منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
قصّة التتار - من البداية إلى عين جالوت** >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
قصّة التتار - من البداية إلى عين جالوت** >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 قصّة التتار - من البداية إلى عين جالوت**

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رونى
مشرف المنتدى اللقانونى
مشرف المنتدى اللقانونى
رونى


الجنس : انثى عدد المساهمات : 911
تاريخ الميلاد : 21/02/1987
تاريخ التسجيل : 16/10/2010
العمر : 37

قصّة التتار - من البداية إلى عين جالوت** Empty
مُساهمةموضوع: قصّة التتار - من البداية إلى عين جالوت**   قصّة التتار - من البداية إلى عين جالوت** I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 09, 2012 8:29 am


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


[center]قصّة
التّتار



لماذا يجب
علينا دراسة التاريخ وخاصّة الحقبة الزمنية التي تهتم بغزو (أو بالأصحّ اجتياح)
التتار للبلاد الإسلامية؟


التاريخ
بصفة عامة والتاريخ الإسلامي بصفة خاصة من أهم الأمور التي يجب أن يدرسها المسلم
الواعي الفطِن، ليقارنه بالواقع المعاصر للمسلمين لأخذ العبرة من الأمم السابقة (فالسعيد
من اتَّعظ بغيره
)، والحرص على عدم ارتكاب نفس الأخطاء الجسيمة وتكرار نفس الأحداث،
لا سيّما عند تشابه الأسباب والأعداء والأحداث والنهايات (لا سمح الله).


والناظر
إلى التاريخ الإسلامي خاصّة من بداية عهد الدويلات الإسلامية وانقسامها، تتكرّر
عليه مشاهد المآسي والمصائب التي أصابت المسلمين في أكثر من عهد وحقبة، بداية بالدولة
الأموية بالأندلس وتقطيعها إلى دويلات، ومروراً بدول المرابطين والموحدين .. إلخ،
ونهاية بحقبة اجتياح التتار الدموية، والفطِن من يقارن بين ما حدث في تلك الحقب
وما يحدث في العالم الإسلامي اليوم، ليسهل عليه الربط بين الأحداث ويستخرج العبرة
منها كما أمر ربّنا سبحانه وتعالى في قوله: (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ
يَتَفَكَّرُونَ
).
]الأعراف
[size=16]176 ]، وقوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ
عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ
الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ
).
]يوسف 111].

ونخصّ
بالذّكر قصّة اجتاح التتار للبلاد الإسلامية لأنها تشبه إلى حدّ كبير الواقع الذي
نعيش فيه الآن لدرجة أن الدارس لها قد يظنّ أنّه تم فبركتها لاستخدامها في وعظ
المسلمين، لكنّه نسِيَ أو تناسى أنّ سنن الله تتكرّر في كل أمة، قال الله عزّ وجل:
(فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ
تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيل
اً).
]فاطر 43].


القصّة
عظيمة وقد قدّمها الدكتور راغب السرجاني، بأسلوب قصصيّ رائع وشيّق، وقًصّها حسب
تسلسل الأحداث وتتخلّلها مقارنات بين ما حدث وما يحدث الآن، مع ذكر الأسباب التي
أدّت إلى هذه المصائب العِظام والتي يجب على المسلمين تفاديها، واستنباط العبر
والدروس التي يجب أخذها بالاعتبار، كلٌّ في آنِه.




ونذكر
أهم الأسباب التي ساهمت وبشكل كبير في حدوث هذه المصائب، مع ذكر العِبَرْ والدروس
من القصّة.





أولاً:
أهمّ الأسباب


1- حبّ الدنيا والغفلة عن الآخرة:

الغالبية
من ملوك وأمراء الدويلات الإسلامية اهتمّوا في المقام الأول بالسلطة والنفوذ
وزيادة رقعة دويلاتهم وجمع المال، مما جعلهم يتقاتلون فيما بينهم والذي بدوره أضعف
صفوفهم وفرّق شملهم حتى طمعت بهم دول الكفر.


2- تفشّي الفساد بمختلف أنواعه في المجتمع الإسلامي.

كان
الظلم متفشّياً في الدويلات الإسلامية في حقبة اجتياح التتار كما هي الحال في
الرقص والفجور وشرب الخمور والتعامل بالربى وترك دفع الزكاة وموالاة بعض المسلمين
لليهود والنصارى وبعد ذلك للتتار.


3- ترك الجهاد في سبيل الله.



ثانياً: العِبَرْ
والدروس:


·
الدّرس
الأول والذي يجب حفظه جيّداً، هو أن عزّة المسلمين لا تكون إلّا بالتمسّك
بالإسلام، كما قال سيّدنا عمر بن الخطّاب: "نحن قومٌ أعزّنا الله بالإسلام،
فإن ابتغينا العزّة بغيره أذلّنا الله". رحم الله الفاروق، لقد أعطانا الدرس
مبكّراً ولكنّنا لم نتعلّمه.


·
تسخير
جميع الإمكانيّات سواء كانت (اقتصاديّة أو استراتيجية أو سكّانيّة أو عقلية
وذهنية) في سبيل نُصرة الإسلام ونشره وتمكينه في المقام الأول.


