-كاتب تركي:
"قطر" خانت "إردوغان" و تركته وحيداً ضد الرئيس (عبدالفتاح السيسي).
الأربعاء 31-12-2014م
-بعد مبادرة الصلح الأخيرة بين (مصر) وقطر برعاية سعودية، ترك أمير قطر تميم بن حمد آل ثان الرئيس التركي رجب طيب "إردوغان" وحيدا في صراعه ضد رأس السلطة الحاكمة في (مصر) الرئيس (عبدالفتاح السيسي) .. هكذا رأى الكاتب التركي "بوراك بيكديل" في مقال تحليلي نشره موقع معهد "جيت ستون انستيتيوت" الأمريكي للتحليلات السياسية تحت عنوان "كابوس "إردوغان" المصري".
-و إلى نَص المقال:
------------------
كان الرئيس التركي رجب طيب "إردوغان" سعيدا بمساندة قطر، شريك "تركيا" الإقليمي، بشكل كامل له ضد قائد الانقلاب في (مصر)!!! -على حد وصف الكاتب-!!! لكن "إردوغان" لم يكن يعلم الخطوة المقبلة لأمير قطر على رقعة شطرنج الشرق الأوسط، لاسيما بعد الاستقبال الحافل لتميم في أنقرة.
-و بالعودة إلى عام 2011م، كان كل شيء يشير لعلاقات جيدة بين (مصر) و "تركيا"، ففي خطاب خلال العام نفسه، قال "إردوغان": "إن محور الديمقراطية بين البلدين الكبيرين في منطقتنا (مصر) و "تركيا" يمتد من الشمال للجنوب من البحر الأسود حتى وادي النيل".
-و في سبتمبر عام 2011م، لاقى "إردوغان" (رئيس وزراء "تركيا" آنذاك) ترحيباً و استقبالاً حافلين، و تدفق عشرات ا?ف من المصريين لمطار القاهرة لاستقباله و تزينت الشوارع بملصقات لصور "إردوغان"، و في أوائل عام 2012م أصدرت مؤسسة الدراسات الاقتصادية و الاجتماعية التركية دراسة خلصت إلى أن "تركيا" هي الدولة الأكثر شعبية بالنسبة لسكان 7 دول عربية، بينها (مصر).
لكن لم تدم حالة الحب بين "تركيا" و(مصر) طويلا، ففي أغسطس عام 2013م، بعد قرابة شهر من قيام قائد الجيش والقوات المسلحة المصرية آنذاك عبدالفتاح السيسي بالإطاحة بحكم "جماعة الإخوان المسلمين" برئاسة "محمد مرسي"، ظهر "إردوغان" على شاشات التليفزيون يقرأ خطاباً أرسله له أحد قادة "جماعة الإخوان المسلمين" في (مصر) و هو "محمد البلتاجي".
-و كان الخطاب موجهاً لنجلة محمد البلتاجي "أسماء"، الفتاة التي تبلغ من العمر 17 عاماً، و التي قُتِلت خلال قيام قوات الأمن المصرية بفض اعتصامي أنصار مرسي في ميداني "رابعة العدوية و النهضة"، و بكى "إردوغان" متأثرا خلال قراءته للخطاب، و أصبحت "أسماء محمد البلتاجي" بعد ذلك رمزاً للمسلمين الأتراك.
-و هلل أنصار "إردوغان" و رفعوا شعار "رابعة"، في إشارة لتضامنهم مع الإخوان المسلمين، و مع أسماء بل و وصل الأمر لملاعب كرة القدم التركية، حيث كان بعض اللاعبين يحتفلون بعد تسجيل الأهداف برفع شعار "رابعة".
-و في أعقاب عزل مرسي، وعندما ترشح المشير (عبدالفتاح السيسي) و وصل إلى سدة الرئاسة، وصف "إردوغان" الانتخابات بأنها "لاغية و باطلة"، و لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل قال "إردوغان" أنه لا يرى الرئيس (عبدالفتاح السيسي) "رئيسا لـ(مصر)"، و في مناسبة أخرى، أكد أنه لن يعترف بنظام "الانقلاب" في (مصر) على حد زعمه، بل و وصف الرئيس (عبدالفتاح السيسي) في يوليو الماضي بـ "الطاغية غير الشرعي" و "صانع الانقلاب"!!!.
-في غضون ذلك، لم يكن نجم "إردوغان" لامعا في (مصر) أو حتى بلاده لم تكن الأكثر شعبية، و الدليل على ذلك هي مطالبة المنظمات غير الحكومية المصرية العرب و المصريين بمقاطعة البضائع و المسلسلات التركية، بل و قامت (مصر) أيضا بإلغاء التأشيرات الحرة للمواطنين الأتراك واتفاق مرور الشاحنات التركية.
-لكن البيان الذي أصدره مكتب تميم و الذي أكد فيه أن أمن (مصر) مهم لأمن قطر،
و أن البلدين ترتبطان بعلاقات أخوية و عميقة، كان بمثابة "حمام بارد" لـ"إردوغان" و أنقرة،
و جاء البيان بعد يوم واحد من لقاء الرئيس الرئيس (عبدالفتاح السيسي) في القاهرة مع المبعوث القطري، ما يشير إلى احتمال حدوث انفراجة في العلاقات بين البلدين، و في أعقاب الاجتماع أصدر مكتب الرئيس (عبدالفتاح السيسي) بياناً قال فيه إن (مصر) تتطلع لعصر جديد ينهي الخلافات الماضية.
-و على عكس تصريحات نائب رئيس الوزراء التركي (بولنت أرينج) الذي شدد على ضرورة إصلاح العلاقات مع (مصر)، لكنها ليست بالمهمة السهلة، فكلمات "إردوغان" عن الرئيس (عبدالفتاح السيسي) و وصفه بـ "قائد الانقلاب" و "الطاغية غير الشرعي"!!! ،
تجعل مسألة المصالحة غير ممكنة.
-و بالعودة لتصريحات المتحدث باسم الخارجية التركية عن ربط تطبيع العلاقات بين البلدين بعودة (مصر) للمسار الديمقراطي و احترام إرادة الشعب، يثبت أنه لا يوجد تطبيع مستقبلي بين أنقرة و القاهرة.