منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
الثورة العرابية.. >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
الثورة العرابية.. >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 الثورة العرابية..

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الثورة العرابية.. Empty
مُساهمةموضوع: الثورة العرابية..   الثورة العرابية.. I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 25, 2010 3:51 pm

الثورة العرابية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أحمد عرابي يسلم الخديوي توفيق مطالب الشعب في مظاهرة ميدان عابدين

ثورة عرابية
أحمد عرابي يسلم الخديوي توفيق مطالب الشعب في مظاهرة ميدان عابدين

الثورة العرابية هي الثورة التي قادها أحمد عرابي في فترة 1879-1882 ضد الخديوي و التأثير الأوربي و سميت آنذاك هوجة عرابي. وإندلعت تلك الثورة إثر قرار طرد الضباط المصريين من الجيش المصري.

الخديوي: كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا.

عرابي: لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم.

استجاب الخديوي لمطالب الأمة، وعزل رياض باشا من رئاسة الوزارة، وعهد إلى شريف باشا بتشكيل الوزارة، وكان رجلا كريمًا مشهودًا له بالوطنية والاستقامة، فألف وزارته في (19 شوال 1298 هـ = 14 سبتمبر 1881م)، وسعى لوضع دستور للبلاد، ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، ثم عصف بهذا الجهد تدخل إنجلترا وفرنسا في شئون البلاد، وتأزمت الأمور، وتقدم "شريف باشا" باستقالته في (2 من ربيع الآخر 1299 هـ = 2 فبراير 1882 م).

وتشكلت حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي، وشغل عرابي فيها منصب "وزير الجهادية" (الدفاع)، وقوبلت وزارة "البارودي" بالارتياح والقبول من مختلف الدوائر العسكرية والمدنية؛ لأنها كانت تحقيقًا لرغبة الأمة، ومعقد الآمال، وكانت عند حسن الظن، فأعلنت الدستور، وصدر المرسوم الخديوي به في (18 ربيع الأول 1299 هـ = 7 فبراير 1882 م).

غير أن هذه الخطوة الوليدة إلى الحياة النيابية تعثرت بعد نشوب الخلاف بين الخديوي ووزارة البارودي حول تنفيذ بعض الأحكام العسكرية، ولم يجد هذا الخلاف مَن يحتويه من عقلاء الطرفين، فاشتدت الأزمة، وتعقد الحل، ووجدت بريطانيا وفرنسا في هذا الخلاف المستعر بين الخديوي ووزرائه فرصة للتدخل في شئون البلاد، فبعثت بأسطوليهما إلى شاطئ الإسكندرية بدعوى حماية الأجانب من الأخطار.

ولم يكد يحضر الأسطولان الإنجليزي والفرنسي إلى مياه الإسكندرية حتى أخذت الدولتان تخاطبان الحكومة المصرية بلغة التهديد والبلاغات الرسمية، ثم تقدم قنصلا الدولتين إلى البارودي بمذكرة مشتركة في (7 رجب 1299 هـ = 25 مايو 1882 م) يطلبان فيها استقالة الوزارة، وإبعاد عرابي وزير الجهادية عن القطر المصري مؤقتًا مع احتفاظه برتبه ومرتباته، وإقامة "علي باشا فهمي" و"عبد العال باشا حلمي" –وهما من زملاء عرابي وكبار قادة الجيش- في الريف مع احتفاظهما برتبتيهما ومرتبيهما.

وكان رد وزارة البارودي رفض هذه المذكرة باعتبارها تدخلا مهينًا في شئون البلاد الداخلية، وطلبت من الخديوي توفيق التضامن معها في الرفض؛ إلا أنه أعلن قبوله لمطالب الدولتين، وإزاء هذا الموقف قدم البارودي استقالته من الوزارة، فقبلها الخديوي.


بقاء عرابي في منصبه

غير أن عرابي بقي في منصبه بعد أن أعلنت حامية الإسكندرية أنها لا تقبل بغير عرابي ناظرًا للجهادية، فاضطر الخديوي إلى إبقائه في منصبه، وتكليفه بحفظ الأمن في البلاد، غير أن الأمور في البلاد ازدادت سوءًا بعد حدوث مذبحة الإسكندرية في (24 رجب 1299 هـ = 11 يونيو 1882م)، وكان سببها قيام مكاري (مرافق لحمار نقل) من مالطة من رعايا بريطانيا بقتل أحد المصريين، فشب نزاع تطور إلى قتال سقط خلاله العشرات من الطرفين قتلى وجرحى.

وعقب الحادث تشكلت وزارة جديدة ترأسها "إسماعيل راغب"، وشغل "عرابي" فيها نظارة الجهادية، وقامت الوزارة بتهدئة النفوس، وعملت على استتباب الأمن في الإسكندرية، وتشكيل لجنة للبحث في أسباب المذبحة، ومعاقبة المسئولين عنها.


قصف الإسكندرية

ولما كانت إنجلترا قد بيتت أمرًا، فقد أعلنت تشككها في قدرة الحكومة الجديدة على حفظ الأمن، وبدأت في اختلاق الأسباب للتحرش بالحكومة المصرية، ولم تعجز في البحث عن وسيلة لهدفها، فانتهزت فرصة تجديد قلاع الاسكندرية وتقوية استحكاماتها، وإمدادها بالرجال والسلاح، وأرسلت إلى قائد حامية الإسكندرية إنذارًا في (24 شعبان 1299 هـ = 10 يوليو 1882 م) بوقف عمليات التحصين والتجديد، وإنزال المدافع الموجودة بها.

ولما رفض الخديوي ومجلس وزرائه هذه التهديدات، قام الأسطول الإنجليزي في اليوم التالي بضرب الإسكندرية وتدمير قلاعها، وواصل الأسطول القصف في اليوم التالي، فاضطرت المدينة إلى التسليم ورفع الأعلام البيضاء، واضطر أحمد عرابي إلى التحرك بقواته إلى "كفر الدوار"، وإعادة تنظيم جيشه.

وبدلاً من أن يقاوم الخديوي المحتلين، استقبل في قصرالرمل بالإسكندرية الأميرال بوشامب سيمور قائد الأسطول البريطاني، وانحاز إلى الإنجليز، وجعل نفسه وسلطته الحكومية رهن تصرفهم حتى قبل أن يحتلوا الإسكندرية. فأثناء القتال أرسل الإنجليز ثلة من جنودهم ذوي الجاكتات الزرقاء لحماية الخديوي أثناء انتقاله من قصر الرمل إلى قصر التين عبر شوارع الإسكندرية المشتعلة. ثم أرسل الخديوي إلى أحمد عرابي في كفر الدوار يأمره بالكف عن الاستعدادات الحربية، ويحمّله تبعة ضرب الإسكندرية، ويأمره بالمثول لديه في قصر رأس التين؛ ليتلقى منه تعليماته.


مواجهة الخديوي ورفض قراراته

رفض عرابي الانصياع للخديوي بعد موقفه المخزي، وبعث إلى جميع أنحاء البلاد ببرقيات يتهم فيها الخديوي بالانحياز إلى الإنجليز، ويحذر من اتباع أوامره، وأرسل إلى "يعقوب سامي باشا" وكيل نظارة الجهادية يطلب منه عقد جمعية وطنية ممثلة من أعيان البلاد وأمرائها وعلمائها للنظر في الموقف المتردي وما يجب عمله، فاجتمعت الجمعية في (غرة رمضان 1299هـ= 17 يوليو 1882م)، وكان عدد المجتمعين نحو أربعمائة، وأجمعوا على استمرار الاستعدادات الحربية ما دامت بوارج الإنجليز في السواحل، وجنودها يحتلون الإسكندرية.