·
تفرّق
المسلمين وتشتّت شملهم وعدم توحّد صفوفهم تحت راية واحدة من أعظم أسباب انهزامهم
حتى أمام القوى الصغيرة كما أنّه يُغري أعداء الإسلام فيهم، وتاريخنا الإسلامي
القديم والمعاصر يعجّ بحروب دموية وأطرافها المسلمون، ففي خِضَم أزمات الأمة
الإسلامية وتكالب أعداء الإسلام عليهم، دائماً ما نجد دويلة إسلامية هنا أو هناك
تتناحر مع جاراتها من الدويلات الإسلامية، وتدخل معها في حروب طاحنة استنزافية
لأجل متاع الدنيا الفاني، وأعدائهم بهم متربصون، وفي هذا المقام نذكر حديث سيّد
الخلق محمد صلّى الله عليه وسلّم قال: " فوالله ما الفقر
أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم، كما بسطت على من كان قبلكم،
فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم
".
]البخاري ومسلم].


وهذا
الذي حدث وأهلك كثيراً من الدول الإسلامية السابقة، ومازال يحدث حتى يومنا هذا،
فلا حول ولا قوّة إلّا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.


·
ضياع
الغاية والهدف من أهم عوامل تخاذل المسلمين وإحباط معنويّاتهم.


·
عندما
يُحارَب المسلمون، فإن قوى الباطل تتجمّع وتتكالب عليهم وتُشكّل أحلافاً، لأن
الهدف مشترك وهو القضاء على هذا الدين العظيم.


·
التشابه
العجيب بين غزو التتار للبلاد الإسلامية وغزو أمريكا
للعراق من ناحية احتياجهم لحجّة ولو واهية كي يبرّروا
بها غزوهم.


يسأل سائل: لماذا تحتاج قوى عظمى إلى مبرّر وهي تملك من
القدرة ما تردع به من تُسوّل له نفسه بمعارضتها؟


لعدّة
أسباب أهمها:


1-
إضعاف
الموقف السياسي للشعوب المغزيّة بتحميلهم عقدة الذنب وبالتالي تضعف حميّة الدفاع.


2-
تقوية
شعور الشعب الغازي بوجود المبرّر وعندها يُقدّم التضحيات.


3-
تجييش
الرأي الدولي العام ضد الدولة المغزيّة، وهذا يحمل بين طيّاته أخطر المعاني، فالذي
لا ينضم إلى الدولة الغازية في حربها، سيؤيّد الغزو سياسيّاً، أو على الأقل سيقف
موقف المحايد، وبذلك تنعدم كل فرصة لمساعدة الدولة المغزيّة وتُعزَل سياسيّاً،
وعندها تتحطّم معنوياتها وتخور قواها فيسهل غزوها.


·
لماذا
أذِن الله بهلاك العلماء والصالحين إبّان اجتياح التتار؟ هذا التساؤل يردّ عليه
حديث المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ
وقذف، قالت: قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا ظهر الخبث
".

]صحّحه الألباني].


·
أخذ
العبرة من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ
تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
).
]محمد 7].


فالناظر
إلى تاريخ المسلمين على مرّ العصور ومعاركهم ضد الباطل، يجد أن النصر لا يتحقّق
إلا عند إخلاص النيّة لله عزّو جلّ، فمن كان يجاهد لإعلاء كلمة الله لا يستوي مع
من كان يحارب لدنيا يُصيبها أو مُلكِ يُبقي عليه، فالنّصر
مشروط بنُصرة العباد لله تعالى، ونصرة الله تعني الامتثال التام لما أمر الله به،
والاجتناب التام لما نهى عنه، وتحقيق الإيمان الكامل، فالإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل،
فالمسلم حتى يكيد الله له ويُقوّيه على أعدائه ويصرف عنه كيدهم لابد أن يوالي الله
تعالى حق الولاء، ويقوم بما يجب عليه حقّ القيام، فمن فرّط في نُصرة الله تعالى لن
ينال من الله عز وجل النصر والتأييد.


إننا نتساءل اليوم متى نصر الله؟ أما آن لليل أن ينجلي؟ أما آن للفجر
أن ينبلج؟ أما آن للقيد أن ينكسر
؟


ولكنّنا
(إلّا من رحم الله) نسير عكس الاتجاه ونُطوّق أنفسنا بالذنوب والمعاصي والمخالفات،
وندبر عن طريق الفجر والنور بإعراضنا عن منهج الله.


فليعلم من يقع في المخالفات أنه ثِقَل في موازين الأعداء، خَصْم على
أمته، وليعلم من يعرض عن الطاعات أنه يُحْدِث في جسد الأمة (وهو منها) جراحات
غائرة تزيدها إثخاناً وضعفاً، وليعلم من يتغافل عن نصح غيره ويترك الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر أنه يُطيل على الأمة ما هي فيه من الكُربات
.


·
الحكّام عامّة
هم إفراز طبيعي للشعوب، فعلى شاكلة الشعوب يكون حكّامهم، فإنَّ تخاذل الحكّام
المسلمين عن نُصرة الشعوب الإسلامية فذلك نتيجة للتخاذل الموجود بين صفوف المسلمين
عامّة، ولا يقولنّ قائل بأن الشعوب لا ذنب لها في حكّامها، فأقول هم الذين ارتضوْا
بهم حكّاماً في المقام الأول.


·
أحد
أسباب عدم نُصرة المسلمين لإخوانهم الذين تعرّضوا لمجازر التتار الرهيبة، هي أنّهم
كانوا يعتبرون أن كل قُطر إسلامي مستقل بذاته، ونسوا أو تناسوا أن تلك الدماء التي
سالت وخضّبت الأرض تربطهم بهم رابطة أعظم وأقوى من الجنس والرحم، ألا وهي رابطة
الدين، كما هو الحال في عصرنا الحاضر، وما حدث في العراق وأفغانستان على سبيل
المثال لا الحصر، هو أكبر دليل.


