منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
د. طارق السويدان... وحرية التعبير ضد الإيمان !    >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
د. طارق السويدان... وحرية التعبير ضد الإيمان !    >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 د. طارق السويدان... وحرية التعبير ضد الإيمان !

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

د. طارق السويدان... وحرية التعبير ضد الإيمان !    Empty
مُساهمةموضوع: د. طارق السويدان... وحرية التعبير ضد الإيمان !    د. طارق السويدان... وحرية التعبير ضد الإيمان !    I_icon_minitimeالجمعة مايو 25, 2012 5:53 am


د. طارق السويدان... وحرية التعبير ضد الإيمان !

محمد
العوضي / خواطر قلم /



د.
طارق السويدان... وحرية التعبير

ضد الإيمان !



على هامش ما أثاره أخي
الدكتور طارق السويدان حول موضوع حرية التعبير

واللغط المثار حوله


جاءتني هذه الرسالة
العلمية في الرد على الدكتور أنشرها بتمامها

لتعم الفائدة


[center]طارق
السويدان ... وحرية التعبير

حمد محمد الأنصاري

في هذه الأسطر
الخاطفة أقف وقفات سريعة مع ما طرحه د. طارق السويدان عن حرية التعبير.


ففي
ثنايا

حديثه عنها ومن حيث يدري أو لا يدري وضع عليها قيداً حين قال:
من حق الناس أن
تقول ما تشاء في غير الفساد الأخلاقي.
وهو ما يسميه القانونيون «النظام العام»،
أو ما يُسمى اليوم «الخطوط الحمراء» التي لا يجوز تجاوزها في أي مجتمع: إسلامي،
علماني، وضعي، وجودي، شيوعي، يهودي، غربي، عربي... الخ.
فالحرية المطلقة...
فسادٌ مطلق.
ثم إني أسأل الدكتور طارق لمن توجه خطابك...؟!
وأنت تقول: «من حق
الناس»
والناس فيهم المؤمن والكافر والمنافق والمتمصلح والحاقد والمتزندق.
بل
والمؤمنون فيهم القوي والضعيف
فهل خطابك عام؟! أم عام دخله التخصيص؟! ومن تخصه
به؟!
وهنا تكون المفارقات؟!
فإذا كان خطابك للمسلمين: فالاعتراض على الله
ورسوله: ردة عن الإسلام لا يقبل من مسلم مطلقاً... لا منك ولا من غيرك...؟!
وإذا
كان لغير المسلمين فليس بعد الكفر ذنب؟!
وفي هذه الحالة نناقشهم بالعقل وليس
بالكتاب والسنّة؛ لأنه أرضية مشتركة حيادية بيننا وبينهم وهم أحرار بعدها في
الإيمان أو الكفر.
(
لا إكراه في الدين) (البقرة:256).
فهل هي أزمة ألفاظ أم
أزمة تفكير...؟!
فأنت خلطت بين المؤمن والكافر بل وبين الاعتراض والمناقشة منهما
أو حتى التشكك.
فالكافر أناقشه بالعقل كما قدمت والمؤمن ليس له حق الاعتراض على
الله ورسوله والإسلام.
ولكن للمسلم أن يناقش في كلام الله ورسوله (لا اعتراضاً
إنما لزيادة فهم أو إيمان واستيضاح) كما لغير المسلم كذلك أن يناقش
ويستوضح.
فمثلاً السؤال عن حكمة التشريع من التحريم في مسألة معينة أو الناسخ
والمنسوخ أو التدرج في التشريع (الخمر أو الربا مثلاً) وكالنهي عن تدوين السنّة في
حياة النبي أو جمع القرآن بعد وفاته عليه الصلاة والسلام.
وهذه بحثها الفقهاء
وعلماء أصول الفقه والمتكلمون قبل العوام.
كالبحث عن العلة والمعلول في الحكم
المنصوص عليه ومن ثم قياس غيره عليه من الأشباه والنظائر والبحث عن الحكمة من
التشريع وهل تصلح الحكمة لأن تكون علة في الحكم مثلاً.
وكالبحث عن الأمور
التعبدية ومعقول المعنى منها ومدى جواز جريان القياس فيها.
وهل الفحوى قياسٌ أم
مفهوم وبالتالي هل تثبت الحدود بها أم لا؟؟
فهذه كلها مناقشات في كلام الله
ورسوله أثمرت اجتهاداً ثرياً من الفقه والأحكام ومعرفة الحكمة من التشريع للعالم
والعامي والمؤمن والكافر.
وكذلك في علم الكلام والعقائد والأسماء والصفات
والوجود وواجب الوجود لذاته واثباته واثبات النبوة ومناقشة ذلك واللازم والملزوم
والتالي والرد والتناقض... الخ.
فهذه مناقشات أثمرت أجوبة على المعترضين على
الله ورسوله والاسلام والمشككين والرد عليهم بل وأثمرت إيماناً عميقاً في قلوب
المسلمين.
كما أن الاستيضاح أحياناً يكون لزيادة يقين وليس لتشكك أو ضعف
إيمان...؟!
(
وإذ قال ابراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى
ولكن ليطمئن قلبي) (البقرة:260).
فإذاً لا تخلط يا دكتور في خطابك بين المؤمن
والكافر ولا بين الاعتراض على الله ورسوله، والمناقشة (لكلام الله ورسوله) وليس لله
ورسوله حتى...؟!!
ثم حدد من تخاطب...؟!
الناس أجمعين أم المؤمنين أم الكفار
أم المنافقين...
وبالتالي:
هل هي دعوة تشجيعية للكفار والعلمانيين والزنادقة
والملاحدة لزيادة الهجمات على الإسلام والله ورسوله باسم حرية التعبير؟!
أم
للمؤمنين ليصبحوا مرتدين ومنافقين؟!
أم تعزيز لرأيك باستدلال غير موفق من القرآن
جانبك فيه الصواب؟!
فالقرآن عرى المنافقين وبيـّن أحوالهم وتناقضاتهم ناهيك عن
كونهم في الدرك الأسفل من النار فإنهم يثيرون الفتن ويسقطون بها.
فهل تريد خلق
فتن ليسقط بها المنافقون، وهم ليس لهم غير العناد: ومتى كان العناد فكراً وحرية في
التعبير؟!
فحق عليهم قوله تعالى: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً) (النمل:14).
الفساد الأخلاقي... والفساد العقائدي...!!
وفي معرض كلامك عن
الحرية جعلت «الفساد الأخلاقي» (الاباحية والدعوة لها) خطا احمر لا تحتمله حرية
التعبير عندك بينما تحتمل الاعتراض على الله ورسوله والإسلام...!!
فهل تتكلم عن
ذلك في المجتمعات العلمانية ام الاسلامية...؟!
فبريطانيا تمنع فيلما عن المسيح؟!
ويؤيدها قضاؤها في ذلك؟! بل ويوافقها محكمة حقوق الإنسان الأوروبية في قرارها
بتاريخ 25/ 11/ 1996.
بينما تسمح بآلاف الأفلام الاباحية؟!!
وهي دولة تدعي
العلمانية والحرية!! ثم تجعل الدين المسيحي من النظام العام؟!
فهل خطابك عام؟!
أم خاص!؟
وهل الفساد الأخلاقي أشد من الفساد العقائدي..؟!
بريطانيا والغرب
الذي تستشهد به دائماً: يعارضك ويرد عليك بأحكام قضائه ولجان حقوق انسانه الذي
يعرفه هو لا العالم...؟!
فالتجربة الدنماركية والرسومات المسيئة للرسول...
يعتبرونها حرية تعبير بعكس موقفهم من المسيح... وانت تشاركهم فيها بكلامك عن
الاعتراض على الله ورسوله والاسلام...؟!
ثم اذا كانت حرية التعبير تحتمل عندك
ذلك الاعتراض فما تقصد من الدعوة الى الافكار؟
واي افكار بالضبط؟
فبعض
الافكار مغلفة بالفساد الأخلاقي من غير ان تشعر؟!
ولاندركها الا بعد ترجمتها الى
واقع... وبعد ان يسقط الفأس بالرأس.
فهل سيكون منع منك لاحقا لجواز منك
سابق...؟!
فيا دكتور طارق تعلم قبل ان تتكلم:
فقراءة التاريخ والقصص لا تولد
منهجاً
استدلاليا تستقل به في استنباط الأحكام واطلاق الآراء فارجع للمتخصصين من
العلماء والفقهاء قبل ان تصدر منك مثل هذه الآراء وانت تظنها فهماً صحيحاً للدين
ونصرة له.
وكما قال الامام «ابوحامد الغزالي» في تهافت الفلاسفة:
(
وضرر الشرع
ممن ينصره لا بطريقه اكثر من ضرره ممن يطعن فيه بطريقه)
والعقل لابد ان يعضده
النقل:
فالعقل دون نقل من الكتاب والسنة يشت ويخلط ويأتي بالأعاجيب والنقل (الكتاب
والسنة) دون عقل صحيح منضبط يستنبط احكامه لن يفهمه أحد
.
وأني أنصحك يا
دكتور طارق كما نصحك استاذنا الدكتور عجيل النشمي بمسارعة الرجوع علنا عن هذا القول
الشاذ والاستغفار واعلان التوبة.
نسأل الله السداد في القول والعمل... اللهم
آمين.
حمد محمد الأنصاري
رجل قضاء
سابق
HamadMo7amad@