وكان رد فعل الخديوي على هذا القرار هو عزل عرابي من منصبه، وتعيين "عمر لطفي" محافظ الإسكندرية بدلا منه، ولكن عرابي لم يمتثل للقرار، واستمر في عمل الاستعدادات في كفر الدوار لمقاومة الإنجليز. بعد انتصار عرابي في معركة كفر الدوار أرسل عرابي إلى يعقوب سامي يدعوه إلى عقد اجتماع للجمعية العمومية للنظر في قرار العزل.

وفي (6 رمضان 1299 هـ = 22 يوليو 1882 م) عُقِد اجتماع في وزارة الداخلية، حضره نحو خمسمائة من الأعضاء، يتقدمهم شيخ الأزهر وقاضي قضاة مصر ومُفتيها، ونقيب الأشراف، وبطريرك الأقباط، وحاخام اليهود والنواب والقضاة والمفتشون، ومديرو المديريات، وكبار الأعيان وكثير من العمد، فضلا عن ثلاثة من أمراء الأسرة الحاكمة.

وفي الاجتماع أفتى ثلاثة من كبار شيوخ الأزهر، وهم "محمد عليش" و"حسن العدوي"، و"الخلفاوي" بمروق الخديوي عن الدين؛ لانحيازه إلى الجيش المحارب لبلاده، وبعد مداولة الرأي أصدرت الجمعية قرارها بعدم عزل عرابي عن منصبه، ووقف أوامر الخديوي ونظّاره وعدم تنفيذها؛ لخروجه عن الشرع الحنيف والقانون المنيف.

اغلاق ترعة السويس (اسم قناة السويس آنذاك)


معركة القصاصين

في 28 أغسطس 1882 أثناء تقدم الجيش البريطاني غربا في محافظة الإسماعيلية بقيادة جنرال جراهام حوصر من قبل الأهالي العزل فطلب الإمداد بمزيد من الذخيرة في الساعة 4:30 عصرا فوصلته الساعة 8:45 مساءا مما مكنه من القيام بمذبحة كبيرة بين الأهالي.

معركة التل الكبير

بمحافظة الإسماعيلية.

في 13 سبتمبر 1882 (الموافق 29 شوال 1299هـ) الساعة 1:30 صباحا واستغرقت أقل من 30 دقيقة. الإنجليز فاجأوا القوات المصرية المتمركزة في مواقعها منذ أيام والتي كانت نائمة وقت الهجوم. والقي القبض على أحمد عرابي قبل أن يكمل ارتداء حذائه العسكري (حسب اعترافه أثناء رحلة نفيه إلى سيلان) (ISBN 1-85532-333-Cool.

عقب المعركة قال الجنرال جارنت ولسلي قائد القوات البريطانية أن معركة التل الكبير كانت مثال نموذجي لمناورة تم التخطيط الجيد لها مسبقا في لندن و كان التنفيذ مطابقا تماما كما لو كان الأمر كله لعبة حرب Kriegspiel . إلا أنه أردف أن المصريون "أبلوا بلاءاً حسناً" كما تشي خسائر الجيش البريطاني.

اختار ولسلي الهجوم الليلي لتجنب القيظ ولمعرفته بتفشي العشى الليلي (night blindness) بشكل وبائي بين الجنود المصريين إلا انه لاحظ أن الجنود النوبيين والسودانيين لم يعانوا من هذا المرض.


قصف الإسكندرية (1882)

في 20 مايو، وصل أسطول إنجليزي-فرنسي مشترك إلى الإسكندرية. وفي نفس الوقت عززت القوات المصرية الدفاعات الساحلية للمدينة توقعاً لهجوم. وطالب الإنجليز عرابي بوقف تعزيز الدفاعات الساحلية. تلك الأحداث صعدت التوتر في الإسكندرية، ثم حدث هرج في المدينة بين مكاري ملطي وبين المواطنين المصريين، قتل فيها أكثر من مائة شخص. تذرع البريطانيون بالأحداث واتهموا عرابي بالقيام بها.

كنتيجة لذلك، أرسل البريطانيون إنذاراً لضباط عرابي في الإسكندرية ليفكوا بطاريات المدفعية الدفاعية. رفضت الحكومة المصرية الانذار. وأثناء ذلك دب الخلاف بين بريطانيا وفرنسا، ورفض الفرنسيون تأييد الانذار، وقرروا الوقوف ضد التدخل العسكري.

وعندما تجوهل الانذار، أعطى الأميرال سيمور أوامره للأسطول البريطاني بقصف استحكامات المدفعية المصرية في الاسكندرية. وفي 11 يوليو، الساعة 7:00 صباحاً، انطلق أول قصف على حصن أدا من قالب:HMS وفي غضون 10 دقائق، كان الأسطول بأكمله مشاركاً في قصف الإسكندرية. ردت الاستحكمات الدفاعية المصرية النار بالمثل، ولكن بتأثر لا يذكر وبدون إيقاع أي خسائر في البريطانيين. فلم تغرق أي سفينة بريطانية. وفي 13 يوليو، نزلت قوة بحرية بريطانية كبيرة في المدينة. وبالرغم من المقاومة العنيفة من حامية المدينة لعدة ساعات، فإن التفوق العددي والمادي البريطاني أجبر القوات المصرية على الانسحاب من المدينة. وسرعان ما لجأ الخديوي توفيق حاكم مصر إلى القوات البريطانية طالباً منها المساعدة في السيطرة على ما سماه هوجة عرابي.
هجمات ما قبل المعركة
زي فرقة الحرس البريطاني في مصر 1882. وهو زي الخدمة وراء البحار.

ليوتنانت جنرال گارنت ولزلي تولى قيادة قوة كبيرة هدفها تحطيم نظام عرابي واستعادة السلطة الاسمية للخديوي توفيق. القوة بلغ تعدادها 24,000 جندي بريطاني، وتركزت في مالطة وقبرص، وقوة قوامها 7,000 جندي هندي انطلقت من عدن.

حاول ولزلي في البداية أن يصل القاهرة مباشرة من الإسكندرية. إلا أن عرابي قام بنشر قواته في كفر الدوار بين القاهرة والإسكندرية وأعد دفاعات قوية. وهناك، تم صد هجمات القوات البريطانية، لمدة خمس أسابيع.

تأمين القناة
عندئذ قرر وُلزلي أن يتقدم إلى القاهرة من طريق آخر. فقد قرر المهاجمة من قناة السويس. علم عرابي أن الطريق الوحيد الباقي أمام ولزلي إلى القاهرة كان من القناة، لذا فقد أراد عرابي أن يسد القناة. فردينان دلسپس، بمجرد معرفته بنوايا عرابي، أكـَّد له أن البريطانيين لن يغامروا بإلحاق الضرر بالقناة، وأنهم سوف يتجنبون، بأي ثمن، الانخراط في عمليات (حسب لوتسكي [1]، بل أنه "أعطى كلمة شرف لعرابي ألا يسمح برسو القوات البريطانية في منطقة القناة، وقد وثق عرابي بدلسپس. وبتلك الثقة، اقترف عرابي خطأ عسكري وسياسي قاتل". فقد استمع عرابي لنصيحة دلسپس ولم يسد القناة، تاركاً إياها مفتوحة أمام القوات البريطانية الغازية. ونتيجة لذلك فقد تمكنت قوات ولزلي من السيطرة على القناة بسرعة. وقام جيشان بالهبوط في منطقة القناة، واحد من بريطانيا والآخر من الهند. وقد اشتركت أكثر من 40 سفينة حربية في العملية. وبحلول 6 سبتمبر، كانت القناة بالكامل تحت السيطرة البريطانية.

