قول الله تعالى : الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا !

تاريخ التسجيل : 31/12/1969

صباحكم منعش بانتعاشة الصباح الرائعة سألني شاب : هناك آية في القرآن ترعبني ؟ قلت له ما هي : قال قول الله تعالى : الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ! قال بتوتر ، يعني في ناس "يحسبون" أنهم يحسنون صنعا وفي النهاية سيضل سعيهم طيب كيف أعرف ؟ قلت له : بسيطة جدا ، يعني أن الصنع الذي صنعوه صنع ضال ، ولبس عليهم الشيطان هذا الصنع "بالمبررات" حتى أقنعهم أنه صواب ، ففعلوه رغم أنه صنع ضال وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . قال لي : كيف أعرف أنه صنع ضال ؟ قلت له : كل صنع حرمه الله ونهى عنه هو صنع ضال . فيأتي الشيطان ليضع المبررات في رأسك ليقنعك أن "الغاية تبرر الوسيلة" . مثال : الله حرم الغيبة والنميمة ، وحرم الهمز واللمز بل سمى سورة كاملة "الهمزة" ، والغيبة مثلا عرفها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بأنها "ذكرك أخاك بما يكره" وعندما سأله أحد الصحابة "وإن كان فيه ما فيه" يعني حتى لو كان الحاجة دي فيه وبيعملها أصلا ، قال النبي عندها : إن كان فيه فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته . فيأتي الشيطان ليوهمك أنك تدافع عن الحق وتدافع عن الله ، فتغتاب هذا وتذكر عيوب هذا وتتلمس أخطاء هذا "كي يوقع العداوة والبغضاء بين الناس" ، فتأتي يوم القيامة وأنت تحسب أنك كنت تحسن صنعا . فتفاجأ بأن الله جعل ما فعلته هباءا منثورا .. (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) لأنه لا دواء لأي علة سواء مجتمعية أو نفسية أو جسمية في حرام ولا دواء بشيء نهى الله ورسوله عنه أبدا !!! ومن يفعل ذلك يظن نفسه يفهم أفضل من الله ورسوله ! اليوم يكثر الصنع السيء ، وهو كل ما نهى عنه الله في القرآن ونهى عنه نبيه الكريم ، وزين الشيطان لبعض الناس ماكانوا يعملون ، فلكي تضمن أنك لست ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا لا تفعل أي فعل منهي عنه مهما كانت المبررات ، فهناك اليوم عباد للمبررات أكثر من عباد الله ، وأنت السبب ،، اختر