الصوفية هي المدرسة التي يتم فيها ذلك التطهير النفسي والتقويم السلوكي تربية النفس وتخليصها من أمراضها

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الصوفية هي المدرسة التي يتم فيها ذلك التطهير النفسي والتقويم السلوكي

تربية النفس وتخليصها من أمراضها

التصوف
التصوفُ هو منهج التربية الروحي والسلوكي الذي يرقى به المسلم إلى مرتبة الإحسان الذي عرفها النبي صلى الله علية وسلم " أن تعبد الله كإنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ". فالتصوف برنامج تربوي يهتم بتطهير النفس من كل أمراضها التي تحجب الإنسان عن الله عز وجل وتقويم إنحرافاته النفسية والسلوكية فيما يتعلق بعلاقة الإنسان مع الله ومع الأخر ومع الذات

والطريقة الصوفية هي المدرسة التي يتم فيها ذلك التطهير النفسي والتقويم السلوكي والشيخ هو القيم أو الاستاذ الذي يقوم بذلك مع الطالب او المريد فالنفس البشرية بطبيعتها يتراكم بداخلها مجموعة من الامراض مثل الكبر والعجب والغرور والأنانية والبخل والغضب والرياء والانغماس في المعصية والخطيئة والرغبة في التشفي والانتقام والكره والحقد والخداع والطمع والجشع . قال تعالى عن إمرأة العزيز : " وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ {53} " سورة يوسف

من اجل ذلك فطن أسلافنا الاوائل إلى ضرورة تربية النفس وتخليصها من أمراضها لتتلائم مع المجتمع وتفلح في السير إلى ربها . والطريقة الصوفية ينبغي أن تتصف بامور منها : التمسك بالكتاب والسنة : إذ أن الطريقة الصوفية هي منهج الكتاب والسنة وكل ما خالف الكتاب والسنة فهو ليس من الطريقة بل إن الطريقة ترفضه وتنهي عنه.لا تعد الطريقة تعاليم منفصله عن تعاليم الشريعة بل جوهرها . وللتصوف ثلاثة مظاهر رئيسية حث عليها القرآن الكريم وهي الاهتمام بالنفس ومراقبتها وتنقيتها من الخبيث قال تعالى " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا {7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا {8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا {9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا {10} سورة الشمس ". كثرة ذكر الله عز وجل قال سبحانه " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41)" الأحزاب

وقال النبي صلى الله علية وسلم " لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله".الذهد في الدنيا وعدم التعلق بها والرغية في الآخر قال تعالى : " وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {32} " الأنعام. أما عن الشيخ الذي يلقن المريدين الأذكار ويعاونهم على تطهير نفوسهم من الخبث وشفاء قلوبهم من الأمراض . فهو القيم أو الاستاذ الذي يرى منهجا معينا هو الأكثر تناسبا مع هذا المريض أو تلك الحاله أو هذا المريد او الطالب وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يتنصح كل إنسان بما يقربه إلى الله وفقا لتركيبة نفس الشخص المختلفه فيأتيه رجل فيقول له يا رسول الله أخبرني عن شيء يبعدني عن غضب الله فيقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تغضب " أخرجه البخاري في صحيحه والترمذي في سننه . ويأتيه آخر ويقول أخبرني عن شيء أتشبث به فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم " لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله " أخرجه أحمد في المسند والتمذي في سننه وابن ماجه في سننه وابن جبان في صحيحه والحاكم في المستدرك

وكان من الصحابة رضي الله عنهم من يكثر من القيام بالليل ومنهم من يكثر من قراءة القرآن ومنهم من كان يكثر من الجهاد ومنهم كان يكثر الذكر ومنهم من كان يكثر من الصدقة وهذا لا يعني ترك شيء من الدنيا وإنما هناك عباده معينه يكثر منها السالك إلى الله توصله إلى الله عز وجل وعلى أساسها تتعدد أبواب الجنة ولكن في النهاية تتعدد المداخل والجنة واحدة يقول النبي صلى الله عليه وسلم " لكل أهل عمل باب من أبواب الجنة يدعون بذلك العمل ولأهل الصيام باب يدعون منه يقال له الريان " أخرجه أحمد في المسند والبخاري ومسلم في صحيحهما . وكذلك الطرق تتعدد المداخل والأساليب وفقا للشيخ والمريد نفسه فمنهم من يهتم بالصيام ومنهم من يهتم بالقرآن أكثر ولا يهمل الصيام وهكذا. ما ذكر يبين التصوف الحق والطريقة الصحيحة والشيخ الملتزم بالشرع والسنه وعلمنا سبب تعدد الطرق لتعدد أساليب الربيه والعلاج واختلاف المناهج الموصله ولكنها تتحد في المقصد والله هو مقصود الكل