=====================================================================================

تعليق
الدكتور: محمد العوضي


أشكر الاستاذ حمد على رده العلمي الهادئ البعيد
عن (شخصنة الموضوع) ما يذكرنا بردود الدكتور عجيل النشمي على سويدان ذات الطابع
الأخوي الحريص على أخيه وعلى وعي الجماهير والمنصف في الوقت ذاته.
اختلفت
ولا ازال اختلف مع اخي الدكتور طارق في قناعات يطلقها واسلوب ينتهجه، ولعل اول لقاء
جماهيري جمعني به عام 2004 في بيروت عندما كنت معه على منصة واحدة حول موضوع
الحريات وقال ذات الكلام الذي فنده الأخ حمد.
ثم اختلفت معه في الرؤى في محاضرة
مشتركة عام 2010 في جامعة ليبزيغ بألمانيا وفي لقاء مع قسم الفلسفة في الجامعة
الألمانية حول موضوع المشتركات الانسانية الاخلاقية والحرية.
قبل اسبوع
تساءل ولدي الاوسط ماذا تفسر يا والدي ان الدكتور طارق كان في كل سنة له (فلاش) او
(
فلاشان) اكشن اما اليوم ففي كل شهر عنده (أكشن)، قلت له يعني هذا ايجابي ام
لا؟
فقال: لا الناس متضايقة وقضاياه محط استنكار وتندر والشباب يقولون السويدان
اكبر من هذه الموضوعات المكررة التي يطرحها بشكل غاية في الضعف!!
انني ادرك
ان من الساحة الفكرية والسياسية تدار معركة الاتجاهات من خلال استراتيجية (حرق
النماذج)،


والمراقب
يلاحظ ان رموزاً توجيهية وحركية وسياسية خف توهجها لا بسبب قوة

خصومها


ولكن بعدم حساب الرموز
لكلماته ومواقفه احاطته التفصيلية بمتغيرات الواقع

السريعة.
اختلافي مع السويدان لا يمنعي من المشاركة في نشاطاته الكبيرة
وابداء رأيي فيها إذ التناصح متبادل بيننا.
بقي السؤال الأهم ما الذي يجعل
الدكتور طارق محط نقد مستمر لمواقفه، هل لخروجه على المألوف ام لطريقة تناوله
الموضوعات ام لمحتوى تفكيره ام المنهج الخاص به دعوياً ام قناعاته الذاتية في
التغير بالصدمة ام نمط شخصيته (سيكولوجية الدكتور) ام كل هذا؟
الموضوع يطول
وأسأل الله أن يوفق الدكتور طارق للاستفادة مما حصل في تجربته.