معركة القصاصين
حاول عرابي أن يستعيد القناة عندما هاجم القوات البريطانية بالقرب من القصاصين في 10 سبتمبر. وقد فوجئت القوات البريطانية بالهجوم. ونشب قتال ضارٍ، تكبد البريطانيون فيه خسائر كبيرة. إلا أنه لحسن حظ البريطانيين، فقد وصلت إمدادات حديثة، بما فيها 7th Dragoon Guards و لواء المرتفعات، مما أجبر القوات المصرية المنهكة على التراجع.

دارت أحداث معركة التل الكبير في 13 سبتمبر 1882 (الموافق 29 شوال 1299هـ) الساعة 1:30 صباحا واستغرقت أقل من 30 دقيقة. حيث فاجأ الإنجليز القوات المصرية المتمركزة في مواقعها بالقرب من قناة السويس في منطقة التل الكبير، منذ أيام والتي كانت نائمة وقت الهجوم. وألقي القبض على أحمد عرابي قبل أن يكمل ارتداء حذائه العسكري (حسب اعترافه أثناء رحلة نفيه إلى سيلان).[2]
التحرك البريطاني
الخدعة الإنجليزية

ولم يبق إلا ان تدور المعركة، عرابي في خيمته يقرأ الأوراد والادعية، والجنود المتطوعون قد انتشروا علي امتداد ستة كيلومترات، داخل الخنادق والاستحكامات المقامة من الرمل والطين، منهم الآلاف ممن يحملون سلاحا، ومنهم من لا يحمل شيئا، ويجيء سعيد الطحاوي إلي عرابي في خيمته يقسم له ان الانجليز لن يهجموا قبل اسبوع ثم يتسلل خارجا إلي صفوف الانجليز ليرشد طلائعهم في صباح اليوم التالي.[3]

ويطمئن 'ولزلي' القائد الانجليزي إلي أن المصريين سينامون ليلتهم نوم الابرار، ويطفيء الجيش الغازي انواره ويخيم الظلام الدامس ويزحف 11 ألفا من المشاة و 2000 من الفرسان، وستون مدفعا، وسعيد الطحاوي في المقدمة يرشدهم إلي الطريق، و لم يكن يؤدي هذه المهمة وحده، بل كان يعاونه لفيف من ضباط اركان حرب المصريين من الشراكسة الذين خانوا واجبهم!

ويتقدم الجيش الزاحف في الظلام خمسة عشر كيلو مترا دون ان يشعر به احد وقد ترك خلفه نارا ليوهم المصريين انه لم يتحرك، ويتقدم حتي يصل إلي طلائع الخطوط المصرية.. من هناك؟.. لا احد.. و كان المفروض ان تكون في المواجهة فرقة السواري ولكن عبدالرحمن حسن قائدها كان يعلم بنبأ الهجوم، و علي اتصال دائم بالانجليز، فتحرك بجنوده تحت جنح الليل، إلي الشمال، بعيدا عن ارض المعركة، ليمر الجيش الانجليزي في سلام!

ويتقدم الجيش الزاحف، ويلمح عن بعد مصابيح تنير الطريق، انه علي يوسف الشهير 'بخنفس' قد ارسل جنوده للراحة، ثم خاف أن يضل الانجليز فوضع لهم المصابيح التي ترشدهم إلي الطريق الذي يسلكونه!

وأصبحت الساعة الرابعة والدقيقة الخامسة والاربعون وقد تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود حين اعطيت اشارة الهجوم وانطلق ستون مدفعا وأحد عشر الف بندقية، وألفان من الحراب، تقذف الهول والموت في الجند النائمين، الذين قاموا علي صرخة واحدة، لا يعرفون أهي القيامة، ام بركان انشقت عنه الارض، ام الانجليز! تفرق المصريون يبحثون عن مهرب.

وكان عرابي يصلي الفجر علي ربوة قريبة حين باغته الهجوم وسقطت قذيفة مباشرة علي خيمته، فتركها طعمة للنيران، واسرع وامتطي جواده، ونزل في ساحة المعركة فأذهله ان رأي جنوده يفرون ووقف يحاول عبثا جمعهم ولكن التيار كان جارفا، وقد ضاع صوته في انفجارات القنابل وطلقات الرصاص، وكادت المدافع تصيبه، ولكن خادمه لوي عنان فرسه قهرا عنه فانقذ حياته، وانطلق يعدو بجواده إلي بلبيس ليحاول عبثا ان يقيم خطا ثانيا للدفاع عن القاهرة ..


الهجوم
اختار ولسلي الهجوم الليلي لتجنب القيظ ولمعرفته بتفشي العشى الليلي (night blindness) بشكل وبائي بين الجنود المصريين إلا انه لاحظ أن الجنود النوبيين والسودانيين لم يعانوا من هذا المرض.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الثورة العرابية.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثورة العرابية..   الثورة العرابية.. I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 25, 2010 3:53 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أحمد عرابي، صورة مأخوذة في عام 1882.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

زي فرقة الحرس البريطاني في مصر 1882. وهو زي الخدمة وراء البحار.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة السفينة الحربية البريطانية HMS Alexandra كانت واحدة من أكثر من 40 سفينة حربية بريطانية سمح لها دلسپس بالدخول في قناة السويس رغم تعهده لعرابي بعدم السماح للسفن الحربية البريطانية بدخول القناة أثناء العمليات الحربية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عمليات تمشيط حول القصاصين، 25-28 أغسطس 1882، تقوم بها وحدة مشاة مناوشات

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

سلاح الفرسان الهندي. الرماحون البنغال، شكلوا جزءا من لوائي الفرسان تحت إمرة الجنرال ولكنسون ضمن فرقة الفرسان بقيادة الجنرال دروري لو. وكانت وحدة من 30 شخص من هذا اللواء، يوم 9 سبتمبر في جولة استطلاعية مع العقيد پننگتون، حين شاهدت ثلاث أسراب من المشاة تتقدم باتجاه المعسكر البريطاني، واشتبكوا معهم.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اصطفاف القوات في معركة التل الكبير.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كروكي الهجوم البريطاني في معركة التل الكبير.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بعد فشلهم في اختراق الموقع المصري قامت مشاة المرتفعات (ميسرة البريطانيين) بالهجوم مرة أخرى واجتاحت الدفاعات المصرية واكتسحت الجبهة جنوباً باتجاه ترعة الإسماعيلية. وتكفلوا بهذا الجانب من الجبهة.

عقب المعركة قال الجنرال جارنت ولسلي قائد القوات البريطانية أن معركة التل الكبير كانت مثال نموذجي لمناورة تم التخطيط الجيد لها مسبقا في لندن وكان التنفيذ مطابقاً تماماً كما لو كان الأمر كله لعبة حرب Kriegspiel. إلا أنه أردف أن المصريون "أبلوا بلاءاً حسناً" كما تشي خسائر الجيش البريطاني.


