محمد بوجى يكتب: الملك الحكيـــم

إنها تلك المدينة النائية التى وجد بها سكاناً لايعرفون الترحال ولا التجارة الخارجية
انهم سكاناً محليون يعملون ويزرعون ويأكلون من أوت يومهم ووجد بينهم حاكماً
عادلاً لايفرق بين قريب او بعيد فكل الناس اليه سواء وكان متزوجاً
بامرأة بسيطة بنت شيخٍ فقير ولكنها كانت عنوناً للجمال
وكان فى انتظارها لتنجب له ولى عهدٍ جديد ..ولكن ارادة الله
ومشيئته اقوى من كل شئ. مرت العديد من السنوات وهو فى انتظار مولوده وجاءت
اللحظة المنتظرة منذ سنين جاءت اليه احد الخادمات لتخبره ان الملكة قد حملت
فعم الفرح على القصر وجهز كل شئ ليكون فى انتظار الملك الجديد
وجاءت اللحظة الحاسمة التى سمع فيها صراخ ولى العهد الجديد
ولكن!! مع اولى صرخاته فى الدنيا كانت نهاية والدته الملكة
وجاء الشيخ الفقير ليتولى امر الملك الجديد فألبسه الملابس الفخمة واركبه فيلاً واخذ يطوف
به فى انحاء المدينة مع فرحة وبكاء الناس فكانت لحظات الحزن والالم تسيطر على الملك وباقى الناس
ولكن برؤية الملك الصغير تأتى الفرحة من حيث لا يعلمون ...وأخذ الشيخ يلعمه ويدربه
على اساليب القتال والحياة حيث تربى وترعر وسط اهالى المدينة حتى اصبح شاباً
وجاء اليه والده ليخبره انه متوجه ولأول مرة الى السفر البعيد بحثاً عن تجارة وتغييراً فى اساليب الحياة
ولكنه ذهب بلا عودة وتولى ولى العهد العرش واصبح الملك الجديد الذى احبه الناس
لكثرة تطلعه وحبه للناس وقربه منهم ولكنها ليست النهاية كانت مجرد بداية حكم ملك صغير السن
على هذه البلاد على بلاد حينما حاولت ولمجرد المحاولة للترحال اصابهم الموت. طلب الملك
احد وزرائه ليتحدث معه بشئون الناس والبلاد ولكن رد الوزير على الملك كان لايعجبه
فأخبره ان الناس تحبه وتسمع لكل مايقوله ويرويه...فقرر التخفى والنزول وسط الناس
حتى يعرف الحقيقة لكى لايهابه احداً وبالفعل هذا ماحدث وفى تجواله رأى من يحبه
ومن يكره ..نعم فلكل ملك اعواناً يحبونه ويأيدونه فى جميع قرارته..ومعارضته
التى ترفض مايقوله ..ولكل ملك كارهيه طمعاً فى سلطة او كارهين لشخصه
ففى حديثه مع الناس وجد من يحبه لشخصه ومن يحبه لمصلحة ما ووجد من معارضيه اكثرهم
فئة من يعارضه لوجوده فى هذا المكان لسنه الصغير فأخذ يدون كل مايسمعه وكل مايتحدثون به
وتدبر امره ليأخذ القرار الصحيح قطع كل من يريد مصالح شخصية ضد المدينة وشعبها
واتخذ طريقاً سليماً مع معارضيه فتقرب منهم وسمع منهم واخذ برأيهم واثبت انه قادر
وفى سنه الصغير ليحمل عرش المدينة فأطلق عليه الملك الحكيــم
ولكن وجد من يكره كل هذا لطمعه فى السلطة والعرش
فذهبوا بعيداً بحثاً عن اعداءاً وطامعين للبلاد طامعين فى عرشها وثرواتها ونسائها
وهجموا على البلاد وحاولوا نهبها ولكن وقف شعبها وفى مقدمتهم الملك الحكيم
ومعهم ادوات الصيد ليدافعوا بها عن بلادهم
انها بلاد لاتعرف الحروب انها بلاد حربها هى المعيشة والتعايش
ولكن العناية الالهية والعقيدة والايمان وقفت مع اهل هذه المدينة
فتحقق النصر فعمت الفرحة على البلاد ولكن اين الملك الحكيــم..!اخذوا يبحثوا
حتى وجدوه مقتولاً على يد احد الطامعين الخائنين لبلادهم...فأخذت قصة الملك تروى
لكل كبير وصغيراً فى البلاد فأصبحت المدينة بأسمه مدينة الملك الحكيم

ولكنها ليست النهاية

» محمد بوجى يكتب : كيف تصبح إنساناً
» محمد بوجى يكتب:الوجــــه الأخــــــــــر
» محمد بوجى يكتب:حكايتى مع اميرتى
» محمد بوجى يكتب-البيت المسكوووون
» محمد بوجى يكتب : الكون الغريب