=====================================================================================






ردا
على سماحة مفتي المملكة والشيخ صالح الفوزان

الحرية حق شرعي مقدس

د. طارق محمد السويدان



الحمد لله الذي يعلم السر وأخفى، يحكم بالعدل، ويقضي بالقسط، له الكمال
وحده، والصلاة والسلام على قرة العيون وحبيب القلوب محمد صلى الله عليه
وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،،



فإن الله عز وجل يقول في كتابه (والذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و إثما مبينا) .

وقد شكك في عقيدتي و في ديني بعض من لم يدقق فيما ينقل ويشيع، وبهتني بما
لم أرد قوله، فنشر مقطعا باسم (طارق السويدان و حرية التعبير) وهو مقطع
مدته لا تتجاوز أربعين ثانية من محاضرة طويلة مدتها أكثر من ساعة ونصف ،
صحيح أنّه نقل المقطع بصوتي لكنّه جانبه الصواب حينما
أوهم الناس أني أقول ماقلته في سياق منفصل عمّا يرتبط به في أول المحاضرة،
فلو قال إنسان : إنّ الله عز وجل يقول (ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة) لكان صادقا في قوله كاذبا فيما يزعم، فإنّ للآية تتمّة لا تصح إلاّ بها وهي (لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى)
.

وقد شاع هذا المقطع وانتشرت تلك الشائعة، وأطلق البعض العنان لأحكامهم
وآرائهم وتحليلاتهم، فكان من حقي ومن حق الناس علي أن أبين الأمر وأوضح
القصد.

وإني لما رأيت
ذلك أحببت أن أصدر بياناً أبين فيه رأيي الشرعي و الفكري في هذه القضية
بتفصيل قريبٍ للأفهام مبتعداً قدر المستطاع عن التطويل الممل والاختصار
المخل, رجاء أن يكون فيه تطميناً للمشفق وشفاءً
للناقد.

اما الحاسد الحاقد -عفى الله عنه- فأمره الى الله
.


كما قال الأول:
كل العداوات قد ترجى إقالتها
..... الا عداوة من عاداك عن حسد

أقول وبالله التوفيق:

منَ المولى عز وجل علي أن استعملني في العمل الدعوي الاسلامي مدةً تجاوزت
الأربعين خريفاً، عايشت فيها كباحث مفاهيم الاسلام الكبرى وتعلمت خلالها
كدارس مقاصد الشريعة العظمى، ومن المفاهيم التي كانت وماتزال تشكل تحديات
عظيمة و تحمل في طياتها إشكالات عميقة داخل الفكر
الاسلامي هو مفهوم "الحرية" ومنزلتها داخل المنظومة الفكرية الاسلامية. و
التي سأحاول جاهدًا من خلال هذا البيان تسليط الضوء على أهمية ومكانة هذا
المفهوم ، كما سأبين قناعتي وما توصلت إليه من نتائج من خلال بحث طويل في
متاهات هذه القضية

وحتى أبين الأمر على حقيقته وأجليه لكل منصف وباحث عن الحقيقة فإني أقسم بياني وردي إلى نقاط عدة وعناوين رئيسة.


أولا: مقدمات هامة

1- أؤكد أنه ليس في بياني هذا تغيير لرأيي أو رجوع عما قلته سابقا، لكنه
توضيح لسوء الفهم الذي وقع فيه البعض وكان سببه اجتزاء الكلام من سياقه
وإخراجه عن مراده.

2- كما أؤكد أن الحوار الذي جرى ويجري حول أفكاري لم يضايقتي أبدا، بل
أسعدني، لأن بداية النهضة تكون بحرية الفكر، ومقارعة الحجة بالحجة، وإعمال
العقل، كما أن الحوار قد ساهم في نشر أفكاري، والحوار حولها قد ساهم في
إنضاجها عندي ودفعني لزيادة البحث والتأصيل، لكن مايضايق
المرء أن يتجاوز البعض أخلاق الحوار إلى التسفيه أو التفسيق بل حتى الوصول
إلى التكفير والإساءات الشخصية التي يترفع عنها الفضلاء.

3- وإني حين طرحت كلامي طرحته بشكل علني فكان من حق الناس والعلماء أن
يردوا أو يناقشوا بشكل علني، ولا يحتاج الأمر نصيحة في السر فإن ماطرحته لم
يكن سرا أو فعلا شخصيا، لكن كنت أتمنى أن لايرد أحد حتى يتثبت، ولا يطلق
أحكاما حتى يتبين.

4- وكان من المحزن و المؤلم أن يتلقف بعض الدعاة والمشايخ غفر الله لي ولهم
هذا المقطع من غير تبيّن و لا تثبّت، ومن غير أن يكلفوا أنفسهم عناء سماع
المحاضرة كاملة، أوحتى الاتصال بي أو التواصل معي بأي طريق ممكن، وبعضهم
تربطني به علاقات منذ عشرات السنين أو نلتقي
في محافل عامة وخاصة، لكنهم تلقفوا هذا المقطع المجتزأ و بنوا عليه مابنوا
من الأحكام والآراء، مع أن الواجب على الدعاة أن يثق بعضهم ببعض، وأن يحسن
الجميع الظن بالآخرين، خاصة فيما يتعلق بالعقيدة والإيمان، وأن يتمثلوا قول
الله عز وجل (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون
والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين
)
.


5- والأغرب من ذلك أن البعض شكك في عقيدتي وفي إيماني مع معرفته بي ومع
مشوار طويل في الدعوة إلى الله، علما أن عقيدتي واضحة جلية معروفة منذ أن
نشرت كتابي (مختصر العقيدة الاسلامية ) سنة 1976م.
فليتهم - وهم العقلاء وظني بهم أنهم ماحركهم إلا الغيرة على دين الله عز وجل - اتبعوا أمر الله عز وجل (يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبينوا) أو قول الشاعر:

تمهل ولا تعجل بلومك صاحباً ..... لعلّ له عذراً و أنت تلوم

6- وإنّي لا أحمل في قلبي مثقال ذرّة من بغض أو حقد على كل من أخطأ في حقي أو تعجل في الحكم علي، فأصح
اب الهوى أمرهم إلى الله، ومن تعجل فسامحه الله،
وأما العلماء فهم أهلي وإخواني والعلم رحم بين أصحابه، وإنّ البعض إن قطع هذا الرحم فإني أرجو أن أصله بعون الله تعالى:

وإن الذي بيني و بين بني أبي
.....
وبين بني عمّي لمختلف جدا
فإن يكلوا لحمي وفرت لحمهم
..... وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
و إن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم
..... وإن هم هووْا غيي هويت لهم رشدا

7- وأعلم أن لي إخوة صادقين وأحبابا مخلصين دافعوا وذبوا عني بحسن ظنهم
وصدق أخوتهم، فأسأل الله أن يذب النار عن وجوهم وأن ينصرهم في موطن يحبون
فيه نصرته، وأن يغفر لكل من أساء إلي بقصد أو دون قصد.

8- وإني إذ أشكو بعضا من عتب , لكني أؤكد احترامي وحبي لكافة العلماء
الأجلاء والإخوة الدعاة الفضلاء، وعلى رأسهم فضيلة الشيخ عبدالعزيز عبدالله
آل الشيخ بعلمه (مفتي المملكة العربية السعودية) وفقه الله تعالى لكل خير
ونفع الذي كان منصفا في جوابه على من سأله فقال:
(إن كان يقصد كذا فالحكم كذا) وهذا جواب دقيق، وفتوى رجل حكيم، ولأني لم
أقصد ما ذهب إليه السائل، فإن الحكم بالتالي لاينطبق علي.


9- كما أتقدم بشكر خاص للشيخ نايف العجمي فإنه من القلة الذين رجعوا لكلامي
وتثبتوا من آرائي، فكان نقاشه رصينا وطرحه عاقلا أديبا، فإني أسعد بهكذا
نقاش حتى وإن لم يوافقني الرأي ورد علي بكل ماأوتي من قوة الدليل وقناعة
الرأي، لكنه التزم ماأرشدنا إليه الإسلام من أدب
الاختلاف، فكان راقيا مؤدبا يستحق الشكر.

ثانيا: مبادئ متفق عليها

لا أظن أن مؤمنا – سواء كان عالما أو غير عالم - يخالف أو يشكك فيما سأطرحه
من مبادئ وثوابت لدى كل المسلمين، لكن دخول الشك في نفوس البعض تجاه
إخوانهم يجعلنا نؤكد على هذه النقاط:

حرمة رد القرآن والسنة ووجوب التمسك بهما.

وجوب تطبيق حكم الله تعالى في كل جوانب الحياة
.


الاعتراض على الله أو على رسوله فيما أوحى له به كفر صريح وردة لاتقبل النقاش.

وهذه أمور ثابتة معلومة من الدين بالضرورة, أثبتها الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال: (فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) وقال أيضا (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا), وهو القائل سبحانه (وما
كان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم
)
.
فمن شكك في هذا أو رد قول الله عز وجل الثابت فهو كافر بلا
شك، بل مجرد
الاعتراض على الله سبحانه وتعالى أو على نبيه في أمور الوحي خروج من
الإسلام والايمان، لأن الإيمان يعني التصديق المطلق والإسلام يقتضي
الاستسلام الكامل لحكم الله سبحانه.

لكني هنا أؤكد على أمر هام جدا، وهو
أن بعض الناس يعطي فهمه لكلام الله القداسة نفسها التي يعطيها لكلام الله عز وجل، فالقرآن أمر وفهمي لبعض آيات القرآن أمر
آخر، لايجوز أن أخلط هذا بهذا، وهذه إشارة أحببت أن أشير إليها مع أنها ليست في صلب موضوعنا لكنها تكشف لبسا يقع في الكثيرون.

ثالثا: حرية التعبير والاعتراض


1- أما المقطع المجتزأ المنشور والذي اتهمني فيه من نشره أني أجيز الاعتراض
على الله سبحانه وتعالى وحاشا لمؤمن أن يقول ذلك، فردي على من فهمه على
غير وجهه، وسمعه مجتزأ من سياقه، أني كنت أتكلم عن الدولة المسلمة التي
أتمنّى أن تقوم، وعن شكلها وضوابطها ورؤيتها وطريقة
قيامها وحكمها، وكانت حرية التعبير جزءا من هذه الرؤية، ولا شكّ أن حرية
التعبير ومعها حرية الاعتقاد والدين مكفولة بنص القرآن والأحاديث الشريفة
وبواقع السيرة النبوية المطهرة.

2- فأنا حينما أقول إنه يجوز لليهودي أن يمارس طقوسه في دولة الإسلام
لايكون معنى الجواز هنا بمعنى الإباحة الشرعية أي إنّه يجوز للمسلمين أيضاً
أن يدخلوا اليهودية وأن يمارسوا طقوسها، فهذا فهم سقيم ومنطق عقيم، لأنّ
الجواز هنا بمعنى أنّي أدعه و شأنه حيث إن حرية الدّين
مكفولة له في الإسلام، وإن كنت لاأقره على دينه ولاأعتبره صحيحا أو صوابا.



3- وكذلك حينما قلت
إنّه يجوز الاعتراض على الله عز و جل وعلى نبيه صلى الله عليه وسلم، أي إنّنا في دولة الإسلام لانتعرض لمن يعترض على الله عز وجل وعلى نبيّه صلى
الله عليه وسلم بل ندعوه ونناقشه ونقيم الحجة عليه والا كيف سنهديه الى الاسلام.

4- وهذا لا يعني أنّه يجوز لنا نحن المسلمين أن نعترض على دين الله أو ذاته
أو حكمه أو على نبيّه صلى الله عليه وسلم، حاشا لمؤمن أن يقول ذلك (إنّما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا
إنما كنت أقرّر مسألة الحريّة
في بلاد الإسلام وما ينبغي أن تكون عليه، وحينما قلت إنه لا توجد مشكلة لدي
أن يعترض على الله من يريد أن يعترض، فقد كانت في سياق منظوري للدولة
وتعاملها مع مواطنيها سواء من المسلمين وغير المسلمين، ففرق كبير بين
الجواز بمعنى أنّه يباح لكلّ مسلم أن يفعل ذلك والعياذ
بالله، وبين ترك الكفرة يعترضون من باب حرية التعبير طالما أنهم لايحاربون
دين الله بالقوة ويمنعون نشره،
فشتّان بين الكفر ونقل الكفر!!
وقد كان اليهود يعترضون على الله عز وجل وعلى نبيّه صلى الله عليه وسلم
ولا يحبسهم أو يقتلهم، وكان المنافقون يثيرون الشبه فينزل
فيهم القرآن يدحض شبهاتهم ويفند افتراءاتهم من غير أن ينال أحدا منهم
بعقوبة دنيوية، والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مليئان بمثل هذا من
اعتراض وأسئلة تشكيكية وشبهات ضالة، ومع ذلك كانت الحجة والبرهان والدليل
هم الرد الحاسم لا التسكيت والإخراس والقمع.

5-
إن الفكر يواجه بالفكر لا بالقانون، والحجة تواجه بالحجة لا بالإكراه،
وإن إقناع الناس واستمالتهم بالدليل الواضح والحجة الناصحة والعقل
المستنير هو الذي
يدوم، لا إجبارهم وإسكاتهم وإرهابهم، ونحن لانخشى من مواجهة الاعتراضات ولا
الشبهات فعقيدتنا راسخة ثابتة ناصعة، وفكرنا قوي متين، وحجة الله بالغة،
ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه.

6-
نحن دعاة إلى الله عز وجل ولسنا قضاة على الناس، ولو أنه كلما تكلم متكلم أو اعترض معترض أسكتناه بحد السلاح، وقمعناه بقوة الإكراه، لما كان لوجود الدعاة
معنى، ولأمرناهم أن يستريحوا في بيوتهم ليكفيهم القانون إسكات وإفحام المعترضين والمشككين.

ثم إني أقول للناس عامة ولإخوتي الدعاة خاصة:
كيف نعالج الشبهات إذا بقيت في
أذهان الناس؟ وكيف تطمئن قلوبهم إذا كانوا يجدون الشبهة أو الشك ثم لايجدون
من يلجؤون له في مناقشتها ودحضها والاستفسار عنها
؟!
إن من لديه شك
في أمر من أمور الإسلام فمن حقه أن يبدي هذا الشك وواجبنا نحن الدعاة أن
نستمع له ثم نبين له الحق، وهذا أفضل بكثير من بقاء الشك في عقله والريبة
في نفسه.



7- كما أن هناك فرقا شاسعا بين حرية التعبير التي أدعو وأؤمن بها، وبين
حرية السب والشتم والاستهزاء، لأني تعريفي للحرية الذي أكرره دوما (قول
وفعل ما

تشاء بأدب وبلا
ضرر)، فإذا
أساء الإنسان الأدب مع الله أورسوله أوحتى مع الناس، أو استهزأ بدين الله
أو المقدسات عندنا أومقدسات غيرنا، فإن صاحب هذا الفعل ينبغي أن يعاقب لأنه
تجاوز الحرية إلى الإساءة والضرر، سواء كان
من المسلمين أو غيرهم.

8- وأود أن أنبه هنا أن هناك فرق بين تقبل سماع الرأي الآخر واحترام قائله، وبين القبول بنفس الرأي و الإقرار به.

فيجب علينا
طبقاً لمبدأ "الحرية" أن نتقبل وجود رأي فيه كفر صريح و لا يعني ذلك البته
قبولنا للكفر فضلاً عن وقوعنا فيه والعياذ بالله.

وأيضاً فإن تقبل وجود من يحمل هذه الأراء لا يعني بأي وجه من الوجوه عدم مدافعتها بالفكر والحجة والمجادلة بالتي هي أحسن.
فالاعتراض على
الله و رسوله كفر لا شك في ذلك، إلا أننا أمرنا بالدعوة الى الله ومقارعة
الحجة بالحجة مع الكفار، كما أمرنا بكشف شبهة من له شبه من أهل الاسلام
.


9- بل أعتقد جازماً أن لا معنى للإيمان بالله بلا حرية، فالإيمان قبل كل
شيء هو قرار واختيار، ولا اختيار لمضطرٍ فاقدٍ للحرية ، فلا إيمان بلا
حرية. كما أن هذه رسالة للعالمين بأن الاسلام دين العقل والعلم وإني مؤمن
إيمان عميق بأن الاسلام سينتصر دائماً في أجواء حرية
الفكر.
ان الحرية هي جوهر العقيدة الاسلامية فقد نص علمائنا "أنه لا يصح إيمان المقلد"
فكيف يصح "
إيمان المكره و المجبر و المضطر".
ان الحرية مبدأ شرعي و حق مقدس من ضربه أو حاربه فقد ضرب أساس الدين و حارب جوهر الإيمان.

10- وكم يؤلمني أن الحرية الفكرية تحارب باسم الدين،

مما يجعل الناس يتخوفون من حكم الاسلاميين، وحق لهم ذلك , بينما
"لا اله الا الله" هي أساس
الحرية،
فبدونها سيعبد النسان غير الله تعالى أو سيعبد هواه (أفرأيت من اتخذ الهه هواه).

11- وألخص رأيي بأنه على الصعيد العملي أعتقد أن للأنسان الحرية في أن يعمل
ما يشاء ما لم يتجاوز ما اتخذه المجتمع من أنظمة تكفل أمنه و
استقراره. أما في مجال الفكر فلا أرى للحرية فيه حدود الا الادب وعدم
الإيذاء اللفظي.

أما ما عدا
ذلك فللإنسان أن يعبر عما بدا له من قناعات وان خالفت قناعات المجتمع ,بل و
ان خالفت الدين السائد و المذهب القائم، وواجبنا أن نسمع له ونعمل على
اقناعه بالدليل والبرهان لا بالتهديد والقانون
.

رابعا: الحرية حق مقدس

1- الحرية في الإسلام حق محفوظ ومكفول لكل إنسان، بل إن الإسلام جاء ليحرر
الناس من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد، فليس لأحد أن يحتكر على
الناس آراءهم، ولا أن يجبرهم على مايكرهون، بل إن قولة الفاروق عمر (
متى استعبدتم
الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
) أصلت هذا المبدأ وذهبت مثلا في كل لسان، لأن الإنسان مولع بحريته، وحرية فكره ورأيه ومعتقده، وهذا ما أثبته له الإسلام (فمن شاء فلؤمن ومن شاء فليكفر)
وهي وان جاءت
للتهديد بالعقوبة في الاخرة فقد ذكر أكثر من عالم أنها تؤصل كذلك لحرية
العقيدة في الدنيا ,وجاءت ايات أخرى تؤصل حرية اختيار العقيدة تجاوزت مائتي
اية منها (لست عليم بمسيطر) و (أفأنت
تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين
) وغيرها كثير, بل لا أظن أحدا من العلماء يجيز اجبار أي انسان على العقيدة, فهي مسألة محسومة.

2- لذلك فإني حينما أدافع عن الحرية فإني أنطلق من قاعدة إسلامية ومنطق
ديني قبل أي أمر آخر، بل إن الإسلام لاينتشر ولايزدهر ولايطبق إلا في أجواء
الحرية، ولاتبعدوا النظر، فقد حكمتنا دكتاتوريات كثيرة زعم بعضها أنهم
يحكمون بالإسلام كصدام حسين وغيره، فهل كان للإسلام
وجود في ظل تلك الدكتاتوريات؟ وهل كان له تأثير أو كان له عبق؟ وهل يمكن
تطبيق الشريعة الحقة في ظل حكم ديكتاتوري أم أن الشريعة سيتم تطبيقها بشكل
مشوه؟ وهذا مفهوم قولي (
الحرية قبل الشريعة)
الذي اعترض عليه البعض لأنهم سمعوه مجتزءا من سياقه.

خامسا: التكفير


1- إن تكفير المسلم أمر خطير جدا، ورميه بالخروج من الدين لايكون إلا بكفر
ظاهر محقق وواقع، ويجب على الناس عامة والدعاة خاصة التحقيق والتدقيق
والتثبت قبل أن يطلقوا أحكام الكفر.

2- أنا أتكلم هنا من باب النصيحة لكل مسلم وليس في ما وقع لي خاصة، مع أني
وجدت من يرميني بالكفر لمجرد عدم قبولي بالقتل حدا للردة، بل إن هناك من
المتسرعين من يكفر الناس على أقل من هذا الخلاف!!


3- والتكفير أمر خطير جدا وتبنى عليه أحكام في الدنيا والآخرة , فلا ينبغي
لأحد أن يتبرع بإطلاقه كيفما شاء، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في
الحديث الصحيح (من قال لأخيه ياكافر فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه)
.

[url=http://groups.google.com/group/abusamirsami2?hl=en_US]
4- التكفير يفتح الباب لاهدار الدماء،

ومن ثمة يفتح
الباب على مصراعيه لانتشار الارهاب، وهذا مما شوه الاسلام وجعله يختطف من
قبل المجموعات الضالة التي استباحت دماء المسلمين وغير المسلمين.

سادسا: حد الردة

1- لست فقيها لكني أستطيع بفضل الله تعالى التمييز بين أراء الفقهاء
وأدلتهم، ولي اطًلاع من فترة طويلة على اراء القفهاء على المذاهب الأربعة،
ولكني يهمني فقط القضايا الفقهية التي لها ارتباط بالقضايا الفكرية،

ومن هنا كان اهتمامي بحد الردة لارتباطه الوثيق بقضية الحرية.

2- أتبنى رأي بعض العلماء الذين قالوا
أن قتل المرتد على إطلاقه ليس هو الحد الشرعي الوحيد والثابت والمعتبر، فبعض العلماء يرى أن حد المرتد يدخل في باب السياسة
الشرعية التي يرجع أمرها للحاكم،

وأن أمر النبي صلى الله عليه وسلم حين قال (من بدّل دينه فاقتلوه)
هو من باب السياسة الشرعية التي لا تحمل صفة الحكم التعبدي الشرعي الدائم
كالصلاة والزكاة و غيرها، بل كان في ذلك الوقت مصلحة في قتل
المرتد لردع ضعاف النفوس و خمد فتنة المنافقين.

3- و الآن ربمّا تغيرت المصلحة وأصبحت في ترك هؤلاء وما يعتقدون لأنّ حرية
الرأي والتعبير هي مصلحة للدعوة الإسلامية قبل أن تكون مصلحة لأي فتنة،
والمرتد (رغم كفره) يجب أن يحاور ولا يترك أبدا، وأن يعرض عليه الرجوع إلى
دين الله بكل الطرق الدعوية والمنطقية الممكنة.

4- كما أن بعض العلماء يرى أن العلة في قتل المرتد هي الحرابة (
أي رفع السلاح ضد الدولة)، ولذلك فهم يرون قتل الرجل المرتد وعدم قتل المرأة المرتدة (لأنها أبعد
عن حمل السلاح) كما هو الرأي المعتمد لدى الأحناف (الذي سأعرضه في البند السابع)،

ولذلك القول بان الأمر مجمع عليه فيه نظر شديد.

5- ثمّ إنّ هذا الجدل هو رأي فقهي،

وأنا أعلم أن
رأيي يتبناه الأقلية من العلماء، وأن أكثر العلماء على خلاف ما قلت، لكنّ
ما المشكلة أن يختلف العلماء في حكم فقهي؟ خاصة أنّ لهذا القول أنصاراً من
السلف الصالح والتابعين،

ومؤيدين من العلماء المعاصرين ممن ألف في ذلك كتبا وجاء بالأدلة على ماذهب إليه مما سأفصله لاحقا في البند السابع.


6- ويعلم العلماء والدعاة قبل غيرهم أن اجتماع المذاهب الأربعة على شيء
لايمنع من مخالفته، وإن كان اجتماعهم في الغالب صواباً ومظنة للحق،

فما بالكم بقضية اختلفت فيها المذاهب الأربعة.

فكما أنهم اتفقوا على اعتبار الطلقات الثلاث في المجلس الواحد صحيحة
ومعتبرة وتحرّم المرأة على زوجها، وخالفهم في ذلك الشيخ ابن تيمية رحمه
الله تعالى واعتبرها كلها طلقة واحدة مادام الطلاق في المجلس نفسه، بناء
على مذهب سعيد بن المسيب، ثم وجد العلماء المعاصرون والقضاة
المتأخرون المصلحة في اعتماد رأي الشيخ المبدع ابن تيميّة رحمه الله تعالى
لما فيه من المصلحة العامّة، ولم ينكر أحد عليه ذلك، فلربما أخذ بقول
الأقليّة (مثل رأي الأقلية في حد الردة) ما دام له وجه فقهي، وأثارة من
دليل، ومصلحة عامة، وتوجيه لا يخالف عموم الأدلة وثوابت
الدين.

سابعا: النقاش العلمي لحد الردة

الأمر الآخر الذي أو أن أشير إليه في هذا الإطار هو قضية حد الردة وكيفية
انسجامه مع ما قررناه من تقبل الشريعة السمحاء للإراء المخالفة وحمايتها
لهم. والحقيقة أن هذه القضية بالذات هي التي كانت محور أغلب الانتقادات
التي وجهت لي.


1- تحقيقاً للمناط وتحريرًا لمحل النزاع ... أود أولاً أن أشرح - بتبسيط - تعريف المرتد وماهية حد الردة كما جاء في المدونات الفقهية
.
المرتد
: هو كل من كان مسلماً ثم كفر
صراحة
بالإسلام من خلال إنكار الله عز وجل أو بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أو
انكر معلوماً من الدين بالضرورة كإنكار فرضية الصلوات الخمس أو حرمة الزنا
أو
غيره من المكفرات
.
و تجدر الملاحظة هنا أن الفقهاء بين متوسع ومتحفظٍ في أسباب الكفر، ولو
قارن أحد بين كتب المالكية "المتوسعين" و الشافعية "المتحفظين" لوجد مصداقا لما ما أشرنا إليه.


2- أما "حد الردة" عند من يقول به من الفقهاء فهو القتل ،
بعد الاستتابة أو دونها على خلاف بين الفقهاء وبحسب سبب الكفر في كل حالة.
و سبق أن صرحت بكل وضوح بموقفي الفكري و الشرعي "الرافض" رفضاً قطعياً لحد الردة كعقوبة للأفكار،

وذلك بناء على
فهمي لكتاب الله و سنة رسوله و قواعد الشرع الكبرى. و كررت في أكثر وسيلة
إعلامية مسموعة و مقروءة أدلة كثير معتبرة في رفض حد الردة وحتى لا أكرر
المكرر أود أن ألخص ما ذكرته من أدلة فيما يلي
:

3- أما كتاب الله تعالى فلم ترد فيه آية واحدة في حد الردة رغم حديث القران
في عدة ايات عن الردة والمرتد، بل جاءت عشرات الآيات فيه مؤكدة للحرية
المطلقة في الدخول في الدين والخروج منه. وإني لأسأل كل صاحب ذائقة أصولية:
أيستقيم عنده أن يأتي الكتاب العزيز بحدود للسرقة والزنا وهي دون الشرك بكثير ولا يذكر بيان شافٍ لحد الردة ؟ بل ألا يرى الفقيه الخبير والأصولي النحرير أن ورود
أيات كثيرة عديدة في الكفر والايمان مع ذكر الجزاء الأخروي فقط إشارة الى ماذهبنا اليه؟


4- أما السنة فهي المعول عند من يرى بالحد
وقد وردت في "حد الردة" أحاديث في الصحاح وغيرها وأغلبها اما معلول سندًا أو متنا
وتفصيل هذا يحتاج الى بحث موسع يضيق
عنه المقام. والرد عليها بشكل عام و موجز من وجوه: أولاً يغلب على الاثار
الواردة العموم والاحتمال، والدليل كما هو معلوم اذا تطرق اليه الاحتمال
كساه ثوب الإجمال و سقط به الاستدلال.


ثانيا: عدم اطراد الفعل النبوي في اقامة حد الردة , وعدم الاطراد (أو النقض) أحد قوادح العلة عند الأصوليين.


وأخيرًا مخالفتها للصريح الواضح في كتاب الله عز وجل من التأكيد المستمر والمتكرر على حرية المعتقد.

5- أما قواعد الشرع الكبرى فإن من المعروف لكل من درس العقيدة الاسلامية أن
أساس الايمان هو التصديق القلبي و القناعة العقلية (ويظهره اللسان ويصدقه
العمل) , وأنه لا يصح إيمان المقلد و المكره.

و أنا هنا أتسائل كيف يحل هذا الاشكال عند القائلين بحد الردة؟ وهل طلب
الشارع الحكيم منا إجبار الناس على الايمان؟ وهذا تساؤل مشروع واشكال حقيقي
بين الدرس العقائدي الاصلي والدرس الفقهي الفرعي، ولا تجد عليه جواباً
يرتاح له العقل الا التكلفات البعيدة والمماحكات
العديدة.
ان المنسجم مع القواعد الكبرى في العقيدة الاسلامية أن الله أراد للبشر الحرية في الاختيار بين الايمان عن قناعة والكفر "فمن شاء فليؤمن
و من شاء فليكفر
" كما أشرت سايقا.

6- ومع هذه الادلة والبراهين ظل أقوام من أهل العلم و الفضل - هدانا الله و
إياهم - يرمون قولي بالضلال والخلو من الأدلة والبراهين. وقالوا - غير
مقتنعين بآيات الله الواضحات

- من سبقك الى
هذا من سلف الأمة ؟ بل غالط البعض واتهموني بمخالفة اجماع الامة .. و لم
ينصف البعض حين اتهموني بالجرأة على الدين .. حيث جعلوا فهمهم مكان الدين
فصار كل مخالفٍ لهم مخالفاً للدين.

7-
وأما دعواهم الإجماع على حد الردة فدعوى تحتاج الى نظر.
وأما أن لي سلف في هذا الامر فنعم، فبفضل الله قد سبقني الى هذا كثير ولن
أتكلم هنا بما ورد عن بعض
السلف من آثار تفهم منها مخالفتهم لمفهوم "حد الردة" و ضوابطه كالذي ورد عن
عمر وعلي وابن عباس رضي الله عنهم و النخعي رحمه الله، إذ أن تأويل الشراح
لكلامهم وسيرهم خالط الاثار فما عاد يتبين لنا الأثر من كلام الشارح.


و لكنني سأتكلم بما يوافق كلامي من مذهب آلامام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه حيث عندهم
أن الإجماع في حد الردة ليس كما هو مدعى، بل هو خاصٌ بالرجل المحارب،
وقد خالف الامام أبوحنيفة الجمهور في المرأة فقال لا حد عليها. و خلافه في
المرأة هو المفتاح
الذي يدلنا على مذهبه الحقيقي في حد الردة وسأنقل أولاً عدة نقولات من عيون
كتب المذهب ثم اتبعها بملخص رأيهم وما يمكننا الاستنتاج منها:

8- قال الامام المرغيناني في كتابه العظيم الهداية أحد أهم كتب المذهب الحنفي:

(وأما المرتدة فلا تقتل)،
وقال الشافعي:
تقتل لما روينا، ولأن ردة الرجل مبيحة للقتل من حيث إنه جناية متغلظة
فتناط بها عقوبة متغلظة، وردة المرأة تشاركها فيها فتشاركها في موجبها.

ولنا (أي الأحناف):
"{أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن قتل النساء}
، ولأن الأصل تأخير الأجزية (أي تأجيل العقوبة) إلى دا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

د. طارق السويدان... وحرية التعبير ضد الإيمان !    Empty
مُساهمةموضوع: رد: د. طارق السويدان... وحرية التعبير ضد الإيمان !    د. طارق السويدان... وحرية التعبير ضد الإيمان !    I_icon_minitimeالجمعة مايو 25, 2012 5:58 am



نستكمل الردود
ولنا (أي الأحناف): "{أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن قتل النساء}
، ولأن الأصل تأخير الأجزية (أي تأجيل العقوبة) إلى دار الآخرة،

إذ تعجيلها
يخل بمعنى الابتلاء (أي الاختبار في الدنيا) ، وإنما عدل عنه دفعا لشر ناجز
وهو الحراب (أي رفع السلاح)، ولا يتوجه ذلك من النساء، لعدم صلاحية البنية
(أي لأن جسد المرأة أقل صلاحية للقتال)، بخلاف
الرجال
}".

9- قال الامام الكبير الكمال بن الهمام أشهر محققي الحنفية في كتابه فتح القدير "شرح الهداية" تعليقاً على كلام صاحب الهداية:

"وثبت تعليله صلى الله عليه وسلم بالعلة المنصوصة كما قدمناه في الحديث من
عدم حرابها, فكان مخصصا لعموم ما رواه بعد أن عمومه مخصص بمن بدل دينه من
الكفر إلى الإسلام.

وما ذكر
المصنف من المعنى بعد هذا زيادة بيان ، وهو أن الأصل في الأجزية بأن تتأخر
إلى دار الجزاء وهي الدار الآخرة فإنها الموضوعة للأجزية على الأعمال
الموضوعة هذه الدار لها ، فهذه دار أعمال وتلك دار جزائها
.

وكل جزاء شرع في هذه الدار(الدنيا) ما هو إلا لمصالح تعود إلينا في هذه
الدار، كالقصاص وحد القذف والشرب والزنا والسرقة شرعت لحفظ النفوس والأعراض
والعقول والأنساب والأموال، فكذا يجب في القتل بالردة أن يكون لدفع شر
حرابه (قتاله) لا جزاء على فعل الكفر، لأن جزاءه
أعظم من ذلك عند الله تعالى , فيختص بمن يتأتى منه الحراب وهو الرجل.

ولهذا {نهى
النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء}، وعلله بأنها لم تكن تقاتل على ما
صح من الحديث فيما تقدم، ولهذا قلنا: لو كانت المرتدة ذات رأي وتبع تقتل
لا لردتها بل لأنها حينئذ تسعى في الأرض بالفساد"
.

10- وقال الامام الموصلي الحنفي و هو من أعيان أئمة الحنفية في القرن السابع الهجري في كتابه الشهير (الاختيار في تعليل المختار) :
"وإنما لا يقتل (المرتد) لأن كل من لا يباح قتله بالكفر الأصلي لا يباح
بالردة, لأن إباحة القتل بناء على أهلية الحراب (القتال) على ما عرف"

أي لأن الكافر لا يقتل الا اذا حمل السلاح , فكذلك المرتد لا يقتل الا اذا حمل السلاح. وقال أيضاً:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
د. طارق السويدان... وحرية التعبير ضد الإيمان !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: الدين والحياة-
انتقل الى: