صناعة الشائعات وتشويه الخصوم عبر «مجارير الفيسبوك»

Mohammed Haffz
 ·
صناعة الشائعات وتشويه الخصوم عبر «مجارير الفيسبوك»
================================
صناعة الشائعات أصبحت سهلة وبسيطة، وما على الشخص الذى يريد تشويه خصمه إلا أن يخترع مقولة أو شائعة ثم ينشرها على الفيس بوك، فتأخذ دورتها فى ماكينة الشائعات وتنتشر وتتوغل، وهناك قطاع واسع من المستخدمين يصدقون بلا مناقشة أو بسوء نية، وهو أمر يعرفه معتادوا خوض المعارك بالموضوعات والأقوال المضروبة، وعادة، فإن كائنات الشتم تقتات على الفضلات ، وتستند لكون مواقع التواصل الاجتماعى خارج الرقابة، وآخر مثالين خلال أسبوع فقط كانت هناك حالتان، الحالة الأولى مع الفنانة إلهام شاهين، التى اخترع خصومها مقولة تقول فيها: «ياريتنى مدرعة يحارب بيها الجيش الإرهاب» وهى مقولة لا دليل عليها، لكن إلهام تشارك فى حملات ضد الإرهاب، قد يختلف أو يتفق معها البعض، وتم تحويل المقولة إلى طريق للإساءة إلى الفنانة، مثلما فعل عبدالله بدر قبل عامين.
في المرة الأخيرة تعمد خصوم إلهام جعل الكلام طريقا لإيحاءات أو نكات خارجة،بعد إضافة مقطع يوحي بمعنى جنسي ، وقد تورط في ترديد هذه الشائعة مستخدمون ليست لهم خصومة، مثل الجماعة وملحقاتها، وغالبا هم قطاع واحد يصنع شائعات ويروجها بتعمد، وبعد أيام تنبهت الفنانة إلى الأمر، ونفت أن تكون قد أدلت بأى تصريحات من هذا النوع، لكن طبعا هناك فريقا «يهيصون مع الهيصة» ويشاركون فى حفلات السب والقذف.
ثاني هذه الشائعات هو ما نشرته جريدة الشعب التابعة للمتطرفين من أن المستشار محمد ناجى شحاتة، رئيس محكمة جنايات الجيزة، الذي يحاكم الإخوان وأصدر ضدهم أحكاما مختلفة، والذي يعتبره الإخوان وبعض النشطاء عدوا لهم، لذلك فقد قرروا الانتقام منه بأحط الطرق. جريدة الشعب قالت: إن القاضى له صفحة على فيسبوك، يسب فيها الإخوان والنشطاء، ويتابع صفحات جنسية، ثم أعلنوا أنه أغلق الصفحة لكنهم حصلوا على صور منها، وتزامن ذلك مع حملة على تويتر وفيسبوك تشتم الرجل بسبب صفحة واضح تماما أنها مصنوعة، وملفقة، لأنها تضع على لسانه شتائم تتنافى مع حياد القاضي، فضلا على متابعته لمواقع جنسية... الرجل من جهته أصدر بيانا أكد فيه أنه ليس له صفحات على فيسبوك، ومع هذا خرج أحد المحللين فى الجزيرة يهاجم القاضي، رغم أنه يعرف قبل غيره أنه يستخدم مادة إعلامية مضروبة، مثل كلامه وتحليلاته التى يستقيها من مجارير الإنترنت. والمجرور هو خزان الصرف الصحي والفضلات البشرية.
القضية ليست فى كون الإخوان أو تابعيهم لديهم خصومة مع شحاتة أو إلهام، لكنها في اللجوء لطرق وضيعة ومنحطة وفاسدة اعتادوا فيها الكذب والتلفيق الرخيص المفضوح ، عبر «بلاعات و مجارير الفيسبوك».
والقضية الأهم هي أن يعرف مستهلكوا ذلك النوع من الصرف الإلكترونى أنهم معرضون للتسمم، نتيجة ما يلوكونه من روث فكري مضروب .
الصحفي/ أكرم القصاص .