أبطال

أبطال ذكرهم التاريخ كانوا في خط النار الاميرالاي البطل محمد عبيد، الرجل الذي هجم قبل ذلك علي ثكنات قصر النيل واطلق سراح عرابي وصحبه، فانقذ الثورة العرابية من الانطفاء.. وكانت المدفعية في هذه المعركة يقودها اليوزباشي حسن رضوان وقد نجح في ان يكبد الانجليز خسائر فادحة، حتي سقط جريحا، وحمله الانجليز أسيرا إلي قائدهم ولزلي، فطلب منه ان يحتفظ بسيفه ولا يسلمه كالعادة عند الاسر اعترافا بشجاعته، وكان هناك ايضا الاميرالاي احمد فرج، والاميرالاي عبد القادر عبد الصمد وغيرهم من الابطال ولم يحارب في هذه المعركة غير جنود هؤلاء الابطال، والباقون قد وصمتهم الخيانة وفروا هاربين!
التبعات

انسحب عرابي من المعركة، وبدون قوات نظامية تحت إمرته، قام عرابي ومسئولي الحزب الوطني بالعودة في اليوم نفسه 15 سبتمبر عام 1882، إلى القاهرة ليدافع عنها. وواصلت القوات البريطانية تقدمها السريع إلى الزقازيق حيث أعادت تجمعها ظهر ذلك اليوم ثم استقلت القطار (سكك حديد مصر) إلى القاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة عصـر نفس اليوم. وقبض سلاح الفرسان البريطاني على أحمد عرابي وعلى العرابيين وعلى ثلاثين ألفا من المصريين الوطنيين.

وقد وصل ولزلي وكبار ضباطه إلى القاهرة بالقطار في اليوم التالي. بعد 12 يوماً، أعيد تنصيب الخديوي توفيق رسمياً حاكماً على مصر. عقد الإنجليز ما سُمى بالمجلس العرفي الذي قرر رفع عريضة الإستسلام إلى الخديوي توفيق.. وطلب المجلس من عبد الله النديم كتابة هذه العريضة. كتبها عبد الله النديم ولم يعتذر عن الثورة وألقى بالمسئولية كلها على الإنجليز وتوفيق. اعتذر المجلس العرفي عن عدم رفع العريضة بصياغة النديم إلى الخديوي. وكلف بطرس غالي بصياغة عريضة جديدة وكتبها وفيها كثير من المحاسنة والملاينة. وتلك هي العريضة التي رفعت للخديوي توفيق. وقد أشرت تلك الضمانات والتنازلات التي منحها توفيق لبداية الاحتلال العسكري البريطاني لمصر، الذي دام 72 سنة حتى 1954.

إثنان رفضا الإعتذار عن الثورة، علي الروبي الذي قبض عليه وتقرر نفيه إلى السودان، حيث مات هناك وعبد الله النديم الذي ظل يكافح بما سمحت له ظروف الإختفاء لأكثر من تسع سنوات.

عرابي حوكم لاحقاً، وحـُكم عليه بالاعدام، ولكن خوفاً من إشعال انتفاضة، فقد خفف الحكم إلى النفي إلى سيلان (الآن سري لانكا). الابطال فقد عوقبوا علي بطولاتهم بعد ذلك بالنفي مددا تتراوح بين 3 سنوات و20 سنة إلي جزر الهند ومصوع وبيروت وغيرها.

أما الذين باعوا وطنهم فقد قبضوا الثمن بضعة آلاف من الجنيهات وقد كتب خنفس إلي الانجليز يتظلم لانه اخذ ألفين فقط ولم يأخذ عشرة آلاف مثل سلطان باشا! ولما غربت الشمس خلف التلال كانت الدماء التي بيعت تخضب رمال الصحراء، وكانت الذئاب قد اقبلت تنهش الجثث التي ملأت الخنادق التي اقامها الفلاحون المصريون من الرمل والطين والدماء!



ذكراها

مباشرة بعد عودة أحمد عرابي من منفاه في سيلان، ونشر نسبه الشريف للحسين، وانتشار خبر مفاوضاته مع الحكومة البريطانية لتعيينه ملكاً على العرب، وطلبه لقاء الملك إدوارد السابع، قرض أمير الشعراء أحمد شوقي (وشاعر البلاط) ثلاث قصائد تهجو أحمد عرابي وتفند سيرته السياسية والعسكرية. وهي عاد لها عرابي و عرابي وما جنى وقصيدة معركة التل الكبير (صوت العظام).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الثورة العرابية.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثورة العرابية..   الثورة العرابية.. I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 25, 2010 4:31 pm

قصيدة عاد لها عرابي، لأحمد شوقي

نشرت هذه القصيدة في المجلة المصرية لصاحبها ومنشئها خليل مطران، العدد الثاني في 15 يونيو 1901. ونشرتها اللواء في العدد 532 بتاريخ 11 يوليو 1901 بعنوان "عاد لها عرابي"، لكنه وقعها بإمضاء (نديم)، وتبين أنها لشوقي، إذ نشرت جريدة اللواء تحت عنوان "عاد لها عرابي" التالي: "نشرت المجلة المصرية تحت هذا العنوان قصيدة غراء لشاعر من أكبر الشعراء، بل أكبرهم بلا نزاع، فأحببنا نقلها، إضهاراً لشعور أمير القريض والبيان في عودة عرابي إلى مصر". وفي هذه المقدمة ما يقطع بأن القصيدة لشوقي وفيها تشهير بعرابي، واستهزاء بطموحه إلى المعالي، وحنقٌ على تطلـُّعه إلى مُلْكِ مصر.

طالع القصيدة كاملة في عاد لها عرابي


صـَغـار في الذهـاب وفي الإياب *** أ هــذا كـــل شــأنك يـا عرابي؟1

عفـا عــنك الأبـاعد والأداني *** فمـن يعـفو عن الوطـن المصـاب؟

وما سألوا بـَنيكَ ولا بـَنينا *** ولا التفتوا إلى القوم الغـِضاب

فـَعـِش في مصرَ موفورَ المعالي *** رفيعَ الذكـْرِ مـُقتـَبـِل الشباب

أ فرقٌ بـَينَ سيلانٍ ومـِصـْـر *** وفي كِلْتـَيـْهـِما حـُمـْرُ الثياب؟2

يتوب عليك من منفاك فيها *** أناس منك أولى بالمتاب

ولا والله ما مـَلـَكوا عِتاباً *** ولا مـَلـَكوا القديـمَ من العِقاب

ولا ساوَوْك في صـِدْق الطـَّوايا *** وإن ساوَوْك في الشـِّيم الكـِذاب

حـُكومَة ذِلـَّةٍ وسـَراةُ جَهْلٍ *** كعـَهـْدِك إذْ تـُحـَيِّيك الطَّوابي

وإذ ضربوا وسيفك لم يجرد *** وإذ دخلوا ونـَعـْلُك في الرِّكاب3

وإذ مـُلِئـَت لك الدنيا نـِفاقاً *** وضاقت بالغباوة والتغابي

وإذ تـُقـْنَى المَعالي بالتمنِّي *** وإذ يـُغـْزَى الأعادي بالسـِّباب

وإذ تـُعطى الأريكة في النوادي *** وتـُعطى التاج في هـَزْلِ الخِطاب4

ستنظر إن رفعت بمصر طرفاً *** رِجال الوقتِ من تِلك الصحاب

وقد نـَبـَذوا جَنابَك حينَ أقْوى *** وقد لاذوا إلى أقوى جـَناب

وبالإنجيل قد حلفوا لِفـَومٍ *** كما حلفوا أمامك بالكتاب

يـُريدون النساء بلا حـِجابٍ *** ونحنُ اليوم أولَى بالحجاب

فماذا يَعـْلَمُ الأحـْياءُ عَنـَّا *** إذا ما قيلَ عاد لها عرابي؟


قصيدة عرابي وما جنى، لأحمد شوقي

هذه هي ثاني قصائد أحمد شوقي في هجاء أحمد عرابي. وقد نُشرت القصيدة في اللواء في العدد 600 بتاريخ 19 سبتمبر 1901 بعنوان "عرابي وما جنى"، وأيضاً بدون توقيع، وتبين أنها لشوقي، إذ نشرت جريدة اللواء من أحد مراسليها في السويس يصف فيها وصول عرابي، واتهانة الناس به، وعلقت اللواء على المقال بقولها: "هذا ما كتب به إلينا ذلك الكاتب الثائر ... ولئن أثارت عودة عرابي خواطر الكتاب فقد أثارت عواطف الشعراء ... ومن ذلك قصيدةٌ فريدةٌ في بابها جادت بها قريحة أبلغ الشعراء، وأشدهم إصابة للمقاتل بِسِنِّ يَراعه، رمى بها اليوم عن قوس اللواء في تلك الكبد الغليظة، وما من كلمة فيها إلا وهي سهم مسموم، لو أصاب حجراً صلداً لصدعه، وفيها من جد بالقول، وهزل المقول فيه، ما كشف الحجاب عن سخافة هذا وفساد أوهامه وترهاته وجهله وجبنه وما فيه من خلال أخرجته عن طور الرجال، وحعلته أضحوكة الأطفال."