ولعل فيما ذكر بيانا بمعنى التصوف والطريقة والشيخ وسبب تعدد الطرق ولماذا نتعلم السلوك وتنقية النفس من ذلك العلم المسمى بالتصوف ونأخذه على المشايخ ولا نرجع مباشرة إلى الكتاب والسنه ونسأل الله أن يبصرنا بأمور ديننا والله تعالى اعلى واعلم. التصوف هو علم الإصافة ويعني تزكية النفس من خلال التخلي عن كل خلق مذموم والتحلي بكل خلق محمود، فالتزكية تقتضي التنقية "التخلية" والترقية "التحلية"، والتصوف أو مفهوم الإصافة يحمل نفس المضمون وهو الصفاء لله وهو التخلي أو التنقية، ثم المصافاة من الله، أو الاصطفاء من الله وهو التحلية أو الارتقاء النفسي أو القلبي وهي هبه ربانية. ومن الناحية المادية سمي الصوفي بهذا الاسم من لبس الصوف وهي علامة الزهد بالدارين وعدم الانشغال بالدنيا وقلة التكلف بالمأكل والملبس

التصوف خلق كريم، يخرجه الكريم إلى قوم كرام. الصوفي لنفسه ذابح، ولهواه فاضح، ولعدوه جارح، وللخلق ناصح. دائم الوجل، يحكم العمل، ويبعد الأمل ويسد الخلل، ويقضى على الزلل، عذره بضاعة، وحزنه صناعة، وعيشه قناعة، بالحق عارف، وعلى الباب عاكف، وعن الكل عازف. التصوف هو تجريد القلب لله تعالى واحتقار ما سواه. التصوف هو الإسترسال مع الحق .التصوف الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق. التصوف تدريب النفس على العبودية وردها إلى أحكام الربوبية . التصوف- مقيد بالكتاب والسنة فمن لم يسمع الحديث ويجلس ويأخذ أدبه من المتأدبين أفسد من اتبعه. التصوف أن يختصك الله بالصفاء فمن صفا من كل ما سوى الله فهو الصوفي. التصوف تصفية القلب عن موافقة البرية ومفارقة الأخلاق الطبيعية وإخماد الصفات البشرية ومجانبة الدعاوي النفسانية ومنازلة الصفات الروحانية والتعلق بالعلوم الحقيقية واستعمال من هو أولى على الأبدية والنصح لجميع الأمة والوفاء لله على الحقيقة واتباع الرسول في الشريعة.

التصوف أن يميتك الحق عنك ويحييك به. التصوف هو وقوف مع الآداب الشرعية ظاهرًا فيسري حكمها من الظاهر إلى الباطن، وباطنًا فيسري حكمها من الباطن إلى الظاهر فيحصل للمتأدب بالحكمة كمال في التربية النفسيه والعقليه والأخلاقية والروحية خاصة. التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس وتصفية الأخلاق وتأمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية

التصوف اسم حادث لمسمى قديم إذ إن مسماه لا يعدو كونه سعيًا إلى تزكية النفس مع الأغبار العالقة بها عادةً كالحسد والتكبر وحب الدنيا وحب الجاه وكذلك ابتغاءه توجيهها إلى حب الله عز وجل والرضا عنه والتوكل عليه والإخلاص له سبحانه وتعالى طريقنا هو العلم والعمل به والإخلاص لله والورع والخوف من الله جل جلاله وتعالى في عظمته . التصوف كله كتاب وسنة وكله تزكية للنفس وكله تربية للأخلاق للوصول إلى مرتبة الصديقية والقرب من الله والإحسان مع الله . المتصوفون هم الذين اصطفاهم ربهم وامنوا بالله ورسله وكتبه وملائكته والقدر خيره وشره والذين هم على ربهم يتوكلون

قيل لأحمد بن حنبل: إن الصوفية يجلسون في المساجد بلا علم على سبيل التوكل؟!، قال: ( العلم أجلسهم؟ ) فقال : ليس مرادهم من الدنيا إلا كسرة خبز وخرقة، فقال: (لا أعلم على وجه الأرض أقواما أفضل منهم)، قيل: إنهم يستمعون ويتواجدون!!، قال: ( دعوهم يفرحون مع الله تعالى ساعة )، قيل: فمنهم من يغشى عليه ومنهم من يموت فقال: ( وبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ) الزمر: 47 ). رواه السفاريني الحنبلي في "غذاء الألباب" [ج1/ص: 120]، ورواه ابن حجر العسقلاني في "لسان الميزان" [ج4/ص: 220]، ورواه ابن مفلح في "الآداب الشرعية" [ج2/ص: 435]، ورواه الذهبي في "ميزان الاعتدال" [ج3/ص: 120/ر:5819]، وقد ورد هذا الأثر في "مطالب أولي النهى" [ج15/ص: 363]، وفي "كشاف القناع" [ج17/ص: 387]، وكثرة موضع ذكره دلالة صحته، فلا يقاس هذا الأثر بمقياس الحديث النبوي، من حيث دقة المتابعة والتصحيح والجرح والتعديل كما يتوهم البعض .. والوجد ذكر في كتاب الله كمعنى عامبلفظ الوجل وهو إضراب القلب محبة ومهابة