·
عندما
تهتم دولة من دُول الكفر بتسليح نفسها وتقوية جيشها، فيجب التنبّه إلى ذلك والعمل
على تقوية جيش المسلمين بالعدّة والعتاد، وإظهار قوّة المسلمين علناً، أخذاً بقول
الله عزّ وجلّ: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن
قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ
).
]الأنفال 60].


لأنّه سيكون
هدفهم هو القضاء على هذا الدين وأتباعه، والمسألة مسألة أديان وليست دنيا ولا
أموال، فلا يركن حكّام المسلمين إلى حطام الدنيا ويتركوا الإعداد لصدّ أعداء الله،
كما حدث مع خليفة الدولة العبّاسيّة (المُستعصم بالله) عندما غضّ الطرف عن تحركات
هولاكو لإسقاط بغداد ولم يحرّك ساكناً، فأتت النتيجة وبالاً على المسلمين بسقوط
بغداد وما حدث فيها من مجازر ومآسي.


·
أهمية
اختيار البطانة (أخطر أنواع الطابور الخامس) تتضح جلياً بعلاقتها وسقوط الدول وذلك
باستخدامها بواسطة العدو لتحقيق مآربه بالإقناع لا بالإرهاب، ولنا في مؤيد الدين
بن العلقمي (الرافضي) رئيس وزراء الخليفة العباسي المستعصم بالله أعظم مثال على
خطورة البطانة إذا فسدت.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتتتع




[/size][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رونى
مشرف المنتدى اللقانونى
مشرف المنتدى اللقانونى
رونى


الجنس : انثى عدد المساهمات : 911
تاريخ الميلاد : 21/02/1987
تاريخ التسجيل : 16/10/2010
العمر : 37

قصّة التتار - من البداية إلى عين جالوت** Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصّة التتار - من البداية إلى عين جالوت**   قصّة التتار - من البداية إلى عين جالوت** I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 09, 2012 8:30 am



المسلم
الفطن الذي يقارن بين ما حدث في سقوط الخلافة العباسية (بغداد) على يد هولاكو (لعنه
الله) وبين ما حدث في سقوط بغداد على يد أمريكا (لعنهم الله) في عصرنا الحاضر،
يكتشف الوسائل المُستخدمة من قِبَل العدو لتحطيم معنويّات المسلمين قبل غزوهم،
ونختصرها بذكر أهم النقاط كالتالي:



1-
تحطيم
معنويات المسلمين باستخدام الإعلام الإسلامي نفسه وذلك بشرح قوة العدو وعتاده، أو
بتبرير الغزو بتحقيق العدل للمسلمين ونشر مبادئ سمحة وأخلاق نبيلة (وهذا كله باطل)
وما يحدث في عصرنا الحاضر من إعلامنا المتخاذل سواء كان من قنوات إخبارية
(كالعربية والجزيرة وغيرها)، أو من الكتّاب الليبراليين المندسّين بين صفوف
المسلمين بحجّة الوطنية أو تحقيق العدل والمساواة ..إلخ، أكبر دليل على أن سنّة
الله تتكرّر، قال الله عزّ وجل: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ
فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ
تَحْوِيل
اً).
]فاطر 43أليس بيننا رجل رشيد؟


2-
تحطيم
معنويات المسلمين بإدخالهم إلى حروب استنزاف لإضعاف قوّتهم والذي يتّضح جلياً في
نشر الفتن الطائفية، كتحفيز الروافض (أذيال المجوس) الموجودون في بلدان المسلمين
لزرع الفتن والقلاقل وعمل المظاهرات لتقويض الأمن وترويع الآمنين، وذلك لصرف نظر
حكّام المسلمين عن القضية الأهم وهي أطماع اليهود (أحفاد القردة والخنازير) في
مقدّرات المسلمين وبلدانهم.


3-
تحطيم
معنويات المسلمين بإسقاط نظام الحكم القائم في كل قُطر من أقطار الإسلام وذلك
بتغرير شباب المسلمين بالخروج في مظاهرات ومن ثم ثورة عارمة على الحكم، وترك
البلاد بدون حاكم والذي يُلقي بظلاله على عامة البلد بانعدام الأمن وانتشار الفوضى
والكساد الاقتصادي ..إلخ، كما حدث على سبيل المثال لا الحصر في كل من (تونس وليبيا
ومصر).


ولسنا بصدد تأييد الأنظمة البائدة في الدول
المذكورة، فقد كان خيراً لتلك البلاد سقوط حكامها الظلمة (والذين لا يرْعوْن في
المسلمين إلّاً ولا ذمة)، ولكن ترك البلاد في تلك الحالة له أعظم الخطر على
المسلمين من الحكام أنفسهم، فأعداؤنا المتربصين بنا كُثُر.


ولنا فيما حدث للأمة الإسلامية على مرّ
التاريخ عبرة، حين كان المسلمون يتقاتلون فيما بينهم وتخور قواهم بعد معركة وأخرى،
فيهجم عليهم أعداؤهم على حين غفلة منهم فيفعلوا بهم الويلات، وليس تاريخ الأندلس
والتتار عنّا ببعيد.


·
من أشدّ
ما آلَمَ المسلمين في تلك الأيام، تحالف بعض حكّام المسلمين مع الغزاة ومساعدتهم
لإسقاط الخلافة العباسيّة، أو كما برّروا لأنفسهم (تحرير بغداد)، وسبحان الله،
تماماً كما حدث عند سقوط بغداد سنة 1424هـ (2003م).


·
يجب أن
يُربّى زعماء المسلمين على صفات أهمها:


1-
أن يكون
عالماً ربانيّاً.


2-
أن يتّصف
بالشجاعة في اتّخاذ القرار.


3-
علوّ
الهمّة والطموح.


4-
القدرة
على توحيد صفّ المسلمين وتجميع الجهود.