والقصيدة هجاء لعرابي، تهكم به، واستهزاء بمن تابعوه، وسخرية من نسبه إلى الحسين بن علي، ولوم له لأنه لم يمت في ميدان القتال، ورضي أن يُحاكَم، وقبل تخفيف الحكم عليه من الإعدام إلى النفي. وفيها حملة عليه لأنه ودَّ أن يقابل ملك الإنجليز.

طالع القصيدة كاملة في عرابي وما جنى


أهلا وسهلا بحامــيها وفاديــها *** ومرحبـا وسلامــا يا عرابيهــا

وبالكرامة يا من راح يفضحها *** ومقدم الخـير يا من جاء يخـزيـهـا

وعد لها حين لا تـُغـْني مدافعها *** عن الزعيم ولاتجدي طوابيها

وارجع إليها فيالله فاتحها *** يوم الإياب ويالله غازيها

وانزل على الطائر الميمون ساحـَتـَها *** واجلس على تلها وانعق بواديها1

وبـِض لها بيضةً للنسر كافِلةً *** إن الدجاج عقيمٌ في نواحيهــا

واظْلِمْ صحيحَ البخاري كُلَّ آيَتِهِ *** ونَمْ عن الحرب واقرأ في لياليها2

واخرج القوم من مصر بخارقةِ *** تفوق "فاشودة" فيها وتنسيها3

من العجائب صاروا مِن أحِبـَّتها *** فيما زَعَمـْتَ وصاروا من أعاديها

كأن ما كان من حرْب ٍومن حَرَب ٍ *** عَتـْبُ المودةِ لا يودي بصافيها4

وضَعْ عِمامتك الخضراء من شرفٍ *** يَعرِفْك كلُّ جهول من أهاليها5

وقُصَّ رؤياك مكذوباً بمضحكها *** على البنين، ومكذوباً بمبكيها

فلست تـَعْدَمُ عُمياً من أكابـِرِها *** ولَسْتَ تـَعْدم بُكماً من أعاليها

ولَسْتَ تَعْدم في الأجواء ذا سَفـَهٍ *** يُحْصي الديون التي تَشـْكو ويَقـْضيها

قل للملك "إدورد" أصبت غِنىً *** عن الهنود وإرلندا وما فيها

هذا عرابي تمنى أن تقابلهُ *** وأن يَنالَ يَداً جَلَّت أياديها6

فَمُرَّ بإنكلترا تُزجي فيالِقَها *** وبالأساطيل تَدْوي في موانيها

ومُرَّ بلندرةٍ تبدو بزينتها *** وتنجلي للبرايا في مَجاليها

فأين "روبرس" منه إذ يُتَمِّمُها *** وأين "سيمور" منه إذ يوافيها؟

هذا الذي يعرف الإفرنج صولتهُ *** والبَرُّ يعلمها والبحر يَدريها؟

وسله بالله إن صافحت راحته *** ما نفسُهُ؟ ما مناها؟ ما مساعيها؟

وأين أيْمانُهُ اللاتي أشادَ بها *** ألا يُحَكَّم فيها غيْرَ أهليها

وأن يموت عزيزاً دون أرْبُعِها *** ولا يعيش ذليلاً في مغانيها

وقل لنا بلسان النيل تُوجعُهُ *** والنفس إن صَغُرَت لا شَيءَ يُؤذيها

تلك العظام بلا قبرٍ ولا كفن ٍ *** لولاك لم يَبْلَ في العشرينَ باليها7

فَاقْرَ السلام عليها حين تَنْدُبها *** وأمِّلِ العفوَ منها حين تَبكيها

وناجها مرة في العمر واحِدَةً *** لو كان سهلاً عليها أن تناجيها

اوردتها الموت لم تَبْلُغ بهِ شرفاً *** ولا توخيتَ بالأوطانِ تَنويها

...

