«مبارك» في أول حوار: «التوريث» تخريف و«مصر مش عزبة أديها لابني»
الرئيس الأسبق: كنت أعتزم عدم الترشح للرئاسة
المشير أحمد إسماعيل كان «رجل عُقر» وقائد فذ ولم أتدخل فى «الخلاف» بين «السادات والشاذلى»
قلت لعمر سليمان وطنطاوى: أنتم تعرفون أننى رجل عسكرى كيف أضع «جمال» فى مشكلة كبيرة؟!
«السادات» قال لى: لو خسرنا الحرب «هتتعلق لنا المشانق»
تركت الحكم لـ«المجلس العسكرى» ليس لأنه يجيد الإدارة فقط.. وإنما لأن الجيش يعرف حجم التضحيات التى بُذلت لحماية الوطن
فى أول حوار صحفى «رسمى» منذ تنحيه عن الحكم فى 11 فبراير 2011.. تحدث الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك لـ«الوطن»، مدلياً بتصريحات مهمة حول قضايا وملفات عدة.
وكان «مبارك»، الذى ينتظر النطق بالحكم فى قضية «قتل المتظاهرين» أثناء الثورة، واتهامات أخرى مع نجليه «علاء وجمال»، وبعض رموز نظام حكمه، قد وافق على نشر الحوار للمرة الأولى عقب نشر عدة تسجيلات وتسريبات له أثناء المحاكمة على مدى عامين كاملين، مؤكداً لـ«الوطن» أنه لم يُدلِ من قبل بأى تصريحات صحفية منذ تنحيه عن الحكم، وأن كل ما نشر على لسانه، بما فى ذلك ما انفردت به «الوطن» كأول صحيفة تنشر -آنذاك- تسجيلات صوتية لمبارك، لا يعدو أن يكون تسريبات له فى أحاديثه مع أشخاص أو أطباء يشرفون على علاجه.
وأوضح «مبارك» أن إحدى الصحف نشرت له تسجيلاً صوتياً لعدة دقائق قبل أشهر لم يُدلِ به، مفجراً مفاجأة بقوله «علمت أن هذا التسجيل كان دعابة فكاهية من أحد الأشخاص الذين يبرعون فى تقليد صوتى، وأنه أوهم صحفياً شاباً بأن المكالمة الهاتفية معى شخصياً.. وأجاب عن أسئلة الصحفى بصوت شديد الشبه بصوتى، وحين نُشرت هذه العبارات الوهمية لم أرغب فى مقاضاة الصحفى والجريدة لأننى قررت التسامح مع كل من أخطأ فى حقى، كما أننى لا أقبل أن يحاكم صحفى شاب خدعه أحد الأشخاص بتقليد صوتى، بسبب غضبى من الموقف نفسه، وقررت بعد التشاور مع أسرتى وبعض المقربين منى التزام الصمت تماماً، وقلت لنفسى «هىّ جت على الحكاية دى.. ما أنا اتظلمت فى حاجات كتير، وبلاش أدمر مستقبل شاب خدعه واحد ظريف بيقلدنى»..!
وتحدث «مبارك» فى التصريحات التى حصلت «الوطن» عليها، عقب قرار رئيس المحكمة بمد أجل النطق بالحكم إلى يوم 29 نوفمبر المقبل، مؤكداً رفضه التعليق أو التعقيب على سير المحاكمة أو قرارات القاضى، احتراماً للقضاء المصرى المستقل، وقال «مش هتكلم خالص على المحاكمة ولا هيئة القضاء الموقرة، أنا راجل دولة، ولازم أحترم استقلال القضاء، وأنا دافعت عن نفسى أمام منصة القضاء، وللمحكمة الكلمة الأخيرة، ودفاعى فى القضية كان من خلال واحد من أبرز رجال القضاء والمحاماة فى مصر على مدى تاريخه، فالأستاذ فريد الديب كان بارعاً فى قراءة القضية بكافة أركانها، وألقى مرافعة تاريخية أمام المحكمة، وفى النهاية أنا أعرف أننى لم أرتكب هذه الجرائم، والله شاهد علىَّ، والناس فى مصر عرفت بعد كده كل حاجة، وعرفت أن حسنى مبارك لا يقتل، ولا يعطى تعليمات أو أوامر بالقتل، ده أنا قلت لهم -لم يقل قال لمن بالضبط- لو المتظاهرين دخلوا علىَّ المكتب أو البيت ماحدش يضربهم، يبقى إزاى أقتلهم»؟!
■ وسألت «الوطن» الرئيس الأسبق «مبارك»: ولكن هناك أخطاء كثيرة يرى البعض أنك مارستها أثناء فترة حكمك؟
أجاب: والله أنا بشر أصيب وأخطئ، وفى السياسة هذا وارد فى العالم كله.. أنا كنت رئيساً ثلاثين سنة، وطبيعى أن أفعل أشياء جيدة، وأخرى يراها البعض خطأ، ولكن لازم نعرف أن فيه حاجات ومعلومات وملفات كثيرة لا يعلمها إلا رئيس الجمهورية بحكم موقعه، وحين يتخذ القرار المناسب من وجهة نظره فى أمر ما، وبناءً على المعلومات المعقدة التى لديه، ينتقده الكثيرون، لأنهم لا يعرفون التفاصيل والمعلومات التى تحكم هذا القرار، بس فى الآخر أكيد أخطأت فى أمور ما.. ومين فينا مش بيغلط.. بس أنا ربنا يعلم أننى لم أخُن بلدى فى أى لحظة.. حاربت من أجلها، وضحيت بحياتى الشخصية والأسرية، وأكيد فيه ناس شايفة إنى كان لازم أعمل أحسن من كده، ماشى، بس ده اجتهاد.. بس قتل ماقتلتش!
■ بمناسبة الحديث عن الحرب، ونحن نحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر، ماذا تبقى فى ذهنك وذاكرتك عن هذه المعركة؟
- شوف.. أنا راجل عسكرى طول عمرى، تعلمت فى القوات المسلحة إن الجيش المصرى جيش نظامى، من أقدم وأقوى جيوش العالم، والله انتم ما عارفين قيمة وعظمة الجيش المصرى، والمشكلة أن أعداءنا همه اللى عارفين أد إيه الجيش ده قوى، ويعملون له ألف حساب, مش بالسلاح ولا عدد المقاتلين، لكن الأهم إن كل ضابط وجندى يحمل نفس الإيمان بالله والوطن والشعب، علشان كده أنا لما تخليت عن الحكم، قلت أسلم الأمور للمجلس العسكرى لأنه مش بس عنده كفاءة لإدارة البلد، ولكن لأنه يعرف حجم التضحيات التى بُذلت لحماية الأرض والوطن، وعارف كمان إن عندنا أعداء وخصوم، والحمد لله إن الجيش المصرى هو الوحيد الثابت والمتماسك والقوى فى المنطقة كلها، ولسه بيضحى علشان بلده.
صمت «مبارك» لحظات.. وأضاف: حرب أكتوبر أعظم ملحمة خاضها الشعب والجيش.. وانتم بتسألوا نفسكم ساعات: هو ليه «مبارك» مش خايف من الموت أو السجن أو غيره؟!.. الإجابة بكل بساطة إن «مبارك» زى كل الجيش شاف الموت مئات المرات، هوه أنا لما كنت باطلع فى الجو بطائرة من القاذفات الثقيلة محملة بقنابل تدمر مدينة، كنت عايش ولاّ ميت.. إحنا شفنا زملاءنا بيموتوا وهم مبتسمون، والله هذا حدث.. وكأن الواحد منهم فرحان إنه بيموت علشان بلده.