5-
إقامة
علاقات قويّة مع الزعماء المسلمين.


6-
الاهتمام
بإعداد الجيوش وتقويتها.


7-
الحرص
كلّ الحرص على إقامة الجهاد في سبيل الله.


·
كان
تعداد سكّان بغداد يوم سقوطها بأيدي التتار ثلاثة ملايين مسلم، ولكنّهم كانوا
ثلاثة ملايين مُترف، كانوا من أهل الدنيا ممّن يلهثون وراء زخرف الحياة الدنيا،
وأن يعيشوا فقط ولو بذٍلّة، وهذا يجعلنا نُعيد النظر في أنفسنا وطريقة حياتنا،
فحالنا اليوم يُشبه إلى حدّ كبير حالهم بالأمس، فهل نصحوا من سُباتنا؟ وننتبه من
غفلتنا؟


·
الجهاد
في سبيل الله ليس قراراً عشوائياً يُتّخذ في لحظة، وإنّما يكون نتيجة إعداد مُتقن
وعلى عدّة أصعدة، بداية من الوالدين ومروراً بالعلماء ونهاية بالحكّام، يحتاج إلى
إعداد أمّة وإعداد جيش وإعداد نفوس وإعداد الزوجة والأم والابن والأطفال والرجال
وعامّة النّاس، بمعنى أصحّ، يحتاج إلى تربية الأطفال منذ نعومة أظافرهم على الجهاد
في سبيل الله، وأن يروْا آباءهم من فترة إلى أخرى وهم يُعدّون العدّة للذهاب
للجهاد في سبيل الله، فتتربّى نفوسهم على هذه الشعيرة العظيمة ويعتادوها ومن ثم
يحرصوا عليها، فالجهاد في سبيل هو ذروة سنام الإسلام أي أنّه أعلى شيء في الإسلام،
بمعنى آخر لتجاهد في سبيل الله، يجب أن تجتاز مراحل كثيرة في إسلامك لتصل إلى
مرحلة الجهاد في سبيل الله، فلا يُعقل أن تأخذ قراراً ظرفياً بالجهاد في سبيل الله
وقد رُبّيت الأمة على الإفراط والتفريط.


·
حدثت
قصّة يجب ألّا تمرّ مرور الكرام، ويجب التدقيق فيها وأخذ العبرة منها، وذكرها ابن
كثير في كتابه الشهير (البداية والنهاية)، يقول بن كثير في وصف هذه القصة (مع
غرابة عدم تعليقه عليها): "أحاطت التتار بدار الخلافة، يرشقونها بالنّبال من
كل جانب، حتّى أُصيبت جاريةٌ كانت تلعب بين يديْ الخليفة وتُضحكه، وكانت من جُملة
حظاياه وكانت تُسمّى عرفة، جاءها سهمٌ من بعض الشبابيك فقتلها وهي ترقص بين يديْ
الخليفة، فانزعج الخليفة من ذلك جداً وحزن حزناً طويلاً، وفزع فزعاً شديداً"،
كان ذلك والحصار مُقامٌ حول بغداد، والسّهام تأتي من كلِّ مكان، والنيران تحرق
ستائر القصر الملكي، والأسوار تُهدّ تحت ضربات التتار المتكرّرة، والخليفة يُشاهد
الرقص داخل قصر الخلافة.


ركّزت
على هذه القصّة ليتكوّن لديك عزيزي القارئ صورة مُصغّرة لما وصلت به حال المسلمين
آنذاك، ومن غرابة حال الخليفة في ظل تلك الظروف العصيبة، يأبى الله إلّا أن يُري
عباده آياتِه، فقد وجد الخليفة على السّهم الذي قتل جاريته عبارة كتبها أُدباء
المسلمين الذين كانوا في صفوف التتار، جاء فيها "إذا أراد الله إنفاذ قضاءه
وقدره أذهب من ذوي العقولِ عقولَهم"، سبحان الله، عبارة في منتهى الحكمة وتصف
بدقّة حال المسلمين في ذلك الوقت، والأدهى من ذلك هو ما فعله الخليفة بعد تلك
الحادثة من زيادة الاحترازات والستائر، وكُل ذلك من أجل ألّا تُقتل راقصة أخرى،
فلا حول ولا قوّة إلّا بالله.


ألا
تُذكّرنا هذه القصّة بحالنا اليوم؟


ألا نعيش
حالة من السُبات والغفلة؟


الأمّة
الإسلامية من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها تُعاني من الإحتلال والقمع
والاضطهاد، وتعيش أيّاماً سوداء مليئة بالمصائب والمآسي والأحزان، ولا نجد حاكماً
مسلماً يحرّك ساكناً، ولا تتحرّك في قلوبنا حميّة النُصرة لإخواننا في الدين، ولا
حتى أن ندعوا لهم (وهو أضعف الإيمان) بل ننتظر من قياداتنا العُليا أن تُصدر
الأوامر بالدُعاء لهم، وفوق هذا كُلِّه تجدنا منغمسين ليس في ملذّات الدنيا فقط،
بل في الذنوب والمعاصي والخطايا والرذائل، فلا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي
العظيم.