يا بن الحسينِ، حُسينٌ ماتَ من ظمأ *** وأنت محتـَفِلٌ بالنفس تـُرويها

أبوة المصطفى ما زال يلبسها *** حرٌ قشيبُ ثياب العز ضافيها

حتى تنازعها في مصر صِبْيتُها *** دَعوى، وحتى تَرَدَّتها غوانيها

وأصبحت لجبان القوم مَنـْقَبة *** وزينةً لجهولِ القوم يُبديها

زعمت أنك أولى من أعِزتهـا *** بها، وأحنى عليها من مواليها

وكنتَ تطربُ إذ تتلى مَدائحـُها *** فأين دمعك إذ تُتلى مراثيها؟


صـَغـار في الذهـاب وفي الإياب *** أ هــذا كـــل شــأنك يـا عرابي؟1

عفـا عــنك الأبـاعد والأداني *** فمـن يعـفو عن الوطـن المصـاب؟

وما سألوا بـَنيكَ ولا بـَنينا *** ولا التفتوا إلى القوم الغـِضاب

فـَعـِش في مصرَ موفورَ المعالي *** رفيعَ الذكـْرِ مـُقتـَبـِل الشباب

أ فرقٌ بـَينَ سيلانٍ ومـِصـْـر *** وفي كِلْتـَيـْهـِما حـُمـْرُ الثياب؟2

يتوب عليك من منفاك فيها *** أناس منك أولى بالمتاب

ولا والله ما مـَلـَكوا عِتاباً *** ولا مـَلـَكوا القديـمَ من العِقاب

ولا ساوَوْك في صـِدْق الطـَّوايا *** وإن ساوَوْك في الشـِّيم الكـِذاب

حـُكومَة ذِلـَّةٍ وسـَراةُ جَهْلٍ *** كعـَهـْدِك إذْ تـُحـَيِّيك الطَّوابي

وإذ ضربوا وسيفك لم يجرد *** وإذ دخلوا ونـَعـْلُك في الرِّكاب3

وإذ مـُلِئـَت لك الدنيا نـِفاقاً *** وضاقت بالغباوة والتغابي

وإذ تـُقـْنَى المَعالي بالتمنِّي *** وإذ يـُغـْزَى الأعادي بالسـِّباب

وإذ تـُعطى الأريكة في النوادي *** وتـُعطى التاج في هـَزْلِ الخِطاب4

ستنظر إن رفعت بمصر طرفاً *** رِجال الوقتِ من تِلك الصحاب

وقد نـَبـَذوا جَنابَك حينَ أقْوى *** وقد لاذوا إلى أقوى جـَناب

وبالإنجيل قد حلفوا لِفـَومٍ *** كما حلفوا أمامك بالكتاب

يـُريدون النساء بلا حـِجابٍ *** ونحنُ اليوم أولَى بالحجاب

فماذا يَعـْلَمُ الأحـْياءُ عَنـَّا *** إذا ما قيلَ عاد لها عرابي؟


قصيدة عرابي وما جنى، لأحمد شوقي

هذه هي ثاني قصائد أحمد شوقي في هجاء أحمد عرابي. وقد نُشرت القصيدة في اللواء في العدد 600 بتاريخ 19 سبتمبر 1901 بعنوان "عرابي وما جنى"، وأيضاً بدون توقيع، وتبين أنها لشوقي، إذ نشرت جريدة اللواء من أحد مراسليها في السويس يصف فيها وصول عرابي، واتهانة الناس به، وعلقت اللواء على المقال بقولها: "هذا ما كتب به إلينا ذلك الكاتب الثائر ... ولئن أثارت عودة عرابي خواطر الكتاب فقد أثارت عواطف الشعراء ... ومن ذلك قصيدةٌ فريدةٌ في بابها جادت بها قريحة أبلغ الشعراء، وأشدهم إصابة للمقاتل بِسِنِّ يَراعه، رمى بها اليوم عن قوس اللواء في تلك الكبد الغليظة، وما من كلمة فيها إلا وهي سهم مسموم، لو أصاب حجراً صلداً لصدعه، وفيها من جد بالقول، وهزل المقول فيه، ما كشف الحجاب عن سخافة هذا وفساد أوهامه وترهاته وجهله وجبنه وما فيه من خلال أخرجته عن طور الرجال، وحعلته أضحوكة الأطفال."

والقصيدة هجاء لعرابي، تهكم به، واستهزاء بمن تابعوه، وسخرية من نسبه إلى الحسين بن علي، ولوم له لأنه لم يمت في ميدان القتال، ورضي أن يُحاكَم، وقبل تخفيف الحكم عليه من الإعدام إلى النفي. وفيها حملة عليه لأنه ودَّ أن يقابل ملك الإنجليز.

طالع القصيدة كاملة في عرابي وما جنى


أهلا وسهلا بحامــيها وفاديــها *** ومرحبـا وسلامــا يا عرابيهــا

وبالكرامة يا من راح يفضحها *** ومقدم الخـير يا من جاء يخـزيـهـا

وعد لها حين لا تـُغـْني مدافعها *** عن الزعيم ولاتجدي طوابيها

وارجع إليها فيالله فاتحها *** يوم الإياب ويالله غازيها

وانزل على الطائر الميمون ساحـَتـَها *** واجلس على تلها وانعق بواديها1

وبـِض لها بيضةً للنسر كافِلةً *** إن الدجاج عقيمٌ في نواحيهــا

واظْلِمْ صحيحَ البخاري كُلَّ آيَتِهِ *** ونَمْ عن الحرب واقرأ في لياليها2

واخرج القوم من مصر بخارقةِ *** تفوق "فاشودة" فيها وتنسيها3

من العجائب صاروا مِن أحِبـَّتها *** فيما زَعَمـْتَ وصاروا من أعاديها

كأن ما كان من حرْب ٍومن حَرَب ٍ *** عَتـْبُ المودةِ لا يودي بصافيها4

وضَعْ عِمامتك الخضراء من شرفٍ *** يَعرِفْك كلُّ جهول من أهاليها5

وقُصَّ رؤياك مكذوباً بمضحكها *** على البنين، ومكذوباً بمبكيها

فلست تـَعْدَمُ عُمياً من أكابـِرِها *** ولَسْتَ تـَعْدم بُكماً من أعاليها

ولَسْتَ تَعْدم في الأجواء ذا سَفـَهٍ *** يُحْصي الديون التي تَشـْكو ويَقـْضيها

قل للملك "إدورد" أصبت غِنىً *** عن الهنود وإرلندا وما فيها

هذا عرابي تمنى أن تقابلهُ *** وأن يَنالَ يَداً جَلَّت أياديها6

فَمُرَّ بإنكلترا تُزجي فيالِقَها *** وبالأساطيل تَدْوي في موانيها

ومُرَّ بلندرةٍ تبدو بزينتها *** وتنجلي للبرايا في مَجاليها

فأين "روبرس" منه إذ يُتَمِّمُها *** وأين "سيمور" منه إذ يوافيها؟

هذا الذي يعرف الإفرنج صولتهُ *** والبَرُّ يعلمها والبحر يَدريها؟

وسله بالله إن صافحت راحته *** ما نفسُهُ؟ ما مناها؟ ما مساعيها؟

وأين أيْمانُهُ اللاتي أشادَ بها *** ألا يُحَكَّم فيها غيْرَ أهليها

وأن يموت عزيزاً دون أرْبُعِها *** ولا يعيش ذليلاً في مغانيها

وقل لنا بلسان النيل تُوجعُهُ *** والنفس إن صَغُرَت لا شَيءَ يُؤذيها

تلك العظام بلا قبرٍ ولا كفن ٍ *** لولاك لم يَبْلَ في العشرينَ باليها7

فَاقْرَ السلام عليها حين تَنْدُبها *** وأمِّلِ العفوَ منها حين تَبكيها

وناجها مرة في العمر واحِدَةً *** لو كان سهلاً عليها أن تناجيها

اوردتها الموت لم تَبْلُغ بهِ شرفاً *** ولا توخيتَ بالأوطانِ تَنويها

...

يا بن الحسينِ، حُسينٌ ماتَ من ظمأ *** وأنت محتـَفِلٌ بالنفس تـُرويها

أبوة المصطفى ما زال يلبسها *** حرٌ قشيبُ ثياب العز ضافيها

حتى تنازعها في مصر صِبْيتُها *** دَعوى، وحتى تَرَدَّتها غوانيها

وأصبحت لجبان القوم مَنـْقَبة *** وزينةً لجهولِ القوم يُبديها

زعمت أنك أولى من أعِزتهـا *** بها، وأحنى عليها من مواليها

وكنتَ تطربُ إذ تتلى مَدائحـُها *** فأين دمعك إذ تُتلى مراثيها؟


قصيدة معركة التل الكبير، لأحمد شوقي

هذه هي ثالث قصائد أحمد شوقي في هجاء أحمد عرابي. وقد نُشرت القصيدة في اللواء في العدد 600 بتاريخ 12 يناير 1902 بعنوان "صوت العظام أو عرابي أمام قتلى التل الكبير"، وأيضاً بدون توقيع، وتبين أنها لشوقي، إذ في تقديم جريدة اللواء للقصيدة ما يدل على ذلك إذ تقول"... فإن خير ما جادت به قرائح شعراء مصر والعرب والإسلام قصيدة أنشأها أبلغ البلغاء، ننشرها اليوم عبرة للمعتبرين وغير المعتبرين، وعظة عالية للوطنيين والمارقين، وبها نكتفي عن نشر ما كتبه إلينا صفوة أبناء القطر عن مسعى الذين يريدون رد رتب عرابي ونياشينه إليه. ويحملّون الأمة عاراً فوق عارها، ولبيه فوق بلاياها الكبار."

وقدد كرر شوقي في هذه القصيدة ما قاله في قصيدتيه السابقتين وزاد، ودافع عن البيت العلوي، وعن سياسة الخديوي توفيق.

وهي من بحر الوافر: مفاعلتن مفاعلتن مفاعل ...

طالع القصيدة كاملة في قصيدة معركة التل الكبير (صوت العظام)


رابي كيف أوفيك الملاما *** جمعت على ملامتك المناما

فقف بالتل واستمع العظاما *** فإن لهــا كمــا لهمــو كلاما

سمعت من الورى جداً وهزلاً *** فأنت إذ تَقولُ القولَ فَصـْلا

كأنَّك قاتِلٌ والحُكْم يُتـْلَى *** عليكَ وأنت تنتظرُ الحِماما1

ولاتأمل من الأموات عفواً *** وإن كان الحسين أباكَ دَعوَى

ارَقْتَ دماءهم لعباً ولهوا *** ولم تعرف لغاليها مقاما

دماءٌ قد فَدَتْكَ ولم تصنها *** نَفَضْتَ يديكَ يوم "التل" منها

فكيف تنام عين الله عنها *** إذا غفل الملا عنها وناما؟

لقد سُفِكَت بجهلك شَر سَفْكٍ *** لغير شهادةٍ أو رفْعِ مُلكِ2

وأنت على قديم العز تبكي *** وتندُبُ رتبة لك أو وساما3

تقول لك العظام مقال صدقِ *** ورب مقالةٍ من غـير نُطـْقِ

قتلت المسلمين بغير حقٍّ *** وضيعت الأمانة والذماما

تقولُ: لقد بَقيتَ وما بقينا *** ثبتنا للعِدا حتى فَنينا


وغرك من أبي العباس حـِلمُ *** ولما يكتمل في الحكم عاماأ

وقفت له وما ظلم الأميـرُ *** ولم يكن اطمأن به السرير

فجل الخطب واضطربت أمورُ *** عَييت بأن تكون لها نِظاما

تقول مقالةً فيها اعتبارُ *** عشية حال بينكما الفـِـرار

أموت ٌ يا عرابي ثم عارُ *** يلازمنا بقائدنا لِزامــا؟

رمانا بالجـَبانة كلُّ شعبِ *** وسبـَّتنا الخلائق أيَّ سـبِّ

لأجلك حين لم تخرج لحرب *** ولا جرَّدتَ في الهيجا حسـامـا

وقيل: زعيمُهُم ولى الفِرارا *** وفي "بلبيس" قد ساقَ القِطارا

وخـَلَّفَ جيشه فوضى حيارى *** وقد بلغَ العِدا فيهم مَرامــا

نـُسائلُ عن عرابي لا نراهُ *** وننشد حامياً خَلَّى حمــاهُ

ركبنا الموتَ لم نركب سِواهُ *** وأنت رَكِبتَ للعارِ الظلامـا

...

رويداً يا شعوب الأرض مهلا *** فما كنا لهذا اللوم ِ أهــلا

أراكُمْ واحدٌ جبناً وجهلا *** فأنساكم مواقفنا العِظامــا

سلوا تاريخنا وسلوا "عليَّ" *** ألم يملأ بنا الدنيا دويـّا؟

لقد عاش الأمير بنا قويا *** وعشنا تحت رايته كرامــا

يـَعُزُّ بنا ويقهر من يشاءُ *** كأنا تحت رايته القَضــاءُ

لنا في ظلها وله عـَلاءُ *** ومجدٌ يملأ الدنيا ابتسامــا

ألم نكْفِ الحجاز عَوان حرب ِ *** وأنقذناه من حرب ٍوكرب ِ

فكنا للمهيمن خير حزْب ِ *** أجرنا الدين والبيت الحرامــا

سـَلوهُ وأهلَهُ أيامَ ثاروا *** ألم نقبض عليه وهو نارُ؟

وكان الدينُ ليسَ لهُ قرارُ *** فثبـَّتناهُ يومئذٍ دِعامــا

ألم نك خلف "إبراهيم" لما *** رَقى بجواده الأبراج شمـّـا؟

وكبَّر يوم "مورة" ثم سمّى *** فكنا الصفَّ إذ كان الإماما

وفي اليونان أحسنا البلاءَ *** وهز المسلمون بنا اللــواءَ

وقدمنا بوارجنا فِداءَ *** على الأمواج تضطرم اضطرامــا

وفي البلغار صـُلنا ثم صُلنا *** وطاولنا الجبال بها فَطُلنـا

وسَل عن بأسِنا سودانَ مِصـْـرا *** فعبد اللهِ والمهديُّ أدرى

بأنا الأسد إقداماً وأجرا *** إذا اصطدم الفريقان اصطداما

وفي المسكوف شـِدنا ذِكْرَ مـِصـْرا *** على قتلى بها مِنـّا وأسـْرى

بَلَغنا نحن والأتراك عُذرا *** وأرضَينا المهيمنَ والإمامـــا

وكان لنا بلاءٌ في "كريــدِ" *** بيومٍ ثائرِ الهيجا شديــد

أذبناها وكانت من حديد *** وأطفأنا لثورتها ضرامــا

رفعنا المُلك بالمهج الغوالي *** تسيل على القواضب والعوالي

وبالأذكار لم نحي الليالي *** ولا بتنا على الضيم نيامــا

...

تقول لك العظام: دع الأماني *** ولا تحفِل بسيفٍ غير قان ِ

وليس بذي الفقار ولا اليماني *** ولا المقهورِ رَفْعاً واستلاما

أراح الله منك حديدتيه *** وأنسى الناس ما عَلِموا عليه

وأنت تنبه الدنيا إليهِ *** وتفتأ تَذكُرُ العار الجـُساما

أما والله ما لُعَبُ الصِّغار *** ولا خشبٌ يُقَلِّدُ في "الحواري"4

لقد ضاع الفَخار على "الخفيـر" *** وضاعت عنده نِعَم الأميـــر

أمن تحت السلاح إلى الوزير ِ *** يُسَمى السيد البطل الهُماما؟5



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الثورة العرابية.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثورة العرابية..   الثورة العرابية.. I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 25, 2010 4:35 pm

الثورة العرابية والاحتلال البريطاني حتى الحرب العالمية الأولى


أولاً – الثورة العرابية:


نتيجة لازدياد الأزمة المالية في عهد الخديو إسماعيل؛ بدأ التدخل الأجنبي الذي تمثلت مظاهره في إنشاء "لجنة صندوق الدين" مايو 1876، ثم نظام "المراقبة الثنائية" في نوفمبر 1876 ، ثم "لجنة التحقيق الأوروبية" في يناير 1878 ، التي طالبت بضرورة تنازل الخديو عن أطيانه وأطيان عائلته كرهن لسداد الديون، كما طلبت اللجنة أن يحدث الخديوي تغييرا في نظام الحكم وينزل عن سلطته المطلقة؛ فاستجاب الخديو إسماعيل لمعظم تلك المطالب، وأصدر في 28 أغسطس سنة 1878 أمره المشهور بإنشاء مجلس النظار وتخويله مسئولية الحكم، وعهد إلى نوبار باشا بتأليف الوزارة التي عرفت باسم الوزارة المختلطة لوجود وزيرين أحدهما فرنسي والآخر إنجليزي فيها، وقد أساءت تلك الوزارة التصرف وذلك لميول نوبار إلى الأجانب على حساب المصالح المصرية؛ مما أدى إلى استياء الرأي العام المصري من جهة والخديو إسماعيل من جهة أخرى، فاستغل الخديو ثورة الضباط على وزارة نوبار وأجبر نوبار على الاستقالة وشكل وزارة مصرية برياسة شريف باشا واختار جميع أعضائها من المصريين وهنا ثارت جميع الدول الأوروبية على إسماعيل ونجحوا في التخلص منه بإقناع السلطان العثماني بعزله وتعيين ابنه توفيق في 26 يونيو 1879م.

استسلم توفيق للتدخل الأجنبي ورفض بتوجيه من إنجلترا وفرنسا التصديق على مشروع الدستور الذي كان والده قد أمر شريف باشا بإعداده، فاستقال شريف. والواقع أن الخديوي كان يميل إلى عودة الحكم المطلق إذ ألف الوزارة الجديدة وكان هو رئيسها فاستاء الرأي العام وأخذ جمال الدين الأفغاني ينشر الدعوة ضد التدخل الأجنبي فأمر الخديوي بنفيه إلى جدة، وأمر بتشكيل وزارة جديدة برئاسة رياض باشا الذي عرف عنه ميله إلى الحكم الاسبتدادي وميله إلى الأجانب، فأساء معاملة الوطنين وضيق الخناق عليهم، وأفسح المجال للتدخل الأجنبي بإعادة المراقبة الثنائية التي كان أول أعمالها في 2 أبريل سنة 1880 إنشاء "لجنة التصفية" التي خصصت نصف إيرادات مصر لسداد الديون؛ مما أثر بشكل كبير على كل مؤسسات الدولة، خاصة الجيش الذي عانى من تقليص الميزانية ومن وجود ناظر حربية جاهل ومتعصب للأتراك والشراكسة على حساب المصريين هو عثمان رفقي الشركسي.

ظهر نجم الزعيم الوطني أحمد عرابي الذي قدم عريضة في 15 يناير سنة 1891 ومعه عبد العال حلمي وعلى فهمي يطلبون فيها عزل وزير الحربية عثمان رفقي، فكان رد رياض باشا أن قبض عليهم، ومن هنا اشتعلت ثورة عرابي حيث تحرك بعض فرق الجيش وأخرجت عرابي وزملائه ثم ذهب الضباط والجند معا إلى سراي عابدين، وطلبوا عزل وزير الحربية فرأى الخديوي أن المقاومة لا تجدي فلم يسعه إلا قبول مطلب الضباط وتعيين محمود سامي البارودي وزيرا للحربية.

وبالفعل اشتعلت الثورة وأمر عرابي الآلايات باستعداد للحضور إلى ميدان عابدين في صباح يوم 9 سبتمبر سنة 1881 لتقديم مطالب الجيش والأمة وهى إسقاط وزارة رياض وطلب تشكيل مجلس نواب على النسق الأوروبي وزيادة عدد الجيش، فما كان من توفيق سوى الاستجابة لضغط العرابيين وتم تشكيل وزارة برئاسة شريف باشا. الذي لم يلبث أن استقال بعد أن أصر مجلس النواب على مناقشة الميزانية وتدخل إنجلترا وفرنسا من "المذكرة المشتركة الأولى" لمنع المجلس من مناقشة ميزانية الدولة. وتشكيل وزارة وطنية جديدة برئاسة محمود سامي البارودي وعين عرابي وزيراً للحربية فكان أول مصري يتولى هذا المنصب منذ أنشأ محمد علي الجيش المصري.

كانت فكرة العرابيين العامة متجهة إلى الإصلاحات وكانوا يفكرون في نشر التعليم الإجباري وإصلاح المحاكم الأهلية وكانت وزارة محمود سامي تشتغل بتأسيس مجلس أعلى للإدارة والتشريع ومنح مصر دستوراً يحدد اختصاصات الخديو والوزارة والمجلس، ولكن لم ترد انجلترا أن تسير الأمور بهذا الشكل، فدعت إلى عقد مؤتمر بالآستانة في يونيو 1882م للنظر في المسألة المصرية وتطورها، وفيه تعهدت الدول المشتركة بعدم التدخل في مصر أثناء انعقاد المؤتمر إلا أن مندوب انجلترا في المؤتمر اقترح أن تضاف إلى هذا التعهد جملة "إلا للضرورة القصوى" وبالفعل انتهزت انجلترا قيام عرابي بتحصين قلاع الإسكندرية فبادر الأميرال سيمور قائد الأسطول البريطاني بإرسال إنذار إلى الحكومة المصرية يطلب فيه تسليم بعض قلاع المدينة خلال أربع وعشرين ساعة وقد رفضت الحكومة المصرية هذا الإنذار فما كان من الأسطول البريطاني إلا أن وجه قنابله على الإسكندرية ولم تستطع قلاع المدينة الصمود طويلاً ونزلت القوات البريطانية إلى البر ولجأ الخديوي توفيق وأسرته إلى قصر التين حيث استقبله قائد القوات البريطانية، فبذلك أصبح الخديوي في حماية القوات البريطانية وأصدر أمراً بعزل عرابي لرفض مقابلته إلا أن الأمة ازدادت تمسكا به واستطاع عرابي أن يقيم تحصينات قوية عند كفر الدوار وتمكن المصريون بقيادة طلبة عصمت من صد هجمات الإنجليز نحو خمسة أسابيع ولما أخفق الإنجليز في اختراق تحصينات كفر الدوار فكروا في مهاجمة البلاد عن طريق قناة السويس لذلك عزم عرابي عن ردم القناة لولا أن فرديناند ديليسبس أوهمه بحياد القناة ولكن الإنجليز لم يحترموا حياد القناة واقتحموها وهزموا الجيش المصري في التل الكبير في 9 سبتمبر 1882 ثم دخلوا القاهرة في 13 سبتمبر.


ثانياً – مصر تحت الاحتلال:


وفى 25 سبتمبر 1882م وصل الخديوي توفيق القاهرة واستقبله الإنجليز استقبالاً عسكرياً وتم تشكيل محكمة عسكرية لمحاكمة عرابي وأنصاره، فصدر الحكم في 3 ديسمبر 1882م بإعدام عرابي(1) (2) وبعض رفاقه من الضباط الوطنيين واستبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان بعد تجريدهم من الرتب العسكرية ومصادرة أملاكهم ونفي كثير من الزعماء المصريين إلى خارج البلاد منهم الشيخ محمد عبده كما سجن كثير من المصريين. وهكذا انتهت الثورة العرابية وبدأ الاحتلال البريطاني البغيض لمصر الذي جثم على صدر البلاد أكثر من سبعين عاماً.

وبوقوع مصر تحت الاحتلال البريطاني أصبحت السلطة الفعلية في مصر للمعتمد البريطاني اللورد كرومر والذي سيطر على مقاليد الأمور في عهد توفيق وابنه عباس حلمي الثاني، وبدأت سياسة إخضاع الإدارة في مصر للعناصر الإنجليزية في كل مصلحة حكومية في الجيش والشرطة والمالية والأشغال والحقانية ولم تجد هذه السياسة أدنى اعتراض من الخديوي توفيق ، بيد أن عباس حلمي حاول المقاومة فقرب مصطفى كامل إليه (1) (2) (3) (4)، وسمح لأحمد عرابي بالعودة من المنفى، غير أنه لم يلبث أن تراجع عن موقفه وهادن الإنجليز حفاظاً على عرشه، خاصة عندما أصبح كتشنر مندوباً سامياً في مصر. ولكنه مع ذلك لم يستطع الحفاظ على العرش، فعندما قامت الحرب العالمية الأولى أعلنت إنجلترا حمايتها على مصر وعزلت عباس حلمي، وعينت عمه حسين كامل سلطاناً على مصر، ولما توفي في 1917 عينت أخيه فؤاد سلطاناً.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الثورة العرابية.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثورة العرابية..   الثورة العرابية.. I_icon_minitimeالسبت يناير 22, 2011 4:07 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الثورة العرابية..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الثورة الفرنسية.
» الثورة الأمريكية.
» الثورة البلشفية.
»  دماء الثورة على العشب الأخضر.
» بعض شباب الثورة و العابد والشجرة**

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: قسم التاريخ :: احداث تاريخية-
انتقل الى: