ الشياطين

وكان يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، ومن قال مخلوق فهو كافر .وقد روى عن الربيع وغير واحد من رءوس أصحابه ما يدل على أنه كان يمر بآيات الصفات وأحديثها كما جاءت من غير تكييف ولاتشبيه ولا تعطيل ولا تحريف ، على طريقة السلف .وقال ابن خزيمه : أنشدنى المزنى وقال : أنشدنا الشافعى لنفسه قوله :
ما شئت كان وإن لم أشأ * * وما شئتٌ إن لم تشأ لم يكٌن
خلقت العباد على ما علمت * * ففى العلم يجرى قبيحٌ الفتى والمسنّ
فمنهم شقىٌّ ومنهم سعيدٌ * * ومنهم قبيحٌ ومنهم حسن
على ذا مننت وهذا خذلت * * وهذا أعنت وذا لم تٌعن
وعن الربيع قال : أنشدنى الشافعى :
قد عوج الناسٌ حتى أحدثوا بدعًا * * فى الدين بالرأى لم تٌبعثٌ بها الرسلُ
حتى استخف بحق الله أكثرُهُم * * وفى الذى حملوا من حقه شغلُ

وقد كانت وفاته بمصر يوم الخميس ، وقيل :يوم الجمعه ، فى آخر شهر رجب سنة 204 هجريه عن أربع وخمسين سنة ، وكان أبيض جميلاً طويلاً مهيباً يخصب بالحناء ،مخالفاً للشيعة ، رحمه الله واكرم مثواه وطيب ثراه.

المصدر : البداية والنهاية للحافظ ابن كثير

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أخوكم /حسن حشيش
منتديات سيفن ستارز
راسلونا على الرابط

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]