·
كُل
الأمم التي اجتاحت المسلمين سواء في القديم أو في الحديث، تهدف دوماً إلى ضرب
المسلمين في علومهم وحضارتهم ونهضتهم، وهذا يتّضح جلياً في ما فعله الصليبيّون في
طرابلس بلبنان في أواخر القرن الخامس الهجري عندما احتلّوها، فلقد أحرقوا أكثر من
ثلاثة ملايين كتاب في أيّام معدودات، وما فعلوه أيضاً عندما أسقطوا مدينة قّرطبة
سنة 636هـ، أحرقوا كمّاً هائلاً من الكُتب فيها، وكذلك فعلوا في اشبيليّة سنة
646هـ، ولا يختلف الحال عمّا فعلوا في طُليْطلة وغرناطة وغيرها، وآخرها ما فعله
التتار في بغداد، حين أخرجوا كُل الكُتب الموجودة في مكتبة بغداد وألقوا بها في
نهر دجلة، لدرجة أن النهر اسْوَدَّ من مِداد حِبر الكُتب، ويُقال أنّ الرجل من
التتار كان يعبر النّهر من ناحية إلى ناحية على جسر من الكتب.


كُل ذلك
حدث في زمن اعتمد على خط اليد في كتابة الكتب، ولم توجد مطبعة بعد، سنوات من العمل
الدؤوب والمُضْني والشاقّ، وعصارة فكر وثقافة الأمّة الإسلامية خلال ستّمئة عام،
ضاعت في سويعات قليلة.


أمّا ما
حدث من قِبًل الاستعمار الحديث فشيء آخر مختلف كليّةً عن صليبيّي العصور السابقة،
فقد سرقوا كتب المسلمين وعلومهم، وأخذوها إلى بلادهم ودرسوها وتعلّموها، وبنوا
حضارتهم على أكتاف المسلمين، وأصبحوا بها من أعظم الأمم، ونقلوا إلى المسلمين
ثقافة التفسّخ والمجون والفساد وتركوهم يتخبّطون إلى يومنا هذا، بل واتهموهم
بالتّخلّف والرجعيّة.


تُرى
لماذا يفعل أعداؤنا هذا الفعل (من حرق ورمي وسرقة) لكتبنا؟


لأنّهم
يعلمون علم اليقين أنّها هي الأساس التي بُنيت عليه هذه الحضارة، وأنّ المسلمون
متى ما حُفظت كتبهم فإنّهم سوف يعودون لسابق عهدهم من قوة وحضارة ولو بعد حين،
والأدهى من ذلك كُلِّه أنّهم أصبحوا يُسيطرون على تعليمنا (مناهج التعليم) بشكل أو
بآخر، بالطريقة التي يُريدها أعداؤنا حتّى لا يصل إلينا العلم إلّا ما يكفي فقط
للحياة وليس السّيادة ولا للريادة ولا للتفوّق ولا للتمكين.


·
نقطة يجب
الوقوف عندها كثيراً، ففي الفترة التي تلت سقوط الخلافة العبّاسية ببغداد، انتشر
بين المسلمين اعتقاد بأنّ المهدي سيظهر، وأن عيسى عليه السلام سينزل، وأنّ الدنيا
ستنتهي، وهذا الشعور طغى على المسلمين لدرجة أنّه دُوّن في الكتب، واعتقد النّاس حقيقة
بأنّ هذه علامات السّاعة ونهاية الكون، فما كان منهم إلّا انتظار المهديْ ليقاتلوا
معه ويهزموا التتار.


ألا
يُذكِّرنا حالهم بحالنا اليوم؟ وانتظارنا لخروج المهدي؟


نحن
كمسلمين نؤمن حقيقة بأن المهدي سيظهر، وأنّ عيسى عليه السلام سينزل، ولكن السؤال
المهم، ما الذي يدفع النّاس إلى اللجوء إلى مثل هذه الاعتقادات في مثل هذه الظروف؟
سواء كان آنذاك أو في أيّامنا هذه.


الجواب:
هو طغيان الشعور بالإحباط الشديد الذي يُحيط بالشعوب، ويأسهم من أنفسهم في المقام
الأول، واعتقادهم بعدم قدرتهم على إحداث التغيير، ويأسهم من حكّامهم، ويأسهم من
ظهور قائد ربّاني (غير المهدي) يوحّد المسلمين على كلمة التوحيد، ويرفع راية
الجهاد في سبيل الله، وإعادة هيبة الأمة الإسلامية في قلوب أعداءها.


·
من
المُضحك والمُبكي في آن واحد، وجود قصّة بين طيّات قصّة اجتياح التتار، تشبه إلى
حد كبير ما فعلته دولة الكفر (أمريكا)، حين أوهمت العالم بوجود إرهابيين يتّخذون
من أفغانستان مقرّاً لهم، يهدّدون السلام العالمي، وبأنّ أمريكا (لعنها الله) تعلم
علم اليقين بأنّهم لا ينتمون إلى الإسلام بصلة، لأن الإسلام دين حب وسلام وسماحة،
سبحان الله، تغيّر العدو والأسلوب لم يتغيّر، فهذا بالضبط ما فعله هولاكو (لعنه
الله) مع أمير إمارة (ميا فرقين) الكامل محمد الأيوبي والذي تحرّكت فيه نخوة
الإسلام والجهاد في سبيل الله.


·
تنشئة
الطفل منذ نعومة أظافره على القرآن الكريم والسنّة النبوية وكُتب الفقه الإسلامي،
وتربيته تربيةً إسلامية خالصة على الشريعة الإسلامية وتعليمه الأخلاق والآداب
الإسلامية، والحفاظ الشديد على كل فرض من فروض الإسلام وفي مقدّمتها الصلاة، هو
النواة الأساسيّة لبناء أمّة إسلامية قويّة.


والحرص
عندما يشُبّ على تدريبه على فنون القتال والمهارات اللازمة لصناعة الفرسان، ومن ثم
ينتقل إلى المرحلة الثالثة والأخيرة وهي تعليمه فنون الإدارة والقيادة ووضع الخطط
وما إلى ذلك من الاستراتيجيّات الحربية.


وهذا
نراه جليّاً فيما فعله الملك الصالح نجم الدين أيّوب في صغار المماليك الذين جلبهم
من مختلف الأقطار المتاخمة له، فخرجت منهم دولة من أعظم الدول في ذلك الزمان وهي
دولة المماليك والتي حكمت قرابة الثلاثة قرون، وهذه التربية كان لها بالغ الأثر في
حبّهمٍ للعلم وكثرة العلماء بينهم، وحرصهم الدائم على إقامة شريعة الجهاد في سبيل
الله (وسنرى أثر ذلك في معركة عين جالوت).

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رونى
مشرف المنتدى اللقانونى
مشرف المنتدى اللقانونى
رونى


الجنس : انثى عدد المساهمات : 911
تاريخ الميلاد : 21/02/1987
تاريخ التسجيل : 16/10/2010
العمر : 37

قصّة التتار - من البداية إلى عين جالوت** Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصّة التتار - من البداية إلى عين جالوت**   قصّة التتار - من البداية إلى عين جالوت** I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 09, 2012 8:31 am



فأين نحن
اليوم من تنشئتنا لأجيالٍ ائتمننا الله عليها؟


·
صورة من
صور العزّة والشرف، يجب الوقوف عندها مطوّلاً، فعندما نزل القائد الأعلى لجيش
المسلمين في معركة عين جالوت (سيف الدين قُطّز) إلى أرض المعركة، صاح صيحته
المعهودة (وا إسلاماه)، هذه الصيحة المتعارف عليها لتحميس الجيش تحمل بين طيّاتها
معنىً عظيم، فالقضية بدت واضحة جليّة، القضيّة قضيّة إسلام، قضيّة دين، قضيّة إن
تنصروا الله ينصركم، لم ينادي بالعروبة ولا بالانتماء للدول كما هو حالنا المُؤسف
اليوم، لأنّه رجلٌ عرف الحقّ فاتّبعه ونصره، فنصره الله وأيّده، ونحن مازلنا ننتظر
من حكّامنا (عُبّاد الدنيا والمال والشهوات) أن يصيحوا علينا بصيحات الباطل
(القوميّة والقُطْريّة)، أنّا لشعوبٍ هذا ديدنها أن تُنصر أو تُمكّن؟ وأنّا
لعُبّادٍ الشهوات والدينار والدرهم أن يرفعوا راية الجهاد؟


·
غياب
القُدوة (القائد الربًاني)، والعُلماء الذين يُذكّرون بأيّام الله وسنن الله،
وغياب الغاية والهدف، هو من أخّر رفع راية الجهاد في سبيل الله.


·
لا بُدّ
من العودة إلى الأصول، وتحليل الأحداث التي حصلت للأمّة الإسلامية على مرّ العصور،
ومقارنتها بالأحداث الحاصلة للأمّة الإسلامية في وقتنا الحاضر، ودراسة الهزائم
والمآسي قبل دراسة الانتصارات، ومن ثمّ الخروج بمحصّلة نهائية لهذه الدراسة،
والعمل على خطّة تُخرج المسلمين من دوّامة الإحباط التي عطّلت قوّتهم، وأخّرت
ريادتهم للأمم ومن ثمّ تمكينهم في الأرض.


والأمر
بيّنٌ وواضح، لأنه طريق واحد مشى عليه الأنبياء من قبل، وخلفهم الأتقياء واتّبعوا
آثارهم، وهو أن نعبد الله عزّ وجلّ ونُعبّد الناس لربّ العالمين سبحانه وتعالى،
فإن ضاعت هذه الصفة عن المسلمين فليس لهم سوى الخُذلان، والله عزّ وجلّ هي الذي
سيخذلهم، والله عزّ وجلّ هو الذي سيُمكّن أعداءهم من رقابهم، وهذه الصورة تتّضح في
كلام عظيم من عُظماء الرجال وهو الفاروق عُمر بن الخطّاب، يقول رضي الله عنه
وأرضاه: " إنّكم لا تُنصرون على عدوّكم بقوّة العدّة والعتاد، ولكنّكم
تُنصرون على عدوّكم بطاعتكم لربّكم ومعصيتهم له، فإن تساويتم في المعصية، كانت لهم
الغلبة عليكم بقوّة العدّة والعتاد، يكِلًكم ربّكم إلى العدد والعدّة، ولا تقولوا
إنّ عدوّنا شرٌّ منّا فلن يُسلّط علينا، فقد سلّط الله المجوس وعبدة النّار على
بني إسرائيل لمّا أفسدوا في الأرض
". وقال الله عزّ وجلّ في هذا الشأن: (إِن
يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي
يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ
).
]آل عمران
160
].


·
من أهمّ
العِبَر في معركة عين جالوت وجميع المعارك الإسلامية، أنّ المسلمين المقاتلين في
هذه المعارك، كانوا يتوجَّهون تماماً إلى الله عزّ وجلّ (الإخلاص) لله عزّ وجلّ،
أمّا العِبْرة الثانية فهي التوكّل على الله ومن ثمَّ الأخذ بالأسباب والإعداد
الجيّد والاهتمام بالتفاصيل الكبيرة والصغيرة على حدٍّ سواء.


·
وقفة
مهمّة عند ما فعله (سيف الدين قُطُز) حتّى وصل إلى ما وصل إليه من نصر وتمكين:


1-
القُدْوة،
حيث ضرب سيف الدين قُطُز أعظم الأمثلة في القُدْوة حين قال مقولته الشهيرة (أنا
ألقى التتار بنفسي)، وصدق في كلمته ونزل إلى ساحة المعركة وقاتل مع الجيش (أيُّ
تثبيتٍ هذا!)، وكان رحمه الله أوَّل من يبيع كُلّ ما يملك من أجل تجهيز جيش
المسلمين.


2-
عدم
موالاة أعداء الإسلام، فما فكّر رحمه الله ولو لوهْلة كما فعل من سبقه أن يُهادن
من استباح حُرُمات المسلمين أو أن يُقرّهم على ما سلبوه من بلاد المسلمين، ولا
حتّى أن يتعاون مع الصليبيّين لحرب التتار وإقرارهم على ما سلبوه أيضاً من بلاد
المسلمين.


3-
الشورى
في حياة سيف الدين قُطُز رحمه الله في كُلّ أمر يهم المسلمين.


4-
توسيد
الأمر لأهله حتّى وإن كان من غير بني جلدته أو مّن يختلف عنه في الانتماء، كان
يُعطي الإمارة لمن يستحق، لا لقريب أو حبيب أو من أجل مصالح.


5-
أعدّ
الجيوش الكثيرة والكثيفة ووحّدها ودرّبها وجمّعها وأنفق عليها مالاً حلالاً خالصاً
ولم يأخذ من الشعب ضريبة ليُنفق منها على الجيش.


6-
وضع
الخطّة وسار على تعبئة (سير الجيش بجهوزيّة للحرب أثناء سيْره).


7-
وضع
للجيش مقدّمة قويّة واختار لها قائداً قويّاً وأحسن الاختيار بوضع الرّجل المناسب
في المكان المناسب، وهذا إن دلّ على شيءٍ فإنّما يدل على علمه بقدرات من حوله
باطّلاعه على أحوالهم.


8-
اختار
المكان المناسب.


9-
عقد
الأحلاف المناسبة في الوقت المناسب بهدنةٍ مؤقتة مع الصليبيّين، إلى حين انتهاءه
من التتار.


10- الأخذ في الاعتبار أنّ هذا الجيش هو نتاج لعمل الملك الصّالح (نجم
الدين أيّوب)، فلا نغفل عن التربية التي تربّى عليها هذا الجيش من تنشئتهم على
الدّين والعبادات والطاعات والأخلاق الإسلامية وحبّ الجهاد وتدريبٍ عسكريّ يشمل
فنون القيادة والاستراتيجيّة.


وقطف ثمرتها (سيف الدين قُطُز) دون إغفال
دوره العظيم في المعركة، فلولا فضلٌ به ما اختاره الله ليرزقه هذا النصر العظيم.


11- كيف لإنسان فعل كُل هذا العمل أن يخذله ربّه؟ لا سيّما أن كُل هذا
الجُهد كان خالصاً لوجه الله عزّ وجلّ.


·
وأخيراً
نذكر أهم أسباب النّصر، وهو الزُّهد في الدنيا، وهذا بيت القصيد، فإن أحبّ
المسلمون الدنيا وملكت قلوبهم فلا شكّ أنّهم لن ينتصرون بل لا شكّ أن أُمم الأرض
جميعاً (مهما ذلّت) فإنّها تقوى على أمّة الإسلام، ولنا في حديث الحبيب المصطفى
صلّى الله عليه وسلّم أعظم درس، قال صلّى الله عليه وسلّم: " يُوشِك الأُمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكَلةُ إلى قَصْعَتِها.
فقال قائل: ومِن قلَّة نحن يومئذٍ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكِنَّكم غُثاءٌ كَغُثاءِ
السَّيْل، وليَنْزِعنَّ الله مِن صُدور عدوِّكم المهابة منكم، ولَيَقْذِفنَّ الله
في قلوبِكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهَن؟ قال: حبُّ الدُّنيا،
وكراهية الموت
".
]صحّحه الألباني].




·
تعليق
خاص على قصّة التتّار:


شخصٌ مثل
قُطُز لا بدّ أن ندرس سيرته ونتعلّم منه كيف وصل إلى ما وصل إليه، فلقد رأينا
قدرته على تغيير أحوال أمّة، صحيح أنّنا لا نستطيع أن نتغافل عن الجُهدٌ الكبير
الذي بذله الملك الصالح نجم الدين أيوب (رحمه الله) وتربية المماليك على الدين
والفقه والورع وحبّ الجهاد في سبيل الله وعلى العلم وعلى الفروسية والقتال وعلى
الخطط والإدارة، لكن كان يجب أن يُوجد شخص مثل قُطُز (رحمه الله).


من
الممكن أن يتغيّر التاريخ كله بشخص، ورأينا كيف كان لشخص مثل جنكيز خان القدرة على
تغيير العالم من الحضارة إلى الإبادة والتدمير، وتبعه على نفس النّهج هولاكو
(لعنهما الله) حين دمّر علوم المسلمين في بغداد، ورمى بكتبهم في نهر دجلة، ورأينا
شخص يُعيد المجد والعزّ إلى الأمّة الإسلامية، ويحفظ كرامتها.


قُطُز
إنسان، وجنكيز خان إنسان، لكن قُطُز (رحمه الله) جُمِّل وزُيِّن بالإسلام، وجنكيز
خان وهولاكو ومن على شاكلتهما حُرموا الإسلام، قُطُز بنى حضارة الإنسان وجنكيز خان
دمّر حضارة الإنسان.


والسؤال
الأهم هنا، من صنع قُطُز (رحمه الله)؟


من قُطُز
بغير الإسلام؟


من
عُظماء المسلمين بغير الإسلام؟


فالإسلام
هو من صنع هؤلاء، القرآن والسنّة هم الذين صنعوا هؤلاء، لذلك يجب علينا أن نفقه
ونعي أنّ العودة إلى ربّنا وإلى كتابه وإلى سنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم،
تردّنا إلى الطريق القويم المستقيم وتأخذ بأيدينا إلى المسار الصحيح الذي يجب
علينا أن نسلكه، وفيه كل أخبارنا التي سبقت والتي نعيشها وإلى يوم القيامة، تركنا
رسولنا صلّى الله عليه وسلّم على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلّا
هالك.


رحل
الصالحون وهلك الطالحون، كل أصحاب قصتنا ماتوا، وهلكت ديارهم وقصورهم وأموالهم،
رحلوا بضحكاتهم ودموعهم بأفراحهم وأتراحهم، ذهب كل شيء، مات الجند المؤمنون وهلك الجند
الظالمون.


والذي
بقيَ لنا هو العِبْرة، قال الله عزّ وجلّ: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ
لِأُولِي الْأَلْبَابِ
).
]يوسف 111].


الذي
بقيَ لنا كلام ربِّنا (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ).
]آل عمران 160].


الذي
بقيَ لنا كلام رسولنا صلّى الله عليه وسلّم (تَرَكْتُ فيكم ما
إِنْ تمسَّكْتم به فلن تضِلوا بعدي أبداً كتاب الله تعالى وسنّة رسوله
).


فنسأل
الله عزّ وجلّ أن يُخرج من بيننا رجلٌ مثل قُطُز (رحمه الله)، وليس ذلك على الله
ببعيد.


ولماذا
لا يسأل كل واحد منّا نفسه، لماذا لا أكون أنا قُطُز؟، لماذا لا يكون ابني قُطُز؟ لماذا
قُطُز بالذَّات؟ لأنّ فتن زمانه تشبه فتن زماننا.


ولماذا
قُطُز بالذَّات استطاع عمل هذا التغيير كلّه؟ لأنّه أخلص لله عزّ وجلّ، فبإخلاصه
لله عزّ وجلّ سبّب الله له أسباب النصر وأيّده ونصره، فمن أراد حقيقةً أن يُنقذ
الإسلام والمسلمين، وأن يرفع راية العزّة لهذه الأمة، فليُخلص لله وحده، وليبتغى
بذلك وجه الله عزّ وجلّ، فإنَّ الله عزّ وجلّ سيفتح له الأبواب، قال تعالى: (وَالَّذِينَ
جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ
الْمُحْسِنِينَ
).
]العنكبوت
69
].




ملحوظة
هامّة:


كتاب
الكامل في التاريخ لابن الأثير من أهم المراجع في حقبة اجتياح التتار، لأن ابن
الأثير كان معاصراً لهذه الأحداث، ولس من رأى كمن سمع، وكان رحمه الله قد شاهد كل
المجازر والمآسي التي أصابت الأمة الإسلامية في تلك الأيام ولكنّه للأسف الشديد لم
يرى النصر لأنه مات قبل أن تنفرج أزمة الأمة الإسلامية.


وأشهر
مقولة له والتي قالها بعظيم الحزن والأسى :
}من ذا الذي يسهل عليه أن يكتب نعيَ الإسلام بيده{،
لأنّه ظنّ (رحمه الله) أنّها نهاية الإسلام وأنّ يوم القيامة قد اقترب، ثم قال بعد
ذلك
}فيا ليت أمي لم
تلدني ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً
{، ثم يصل في
مقولاته ليصف عِظَم المصيبة التي عاشتها الأمة الإسلامية أيام اجتياح التتار
ومقارنته بينهم وبين الدجّال بقوله:
}وأمّا الدجّال فإنّه يُبقي على من اتّبعه ويُهلك من
خالفه، أمّا هؤلاء فلم يُبقوا على أحد
{،
وذلك لشدّة الأهوال التي قاستها الأمة الإسلامية.


في المرفقات كتاب قصّة التتار للدكتور. راغب السرجاني بصيغة الوورد
[center]


وفيما يلي روابط حلقات قصّة التتار (كل حلقة جزئين):





الحلقة (1): واقع العالم الإسلامي والغربي




الجزء الأول الجزء الثاني





الحلقة (2): جنكيز خان والدولة الخوارزمية

الجزء الأول الجزء الثاني



الحلقة (3): الاجتياح التتري للشرق الإسلامي

الجزء الأول الجزء الثاني




الحلقة (4): التتار وجلال الدين الخوارزمي
الجزء الأول الجزء الثاني



الحلقة (5): الحَوَل السِّياسي لحُكَّام المسلمين

الجزء الأول الجزء الثاني



الحلقة (6): العاصفة التترية في العالم

الجزء الأول الجزء الثاني



الحلقة (7): التحالف الصليبي التتري

الجزء الأول الجزء الثاني



الحلقة (Cool: إعداد التتار لإسقاط الخلافة العبّاسية

الجزء الأول الجزء الثاني



الحلقة (9): الطريق نحو بغداد

الجزء الأول الجزء الثاني



الحلقة (10): وهكذا سقطت بغداد

الجزء الأول الجزء الثاني



الحلقة (11): التتار وتدمير مكتبة بغداد

الجزء الأول الجزء الثاني



الحلقة (12): التتار في الطريق إلى الشام

الجزء الأول الجزء الثاني



الحلقة (13): اجتياح تتري



[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصّة التتار - من البداية إلى عين جالوت**
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ الإسلام و((معركة عين جالوت ))**
» التتار الجدد ..
» قصّة التّتار
» البداية وتاريخ الإسلام منذ عهد أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام*
» قطز وترتيب الوضع الداخلي للبلاد قبل المعركة الفاصلة مع التتار.إنها مصر.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: قسم التاريخ :: التاريخ الاسلامى-
انتقل الى: