إياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ـــ (حذيث شريف) **

تاريخ التسجيل : 31/12/1969

إياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ـــ (حذيث شريف) **
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بقلم/ أستاذ/رائد حشيش

إياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ـــ (حذيث شريف) لا دا...عي لإعطاء قراءة تشكيلية لعملي الفني هذا وذلك لسهولة قراءته تشكيليا، فيكفي الوقوف أمام اللوحة الفنية قليلا و تأمل علاقات عناصرها التشكيلية فيما بينها وتناغمها شكلا و مضمونا فسندرك ببساطة معناها الجمالي الذي يتوافق مع معناها الأدبي . أما في ما يخص موضوع اللوحة الأدبي أقترح على زواري الكرام تعريف مختصر لهذه الصفة القبيحة التي تنبذها جميع الأديان والملل و تتنافى مع الأخلاقيات الكونية ألا وهو الحسد. فالحسد يعتبر من المشاعر الصادرة من دواخل باطنية للإنسان وغالبا ما تكون مصاحبة للغم و الكراهية والحقد يضمرها في نفسه الشخص الحاسد على نعمة أسبغها الله على الشخص المحسود. والحسد يمكن ترتيبه حسب مستوى قبحه؛ - أن يرى الشخص الحاسد ،بعين الكراهية ، النعمة المسبوغة على الشخص المحسود ويتمنى أن تزول عنه لتتحول إليه فذلك إيثار به علة واعتراض لكونه يدخل في حب الإنسان لنفسه ما لا يحبه لغيره و هذا يعتبر قبيحا - أما أن يطلب الشخص الحاسد زوال النعمة عن الشخص المحسود لتكون لغيره من الناس فتلك هي المفسدة الصرفة الغير المبررة و هذا النوع من الحسد يعد أقبح. - أما أن يطلب الشخص الحاسد زوال النعمة مطلقا فذلك يعتبر من القنوط من رحمة الله والكفر بنعمه، فهذا أقبح بكثير. والحسد هو السبب الرئيسي في جل الصراعات و الخلافات و المشاجرات بين الإنسان و الإنسان منذ أن خلق آدم إلى يومنا هذا فحيثما تكون النعمة يكون الحسد وحيثما يكون الحسد تكون النقمة إلا ما رحم ربي. تذكروا أول معصية أقدم عليها إبليس الملعون جاءت نتيجة حسده لآدم (عليه السلام) على خلقه و تكريمه من لدن ربه و بالتالي كان سبب إخراجه و حواء وهبوطهما من الجنة إلى الأرض، ُثم تذكروا أول جريمة قتل حدثت على الأرض نتيجة حسد قابيل لهابيل على تقبل الله قربانه، و تذكروا أيضا معصية أبناء يوسف لأبيهم يعقوب فهي كذلك نتيجة حسدهم لحب يعقوب لأخيهم الأصغر يوسف ( عليه السلام) و غيرها كثير... فالحسد بمثابة نار ملتهبة فبمجرد اقتحامها أعماق الإنسان تفقد الروح سلامها ونعمها فيسقطها بالتالي في ظلام وحزن عميقين حيث تؤجج مشاعر الاستياء و الكراهية و الانتقام اتجاه المحسود للتخلص من نعمه مستخدما كل وسائل الإيذاء المنبوذة بما فيها ما هو أفظع كالسحر و القتل... وليس كل الحسد بقبيح فهناك حسد ينعت بالمحمود وهو أن يتمنى الشخص الحاسد مثل النعمة التي أسبغها الوهاب على الشخص المحسود دون أن يرغب في زوالها عنه بل يفرح لحاله ويسعد لسعادته. وهذا النوع من الحسد الذي يخفق له القلب فرحا و يزيد الوجه نضرة يسمى (الغبطة) وهي صفة جد محمودة و تعتبر من الدرجة الرفيعة في الفضل لا لوم فيها ولا ذم ، بل تؤكد مستوى إيمان الإنسان أي حبه لأخيه الإنسان ما يحب لنفسه. و حتى لا أطيل عليكم يكفي أن أعرض عليكم هذا العمل الفني المعبر الذي يشير إلى قبح و شر الحسد ،فكلمةالحسد على اللوحة هي عبارة عن جمرة نار ملتهبة تحرق أحشاءها قبل أن تلتهم غيرها و أعوذ بالله من شرها.و شكرا